شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول المادّة و الطبيعة ✾ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-30-2013, 01:41 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

عندما ننظر إلى درب اللبانة فإن الضوء الذي نراه يكون قد ترك مصدره منذ 30 ألف سنة ضوئية مضت و أقرب مجرة لولبية (m31) تبعد 2مليون سنة ضوئية و نحن نراها كما كانت منذ 2مليون سنة و الكوازارات التي تبعد خمس بلايين سنة ضوئية أي قبل أن تتشكل الأرض و هكذا فإن هذه الأرقام تدل على أعمار أكبر بكثير من عمر الأرض, فما العمل للمصالحة بين ما لدينا من بيانات و ما ورد في الكتب الدينية ؟
الحل الوحيد هو القول أن الله قد خلق مؤخرا فوتونات الضوء التي تصل إلينا بصورة متماسكة !! لتضليل أجيال من علماء الفلك و إيقاعهم بسوء فهم عن وجود المجرات وأشباه النجوم و ثم دفعهم إلى الوصول إلى نتيجة مزيّفة بشأن اتساع الكون و قدمه!! أجد صعوبة كبيرة في تصديق أن أي إنسان مهما كان إخلاصه للوحي الإلهي بأي كتاب ديني يمكن أن يعتقد و يقتنع بجدية في ذلك.
إضافة إلى أن تاريخ النشاط الإشعاعي للصخور و وفرة فوهات التصادم في عدد من العوالم و تطور النجوم وتمدد الكون تقدم دليلا دامغا على أن عمر كوننا يصل إلى عدة بلايين من السنين.
يجب التمييز بين عمر الكون (15بليون سنة منذ الانفجار الكبير)
و عمر كوكب الأرض (4,5 بليون سنة)



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:42 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [12]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


و استمر الجدل حول وجود شيء مميز في حركتنا بما أننا غير قادرين على إيجاد شيء خاص و متميز يتعلق بوضعنا أو بعصرنا.
اعتقد نيوتن و علماء الفيزياء الكلاسيكيون كافة أن سرعة كوكب الأرض في الفضاء تشكل (إطارا مرجعيا متميّزا) و لكن ألبرت آينشتاين كان يرى ضرورة بقاء قوانين الطبيعة واحدة بصرف النظر عن سرعة المراقب أو إطاره المرجعي و اعتبر تلك الفيزياء (المطلقة) بقايا شوفينيّة أرضية تزداد ضعفا و طور نظريته النسبية الخاصة انطلاقا من ذلك.

أوضحت الملاحظات المتأنية أن النسبية الخاصة تعد وصفا دقيقا لكيفية صنع العالم
و بما أن ذلك يحدث فقط في السرعات العالية فإن حدسنا العادي يمكن أن يخطئ و تفضيلاتنا لا توضع في الحسبان و أننا لا نعيش في إطار مرجعي متميّز .
و استمر الجدال الديني قائما حول : إذا كان موقعنا و عصرنا و حركتنا و عالمنا لا تتسم جميعها بالتفرد , فنحن المتفردون لأننا خلقنا بشكل خاص مختلف عن الحيوانات الأخرى فالتفاني الخاص للخالق يبدو واضحا فينا.
(( الإنسان بغطرسته يعتبر نفسه عملا عظيما يستحق تفسير من إله )) هكذا كتب تشارلز داروين في مفكرته و كتب أيضا ((من التواضع , كما أعتقد , و الأصدق , أن نعتبره منحدرا من الحيوان )) و في منتصف القرن التاسع عشر أوضح كيف يمكن أن يتطور أحد الأنواع إلى نوع آخر من خلال عمليات طبيعية بالكامل.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:43 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [13]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

و استمر الجدل . . إذا كنا نرتبط بشكل وثيق ببعض الحيوانات الأخرى فإننا نختلف , ليس فقط من حيث الدرجة و إنما من حيث النوعية, بشأن أمور مثل : العقل و الوعي الذاتي و صنع الأدوات و الأخلاقيات و حب الغير و الدين و اللغة و نبل الشخصية و يمتلك البشر سمات تميّزهم عن بعضهم البعض . لكن هذا الموقف فيه مبالغة مفرطة في تفرّد الإنسان فالشمبانزي يفكر و يمتلك وعيا ذاتيّا و يصنع الأدوات و يبدو علامات التفاني و الإخلاص و غير ذلك .الإنسان و الشمبانزي يشتركان في 99,6% من الجينات الفعّالة .

إننا نميل لإضفاء السمات البشرية على الأشياء من حولنا , فسماء تحمل (تهديدا) و بحر (هائج) و ماسة (تقاوم) الخدش و يبدو أن إحدى المستويات القديمة في تفكيرنا تضفي الحياة و العاطفة و الفكر المتروّي على الطبيعة غير الحية, و فكرة امتلاك الأرض لوعي ذاتي أخذت بالنمو مؤخرا على أطراف فرضية Gaia و هذا الإعتقاد كان مألوفا لدى قدامى اليونان و أوائل المسيحيين.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:44 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


يبدو أن المواقف الروحانية لا تزال تنشر, فقد أوضح مسح أمريكي في 1945 أن 75% , من الاستطلاع الذي أجري , كانوا راغبين في التصريح بأن الشمس غير حيّة أما في عام 1989 , كانت النسبة 30% فقط لنفس الرأي السابق.
و استطلاع آخر عما إذا كان إطار عجلة السيارة قادرا على الشعور بأي شيء فقد أنكر 90% ذلك (1945) و 73% فقط أنكروا ذلك أيضا في (1989) .
يجب أن نقر , في بعض الأحيان , شئنا أم أبينا , أننا على نحو مميّز نسقط سماتنا المميزة الخاصة على الطبيعة و ذلك يؤدي إلى رؤية مشوّهة دوما للعالم.

فليكن,نحن لسنا عظماء و نرتبط بصورة مزرية بالقردة , و لكننا أفضل الموجودين, فنحن في النهاية المخلوقات الذكية الوحيدة في الكون, ....,هكذا كان الجدال التالي.
قال الفيلسوف اليوناني القديم كريسبس : "إن أي إنسان موجود يعتقد في عدم وجود شيء في العالم بكامله أسمى منه , إنما يعد حالة مختلة من العجرفة" و حقيقة أننا لم نجد حياة خارج الأرض حتى الآن لن تمنعني من التخمين أن الكون مملوء بكائنات أذكى و أكثر تقدّما من الإنسان و مازلنا في مراحل البحث المبكرة و القضية مفتوحة على مصراعيها و هذا القول مبني على حجة جديرة بالتصديق , مستقاة من عدة كواكب و هي وجود المادة العضوية في كل مكان , و من المقياس الزمني الضخم المتاح أمام تطور الحياة.

في كل عام , يرتطم مدّ التقدم العلمي بشاطئ أبعد قليلا عن جزيرة التفرد الفكري للبشر , فهذه أجهزة كومبيوتر تقوم بسهولة بإجراء حسابات و عمليات رياضية لا يمكن لأي بشر أن يقوم بها دون معونة من نوع ما , كما تتفوق على أساتذتها في الشطرنج و تفهم و تتحدث الإنكليزية و غيرها و تكتب قصصا للقراءة و تتعلم من أخطائها

يتبع ....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:45 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [15]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

تحياتى طيبة ..

هنا فى هذه الجزئية من الكتاب يمسك كارل ساجان بالعصب العارى للإنسان .
ترضى هذه الجزئية قناعاتى الفكرية التى قادتنى إلى اللادينية والإلحاد ..كما ترضى فهم وفكر الزميلين sidrjal ..fcb

الاستنزالات الكبيرة للمكانة >>>>>>>>>>> تتمة

إن البحث عن وضع مميز للبشر لن يتم التخلي عنه إطلاقا و يطلق عليه في الفيزياء و علم الفلك المبدأ البشري (Anthropic principle) و يسمى أيضا بمركزية الإنسان في الكون (Anthropocentrism) و يقول هذا المبدأ الضعيف : إن كانت قوانين الطبيعة و الثوابت الفيزيائية مختلفة فلن نتمكن من معرفة أصل البشر,
و في ظل قوانين و ثوابت أخرى , لم تكن الذرات لتتماسك و لتطوّرت حياة على الكواكب القريبة و لما كانت العناصر الكيميائية التي تتشكل منها الحياة لتولد على الإطلاق . .. . . و هكذا , فمع قوانين مختلفة . . . لن يوجد إنسان.

هذا حول المبدأ البشري الضعيف : قم بتغيير قوانين الطبيعة و ثوابتها فيظهر كون جديد مختلف تماما لن ينسجم مع الحياة و هذا كلام لا أساس له من الصحة فمن المعروف أن كوننا الحالي متعارض تقريبا مع الحياة أو مع ما ندركه كضروري لها فإن 10_ 37 من حجم الكون يمكن أن تزدهر به الحياة و الباقي بارد و يلفه فراغ أسود و ملوث بالنشاط الإشعاعي.

بالمقابل , المبادئ البشرية (القوية) تستنتج أن قوانين الطبيعة و قيم الثوابت الفيزيائية تأسست بحيث يأتي البشر إلى الوجود و لا تسأل كيف تم ذلك , و تقول إن جميع الأكوان الأخرى المحتملة هي غير قابلة للحياة. و يبدو الأمر كأن أربح أول رمية في لعبة و أنا أعرف أن هناك 54 بليون بليون بليون (2810*5,4) رمية أخرى محتملة كان يمكن أن أقوم بها . . . ثم أستنتج بكل بلاهة أن إله الحظ يفضّلني.
نحن لا نعرف كم عدد الأكوان الأخرى , أو قوانين الطبيعة و الثوابت الفيزيائية التي يمكن أن تقود إلى وجود حياة و كائنات ذكية.

تصوّر أندريه ليندي , الذي عمل سابقا في معهد ليبيديف للفيزياء في موسكو و الآن يعمل في جامعة ستانفورد , وجود كون أضخم بكثير من كوننا ربما يمتد إلى اللانهاية سواء في الزمان أو في المكان.
في ذلك الكون يوجد نوع من زغب الكم (الكوانتم) حيث الهياكل الدقيقة الأصغر من الإلكترون تتشكل في كل مكان و يعاد تشكيلها و تتشتت , و منها تخلق ترددات الفضاء الفارغ تماما أزواجا من الجزيئات الأوّلية , إلكيترون و بوزيترون .
و في زغاوي فقاعات الكوانتم تتضخم شظية دقيقة لتنمو و تنجز أكوانا جديرة بالإحترام و هي أكوان بعيدة جدا عنّا ( أبعد من ال15 بليون سنة ضوئيّة المقياس التقليدي لكوننا) و إذا كانت هذه الأكوان موجودة فلا سبيل للنفاذ إليها و هي تصل إلى الحد الأقصى من حجمها ثم تنهار و تنكمش إلى مجرد نقطة ثم تختفي للأبد و منها ما يمكن أن تتذبذب و منها ما يمكن أن ينمو دون حدود , و في مختلف هذه الأكوان سيكون هناك قوانين مختلفة للطبيعة.

و كما يطرح ليندي , إننا نعيش في كون ظروفه الطبيعيّة ملائمة للنمو و التضخّم و التمدد و المجرات و النجوم و العوالم و الحياة , و نتصور أنه متفرّد و لكنه واحد من عدد ضخم و ربما لا نهائي من الأكوان الثابتة و المستقلة و المنعزلة بتساوي و لسوف توجد الحياة في بعضها و لا توجد في بعضها الآخر.
وهكذا يصبح كوننا ليس سوى موضع خلفي منعزل حيث التشكل لكون أضخم و أقدم لا نعرف له بداية و لا يمكن ملاحظته على الإطلاق و إذا ما صح ذلك فإننا سنحرم من بقايا كبريائنا البالية بشأن عيشنا في كون أو عالم وحيد و سنجد عمليات تمدن مدمرة أخرى ما تزال في انتظارنا.

إن غالبية النقاشات قد استقرّت الآن على نحو حاسم لمصلحة موقف , مهما كان مؤلما , يمكن تلخيصه في جملة واحدة , ليست لنا القيادة في الدراما الكونية و لدينا أسباب جيدة لكي نتحلّى بالتواضع.

يتبع ...



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

مازلنا مع الرائع كارل ساجان ..ومازال يقبض بيديه على عصبنا العارى .

كون غير مصنوع من أجلنا

بغض النظر عما يدعيه العلماء فإننا نتجاهل اكتشافاتهم في أحاديثنا اليوميّة , فلا نتحدث عن الأرض التي تدور إنما عن الشمس التي تشرق و تغرب. نحن لم نتمكن حتّى من إيجاد تعبيرات لبقة تنقل بدقة الاستبصار المتعلق بمركزية الشمس , ففي لغتنا : إننا في المركز و كل شيء آخر موجود من حولنا نحن , و ندرّسه للأطفال على هذا الأساس.

في العام 1633, أدانت الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة جاليليو لأنّه كان يعلّم تلاميذه أن الأرض تدور حول الشمس . يقارن جاليليو في مقدمة كتابه , بين الفرضيتين : مركزية الأرض و مركزية الشمس بالنسبة للكون , و يكتب قائلا :
سوف يجري اختبار الظواهر السماوية تدعيما لفرضية كوبرنيكوس حتى تنتصر هذه الفرضية بالكامل , و يعترف أيضا في موضع آخر : و لا أستطيع أبدا الإعجاب بما يكفي (بكوبرنيكوس و أتباعه) فقد مارسوا العنف ضد حواسهم , من خلال قوة العقل المحضة . لتفضيل ما يقول لهم العقل عما توضحه لهم التجربة الحسية بجلاء ...

أعلنت الكنيسة في اتهامها لجاليليو , مايلي :
إن المذهب الداعي إلى أن الأرض ليست مركز الكون و أنها غير ثابتة بل تتحرك خلال دوران يومي , يعد مذهبا منافيا للعقل و زائفا , سواء من الوجهة السيكولوجية أو اللاهوتيّة : إنه , على أقل تقدير خلل في الإيمان .

و قد أجاب جاليليو :
إن إدانة مبدأ حركة الأرض و ثبات الشمس تقوم على أساس ما يرد في كثير من المواضع في الكتاب المقدّس حول حركة الشمس و ثبات الأرض ... و يقال من الناحية الدينية , إن الكتاب المقدس لا يكذب أبدا , و لكن ما من أحد يمكن أن ينكر أن هذا الكتاب يتسم في كثير من الأحيان بالإبهام , و يصعب اكتشاف معانيه الحقيقيّة , و أعتقد أننا عند مناقشة مشكلات الطبيعة , لا ينبغي أن نبدأ بالكتاب المقدس و إنما بالتجارب و البراهين.

ولكن جاليليو عند ارتداده العلني عن أفكاره (في 22 يونيو 1633م) , كان مجبرا أن يقول : . . . . . إنني بقلب مخلص و إيمان صادق , أعلن التخلي عن هذا الاعتقاد , بل و ألعن و أبغض كل إثم أو هرطقة , و بشكل عام كل و أي إثم أو طائفة تتناقض مع الكنيسة الكاثوليكيّة المقدّسة.

كان القلق الأسقفي يمر بفترات مد و جزر منذ عصر جاليليو و وصل إلى ذروة المد في العام 1864م حيث قدم البابا بيوس التاسع (مناهج الآثام) و عقد اجتماعا لمجلس الفاتيكان للإعلان عن أن الكنيسة الكاثوليكيّة معصومة من الخطأ.
و مما يثير فخر الكنيسة أنها تبرّأت في العام 1992م من إدانتها لجاليليو و ما تزال غير قادرة على رؤية دلالة معارضتها كما دلل البابا جون بول في خطبة عام 1992م و تعترف محكمة التفتيش التي أدخلت جاليليو الكهل الواهن إلى زنازن أبراج الكنيسة بذلك . لم يكن ذلك الموقف مجرد حذر أو قيد علمي أو كرها للتحول عن نموذج فالرقابة على الآراء الأخرى و تعذيب أنصارها يكشف عن نقص في الإيمان بالمذهب ذاته , لماذا كان من الضروري تهديد جاليليو و تحديد إقامته ؟ ألا يمكن للحقيقة أن تدافع عن نفسها عند مواجهتها مع الخطأ ؟

لقد فهم أسلافنا أصول الأشياء من خلال التقدير الاستقرائي النابع من واقع خبرتهم الخاصة , فالعالم بالنسبة لهم كان فقسا من بيضة كونيّة أو لقاء بين الإله الأب و الإلهة الأم أو منتجا من ورشة الخلق في آخر محاولة من عدة محاولات فاشلة.
في كل ثقافة , كنا نتخيل شيئا, يماثل نظامنا السياسي , يدير الكون و قليلون من شككوا في هذا التشابه .
و بعد تطور العلم , عرفنا أننا لسنا مقياسا لكل شيء و أن الكون ليس مجبرا على التوافق مع ما نراه مريحا و مقبولا و تعلمنا عن حسّنا العادي و رفع العلم وعينا لمستوى أعلى و هذا بحد ذاته , خطوة نحو النضج .

لكن لماذا نتوق بشدة إلى الاعتقاد بأن الكون كله مصنوع لأجلنا؟ لماذا تروق لنا الفكرة إلى هذا الحد ؟ لماذا نحتضنها؟
إنها فكرة ترضي غرورنا , قال ديموسثينس :"إن ما يرغب فيه الإنسان يتخيل أيضا أنه حقيقي" , و يعترف القديس توما الأكويني بابتهاج :" إن نور الإيمان يجعلنا نرى ما نعتقد فيه". و لكن هناك شيء آخر ,
إنه نوع من المركزيّة العرقيّة (ETHNOCENTRISM) بين الرئيسيات فنحن , بأكثر الحالات , ندين بالحب و الولاء لأي جماعة صغيرة ولدنا في إطارها , مهما كانت , أما الجماعات الأخرى فهم أقل منا احتراما , و ذلك بالتأكيد هو النموذج القائم بين أعضاء جماعات الشمبانزي , أقرب أقربائنا في المملكة الحيوانيّة و قد أدت هذه النظرة , عبر ملايين السنين , إلى تكوين حس تطوري هائل.

لا يوجد سبب للدهشة طالما أن هذه هي طريقتنا الطبيعية في النظر إلى العالم و ليس من قبيل الفكاهة إذن أن يكون لدينا مجموعة من العلماء يقولون لنا :"أنتم عاديون , و غير مهمين , و لا تستحقون ميزاتكم , و ليس هناك شيء خاص بالنسبة لكم "
على ما يبدو أن العلماء يشعرون بنوع من الرضا من جراء الحط من قدر البشر . لماذا لا نصبح متوافقين معهم ؟! يبدو العلم في هذه النقاشات باردا ونائيا و هادئا و منفصلا و غير مستجيب للاحتياجات البشرية .

ما الذي نبغيه من الفلسفة و الدين ؟ التلطيف ؟ العلاج ؟ الراحة؟
إن رعب عدم توافق الكون مع تفضيلاتنا يبدو طفوليا و ليست الطريقة العصرية في إلقاء اللوم على الكون فهي حماقة بالفعل و لكن إلقاء اللوم على الوسائل التي نعرف الكون من خلالها و هي , العلم.

يتبع ..



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:48 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [17]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

تحية عاطرة....

العلم الحديث يقدمنا كحادث عرضي و الكون هو سبب وجودنا و لسنا سبب وجوده و الإنسان الحديث في نهاية المطاف لا يمثل شيئا و ليس له دور في عملية الخلق.
إن العلم مزعج على المستوى الروحي و يحرق جميع الأسس و التقاليد القديمة , إنه بالفعل لا يستطيع التعايش مع أي شيء . إن العلم يكشف مشهد الطبيعة الصامت الغريب , ولا يمكن للبشر التعايش مع هذا الكشف .

و لكن ما هو البديل للطرح العلمي حول موقعنا في الكون؟
هل هو التظاهر بعناد باليقينيّة ؟ هل هو تبنّي منظومة اعتقاد مريحة بغض النظر عن مدى توافقها مع الواقع؟ إذا لم نعرف ما هو الحقيقي , كيف لنا أن نتعامل مع الواقع؟
العلم يبدو شديد العقلانيّة و محدّدا بالقياس و مجرّدا تماما و نتائجه مستمدّه من استجواب الطبيعة و ليست مصمّمة سابقا لتلبية رغباتنا .

تغلب العلم على الدين في مجال الترويع, في بعض الجوانب. هل نظر أي دين من الأديان الأساسية إلى العلم و توصل إلى نتيجة مفادها هذا أفضل مما كنّا نعتقد أو إن الكون أكبر بكثير مما قال أنبيائنا و أكثر براعة و رونقا و لا بد أن الإله أعظم مما تخيّلنا. لو عشت قبل ألفين أو ثلاث آلاف سنة , لم تكن ستخجل من الاعتقاد بأن الكون مصنوع من أجلنا فقد كانت فرضية تنساق مع كل ما عرفنا و لكن منذ ذلك الحين ونحن نكتشف أمور جديدة فالتمسك بهذا الرأي اليوم يعد تجاهلا للدليل و هروبا من معرفة الذات و الواقع كما هو.

" إن سخف الحياة , الذي لا معنى له , هو المعرفة الوحيدة المتاحة للإنسان التي لا تقبل الجدل " هكذا كتب ليوتولستوي . إن عجرنا مثقل بالأعباء بسبب عمليات افتضاح الزيف المتعاقب لأفكارنا فنحن وافدون جدد و نعيش في الأرياف الكونية و نشأنا من الميكروبات و الوحل , القردة أعمامنا و قد توجد كائنات أذكى منّا في أماكن أخرى و فوق هذا كله نحن نحيل كوكبنا إلى فوضى و نصبح مصدر خطر على أنفسنا.

في ظل هذا الواقع القاسي , نحن نغلق عيوننا و نتظاهر أننا بأمان . إننا نفقد إجماع الرأي حول موقعنا في الكون و لا يوجد رؤية بعيدة المدى متّفق عليها حول هدف نوعنا فنحن نصبح غير مستعدين لمعرفة الاستنزالات الكبرى للمكانة. حتى إذا كان الدليل ضئيلا فنحن نصبح أكثر رغبة في الاستماع إلى أننا شيء خاص.

إذا اتّسم منظورنا الجديد بالمعرفة العميقة و تغلّبنا على خوفنا من ضآلتنا , فسنجد أنفسنا على مشارف كون فسيح . نحن نحدّق في الفضاء عبر بلايين السنين الضوئية لنرى هذا الكون بعد فترة وجيزة من الانفجار الكبير و نفحص بدقة البنية الدقيقة للمادة و نقرأ اللغة الوراثية المدوّن بها مختلف مهارات و ميول كل كائن على هذا الكوكب و نكشف الغطاء عن خفايا أصلنا و ندرك طبيعتنا و إمكاناتنا و نبتكر الأدوية و التحصينات و اللقاحات التي تنقذ حيوات الملايين . نتصل ببعضنا بسرعة الضوء و ندور حول الأرض في ساعة و نصف و قد أرسلنا سفن إلى ما يزيد عن سبعين عالما و أربع سفن فضائية إلى النجوم و لنا الحق في التمتّع بإنجازاتنا.

برزت الأديان عند أسلافنا كمحاولات للاسترضاء و السيطرة , إن لم يكن بدرجة كبيرة لفهم الجانب المضطرب من الطبيعة , حيث البرق و العواصف و الزلازل و الطاعون و الجفاف و الشتاء الطويل. و قد أتاحت لنا الثورة العلمية إلقاء نظرة خاطفة على الكون و إذا فهمنا الطبيعة فأن هناك آفاق للسيطرة عليها و بهذا المعنى فإن العلم ولّد الأمل.

لقد خيضت نقاشات كثيرة تتعلق بالتخلص من ضيق الأفق و دون تفكير في تضميناتها العلمية, و لكن بعضها أسفر عن فوائد علميّة عميقة فمنهج التفكير الرياضي ذاته , الذي استعان به إسحاق نيوتن لتفسير حركة الكواكب حول الشمس , هو الذي أفضى إلى غالبية تكنولوجيا عالمنا الحديث.
إننا نتوصل إلى نتائج تبدو مروّعة للوهلة الأولى : كون أضخم وأعرق بكثير مما تصوّرنا بحيث نتضائل إلى جواره و تتواضع خبراتنا الشخصية و التاريخيّة , كون تولد فيه شموس كل يوم و تفنى عوالم , كون تتشبث فيه الإنسانيّة بكتلة غامضة من المادة تدعى الأرض.

كم سيكون مرضيا إلى أقصى حد أن نوضع في حديقة مصنوعة خصيصا لنا و فيها من نستخدمهم لخدمتنا. يبدو أنه توجد قصة مشهورة تماثلها , باستثناء أنه لم يكن كل شيء مصنوع خصيصا لنا , و كانت فيها شجرة غير مسموح لنا بالتهام ثمارها, إنها شجرة المعرفة , فالمعرفة و الحكمة و الفهم كانت من الممنوعات علينا في هذه القصة فكان ينبغي علينا أن نبقى جهلاء . و لكننا لم نستطع مساعدة أنفسنا في ذلك , فنحن , كما يقال , خلقنا جوعى للمعرفة و هذا أصل مشاكلنا بل هو السبب الرئيسي أننا لم نعد نعيش في تلك الحديقة بعد أن اكتشفنا الكثير . كنا نقول لأنفسنا أننا السبب في صنع الكون و ما أن بدأنا نعرف حقيقة هذا الكون حتّى طردنا من جنة عدن و وقف الملائكة حرّاسا على أبواب الجنة لمنع عودتنا و رحنا نندب ذلك العالم المفقود, المسألة تبدو لي حمقاء و عاطفيّة , فلم يكن ممكنا أبدا أن نظل ننعم بالجهل إلى الأبد.

كثير مما نلقاه في هذا الكون يبدو مصمما , فنتنهد بارتياح و نأمل أننا سنجد المصمم و لكننا بالأحرى نكتشف على الدوام أن العمليات الطبيعيّة – الإنتخاب التصادمي للعوالم مثلا , أو الانتخاب الطبيعي للمستودعات الجينيّة أو حتّى نموذج الحمل الحراري في ماء يغلي داخل وعاء , يمكن أن تستخرج النظام من الفوضى و تخدعنا في استنتاج هدف حيثما لا يوجد شي

يتبع ...



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:49 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [18]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

هل توجد حياة ذكيّة على كوكب الأرض؟

لقد حولنا الكرة الأرضية لتلائم راحتنا و فائدتنا و ذلك كلّه على السطح حيث يمكنك تمييز الطرقات و الأرصفة و السيارات و لوحات الإعلانات و النصب التذكاريّة المصنوعة من الزجاج و بطبيعة الحال , بالإضافة للبشر , لن تجد سوى البشر في مراكزنا و تجمعاتنا الكبرى. باستثناء بعض الأشعة الساكنة و سفينة فضاء جسورة في بعض الأحيان , فإن تأثيرنا في الكون لا يذكر.

تصور أنك في سفينة فضاء استكشافيّة تدخل مجموعتنا الشمسيّة و تريد أن تدرس كواكب هذا النجم الرتيب. إنها كواكب جميلة بعدة ألوان و أنت مهتم بالكشف عن جميع هذه العوالم و بشكل خاص الكشف عن وجود حياة ذكيّة فيها. طبعا لم تكن لديك معرفة سابقة بكوكب الأرض. للمجرات أخلاقيات فأنت تعتبر الهبوط على هذه العوالم محظور تماما فيمكنك الطيران عبرها و الدوران حولها و اكتشافها من بعيد فقط.

مع اقترابك من كوكب الأرض , و كانطباع أول , سترى سحب بيضاء , قمم قطبية بيضاء , قارات بنيّة اللون , و مادة تميل إلى اللون الأزرق تغطي ثلثي السطح تقريبا. عند قياس حرارة هذا العالم عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي يبعثها ستجد معظم مناطقه درجتها أعلى من درجة تجمد الماء و درجة القمم القطبية أقل , فإن تشكل القمم القطبية من ماء صلب يعد تخمينا معقولا و تتشكل السحب أيضا من ماء سائل و صلب.

قد تستهويك فكرة أن المادة الزرقاء ليست سوى كميات هائلة من الماء السائل و تصل إلى عدة كيلومترات في العمق , و هي فكرة غريبة و خاصة فيما يتعلق بهذه المنظومة الشمسية. و عندما تفحص الطيف المرئي و طيف الأشعة تحت الحمراء , ستجد الجليد المائي عن القمم القطبية بالتأكيد و بخار ماء في الهواء أيضا و هذا يفسر وجود السحب البيضاء, بالتالي ستتأكد النظرية الغريبة لأن هذا المقدار هو الكميّة المناسبة التي يجب أن توجد بسبب التبخر.

وتكشف أجهزة السبكترومتر أن خمس الهواء على هذا العالم يتكوّن من الأكسجين حيث أن هذه الكمية لا توجد في أي عالم آخر من عوالم هذه المجموعة الشمسيّة.
فمن أين تأتي هذه الكميّة كلها؟ إن ضوء الأشعة فوق البنفسجية القادم من الشمس يكسّر جزيء الماء إلى مكوناته. سرعان ما يهرب الهيدروجين نحو الفضاء لأنه الأخف فيبقى الأكسجين و هذا يفسّر وجوده في الغلاف الجوّي , و لكن من أين هذه الكمية الكبيرة؟

حسنا , هناك إمكانية أن يكون الضوء الذي تصبّه الشمس بكميات هائلة , يجري استخدامه على كوكب الأرض لتكسير جزيئات الماء و لكن هذا ممكن فقط في حال وجود حياة. لا بد إذا أن توجد نباتات ,وهي أشكال من الحياة ملونة بمادة صبغيّة (Pigment) , فتمتص الضوء المرئي و تشق جزيء الماء عن طريق تخزين طاقة اثنين من فوتونات الضوء و هكذا تخرج الأكسجين و تبقي الهيدروجين الذي تستخدمه لتركيب الجزيئات العضويّة. انتشار النباتات في أنحاء الكوكب تثير تساؤلات عديدة .

و لن تندهش لاكتشاف الأوزون (O3) في الغلاف الجوي , مع كل هذا الأكسجين , لأن ضوء الأشعة فوق البنفسجيّة يصنع الأوزون من الأكسجين الجزئي (O2) و بعدئذ يمتص الأوزون الأشعة فوق البنفسجيّة الخطرة , و هكذا , إذا كان الأكسجين ناشئا عن الحياة فإن هذه الحياة تحمي نفسها عن طريقه, و لكن بطبيعة الحال قد تكون هذه الحياة مجرد نباتات تقوم بالبناء الضوئي و لا تحتاج لمستوى عالي من الذكاء.

عندما تفحص القارات من موقع أقرب ستجد نوعين من المناطق . الأولى توضح جميع الصخور و المعادن العادية , مثل باقي العوالم , و الثانية تكشف عن مادة تغطي مساحات واسعة و تمتص الضوء الأحمر بقوّة و قد تكون هي الصبغيّة المطلوبة . حقيقة , إنها لمحة أقوى الآن فأنت لم تجد مجرد حشرة هنا أو هناك و إنما سطح كوكبي يتدفق بالحياة , و هذه الصبغيّة هي الكلوروفيل : إنه يمتص الضوء الأزرق و الضوء الأحمر أيضا و هو المسؤول عن اخضرار النباتات و عليه فما تراه هو كوكب مكسو بالنباتات . و هكذا تجد أن كوكب الأرض له ثلاث خصائص : المحيطات و الأكسجين و الحياة و هي بلا شك مترابطة.

و عندما تتفحّص طيف الأشعة تحت الحمراء للكرة الأرضية فستكشف لك عن وجود ثاني أكسيد الكربون (CO2) و الميثان (CH4) وغيرها و هي تعمل على تدفئة الكوكب فمن دونها ستصبح درجة حرارته تحت نقطة تجمد الماء.

وجود الأكسجين و الميثان معا في الغلاف الجوي يعد أمرا فريدا , و لكن قوانين الكيمياء واضحة : عند زيادة الأكسجين ينبغي أن يتحوّل الميثان بالكامل إلى ماء (H2O) و ثاني أكسيد الكربون(CO2) و العملية توصف بكفاءة عالية حيث لن يوجد أي جزيء منفرد من الميثان في الغلاف الجوي و لكنك تجد الميثان في واحد من مليون جزيء و هذا يناقض قوانين الكيمياء , فماذا يعني؟

التفسير المقبول للآن هو أن الميثان يحقن داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض بسرعة تتعدى سرعة تفاعله مع الأكسجين . من أين يأتي كل هذا الميثان؟
هل يعقل أنه يتسرب من جوف الكوكب؟ و لكن هذا لا يصح من الناحية الكمية.
البدائل الوحيدة المطروحة هي البدائل البيولوجية , فالميثان يأتي من مصادر مثل بكتيريا المستنقعات و زراعة الأرز و حرق الخضرة و الميثان الطبيعي يأتي من آبار النفط , و من غازات بطون الثيران . وجود الميثان في الغلاف الجوي الأرضي يعد دليل على وجود حياة.

إن عالما غريبا يطير على مقربة من كوكبنا قد لا يقدر من ذلك الموقع على استنتاج وجود مستنقعات أو أرز أو نار أو نفط أو بقر فهو سيستنتج وجود حياة فقط.
جميع علامات وجود الحياة التي ناقشناها الآن هي نتاج لأشكال بسيطة نسبيا , فالميثان في معدة البقر تولده بكتيريا متوطنة فيها.

إذا حلقت سفينتك الفضائية على مقربة من الأرض منذ مائة مليون سنة في عصر الديناصورات فبالتأكيد كنت ستجد أكسجين و أوزون و صبغ الكلوروفيل و كمية وفيرة من الميثان و أما الآن فستجد علامات على وجود تكنولوجيا عالية إضافة لوجود الحياة.

لقد وُجدت انبعاثات راديو من عوالم أخرى غير مأهولة و تلك يتم توليدها عن طريق الإلكترونات التي أعاقتها المجالات المغناطيسيّة القوية للكوكب و عن طريق الحركات الهيولية عند جبهة التصادم التي تفصل هذه المجالات المغناطيسيّة عن المجال المغناطيسي الواقع بين الكواكب و كذلك عن طريق البرق و بعض هذه الانبعاثات الراديوية يظل مستمرا و بعضها يأتي في صورة تفجرات متكررة و بعضها تأتي لدقائق قليلة ثم تختفي .

إن الأمر يختلف في كوكب الأرض فجزء من ارسال الراديو هو بالضبط الترددات أينما تبدأ موجات الراديو في التسرب خارج المجال الأيوني ( الأيونوسفير) للكوكب و هي المنطقة المشحونة كهربيا فوق طبقة الستراتوسفير التي تعكس و تمتص موجات الراديو . و هناك تمدد مركزي لكل إرسال تضاف إليه إشارة معدّلة (متتالية مركبة من عمليات الفتح و الإغلاق , و لا توجد إلكترونات بالمجالات المغناطيسيّة أو موجات تصادم أو عمليات تفريغ للشحن بالبرق يمكن أن تولد شيئا من هذا النوع .

يتبع ...



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 01:50 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [19]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

تحية وسلام ...

نأتى إلى الجزء الأخير من إقتباسنا لكتاب - كوكب الأرض ..نقطة زرقاء باهته

هل توجد حياة ذكيّة على كوكب الأرض؟

وجود حياة ذكية هو التفسير الوحيد الممكن و استنتاجك أن إرسال الراديو يعزى إلى التكنولوجيا الموجودة على كوكب الأرض يبقى صحيحا بغض النظر عما تعنيه عمليات الفتح و الإغلاق و هكذا ستعرف أن نوعا , على الأقل , من الأنواع الموجودة قد حقق تكنولوجيا الراديو , و لكن أي نوع هذا؟ الكائنات التي تصنع الميثان؟ ..التي تولد الأكسجين؟ التي تلون السطح بالأخضر؟ من هو؟
إنه شخص بارع و لن تخطئه سفينة الفضاء و سوف تبحث عن هذا النوع أو منتجاته.

تنظر من خلال تلسكوب متواضع و لكنك غير قادر على تمييز أي معمار بارز و لا أي تشكيلات غريبة أو إصلاحات أو أي إشارة للحياة. إنك ترى غلاف جوّيا كثيفا , و ماء وفيرا يتبخّر ثم تعيده الأمطار , كما أنه لا أثر لأي فوهات تصادم قديمة واضحة على السطح . هناك إذن عمليات تجري على سطح الأرض قامت بتكوين أرض جديدة و أخفت آثار التصادمات .

إذا نظرت بتحديد أكثر , ستجد سلاسل جبلية و وديان و أنهار و غيرها مما يدل على نشاط الكوكب الجيولوجي . و هناك أيضا أماكن غريبة محاطة بالنباتات و لكنها هي ذاتها مجرة منها . و عند زيادة دقة الصورة , تظهر تفصيلات تكشف أن الكوكب مغطى بخطوط مستقيمة و مربعات و مستطيلات و دوائر و هي تحتشد أحيانا على ضفاف الأنهار أو المنحدرات السفلية للجبال و أحيانا تمتد عبر السهول و نادرا وجودها في الصحاري , و لا توجد أبدا في المحيطات .

تستطيع تفسير انتظامها و تعقدها و توزيعها بوجود الحياة و كائنات ذكيّة على الرغم من حيرتك حول الغرض منها. ربما تستنتج أن أشكال الحياة المهيمنة لديها ولع بالإقليمية و الهندسة الإقليدية.
الآن ,,, البقع التي لا تشتمل على حياة نباتية تبيّن أن لها هندسة رقعة الداما , إذن , فهي مدن الكوكب. على أجزاء كبيرة من السطح , و ليس فقط المدن , يوجد الكثير من الخطوط المستقيمة و المربعات و المستطيلات و الدوائر , و يوجد حتى شكل خماسي في إحدى المدن!!

و عند التقاط صور بدرجة وضوح أكبر , سترى كائنات انسيابية متعددة الألوان و يبلغ طولها بضعة أمتار , وتجري بأدب واحدة تلو الأخرى فيقف احد مواكب هذه الكائنات ليتيح لموكب آخر أن يمر و ذلك بصورة دوريّة . أما في الليل فيضيء كل واحد منهم ضوئين في المقدمة حتى يرى الإتجاه الذي يسير فيه و بعضها يدخل إلى بيوت صغيرة في نهاية اليوم أما الباقي فيبيت في الشارع بلا مأوى. و هكذا تكون اكتشفت مصدر التكنولوجيا.

إذا تحسّن وضوح الصورة أكثر قليلا , ستكتشف وجود طفيليات دقيقة تدخل و تخرج أحيانا من و إلى أجسام الكائنات السائدة و هذه الطفيليات تلعب دورا أعمق , فكائن حي من الكائنات المهيمنة يجفل بعد أن يصيبه طفيلي ما ثم يرتبك تماما قبل خروجه , إنه أمر ملغّز.

ستكتشف أشياء أكثر إثارة عندما تلتقط صورا للأرض في الليل أو الجانب الذي لا يصله ضوء الشمس. سترى الكوكب مضاء و أكثر المناطق المضاءة تقع قرب القارة القطبية الجنوبيّة و ذلك عن طريق الشفق القطبي الشمالي (الإلكترونات و البروتونات القادمة من الشمس و المتجهة إلى أسفل بسبب قوة المجال المغناطيسي للأرض). أما كل شيء آخر فهو بسبب الحياة القائمة على الأرض فتحدد بوضوح القارات نفسها التي تميّزها في النهار.

بعض الأضواء لا تعزى إلى المدن , ففي شمال أفريقيا و الشرق الأوسط و سيبيريا على سبيل المثال هناك أضواء شديدة اللمعان ستعرف لاحقا أنها ناجمة عن الاحتراق بآبار النفط و الغاز الطبيعي.
و يبدو من المعقول الكشف بسهولة من الفضاء عن بعض غايات الحياة على كوكب الأرض, مثل أمعاء الحيوانات المجترّة و المطبخ الياباني (أضواء سفن صيد الحبار) و وسائل الاتصال بالغواصات الهائمة التي تحمل الموت لأكثر من 200 مدينة , في حين كثيرا من أعمالنا الهندسية العظيمة لا تبدو مرئية, إنه فعلا مثال ذو مغزى أخلاقي.

هكذا , ستنظر لرحلتك إلى كوكب الأرض على أنها ناجحة فقد ميّزت البيئة و اكتشفت الحياة الذكيّة و حددت النوع السائد وهذا الكوكب يستحق دراسة أكثر و أطول و هو سبب سيدفعك إلى إدخال سفينتك الفضائية إلى مدار حول الكوكب.

ستكشف أن المداخن في جميع أنحاء الكوكب تطلق ثاني أكسيد الكربون و مواد سامة أًخرى و كذلك تفعل الكائنات الغير الحية التي تجري في الطرقات.
كمية ثاني أكسيد الكربون و الميثان , و هي غازات دفيئة , تزداد بإفراط في الغلاف الجوي. و إذا ما استمرت هذه العملية , سترتفع حرارة الكوكب و سيجري حقن غازات الكلوروفلوروكربونات و هي , إضافة إلى كونها دفيئة , تدمّر طبقة الأوزون.
هل سيتأقلمون مع بيئة متغيّرة أكثر خطورة؟ ماذا سيتنفسون ؟ و بسبب استنزاف التربة الفوقية نحو البحر بمعدلات عالية , ستغيب الزراعة عنهم , فماذا سيأكلون؟

من موقعك المداري , سترى بوضوح أن الكائنات الحيّة المهيمنة أيا كانت , تقوم بتدمير طبقة الأوزون و الغابات و تعرّي ما تملكه من التربة الفوقيّة , و تجري تجارب على المناخ غير خاضعة للسيطرة. ألم تلاحظ هذه الكائنات ما يحدث ؟ هل تجهل مصيرها؟ ألا تستطيع أن تعمل مع بعضها من أجل خير هذه البيئة التي توفر لها سبل الحياة؟

ربما ستعتقد أنه من الأفضل أن تعيد تقييم حدسك عن وجود حياة ذكيّة على كوكب الأرض !!

البحث عن حياة في مكان آخر : اختبار المعايرة
لم تستطع أي من سفننا أن تجد أي إشارة على وجود حياة في أي مكان آخر بالمنظومة الشمسية و خاصة حياة تختلف عن النمط الذي نعرفه. و حتى وقت قريب لم نقم باختبار المعايرة الواضح : إرسال سفينة فضاء حديثة بين الكواكب لنرى إذا كنا قادرين على اكتشاف أنفسنا و لكن هذا كله تغير في 8 ديسمبر 1990م .

جاليليو , سفينة فضاء تابعة لناسا , صممت لاكتشاف كوكب المشتري العملاق بأقماره و حلقاته. تمت تسمياتها بهذا الاسم بسبب الدور الهام جدا الذي لعبه هذا العالم في إسقاط الزعم القائل بمركزية الأرض و لأنه أول من رأى كوكب المشتري من العلماء.

للوصول للمشتري , يجب على جاليليو أن تحلق مرة بالقرب من كوكب الزهرة و مرتين بالقرب من الأرض و ذلك لتحصل على عجلتها من جاذبية الكوكبين , و هكذا أتاحت لنا للمرة الأولى أن ننظر بمنظور خارجي و بمنهجية نحو كوكبنا.

طارت جاليليو على ارتفاع 960 كيلو متر من سطح كوكب الأرض و البيانات التي وردت في هذا الفصل قد حصلنا عليها بالفعل من جاليليو . من خلال جاليليو استطعنا الاستدلال على الغلاف الجوي الأكسجيني و على الماء و السحب و المحيطات و الجليد القطبي و الحياة و الكائنات الذكية , و قد وصفت بأنها " بعثة إلى كوكب الأرض".

نجاحنا في اكتشاف الحياة على كوكب الأرض باستخدام جاليليو, دونما افتراضات مسبقة حول ما يجب أن تكون عليه هذه الحياة , يزيد في ثقتنا بأنفسنا فنحن لا نبحث عن نوعنا البيولوجي بل عن الحياة.

إن أي صبغ واسع الانتشار لعملية التركيب الضوئي و أي غاز ينطلق بكمية كبيرة بشكل غير متوازن مع باقي غازات الغلاف و أي معالجة للسطح بنماذج هندسية عالية و أي تألق ضوئي ثابت في نصف الكرة الليلي و أي مصدر غير جوي لرسائل الراديو , أي من أولئك يدل على الحياة .

لقد بدأ بحثنا لتوه و ربما كانت الحياة مختفية على المريخ أو المشتري , على يوروبا أو تيتان , و ربما تكون المجرة ذاخرة بعوالم غنية بالحياة مثل عالمنا , و لكننا لم نكتشفها بعد.


قراءة ممتعة ....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
نقطة, الأرض, باهته, زرقاء, كوكب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوكب الأرض في طريقه إلى الدمار! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 5 10-10-2017 03:47 PM
نظريتي عن كوكب الأرض hdyangy حول الحِوارات الفلسفية ✎ 14 11-14-2016 08:32 PM
سكان الأرض سيشاهدون كوكب المريخ بالعين المجردة ابن دجلة الخير حول المادّة و الطبيعة ✾ 0 05-26-2016 10:50 AM
أطول حيوان يعيش على كوكب الأرض حاليا؟ ابن دجلة الخير العلوم و الاختراعات و الاكتشافات العلمية 0 05-11-2016 07:51 AM
اكتشاف 100 كوكب جديد بحجم الأرض ابن دجلة الخير العلوم و الاختراعات و الاكتشافات العلمية 0 05-11-2016 07:46 AM