اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة vitamine
ليس تماما. حين نتطرق لذاك الحديث فنحن نتحدث عن نقط تتصل بالبحث عن حقيقة عالمنا -يعني لامكان هنا لتصور شخص أمي يقرأ القرآن دون ربطه بشئ- وهذا هو السؤال محور الكون/الانسان. وحين تكون لدينا نقاط تلاقي مع هذا السؤال في القرآن فضلا عن الصدف العملاقة في مدى تلاقي التفسير القرآني مع العلمي، فهي بالتالي حالة تلاقي وتوافق لاينكرها غير جاحد بالمنطق السليم لأسباب يعرفها هو فقط وجمعه -في الحالة العربية تحديدا-، وطبعا تختلف الأسباب والدوافع من شخص لآخر. لكن مع كل ذلك يمكننا ترك القرآن جانبا، ومع ذلك لايمكننا إلغاء السؤال الأساسي عن أصول حقيقة وجودنا. وبالتالي سيبقى محتما علينا أن نجيب على السؤال. وحين ذاك لا مفر من البحث عن أي تفسير من ضمنه القرآن، على أن هذا التفسير لا يعني بالضرورة أن يكون القرآن بذاته فقط دليلا على شئ، بل بما يتصل ويتلاقى معه من معطيات تفسير وجواب السؤال.
ولاحظ أن فكرة الاتهام هنا بالمنطق الدائري للمؤمنين هي نفسها وبالضبط يمكن إسقاطها على منهج التفسير والاجابة عند الملحدين. فعلينا أن لاننسى هنا أننا نتحدث عن وجهين لعملة واحدة، مع الاختلاف الجذري بين المكونين. لذا وبهذا فإن أغلب القراءات و "الدراسات" تكون سطحية او منحازة أو اختزالية أو غير واقعية بالضرورة، لكن أصحابها يعتقدون أنه يوحى لهم وأن منطقهم يهدم الحجر.. وهي جميعا ليست أكثر من كونها تعبر عن سمات الشخصية النرجسية أو العقل النرجسي التي تغلب على أغلب البشر. وعليه بالطبع يمكن للطرفين أن يغرقا في التأويل الى مالانهاية. المهم أن هذا يسقط على كلا الطرفين بالنهاية.
|
لايمكننا أن نساوي بين طريقة تفكير الملحد و المؤمن بطبيعة الحال، فمنطق الملحد واضح فهو يقبل بالدليل الملموس و الخاضع للتجربة، وليس بالتسليم لأفكار لا دليل عليها وتقديسها بدون دليل فقط رعبا و خوفا و إيمانا. يعني على سبيل المثال الملحد يقول أن 1+1=2 وهذه النتيجة توصل إليها منطقيا بإعمال عقله وبدون تهديد ووعيد، وأشدد هنا عن التهديد و الوعيد، بينما المؤمن يقول أن 1+1=7 لماذا؟ لأن القرآن والله قال هذا. يعني أنه لم يستعمل عقله، وأقر بتلك النتيجة خوفا من الله، ولأن الله لايخطئ أبدا. بالنسبة للملحد فلا مشكلة عنده لقبول أن 1+1=7 عوض 2، لكنه يحتاج لبرهان رياضي مقنع وليس لوعيد بعذاب أليم، لأن الأمر سيكون إرهابا من أجل الإقناع.
خلاصة القول، المؤمن يعيش داخل قوقعة يحكمها الرعب و الإنغلاق، ولايفسر أي شيء بدون اللجوء للقرآن لماذا؟ لأنه حق من عند الله بالنسبة له.
تحياتي.