شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-12-2020, 07:12 PM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟

جاء في القرآن امر بتدبر آياته في اربع آيات هي:
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا سورة محمد 23-24
قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ سورة المؤمنون 66-68
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ سورة ص 29
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا سورة النساء 82
.
واهم تلك الآيات هي الآية الأخيرة
وقد جاء في تفسير الطبري ما يلي:
أن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم، لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق فإن ذلك لو كان من عند غَير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض. كما: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً }: أي قول الله لا يختلف، وهو حقّ ليس فيه باطل، وإن قول الناس يختلف. حدثني يونس،قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضاً، ولا ينقض بعضه بعضاً، ما جهل الناس من أمره فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم. وقرأ: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } قال: فحقّ على المؤمن أن يقول: كلّ من عند الله، ويؤمن بالمتشابه، ولا يضرب بعضه ببعض وإذا جهل أمراً ولم يعرف أن يقول: الذي قال الله حقّ، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولاً وينقضه، ينبغي أن يؤمن بحقية ما جاء من الله. حدثني يحيـى بن أبي طالب، قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك، قوله: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ } قال: يتدبرون النظر فيه.]

ويقول الزمخشري
تدبُّر الأمر تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل فمعنى تدبر القرآن تأمل معانيه وتبصر ما فيه { لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } لكان الكثير منه مختلفاً متناقضاً قد تفاوت نظمه وبلاغته ومعانيه، فكان بعضه بالغاً حدّ الإعجاز، وبعضه قاصراً عنه يمكن معارضته، وبعضه إخباراً بغيب قد وافق المخبر عنه، وبعضه إخباراً مخالفاً للمخبر عنه، وبعضه دالاً على معنى صحيح عند علماء المعاني. وبعضه دالاً على معنى فاسد غير ملتئم، فلما تجاوب كله بلاغة معجزة فائتة لقوى البلغاء وتناصر صحة معان وصدق إخبار، علم أنه ليس إلا من عند قادر على ما لا يقدر عليه غيره، عالم بما لا يعلمه أحد سواه. فإن قلت أليس نحو قوله{ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } الأعراف 107،{ كَأَنَّهَا جَانٌّ } النمل 10،{ فَوَرَبّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر 92،{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } الرحمٰن 39 من الاختلاف؟ قلت ليس باختلاف عند المتدبرين.

ونقرأ في تفسير ابن كثير
يقول تعالى آمراً لهم بتدبر القرآن، وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبراً لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد، فهو حق من حق، ولهذا قال تعالى{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } ، محمد 24 ثم قال { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ } أي لو كان مفتعلاً مختلقاً كما يقوله من يقول من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم، لوجدوا فيه اختلافاً، أي اضطراباً وتضاداً كثيراً، أي وهذا سالم من الاختلاف، فهو من عند الله، كما قال تعالى مخبراً عن الراسخين في العلم حيث قالوا{ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } آل عمران 7 أي محكمه ومتشابهه حق، فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم، فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه، فغووا، ولهذا مدح تعالى الراسخين، وذم الزائغين. قال الإمام أحمد حدثنا أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم، حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال لقد جلست أنا وأخي مجلساً ما أحب أن لي به حمر النعم، أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً حتى احمر وجهه، يرميهم بالتراب ويقول " مهلاً يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، إنما نزل يصدق بعضه بعضاً، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه " وهكذا رواه أيضاً عن أبي معاوية، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال لهم " مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم " قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده، ورواه ابن ماجه من حديث داود بن أبي هند، به نحوه. وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني، قال كتب إليّ عبد الله بن رباح يحدث عن عبد الله بن عمرو، قال هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فإنا لجلوس، إذ اختلف اثنان في آية، فارتفعت أصواتهما، فقال " إنما هلكت الأمم قبلكم باختلافهم في الكتاب "
.
وحقيقة الأمر، فإن من يتدبر القرآن لسوف يجد فيه اخلافا كثيرا
وقد يكون في هذه الآية مفتاح لفهم القرآن.
فهل تعمد كاتب القرآن وضع هذه الإختلافات للقارئ الذكي حتى ينبهه على ان القرآن ليس من عند الله؟
لنرجع إلى قصة الحاخام اليهودي المسطول.
من المحتمل جدا ان واضع القرآن من احد الداخلين في الدين الإسلامي وفقا لمبدأ الترهيب والترغيب. وقد تم إستئجاره من السلطات الحاكمة لكي يؤلف لهم كتابا يوازي ما بين يدي اليهود والمسيحيين لتبرير تصرفات تلك السلطات.
ولكن هذا الحاخام المسطول بقي في قرارة نفسه على دينه الأصلي، متظاهرا بالإسلام وفقا لمبدأ التقية الشهير الذي ينص عليه القرآن
لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ - سورة آل عمران 28
فكتب ما فُرض عليه كتابته ولكنه جعله كتابا مخربطا إلى اعلى درجات الخربطة
وحتى ينبه قرائه الأذكياء بأنه ليس تزيل حكيم عليم، وضع لهم مفتاح لحل لغز القرآن في الآية التالية:
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا سورة النساء 82
.
وقد يكون هذا سر عدم تدبر المسلمين القرآن كما افعل في تفسيري "الفهم السليم للقرآن الكريم" وفقا للتسلسل التاريخي لنزول القرآن، دون تلفيق ولا تنميق، حيث اركز على القراءات المختلفة والأخطاء اللغوية ومصادر القرآن وأسباب النزول والآيات الناسخة والمنسوخة
فلو فعلوا ذلك لما بقي أحد منهم في الإسلام.
.
النبي د. سامي الذيب، مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books



  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2020, 10:02 PM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي

لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟
https://youtu.be/wMe20y4U7mI



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لماذا, المسلمون, القرآن؟, يتدبر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع