شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-19-2020, 04:05 AM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي كورونا و اختبار الشجاعة من أجل الوجود

قد يفتك كورونا ككل أشكال وعائلات الفايروس بجزء من البشرية لكنه لن يستطيع هزيمة العقل البشري، وحتى لو اعتقدنا في جميع الفرضيات التي تسند نظرية المؤامرة بخصوص كورونا المستجد، فإننا لا نفعل أكثر من دعم فكرة غلبة العقل وقدرة هذا الأخير على تتبع مسارات وتفاعلات كورونا. وحتى الآن لا أجد نفسي مرتاحا في تجنّب الافتراضات الأخرى لأنها سهلة وتطلق العنان للخيال، لا سيما مع تضخم ما يصلح أن يكون قرينة لدعم هذا الافتراض أو ذاك، لكن هذا يحفز على تصعيد اليقظة.
إنّ إدراك سبل المُغالطة وأشكال الكمون والمناورات يمنحنا قدرة على الكشف عن السبل المحتملة التي يناور بها كورونا المستجد قبل بلوغ مرحلة السيطرة على الخلية واستغلال الإنزيمات المتوفّرة في البلازما الخلوية قصد تحقيق التمثيل الغذائي. وأمّا خطورة الفايروس فهي تكمن في قدرته على اكتساب مناعة ضدّ اللّقاحات كما يلتفّ على طرق الوصول إلى مبتغاه.
ولا زال علم الفيروسات يواجه الكثير من التّحدّي، إنّنا أمام شيء نجهل نشأته ونجهل وسائل تطوّره ولا زال الحاكم في جينيالوجيا الفايروس هو حزمة من الافتراضات لا تقلّ عن افتراضات نظرية المؤامرة، وهذه الافتراضات للأسف تشكل قوة تفسيرية مختبرية مقبولة من الناحية التحليلية وإن لم تكن حاسمة. فنحن نتحرك في علم لا زال تحت سلطة الافتراضات والتفسيرات التي تقوم على منطق التمثيل المنطقي بينما المحسوم فيه أقل من الإفتراضي. ويتعين تكثيف افتراضاتنا أيضا في تتبع مسارات الفيروس والكشف عن طريقته في الفتك، إنّ الخيال أيضا قضية أساسية في هذه المعركة، يجب أن نستعمل الخيال في استباق حركة الفايروس، على أن نعدّل طريقتنا في العلم: عقل منفتح وخيال متّصل، وأقصد بذلك أنّ العقل مطالب بالمرونة والانفتاح والقدرة على تعديل وسائله والبعد عن الصلابة التي يتسبب فيها الانضباط الباراديغمي، إنّ المنتظر من العقل التجريبي أن يكسر القواعد ويعانق بعضا مما سماه بوبر بالدّحض المستدام للنظرية وكما اعتبره فيرآبند عكس النظرية على الرغم من تحقق ونجاح الفرضية، أي نقل التحدي إلى الفرضية نفسها بعد استقرارها كحقيقة علمية ونظرية قائمة. كما أنّ التحدّي والعمل تحت ضغط الجائحات يتطلب تصعيدا في ملكة الحدس.
لا نتحدّث الآن عن مؤشّرات اقتراب اكتشاف لقاح لكورنا المستجد، لكنّ العقل حتى في شروطه "الأداتية" – العقل الأداتي (la raison instrumentale) في توصيف مدرسة فرانكفورت - قادر على الاستجابة لهذا التّحدّي، لأنّ المسألة تتعلّق بالكلفة التي يفرضها زمن البحث العلمي أمام فايروس يستغلّ منطقة الفراغ العلمي في تحقيق أكبر خسائر في صفوف الجنس البشري. فهو يستغل عامل الزمن وقدرته الفائقة على استعمال التوقيت الرفيع(Perfect timing) والتكاثر السريع الذي يستطيع أن يخطو خطوات أسرع من حركة العقل لكنه لا يستطيع أن يفلت من العقل على طول الخطّ.
إنّ تحدّي الطبيعة هي واحدة من كبرى أكاذيب عصرنا، لأننا لازلنا نفقد السيطرة على مساحات كبرى داخل الطبيعة، ولأنّنا سنواجه الكثير من صنوف التحدي في المستقبل، وسيكون كورونا المستجد مقارنة بما سيأتي يشبه الجذري أو أشكال الفايروسات التي احتواها اللّقاح. إنّ العقل في محاولة دؤوبة لفهم الطبيعة وتضميد الجرح الذي يفرضه هذا التحدي بشكل دوري على البشرية، ذلك لأنّ التحدّي الذي لا زال الإنسان يهرب من استحقاقاته هو تحدّي طبيعته وأخطائه.
إنّ الجسد البشري أيضا معنيّ بالتحدّي، هذا الجسد الذي استطاع تطويع الكثير من الفايروسات في برنامجه الخاص وحوّلها بقدرته الفائقة على التكّيف إلى فيروس حميم كفريق في جهازه المناعي، ولا نستطيع حتى الآن أن نبرهن على أنّ هذا إنما قد يدلّ على ذاكرة الفايروس الحميد – إن صحّ هذا الوصف – الذي يستعيد وظيفته الأولى ما قبل أن يتحوّل إلى متطفّل، وهذا قد يفتح المجال لتأمّل الفرضية القائلة بأنّ أصل الفايروس هو الخلية نفسها. إنّ قياس عدد الفايروسات في العالم وظروف عيشها وتطورها في بيئتنا الداخلية والخارجية يؤكّد على أنّ الجسد البشري قبل العقل البشري يملك من أدوات السيطرة والإحتواء ما يؤكّد أنّه لا زال ينتصر على الفايروس ويعيده إلى بيت الطاعة الخلوي، بل إنّ الجسد البشري استطاع خوض معركة طويلة الأمد ضدّ التهديد البيئي بل أصبح في نهاية المطاف ومن خلال التلوث البيئي الناجم عن أخطائه خطرا على نفسه أكثر من أي كائن آخر.
إنّ قوة الفيروس كما ذكرنا مرارا تكمن في ضعفه والعكس صحيح، فالفيروس بخلاف البشر يحسن استغلال الفرصة، وهو يسخّر جنون البشر في خلق البيئة الملائمة لتطوّره. ويبدو أنّ شقاوة العقل لا سيما حين يكون منفتحا على الخيال وعلى المستبعد من ممكناته تستطيع الإمساك بناصية كورونا وسائر أنواع الفيروسات التي تبدو سلبية في بدايتها ما لم يوفر لها الإنسان البيئة الملائمة لتطوّرها، إنّ الفايروس يرعى على أخطائنا، وسيمثل تعرفنا على هذه الأخطاء خطوة لتفادي أي خطر قادم، لكن في نهاية المطاف كلّ شيء يدور مدار الإرادة.
سأتحدث هنا من زاوية فلسفية، إنّ الفلسفة كما نحا نيتشه واصفا إياها مبجّلا في شوبهور المُعلّم هي آخر ملاذ من الطّغيان، وأعتقد أنّ كورونا هو من يحدّد اليوم طريقة عيشنا الجديدة، شيء لم يسبق أن رأينا له مثيلا في جيلنا، هذا الرّهاب المنتشر، هذا الخوف، نحن ندرك أنّه في نهاية المطاف سنموت ولكن البشر لا يمتلكون الشجاعة الكافية لتقبل هذه الحقيقة التي هي أصل استئناف السؤال الأنطولوجي، أي حين أعاد هيدغر الوهج لهذا السؤال في محاولة لتغيير تقاليد السؤال الميتافيزقي الغربي. وسوف يتأكّد بأن كورونا يذكي في الإنسان الكسل أكثر من الرُّعب، وأنّ الإنسان سيفصل بين سؤال الموت وسؤال الوجود، لأنّنا حتى الآن لم نجد ما يؤشّر على الشجاعة من أجل الوجود، هناك فقط هروب جماعي بكيفية أخرى من هذا السّؤال، فلا زال حقّا العقل "الأداتي" يواصل سلطته، ولا زال بيننا وبين السؤال الأنطولوجي مسافة بعيدة، إنّ انتظارات العقل تتجاوز حتى اللقاح المضاد لكورونا، فهذا الأخير أحد تفاصيل التحدي المفروض على كائن يواصل برنامجا خاطئا في الوجود.
ادريس هاني:18/3/2020



  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 12:51 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

كوفيد 19 وأنفلوانزا المفاهيم
كورونا ونهاية المثّقف الإنتهازي
ادريس هاني

لا يفعل كوفيد 19 شيئا لم يفعله الإنسان، فهذا الأخير ينشيء بيئة تقدم أمثلة دقيقة على أسلوب الفايروس الذي يفتك بالجنس البشري، وعلينا فقط لكي ندرك ذلك أن نفكّك الخطاب العلمي نفسه الذي يضعنا أمام وصف مختبري عن نشاط الفايروس. إنّ الخطاب العلمي ومجازاته أيضا يقدم تشخيصا للفيروس من خلال الصورة التي تمنحه قوام الإنسان، ما معنى أن نصف فايروسا بالتطفّل، بالاختراق، بالمقاومة، بالتسلل، بالخبث، بتغيير الوظيفة، بالمناورة، بالإكتساب، بالكمون،...إنّنا لا نكاد نفهم نشاط الفيروس إلاّ بمنحه صفات بشرية، إنّها اللّغة!
إنّ الفيروس لا يفعل سوى ما بدا أساليب إنسانية قد تكون أسعفته بها الذّاكرة، فأصل الفيروس هو خلية، وإذا بنينا على هذا الافتراض فسيكون الإنسان في حال التكيف واحتواء الفيروس حصيلة تركيب حيواني بامتياز. فلا شكّ أنّ النسيان أسلوب طبيعي يساعد على تغيير الوظيفة لكن ماذا عن ذاكرة الفيروس؟ إنّ الجسد مزوّد بكل الإمكانيات للصمود والمقاومة، وهو في نهاية المطاف من يطيح بالفيروس، وليس للقاحات في أفضل الحالات سوى أن تساعد المناعة الذّاتية على إتمام مهمّتها.
لا يخلو المجتمع البشري من نشاط فيروسي يقوم به الانسان نفسه داخل خلايا الجسد الاجتماعي، فقد بلغ التنظيم الاجتماعي منتهى الشّطط، وربما تم استغلال هذا الوضع لمزيد من الفتك بالعقل والثقافة والمفاهيم حيث وُكّل بها كائنات معدّلة، تدرك أنها عاجزة تماما كالفيروس عن التمثيل الغذائي من دون التّطفّل على إنزيمات المثقف الحقيقي، فهي تنتج نسخا من خلال هذا التكرار غير الإبداعي ولكنها تؤدّي وظيفة الفيروس في العملية الثقافية، وتماما كالفيروس فإن المثقف الزّائف قابل للتسرب وتغيير وظيفته وتدمير الخلية الحية والتكيف.
لقد فرض كورونا حجرا صحّيا على المثقّف الزّائف ذلك الذي لم يعد بإمكانه أن يقدم مزيدا من التهريج في زمن الانتظارات الضّاغطة حيث وحده المختبر يقدّم الأجوبة الحقيقية وحيث لا مجال للمُغالطة، فلقد فرض على المثقف الزّائف أن يتوارى بل أن لا يجد فضاء لممارسة الإغواء، فهو وحده يدرك درجة الفتك التي يمثلها كورونا.
لا شك أنّنا حتى الآن نمر بمرحلة تشكل ذلك الضوضاء الذي تتيحه المرحلة الانتقالية، نهاية الصالونات الصاخبة، الاحتشادات التي يتسرب من خلالها المثقف المزيف ليمارس أقصى العدوى في بيئة المفاهيم الكبرى التي فسدت وتفككت وانهارت واضمحلّت بسبب انتشار مثقف/كورونا. هناك تشابه بين مثقف – البلاجيا وفيروس كورونا وسائر عائلات الفايروس الخبيث العاجز عن إنتاج غذائه وتكاثره، إنه كائن يملك أن يدافع عن نفسه بالمناورة والخداع، وقد تحسبه خلية وما هو بخلية أو مثقفا وما هو بمثقف أو مناضلا وما هو بمناضل، ولكن العزل والحجر الصحي يستطيع أن يخفف من نشاطه، إنّ المثقف الزائف هو الآخر نوع من الوباء.
ستفرض كورونا تعديلا على السلوك البشري، سيرتفع منسوب التضامن والحسّ الوطني ولن يكون هناك مجال لممارسة المزايدة ولا التضليل باسم الوطنية، سيفقد المثقف الزائف-المرتزق وظيفته في زمن كورونا، وربما ستفرض الجائحة شكلا من الهلع لن يسمح للمثقف الزّائف بأن يواصل لعبته القذرة، فالطبيعة تسمح بنشاط العائلة الفيروسية المستجدة وتفرض على الجيل السابق من الفيروسات أن يتوارى، وهكذا سيتوارى المثقف المزيف في سياق الجائحة المذكورة، ففي هذا السياق تقلّ ملكة التسامح مع الحسابات التي لا تقدم ولا تؤخّر في مجال الأوبئة.
لقد كان الوباء دائما موجودا، وباء طعن المفاهيم التي تحلّلت واندرست نتيجة انتشار طواعين الانتهازية الثقافية وبلوغها الذروة في عصرها الذهبي الموبوء، هذه الطواعين التي تفتك بالجسد المعرفي والمفاهيم كانت ولا زالت جائحة تصيب المثقف الحقيقي في الصّميم، وكان المثقف عادة ما يفرض على نفسه حجرا صحّيا حتى لا يُصاب بالعدوى، لقد طال الحجر الصّحي حتى كاد ينقرض المثقف.
لا يملك المثقف الزّائف أن يستند إلى كلّ هرائه لتفسير ما يحدث اليوم، فسيضطر أن ينفذ في إنزيمات جديدة لتعديل نفسه، ولكنه تحت طائلة هذا الهجوم الغامض لكرونا سيجد المثقف الزائف نفسه أمام صراع الأطاريح وأضدادها، وحتى الآن ليس أمامه سوى أن يكمن في انتظار فرصة جديدة للانتشار.
لن يكون للمثقف الزائف أي فرصة لإعادة تمثيل الأفكار النابعة من أزمنة التأسيس الكبرى، سيكتشف الجمهور كيف سيكون المثقف المزيف أنانيا ضعيفا يتقدم الجمهور في الهرولة والهلع، فكورونا ستحول بينه وبين الانتشار، وسيبرهن كورونا على هشاشة المفاهيم التي يعيد المثقف-الزائف تمثيلها، ذلك لأنّ العالم ينتظر حلولا وابتكارات وآراء تجلب القوة وتسند الإرادة وتنشر الوعي المستجد ضدّ الوباء، وليس في وسع الوباء أن يحل أزمة الوباء، فالعالم في مرحلة انتقالية بكل ما تعني الكلمة من معنى، وستظل قواعد الخداع التقليدية التي تمرّس عليها المثقف-الزّائف غير قادرة على التكيف مع شروط ما بعد كورونا إلاّ إذا استطاع المثقف-المزيف –وأظنّه سيفعل – أن يطوير مناعته ويكتسب قدرة على التكيف، لنصبح بالفعل أمام حالة فيروسية لمثقف-زائف مستجد.
ادريس هاني:18/3/2020



  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 09:59 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

تحليل تربوي للشرور بعد ان ننحي احتمال ان ما وقع حرب بيولوجية ضد التنين الصيني و ضد ايران !

يقول المحقق جعفر السبحاني:
البلايا و المصائب خير وسيلة لتفجير الطاقات و تقدّم العلوم ورقي الحياة البشرية، فها هم علماء الحضارة يصرّحون بأن أكثر الحضارات لم تزدهر إلا في أَجواء الحروب و الصراعات و المنافسات حيث كان الناس يلجأون فيها إلى استحداث وسائل الدفاع في مواجهة الأعداء المهاجمين، أو إصلاح ما خرّبته الحروب من دمار و خراب. ففي مثل هذه الظروف تتحرك القابليات بجبران ما فات، و تتميم ما نقص، و تهيئة ما يلزم. و في المثل السائر: «الحاجة أُمّ الإِختراع».
و بعبارة واضحة: إِذا لم يتعرض الإِنسان للمشاكل في حياته فإن طاقاته ستبقى جامدة هامدة لا تنمو و لا تتفتح، بل نمو تلك المواهب و خروج الطاقات من القوة إلى الفعلية، رهن وقوع الإِنسان في مهب المصائب و الشدائد.
نعم، لا ندَّعي بأنَّ جميع النتائج الكبيرة توجد في الكوارث و إنّما ندَّعي أَنَّ عروضها يُهيء أَرضية صالحة للإِنسان للخروج عن الكسل. و لأجل ذلك، نرى أنَّ الوالدين الذين يعمدان إلى إِبعاد أَولادهما عن الصعوبات و الشدائد لا يدفعان إلى المجتمع إلاّ أَطفالا يهتزون لكل ريح كالنبتة الغضّة أَمام كل نسيم.
و أما اللذان يُنشئان أولادهما في أجواء الحياة المحفوفة بالمشاكل المصائب فيدفعان إلى المجتمع أَولاداً أَرسخ من الجبال في مهب العواصف.
قال الإِمام علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ : «ألا إِنَّ الشَّجرَةَ البَرّيّة أَصْلَبُ عُوداً، و الرَّوائِعَ الخَضِرَةَ أرَقُّ جُلوداً، و النباتاتِ البَدَويَّة أَقوى وَقُوداً و أَبطَأُ خُموداً»
و إلى هذه الحقيقة يشير قوله سبحانه: (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
و قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
و قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَ إِلَى رَبِّكَ فَارْغَب)أي تَعَرَّض للنَّصَب و التعب بالإِقدام على العمل و السعي و الجهد بعدما فرغت من العبادة، و كأنَّ النصر والمحنة حليفان لا ينفصلان و أَخوان لايفترقان



  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 10:02 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

البلايا سبب لمعرفة النّعم و تقديرها
إِنَّ بقاء الحياة على نمط واحد يوجب أنْ لا تتجلى الحياة لذيذة محبوبة، و هذا بخلاف ما إذا تراوحت بين المُرّ و الحُلو و الجميل و القبيح، فلا يمكن معرفة السلامة إِلاّ بالوقوف على العيب. و لا الصّحة إلاّ بلمس المرض، و لا العافية إِلاّ عند نزول البلاء. و لا تدرك لذة الحلاوة إِلاّ بتذوق المرارة.
فجمال الحياة و قيمة الطبيعة ينشئان من التنوع و الإِنتقال من حال الى حال و من وضع إلى آخر. و لأجل ذلك نلمس أَنَّ خالق الطبيعة جعل الوديان إلى جانب الجبال، و الأَشواك جانب الورود، و الثّمار المرّة جَنْب الحلوة، والماء الأَجاج جَنْب العَذْب الفُرات، إلى غير ذلك من مظاهر التضاد و التباين التي تضفي على الطبيعة بهاءً وجمالا، و كمالا و جلالا



  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 10:04 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

البلايا سبب للعودة الى الحق
إِنَّ للكون هدفاً، كما أنَّ لخلق الإِنسان هدفاً كذلك، و ليس الهدف من خلقة الإِنسان إلاّ أَنْ يتكامل و يصل إلى ما يمكن الوصول إِليه. و ليس الهدف من بعث الأَنبياء و إِنزال الكتب إِلاّ تحقيق هذه الغاية السامية. و لما كانت المعاصي والذنوب من أَكبر الأَسباب التي توجب بعد الإِنسان عن الهدف الذي خُلق من أَجله، و تعرقل مسيرة تكامله، كانت البلايا والمصائب خير وسيلة لإِيقاف الإِنسان العاصي على نتائج عتوه و عصيانه حتى يعود إِلى الحق و يرجع إِلى الطريق الوسطى. و إِلى هذه النكتة يشير قوله سبحانه:
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
و يقول سبحانه في آية الأخرى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَات مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)



  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 10:06 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

المصائب و البلايا جرس إِنذار
إِنَّ التمتع بالمواهب الماديَّة و الإِستغراق في اللذائذ و الشهوات يوجب غفلة كبرى عن القيم الأخلاقية، و كلما ازداد الإِنسان توغّلا في اللذائذ و النعم، ازداد ابتعاداً عن الجوانب المعنوية. و هذه حقيقة يلمسها كل إِنسان في حياته و حياة غيره، و يقف عليها في صفحات التاريخ. فإذن لا بد لأنتباه الإِنسان من هذه الغفلة من هزّة و جرس إِنذار يذكّره و يوقظ فطرته و ينبهه من غفلته. و ليس هناك ما هو أَنفع في هذا المجال من بعض الحوادث التي تقطع نظام الحياة الناعمة بشيء من المزعجات حتى يدرك عجزه و يتخلى عن غروره و يخفف من طغيانه. و نحن نجد في الكتاب العزيز التصريح بصلة الطغيان بإحساس الغِنى، إذْ يقول عزوجل: (كَلاَّ إِنَّ الاِْنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)
و لأجل هذا يعلل القرآن الكريم بعض النوازل والمصائب بأَنها تنزل لأَجل الذكرى و الرجوع إلى الله، يقول سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَة مِّن نَّبِيّ إِلآَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)
و يقول ايضاً: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْص مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
هكذا تكون البلايا و المصائب سبباً ليقظة الإِنسان و تذكرة له،، فهي بمثابة صفع الطبيب وجه المريض المبنّج لإِيقاظه، الذي لولا صفعته لانقطعت حياة المريض.
فقد خرجنا بهذه النتيجة و هي أَنَّ التكامل الأَخلاقي رهن المحن والمصائب، كما أنَّ التفتح العقلي رهن البلايا و النوازل.
والإِنسان الواعي يتخذها وسيلة للتخلي عن الغرور، كما يتخذها سلماً للرقي إلى مدارج الكمال العلمي، و قد لا يستفيد منها شيئاً فيعدّها مصيبة وكارثة في الحياة.



  رد مع اقتباس
قديم 07-08-2020, 04:54 AM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا!



  رد مع اقتباس
قديم 10-13-2021, 04:33 PM   رقم الموضوع : [8]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

للرفع



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أين, الشجاعة, الوجود, اختبار, كورونا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع