شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-11-2014, 03:54 PM كيزارو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
كيزارو
عضو جميل
الصورة الرمزية كيزارو
 

كيزارو is on a distinguished road
افتراضي أخطاء القرأن

هذا الموضوع كان لعضو في منتدى الملحدين العرب - وأعتذر جدا لأني لا أتذكر من هو - وليس أنا من قام بتجميع هذة الأخطاء ولكنني خزنتها على جروب سري على الفيس بوك لأهميتها الشديدة
وسوف أقسمها 5 مشاركات نظرا لأن الموضوع كبير
المتناقضات في القرآن:
هناك آيات كثيرة في القرآن يصعب اخضاعها للمنطق. والقرآن في هذا كبقية الاديان السماوية الاخرى، لا يخضع للمنطق، وعلي الانسان اما ان يؤمن بما جاء في الاسلام دون التفكير فيه منطقياً، او اخضاعه للمنطق وادخال الشك الى نفس الانسان. وتعريف الايمان " Faith " هو: التصديق بشئ دون تمحيص ". أي دون برهان. وعليه فان أغلب المؤمنين لا يُخضعون ايمانهم للمنطق حتى لا يتزعزع هذا الايمان. والذي يدفع الانسان لاخضاع الاسلام للمنطق هو اصرار بعض العلماء المسلمين على محاولة جعل القرآن يحتوي على كل شئ من الدين والدولة والعلم، واصرارهم ان القرآن سبق العلم الحديث في تفسير الظواهر الطبيعية. وعليه سنحاول اخضاع بعض آيات القرآن للمنطق.
۞ فلنبدأ بالآية الرابعة من سورة ابراهيم: " وما ارسلنا من رسولٍ الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحليم". والآية السابعة من سورة الشورى تقول: " وكذلك اوحينا اليك قرآناً عربياً لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير". فالذي يُفهم من هذين الآيتين، حسب المنطق، هو ان الله لا يرسل رسولاً لامة الا بلسانها، ولما ارسل محمداً بلسانٍ عربي لينذر ام القرى، اي مكة، ومن حولها، يكون المقصود بالرسالة هم العرب. ولكن في سورة اخري يخبرنا القرآن ان الاسلام اُنزل مصدقاً ومتمماً للكتب التى سبقته، وكذلك ارسل الله محمداً بالاسلام ليظهره على الدين كله. أي بمعنى آخر، ارسل محمداً لكل البشر رغم ان القرآن نزل باللغة العربية.
ولكن في سورة فصلت الآية 44 نجد: " لو جعلناه قرآناً اعجمياً لقالوا لولا فُصلت آياته، أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء". فاذاً لو جعل الله القرآن اعجمياً لاحتج العرب ولقالوا لولا فُصلت آياته لنا بلغتنا، ولما كان علماء المسلمين يصرون على ان اعجاز القرآن في لغته، يجوز اذاً لغير العرب ان يقولوا ان الله لم يرسل رسولاً لقوم الا بلغتهم، وما دام القرآن ليس بلغتنا، فهو ليس لنا لان ترجمته الى لغاتنا تفقده اعجازه اللغوي، وبما ان محمد لم تكن له معجزات مادية كغيره من الانبياء، وكل معجزته هي لغة القرآن، فاذا فُقدت هذه المعجزة نتيجة الترجمة فقد القرآن قيمته الاقناعية.
۞ وسورة الشعراء تؤكد لنا ذلك في الآية 193 وما بعدها: " نزل به الروح الامين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسانٍ عربي مبين، وانه لفي زُبر الاولين، أولم يكن لهم آيةً ان يعلمه عُلماء بني اسرائيل، ولو نزلناه على بعض الاعجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين، كذلك سلكناه في قلوب المجرمين، لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الاليم". فهاهو الله يخبرنا انه لو نّزل هذا القران العربي على بعض الاعجمين لم يؤمنوا به حتى يروا العذاب الاليم، وهو يوم القيامة.
وفي نفس الوقت الذي يخبرنا فيه القرآن ان الاسلام هو الدين المنزل لكل الناس، نجد فى الآية 47 من سورة المائدة: " وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون". وفي الآية 68 من نفس السورة: " قل يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما اُنزل اليكم من ربكم". ومعنى هاتين الايتين ان اهل الكتاب من نصارى ويهود يجب ان يتبعوا الانجيل والتوراة ويحكموا بما انزل الله فيهما. ولا بد ان سيقول علماء الاسلام ان هاتين الآيتين منسوختان. ولكن كونهما انزلتا في المكان الاول يدل على ان الله اراد لاهل الكتاب ان يُحّكموا التوراة والانجيل لفترة من الزمن بعد ارسال محمد والى حين النسخ، إذا كانتا فعلاً قد نُسختا.
۞ ولما جاء نفر من اليهود يحكّمون النبي في خلاف نشب بينهم، قال الله له في الآية 43 من سورة " المائدة: " وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اؤلئك بالمؤمنين ". فنفهم من هذا ان حكم التوراة هو نفس حكم القرآن، ويتبع من ذلك ان لا فرق بين التوراة والقرآن. فما كان اليهود يحتاجون أن يُحّكموا محمد.
وفي ألآية التي بعدها: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء". فقال الله أنه أنزل التوراة ليحكم بها النبيون، ونحن نعلم أن التوراة نزلت على موسي، ولم يكن بعد موسى الا عيسى ومحمد، فهل قصد الله أن يحكم محمد بالتوراة؟ أم كانت هذه واحدة من ألآيات التي حاول بها محمد استمالة اليهود؟
۞ وفي سورة آل عمرآن عندما يتكلم الله عن اليهود:
113- " ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون"
114- " يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين"
115- " وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه والله عليم بالمتقين"
وهاهو الله يقول أن اليهود ليسوا كلهم سواء، ففيهم أمة يتلون التوراة ويؤمنون بالله وهم من الصالحين، ولذا ما كان يحق لمحمد أن يقتلهم ويطردهم من ديارهم. ولكن المفسرون الاسلاميون قالوا أن القرآن قصد اليهود الذين أسلموا وآمنوا بمحمد. ونحن نعرف من كتب السيرة أن حفنة تُعد على الاصابع هم الذين أسلموا، وهم: عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسيد بن عبيد، أما بقية اليهود فقتلهم محمد وسبى نساءهم أو طردهم من ديارهم ونزحوا الى الشام. والاربعة أو الخمس يهود الذين أسلموا لا يكوّنون أمةً حتى يذكرهم القرآن في هذه ألآية.
۞ وفي سورة الشورى الآية 19 يخبرنا الله: " ان الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ". ويقول ابن كثير في تفسير هذه الاية: يقول تعالى مخبراً عن لطفه بخلقه في رزقه اياهم عن آخرهم لا ينسى احداً منهم، سواء في رزقه البار والفاجر. وفي سورة هود، الآية السادسة نجد: " وما من دابة في الارض الا على الله رزقها". وتفسيرها: اخبر تعالى انه متكفل بارزاق المخلوقات من سائر دواب الارض صغيرها وكبيرها، بحريها وبريها. فاذا كان هذا هو المفهوم من هذه الايات، لماذا نرى كل عام على شاشات التلفاز ملايين من الاطفال والنساء والرجال العجائز يموتون من اثر المجاعات في اثيوبيا والصومال وبقية افريقيا؟ هل يرجع ذلك الى انهم غير مسلمين؟ في حين يخبرنا ابن كثير ان الله لا ينسى منهم احدا،ً سواء عنده البار والفاجر. أيمكن ان يرجع هذا الى الآية التي تقول: " ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب". فهل يرزق الذين يتقونه فقط، والا كيف تستقيم هذه الاية مع الحقائق التي نراها بأعيننا من مجاعاتٍ متكررة في افريقيا؟
۞ وسورة الزخرف، في الآية 11 تقول: " والذي انزل من السماء ماءً بقدر فانشرنا به بلدة ميتاً كذلك تُخرجون". ويقول تفسير الجلالين: ينزل المطر بقدر حاجتكم اليه، ولم ينزله طوفاناً. ولكن في كل عام نرى بلاداً مثل الهند وبنقلاديش تغمرها الفيضانات من كثرة الامطار مما يؤدي الى موت مئات ان لم يكن آلافٍ من البشر بينما يقتل الجفاف اعداداً هائلة في افريقيا. فهل هذه الفيضانات السنوية بقدر حاجة الهند وغيرها للامطار؟
۞ ويوم القيامة كذلك يُعطى كل انسان كتابه الذي سجلت فيه الملائكة كل اعماله من حسن وسيئ، ويطلب منه ان يقرأ كتابه ويعترف بذنوبه، كما تخبرنا سورة الاسراء، الآية 13: " وكل انسان الزمناه طيره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباَ يلقاه منشوراً، أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً". ولكن كيف يقرأ هذا الانسان كتابه وتخبرنا نفس السورة في الآية 97: " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عُمياً وبكماً وصُماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً". وكذلك تخبرنا سورة طه في الآية 124: " ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة اعمى". وهل يستطيع الاعمى ان يقرأ؟
۞ ويوم القيامة يوم يحشرهم الله عُمياً صُماً، يجعلهم كذلك بُكماً لا ينطقون، وهذه سورة المرسلات تؤكد ذلك في الآية 34 وما بعدها: " ويل يومئذ للمكذبين، هذا يوم لا ينطقون، ولا يُوذن لهم فيعتذرون". وسورة يس، الآية 65 كذلك تؤكد هذا: " اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون". فنحن نرى هنا، بلا ادنى شك، انهم لا يستطيعون، ولا يُسمح لهم بالكلام يوم القيامة لان الله قد ختم على افواههم، وعليه تتكلم جلودهم وارجلهم وايديهم التي ليس لها لسان وتشهد عليهم بما صنعوا. وقد يسأل الانسان كيف علم الجلد ماذا صنع صاحبه في الحياة الدنيا، والجلد لا يسمع ولا يرى؟ وبالتالي لا يستطيع أن يشهد على صاحبه لان الانسان أو الجلد لا تُقبل شهادته إن كان قد سمع ما يقول من شخصٍ أو شئ آخر، ولم يره بنفسه.
۞ واذا تركنا هذا وركزنا علي جهنم التي يكون الجن والانس خالدين فيها الى ما شاء الله، نجد سورة هود في الآية 105 وما بعدها تقول: " يوم يأت لا تكّلم نفس الا بأذنه فمنهم شقي وسعيد، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء الله ربك ان ربك فعال لما يريد". ولا نفهم هنا كيف يكونوا خالدين في النار مادامت السموات والارض، ونحن نعلم انه عندما يصيح جبريل ليوم الحساب ويخرج الناس من قبورهم، تُطوى السماء كطي السجل وتصير الارض والجبال كالعهن المنفوش. فلا الارض ولا السماء دائمة بعد يوم النشور، وعليه لن يمكث الجن والانس في النار طويلاً اذا لم تدم الارض والسماء. ويقول القرطبي في تفسير هذه ألآية: ( وأختلفوا في تأويلها: فقالت طائفة منهم الضحاك: المعنى ما دامت سموات الجنة والنار وأرضيهما، والسماء هو كل ما علاك فأظلك، وألارض ما استقر عليه قدمك).
هذه محاولة يائسة من القرطبى للخروج من هذا المأزق. فلم يخبرنا الله أن الجنة والنار لهما سموات وارض، بل قال جنة عرضها السموات والارض. وقوله ان السماء هو كل ما علاك واظلك، قول خاطئ لان الله قال " السماء بنيناها بأيد"، والبناء لا يكون للهواء والفراغ، والسماء لا تظلنا خاصة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية حيث الشمس تسطع على الرؤوس طوال اليوم. واذا تتبعنا هذا المنطق نستطيع أن نقول أن الشجرة سماء، لأنها تعلونا وإذا وقفنا تحتها فهي تظلنا من الشمس، ولكن الله لم يبن الشجرة بأيدٍ لاننا نراها تنمو من حبة صغيرة على مدى سنين، وكذلك البناء الشاهق فهو يعلونا ويظلنا ولكنه ليس بسماء.
وقوله أن الارض هو كل ما استقر عليه قدمك، قول خاطئ كذلك، لأن الانسان الذي وقف ومشى فوق القمر كانت رجله تستقر على القمر، ولكن القمر ليس ألارض.
ويخبرنا القرآن ان الله سوف يطوي السماء كطي السجل يوم القيامة وسوف يجعل الارض والجبال كالعهن المنفوش، أو يدك ألارض دكاً " كلا إذا دُكت الارض دكاً، وجاء ربك والملك صفاً صفا". ولكن في سورة الزمر يخبرنا أن الذين يدخلون الجنة يوم القيامة سيقولون: " وقالوا الحمد لله الذي أورثنا ألارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين". فإذاً الجنة ستكون على الارض وسوف يرثها الذين عملوا صالحاً، فكيف يرثون الارض وهي كالعهن المنفوش. والقرآن كذلك يخبرنا مراراً أن الجنة عرضها كعرض السموات والارض، فكيف تكون الجنة على ألارض؟
۞ ويقول القرآن في سورة التكوير، الآية الاولى ان الشمس تكور يوم القيامة، ونفهم من هذا ان الشمس قرص مسطح سوف يكور فيما بعد: " اذا الشمس كُورت". ولتأكيد أنهم كانوا يعتقدون ان الشمس قرص مستدير، فلينظر القارئ ماذا يقول الرسول عن الشمس:
فمما روي عن رسول الله (ص) في ذلك، ما حدثنا به محمد بن ابي منصور الاملي، حدثنا خلف بن واصل قال: حدثنا عمر بن صبح ابو نعيم البلخي، عن مقاتل بن حيان، عن عبد الرحمن بن ابزي، عن ابي ذر الغفاري قال: كنت آخذ بيد رسول الله (ص) ونحن نتماشي جميعاً نحو المغرب، وقد طفأت الشمس، فما زلنا ننظر اليها حتي غابت، قال: قلت: يارسول الله، اين تغرب؟ قال: تغرب في السماء، ثم تُرفع من سماء الي سماء حتي تُرفع الي السماء السابعه العليا، حتي تكون تحت العرش، فتخر ساجده، فتسجد معها الملائكه الموكلون بها، ثم تقول: يارب من اين تامرنى ان اطلع، امن مغربي أم من مطلعي؟ قال: فذلك قوله عز و جل: "والشمس تجري لمستقر لها" حيث تحبس تحت العرش، " ذلك تقدير العزيز العليم" (سورة يس 38)
وواضح من هذا الحديث أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس قرص مستدير يقف على حافته. وعندما يصل هذا القرص تحت العرش يخر ساجداً أي يقع على وجهه. فلو كانت الشمس كرةً لما قالوا سجدت لان الكرة تتدحرج ولا تقع على وجهها.
وقال ابن جرير ان التكوير جمع الشئ بعضه على بعض ومنه تكوير العمامة، فمعنى قوله : كورت" جُمع بعضها الى بعض ثم لفت فرمي بها، ولذا ذهب ضوءُها. وشرح بعضهم " كورت"، بمعنى ذهب ضوءها كما يخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري عن ابن ابي طلحة عن ابن عباس: " اذا الشمس كورت" يعني ذُهب بضوئها واظلمت، وقال مجاهد: اضمحلت وذهبت. وقال قتادة: ذهب ضوءها وقال الربيع بن حثيم: كورت يعني القيت. ونفهم من هذا انه لن تكون هناك شمس يوم القيامة.
ولكن دعنا ننظر الى سورة الانسان، الآية 12 وما بعدها، عندما يصف الله الجنة: " وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً، متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، ودانية عليهم ظلالها وذُللت قطوفها تذليلاً". فمن اين يا تُرى جاءت الظلال اذا لم تكن هناك شمس؟
النسخ في القرآن:
۞ يقول القرآن في سورة هود، الآية الاولى: " ألر كتابٌ اُحكمت آياته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير". نفهم من هذه ألآية أن الله قد أحكم آيات القرآن من قبل أن يُنزله على محمد، ثم فصّل آياته كما يُفصل الخياط الثوب، فأنزل ألآيات المناسبة في المناسبات المناسبة لها، وهذا تقديرٌ من إله حكيم وخبير ببواطن الامور وبما سيحدث في المستقبل القريب والبعيد.
وفي سورة البروج، الآية 21: " بل هو قرآن مجيد، في لوحٍ محفوظ". وشطح المفسرون شطحات بعيدة في وصف هذا اللوح المحفوظ، فمنهم من جعله من درة بيضاء طوله بطول السماء والارض وعرضه ما بين المشرق والمغرب، ومنهم من جعله بين عيني اسرافيل ومنهم من جعله على جبهته. هذا اللوح خُلق قبل ان يخلق الله الارض والسماء، وكُتب فيه كل شئ سوف يحدث لكل انسان او حيوان الى ان تقوم الساعة، وفي هذا اللوح كتب الله القرآن.
فاذاً القرآن كُتب قبل ان تُخلق الارض. ويقدر العلماء عمر الارض بأربعة مليارات ونصف المليار من السنين، وقدروا عمر جبال الثلج بالقطب الجنوبي بحوالي 35 مليون سنة. واول انسان بدائي ظهر على سطح الارض قبل سبع ملايين من السنين. ونستطيع ان نقول ان الله خلق القرآن قبل أربعة مليارات من السنين على اقل تقدير، وفي هذه الفترة خلق القرآن وحفظه في اللوح المحفوظ ، وأحكم الله آيات القرآن، كما اخبرنا في الآية المذكورة اعلاه. واذا تتبعنا هذا المنطق، فليس هناك اي سبب يجعل الله يبدل آيةً مكان آية، اذا كان القرآن في حوزته كل هذه السنين، وقد اخبرنا هو نفسه ان آياته قد اُحكمت طوال هذه السنين.
۞ ولكن دعنا ننظر للآية101 من سورة النحل: " واذا بدلنا آيةً مكان آية والله اعلم بما يُنزل قالوا انما انت مفتري بل اكثرهم لا يعلمون". وفي سورة البقرة، الآية 106: " ما ننسخ من آية او نُنسها نأت بخير منها او مثلها ألم تعلم ان الله على كل شئ قدير". وهنا مربط الفرس. أولاً لماذا احتاج الله ان ينسخ اي آية في القرآن الذي كان بحوزته كل هذه المليارات من السنين، وهو قد احكم آياته. لماذا لم يغير هذه الايات قبل ان يُنزلها على محمد؟ وثانياً اذا نسخ آية، لماذا يريد ان يأتي بمثلها؟ فما الغرض من نسخها ان كان الله يريد ان يأتي بمثلها؟ وثالثاً اذا اراد ان يأتي بأحسن منها، فقد كان القرآن عنده كل هذه السنين، فكان ألاجدر أن يغير ألآيات التي أراد أن يأتي بأحسن منها قبل أن ينزلها على الرسول. ولكنه قد فعل هذا بعد ان نزل القرآن على محمد، واذاً هذه الآيات الجدد لم تكن في اللوح المحفوظ من قبل ان يخلق الله الارض، وانما خلقها الله حديثاً لتحل محل الآيات القديمة المنسوخة، والا لو كانت ألآيات الجديده موجودة في اللوح المحفوظ منذ الابد، ما كان هناك داعي لانزال الآيات المنسوخة لان الله قد كتب بدلاً عنها آيات جديدة. فاذاً نستطيع ان نقول ان اجزاء من القرآن لم تكن في اللوح المحفوظ، وعليه فان اللوح المحفوظ لا يحتوي على كل شئ كما اخبرنا القرآن، وان القرأن مخلوق كما قال المعتزلة.
۞ والسبب الرئيسي في النسخ، في اعتقادي، هو انتشار الاسلام على مرحلتين، واعني مكة والمدينة. فلما كان محمد في مكة يحاول نشر الاسلام بين قريش، كان مستضعفاً لا يحميه من قريش غير عمه ابو طالب. فما كان باستطاعته مخاطبة قريش بلهجة آمرة. فأغلب الآيات المكية فيها تسامح شديد مع الذين لم يؤمنوا. فمثلاً:
" وأن أتلوا القرآن، فمن أهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين"
" ولا تجادل اهل الكتاب الا بالتي هي احسن"
" من كفر فلا يحزنك كفره"
" فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون"
" فمن أهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل"
" واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً".
" وذرني والمكذبين اولي النعمة وامهلهم قليلاً".
" فإن اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد".
" ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
والآيات المكية اغلبها قصص عن يونس وهود ويوسف وابراهيم والكهف والاسراء ومريم ونوح وما الى ذلك. وكان النبي يجلس مع اهل مكة يحكي لهم قصص الاولين ويصف لهم الجنة وخيراتها والنار ودرجات العذاب بها. وكان اهل مكة يضحكون عليه و من قصصه، لأن النضر بن عبد بن الحارث كان يتبعه في مجلسه ويحكي لهم قصصاً أطرف عن ملوك الروم. ودفع النضر حياته فيما بعد ثمناً لهذا.
ولكن بعد أن هاجر محمد الى المدينة واستقر به الحال وسط الأوس والخزرج وقويت شوكته، تغيرت لهجته كذلك واصبحت ألآيات اكثر جرأة وصارت تحض على القتال. ولذا كان لا بد من الغاء او تعطيل الآيات المكية التي كانت تنصحه بان يتساهل مع الكافرين واهل الكتاب، فادخل بعض الآيات المدينية المتشددة على الكفار في سور مكية كان قد اكتمل انزالها وهو في مكة، ومن هذه السور المكية التي أدُخلت بها آيات مدينية نذكر على سبيل المثال:
سورة ألانعام وعدد آياتها 65 وبها 6 آيات مدينية
سورة الاعراف وآياتها 205 وبها 5 آيات مدينية
سورة يونس وآياتها 109 وبها آيتان مدينيتان
سورة النحل وآياتها 128 وبها آية واحدة مدينية
سورة ألاسراء وآياتها 110 وبها 8 آيات مدينية
سورة مريم وآياتها 98 وبها 3 آيات مدينية
سورة القصص وآياتها 87 وبها 5 آيات مدينية
وهناك سور مدينية اُدخلت بها آيات مكية، مثل سورة الانفال وهي مدينية الا سبعة آيات ابتداءً من الآية العشرين. وبسبب هذه الاضافة للسور التي كان قد اكتمل انزالها، كان لابد لبعض هذه الآيات ان تخالف ما كان قد ذُكر في هذه السور المكية أو المدينية، ولذا ابتكروا فكرة النسخ هذه
وفي الحقيقة أن هذه ألآيات لم تُنسخ وانما تعارضت ألآيات التي أُضيفت جديداً للسور المكية مع الآيات القديمة، ولذا قالوا عندما لاحظوا التضارب، انها نُسخت. وهذا يقودنا الى ان نسأل نفس السؤال السابق: اذا كان هذا القرآن قد كُتب في لوح محفوظ قبل ان يُخلق العالم، لماذا لم تُرتب هذه السور ترتيباً دقيقاً دون الحاجة لأدخال آيات مدينية في سور مكية والعكس بالعكس؟
واول سورة نزلت بالمدينة بعد ان احتمى محمد بالاوس والخزرج وقويت شوكته، كانت سورة البقرة، ونزلت فيها الآية 190 تقول: " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين". فهنا سمح الله لمحمد أن يقاتل المشركين ولكن لا يعتدي عليهم إن لم يعتدوا عليه. ثم الآية 91 تقول: " واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل". وهذا هو الله يأمر محمد بمجرد ان قويت شوكته ان يحارب المشركين ويقتلهم حيثما وجدهم.
وفي سورة التوبة، الآية 12: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون". وفي الآية الخامسة من نفس السورة: " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم". وهذه هي آية السيف المشهورةالتي قال عنها أبن كثير في تفسيره: ( قال الضحاك بن مزاحم إنها نسخت كل عهد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عقد وكل مدة)، وهذه ألآية بمفردها نسخت من القرآن مائة وأربعاً وعشرين آية. ويقول الزمخشري ان اول آية نزلت في المدينة تبيح القتال، نزلت بعد اكثر من سبعين آية تحض على التسامح والغفران، اغلبها مكية. ولذا اكثر الآيات الناسخة مدينية واكثر الآيات المنسوخة مكية.
ويقول الله في سورة الرعد، الآية 39: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب". ويقول الرازي: إن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، وجميع حوادث العالم العلوي، والعالم السفلي مثبتة فيه، عن النبي (ص) انه قال: " كان الله ولا شئ معه، ثم خلق اللوح، واثبت فيه احوال جميع الخلق الى قيام الساعة". وفي حديث عن ابي الدرداء عن النبي (ص) انه قال: " ان الله في ثلاث بقين من الليل ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه احدٌ غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء". فإذاً حتى الكتاب المحفوظ ( أم الكتاب) عُرضة للنسخ والتغير. وهذا يفسر العدد الهائل من الآيات المنسوخة في القرآن.
۞ وقد قسّم علماء الاسلام النسخ الى ثلاثة اقسام: القسم الاول: منسوخ التلاوة دون الحكم، ويعني هذا أن ألآية مُسحت واُزيلت من القرآن لكن بقي حكمها، والقسم الثاني: منسوخ التلاوة والحكم، أي مُسحت الآية من القرآن وكذلك أُلقي حكمها، والقسم الثالث: منسوخ الحكم دون التلاوة، أي بقيت الآية كما هي لكن أُبطل حكمها.
((((فاذا اخذنا القسم الاول نجد هناك آيات نُسخت تلاوتها ولكن بقي حكمها. فمثلاً قال الحسين بن المناوي: " ومما رُفع رسمه من القرآن، ولم يُرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت و الوتر، وتُسمى سورتي الخلع والحفد". وقد نُقل عن ثبوت سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس ومصحف اُبي بن كعب: " اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك، ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد، واليك نسعى ونحفد ونرجوا رحمتك، ونخشى عذابك ان عذابك بالكافرين ملحق"
لا شئ في هذه الآيات يستدعي نسخها، فكل ما يُقال فيها ما زال موجوداً في آيات اخرى في القرآن. فما السبب في نسخها؟ هل حدث هذا ليقلل الله من حجم القرآن ويمنع تكرار ما هو موجود في سور اخرى؟ وهذا شئ بعيد الاحتمال اذ ان ثلاثة ارباع القرآن تكرار، أم أن السبب الرئيسي في عدم وجود هذه الآيات في القرآن ان محمداً او الذين جمعوا القرآن من بعده قد نسي هذه الآيات، بدليل انها موجودة في مصحف ابن عباس ومصحف اُبي بن كعب. وهذا قد يخلق مشكلة للعلماء المسلمين لان الله تعالى قال: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون".
وهناك آيات عديدة مثل هذه نُسخت من المصحف لكن حكمها ظل باقياً. فقد قال ابو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريح عن حميدة بنت ابي يونس قالت: قرأ عليّ ابي، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: " ان الله وملائكته يصلون على النبي يايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وعلى الذين يصلون الصفوف ألاول". وهذه ألآية قد اختفت من المصحف. وعن المسور بن مخرمة، قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: " ألم تجد فيما اُنزل علينا ان جاهدوا كما جاهدتم أول مرةٍ، فإنا نجدها؟" قال عبد الرحمن: " سقطت فيما سقط من القرآن ". ولعل اجابة عبد الرحمن بن عوف تلقي بعض الضوء علي ما حدث، فقد قال عبد الرحمن: سقطت فيما سقط من القرآن، ولم يقل نُسخت فيما نُسخ من القرآن. فكل النسخ في هذا الباب ليس بنسخ وانما سقوط راجع للنسيان، وليس هناك اي سبب آخر يجعل الله تعالى ينسخ آيات ويحفظ حكمها
وقال أبو عبيدة: حدثنا أبن أبي مريم عن أبن الهيعة عن أبي الاسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو ألان
وأخرج الطبراني عن إبن عمر قال: قرأ رجلان سورةً، أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانا يقرآن بها، فقاما ذات ليلةٍ يصليان، فلم يقدرا منها بحرف، فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكرا ذلك، فقال: إنها مما نُسخ ونُسى، فألهو عنها.
والقسم الثاني- منسوخ التلاوة والحكم، أي نُسخ الحكم وأُزيلت أللآية من المصحف. وقد حدث هذا بعلم الرسول، فقد روى عن عبد الله بن مسعود قوله: أقرأني رسول الله (ص) آيةً فحفظتها وكتبتها في مصحفي، فلما كان الليل رجعت الى مضجعي فلم اُرجع منها بشئ، وغدوت على مصحفي، فاذا الورقة بيضاء، فأخبرت النبي (ص)، فقال: يابن مسعود تلك رُفعت البارحة. ومع صعوبة تصديق هذه الرواية، اذ ليس من المعقول ان يُنزل الله آيةً ثم يكلف نفسه او ملائكته برفعها فعلياً من المصاحف، الا انها تبين لنا ان هناك آيات ضاعت وضاع حكمها كذلك ولم يعد احد يتذكرها بالمرة، ربما لعدم قراءتها لفترةٍ فنسيها الناس. فقد قال لنا علماء الاسلام إن النسخ حدث لان الاحكام تغيرت تدريجياً مثل تحريم الخمر مثلاً، ولكن هذه الآيات التي ذكرنا لم يكن بها حكم ولم يتغير اي حكم بنسخها، فلماذا نُسحت؟
والقسم الثالث- منسوخ الحكم دون التلاوة هو اكثرهم مادةً وبه اغلب الآيات المتعارف بنسخها، وعدد السور التي بها آيات نُسخ حكمها ولكن بقيت ألآيات، ثلاثة وستون سورة. فمثلاً قوله تعالى: " يايها الذين آمنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقةً ذلك خيرٌ لكم واطهر، فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم" وعندما نزلت هذه الآية طلب الله من المسلمين، اذا استشاروا النبي، او حضروا مجلسه لأي سبب ان يقدموا له هديةً. وربما احتج المسلمون او رفضوا دفع الهدية، فنسخ الله الآية بالآية التي تليها في سورة المجادلة. فنفهم من هذا ان النسخ حدث سريعاً بعد نزول الآية. فهل يدل هذا على ان الذي انزل الآية لم يفكر في عواقبها، كما قال اليهود في مكة؟ أم ان الذي اتى بالآية بشر معرض للخطأ مثله مثل السياسيين في زمننا هذا، يأتون بقرار ويلغونه بعد أيام اذا احتج الشعب عليهم. وما دام الله قد نسخ حكم ألآية، فما الفائدة من ترك ألآية بالمصحف، لماذا لم تُرفع كما رٌفعت ألآيات في قسم ألاول: منسوخ التلاوة دون الحكم.؟
إن فكرة أن الله قد نسخ حكم بعض ألآيات ولكن ترك ألآيات بالمصحف، ورفع بعض ألآيات من المصحف ولكن ترك حكمها باقياً لا تتماشى والمنطق اطلاقاً.
ويقول ابن سلامة: نزول المنسوخ بمكة كثير، ونزول الناسخ في المدينة كثير. فأغلب الآيات المنسوخة هي من الآيات المكية عندما كان الرسول مستضعفاً واراد ان يُحبب الاسلام الى اهل مكة بمعاملتهم معاملة لينة متساهلة.
وسور القرآن تُقسم الى ثلاثة اقسام: القسم الاول يحتوي على السور التي بها ناسخ وليس بها منسوخ، وهذه كلها مدينية ما عدا سورة واحدة ( الاعلى) وعددها ستة. وهي الفتح والحشر والمنافقين والتغابن والطلاق والاعلى. والقسم الثاني هو السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها الناسخ، وهي اربعون سورة، اغلبها مكية، واولها سورة الانعام وآخرها سورة الكافرون. والقسم الثالث هو السور التي دخلها الناسخ والمنسوخ، وهي خمسة وعشرون سورة، اولها سورة البقرة وآخرها سورة العصر.
والنسخ عادة يكون بآية تنسخ آيةً قبلها في نفس السورة او آية في سورة اخرى، الا الآية 234 من سورة البقرة: " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشراً"، نسخت الآية التي تأتي بعدها، اي الآية 240 من نفس السورة: " والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجاَ وصية لأزواجهم متاعاً الى الحول غير إخراج". فكيف يستقيم المنطق هنا اذا انزل الله آيةً ينسخ بها آيةً لم تنزل بعد. لماذا لم يُلغي الآية الاتية قبل ان تنزل اذا كان قد نسخها بآية قد سبق وانزلها؟
والتفسير الاكثر منطقاً هنا هو ان الله انزل الآية الاولى التي تقول ان المرأة التي مات زوجها تتربص بنفسها اربعة اشهر وعشرة، ثم اختلط الامر او نسي الكاتب انه سجل الآية الاولى وكتب الآية اللاحقة التي تقول متاع هذه المرأة الى الحول، اي لمدة سنة كاملة، وهذه كانت عادة العرب قبل نزول الاسلام، ولما كانت الآية الاولي اقرب الى آية اخرى تقول ان عدة المطلقة ثلاثة شهور، قالوا ان الآية الاولى نسخت التي تليها، وهو عكس المنطق.
وقد يفهم الانسان ان ينسخ الله آيةًً انزلها ولكن ان تنسخ السُنة المحمدية آيةً محكمة من عند الله، فهذا امر يدعو للاستغراب، خاصة أن القرآن يقول لنا: " ألر كتاب أُحكمت آياته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير" وكذلك: " سورةُ أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها بينات لعلكم تذكرون" فهاهو الله يقول انه انزل هذه السورة وفرضها على الناس. ومن الاحكام التي فرضها: " الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة". ولا نجد في القرآن اي آية تنسخ هذه الآية المفروضة، ولكن لان النبي رجم أمرأةً زنت، اخذت السنة مكاناً ارفع من القرآن ونسخت آية مفروضة.
والمتعارف عليه ان القرآن يأتي اولاً ثم السنة ثم افعال واقوال الصحابة. ولكن هبة الله بن سلامة البغدادي يقول قد تُنسخت ألآيات الكريمة بألاحاديث الشريفة. فإذا كان الله قد قال: " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فكيف إذاً يكون للحديث الذي قاله الرسول قوةٌ فوق قوة الله الذي قال انه سيحفظ القرآن كما أنزله.))))
۞ واذا كان النسخ لاسباب مفهومة لإبدال تشريع مكان آخر لان التشريع الجديد يفيد المسلمين اكثر، لفهمنا ضرورة النسخ، ولكن ان يكون النسخ لاسباب سياسية لا نفع منها للمسلمين، يصبح الامر اكثر صعوبة في القبول. فمثلاً عندما كان محمد في مكة وكان يحاول استمالة اليهود الى دينه الجديد، جعل بيت المقدس قبلته وجعل اليهود وقصصهم المحور الرئيسي لمعظم سور القرآن التي نزلت في مكة. واستمر يصلي نحو بيت المقدس في القدس مدة ثلاث عشرة سنة بمكة وحتى عندما هاجر للمدينة وكان يؤمل استمالة يهود يثرب اليه، ظل يصلي نحو القدس، ولكن بعد مرور سبعة عشر شهراً بالمدينة دون اي نجاح في استمالة اليهود، نجد محمد قد غير قبلته الى مكة، التي لم يصلي نحوها حتى عندما كان بها. وعندما سأل الناس لماذا هذا التغير الذي لا يخدم غرضاً، جاء الرد في سورة البقرة، الآية 142: " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم".
هذه الاجابة تترك السؤال كما هو دون اجابة. نحن نعلم ان لله المشرق والمغرب، والقدس لا تخرج من هذه الاتجاهات، فلماذا التغير؟ لماذا لم يستمر يصلي نحو المقدس ما دام لله المشرق والمغرب وليس مهماً في أي إتجاه تصلي؟ وحتى هذه ألآية نُسخت فيما بعد بألآية:" فول وجهك شطر المسجد الحرام".
والجواب الثاني في الآية 143 من نفس السورة ليس مقنعاً اكثر من الاول: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه". فالله قد امر محمد ان يصلي في اتجاه القدس لمدة تقارب خمسة عشر عاماً ليعلم من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه؟ لم ينقلب اي شخص اسلم عندما كانت القبلة نحو بيت المقدس وصلى كل المسلمون اليها ولم ينقلبوا. ثم ان الله يعلم ماذا سيفعل كل شخص قبل ان يخلقهم، فكيف سيختبرهم بجعل القبلة نحو بيت المقدس؟
ثم جاء جواب ثالث في الآية 144: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها، فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره". فاذاً تغير القبلة كان لان محمد لم يرض القبلة الاولى التي صلى عليها ما يقارب الخمس عشرة سنة. فلماذا لم يقل لله من قبل انه لا يرضى هذه القبلة، ولماذا لم يعلم الله أن رسوله لا يرضى هذه القبلة؟ ولما استمر اليهود في سخريتهم من تغير القبلة، اجابهم بالآية 145: " ولئن اتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض". فإذاً هذا تأكيد انه صلى نحو بيت المقدس ليستميل اليهود، ولكن الله أخبره انه حتى لو أتاهم بكل المعجزات فلن يتبعوا قبلته الجديدة. والواقع ان القدس هي قبلة اليهود والنصارى كذلك وكانت قبلة المسلمين لفترةٍ طويلة. فاذن القول " وما بعضهم بتابع قبلة بعض" ليس صحيحاً. وهذه ألآية تكاد تكون نفس سورة " الكافرون" التي نزلت بمكة في بداية الوحي: " قل يايها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم".
۞ وعندما يئس محمد من استمالة اليهود حاول استمالة قريش بالجلوس في مجالسهم وقراءة القرآن لهم. وفي احد هذه المجالس كان يقرأ سورة النجم ولما جاء للآية 19 قرأ: " أفرايتم اللآت والعُزى، ومناة الثالثة الاخرى، تلك القرانيق العلى وان شفاعتهن لترجى". فرح عندئذ القرشيون وقالوا ان محمداً قد اعترف بآلهتنا ولا بأس من الدخول في دينه. غير ان النبي تنبه لما قد قال، فنسخ الجزء الاخير من الآية وقال هذا ألقاه الشيطان عليّ. فسميت هذه الآيات بالآيات الشيطانية. وعندما اشتد الحزن بالنبي علي ما فعل، انزل الله اليه الآية 52 من سورة الحج: " وما ارسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي الا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكم الله آياته".
فإذاً الشيطان قد تدخل في الوحي الذي ارسله الله لكل الانبياء والرسل قبل محمد، ولكن الله نسخ ما قاله الشيطان. لماذا يصبر الله على الشيطان هذا الصبر الكثير، ولماذا لم يجد الله طريقة اكثر ضماناً لايصال الوحي الى انبيائه دون ان يجد الشيطان طريقةً ليتدخل مما يضطر الله ان ينسخ الآيات التي قالها الشيطان. فقد رأينا الله يُرسل شُهباً لتحرق الشياطين وتمنعهم من استراق السمع للملائكة، أليس من السهل على الله ان يجد طريقة مماثلة لحماية وحيه لأنبيائه؟ وقد قال الله في الآية المذكورة: " ثم يُحكمُ الله آياته"، أي بعد ان ينسخ ما ادخله الشيطان، يُحكم آياته. أليس الافضل ان يُحكم الآيات قبل ان ينزلها حتي لا يستطيع الشيطان التدخل فيها؟ ونحن نعلم ان الله اذا أراد شيئاً ان يقول له كُن، فيكون. لماذا إذاً لم يقل الله للشيطان " قف، ولا تعبث بآياتنا"، أو اي شئ من هذا القبيل. خاصة ان الشيطان قد غير الوحي لكل الانبياء قبل محمد، وقد رأينا من قبل ان الشياطين كانوا يسترقون السمع عندما كان الله يتكلم مع الملائكة قبل ان يبعث محمد، ولما بعث محمداً حرس السماء بالشهب حتى لا تسترق الشياطين السمع.



  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 03:56 PM كيزارو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
كيزارو
عضو جميل
الصورة الرمزية كيزارو
 

كيزارو is on a distinguished road
افتراضي

منطق القرآن:
۞بما ان الرسول لم تكن له معجزات مثل موسى او عيسى، فقد حاول اقناع عرب الجاهلية بالمنطق، ولكن منطق القرآن لا يستقيم والمنطق المعروف لدينا الآن. فاذا اخذنا مثلاً سورة الكهف، الآية 22، عندما سأل اهل مكة النبي عن عدد اهل الكهف: " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم". فأي منطق هذا لاقناع الناس بان القٌرآن من عند الله. هم كانوا يعلمون ان الله اعلم ولذلك سألوا النبي ان يخبرهم بعدد اهل الكهف، ولكن بدلاً من الاجابة المباشرة بعددهم، يخبرنا القرآن ما قال الناس عن عددهم، ويخبرنا أن كل هذا القول تخمين. فلماذا إذاً لا يخبرنا هو بالعدد الحقيقي حتى لا يكون هناك داعي للتخمين؟
۞واخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: أتت أمرأة النبي فقالت: يا نبي الله، للذكر مثل حظ الانثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل كذا، ان عملت المرأة حسنةً، كُتبت لها نصف حسنة؟ فكان رد النبي بالآية 32 من سورة النساء: " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضله ان الله كان بكل شئ عليماً". فأين الجواب على سؤال المرأة ان كان سيكتب لها نصف حسنة ام حسنة كاملة. كل ما أخبرها به القرآن هو ألا تتمنى ما فضل الله به الرجال على النساء. وهذا هو شأن القرآن في كل الاسئلة التي وُجهت للرسول.
۞فمثلاً لما سألوه عن الروح، أجاب: " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي". وفي الآية 189 من سورة البقرة: " يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج". وهذه هي نفس الفكرة التي عبرت عنها التوراة: " وقال الله: لتكن نيراتٌ في جَلد السماء بين النهار والليل وتكون علاماتٍ للمواسم وألايام والسنين" وعرب الجاهلية كانوا يعرفون ان الاهلة مواقيت للحج وكانوا يعرفون بها الاشهر الحرم وغيرها، وكذلك كان يهود مكة على علم أن الاهلة مواقيتٌ للناس، ولكنهم سألوا النبي ليشرح لهم كيف يكون القمر هلالاً ثم يكبر ويصير قمراً. ولكنه لم يكن يدري، فأخبرهم بانها مواقيت للناس.
۞وان نظرنا ماذا قال الله لزكريا لما طلب منه معجزة ليريها قومه عندما علم أن أمرأته ستلد له ولداً وهو رجلٌ كهل وأمرأته كانت عاقراً: " قال رب اجعل لي آيةً قال آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سوياً". فهل اذا رفض زكريا ان يكلم الناس ثلاث ليالي تكون هذه معجزة؟
وفي نفس سورة مريم، الآية 26، قال لمريم: " فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر احداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم انسياً". فكون مريم نذرت الا تكلم انساناً في ذلك اليوم، لن يُقنع احداً انها حبلت بعيسى من دون ان يمسسها بشر، وكان الاولى بها ان تكلمهم وتحاول شرح الحمل لهم بدل ان تصوم عن الكلام. والشئ الغريب ان الله امرها اذا رأت من البشر احداً ان تقول له اني نذرت للرحمن الا أكلم اليوم انسياً. وبديهي اذا قالت كل هذه الجملة الطويلة لكل من قابلها من البشر، تكون قد كلمتهم طوال اليوم وبطل نذرها.
۞وفي سورة البقرة، الآية 258، عندما تجادل الملك النمرود بن كوش مع ابراهيم: " ألم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين". وهذا طبعاً ابسط انواع المنطق، واسهله في قلب الامور رأساً علي عقب. فبدل ان يُبهت النمرود كان ممكناً وبكل سهولة ان يقول لابراهيم: بل اجعل ربك يأتي بالشمس من المغرب وسأتي أنا بها من المشرق مرةً أخرى. وطبعاً في هذه الحالة كان ابراهيم سيكون الذي بُهت.
۞وفي سورة هود، الآية 46 عندما رفض ابن نوح الركوب معه في السفينة: " قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم". فقال له نوح في الاية اللاحقة: " قال رب اني اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم". وطبعاً الانسان دائماً يسأل عما ليس له به علم. فلو كان له به علم لصار السوال اضاعة للوقت والجهد.
۞ولما طلب اهل مكة من النبي ان ينزل لهم معجزةً، اجابهم الله في سورة الاسراء، الآية 59: " وما منعنا ان نرسل الآيات الا ان كذب بها الاولون". وألآيات هنا تعني المعجزات. فرفض الله ان ينزل على محمد معجزة لان الاولين كذبوا بها. فدعنا نستعرض بعض هذه المعجزات. فلنبتدئ بداود الذي سخر له الحديد وسخر له الريح وجعل الجبال تؤب اي تسبّح معه، فكذبه قومه. ثم، كما يٌخبرنا القرآن، ارسل الله من بعد داود ابنه سليمان وعلمه لغة الطير وسخر له الجن والريح والحيوانات كلها واعطاه مالاً وحكماً عظيماً. وكذبه قومه. ثم اخرج لثمود ناقةً من الصخر، فلم يصدقوا نبيهم وعقروا الناقة. وبعد فترة ارسل الله موسى واعطاه بدل معجزة واحدة تسع معجزات حسب الآية 101 في سورة الاسراء: " ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيناتٍ ". ولم يؤمن بنو اسرائيل، ولكن لم يمنع هذا الله من انزال المعجزات على عيسى، فجعله يكلم الناس في المهد، ويحيي الموتى، ويشفي المرضى، وانزل له المن والسلوى من السماء. فاذا كان كل هولاء الانبياء طلبوا المعجزات واعطاهم اياها الله رغم ان الذين قبلهم قد كذبوا بها، لماذا منع آخر نبي من المعجزات لان الذين سبقوا كذبوا بها؟ والجواب طبعاً أنه ما كان في مقدور محمد أن ينزل لهم مائدةً من السماء او يًحيي لهم موتاهم فقال لهم ان الله لم ينزل لهم معجزات لان الذين سبقوهم كذبوا بها.
۞وسورة الزخرف الآية 33 تقول: " ولولا ان يكون الناس امةً واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم ابواباً وسرراً عليها يتكون، وزخرفاً وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين". ومعنى هذه الايات هو لولا ان يخاف الله ان يصير كل الناس كفاراً لجعل للكافرين ابواباً وسقوفاً ودرجاً لبيوتهم من الفضة ولزخرفها لهم بالذهب ليريهم ان كل هذا جزء يسير من خيرات الاخرة. ولو اخذنا في الاعتبار ان هذه السورة نزلت بمكة لما كان عدد المسلمين لا يتجاوز العشرات، وكل قريش كانت كافرة، ضاع علينا منطق القرآن لان اهل مكة اصلاً كانوا امة واحدة في الكفر باستثناء عدد بسيط من المسلمين. وحتى لو تجاوزنا عن هذا، فليس منطق القرآن بمقنع هنا لانه لو صارت كل منازل الكفار من الفضة، وهم الاغلبية في مكة في ذلك الحين، لاصبحت هذه البيوت شيئاً مألوفاً طبيعياً لا تؤثر في معتقدات الناس. فلو نظرنا الى دول الخليج الان، نجد ان بإمكانهم سقف منازلهم بالفضة لو شاءوا وكذلك جعل ابوابها ودرجها من الفضة، ولكن هذا لم يجعلهم يكفرون بالله ويتخلون عن الاسلام. ونرى ان المنطق الاكثر اقناعاً هو ان يجعل الله بيوت المسلمين الاوائل في مكة من الفضة حتى يُري الكفار ان الله قادر على مكافأة المسلمين في هذه الحياة وفي الحياة الاخرى.
۞واذا نظرنا للآية الخامسة عشر من سورة محمد نجدها تقول: " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين ". فاذا كان الخمر يصلح ان يكون جائزة للمتقين الذين يخافون الله ويفعلون كل ما امر به الاسلام، لماذا حُرمت الخمر في هذه الحياة؟ او اذا وضعنا السؤال بطريقة مختلفة: اذا كان من الممكن في هذه الحياة ان يشرب الانسان ماءً غير آسن ولبناً لم يتغير طعمه وخمراً لذيذ الطعم لذة للشاربين، فماذا يغريه بالعمل الصالح لكي يدخل الجنة غير الحياة الازلية. فالاشياء الاخرى مثل بنات الحورالجميلات والفواكه العديدة والولدان الذين اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، فكلها يمكن الحصول عليها هنا. اما الأسرة المصنوعة من ذهب او زبرجد فليست مغرية للغالبية العظمى من الناس. فالحياة الازلية هي الشئ الوحيد الذي لا يوجد في هذه الحياة.
۞ولما لم يكن هذا شيئاً محسوساً ولا يمكن تبيانه للناس لجأ القرآن للتهديد والوعيد بنار جهنم التي يفوق وصفها في القرآن وصف اي شئ آخر. فدعنا نقرأ ما كتب الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الازهر الشريف، عن حديث القرآن عن يوم الحساب: (من ألاساليب الحكيمة لتعميق الايمان، تذكير الناس بأهوال هذا اليوم، ومن ألآيات القرآنية التي صورت أهوال هذا اليوم تصويراً ترتجف له القلوب، قوله تعالى: "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد". وقد أفتتح سبحانه هذه السورة الكريمة بهذا الافتتاح الذي تهتز له النفوس، لكي يزداد الناس إيماناً على إيمانهم، ويقيناً على يقينهم بأن يوم القيامة حق، وان الثواب والعقاب فيه صدق)
وصف مروّع ولا شك، ولكن هل يحتاج الذين آمنوا الى مثل هذا التخويف ليزيدوا ايمانهم، كما قال الشيخ طنطاوي؟
ويستمر الشيخ طنطاوي في تخويف الناس بيوم الحساب فيقول: ( وفي موطن ثالث يذكّر القرآن بأهوال يوم القيامة بأسلوب فيه ما فيه من التهديد والوعيد لمن كذب بهذا اليوم، فيقول سبحانه: "فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الانسان يومئذ أين المفر. كلا لا وزر. الى ربك يوميذ المستقر. ينيأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. بل ألانسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيرة". والحق ان حديث القرآن عن أهوال يوم الحساب حديث لا تكاد تخلوا منه سورة من سور القرآن الكريم، وأقرأ على سبيل المثال الجزء الاخير من اجزاء القرآن الكريم، تجده مع أن سوره من السور القصيرة نسبياً، زاخراً بالحديث عن أهوال يوم القيامة)
وسورة الحج تصف العذاب الذي يتعرض له الذين لم يؤمنوا بالله:
19- " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطّعت لهم ثيابٌ من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم"
20- " يُصهر به مافي بطونهم والجلود"
21- " ولهم مقامع من حديد"
22- : كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غمٍ أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق"
ويصف الله نفسه بالرحمة ويذكرنا في بداية كل سورة انه هو الرحمن الرحيم، فهل بعد هذا الوصف للعذاب يبقى هناك مكان للرحمة؟ والناس الذين درسوا التوراة دراسة علمية يقولون أن إله موسى إله غاضب وشرس، مولع بالحروب وقتل الناس، والتوراة لا تصف عذاب يوم القيامة بمثل هذا الوصف المخيف. ولا غرو أن القرآن ملئ بالتهديد والوعيد لانه حاول إقناع الناس بمنطقه الذي تحدثنا عنه سابقاً ولم يفلح في إقناعهم، فما بقي له غير التهديد والوعيد.
۞ولما كان الحديث عن الجنة والنار، دعنا ننظر للآية 23 من سورة الحج: " ان الله يدُخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يُحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير". وعلماء الدين قد حرّموا لبس الذهب على الرجال، وفي الصحيح: " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج في الدنيا فانه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة". فما الحكمة في تحريم الخمر والذهب والحرير علي الرجال ووعدهم انهم اذا عملوا صالحاً ستكون مكافأتهم نفس هذه الاشياء في الجنة.
۞ومرة اخرى يصعب علينا متابعة منطق القرآن، ففي سورة الحديد، الآية 21، نجده يقول: " سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للذين آمنوا بالله". وقد رأينا في الفصول السابقة ان عرض السماء لا حدود له والارض ليس لها عرض لانها كرة. ولكن نستنتج من هذه الاية ان الجنة من الكبر بمكان يصعب معه حتى تخيل حجمها. والسؤال الذي يطرأ على ذهني هو: لماذا يريد الله ان يخلق الجنة بهذ الحجم وهو يخبرنا في سورة الواقعة، الآية الثانية عشر وما بعدها: " في جنات النعيم، ثُلة من الاولين، وقليل من الآخرين". والله يخبرنا هنا ان ثُلة اي عدداً بسيطاً جداً من الاولين وقليل من الآخرين سيدخل الجنة، لان الغالبية من الناس كلما جاءهم رسول كفروا به ولذلك لن يدخلوا الجنة.
فاذا كان هذا هو الحال، لماذا كل هذه الجنة التي لا حدود لها، ولن يدخلها الا عدد بسيط من الناس. وحتى في هذا العدد القليل من الناس يكون المسلمون اقلية، ففي حديث عن النبي انه قال: " اني لأرجو ان تكونوا ربع اهل الجنة". واذا كان هذا العدد البسيط من الناس سيدخل الجنة والغالبية العظمى من الناس سيذهبون الى جهنم، وخاصة ان الله يقول: " وما منكم الا واردها"، والحديث هنا عن جهنم، وقال علماء الاسلام ان كل البشر سيردون جهنم ولكن اهل الجنه سيكون ورودهم مؤقتاً ولفترة وجيزة ثم يذهبون للجنة. فاذا كانت كل هذه البلايين من البشر سترد جهنم، فلا بد ان يكون حجم جهنم اضعافاً مضاعفةً من حجم الجنة التي سيدخلها قليل من الناس.
وهذه الجنة عرضها السموات والارض، وليس هذا فحسب، بل هناك جنتان لمن خاف مقام ربه: " ولمن خاف مقام ربه جنتان". وحتى الجنتان هذه سيكون من دونها جنتان: " ومن دونهما جنتان". وقال جريج هن اربع جنات، وقال القرطبى: ويحتمل ان يكون " ومن دونهما جنتان" لأتباعه أي اتباع محمد، لقصور منزلتهم عن منزلته، احدهما للحور العين والاخرى للولدان المخلدين ليتميز بهما الذكور عن الاناث. فإين إذاً ستكون جهنم؟
۞ويكرر القرآن اسئلة عديدة مالها اجابة مقنعة. فمثلاً في سورة الغاشية، الآية السابعة عشر، يسأل: " أفلا ينظرون الى الابل كيف خُلقت". وما كان احد في تلك الايام يدري كيف خُلقت الابل. وخلق الابل في حد ذاته لا يختلف عن خلق القطة او الفأر.. ولكن القرآن اختار الابل للتهويل لان حجمها كبير، رغم ان هذا لا يؤثر في عملية الخلق. ولا بد ان نفترض ان الله قد خلق الديناصورات وحجمها اضعاف حجم الابل، لكنه لم يضرب بها المثل. وقد يقول قائل ان الله لم يضرب بها المثل لانها انقرضت ولم يشاهدها اهل مكة. ولكن نفس أهل مكة هولاء لم يروا في تلك الايام، وحتى عهدٍ قريب، الرمان، لكون مكة صحراء لا ينبت فيها شجر الرمان " ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم". ولكن هذا لم يمنع القران من أن يذكرهم ان الله سيجازيهم بجنة يأكلون فيها الرمان " فيها فاكهةٌ ونخلٌ ورمان".
ونجد عدة اسئلة من هذا النوع، مثل: " الم ينظروا الئ السماء كيف خُلقت" او " ألم يروا كم اهلكنا قبلهم من قرن". وفي سورة الحج، الآية 70: " ألم تعلم ان الله يعلم مافي السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير". وكيف نعلم ان الله يعلم مافي السماء والارض؟ وفي الآية 63 من نفس السورة: " ألم تر ان الله انزل من السماء ماءً فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير". فمنذ ان نشأ الانسان على وجه الارض وهو يرى الماء ينزل من السماء، فما الدليل ان الذي انزله هو الله؟ فنحن نعلم الان قوانين الطبيعة التي تتحكم في نزول الامطار ولكن ليس لدينا اي برهان ان الله هو الذي خلق هذه القوانين. والغريب في الامر ان القرآن يضرب اغلب امثلته بالمطر والزرع وأهل مكة ما كانوا يرون المطر الا مرة كل عدة سنوات، ولذا كان العرب رُحلاً للبحث عن الكلأ والمرعى. وحتى عندما اسلمت كل الجزيرة العربية لم ينزل الله مطراً عليها كما ينزله على بلاد أخرى، لتصبح مخضرة كما قال.
وفي سورة الانبياء، الآية 30: " أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما". وطبعاً لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا ملتصقتين ثم فتقهما، لان ذلك ان كان قد حدث، فحدوثه كان قبل ان يُخلق الانسان، فكيف يكون الانسان قد راى ذلك؟
والقرآن يحاول اقناع الناس بانه من عند الله بان يؤكد عدة مرات ان الله يعلم ما في الارحام، فمثلاً في سورة الرعد، الآية الثامنة: " والله يعلم ما تحمل كل انثي وما تغيض الارحام". ويستطيع الاطباء الان بان يعرفوا اذا كان الجنين ذكراً او انثي، واحداً أم أكثر، وهو بعد في رحم امه. بل اكثر من ذلك انه بامكانهم الان اختيار نوع الجنين قبل ان يزرعوه في الرحم، بل ويمكنهم ان يجروا عليه عمليات جراحية وهو ما زال في الرحم. فهل كون الله يعلم مافي الارحام، منطق كافي لاقناع الناس بوجود الله وبان القرآن من عنده؟
القرآن والارادة:
۞عندما يقرأ الانسان القرآن، يسيطر عليه شيئان: الاول هو الخوف من نار جهنم والعذاب الذي يصفه القرآن وصفاً دقيقا ومرعباًً، والشئ الثاني هو عدم مقدرة الانسان علي تغيير مجرى الاحداث، اذ ان كل شئ مكتوب ومسطر للانسان من قبل ان يولد. فمثلاً لو اخذنا سورة الحديد، الآية 22: " ما اصاب من مصيبةٍ في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير". فيخبرنا الله هنا انه قد قدر كل شئ من قبل ان يبرأ او يخلق الارض ومن عليها. وكأن هذا لا يكفي، فيؤكد لنا الحديث نفس الشئ، يقول ابن كثير في تفسيره للآية: حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا اخبرنا ابو هانئ الخولاني انه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: " قدر الله المقادير قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة". ورواه مسلم في صحيحه
وهاهم الانبياء انفسهم يتحاجون ويتلاومون بما قٌدر لهم، ففي تفسير الآية 122 من سورة طه، نجد ابن كثير يقول: قال البخاري حدثنا قُتيبة حدثنا ايوب بن النجار عن يحيي بن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " حاج موسى آدم فقال له انت الذي اخرجت الناس من الجنة بذنبك واشقيتهم؟ قال آدم ياموسى انت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله قبل ان يخلقني، او قدره الله عليّ قبل ان يخلقني؟". فحتى آدم ليس مقتنعاً أن الذنب الذي أرتكبه كان بمحض إختياره.
وحتى موضوع الايمان بالله وبرسوله ليس في ايدينا، فهذه هي الاية الثانية من سورة التغابن تخبرنا: " هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمنٌ والله بما تعملون بصير". وشرح هذه الاية يقول: هوالخالق لكم على هذه الصفة واراد منكم ذلك فلا بد من وجود كافر ومؤمن وهو البصير بمن يستحق الهداية. اي بمعنى آخر حتى لو اردت ان تؤمن، لا يمكن لك ان تؤمن الا اذا كان الله قد قدر انك تستحق الهداية وكتب ذلك لك في اللوح المحفوظ
وهاهي الآية 13 من سورة السجدة تخبرنا لماذا لم يهدي الله الناس كلهم: " ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجٍنة والناس اجمعين". وبما ان جهنم لا تمتلئ " فنقول لها هل إمتلات فتقول هل من مزيد"، يجب ان يظل اكثر الناس كافرين حتى يملأ الله جهنم بهم لانه سبق منه القول بذلك، والله لا يخلف قوله.
ومرة اخرى يخبرنا القرآن في سورة النحل الآية 93 ان الايمان لا يكون الا بإرادة الله: " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون". فهو يضل من يشاء ثم يسألهم عما كانوا يعملون. فهل يستوي هذا المنطق مع الارادة الحرة؟
ويظهر ان الله يختم على قلوب من اختارهم للكفر حتى لا يفهموا القرآن فيؤمنوا به، ففي الآية 46 من سورة الاسراء نجد: " وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهون وفي آذانهم وقراً واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفوراً". والآية 111 من سورة الانعام تقول: " ولو انا انزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قُبلاً ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون". فاذاً كل محاولات الانسان الغير مسلم ان يفهم القرآن ويؤمن به لا تجدي الا اذا كان الله قد قرر مسبقاً لهذا الفرد ان يؤمن، والا سيجعل الله في آذنه وقراً وسيطبع على قلبه فلا يؤمن.
وسورة يونس، الآية 100 تكرر لنا نفس الرسالة: " وما كان لنفسٍ ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون". وفي نفس سورة يونس الآية 99، نعلم: " ولوشاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً، أفانت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". وفي سورة هود الآية 118: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين". ونحن نعلم من القرآن ان الانسان لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وانما هو مُسيّر حسب ما قدر الله له، فالآية 49 من سورة يونس تقول: " قل لا املك لنفسي ضراً ولا نفعاً الا ما شاء الله".
وقد يُرسل الله الرسل بلسان قومهم ليشرحوا لهم رسالة الله، ولكن هولاء الناس لا يملكون الخيار في ان يؤمنوا او يكفروا، فالآية الرابعة من سورة ابراهيم تقول: " وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء".
۞رأينا مما تقدم ان الانسان ليست له ارادة ليقرر لنفسه ما يفعل، واكثر من ذلك نجد ان الاسلام يأتي في قصصه بأمثلة تؤكد ان الحساب والعقاب لا يعتمد على ما فعل الانسان وانما يمكن معاقبته بما فعل غيره. فاذا اخذنا مثلاً قصة قوم لوط، لرأينا ان الغالبية العظمى منهم لم يرتكبوا اي ذنب، فنصفهم كان نساء وحوالى الخُمس او السدس كانوا اطفالاً لا يعلمون شيئاً عن الممارسات الجنسية التي كان يمارسها بعض الرجال في المدينة، ولابد أن أغلب الرجال كانوا طبيعيين من الناحية الجنسية بدليل انهم جامعوا نساءهم وانجبوا أطفال المدينة، ونستطيع أن نقول أن عدداً غير كبير من الرجال كان منحرفاً جنسياً وأرادوا مضاجعة ضيوف لوط، ولكن لما جاء عذاب الله، محا المدينة عن الوجود بكل من فيها، المذنب والبرئ، بما فيهم الاطفال.
ويظهر ان القرارات الالهية لا تلتزم بنفس العقاب لذات الاثم، فاذا كان الله قد غضب على قوم لوط ولم يمهلهم لليوم الآخر، وهم قد ارتكبوا اثم اللواط في مدينة واحدة، فلماذا يصبر الله على الملايين الذين يمارسون اللواط الان في كل مدن وقرى المعمورة، وهم يمارسونه من قبل ظهور الاسلام وحتى يومنا هذا، ولا يخفونه كما كان يحدث في الماضي؟ بل صاروا يعقدون الجيزات للمرأة على المرأة، وللرجل على الرجل. وها نحن نقرأ في الصحف يومياً عن القساوسة الذين مارسوا الجنس مع أولاد صغار ممن ينشدون الاناشيد في الكنائس، ولا بد أن هناك مشائخ في العالم الاسلامي يفعلون نفس الشئ. فلماذا لم يعاقبهم الله كما عاقب قوم لوط؟ ولا بد أن يقول شيخ الاسلام إن الله يمهل ولا يهمل، ونقول لهم لماذا إذاً لم يُمهل الله قوم لوط؟
۞وقد سأل موسى ربه ان كان يريد ان يعاقبهم بما فعل السفهاء منهم، كما فعل بقوم لوط، في الآية 149 من سورة الانعام: " واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبلي وأياي، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا، ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء". فهاهو النبي موسى الذي تكلم مع الله مباشرةً يقول له كيف تعاقبنا بما فعل السفهاء منا؟ وحتى هولاء السفهاء ما فعلوا ما فعلوه الا بعد ان فتنتهم أنت، فهي فتنتك تضل بها من تشاء.
۞ويظهر ان عمل الانسان في هذه الحياة لا يُعتمد عليه في الدخول الى الجنة او النار، وانما يعتمد كل شئ على القرار الاولي الذي اتخذه الله قبل ان يُخلق الانسان. ولنقرأ هذا الحديث النبوي لنعلم مدى صحة هذا القول: حدثنا الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله – وهو ابن مسعود – قال: حدثنا رسول الله (ص) وهو الصادق المصدوق " ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيُختم له بعمل اهل النار فيدخلها، وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيُختم له بعمل اهل الجنة فيدخلها". فاذاً المسالة مسالة حظ ونصيب، ليس الا.
۞ويبدو ان بعض الانبياء لا يريدون لقومهم ان يؤمنوا قبل ان يروا عذاب الله، فهذا هو موسى عندما بُعث الى فرعون وقومه، يطلب من الله ان يشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب، وهو يوم القيامة، كما نرى في الآية 88 من سورة يونس: " وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينةً واموالاً في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم". وليس غريباً ان نفس هذه ألآية موجودة في التوراة: " وأقسى الرب قلب فرعون فلم يؤمن بموسى عندما كلمه الله"
ويبدو ان الله نفسه قد ختم على قلوب بعض الناس ومنعهم ان يؤمنوا قبل ان يريهم العذاب الاليم، كما نرى في الآية 96 وما بعدها من سورة يونس: " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم".



  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 04:02 PM كيزارو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
كيزارو
عضو جميل
الصورة الرمزية كيزارو
 

كيزارو is on a distinguished road
افتراضي

الاسلام والعلم:
۞ لنبدأ بخلق السماء والارض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.)
ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر).
هذا ما يقول به العلم الحديث باعتراف الدكتور موريس. وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم أستوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".
فالله هنا خلق ألارض وهي كوكب واحد في يومين، ثم جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها وبارك فيها في أربعة أيام، ثم استوى الى السماء وهي دخان، وخلق كل هذه المجرات التي ذكرنا سابقاً والشمس وبلايين النجوم التي يصل حجم بعضها الى ملايين المرات مثل حجم الشمس، التي يبلغ حجمها 300000 مرة حجم الارض، وخلق كذلك عدة كواكب منها عدد يشبه أرضنا، ربما سيكتشفها العلم في المستقبل، كما يقول الدكتور موريس، خلق كل هذا في يومين فقط. فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟
الدكتور موريس يقول إن ألايام هنا لا تعني نفس ألايام التي نعرفها نحن، وأن الله قصد بها فترات من الزمن قد تصل الى آلاف السنين لليوم الواحد. وحتى لو أخذنا بهذا الرأي، فيجب أن تكون الفترات متساوية في الطول الزمني حتى يتسنى لنا استعمالها كمقياس للزمن. فكيف يخلق الله كوكباً واحداً في فترتين، ويقدر في هذا الكوكب قوته في أربعة فترات ثم يخلق نجوماً لا تُحصى على مسافات يصعب تخيلها في فترتين فقط؟ فالمنطق يُخبرنا أن هناك شئ غير مقبول في هذه النسب الحسابية. فالدكتور موريس قد أخبرنا سابقاً أن عمر مجرتنا عشرة بلايين سنة وعمر الشمس وألارض إربعة بلايين ونصف البليون سنة، فلا بد أن تكون معظم نجوم مجرتنا إن لم نقل كل المجرات ألاخرى قد خُلقت قبل الارض. ولكن ألآيات السابقات تخبرنا أن الله قد خلق الارض أولاً ثم السماء وزينتها من الكواكب.
وفي نفس ألآية يخبرنا القرآن أن الله قدر في الارض أقواتها، يعني الاشجار والنباتات الاخرى كقوت للحيوانات في اربعة أيام أو اربعة فترات كما يحب الدكتور موريس، قبل أن يخلق السماء. والعلم الحديث يخبرنا أن الحياة ابتدأت من حيوانات ذات خلية واحدة تكونت في الماء ومنها ابتدأت الحياة النباتية وبعد ملايين السنين ظهرت الحيوانات البدائية. والدكتور موريس يوافق على هذا الراي.
وكذلك يقول الدكتور ان المحيطات والماء ظهر على الارض قبل حوالى نصف بليون عام تقريباً. فإذاً النباتات ظهرت قبل نصف بليون سنة على أكثر تقدير، وقد يكون أقل من ذلك بكثير. فإذاً تقدير أقوات الارض لم يتم الا قبل بضع ملايين من السنين في حين أن ألارض عمرها أربعة بلايين ونصف البليون سنة. وبما أن الله لم يخلق السماء إلا بعد أن اكمل تقدير قوت الارض، نستطيع أن نقول أن ألسماء عمرها لا يزيد عن بضع ملايين سنة. ولكننا نعرف ألان أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات ألاخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
۞ ثم أنظر الى سورة النازعات، ألآيات 27-33:
27- " أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها"
28- " رفع سمكها فسواها"
29- " وأغطش ليلها وأخرج ضحاها"
30- " وألارض بعد ذلك دحاها"
31- " أخرج منها ماءها ومرعاها"
32- " والجبال أرساها"
33- " متاعاً لكم ولانعامكم"
فالقرآن هنا يخبرنا أن الله خلق السماء وسواها، وخلق الليل والنهار أي خلق الشمس ثم بعد ذلك دحا الارض أي سطّها واخرج منها الماء. فإذاً نستطيع أن نقول أن الله خلق الارض بعد أن خلق السماء، وهو عكس ألآيات السابقات، أو أنه خلق ألارض أولاً لكنها كانت مكورة فبسطها وسطّحها بعد أن خلق السماء، ويكون هذا اعترافاً بأن الارض مسطحة.
وألآية 31 تخبرنا انه أخرج من الارض ماءها ومرعاها بعد أن خلق السماء، وبما أن النباتات لا تنمو إلا بالماء، فإن الله يكون قد خلق السماء والنجوم قبل ان يسطح الارض ويخرج منها النبات الذي هو أقوات ألارض. وهذا كذلك عكس ما أخبرنا القرآن سابقاً، إذ أنه قال أن الله قد قدر أقوات الارض في اربعة أيام قبل أن يخلق السماء في يومين.
وقد تنبه بعض المفسرين الى هذا الاختلاف في خلق الارض والسماء وقال بعضهم أن " بعد ذلك" تعني " ومع ذلك" وليس بعد أن خلق السماء، وعلق القرطبي على ذلك بقوله:" فان قال قائل: فانك قد علمت ان جماعة من اهل التاويل قد وجهت قول الله " والارض بعد ذلك دحاها" الي معني " مع ذلك دحاها" فما برهانك علي ما قلت من ان "ذلك" بمعني "بعد" التي هي خلاف "قبل"
قيل: المعروف من معني "بعد" في كلام العرب هو الذي قلنا من انها بخلاف معني " قبل" لا بمعني "مع" وانما توجه معاني الكلام الي الاغلب عليه من معانبه المعروفه في اهله، لا الي غير ذلك."
۞ وفي سورة هود الآية السابعة نجد: " وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء". وسئل ابن عباس، كما يقول ابن كثير في تفسيره، عن قوله " وكان عرشه على الماء" على اي شئ كان الماء؟ قال: كان على متن الريح. فاذاً اول شئ خلق الله كان الريح ووضع عليها الماء ثم وضع عرشه على الماء قبل أن يخلق الارض والسماء.
واذا كنا نتحدث عن العلم البحت، فليس من الممكن ان يحمل الريح الماء الذي يجلس فوقه العرش. واذا كنا نقصد أن الماء هو السحاب، فالريح يمكن ان تحمل السحاب ولكن لا يمكن للسحاب، وهو بخار الماء، ان يحمل العرش. واي انسان رأى الضباب، وهو سحاب على مستوى منخفض، يعرف انه لا يستطيع ان يحمل اي شئ، ناهيك عن العرش.
وهذه طبعاً فكرة مأخوذه من اليهودية. ففي سفر التكوين، الاصحاح الاول، نجد في البدء خلق الله السموات والارض وكانت الارض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلامٌ وروح الله يُرف على وجه المياه. وقال الله: " ليكن نورٌ، فكان نورٌ. وراى الله ان النور حسنٌ. وفصل الله بين النور والظلام. وسمى الله النورَنهاراً، والظلامُ سماه ليلاً. وكان مساءٌ وكان صباحٌ: يومٌ أولٌ.
وقال الله: ليكن جَلدٌ في وسط المياه وليكن فاصلاً بين مياه ومياه". فكان كذلك. وصنع الله الجَلَدَ وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وسمى الله الجلد سماءً. وكان مساءٌ وكان صباحٌ، يومٌ ثان.
وقال الله: " لتتجمع المياه التي تحت السماء في مكان واحد وليظهر اليبس". فكان كذلك. وسمى الله اليبس أرضاً وتجمع المياه سماه بحاراً. وراى الله ان ذلك حسنٌ. وقال الله: لتنبت الارضُ نباتاً عُشباً يُخرج بزراً وشجراً مثمراً يُخرج ثمراً بحسب صنفه بزره فيه على الارض" فكان كذلك. فأخرجت الارض نباتاً عُشباً يُخرج بزراً بحسب صنفه وشجراً يُخرج ثمراً بزره فيه بحسب صنفه وراى الله ذلك حسنٌ. وكان مساء وكان صباحٌ: يومٌ ثالثٌ.
وقال الله: " لتكن نيراتٌ في جَلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون علاماتٍ للمواسم والايام والسنين.....وهكذا تستمر قصة الخلق.
وحتى اليهودية ربمااخذت الفكرة من البابليين القدماء، الذين قالوا، كما رأينا في المقدمة، ان الآلهة ظهروا، كل إلآهين مع بعض، من ماء مقدس كان موجوداً منذ القدم. واكبر ثلاثة من الآلهة كانوا: أبسو Apsu" إله المياه العذبة، وزوجته " تيامات Tiamat" إلهة المياه المالحة، و " مومو Mummu" إله الفوضى. وخلقت الالهة بقية العالم.
۞ ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها. وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض. ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال. ويقول القرطبي في تفسيره لهذه ألاية: أن الله غني وسيوسع الرزق لعباده. فكون المجرات ما زالت تبتعد عن بعضها البعض اي تتوسع، لا تعني بالضرورة ان القرآن قصد هذا عندما قال " وانا لموسعون".
۞ وهناك من يقول أن السماء هو كل ما سما فوقك أي أرتفع، وبالتالي يكون الهواء سماء. ولكن الدليل ان السماء صلبة نجده في سورة الحج كذلك، الآية 65: " ويمسك السماء ان تقع على الارض الا بإذنه". وطبعاً لا يمكن ان يقع الهواء على الارض، فلا بد ان تكون السماء صلبة لتقع على الارض.
وهناك دليل آخر في سورة الانبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
ثم نزيد قليلاً في ذلك ونرى ان القرآن يقول في سورة نوح، الآية الخامسة عشر: " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً". فاذا كانت السماء صلبة، وخلق الله سبع سموات طباقاً، وزينهن بالقمر والنجوم، فلا بد ان يكون القمر والنجوم في السماء الدنيا حتى نراهن. وقد قال الله في سورة الصافات، الآية السادسة: " انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب".
وفي العقود القريبة الماضية وصل الانسان الى القمر ومشى فوقه ولم ير اي سماء. فهل نفهم من ذلك ان القمر معلق بين السماء والارض؟ وماذا عن الكواكب، فقد وصلت المركبات الفضائية الى المريخ ولم تعثر على سماء. والتلسكوبات الفضائية الحديثة خاصة تلسكوب " هوبارد" الذي يحوم في الفضاء الخارجي للارض، مكننا من ان نرى نجوماً تبعد عن الارض بلايين الاميال، ويستغرق ضوء بعض هذه النجوم ملايين السنين ليصل الينا، ، ولكن حتى ألان لم نر سماءً. فما الذي حدث هنا؟ اما ان لا يكون هناك سماء، او ان السماء ليست صلبة، وبالتالي نجد مشكلة في تفسير الايات السابقة التي تقول أن السماء بنيناها بأيدٍ ويمكن ان تقع على الارض.
وسورة الطور، الآية الرايعة وما بعدها، تقول: " والطور، وكتابٍ مسطور، في رقٍ منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع ". وفي قصة الاسراء والمعراج يحدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي (ص) انه قال: " في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضةً يخر عنه سبعون الف قطرة يخلق الله في كل قطرة ملكاً يؤمرون الى البيت المعمور فيصلون فيه". وفي الصحيحين ان رسول الله (ص) قال في حديث الاسراء بعد مجاوزته الى السماء السابعة: " ثم رُفع بي الى البيت المعمور واذا هو يدخله كل يوم سبعون الفاً لا يعودون اليه".
ولو صدقنا قصة الاسراء والمعراج كما يرويها المفسرون، والبيت المعمور هذا، فلا بد ان يكون النبي قد سافر كل هذه البلايين من الاميال في ليلة واحدة ورجع للارض، وفي هذه الحالة يكون قد سافر بسرعة ***ق سرعة الضوء، وهذا مستحيل اذا كنا نتكلم عن العلم ومعجزة القرآن العلمية، او تكون الرحلة كلها ميتافيزيقية، وبالتالي لم يصعد فعلياً الى السماء السابعة ولم ير آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة وسدرة المنتهى في السابعة، او البيت المعمور
۞ ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ، فالمصريون القدماء قبل حوالي الفين عام قبل الميلاد، زعموا ان الارض مسطحة ومستديرة كالقرص، وان مصر في وسطها وبلاد العالم الاخري، خاصة التي بها جبال، في اطراف القرص لتحفظ توازنه.
والدكتور موريس يعترف أن الرسول واصحابه كانوا يعتقدون أن ألارض مسطحة عندما يقول: " من السهل على انسان اليوم ان يفهم توالي الليل والنهار لانه يعرف ان الارض تدور حول نفسها، والقرآن وصف هذه الحركة كأنما مفهوم ان الارض مكورة كان مفهوماً في تلك الايام، ولكن هذه لم تكن الحالة في تلك الايام". إذاً النبي محمد لم يكن يعرف أن ألارض كروية وإلا لأخبر أصحابه بذلك. فإذا كان الناس الذين نزل عليهم القرآن لا يعرفون أن الارض مكورة، ورسولهم لم يخبرهم بذلك، ربما لانه ما كان يعرف ذلك، فهل نفهم أن القرآن قصد مخاطبة الاجيال المستقبلية عندما قال بتتابع الليل والنهار؟
قد رأينا أن فكرة أن الارض مسطحة كانت سائدة في العصور البدائية وحتى بعد الميلاد عندما دافعت الكنيسة عن فكرة أن الارض مسطحة. ولكن في القرن السادس قبل الميلاد قال بعض اعضاء جمعية " Pythagoreans " في جنوب ايطاليا، وهذه الجماعة مسماة على عالم الرياضيات " Pythagorus "، قالوا ان الارض كروية وتدور حول نفسها، وقد ذكر هذا الدكتور موريس في كتابه. فإذا كانت فكرة أن الارض كروية كانت معروفة منذ ستة قرون قبل الميلاد، كيف نفسر أن القرآن ظل يكرر ان الله دحا وبسط الارض، وأن الرسول وأصحابه لم يكونوا يعرفون أن الارض مكورة؟
وقد تعرض أعضاء جمعية Pythagorus الى القتل والتعذيب من قبل الكنيسة، مما اضطر بعضاً منهم للهرب الى اليونان وانشاء مذهبهم او مدرستهم هناك. واي شخص تجرأ وعارض فكرة ان الارض مسطحة وان الشمس تدور حول الارض، قُتل او عُذب. وحتى في القرن الخامس عشر للميلاد، عندما قال كوبرنكس " Copernicus " العالم البولندي، ان الارض تدور حول نفسها وتدور كذلك حول الشمس، اتهموه بالذندقة، ولولا انه مات بعد نشر نظريته بوقت قصير، لحاكموه بالذندقة وقتلوه، كما حاكموا جاليليو " Galileo " في عام 1534 في ايطاليا عندما قال ان الشمس ليست مركز الكون. وقد حكموا على جليليو بالحبس المنزلي ولم يسمحوا له بمغادرة بيته، حتى مات بعد ثماني سنوات من نشر نظريته.
وبما انهم كانوا يعتقدون ان الارض مسطحة، نجد القرآن يخبرنا ان الله ألقى في الارض رواسي كي لا تميل بنا. ونفهم من هذا ان الله ألقى الجبال من السماء على الارض، لان الالقاء يكون من اعلى الى اسفل. ولكننا ألان نعلم ان الجبال لم تُلقى بل ارتفعت من داخل الارض نتيجة البراكين العديدة عندما كانت الارض ساخنة بعد انفصالها من الشمس.
وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ يقول ابن كثير: من جبال فيها من برد معناه ان في السماء جبال بَرَد ينزل الله منها البَرَدَ. ". ( أنظر تفسير أبن كثير للآية). ولكن الدكتور موريس يقول في شرح هذه ألآية: " أن الله يُنزل من السماء جبال برد". وهذا طبعاً تغيير كامل للآية التي تقول: " وينزل من السماء من جبال فيها من برد". ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد. فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
۞ والعرب كغيرهم من الناس منذ بدء الحياة على ألارض قد لاحظوا أن الشمس تشرق من الشرق وتبدو كأنها تسير نحو الغرب وتختفي في الافق لتظهر لهم مرة أخرى من الشرق. وكذلك يتغير شكل ومجرى القمر. وهذه ملاحظة بسيطة لا تحتاج لذكاء أو لعلم. وأخذ القرآن هذه الملاحظة البسيطة وكررها في عدة سور ليؤكد ان الشمس والقمر كلُ يجري لأجل مسمى:
" الله الذي رفع السموات بغير عمدٍ ترونها ثم أستوى على العرش وسخر الشمس والقمر كلُ يجري لأجلٍ مسمى"
" ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري الى أجلٍ مسمى"
" يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٍ يجري لأجل مسمى"
" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى"
" وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلٌ في فلكٍ يسبحون"
ونلاحظ هنا أن القرآن لم يذكر ولو مرةً واحدةً أن الارض تجري لأجل مسمى. والسبب طبعاً أنهم كانوا يعتقدون ان الارض مسطحة وثابتة والشمس تجري حولها، وهذه كانت الفكرة السائدة في تلك الحقبة من الزمن، وكانت تعتمد على ملاحظة أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، وتبدو كأنها تسير و تجتاز السماء من الشرق الى الغرب، وكذلك القمر. والدكتور موريس يقول: ( يثبت القرآن أن الشمس تجري في فلك، ولكنه لا يحدد صلة هذا الفلك للارض. ففي زمن نزول القرآن كانوا يعتقدون أن الشمس تتحرك وأن الارض ثابتة. وهذه كانت النظرية الشائعة منذ زمن بطليموس في القرن الثاني قبل الميلاد، واستمرت حتى أيام كوبرنكس في القرن السادس عشر بعد الميلاد. ومع أن الناس في أيام محمد كانوا يوقنون بهذه الفكرة، إلا أن القرآن لم يذكرها اطلاقاً).
ويحق لنا أن نسأل لماذا لم يذكر القرآن أن الارض كروية وتتحرك، ليثبت للعرب أن بطليموس كان خاطئاً وانه لا يعلم اسرار الكون كما يعلمها الله الذي خلق الكون؟ فالقرآن، كما يخبرنا الدكتور موريس وأمثاله، كتاب أحتوى كل تفاصيل العلم الحديث عندما نزل في القرن السابع الميلادي، وليس هناك ما يظهر من اكتشافات في العلم الحديث إلا وكان القرآن قد ذكرها.
ونحن الان نعرف أن القمر يدور حول نفسه وكذلك يدور حول الارض في تسعة وعشرين يوماً ونصف اليوم. والارض نفسها تدور حول نفسها في 24 ساعة وتدور حول الشمس في 365 يوماً. والشمس تدور حول نفسها في 25 يوماً ولا تدور حول شئ آخر. وكل المجرة بما فيها الشمس والقمر والارض، تدور حول مركز المجرة في حوالي 250 مليون سنة تقريباً.
ويتضح من هذا أن الشمس أقل دوراناً من الارض، والارض أقل دوراناً من القمر. فما دامت الشمس أقل دوراناً من ألارض، لماذا ذكر القرآن أن الشمس تجري لمستقر لها ولم يذكر الارض التي تجري أكثر من جريان الشمس؟ ولماذا لم يذكر بقية النجوم والكواكب، وكلها يجري لمستقر له؟
۞ الجنين:
يأكد لنا العلماء المسلمون ان القرآن صالح لكل زمان ومكان وانه يواكب تطور العلم الحديث وعنده الجواب لكل شئ. فدعنا ننظر الى خلق الجنين لنرى اذا كان القرآن فعلاً قد سبق تطور العلم. فالقرآن يخبرنا في سورة الطارق، الآية الخامسة وما بعدها: " فلينظر الانسان مما خُلق، خُلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب ". وتفسير العلماء ان الماء الدافق هو المني يخرج دافقاً من الرجل ومن المرأة، فيتولد منه الولد.
وطبعاً ليس للمرأة ماءٌ دافق كالرجل. وليس لها ماء اطلاقاً غير السوائل المخاطية التي يفرزها المهبل عند تهيج المرأة قبل بدء الجماع، لتسهيل عملية الايلاج. وهذه السوائل لا تلعب اي دور في خلق الجنين. وعليه فإن الجنين يُخلق من الماء الدافق الذي يخرج من الرجل. وهذه طبعاً نصف القصة، فلا بد من بويضة المرأة لتكوين الجنين، والقرآن لا يذكر دور المرأة في تكوين الجنين. وقد يكون هذا مفهوماً في ذلك الوقت اذ ان كل ما رأوه كان المني يخرج من الرجل ولم يروا البويضة.
ومن اين يخرج هذا الماء الدافق من الرجل؟ يخرج من بين الصلب والترائب. والمفسرون لم يتفقوا على ماهي الترائب. وسئل ابن عباس: ماهي الترائب؟ قال هذه الترائب، ووضع يده على صدره. واما مجاهد فقد قال: الترائب ما بين المنكبين الى الصدر. وقال سعيد بن جُبير: الترائب اربعة اضلاع من الجانب الاسفل. واما الضحاك فقد قال: الترائب ما بين الثديين والرجلين والعينين. ومعمر بن ابي المدني قال انه بلغه في قول الله عز وجل " يخرج ما بين الصلب والترائب" هو عُصارة القلب، من هناك يكون الولد. واما قتادة فيقول ان الماء الدافق يخرج من بين صلب الرجل ونحره، حسب تفسير ابن كثير. وقول قتادة هو الذي كان سائداً في ذلك الوقت، وحتى الوقت الحالي. فمعظم الناس يعتقدون ان المني يخرج من الظهر، ولذلك يقولون فلان ابن ظهر فلان. والرجل يقول هذا ابني من ظهري.
والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة، وكذلك من اكياس صغيرة بجنبي البروستاتة وعلى اتصال بها، تسمى " Seminal Vesicles" أي الاكياس المنوية، والحيوانات المنوية تتكون في الخصيتين، ثم يجتمع الاثنان ويخرج المني وقت الجماع ليختلط ببويضة المرأة ومنهما يتكون الجنين.
۞ فعلم الاجنة كما درسناه لا يتحدث عن دخول ملائكة الى رحم المرأة الحامل لتنفخ الروح في جنينها. وقد تكون هذه وقفة مناسبة نسأل فيها الدكتور، من ينفخ الروح في أجنة الكلاب وهي في أرحام أمهاتها؟ فنحن نعلم من الاحاديث النبوية ان الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب. وبالتالي نستطيع ان نقول ان الملائكة لن تدخل رحم كلبة حبلى، فمن أين تأتي الروح لأجنة الكلاب؟ هل ينفخها الشيطان أم تدخل في الكلب دون ان تُنفخ. فإن كان الاخير، فلا داعي إذاً لملك ينفخ الروح في الجنين.
۞ وأما لماذا يشبه المولود أباه أو أمه؟ فنحن الآن نعرف أن ذلك ناتج عن جينات الوراثة التي يكتسبها الطفل من ابويه وقت تلقيح البويضة، فإذا كثرت جينات الاب صار الطفل أشبه بأبيه، وإن كثرت جينات الام ، صار أشبه بأمه. ولا بد للطفل ان يرث جينات من أمه وأخرى من ابيه وبذا يكتسب بعض الصفات من الام والبعض الاخر من الاب. ولكن أنظر ماذا يقول علماء الاسلام.
في صحيح مسلم عن عائشة: أن أمرأة قالت لرسول الله (ص) هل تغتسل المرأة اذا احتلمت فأبصرت الماء؟ فقال: نعم، فقالت عائشة: تربت يداك، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: دعيها وهل يكون الشبه الا من قٍبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل – أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.
هذا الحديث لا شك ألفه رجال لا يعرفون أي شئ عن الفيسيولوجي. فالمرأة إذا احتلمت لا يخرج منها مني، وإذا جامعت الرجل لا يخرج منها ماء ليعلو ماء الرجل أو ليعلوه ماء الرجل. فقد ذكرنا سابقاً ان المهبل وبعض الغدد في شفائف المهبل تفرز مادة لزجة عند التهيج وقبل بدء الجماع لتسهيل عملية الايلاج، ولكن عندما تتهيج المرأة اثناء الجماع " Orgasm " فلا يخرج منها ماء حتى يعلو ماء الرجل أو يعلوه ماء الرجل.
۞ ولسبب ما يقول القرآن عن المني أنه ماء مهين بعد أن كان ماءً دافقاً. ففي سورة السجدة ألآية 8 يقول: " ثم جعلنا نسله من سلالةٍ من ماء مهين". وفي سورة المرسلات، ألآية 20 يقول: " ألم نخلقكم من ماءٍ مهين". ولا أجد أي سبب يجعل المني مهين، لأنه لو كان المني مهين فإن الانسان الذي يُخلق منه يصير مهيناً كذلك، لأن الفرع يتبع ألاصل. لكن الدكتور موريس قدّم تفسيراً من عنده فقال: ( وصف المني بانه مهين ناتج عن كونه يخرج من مجري البول). ماذا إذاً عن الجنين وهو يخرج من الفرج الذي يخرج منه الحيض، وهو انجس شئ في الاسلام وفي اليهودية كذلك، ويخرج منه البول كذلك، رغم ان البول له مخرج خاص لكنه يفتح داخل شفائف الفرج، وبالتالي يخرج البول من الفرج، فهل يكون الفرج ***اً؟ والمني ***** هذا يُسكب في المهبل وبالتالي يجب أن يكون المهبل ***اً لانه يحتوي على مني ***. فهل يا تُرى يكون الجنين مهيناً و***اً لانه يخرج من المهبل؟
۞ ونحن نعرف أن مدة الحمل عند النساء تسعة أشهر قد تزيد بأسبوعين او ثلاثة، وبعدها يموت الجنين إذا لم يولد لان المشيمة تتصلب أوعيتها الدموية بعد هذه المدة ولا تستطيع تغذية الجنين، فيموت. ولذا لا يسمح الاطباء للحمل ان يستمر اكثر من اسبوعين أو ثلاثة بعد اكتمال مدته، وفي هذا الاثناء تكون المرأة تحت مراقبة مستمرة لمعرفة حال الجنين. وعند ظهور أول علامات مضايقة الجنين من عدم وصول الاوكسجين اليه بكمية وافرة، يتدخل الاطباء لإنهاء الحمل. ولكن انظر ماذا يقول علماء الاسلام: " وأما أقصاها ( مدة الحمل) فقال ابن المنذر اختلف أهل العلم في ذلك فقالت طائفة: أقصى مدته سنتان، وروي هذا القول عن عائشة وروي عن الضحاك وهرم بن حيان: أن كل واحد منهما أقام في بطن أمه سنتين وهذا قول سفيان الثوري. وفيه قول ثاني: وهو أن مدة الحمل قد تكون ثلاث سنين. روينا عن الليث بن سعد أنه قال حملت مولاة لعمر بن عبد الله ثلاث سنين، وفيه قول ثالث: أن أقصى مدته أربع سنين هكذا قال الشافعي.
۞ ولننظر الان الى سورة النحل، الآية 66 : " وإن لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ". فلنرى اولاً ماذا يقول ابن كثير في تفسيره لهذه ألآية. يقول: لبناً خالصاً اي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كلٌ الى موطنه اذا نضج الغذاء في معدته، فينصرف منه دم الى العروق ولبن الى الضرع وبول الى المثانة وروث الى المخرج وكل منها لا يشوب الاخر ولا يمازجه. والفرث هو مافي امعاء الحيوان من فضلات ، ومنه يتكون الروث او البعر.
واي انسان لديه قليل من العلم يعرف ان اللبن لا يتكون في بطن البقرة او النعجة وانما في الضرع، وليس هناك اي مجال لاختلاط اللبن بالروث او بالدم. ولذا قوله " نسقيكم مما في بطونه من بين رفث ودم "، لا يمت للعلم بشئ.



  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 04:04 PM كيزارو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
كيزارو
عضو جميل
الصورة الرمزية كيزارو
 

كيزارو is on a distinguished road
افتراضي

قصص القرآن:
۞يحتوي القرآن على كمية هائلة من القصص عن الانبياء والشعوب الماضية، وخاصةً بني اسرائيل. وبعد ذكر كل انبياء اسرائيل وهجرتهم من مصر وتيههم في الصحراء اربعين عاماً، نجد القرآن مولعاً بالنبي موسى، فقد ذُكر موسى في ستة وثلاثين سورة وما لايقل عن المائة وتسع مرات في القرآن. وكل مرة ذُكر فيها كانت تكراراً لما سبق ان قيل في سورة البقرة. فكل قصة موسى وبني اسرائيل التي نقرأها في سورة البقرة، تعاد علينا بكل تفاصيلها في سورة المائدة وفي سورة يونس والاعراف والنمل وطه والقصص وسور اخرى. وكذلك ابراهيم ذكر في خمسة وعشرين سورة. فلو كرر القرآن موعظة او قانوناً من الفقه لفهمنا انه يريد التأكيد على ذلك، ولكن ان تُعاد نفس القصة اكثر من ست او سبع مرات، فلا اجد لها مبرراً.
۞وبعض القصص عبارة عن خُرافة لا يمكن لاي انسان لديه ذرة من العقل ان يصدقها، مثل سورة يونس الذي ابتلعه الحوت وظل في بطنه اياماً ثم نبذه بالعراء. ويخبرنا القرآن لولا ان يونس كان من المسبحين، " للبث في بطنه الى يوم يبعثون". ونجد أنفسنا هنا امام مشكلتين كبيرتين: كيف ابتلع الحوت يونس كاملاً دون ان يقطعه ارباً؟ فنحن نعرف ان اكبر الاسماك في المحيطات هو حوت يقال له " Whale" وهو اكبر من سمك القرش. ولكن حتى هذا الحوت، مثله مثل سمك القرش، يعتمد على اسنانه التي ***ق في حدتها الموسى، ليقطع طعامه قبل ان يبتلعه.
ولو افترضنا ان الحوت ابتلع يونس كاملاً، فاين وجد يونس الهواء ليتنفس ويعيش اياماً في بطن الحوت دون ان تهضمه العصارات الهاضمه في معدة وامعاء الحوت. والمشكلة الثانية ان القرآن يقول لولا ان كان يونس من المسبحين لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون. وهذا يقتضي ان يعيش الحوت ألاف او ملايين السنين، الى ان يُبعث الناس. والا فلو مات الحوت، مات يونس معه. فهل يُعقل ان يعيش الحوت الاف السنين؟ ولو افترضنا أن يونس، بمعجزة إلهية، قدر أن يتنفس في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام ولياليها، ما الفائدة من وراء هذه القصة؟ هل الغرض منها إقناعنا بأن الله قادر أن يصنع المعجزات وقد روى لنا القرآن عدة معجزات أخرى قام بها موسى وعيسى وغيرهم؟ أم الغرض منها شئ آخر يخفى علينا؟
وطبعاً القصة كلها مأخوذة من التوراة عندما أمر الرب رسوله يونس " Jonah " أن يذهب الى مدينة نينفا ) نينوى) ليعظ أهلها، ولكن يونس هرب الى مدينة أخرى وركب مركبا متجهاً الى مدينة " تارشيش". وفي أثناء الرحلة هاج البحر وكاد المركب أن يغرق، فقال يونس لركاب المركب: أرموني في البحر حتى يهدأ. فرموه في البحر وهدأ البحر. وابتلع حوت كبير يونس، وظل يونس في بطنه ثلاثة أيام وثلاثة ليالي ثم قذفه الحوت على اليابسة
ومن الاشياء المحيرة في جمع وتبويب القرآن ان هناك سورة اسمها " يونس" بها 109 آيات، ويُذكر فيها يونس مرة واحدة فقط في الآية 98: " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين". وفي سورة الصافات نجد تفاصيل قصة يونس في عشرآيات متتاليات. وكان الاجدر ان تُسمى هي سورة يونس. وكذلك هناك سورة اسمها " النحل" بها 128 أيةً، ولا يذكر فيها النحل الا في الايتين 68 و 69.
وهذه الاية المذكورة في سورة يونس أعلاه يصعب فهمها لان " الا" اداة استثناء، فنقول مثلاً: آمن الناس كلهم الا ابو لهب. واذا طبّقنا هذا على الاية المذكورة، نجد " الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي". ويُفهم من هذا ان الذين آمنوا قبلهم لم يرفع عنهم عذاب الخزي ولم ينفعهم ايمانهم. ولكن الجزء الاول من الاية يقول: " فلولا قرية آمنت فنفعها ايمانها". و " لولا" حرف امتناع لوجود. فنقول مثلاً: لولا النيل لكانت مصرُ صحراءً". فوجود النيل منع مصر من ان تكون صحراء. وبالتالي فلولا قريةُ آمنت، لعذبها الله، ولكن وجود ايمانها منع عذابها. يعني نفعها ايمانها. فلا مجال للاستثناء هنا، لان القرية التي آمنت نفعها ايمانها وقوم يونس نفعهم ايمانهم.
الاخطاء التاريخية:
۞هناك اخطاء تاريخية في القرآن تجعل القارئ يشك ان يكون القرآن منزّلاً من عند اله خلق كل شئ ويعلم تاريخ خلقه. فمثلاً، عندما يخاطب القرآن مريم ام عيسى، يقول لها: " يا اخت هارون". والمقصود هارون اخي موسى. والخطأ واضح هنا، اذ ان الفرق الزمني بينهما اكثر من ألف وخمسمائة عام. وصحيح ان موسى وهارون كانت لهم اخت اسمها مريم " Miriam" ولكن ام الرسول عيسى فأسمها ماري " Mary "، ولكن العرب سموها مريم، ومن هنا حدث الخلط بينهما. وقد حاول علماء الاسلام تصحيح هذا الخطأ بعدة طرق. فقد قال القرطبي في تفسيره للقرآن: " كان لمريم من ابيها اخ اسمه هارون فنسبت اليه. وكان هذا الاسم كثيراً في بني اسرائيل تبركاً باسم هارون اخي موسى، وكان امثل رجل في بني اسرائيل. وقيل هارون هذا كان رجلا صالحا في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات اربعون الفاً كلهم اسمه هارون"
۞ونجد في سورة القصص الآية 38: " وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحاً لعلي اطلع الى إله موسى". وفي سورة غافر الآية 36 : " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الاسباب". وهامان كان وزيرالملك اهاسورس " Ahasuerus " ملك فارس الذي حكم من الهند الي الحبشة، ولم يكن وزير فرعون. وقصص التوراة تحكي ان هامان غضب علي يهودي اسمه موردخاي واقنع الملك اهاسورس ان كل اليهود في الامبراطورية الفارسية يجب ان يقتلوا لانهم كانوا يخططون لاغتيال الملك، وحدد يوم الاعدام بيوم 13 آذار. وعندما علمت زوجة الملك، وكانت يهودية، اقنعت الملك ان يقيم وليمة يعزم عليها هامان. ويوم الوليمة تضرعت الملكة الى الملك واتهمت هامان بانه ينوي حصد اليهود بدون ذنب. فغضب الملك وخرج الى حديقة القصر ولما عاد وجد هامان عند قدمي الملكة، وكان هامان يستجديها، ولكن الملك اعتقد ان هامان كانت له نوايا خبيثة نحو الملكة، فامر باعدامه وسلم اليهود منه. وسمح الملك لليهود بمحاربة اعدائهم يوم 13 آذار. ولما انتصروا على اعدائهم اعلنوا يوم 14 آذار يوم عطلة لليهود وسموها بيوريم " Purim ". ويتضح من هذا ان هامان لم يكن وزيراً لفرعون، ولم يكن حتى في مصر
۞وفي سورةالانعام الآية 84، عندما يحكي القرآن عن ابراهيم، يقول: " ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلاً هدينا". وكذلك في سورة الانبياء، الآية 72: " ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين". ويُفهم من هذه الايات ان الله وهب لابراهيم ابنين: اسحق ويعقوب. ولكن يعقوب هو ابن اسحق، وليس ابن ابراهيم. وقد عرف المفسرون، في القرن الثامن الميلادي، بعد ان درسوا التاريخ اليهودي، ان يعقوب ابن اسحاق، فاضافوا هذا للتفسير وقالوا: ان الله بشر ابراهيم وساره زوجته باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب، يعنى ان سيكون لابراهيم حفيد من اسحاق. ولكن " من بعد" كذلك تعني ان اسحاق سيولد اولاً ثم من بعده يولد لابراهيم ابن آخر هو يعقوب. وهذا القول الثاني ارجح لان ابراهيم كان يتوسل الى الله ان يهبه ذريةً قبل ان يموت لانه وزوجته قد بلغا من الكبر عتياً. فالارجح ان يبشرهم الله بما سيولد لهما من أولاد وليس بما سوف يولد لهما من احفاد، وهم قد كبروا في السن. وحتى لو اراد الله ان يبشرهم بالاحفاد، فكان من الطبيعي ان يبشرهم باول طفل سوف يولد لابنهم اسحق. ولكن المشكلة ان زوجة اسحق حملت بتؤامين هم إساو"Esau" ويعقوب ، وولدت إساو اولاً ثم تبعه يعقوب من بعده. فأذا كان تفسيرهم صحيحاً لصارت ألآية: ومن بعد اسحق إساو، لأن إساو هو ألابن ألاكبر ليعقوب. فأذاًً التفسير المنطقي هنا هو ان محمد اعتقد ان يعقوب هو ابن ابراهيم من بعد اسحق.
۞وسورة آل عمران تخبرنا في الآية 46 عن عيسى بن مريم: " ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين". وحتى لو سلمنا ان عيسى كلم الناس وهو في المهد، وهذا امر يُستبعد، رغم ان ابن كثير يخبرنا في تفسيره( حدثنا حاتم، حدثنا ابو الصقر يحيي بن محمد بن قُزعة حدثنا الحسين يعني المروزي حدثنا جرير يعني ابن ابي حازم عن محمد عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " لم يتكلم في المهد الا ثلاث: عيسى وصبي في زمن جريج وصبي آخر"). وهذا طبعاً حديث لا يُقنع احداً. فمن هم هولاء الصبيان ومتى تكلموا؟
لو حدث ان تكلم عيسى في المهد لتكلم بهذا النصاري واليهود، لكنه لم يُذكر في اي من التاريخين، و حتى لو كلمهم في المهد فهو قطعاً لم يكلمهم كهلاً اذ انه صُلب وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. وقد حاول المفسرون تلافي هذا الخطأ بان قال ابن كثير في حال كهولته حين يوحي الله اليه بعد ان ينزل من السماء.) وقال ابن جريج عن مجاهد قال: (الكهل هو الحليم)، يعني انه سيكلمهم وهو حليم. تفسير غير مقنع. وقال الاخفش: (يقال للطفل حدث الى سن ست عشرة سنة، ثم شاب الى اثنين وثلاثين، ثم كهل في ثلاث وثلاثين سنة). وهذا تعليل ضعيف اذ لن نجد شخصاً يوافق ان شاباً عمره ثلاث وثلاثين سنةً يكون كهلاً.
وذهب آخرون الى ان المسيح لم يقُتل ولم يُصلب وانما رفعه الله اليه وهو حي في السماء وسوف ينزله الله مرة اخرى ويعيش الى ان يصير كهلاً فيكلمهم: " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا لفي شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً". والصعوبة في هذا التفسير هي انه لو رفع الله عيسى حياً الى السماء وهو عائش هناك وسوف ينزله في المستقبل، فسوف يكون عمره في ذلك الوقت الاف السنين، وهو قول غير مقبول، والحل الثاني هو ان يكون الله قد اوقف عمره في الثلاث والثلاثين وسيظل عائشاً بهذا العمر الى ان ينزله الى الارض مرة اخرى بعد الاف السنين. واذا قبلنا هذا المنطق، فسوف يكون عيسى شاباً حين ينزل الى الارض. فاذا اوقف الله عمره في الثلاث والثلاثين كل هذه السنين، فما الحكمة اذاً في جعله يكبر في السن حتى يصير كهلاً ليكلمهم وهو كهل؟
۞وفي سورة يوسف، لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين، اخي يوسف الصغير، يخبرنا القرآن في الآية 77 ان اخوته قالوا: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسّرها يوسف في نفسه". ويقول الطبري في تفسيره للآية: يقصدون يوسف وكان قد سرق من ابي امه صنماً من ذهب كان يعبده، فحطمه يوسف. وسفر التكوين، الاصحاح الحادي والثلاثين، الآية 19 يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه " راحيل Rachel " عندما سرقت تماثيل الذهب من بيت والدها قبل ان تغادره مع زوجها ايوب".
الاخطاء الحسابية:
۞ نجد في القرآن بعض الاخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233: " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد: " ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية.
واختلف العلماء في ايجاد تفسير مناسب لهذه الهفوة. فقال بعضهم اذا استمر الحمل تسعة اشهر، فالرضاعة احدى وعشرون شهراً، ولكن انما قُصد بالثلاثين شهراً اخذ اقل مدة للحمل، وهي ستة اشهر، في الاعتبار. والاشكال في هذا القول هو أن مدة الحمل في الغالبية العظمى من النساء تسعة اشهر، والولادة في ستة أشهر من الشواذ، والتشريع عادة يأخذ في الاعتبار ما هو شائعٌ ومتعارف عليه، ولا يُبنى التشريع على الشواذ. ولكن حتى لو أخذنا الشواذ في الاعتبار فالولادة بعد ستة أشهر تعتبر إجهاضاً لان الجنين لا يكتمل نموه ويصبح قادراً على الحياة خارج رحم أمه الا بعد الاسبوع الثامن والعشرين من الحمل أي بعد سبعة أشهر. وحتى قبل ثلاثة عقود، ومع تقدم الطب الحديث كانت نسبة المواليد الذين يعيشون اذا ولدوا بعد سبعة أشهر من الحمل لا تزيد عن عشرة بالمائة. أما الذين ولدوا بعد ستة أشهر كانوا يعتبرون أجهاضاً أو خديجاً ولم يعش منهم أحد حتى قبل عشرين أو ثلاثين عاماً، فما بالك عند ظهور الاسلام، هل يُعقل أن يكون قد عاش منهم أحد حتى يسمح للمفسرين أن يقولوا ما قالوا؟
۞ وفي سورة الاعراف الآية 54: " ان ربكم الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش". اما في سورة فُصلت، الآية 9 وما بعدها، فنجد: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواءً للسائلين. ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً او كرهاً قالتا آتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها".
فالمجموع هنا يصبح ثمانية ايام بدل الستة المتعارف عليها. وفي محاولة العلماء تفسير هذا الاختلاف، يقول صاحب تفسير الجلالين ان الله خلق الارض في يومين، هما الاحد والاثنين، ثم قدر فيها اقواتها في تمام اربعة ايام، بدل في اربعة ايام أخرى. فهو هنا يحسب الاربعة ايام من اول يوم بدأ فيه الخلق وهو يوم الاحد، ولذا يكون قد خلص من خلقها وتقدير اقواتها يوم الاربعاء. ثم سوى السماء في يومين، فيكون مجموع الايام ستة. ولا اظن هذا التفسير يُقنع احداً. فالقرآن يقول انه خلق الارض في يومين، وخلق فيها الجبال والعشب وما الى ذلك في أربعة أيام، ولو أراد أن يقول انه خلق الارض والجبال والعشب في أربعة أيام، تصبح بداية ألآية " إنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين" جملة غير مفيدة ولا حاجة لها، أو بمعنى آخر تكون حشواً لا داعي له، والقرآن يجب أن يكون منزهاً عن ذلك.
۞ وهناك اختلاف حسابي آخر في عدد الملائكة الذين أمد الله بهم المؤمنين يوم موقعة بدر. ففي سورة الانفال، الآية 9: " اذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ". وفي سورة آل عمران، الآية 124: " اذ يقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ". وفي نفس السورة الآية 125: " بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ". فنرى ان عدد الملائكة ابتدأ بألف ثم صار ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف. وهذه الاعداد ليست في مواقع مختلفة، بل كلهم في موقعة بدر، اذ قال حسين بن مخارق عن سعيد عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: لم تقاتل الملائكة الا يوم بدر
۞ وهناك موضوع العدة للنساء المطلقات واللاتي مات ازواجهن. فنجد في سورة البقرة الآية 228: " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن". والغرض من الثلاثة قروء او ثلاثة اشهر هو التاكد من اذا كانت المرأة المطلقة حاملاً من زوجها ام لا. والثلاثة شهور، لا شك، كافية لان يعرف الناس ان كانت حاملة ام لا. وفي نفس السورة، الآية 234، نجد: " والذين يتوفون منكم فيذرون ازواجاً يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشراً ". وقد يسأل المرء لماذا تختلف عدة المرأة التى مات عنها زوجها عن عدة المطلقة؟ فهل حمل المرأة التي مات عنها زوجها يتطلب وقتاً اطول ليظهر؟
ويقول المفسرون، حسب ما ورد في الصحيحين: " ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوماً نطفةً ثم يكون علقةً مثل ذلك ثم يكون مضغةً مثل ذلك ثم يبعث الله الملك فينفخ فيه الروح ". فهذه مائة وعشرون يوماً اي اربعة اشهر فقط. وسئل سعيد بن المسيب: لم العشرة؟ أي العشرة أيام الزائده، قال: فيه يُنفخ الروح. فهل يحتاج الملك لمدة عشرة أيام لينفخ الروح في الجنين؟ فاذا كان هذا صحيحاً – اعني ان الحمل يحتاج اربعة اشهر وعشرة ايام ليظهر- لماذا اذاً تكون عدة المطلقة ثلاثة اشهر ( ولم يُنفخ الروح في جنينها بعد) وعدة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام؟ والاصعب فهمه من هذا ان الأمة أي المملوكة عدتها شهران اذا طُلقت وشهران وعشرة ايام اذا مات زوجها. فهل يتكون الجنين في رحم الأمة اسرع مما يتكون في رحم الحرة؟
وإذا كان القرآن قد نزل لكل الناس ولكل العصور كما يقول علماء المسلمين، لماذا لم يضع إعتباراً لتقدم العلم في عصرنا هذا وفي العصور القادمة. فنحن ألان نستطيع ان نؤكد وجود الحمل أو عدمه بعد اسبوعين فقط من تأخر الدورة الشهرية بأن نُجري فحصاً على البول أو الدم أو حتى اجراء فحص بالموجات فوق الصوتية " Ultrasound "، فهل ما زلنا نحتاج للعدة سواء أكانت ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر وعشرة أيام؟ وماذا عن المرأة التي أُجريت لها عملية لاستئصال الرحم ولم يعد ممكناً لها ان تحبل، هل تجب عليها العدة اذا طُلقت أو مات زوجها؟



  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 04:06 PM كيزارو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
كيزارو
عضو جميل
الصورة الرمزية كيزارو
 

كيزارو is on a distinguished road
افتراضي

البلاغة في القرآن:
۞ففي سورة الشعراء، الآية الرابعة : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً فظلت اعناقهم لها خاضعين". ويقول العلماء ان شبه الجملة " فظلت اعناقهم لها خاضعين" استُعملت بمعنى المضارع. فلماذا كل هذا اللف والدوران وكان من السهل ان يقول " فتظل"؟ وليس الخلط بين الماضي والمضارع هو الشئ الوحيد الخارج عن المألوف في هذه الآية، فقد استعمل القرآن كلمة " خاضعين" وهي حال تصف جمع العقلاء مثل " رجال" ليصف بها " اعناقهم"، وهي ليست جمع عقلاء. والاسم الذي يقع حالاً يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الاصح ان يقول " فظلت اعناقهم لها خاضعة". ولكن كل آيات هذه السورة تنتهي بالياء والنون، لذلك اضطر ان يقول " خاضعين".
۞والقرآن كثيراً ما يخلط بين المفرد والجمع في نفس الآية. فخذ مثلاً الاية 66 من سورة النحل: " وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه". والانعام جمع وتعني " حيوانات" وكان يجب ان يقول " نسقيكم مما في بطونها"، لكنه جعلها في حُكم المفرد وقال " بطونه". وقال المفسرون افرده هنا عوداً على معنى النعم والضمير عائد على الحيوان، رغم ان الانعام حيوانات. ونجد نفس الاية تعاد في سورة " المؤمنون" ولكن هذه المرة تغيرت كلمة " بطونه" الى " بطونها". فالآية 21 من سورة " المؤمنون" تقرأ: " وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون".
۞ويكثر كذلك في القرآن غريب اللفظ والمعنى، فنجد في سورة المرسلات عندما يصف نار جهنم في الآية 32 وما بعدها: " انها ترمي بشرر كالقَصر، كأنه جمالات صُفرٌ ". اولاً كلمة " جمالات " مع انها جمع تكسير ل " جمل"، إلا أنها جمع غريب نادر الاستعمال، والمتعارف عليه هو جمال. ثم وصف الجمال بانها صُفر، وليس هناك جمال صفراء. فقال المفسرون كان العرب يسمون الجمال السود صفراء لان سوادها تداخله صفرة. فهل نفهم من هذا ان بني اسرائيل كذلك كانوا يسمون البقر الاسود اصفر، لان الله قال لهم " بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين" ؟ ونحن لا نعلم لماذا قال العرب عن كل شئ أسود أنه " أسود" الا الجمال السود نعتوها بالصفرة ولم ينعتوا البقر او الخراف السود بالصفرة.
۞وفي سورة الحج ألآية 29 نجد: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق". فكلمة " تفثهم" قد لا تكون عربية ولا أحد يعرف معناها ووقعها على ألاذن ثقيل. ويقول القرطبي في شرحه لهذه ألآية: ( ليقضوا بعد نحر الهدايا ما بقي من أمر الحج كالحلق ورمي الجمار وإزالة الشعث ونحوه. وقال ألازهري: التفث ألاخذ من الشارب وقص الاظافر ونتف الابط وحلق العانة. وقال الازهري كذلك: التفث في كلام العرب لا يُعرف الا في قول أبن عباس وأهل التفسير. وقال أبن العربي: هذه اللفظة غريبة لم يجد أهل العربية فيها شعراً ولا أحاطوا بها خبراً.) فإذا كان أهل العربية لا يعرفون معناها، فأي حظ سيحالف غير العرب في فهمها؟
۞أما سجيل فلا أحد يعرف معناها. قال النحاس: السجيل الشديد الكثرة. وقال سيل وسجيل هما نفس الشئ. وحكى محمد بن الجهم أن سجيل تعني طينٌ يُطبخ حتى يصير بمنزلة الارحاء. وقال سعيد بن جُبير أن اللفظة غير عربية وأصلها سنج وجيل أو سنك وكيل، وهما بالفارسية حجر وطين. وقد قال القرآن في سورة الذاريات، ألآية 33: " لنرسل عليهم حجارةً من طين". وقال أبن يزيد: سجيل أسم السماء الدنيا وعن عكرمة أنه بحر معلق بين السماء والارض منه نزلت الحجارة. وقيل هي جبال في السماء، وقيل كذلك هي ما سُجل لهم أي كُتب لهم أن يصيبهم. وأصل الكلمة ربما يكون من اللغة ألأرامية Sgyl وتعني حجر المعبد. والشئ الملفت للنظر أن كل هولاء المفسرين أتوا بتفسيرات لا تمت لبعضها البعض بصلة، مما يؤكد انهم كانوا يخمّنون معاني هذه الكلمات الغريبة التي لم يكونوا قد سمعوا بها من قبل.
۞ويقدر مونتجمري واط أن هناك حوالي سبعين كلمة غير عربية أُستعملت في القرآن، حوالي نصف هذه الكلمات مقتبسة من الكلمات التي كانت مستعملة في الديانة المسيحية، وخاصة اللغة السريانية والاثيوبية، وحوالي خمسة وعشرون كلمة من اللغة العبرية والارامية وكلمات بسيطة من الفارسية
۞وهناك كلمات في القرآن يبدو ان المراد منها عكسها. فمثلاُ في سورة طه، ألآية 15 " إن الساعة آتيةٌ أكاد أخفيها"، وهي أصلاً مخفية ولا يعلم أحد متى تأتى، فالقرآن هنا لا بد انه قصد " أظهرها" بدل أخفيها. وقد قال القرطبي في تفسير هذه ألآية آيةٌ مشكلة. فروى سعيد بن جبير " أكاد أخفيها" بفتح الهمزة، قال: أظهرها. وقال الفراء: معناها أظهرها، من خفيت الشئ أخفيه إذا أظهرته. وقال بعض النحوين يجوز أن يكون " أخفيها" بضم الهمزة معناها أظهرها.) ويتضح هنا أن النحويين أنفسهم وجدوا مشقة في تفسير هذه ألآية، فكيف بعامة الناس؟
۞والامثلة كثيرة على استعمال القرآن غرائب الكلمات لانها تماشي السجع. فليس هناك اي بلاغة لغوية بالمعنى المفهوم عندما يستعمل القرآن غرائب الكلمات هذه، والمفروض فيه أنه نزل بلسان عربي مبين أي بائن للجميع، وقد رأينا أن علماء التفسير يجدون صعوبة في شرح كثير منه، فما بال عامة المسلمين؟ وقد لاحظ هذا جماعة من المعتزلة في صدر الاسلام، منهم ابراهيم النظام الذي قال ان ترتيب القرآن ولغته ليس فيهما اى اعجاز.
۞و هناك كذلك أخطاء نحوية في كثير من آيات القرآن. انظر الى الآية 69 من سورة المائدة: " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". والنحو يتطلب ان تكون كلمة " الصابئون" منصوبة لانها اسم "ان"، وكل اسماء " ان" الاخرى في الاية منصوبة الا " الصابئون" ، والاصح ان تكون " الصابئين". واذا نظرنا الى الاية 17 من سورة الحج، نجد ان " الصابئين" منصوبة، كما ينبغي ان تكون: " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شئ شهيد".
وفي سورة النساء الآية 162: " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر". فكلمة : المقيمين" لا تتماشى مع قواعد النحو المعروفة. فهي معطوفة على " الراسخون" ويجب ان تكون مرفوعة، وليست منصوبة كما في الآية، فالمعطوف دائماُ يتبع ما عُطف عليه. وقال القرطبي في تفسيره: ( قرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة " المقيمون" على العطف، وكذا هو في حرف عبد الله. ولكن سيبويه قال: إنه نُصب على المدح). وهذا يذكرنا بالمقولة المشهورة لأحد العرب الاندلسيين عندما قال القاضي الاندلسي أبو محمد علي بن حزم أن القرآن يحتوي على أخطاء نحوية، قال الاندلسى: ما حاجتنا الى النحو وعندنا القرآن؟ إذا لم يوافق النحو القرآن، يجب أن نغير قواعد النحو. وهذا ما يُفهم من قول سيبويه انها نصبت على المدح.
وفي سورة الحجرات الآية التاسعة: " وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما". فكلمة : اقتتلوا" كان يجب ان تكون " اقتتلا" لانها ترجع الى " طائفتان" اي مثنى، وأقتتلوا ترمز الى الجمع. وفي سورة الحج ألآية 19: " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطعت لهم ثياب من نار يُصب من فوق رءوسهم الحميم". فكلمة " اختصموا" يجب ان تكون " اختصما" لانها ترجع للمثنى " خصمان". وفي سورة البقرة الآية 177: " ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر". وواضح ان شبه الجملة " ولكن البر من آمن بالله" لا تستقيم مع منطق الآية، والاصح ان تكون " ولكن البار". وقد قال بهذا النحوي الكبيرمحمد بن يزيد المبرد. وتفسير الجلالين يقول: " المقصود بها ( ذا البر) وكذلك قُرئ بفتح الباء اي ( البار) ".
وفي سورة طه الآية 63: " قالوا إن هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم". وكلمة " هذان" اسم "إن" ويجب ان تكون منصوبة، اي " هذين". وقد ورد ان عثمان كان يقرأ " هذين" وكذلك فعلت عائشة. وتفسير الجلالين يقول: قالوا لانفسهم " ان هذين" . أما القرطبي فيقول في تفسيره ( قرأ أبو عمرو " أن هذين لساحران" ورويت عن عثمان وعائشة وغيرهما من الصحابة، وكذلك قرأ الحسن وسعيد وجبير وابراهيم النخعي وغيرهم من التابعين. ومن القراء عيسى بن عمر وعاصم الجحدري فيما ذكر النحاس. وهذه القراءة موافقة للنحو مخالفة للمصحف. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ " أن هذان الا ساحران" وقال الكسائي في قراءة عبد الله " ان هذان ساحران" وقال أُبي " ان ذان الا ساحران"، وقال أبو عمر " إني لأستحي من الله أقرأ " إن هذان"). فهذا الاخير يعرف انه خطأ نحوي ويستحي من الله أن يقول " هذين" لأن الله لا يُعقل أن يُخطي في النحو.
وسورة ألاعراف، ألآية 160 تقول: " وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً". وكلنا يعرف ان التمييز العددي يختلف بإختلاف المعدود. فالاعداد من واحد الى عشرة يكون ما بعدها جمع، فنقول تسعة نساء. ومن أحدى عشر وما فوق يكون ما بعدها مفرداً، فنقول أثنتي عشرة سبطاً وليس أسباطاً.
۞ونجد في القرآن آيات لا يمت نصفها الاول الى نصفها الثاني بأي علاقة. فخذ مثلاً الآية الثالثة من سورة النساء: " وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنىً وثلاث ورباعَ فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا". فما علاقة القسط في اليتامى وزواج ثلاث او اربع زوجات؟ يقول القرطبي ( إن خفتم الا تعدلوا في مهور اليتامى وفي النفقة عليهن، فانكحوا ما طاب لكم غيرهن. وعن عائشة قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوا أن ينكحوهن الا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن اعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.
وقال أبن عباس وأبن جبير: المعنى إن خفتم الا تقسطوا في اليتامى فكذلك خافوا في النساء، لانهم كانوا يتحرجون في اليتامى ولا يتحرجون في النساء). وتفسير عائشة لا يمت للواقع بصلة. فاليتيمة تكون في حجر وليها الذي غالباً ما يكون عمها أو خالها وهي تحرم عليه ولا يمكن ان يتزوجها سواء أطمع في مالها او لم يطمع. وكم يتيمة كانت غنية في تلك الايام حتى تستدعي نزول آية قرانية لتمنع وليها من ان يتزوجها ويأكل مالها؟
والتفسير الآخر لا يستوي والمنطق كذلك. فاذا خفتم الا تعدلوا في مهور اليتامى فلا تنكحوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء غيرهن. ما ذا إذاً عن العدل في مهور النساء الغير يتامى؟ هل يحق لنا الا نعدل في مهورهن ونتزوج ثلاثة أو أربعة منهن؟ أنا أعتقد ان ألآية أصلاً لا تمت للمهور أو النساء اليتامى بشئ، انما هي تخص اليتامي الصغار من بنات واولاد، إذا مات والدهم وتركهم في كفالة عمهم او خالهم.....، ولسببٍ ما لم يكمل المتحدث الآية، وربما سهواً كتب الشخص الذي كان يجمع القرآن " فانكحوا ما طاب لكم من النساء". وقد يكون النصف الثاني من ألآية سقط سهواً اثناء جمع القرآن، أو أُسقط كما أُسقطت آيات كثيرة ذكرناها سابقاً.
وفي سورة فاطر، ألآية 8: " أفمن زُين له سوء عمله فراءه حسناً فإن الله يُضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تُذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون". فبداية ألآية تسأل:" أفمن زُين له سوء عمله فراءه حسناً "، فالأنسان يتوقع أن يجد مقارنة مع شخص آخر مثلاً، " كمن أهتدى". ولكن بدل المقارنة نجد " فإن الله يُضل من يشاء". لا علاقة البتة بين بداية ألآية وبقيتها. وقد قال القرطبي "هذا كلام عربي طريف لا يعرفه الا القليل". والقرآن لم ينزل للقليل
وبعض ألآيات بها جُمل اعتراضية لا تزيد في المعني وليس لها اي سبب يجعلها تدخل في ألآية، فمثلاً في سورة الانعام ألآية 151: " قل تعالوا أتلوا عليكم ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق". فالاية كلها تتكلم عن الاشياء التي نهانا عنها الله، ولكن في وسطها نجد " وبالوالدين إحسانا". وواضح ان هذه ليست من المحرمات وانما زُج بها هنا سهواً، فلم يحرم الله الرفق بالوالدين.
۞وفي سورة القيامة، الآية 14: " بل الانسان على نفسه بصيرةٌ ". وبدل ان يقول " بصير" ليصف الانسان، قال " بصيرةً ". وقال المفسرون ان التاء في " بصيرة " للمبالغة. ونسأل: ما الداعي للمبالغة؟ فالقرآن هنا إنما يذكر حقيقة، وهي إن الانسان بصير على نفسه. فلماذا يحتاج أن يبالغ؟
ويتضح من هذا العرض ان هناك اشياء كثيرة في القرآن خارجة عن المألوف ولا تمثل اي نوع من البلاغة النثرية، وانما فرضها السجع الذي لا تخلو اي سورة في القرآن منه. والسبب طبعا، كما قلنا سابقاً،ً ان السجع يسهل حفظه، وبما ان القرآن كان يُحفظ في صدور الرجال حينما كان ينزل به الوحي، كان لا بد من استعمال السجع.
السحر في القرآن:
۞والمتعارف عليه بين المسلمين ان الاسلام نهى عن ممارسة السحر بدليل الحديث " اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله والسحر". وكذلك في القرآن في سورة النساء الآية 51: " الم تر الى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت". وبالرغم من هذا نجد اقوال واعمال النبي وبعض سور القرآن تعترف بالسحر وتتعوذ منه ومن السحرة.
ففي السيرة النبوية نجد ان السبب المذكور لنزول سورة " الفلق" هو ان لبيد بن اعصم اليهودي سحر الرسول ودس ذلك السحر في بئر لبني زريق تسمى " بئر ذروان". فأعلم الله الرسول بمكان هذا السحر، فأرسل الرسول علي بن ابي طالب وعمار بن ياسر فافرغا البئر من الماء واستخرجا السحر، ورجعا به للرسول. ووجدوا السحر يتكون من مشاطة رأس واسنان مشط مربوطة بخيط فيه احدى عشرة عقدة. فأمر الرسول، وكان مريضاً بسبب هذا السحر، امر بالتعوذ بسورتي " الفلق" و " الناس"، ومجموع آيات السورتين احد عشرة اية. فكان كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ووجد خفةً، حتى انحلت العقد جميعاً وقام كأنما نشط من عقال
۞ولغة القرآن نفسها فيها شئ من السحر والطلاسم، فبعض السور تبتدئ بحروف ليس لها اي معنى معروف، فهي كالرموز التي تُستعمل في الشفرة. فهناك خمسة سور تبتدئ ب " الف، لام، ر" وسورة واحدة، سورة الرعد، تبتدئ ب " الف، لام، ميم، ر" وسورة مريم تبتدئ ب " كاف، هاء، ياء، عين، صاد"، وسورتين بدايتهما " طاء، سين، ميم" وسورة النمل، بينهما، تبتدئ ب " طاء، سين"، وستة سور تبتدئ ب " حاء، ميم"، وسورة الشورى تبتدي ب " حاء، ميم، عين، سين، قاف". وسورة الاعراف تبتدئ ب " الف، لام، ميم، صاد" وهناك سور تبتدئ بحرف واحد مثل سورة قاف و سورة ص، وبعض السور تبتدئ بحرفين مثل طه ويس. وباختصار هناك تسع وعشرون سورة تبتدئ بالغاز لا يفهم معناها احد.
وقد ذهب بعض المستشرقين ( هيرشفيلد) الى القول بانها الحروف الاولى من اسماء اشخاص ساعدوا زيد بن ثابت في كتابة القرآن، وذهب آخرون الى انها محاولة للايعاز للعرب الذين كانوا وما زالوا يؤمنون بالسحر وبالكهان الذين كانوا يستعملون الالغاز في طلاسمهم، بأن القرآن ليس من عند محمد بدليل ان فيه الغاز لا يفهمها حتى محمد نفسه. وعلى كل حال، هذه الالغاز لا تخدم غرضاً منطقياً اذ ان القرآن نزل ليوصل للناس رسالة معينة، ونزل بلسانهم، فما الفائدة من انزال رموز لا يفهمها الناس المخاطبون بها؟
۞والقرآن مولع بالقَسَمْ في بداية السور، مثله في ذلك مثل الكهان الذين كانوا يستعملون القسم في كل أقوالهم ليوهموا السامع بانهم قادرون على كل شئ لدرجة أنهم يقسمون ان الشئ المطلوب سوف يحدث. فهناك سبع عشرة سورة في اولها قسم. فيقسم الله بالتين والزيتون، ويقسم بالنجم اذا هوى، وكذلك بالسماء ذات البروج، وبالضحى، وبالفجر وما الى ذلك. وهناك قسم كذلك في منتصف السور. فنجد الآية 16 وما بعدها، في منتصف سورة الانشقاق، كلها قسم: " فلا اقسم بالشفق. والليل وما وسق. والقمر اذا اتسق. لتركبن طبقاً عن طبق". فما اهمية الشفق حتى يقسم به الله؟ ولماذا استعمال الغريب من اللفظ للتعبير عن شئ بسيط؟ فأستعمال كلمة " وسق" مع الليل، لتعني الليل وما جمع، واستعمال كلمة " اتسق" مع القمر لتعني " اكتمل"، لا يخدم غرضاً ولم يكن ضرورياً لولا مجاراة السجع والاعجاب بغريب اللفظ.
وهناك من القسم ماهو غير مفهوم اطلاقاً، فمثلاً:
" والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا"
" والذاريات ذرواً، فالحاملات وقرأً، فالجاريات يسراً، فالمقسمات أمراً"
" والمرسلات عرفاً، فالعاصفات عصفاً، والناشرات نشراً، فالفارقات فرقاً"
والسؤال الذي يطرأ على الذهن هو: لماذا احتاج الله ان يقسم لعبيده، وكلنا عبيد الله. وهل يحتاج السيد لان يقسم لعبيده ليصدقوه؟ وفي رأيي ان القرآن، مرة اخرى، يحاول ان يجاري الجاهليين في عاداتهم، ومنها القسم المتكرر. فالجاهليون كانوا مولعين بالقسم في كلامهم، فكانوا دائماُ يقولون: تالله لافعلن هذا، ووالله لاضربن عنقك، وهكذا.
وكل اشكال القسم في القرآن ادخلت المفسرين في مأزق عندما حاولوا تفسيرها، فأغلبها يبتدئ ب "لا": " لا اقسم بيوم القيامة" و " لا اقسم بالشفق" و" ولا أقسم بالخنس". فالمفسرون قالوا ان " لا" زائدة، واراد الله ان يقول: " اقسم بيوم القيامة". وهذا خطأ لان الله ما كان ليحتاج ان يدخل "لا" زائدة في كل مرة يقسم فيها. لو حصلت مرةً واحدة لفهمناها، أما ان تحدث في كل مرة يقسم فيها فأمرٌ غير مستساق. ولو تنبه المفسرون الى ان في الفترة التي جُمع فيها القرآن، لم تكن هناك علامات ترقيم في اللغة العربية، وان الآية كانت : " لأقسم" واللام هنا للتاكيد، مثل ان نقول " لأفعلن كذا"، ولكن لانها كُتبت بغير الهمزة على الالف، قُرئت " لا" فصارت لا اقسم بدل لأقسم.



  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2015, 06:11 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

رفع



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2015, 06:13 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

هذا الكتاب للزميل كامل النجّار، طبيب في إنجلترّا و باحث في الأديان المقارنة.



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2015, 12:04 AM سهى غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
سهى
عضو برونزي
الصورة الرمزية سهى
 

سهى is on a distinguished road
افتراضي

هناك تناقضنات حينما يسأل احدى الذين يطلقون على انفسهم علماء لا يسطيعون الجواب عليها ويبدأ في تشتيت افكار الغير حتى لا يجيب عليها يأتي بنصوص اخرى لا علاقة لها بالمطلوب الاجابة عليه



  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2015, 12:26 AM اللهم افرغ علينا صبراً غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
اللهم افرغ علينا صبراً
عضو جديد
 

اللهم افرغ علينا صبراً is on a distinguished road
افتراضي

ياكيزارو احب ابشرك انه هذا الكلام في قمة الكفر والبطلان كلام باطل في باطل واذا انت ما كتبت هذه الاخطاء ليش حفظتها ونشرتها ؟



  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2015, 10:20 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللهم افرغ علينا صبراً مشاهدة المشاركة
ياكيزارو احب ابشرك انه هذا الكلام في قمة الكفر والبطلان كلام باطل في باطل واذا انت ما كتبت هذه الاخطاء ليش حفظتها ونشرتها ؟
لكي تعمّ الفائدة



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أخطاء, القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخطاء لغوية في القرآن HAMZA-A العقيدة الاسلامية ☪ 3 05-29-2017 04:04 PM
أخطاء القرآن الكريم (كتاب) سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 2 12-27-2016 02:19 AM
أخطاء القرآن 2: الالتفات سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 25 11-04-2016 01:23 AM
أخطاء القرآن 1: مقدمة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 16 10-25-2016 12:54 PM
بعض أخطاء النسخ في القرآن ترنيمه مقالات من مُختلف الُغات ☈ 1 06-19-2016 06:28 PM