04-08-2017, 02:43 PM | رقم الموضوع : [1] |
زائر
|
قصر الحياة
أرى قطار البشرية متجها الى سحيق الأزمنة المستقبلية ... الى ما لا نهاية ... أنا الآن أرافقهم ...لكن سيأتي يوم يصبح فيه مكاني شاغرا على متن ذلك القطار...فهل سأترك أثرا فوق الطاولة أو على النافذة ... يشهد لي بعد مرور ملايين السنين ... أنني قد مررت يوما من هنا ؟
لنلتفت الى الخالدين , هل نجد بينهم أسماء أولئك البسطاء الذين عاشوا حياة بسيطة ؟ حياة هادئة ؟ حياة متوازنة ؟ هل سجل التاريخ أسماء أولئك الذين كان شغلهم الشاغل : " أريد فقط منزلا جميلا وزوجة جميلة وأولادا مطيعين ومهنة جيدة آكل منها لقمة العيش " ؟ لا دليل عندنا أن هؤلاء وجدوا يوما ما ! هل سيخلد التاريخ ذكرى الموظف البسيط الذي يقوم اليوم بما قام به بالأمس , وسيقوم غدا بما قام به اليوم ؟ ان هؤلاء لن يشهد لهم التاريخ بأنهم وجدوا يوما , و هم بالنسبة لمن سيأتون بعد 100 سنة :"لم يوجدوا يوما " . من منا يتذكر جده السابع ؟ الا من قام جده السابع بعمل عظيم طبعا .عدا ذلك , فهذا الجد السابع كأنه لم يوجد يوما...هكذا سيحصل لك مع حفيدك السابع بالضبط. يسجل التاريخ أسماء من برزوا وتميزوا في سماء البشرية بأعمالهم , أولئك الذين صنعوا الحدث , يشهد التاريخ لهم بأنهم "وجدوا يوما " , ولا تقوى القرون ولا الألفيات على محو أسمائهم المكتوبة بخط عريض : كل جيل يأتي يكرمهم بإعجابه و انبهاره بما حققوه من انجازات . انه العود الأبدي الذي قال به نيتشه. ما زلت تفكر في الانتحار ؟ هذا لأنك ما تزال تطمع في حياة بعد الموت , حياة أجمل و أنسب ... والحال أنه لا أحد يستطيع أن يزيح من أذهان الناس أملا كهذا , لكنني أخاف عليك وعلى نفسي من أن لا تكون هنالك فرصة ثانية ... ونرمى أنا وأنت في غياهب النسيان الأبدي ...كأننا لم نوجد يوما ! احتمال النهاية الفعلية يعود الى الواجهة وبقوة ,النهاية النهائية بالنسبة للإنسان ... أن ينتهي كل شيء بالنسبة له بكل بساطة بعد الموت. وبموازاة مع تفكيره في تلك النهاية , يتأمل المدة التي تستغرقها حياته , عدد السنين تلك , ويضعها في السياق ,السياق الزمني للبشرية , فيجدها لا شيء يذكر , انها تشكل قطرة في بحر, والأهم من هذا أن ذلك البحر ما ينفك يتسع , ويتسع , ويتسع,الى ما لا نهاية . وها هو ينتبه الى أن تلك القطرة , تلك الحياة الخاصة به , هي اسهام منه في تلك الرحلة الأبدية , في ذلك الكل المسافر, في ذلك البحر الواسع. عدد السنين تلك التي سيتاح له عيشها هي كل ما سيبقى منه, وفي هذه اللحظة بالضبط , يتهدده خطر عظيم : خطر نسيانه و نسيان تلك السنوات التي أسهم بها هنا ,خطر ذوبان القطرة في البحر. فجأة , تبدو الحياة كفرصة نادرة سقطت بين يديك ! نعم ...عندما نتخلص من فكرة الله قبل حياتنا وبعد حياتنا , تبدو لنا الحياة التي نعيشها كشيء لم يتم الاعداد له بشكل مسبق , كشيء وقع بشكل عرضي أعمى , بمحض الصدفة ...كأنك كنت ذاهبا في طريقك الذي تذهب منه كل يوم فوجدت ذات يوم ورقة نقدية ... هل ستفوت هذه الفرصة التي أتت بهذه الطريقة ؟ أظن أنه ينبغي أن نعيش الحياة ... وينبغي أن نحسم قرارنا بهذا الصدد بأسرع وقت ممكن ...لأنها قصيرة ... وأن تعيش الحياة يعني أن تعيش أولا لنفسك ولا تحمل هما لأي شخص آخر ...قل ما تريد قوله وافعل ما تريد فعله ...لأن الحياة قصيرة ... |
04-08-2017, 03:23 PM | رقم الموضوع : [2] |
عضو برونزي
|
اعجز عن وصف جمال موضوعك انت رائع حقا و لكن انا امل ان يكون هناك حي اة اجمل من حياتى هذه بعد موتى لولا هذا الامل لكنت قد اصبت باكتئاب صعب لا استطيع الخروج منه و فعلا صدقت فى كلامك ان الموظفين حتا و لو كانو مجتهدبن جدا جدا جدا لن يتذكرهم احد فالانسان يذكر من كان غنى و مشهور و ينسى من كان فقير مغمور
|
|
|
04-08-2017, 03:46 PM | رقم الموضوع : [3] | |
زائر
|
اقتباس:
لهذا على الانسان أن يصارع بضراوة لكي يجعل لنفسه مكانا هنا تحت الشمس ويتحدى كل العراقيل الموضوعة أمامه كل شيء يتعلق بالايمان بالذات |
|
04-09-2017, 01:33 AM | رقم الموضوع : [4] |
عضو ذهبي
|
في السابق كنت مقتنعا بفكرتك هذه ، ان على الانسان ان يكافح في حياته لكي يذكره التاريخ بشيء ، وان الحياة اما ان اعيشها بعظمة ومجد وكبرياء واما فالموت افضل .
ولكن نظرتي تغيرت . ان يخلد التاريخ اسمي هو امر سخيف . لن ينفعني هذا بشيء . ماذا يفيدني المجد الابدي بعد موتي . امر لاقيمة له ابدا . كل شيء سينتهي بموتي،ادراكي وذاكرتي واحساسيسي . كلها ستختفي فلماذا اهتم ان بقيت في ذاكرة الناس بعد موتي . كلامك معناه ان هناك فرقا بين( ميت )عظيم و( ميت )غير عظيم . ولكني ارى انهما بنفس القيمة تماما . ان كنت على فراش الموت مثلا . هل ستموت مرتاحا ومطمئنا وسعيدا ان علمت ان البشرية ستتذكر اسمك للابد؟الن يخطر لك حينها ان ذلك لا قيمة له؟ |
04-09-2017, 02:02 AM | رقم الموضوع : [5] | |
زائر
|
اقتباس:
لكن العود الأبدي يدخل السرور والبهجة على النفس كنوع من المواساة الآن وأظن أنه لا يوجد شخص سيرغب الآن في أن يمحى اسمه من سجل البشرية بعد موته تحياتي |
|
04-09-2017, 02:30 AM | رقم الموضوع : [6] |
عضو برونزي
|
|
|
|
04-09-2017, 09:08 AM | رقم الموضوع : [7] |
موقوف
|
كل نافس ذائقة الموت
جاك الموت يا تارك الإيمان |
04-09-2017, 12:04 PM | رقم الموضوع : [8] |
زائر
|
ارهابك هذا -وهو ارهاب الشيوخ والوعاظ على القنوات التلفزية-لا يجدي نفعا الا مع المساكين
أما الأقوياء فيرفعون أصبع الوسطى ساعة الموت |
04-09-2017, 03:43 PM | رقم الموضوع : [9] | |
موقوف
|
اقتباس:
|
|
04-09-2017, 04:17 PM | رقم الموضوع : [10] | |
موقوف
|
اقتباس:
رائع كعادتك عزيزي الساحر |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الحياة, قصر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطورة اكل الأرنب والسمك الذي يكون بدون قشر ( فلس !؟ | افكار_tobedeleted0 | العقيدة الاسلامية ☪ | 25 | 10-01-2021 03:23 PM |
تطور الحيتان من الحياة البرية إلى الحياة البحرية | ريتشارد | ساحة الترجمة ✍ | 1 | 07-28-2018 04:12 AM |
الحياة فى مصر السيسى مثل الحياة فى ثقب ابرة | ديانا أحمد | ســاحـــة السـيـاســة ▩ | 1 | 03-13-2018 12:14 PM |
غروب أعرج يتوكأ على قصر العدالة | صفا علي | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 11-24-2017 06:09 PM |
جولة في قصر شاروخان | قراقوش | السياحة | 48 | 07-27-2015 08:12 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond