شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > علم الأساطير و الأديان ♨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-24-2015, 05:00 AM هادي بن رمضان غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
هادي بن رمضان
عضو جديد
الصورة الرمزية هادي بن رمضان
 

هادي بن رمضان is on a distinguished road
افتراضي القول الفصل بين الدين والإلحاد : العنف والقتل

في هذا المقال, نفكك موضوعا شائكا معقدا, هو القتل بين الدين والأصولية وبين الإلحاد والمذاهب المادية لأعرضهما في مقارنة تكشف من المهدد الأكثر عنفا وشراسة للإنسان, إن كان القتل من وجهة نظر مادية, أم القتل من وجهة نظر دينية . وأحاول عرض هذا الموضوع من كل جوانبه للرد على المتدينين الذين وقفوا حائرين أمام رفض وإستنكار الإرهاب الديني الذي يضرب اليوم كل العالم بلا هوادة, وقد تحول ذلك إلى سكين حادة يطعن بها الدين والفكر الديني في عمق وصلب عقيدته فأراد الأصوليون والمبررون للقتل العقائدي التملص من هذه الشبهة بعشرات المقالات والمؤلفات التي تزعم الكشف عن حقيقة الإلحاد وتعرضه كمذهب محرض على القتل الأعمى . ولا يريد المتدينون بطعنهم هذا أن يعرضوا أنفسهم كنقيض للعنف والإرهاب, إنما يريدون أن يقر العالم بأن القتل العقائدي سلوك لا شبهة عليه, قد مارسته كل الحضارات والأمم والمذاهب, ويريدون بهذا التهرب من تهمة إحتكار أكثر أساليب القتل عنفا وهمجية ولاعقلانية . وإن من يزعم بعد هذا القول أن للأصولية الدينية وجها أمام الإلحاد فقد وقع في الهذيان والمكابرة والعناد .

نشرت مقالا كمقدمة لسلسة أخطط لكتابة بقية فصولها مستقبلا تحت عنوان "كيف يتحول الدين إلى شر-مقدمة" تبعته بمقال اخر بعنوان " شبهات ضد الإلحاد والمادية : القتل " .. وكان أن تلقيت رسالة على مقالي فحواها أنه " مادياً و إلحادياً , لا مانع من إبادة 99% من البشر طبقًا لـ(لإنتخاب الطبيعي) و (البقاء للأصلح)، بل إن الإبقاء على الغير و البحث عن حقوقهم هذا يتعارض مع كل أسس (الإلحاد المادي)، بل لو كان الإنسان ابن الطبيعة فلن يشعر بـ(الخطأ) و لا (الشبهة) و لن يفهم معناهما، لأن (الحتميات المادية) تُحرك كل شيء، و لا يوجد في العالم المادي (خطأ) و لا (ظلم) و لا (خير) و لا ( شر) . "

وقد رددت على الرسالة في مقال "شبهات ضد الإلحاد والمادية - القتل" وأعيد الرد في هذا المقال بشكل أوسع وأكثر عمقا, حتى لا يبقى كما قلت لتهافت الأصولية الدينية وجها أمام الإلحاد .

القتل هنا هو إنهاء حياة كائن اخر عن قصد , رافق هذا الفعل أسلافنا الأوائل في صراعهم من أجل البقاء وكذلك الكائنات الحية الأخرى . فلا حياة بلا قتل, فالقتل إذا هو قانون الطبيعية أو الغاب الذي تمارسه الكائنات لتوفير إحتياجاتها الطبيعية من طعام وشراب وصد لعدوان الكائنات الأخرى . كان في البدايات الأولى للحياة فقط هذا الصنف من القتل , ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح "القتل الطبيعي" أي القتل لأجل إحتياجات طبيعية هي أساس وجودنا . ثم جاء الإنسان ليضع دوافع جديدة للقتل تخرج به عن سياق توفير الإحتياجات الطبيعية, فكان ما نسميه "بالقتل العقائدي" . هو القتل لأسباب عقائدية بحتة, كقتل المتهجم على الالهة, أو قتل الكفار والمرتدين تنفيذا للتعاليم الالهية . فلما حاول البشر البدائيون فهم الكون والطبيعة ونظروا للالهة التي وضعوها بعين التقديس والإجلال, رأوا أنه من الواجب لهذه الالهة العظيمة أن تعامل بإحترام و وقار . فهي التي منحت البشر هبة الحياة, وهي من صنعت أجسادهم وسخرت لهم الأرض وما عليها وما بينها وبين السماء . فكان البديهي أن تكون هذه الالهة المسيرة للشؤون الكونية هي أيضا من تقف خلف المجاعة والجفاف والأوبئة , فكان من البديهي أيضا أن يوجد سبب قاد الالهة للغضب والإنتقام وبالتالي وجوب معرفة ما قد يثير غضب الالهة وحنقها تجنبا للمصائب ...

فوضعت صفات بشرية للالهة تجعل منها دائمة الغضب والعقاب, ثم نظر الناس إلى من عبر حدود الصفات الالهية الواجب توقيرها بعين الكره والخوف ... كرها لهؤلاء الذين هم السبب في ما قد يحل من مصائب . تغيرت أوصاف الالهة بتغير الزمان والمكان وتطور بعضها حتى إمتلكنا هذا التنوع الديني اليوم بين أديان وثنية وأخرى توحيدية ... وإختلفت الشرائع والصفات الإلهية لتنتج ما هو مسالم وما هو عنيف مدمر ... وكان ذلك الطابع التدميري نتيجة لمفاهيم لاهوتية كالجهاد والشهادة وفرض التوحيد والولاء والبراء ومعضلة المقدس والنظرة العنصرية للاخرين التي تشكل الشخصية الدينية النرجسية الناتجة عن مفهوم التفوق على كل الأمم والناس الكفار والضالين الذين مهما صنعوا من تفوق مادي وأخلاقي فالعذاب الأبدي ينتظرهم بعد البعث والحساب .

لقد فتحت هذه العقيدة -التوحيدية بالخصوص- المتعصبة المصورة لله كطاغية هائل يريد ان يكون الواحد بلا شريك, والمشرع الأحق بالحمد والثناء بلا شريك, والمعبود الملك المهيمن بلا شريك, فتحت هذه العقيدة بما يحمله الدين من بذور للعنف حربا ضروسا بلا نهاية تعمل خارجة عن أسباب الحروب التقليدية بل لأجل تحقيق "الحاكمية"(1) أي فتح حرب ضد كل العالم والأفراد مادموا عقبة أمام "الحاكمية" أو أشخاصا مشركين طعنوا بكفرهم وشركهم في مذهب التوحيد .

إذا, وبهذه المنظومة العقائدية تقام الحروب الانهائية والتي لا تعترف بالهدنة أو السلام أو التفاوض فإما نصر وإبادة وإحتلال أو "شهادة" ... فيضرب الإرهاب الديني مستهدفا التجمعات البشرية من المدنيين دون الأهداف الإستراتيجية القابلة للزوال والتغيير, بل لمجرد الإنتماء العقائدي للضحايا . لقد كشف الدين عن وجهه القبيح في الحرب الطائفية الكبرى بالعراق التي تلت تفجير ضريحي الإمامين العسكريين ومقتل وجرح المئات مما أدى إلى إندلاع حرب طائفية كبرى أطلقت العنان لما يحمله الدين من نزعة تدميرية لا تشاركها فيها أي عقيدة أخرى ... فإشتبك السنة والشيعة في كل أنحاء العراق وسيرت المفخخات والإنتحاريون داخل الأحياء والأسواق وقتل الأطفال لمجرد حملهم لأسماء تحيل على إنتماء طائفي ... وهوجمت المنازل والشوارع في كل مكان لممارسة القتل الأعمى , أي القتل دون حاجة لممارسة القتل . إبادات جماعية ضد أشخاص لم يشاركوا يوما في أي نشاط مسلح بل لمجرد كونهم "نواصب" ... يقابله قتل أعمى من الطرف الاخر ضد مدنيين لمجرد كونهم "روافض" ... هذا النوع من القتل, الذي لا يعترف بالأهداف المادية كالسيطرة على الأرض أو الموارد, يضع الأفراد كهدف مباشر بينما تضع الحروب الادينية الأخرى الأفراد خارج أهدافها ولا تستهدفهم ولا تهتم لأمرهم إلا إذا شكلوا عائقا أمام تحقيق الأهداف الإستراتيجية للحرب .

هل يمكن أن يقع إستهداف المدنيين بشكل واسع دون أن يقف الدين كمحرض ؟

نعم , في الحرب العالمية الثانية, قامت طائرات التحالف الأمريكية والبريطانية بقصف عمق الدولة النازية مستهدفة المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة سعيا لتدمير القدرة البشرية لمجهود ألمانيا الحربي والإقتصادي ... قصف مكثف ليلا نهارا ضد المدنيين كلف الشعب الألماني قرابة ال 800 مائة ألف قتيل وملايين الجرحى والقتلى ... توقف القصف فور عزل الجيوش الألمانية ومحاصرة برلين وتعطيل الة الحرب النازية ... وكان سيتوقف قبل ذلك لو أعلنت ألمانيا النازية إستسلامها . لم يكن الهدف من حملة القصف الإستراتيجي ضرب الشعب الألماني لمجرد كونه ألمانيا ولا إستهدافا للأفراد لأسباب عقائدية ... بل لأجل تحقيق إنتصارات إستراتيجية تحقيقها يضع نهاية للقصف والحرب .

إن القتل الواسع ضد المدنيين ليس حكرا على العقيدة الدينية بل هو ممارس حتى من قبل الجيوش والأنظمة العلمانية التي لا يقودها الوازع الديني . والفرق هنا هو الفرق بين الأهداف المادية للحرب وبين الأهداف الدينية ... وهذا الفرق هو أن العقيدة الدينية لا تضع في حسبانها الأهداف الإستراتيجية بل تضع الأفراد كأهداف وليس تحقيق الأهداف الإستراتيجية إلا وسيلة لإستهداف الأفراد لأسباب عقائدية . وهنا يتجلى بوضوح خطر الفكر الديني إذا ما تحول إلى عنف ليقف على صرح التحريض على القتل والعنف بلا منازع . وهذا ما كانت عليه الجيوش الدينية القديمة والتنظيمات المسلحة اليوم ... فهي تضرب الناس لكونهم يهودا أو مسيحيين أو مسلمين أو يزيديين حتى وإن لم يشاركوا في أي نشاط مسلح وأعلنوا إستسلامهم ولم يظهروا أي قدر من المقاومة . وهذا لأن الدين يحمل في بنيته العقائدية دوافع القتل والعنف ضد المخالفين لكونهم مخالفين, مهينين للذات الإلهية عقبة أمام تحقيق التوحيد و"الحاكمية" .

ولو كانت جيوش التحالف ذات دوافع دينية لما إهتمت لإستسلام ألمانيا ولتورطت في مذابح بلا حدود, كما تفعل اليوم التنظيمات المسلحة باليزيديين والشيعة والمسيحيين ...

إذا فلا بد الان أن نعود للشبهة التي أثارها المتدينون حول الإلحاد في الرسالة التي عرضتها في البداية كرد منهم على قولنا بخطر الفكر الديني ... والقارئ المطلع على عقائد الأصوليين يعلم أن ما أرادوا إثارته بشبهتهم ليس الإستدلال على كونهم مسالمين ... بل إصرارا منهم لعرض الحد الأقصى من تحريض على العنف والقتل لمعتقدات أخرى ليعلنوا بذلك أن الإسلام ليس وحده الممارس للقتل والعنف بشكل واسع وليطالبونا حينها بالتوقف عن نعت الإسلام بإحتكار النشاط الإرهابي الواسع اليوم لأنهم يمارسون ما مارسته كل الأمم والمعتقدات وبالتالي نفي الشبهة عن القتل الطائفي !

ولنفي الشبهة عما تحمله العقيدة الإسلامية الأصولية من بذور للعنف والإرهاب وخطرها المدمر ... يخبرنا صاحب الرسالة بأنه ماديا وإلحاديا لا مانع من إبادة 99% من البشر طبقا للإنتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح متناسيا بأن ما يحمله الدين في بنيته العقائدية هو أيضا تحريض لا يمانع من إبادة 99% البشر . ثم ما الدافع المادي الذي قد يقودنا لمثل هذه الإبادة ! فإذا كان القتل في المادية لهدف البقاء والإستحواذ على الموارد فكيف يمكن أن تتوفر الظروف المواتية ليتورط البشر في محاولة لإبادة الجميع ! وإذا ما ساد قانون الغاب حيث لا بقاء إلا للأقوياء ولا لغة إلا للغة العنف فكيف يمكن أن تتاح الظروف المواتية لحدوث مثل هذه الإبادة ! إن القتل في المادية هو لتحقيق مصلحة مادية وهو قتل سينحصر في "عالم الغاب" لأجل السيطرة على وسائل البقاء دون أن يقود إلى رغبة في إبادة الجميع ... إلا إذا إفترضنا أن صاحب الرسالة يرى بأن للمادية قدرة على فعل هذا إذا ما وجدت دوافع مادية كافية وهي مثلا أن تزول كل الموارد الطبيعية المشكلة للحياة حتى لا يبقى منها إلا قدرا ضئيلا جدا كافيا ليدفع بكل كائن للسعي خلفها قاتلا لكل ما يعترض طريقه, وهذا تخيل ساذج وسخيف لإستحالته أولا ثم لأنه بتحققه ستكون الطبيعية سببا في هلاك 99% من البشر دون أن يمارس البشر عملية قتل واحدة وستكون حينها الطبيعة حاملة لمسببات فناء الجنس البشري .

إن الفرد إبن الطبيعة في عالم الغاب حيث القسوة والعنف المطلق هما وسيلتا البقاء الوحيدة سيكون بلا شك ممارسا لكل الأفعال دون الشعور بالشبهة أو الخطأ لأن ما يحكمه هو حتميات مادية لا يمكن أن تسقط عليها أي صفات أخلاقية معنوية كالخير والشر والإنسان إبن الطبيعة كما عرضنا لن يسعى أبدا لممارسة إبادة جماعية بالحجم الذي يحرض عليها الدين والفكر الديني . إن الهدف الديني للقتل هو الإنصياع للأوامر الإلهية بإبادة الكفار والمخالفين, وهذه العقيدة تحمل ما يحرض على إبادة إجمالي البشر في سبيل نيل مرضاة الله حتى ولو لم يتبقى على الأرض إلا شخص واحد هو المنفذ لهذه الأوامر . ولأن العقيدة الدينية تحمل ما يهدد بزوال البشرية لمجرد الإختلاف العقائدي فلا بد أن تبذل كل الجهود لإبقاء يد الدين بعيدة عن إمتلاك السلاح النووي . كثيرة هي البلدان النووية اليوم ذات قوة الردع النووية الهائلة والتي لا يمكن أبدا أن تتورط بإستعمال هذا السلاح, لأن هذه الدول تسعى لأجل البقاء وإستعمال السلاح النووي معناه رد نووي اخر ينسف وجودها إلى غير رجعة . أما المتدينون الأصوليون فهم لا يهتمون لأمر البقاء أبدا بل سعيهم دؤوب للموت ونيل الشهادة, وكما لم يمانعوا في نسف عمارات وقرى وأحياء وأسواق بأكلمها فلن يمانعوا من إستعمال السلاح النووي ضد الكفار والمخالفين حتى تكون الحاكمية المطلقة لله .

إننا لو جمعنا كل أهل الأرض من غير المتدينين وأرسلناهم إلى "كوكب مثالي" مصمم لتبديد كل أسباب القتل والإبادة ... كوكبا بموارد لانهائية تسد الطريق أمام أسباب الحروب الادينية ... لما رأينا حربا واحدة بل ولما رأينا أي شكل من أشكال النظام الإجتماعي السلطوي الهرمي ولما وجد البشر سببا واحدا للصراع غير ما تحمله الطبيعية البشرية من أسباب للعنف يستحيل مقاومتها وتقويضها وهو الصراع لإمتلاك الشريك الجنسي الأمثل أو الإضطراب النفسي .

هكذا سيكون حال غير المتدينين , فماذا لو جمعنا كل المتدينين وأرسلناهم إلى مثل هذا الكوكب ! هل سيتوقف العنف وعمليات الإبادة !

لا .. ذلك لأن الدين كما شرحنا لا يهتم لأمر الإحتياجات الطبيعية بل يتجاوز ذلك تنفيذا للأوامر الإلهية .. ولو حدث أن جمعنا كل المتدينين على سطح هذا الكوكب لكان الحال أشد عنفا وخرابا من حال كوكبنا الأرض فستزول الأنظمة والشرائع العلمانية المقوضة للعنف الديني وسيتورط المتدينون في أعمال قتل بلا نهاية ... سيستهدفون بعضهم البعض لأسباب كالشرك والكفر والإهانة والإعتداء على المقدس . لرأينا المسلمين يقتلون بعضهم البعض قتلا طائفيا لا يعرف التوقف .. ثم لتورطوا في حروب ضد اليهود والمسيحيين والهندوس والبوذيين للأسباب التي يقيمون بها الحروب ضد هؤلاء اليوم ... ولرأينا الهندوس جاهزين لضرب من أهان مقدساتهم وسخر منها ... ولتورط كل هؤلاء المتدينين في دوامة من العنف لا تنتهي لأن الدين يحمل ما يحرض على العنف من معضلة المقدس إلى مسألة تحقيق التوحيد و الحاكمية .

إن الإنسان في المادية هو مسلوب الحرية, بلا إرادة حرة ... ولهذا فإنه بشكل أكثر عمقا وشمولا يمكن وصف الدين والإنصياع لشرائعه ضمن منظومة الحتميات المادية ... فغريزة البقاء والخوف من المجهول تدفع بنا للتشبث بالحياة وتبني مفاهيم كالخلود والحياة بعد الموت والمكافأة الإلهية . والإنسان يميل لنزعة الإنتماء , الإنتماء إلى مذهب ديني أو مذهب اخر أو الإنتماء للوطن والقبيلة أو أي إنتماء اخر يقيه مواجهة حقيقة عبثية الحياة وفراغها من المعنى .

إن العنف الديني يمكن محاولة حصر أسبابه التي لا تخرج عن إطار عالمنا المادي, إذ ليس للنصوص المحرضة على العنف تأثير سحري, كما لا وجود للإرادة الحرة ...

* كالفقر والبطالة, فالملل واليأس من الوجود المليء بالمعاناة فاللجوء للدين إما كمخدر بما يقدمه من مفاهيم عن الخلود والحياة الأخرى , أو اللجوء للإرهاب الديني ككره عميق للوجود المليء بالمعاناة ومحاولة التعجيل بالموت لنيل الشهادة والحياة الأخرى, حيث النعيم الأبدي نقيض معاناة العالم المادي . ليس بالضرورة أن يدفع الفقر بالناس للإرهاب الديني فهم مسيرون وفق ظروف نشأتهم وبنيتهم والفكرية والجينية, فقد يدفع الفقر بالشخص المسالم للتصوف بينما يدفع بالعنيف للإرهاب وليس بالضرورة أن يكون الإرهاب دينيا, قد يكون إرهابا وعنفا في أشكال أخرى, كالعصابات مثلا ... فالفقر والبطالة عوامل تدفع بالكثيرين إلى ممارسة الإرهاب فإذا لم يتوفر الدين مارسوا شكلا اخر من أشكال العنف لن يكون أبدا في خطر الإرهاب الديني الشامل المعولم .

* التلقين : حفظ تعاليم محددة منذ الطفولة حتى تتحول تلك التعاليم إلى محور الحياة وأصلها ويتحول العنف الديني إلى ممارسة لتلك التعاليم دون الشعور بالشبهة أو الخطأ فهي تعاليم تقدم نفسها كحقيقة مطلقة لأجلها يخلق ويموت الفرد . وما يفعله التلقين من غرس لعقيدة الإنتماء الديني المعولمة حيث تصبح معاناة كل متدين مهما كان بعيدا معاناة شخصية تصنع لدى الفرد وهم الإضطهاد, ما يدفعه لممارسة العنف دون أن يكون قد تعرض لأي إضطهاد .

* المذلة والمهانة : ( لماذا يتحول الدين الى عنف - الإرهاب الديني من منظور التحليل النفسي ) .. هو عنوان ورقة عمل أكاديمية لجيمس جونز المختص في علم النفس الإكلينيكي والدراسات الدينية .. يعرض جيمس تقارير على أن كل عملية عنف سبقها شعور بالمذلة والإهانة ... وأن المذلة والمهانة وكره الجسد من أهم أسباب التطرف الديني والعنف عموما .

العجز الجنسي أو الفشل في العلاقات العاطفية مع الجنس الاخر .. هما من عوامل الشعور بالمذلة والمهانة وكره الجسد لدى الذكور .

ليس من المصادفة بلا شك .. أن يكون كبار المنظرين للإرهاب الديني بشكل هيستيري مرعب أشخاص فاشلون عاطفيا وربما مصابون بعجز جنسي . من أكبر منظري الإرهاب في تاريخ الإسلام قديما وحديثا ؟

هما بن تيمية وسيد قطب ... كان ابن تيمية سلطويا قاسيا بشكل عنيف من خلال كتاباته وقيادته للمسلمين ضد التتار في عصره .. يقال أنه لم يلمس طيلة حياته إمرأة قط .. كما ثبت عنه أنه لم يتزوج أبدا ... لأسباب غامضة .

أما سيد قطب .. فكذلك لم يتزوج ولم يعاشر إمرأة أبدا .. في كتابه "طفل من القرية" يخبرنا سيد بأنه وقع في حب فتاة عاد إليها لاحقا من القاهرة عازما الزواج بها فوجدها زوجة لأحدهم .. وقع سيد قطب مرة أخرى في الحب وفي ليلة الخطوبة بكت فسألها عن سبب بكائها فأجابته بأنها قد عاشت قصة حب مع ابن جيرانها الضابط في الجيش وعاش سيد معاناة طويلة إنتهت بفسخ الخطوبة ... لم يعد سيد أبدا الى موضوع الزواج والخطوبة حتى سنة 1954 .. حينها لسوء حظه مجددا وقع إعتقاله ...

قدم لأي شخص يمتلك معاناة عاطفية وعجزا جنسيا وشعورا بالمذلة والمهانة والكره العميق للجسد .. قدم لهذا الشخص فكرة الحياة الخالدة الأخرى وستجده مشاركا في هجمات 11 سبتمبر وفي المليون عملية إنتحارية منذ 2001 حتى اليوم ... يفعل ذلك في الظاهر إعتقادا منه بقدسية تلك الفكرة التي يدافع عنها ويقاتل لأجلها .. أما الحقيقة, هو أنه يفعل كل ما يفعل لاواعيا من أجل التخلص من جسده والدنيا المليئة بالمعاناة والمذلة والمهانة .

* أسباب جينية ...

فكما رأينا, يحمل الدين أكثر النظم العقائدية خطرا وتهديدا للبشرية بالزوال لا تشاركه في ذلك أي عقيدة أخرى لأنه يتجاوز تحقيق "المصالح المادية" إلى تحقيق مفاهيم ميتافيزيقية لا تتعامل مع معطيات العالم المادي رغم أن هذا "السعي" إلى تحقيق ذلك جزء من الحتميات المادية .

ويواصل صاحب الرسالة :

"العدل هو وضع الشيء في محله , و محل الأحداث في عالم الإلحاد, هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية. و بما انه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين, إذاً كل حدث في الكون المادي قد وُضِع في محله المادي. و لذلك لا يوجد في الفكر الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم . فمن أين جئت بمفهوم العدل و العطف؟ .

- هل للحياة معنى مستقل عن الوجود المادي حتى تنتقد من يسلبها؟ .

- هل للحياة قيمة تتجاوز الإطار المادي و تتمايز عليه حتى ترفض إزهاقها؟ ."

العدل بما هو وضع الشيء في محله , ليس إلا محض مصطلح ديني لا يمكن البرهنة عليه رياضيا ولا منطقيا دون الوقوع في الميتافيزيقا . لأن العدل, كما يقدمه المتدينون مستقل عن عالمنا المادي والفهم البشري يستمد مفهومه من الشريعة الإلهية فالله وحده هو من يقرر إن كان الشيء في محله , مهما رأى الناس ذلك في غير محله . كأن تفرض "الجزية" على أهل الذمة أو "حد الردة" على المرتد فذلك عدل لدى المتدينين لأن "الله" هو محور العدل . ولهذا فليس لدينا عدل, إنما "مساواة" تمنح الناس نفس الفرص والحظوظ والموارد تجنبا للفوضى التي سينتج عنها غياب "المساواة" والتي ستلقي بمهالكها على الجميع .

ليس للحياة معنى مستقل عن الوجود المادي, وإنتقاد سالبها هو ردة فعل إستباقية لما يهددنا جميعا بالزوال . فكيف يتسائل الكاتب إن كانت للحياة قيمة تتجاوز الإطار المادي , حتى نرفض إزهاقها , والأصح أنه ما الدافع المادي الذي نملكه لإزهاقها دون أن نكون تحت حكم "شريعة الغاب" ؟ يملك المتدينون الدافع لفعل ذلك, لأن "الله" محور العدل والقتل مهما كان واسعا وشاملا فهو محض عدل . وليس العطف إلا سلوكا غريزيا نتاج اليات مادية أيضا يمكن شرحه تطوريا .

خاتمة : إن الفرق بين العنف والعنف الديني هو أن الأول محدود الأهداف محدود الزمان والمكان .. أما العنف الديني فهو يضع الفرد كهدف مباشر لا محدود الزمان أو المكان . الشكل الأول من العنف مهما كان هائلا فهو زائل لا محالة خاضع لمعطيات العالم المادي المتغيرة أما العنف الديني فهو يلقي بجذوره في عمق الطبيعة البشرية عندما يتحول إلى جسر العبور إلى الخلود فيكاد يستحيل مقاومته والتخلص منه مع دافع مدمر من نصوص جامدة لا تتعامل مع معطيات العالم المادي . إن العنف جزء من الطبيعة البشرية يستحيل مقاومته أو التخلص منه لأن الطبيعة نفسها تحمل من الظروف والأسباب ما يصنع القتل والعنف .. ولا يمكن إلا محاولة تقويض العنف والقتل بتجفيف كل ما هو ديني وتحييد العنف عن الوقوع في براثن العقيدة الدينية والسعي قدر الإمكان لإقامة المساواة كنقيض لحكم الغاب حيث لا بقاء إلا بالقتل والعنف .


مفهوم الحاكمية يعرفه سيد قطب : "كل أرض تحارب المسلم في عقيدته، وتصده عن دينه، وتعطل عمل شريعته، فهي دار حرب ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته.. وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته، فهي دار إسلام ولو لم يكن فيها أهل ولا عشيرة ولا قوم ولا تجارة." -معالم في الطريق-

هراء المتدينين ضد الإلحاد - الإنتحار

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=422692

سلسلة -كيف يتحول الدين إلى شر ؟- : مقدمة

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448852

معضلة المقدس : كيف يحول المتدينون كوكبنا إلى جحيم

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451529

شبهات ضد الإلحاد والمادية : القتل

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=452256

لماذا يتحول الدين الى عنف - الإرهاب الديني من منظور التحليل النفسي

http://www.4shared.com/office/e8SvZnBmce/____.html?

- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=460694 -



  رد مع اقتباس
قديم 12-30-2019, 08:29 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

للرفع



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2020, 12:53 AM حاسوب الإله الآلة غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
حاسوب الإله الآلة
عضو جميل
 

حاسوب الإله الآلة is on a distinguished road
افتراضي

هناك مغاليط ومخاليط مخلوطة كثيرة في هذا الموضوع

آخرها هذا الذي يرد في آخر المقالة عن تعريف مفهوم ففجأة ينقلنا لتعريفه بمفهوم آخر وهو دار الحرب ودار الإسلام وهما الإثنان بلا علاقة بالمفهوم الوارد تعريفه فهذا ليس تعريفا.

عامة قتل الأبرياء علي اسس إعتقادية دينية هو شئ محرم لا يجوز

ومن يفعل ذلك من التنظيمات الارهابية المتشددة فهو لا ينتسب بل يشوه، وهذه الجماعات هي متصفة بالكثير من صفات الخوارج

وأفعالهم خير دليل فهم يقاتلون المسلمين الابرياء وغير المسلمين ويقاتلون كل من ناصحهم او خالفهم ويقاتلون كل من لم يعلن البيعة والطاعة لهم بل وحتي يقاتلون " المقاتلين " الذين ينتسبون لجماعات اخري مقاتلة مثلهم لكن الفرق ان الآخير يقاتل لأهداف استراتيجية موزونه وليس لأسباب عقائدية بحتة تسبب الابادات الجماعية والهلاك للأعراق، يقاتلونهم لأنهم لم يعلنوا رضاهم بأفعالهم وبالتالي بيعتهم.

ببساطة هذه الجماعات الارهابية المتشددة المنحرفة الضالة لا تهتم بالأمة ولا بالبشرية، فهم يرون ان الاسلام الحقيقي متواجد في جماعتهم دونا عن الآخرين، ( ببساطة يقومون بتكفير الأمة المحمدية بالكامل ) وبالتالي ان لم تطعهم فستكون غير مسلم او مرتد او .....

وايضا يأخذون احاديث وآيات ويقومون بتأويلها عليهم هم وكأنهم هم المقصودون دونا عن الجميع


سلاح التكفير هو سلاح خطير تستعمله الجماعات الارهابية المتشددة المنحرفة لإستحلال دماء المسلمين خاصة، وبالتالي يكفرون المخالف ويحصرون الاسلام في جماعاتهم فقط، وكأن الأمة النبوية المحمدية اندثرت ( الم يرد بالأثر انها ستبقي كثيرة مستبقية حتي آخر الزمان ) .


ومصير هذه الجماعات الظالمة هو الزوال، ورأينا كيف تم قهقرتهم في مدة زمنية قصيرة، اما الباقي فمصيره كذلك.



:: توقيعي ::: أربا واحدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العرى أدين ولا ابنتيها
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلا أدين وكان ريا
لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي معجبات
وفي الايام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا
كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين برّ قوم
فيزيل منهم الطفل الصغير
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2020, 07:21 AM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
ومصير هذه الجماعات الظالمة هو الزوال، ورأينا كيف تم قهقرتهم في مدة زمنية قصيرة، اما الباقي فمصيره كذلك. 12-31-2019 02:29
الوهابية قامت علي تكفير أهل الحجاز وكان لها النصرة. الوهابية قامت مثل الاسلام بتكفير الجميع وتحليل دماءهم ومالهم.
هكذا بدا الاسلام وبدأت الدولة الأموية والعباسية و العثمانية ...
كل دولة اسلامية قامت علي تكفير باقي المسلمين..



:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 02:35 AM Nanah غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
Nanah
عضو جديد
 

Nanah is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا مشاهدة المشاركة
للرفع
شعارهم الايقونة التي تسببت للبشرية بهذه المآسي
أن لم يوجد إله - فأفعل ما شئت
يوم انحدرت البشرية إلى دركات من الوحشية

ما ذكرته يتعارض مع الأحداث الحقيقية الموثقة وماذكر في مقالك لا يستند على دليل أو واقع عشناه وعاشه اجدادنا لذا سيكون ردي على مقالتك مستند على وقائع وأحداث تم توثيقها وليس تحليلات أو قراءات ولأنها جرائم ولا بد ان توثق على قدر الإستطاعة ليكون للمقالة مصداقية ومصادر ممكن الرجوع اليها

مصانع الإرهاب وسياسة ترهيب الشعوب

دول الحرية والديمقراطية الملحدين هم من صنعوا جميع الجماعات الإرهابية الرئيسية كالقاعدة وداعش واخواتهم والكثير منهم اعترف بذلك بأن أمريكا والغرب وإسرائيل هم أساسا أصل الإرهاب وهم من صنعوه وهم صنعوا جميع الجماعات الإرهابية وعلى راسها القاعدة واسامه بن لا دن كان عميل السي أي أيه إلى ان مات موته طبيعية في احد مستشفيات القواعد العسكرية الامريكية وستجد جميع الأدلة في الروابط أدناه – أدله واعترافات دامغة على مستوى لواء من الاستخبارات العسكرية الامريكية

لواء متقاعد من
الاستخبارات العسكرية الأمريكية
https://youtu.be/blrrOsvw1b0

مقابلة آرون روسو عن خرافة الارهاب
https://youtu.be/RP0imeT1EoM

حقيقة داعش
والجماعات الإرهابية ومن يدعمها
https://youtu.be/T0RhnFY6zCw

قادة داعش من الصهاينة
وباعتراف من شبكة اسرائيلية مستقلة
https://youtu.be/PBtR8jsNliY

بالدليل... جرحى الجماعات الإرهابية
يعالجون ويرحب بهم في اسرائيل
https://youtu.be/1UE5ALwijqw

نتنياهو يزور جرحى الجماعات الإرهابية
الذين يعالجون في مستشفيات إسرائيل
https://youtu.be/iXRAKjkyugI

مصدر الإرهاب - 1
https://youtu.be/ybHOThM3BV4

مصدر الإرهاب – 2
https://youtu.be/ZKueI_JIM10

سياسة ترهيب الشعوب
https://youtu.be/c7bbbL3giWY

حقيقة 11 سبتمبر
https://youtu.be/63L-8F7YxMM

فنحن لا ندعي ولا نتهم أحد ولكن هم بأفواههم يعترفون

وفي كتابه وهم الإله يقرر زعيم الملحدين ريتشارد دوكينز أن أكثر الصراعات في العالم نتجت عن وجود الأديان وأن السبيل الوحيد للخروج من كل تلك الصراعات هو التخلي عن الأفكار المعتقدات وبغض النظر عن صحة هذا القول وعن الأسباب الأخرى للحروب والجرائم لكن بمقارنة تاريخية بسيطة نجد أن المآسي والويلات التي كان الالحاد سببا لها مع العمر القصير للإلحاد المعاصر تتجاوز بكثير كل ما سببته الأديان على طول تاريخ البشرية

الرد : اختصر الكاتب الأمريكي دينيش دسوزا العلاقة الفلسفية بين الإلحاد والجرائم

وقد ارتكبت جرائم الإلحاد عموما من خلال أيديولوجية متغطرسة ترى الإنسان هو صانع القِيم وليس الله وباستخدام أحدث تقنيات العلم والتكنولوجيا يسعى الإنسان إلى تهجير الله وخلق جنة العلمانية هنا على وجه الأرض وبطبيعة الحال إذا كان هناك بعض الناس ملاك الأراضي وغير الأكفاء أو المعاقين – فيجب القضاء عليهم من أجل تحقيق هذه المدينة الفاضلة الجنة هذا هو الثمن الذي أبدى الطغاة الملحدون – ومن يعتذر لهم استعدادهم لدفعه وهم هنا يؤكدون مقولة فيودور دوستويفسكي إن لم يكن هناك إله فكل شيء مسموح به

الإلحاد في الأنظمة الشيوعية
في القرن العشرين بلغ الإلحاد أوج قوته مع تعاظم الدول الشيوعية في العالم وحملت الشيوعية الإلحاد إلى سُدة الحكم في كثير من الدول وانطلق الفكر الماركسي يبشر العمال والفلاحين بجنة اليوتوبيا على الأرض بعيدا عن الأديان لكن الحكم انتهى بهذه الدول إلى نوع من الحكم الثيوقراطي الذي يقدس الزعيم وملأت جرائم الشيوعية العالم وكثرت إحصائيات ضحايا هذا الدين الجديد والمثير هو التفاوت في أعداد القتلى بين المراجع لكن المشترك بين إحصائيات جرائم الإبادات الشيوعية هو أن تعدادها كان بالملايين

في سنة 1997 طبع في فرنسا كتاب الكتاب الأسود للشيوعية الملحدة الجرائم والإرهاب والقمع وكان خلاصة عمل أحد عشر باحثا أكاديميا وأعادت مطبعة جامعة هارفارد طبعه في الولايات المتحدة الأمريكية وكان مما أثار الرُّعب هو عدد القتلى الفظيع الذي حصدته الشيوعية أثناء حكمها والغريب أن المؤلفين قد استثنوا إحصائيات الحروب لكن العدد يتجاوز 100 مليون في القرن العشرين وجاءت الأعداد موزعة على الشكل التالي

الصين 65 مليون
في الاتحاد السوفييتي 20 مليون
فيتنام 1 مليون قتيل
كوريا الشمالية 2 مليون قتيل
كمبوديا 2 مليون قتيل
أوروبا الشرقية 1 مليون قتيل
أمريكا اللاتينية 150 ألف قتيل
إفريقيا 17 مليون قتيل
أفغانستان 15 مليون قتيل

كانت كل هذه الأعداد الهائلة من القتلى في سبيل القضاء على الأديان وترسيخ سيادة الإنسان على الأرض والمفجع أن أكثر هذه الجرائم لم تكن في حروب متكافئة بين دول متنازعة بل ارتكب أغلبها في حق الشعوب المستضعفة والأقليات العرقية والدينية

فإن ريتشارد دوكينز نفسه لما سئل في برنامج تلفزي عن الفظائع التي ارتكبها ستالين وغيره من الملاحدة لم يجد تبريرا غير الجواب بطريقة ساخرة ستالين ارتكب كل تلك الجرائم لأن له شارِبا

الإلحاد مع الثورة الفرنسية
يرى غالب المؤرخين أن العصر الحديث يبتدئ من اندلاع الثورة الفرنسية والتي شكلت وجها من أوجه وصول الإلحاد إلى الحكم وبدء القضاء على الدين الكنسي فقد استهل قادة الأنوار حكمهم بما عرف بعصر الإرهاب الذي استباحوا فيه كل شيء في سبيل ترسيخ العلمانية والقضاء على الدين واستمرت الجرائم باسم العلمانية وتحت غطاء فلسلفي إيديولوجي يرى في الدين عدوا وحيدا وقد سبق الحديث عن بعض جرائم فلاسفة الأنوار في مقال سابق بعنوان هولوكوست الأنوار تطرق لجريمة واحدة من جرائم العلمانية الإلحادية

في مجتمع ملحد حيث الإنسان هو من يصنع الأخلاق ويحدد القيم كان لا بد أن تنحدر البشرية إلى دركات من الوحشية التي لم يُسبق إليها وظهور مآسي تبررها أخلاق الإلحاد فالإنسان ليس إلا كتلة من اللحم لا فرق بينه وبين سائر الحيوانات إلا من حيث درجته في سلم التطور فالسبب الذي يجعلك تذبح بقرة هو نفسه الذي قد يجعلك تأكل إنسانا وفي الاتحاد السوفياتي ورغم أن أكل البشر ممنوع قانونيا فقد أدت المجاعات المتعاقبة بسبب الحروب الأهلية إلى انتشار هذه الظاهرة سواء بأكل جثث الموتى أو القتل من أجل الأكل خصوصا عند استهداف الأقليات المناوئة للفكر الشيوعي أو الرافضة للتخلي عن المعتقدات الدينية وفي كوريا الشمالية وإلى بداية القرن 21 لا زالت هناك تقارير تفيد بوجود هذه الممارسات على مستوى المجتمع بسبب الفقر والمجاعات والانتقام السلطوي

نموذج من فظائع الإلحاد أكل لحوم البشر
وقد ارتبط أكل لحوم البشر غالبا ببعض القبائل البدائية في إفريقيا وغيرها أو ببعض الحالات الإجرامية المعزولة والتي غالبا ما يتم إرجاعها لأمراض واضطرابات نفسية كما حدث مع الملحد جيفري دهمر الذي اتهم بارتكاب جرائم قتل وأكل للحوم الأطفال ومع أنه اعترف بأن سبب فعلته هو إلحاده وإيمانه بنظرية التطور فإنه قد يعتبر من الحالات المرضية المعزولة لكن الأبشع هو أن يكون أكل لحوم البشر طقسا إنتقاميا إلحاديا ثوريا ففي الصين تذكر الوثائق الرسمية تعرض المعتقلين للتعذيب وأكل لحومهم من قبل السجانين بل حرضت سلطات الإلحاد الشيوعي طلاب بعض المدارس على قتل مدرائهم وأكل لحومهم في ساحة المدرسة احتفالا بالقضاء على كل من يعادي الثورة كما تم إعدام كثير من مُلَّاك الأراضي مع إجبار عائلاتهم على أكل لحومهم أو بيع أعضائهم في مزادات احتفالية بإسقاط النظم الاقطاعية

جوزيف ستالين وماو تسي تونغ بول بوت وكيم إيل سونغ وغيرهم
كان هؤلاء الجبابرة من الملحدين الذين نكَّلوا بشعوبهم من أجل استئصال كل المعتقدات الدينية وكانت كل هذه الأعداد الهائلة من القتلى بسبب سياسات التهجير القسري والتعذيب في المعتقلات وإبادة العرقيات والعمل في معسكرات الأعمال الشاقة بالإضافة إلى التجويع المتعمد هذه الممارسات التي أدت مثلا إلى قتل ربع سكان كمبوديا فقد كان تعداد المسلمين في كمبوديا حوالي 40 ألف نسمة لم يبق منهم بعد سقوط نظام الخمير الحُمر سوى أربعة أشخاص وزد على هذا كثيرا من الإبادات التي ارتكبت في أروبا على يد النازيين وغيرهم ممن تبنوا عقيدة الإلحاد هذا ورغم ما يعتذر به الملاحدة عن براءة الإلحاد من جرائم النازية فإن المؤكد أن الدين كان بعيدا عن هذه الجرائم وأن مرجعها إلى الفلسفات المادية الوضعية

ولا تكاد تمرّ مناظرة حول موضوع الإلحاد والإيمان بالله إلّا ويتم مناقشة موضوع الإلحاد والأخلاق والتساؤل حول إمكانية تأسيس أرضية أخلاقية بناء على غياب الإله أم لا؟ في مناظرته الشهيرة مع الداعية حمزة تزورتيس سُئل الفيزيائي الشهير الملحد لورنس كراوس: "لماذا يُعتبر زنا المحارم خطأ؟" فردّ قائلا: "ليس من الواضح بالنسبة إليّ أنه خطأ!" ولاقى الردّ استهجان الجمهور بشكل كبير.

نجد الملحد الشهير ريتشارد دوكنز يتسق مع إلحاده ويلتزم بمآلاته، فيرفض صبغ الوجود ككلّ بأية صفة قيمية على الإطلاق، فيقول مقرّا بمشكلة النسبية الأخلاقية: "في هذا العالم لا يوجد شر ولا يوجد خير، لا يوجد سوى لامبالاة عمياء وعديمة الرحمة"

أمّا الباحث الأميركي اللاأدري ديفيد برلنسكي فيوضّح مقولة دوستويفسكي: "إذا كان الإله غير موجود فكلّ شيء مباح" ويقول شارحا: "فإذا لم تكن الواجبات الأخلاقية مأمورة بإرادة الله، ولم تكن في الوقت ذاته مطلقة، فإن (ما ينبغي أن يكون) هو ببساطة ما يقرّره الرجال والنساء. لا يوجد مصدر آخر للحكم. هل هذه إلا طريقة أخرى للقول بأنه طالما أن الإله غير موجود، فكل شيء مباح؟

من الواضح إذن أنه لا يوجد هناك دستور أخلاقي ثابت أو مرجعية قيمية مطلقة عند الملاحدة، ومن ثمّ فإن الالتزام بلوازم الإلحاد ومقتضياته يجعل الملحد ساقطا في نسبية لانهائية من القيم، الأمر الذي يؤدّي إلى إيمان الملحدين ببعض الأخلاقيات الصادمة، مثل تصريح لورنس كراوس بإيمانه بصحّة زنا المحارم في مناظرته مع حمزة تزورتيس. أمّا ريتشارد دوكنز فقد صرّح في تغريدة له على موقع تويتر بأن الإجهاض فعل أخلاقي ومشروع طالما ليس هناك ألم، وبرّر ذلك قائلا: "لأن الجنين في بطن أمّه هو أقل إنسانية من أي خنزير بالغ"

في نفس الإطار يرى الملحد الأسترالي وأستاذ الفلسفة الأخلاقية بيتر سنجر أن ممارسة البشر للجنس مع الحيوانات والبهائم طالما لا تتضمّن أذيّة من أي نوع للحيوان هو أمر طبيعي ومقبول في إطار حميمية العلاقة بين الحيوانات والإنسان، وبالنسبة إليه: "فلا خطأ في ذلك على الإطلاق، بل إنه أمر محمود طالما يؤدي إلى استمتاع الطرفين: الحيوان والإنسان"

الإلحاد وجماع الحيوانات للملحد بيتر سنغر
https://youtu.be/2pG01ASbgyM

وأيا ما كان الأمر: الهولوكوست، الاغتصاب، ذبح الأطفال، أو أكل الأطفال، فلا يوجد لدى الملحدين معيار موضوعي للحكم على أي منهم"

الجرائم العظمى
https://youtu.be/BzQenj2j4Wo

تنويه
ارقام القتلى المذكورة في هذا المقال لا تتضمن حروبهم العالمية أو حروبهم الاخرى ولكن تخص فقط الشأن الداخلي لكل دولة - عار في تاريخ البشرية اما استخدام الدين كان فقط لإضفاء الشرعية على مايقترفونه من جرائم وأعمال سادية لا زالوا يمارسونها من عبدة الشياطين وأخوانهم في الدين الملاحدة



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 02:38 AM Nanah غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
Nanah
عضو جديد
 

Nanah is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Skeptic مشاهدة المشاركة
الوهابية قامت علي تكفير أهل الحجاز وكان لها النصرة. الوهابية قامت مثل الاسلام بتكفير الجميع وتحليل دماءهم ومالهم.
هكذا بدا الاسلام وبدأت الدولة الأموية والعباسية و العثمانية ...
كل دولة اسلامية قامت علي تكفير باقي المسلمين..
شعارهم الايقونة التي تسببت للبشرية بهذه المآسي
أن لم يوجد إله - فأفعل ما شئت
يوم انحدرت البشرية إلى دركات من الوحشية

ما ذكرته يتعارض مع الأحداث الحقيقية الموثقة وماذكر في مقالك لا يستند على دليل أو واقع عشناه وعاشه اجدادنا لذا سيكون ردي على مقالتك مستند على وقائع وأحداث تم توثيقها وليس تحليلات أو قراءات ولأنها جرائم ولا بد ان توثق على قدر الإستطاعة ليكون للمقالة مصداقية ومصادر ممكن الرجوع اليها

مصانع الإرهاب وسياسة ترهيب الشعوب

دول الحرية والديمقراطية الملحدين هم من صنعوا جميع الجماعات الإرهابية الرئيسية كالقاعدة وداعش واخواتهم والكثير منهم اعترف بذلك بأن أمريكا والغرب وإسرائيل هم أساسا أصل الإرهاب وهم من صنعوه وهم صنعوا جميع الجماعات الإرهابية وعلى راسها القاعدة واسامه بن لا دن كان عميل السي أي أيه إلى ان مات موته طبيعية في احد مستشفيات القواعد العسكرية الامريكية وستجد جميع الأدلة في الروابط أدناه – أدله واعترافات دامغة على مستوى لواء من الاستخبارات العسكرية الامريكية

لواء متقاعد من
الاستخبارات العسكرية الأمريكية
https://youtu.be/blrrOsvw1b0

مقابلة آرون روسو عن خرافة الارهاب
https://youtu.be/RP0imeT1EoM

حقيقة داعش
والجماعات الإرهابية ومن يدعمها
https://youtu.be/T0RhnFY6zCw

قادة داعش من الصهاينة
وباعتراف من شبكة اسرائيلية مستقلة
https://youtu.be/PBtR8jsNliY

بالدليل... جرحى الجماعات الإرهابية
يعالجون ويرحب بهم في اسرائيل
https://youtu.be/1UE5ALwijqw

نتنياهو يزور جرحى الجماعات الإرهابية
الذين يعالجون في مستشفيات إسرائيل
https://youtu.be/iXRAKjkyugI

مصدر الإرهاب - 1
https://youtu.be/ybHOThM3BV4

مصدر الإرهاب – 2
https://youtu.be/ZKueI_JIM10

سياسة ترهيب الشعوب
https://youtu.be/c7bbbL3giWY

حقيقة 11 سبتمبر
https://youtu.be/63L-8F7YxMM

فنحن لا ندعي ولا نتهم أحد ولكن هم بأفواههم يعترفون

وفي كتابه وهم الإله يقرر زعيم الملحدين ريتشارد دوكينز أن أكثر الصراعات في العالم نتجت عن وجود الأديان وأن السبيل الوحيد للخروج من كل تلك الصراعات هو التخلي عن الأفكار المعتقدات وبغض النظر عن صحة هذا القول وعن الأسباب الأخرى للحروب والجرائم لكن بمقارنة تاريخية بسيطة نجد أن المآسي والويلات التي كان الالحاد سببا لها مع العمر القصير للإلحاد المعاصر تتجاوز بكثير كل ما سببته الأديان على طول تاريخ البشرية

الرد : اختصر الكاتب الأمريكي دينيش دسوزا العلاقة الفلسفية بين الإلحاد والجرائم

وقد ارتكبت جرائم الإلحاد عموما من خلال أيديولوجية متغطرسة ترى الإنسان هو صانع القِيم وليس الله وباستخدام أحدث تقنيات العلم والتكنولوجيا يسعى الإنسان إلى تهجير الله وخلق جنة العلمانية هنا على وجه الأرض وبطبيعة الحال إذا كان هناك بعض الناس ملاك الأراضي وغير الأكفاء أو المعاقين – فيجب القضاء عليهم من أجل تحقيق هذه المدينة الفاضلة الجنة هذا هو الثمن الذي أبدى الطغاة الملحدون – ومن يعتذر لهم استعدادهم لدفعه وهم هنا يؤكدون مقولة فيودور دوستويفسكي إن لم يكن هناك إله فكل شيء مسموح به

الإلحاد في الأنظمة الشيوعية
في القرن العشرين بلغ الإلحاد أوج قوته مع تعاظم الدول الشيوعية في العالم وحملت الشيوعية الإلحاد إلى سُدة الحكم في كثير من الدول وانطلق الفكر الماركسي يبشر العمال والفلاحين بجنة اليوتوبيا على الأرض بعيدا عن الأديان لكن الحكم انتهى بهذه الدول إلى نوع من الحكم الثيوقراطي الذي يقدس الزعيم وملأت جرائم الشيوعية العالم وكثرت إحصائيات ضحايا هذا الدين الجديد والمثير هو التفاوت في أعداد القتلى بين المراجع لكن المشترك بين إحصائيات جرائم الإبادات الشيوعية هو أن تعدادها كان بالملايين

في سنة 1997 طبع في فرنسا كتاب الكتاب الأسود للشيوعية الملحدة الجرائم والإرهاب والقمع وكان خلاصة عمل أحد عشر باحثا أكاديميا وأعادت مطبعة جامعة هارفارد طبعه في الولايات المتحدة الأمريكية وكان مما أثار الرُّعب هو عدد القتلى الفظيع الذي حصدته الشيوعية أثناء حكمها والغريب أن المؤلفين قد استثنوا إحصائيات الحروب لكن العدد يتجاوز 100 مليون في القرن العشرين وجاءت الأعداد موزعة على الشكل التالي

الصين 65 مليون
في الاتحاد السوفييتي 20 مليون
فيتنام 1 مليون قتيل
كوريا الشمالية 2 مليون قتيل
كمبوديا 2 مليون قتيل
أوروبا الشرقية 1 مليون قتيل
أمريكا اللاتينية 150 ألف قتيل
إفريقيا 17 مليون قتيل
أفغانستان 15 مليون قتيل

كانت كل هذه الأعداد الهائلة من القتلى في سبيل القضاء على الأديان وترسيخ سيادة الإنسان على الأرض والمفجع أن أكثر هذه الجرائم لم تكن في حروب متكافئة بين دول متنازعة بل ارتكب أغلبها في حق الشعوب المستضعفة والأقليات العرقية والدينية

فإن ريتشارد دوكينز نفسه لما سئل في برنامج تلفزي عن الفظائع التي ارتكبها ستالين وغيره من الملاحدة لم يجد تبريرا غير الجواب بطريقة ساخرة ستالين ارتكب كل تلك الجرائم لأن له شارِبا

الإلحاد مع الثورة الفرنسية
يرى غالب المؤرخين أن العصر الحديث يبتدئ من اندلاع الثورة الفرنسية والتي شكلت وجها من أوجه وصول الإلحاد إلى الحكم وبدء القضاء على الدين الكنسي فقد استهل قادة الأنوار حكمهم بما عرف بعصر الإرهاب الذي استباحوا فيه كل شيء في سبيل ترسيخ العلمانية والقضاء على الدين واستمرت الجرائم باسم العلمانية وتحت غطاء فلسلفي إيديولوجي يرى في الدين عدوا وحيدا وقد سبق الحديث عن بعض جرائم فلاسفة الأنوار في مقال سابق بعنوان هولوكوست الأنوار تطرق لجريمة واحدة من جرائم العلمانية الإلحادية

في مجتمع ملحد حيث الإنسان هو من يصنع الأخلاق ويحدد القيم كان لا بد أن تنحدر البشرية إلى دركات من الوحشية التي لم يُسبق إليها وظهور مآسي تبررها أخلاق الإلحاد فالإنسان ليس إلا كتلة من اللحم لا فرق بينه وبين سائر الحيوانات إلا من حيث درجته في سلم التطور فالسبب الذي يجعلك تذبح بقرة هو نفسه الذي قد يجعلك تأكل إنسانا وفي الاتحاد السوفياتي ورغم أن أكل البشر ممنوع قانونيا فقد أدت المجاعات المتعاقبة بسبب الحروب الأهلية إلى انتشار هذه الظاهرة سواء بأكل جثث الموتى أو القتل من أجل الأكل خصوصا عند استهداف الأقليات المناوئة للفكر الشيوعي أو الرافضة للتخلي عن المعتقدات الدينية وفي كوريا الشمالية وإلى بداية القرن 21 لا زالت هناك تقارير تفيد بوجود هذه الممارسات على مستوى المجتمع بسبب الفقر والمجاعات والانتقام السلطوي

نموذج من فظائع الإلحاد أكل لحوم البشر
وقد ارتبط أكل لحوم البشر غالبا ببعض القبائل البدائية في إفريقيا وغيرها أو ببعض الحالات الإجرامية المعزولة والتي غالبا ما يتم إرجاعها لأمراض واضطرابات نفسية كما حدث مع الملحد جيفري دهمر الذي اتهم بارتكاب جرائم قتل وأكل للحوم الأطفال ومع أنه اعترف بأن سبب فعلته هو إلحاده وإيمانه بنظرية التطور فإنه قد يعتبر من الحالات المرضية المعزولة لكن الأبشع هو أن يكون أكل لحوم البشر طقسا إنتقاميا إلحاديا ثوريا ففي الصين تذكر الوثائق الرسمية تعرض المعتقلين للتعذيب وأكل لحومهم من قبل السجانين بل حرضت سلطات الإلحاد الشيوعي طلاب بعض المدارس على قتل مدرائهم وأكل لحومهم في ساحة المدرسة احتفالا بالقضاء على كل من يعادي الثورة كما تم إعدام كثير من مُلَّاك الأراضي مع إجبار عائلاتهم على أكل لحومهم أو بيع أعضائهم في مزادات احتفالية بإسقاط النظم الاقطاعية

جوزيف ستالين وماو تسي تونغ بول بوت وكيم إيل سونغ وغيرهم
كان هؤلاء الجبابرة من الملحدين الذين نكَّلوا بشعوبهم من أجل استئصال كل المعتقدات الدينية وكانت كل هذه الأعداد الهائلة من القتلى بسبب سياسات التهجير القسري والتعذيب في المعتقلات وإبادة العرقيات والعمل في معسكرات الأعمال الشاقة بالإضافة إلى التجويع المتعمد هذه الممارسات التي أدت مثلا إلى قتل ربع سكان كمبوديا فقد كان تعداد المسلمين في كمبوديا حوالي 40 ألف نسمة لم يبق منهم بعد سقوط نظام الخمير الحُمر سوى أربعة أشخاص وزد على هذا كثيرا من الإبادات التي ارتكبت في أروبا على يد النازيين وغيرهم ممن تبنوا عقيدة الإلحاد هذا ورغم ما يعتذر به الملاحدة عن براءة الإلحاد من جرائم النازية فإن المؤكد أن الدين كان بعيدا عن هذه الجرائم وأن مرجعها إلى الفلسفات المادية الوضعية

ولا تكاد تمرّ مناظرة حول موضوع الإلحاد والإيمان بالله إلّا ويتم مناقشة موضوع الإلحاد والأخلاق والتساؤل حول إمكانية تأسيس أرضية أخلاقية بناء على غياب الإله أم لا؟ في مناظرته الشهيرة مع الداعية حمزة تزورتيس سُئل الفيزيائي الشهير الملحد لورنس كراوس: "لماذا يُعتبر زنا المحارم خطأ؟" فردّ قائلا: "ليس من الواضح بالنسبة إليّ أنه خطأ!" ولاقى الردّ استهجان الجمهور بشكل كبير.

نجد الملحد الشهير ريتشارد دوكنز يتسق مع إلحاده ويلتزم بمآلاته، فيرفض صبغ الوجود ككلّ بأية صفة قيمية على الإطلاق، فيقول مقرّا بمشكلة النسبية الأخلاقية: "في هذا العالم لا يوجد شر ولا يوجد خير، لا يوجد سوى لامبالاة عمياء وعديمة الرحمة"

أمّا الباحث الأميركي اللاأدري ديفيد برلنسكي فيوضّح مقولة دوستويفسكي: "إذا كان الإله غير موجود فكلّ شيء مباح" ويقول شارحا: "فإذا لم تكن الواجبات الأخلاقية مأمورة بإرادة الله، ولم تكن في الوقت ذاته مطلقة، فإن (ما ينبغي أن يكون) هو ببساطة ما يقرّره الرجال والنساء. لا يوجد مصدر آخر للحكم. هل هذه إلا طريقة أخرى للقول بأنه طالما أن الإله غير موجود، فكل شيء مباح؟

من الواضح إذن أنه لا يوجد هناك دستور أخلاقي ثابت أو مرجعية قيمية مطلقة عند الملاحدة، ومن ثمّ فإن الالتزام بلوازم الإلحاد ومقتضياته يجعل الملحد ساقطا في نسبية لانهائية من القيم، الأمر الذي يؤدّي إلى إيمان الملحدين ببعض الأخلاقيات الصادمة، مثل تصريح لورنس كراوس بإيمانه بصحّة زنا المحارم في مناظرته مع حمزة تزورتيس. أمّا ريتشارد دوكنز فقد صرّح في تغريدة له على موقع تويتر بأن الإجهاض فعل أخلاقي ومشروع طالما ليس هناك ألم، وبرّر ذلك قائلا: "لأن الجنين في بطن أمّه هو أقل إنسانية من أي خنزير بالغ"

في نفس الإطار يرى الملحد الأسترالي وأستاذ الفلسفة الأخلاقية بيتر سنجر أن ممارسة البشر للجنس مع الحيوانات والبهائم طالما لا تتضمّن أذيّة من أي نوع للحيوان هو أمر طبيعي ومقبول في إطار حميمية العلاقة بين الحيوانات والإنسان، وبالنسبة إليه: "فلا خطأ في ذلك على الإطلاق، بل إنه أمر محمود طالما يؤدي إلى استمتاع الطرفين: الحيوان والإنسان"

الإلحاد وجماع الحيوانات للملحد بيتر سنغر
https://youtu.be/2pG01ASbgyM

وأيا ما كان الأمر: الهولوكوست، الاغتصاب، ذبح الأطفال، أو أكل الأطفال، فلا يوجد لدى الملحدين معيار موضوعي للحكم على أي منهم"

الجرائم العظمى
https://youtu.be/BzQenj2j4Wo

تنويه
ارقام القتلى المذكورة في هذا المقال لا تتضمن حروبهم العالمية أو حروبهم الاخرى ولكن تخص فقط الشأن الداخلي لكل دولة - عار في تاريخ البشرية اما استخدام الدين كان فقط لإضفاء الشرعية على مايقترفونه من جرائم وأعمال سادية لا زالوا يمارسونها من عبدة الشياطين وأخوانهم في الدين الملاحدة



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 03:02 AM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

الزميلة ناناه، اولا الموضوع ليس لي. ثانيا كل ما فعلته حضرتك هو تجاهل فكرة الموضوع و حججه و القاء كلام المؤمنين المكرر بطريقة اغراقية و بدون مصادر غالبا.

سأرد على بعض النقاط الاساسية :

1- من الناحية الفلسفية، ليس من الصحيح انه ليس هناك اخلاقيات موضوعية في الالحاد. لدي موضوع بعنوان "برهان فلسفي على وجود اخلاق موضوعية مستقلة عن الدين" يمكنك المرور عليه. لدي موضوع اخر بعنوان "السبب الحقيقي لتحريم زنا المحارم" يناقش الاسباب الموضوعية وراء تحريم اعمال مثل نكاح المحارم و الحيوانات الخ.

2- من الناحية العملية، الناس تدرك الاخلاق بحدسها و فطرتها و لا تحتاج لمناقشة موضوعية الاخلاق فلسفيا، ولو ذلك لما استطعت ادانة النماذج السلبية المذكورة في مقالك اصلا.

3- الدين احوج من الالحاد الى وجود اخلاق موضوعية قائمة بذاتها. لانك كي تتمكن من اتباع اوامر الاله عليك أولا ان تتاكد انه صادق، فان كان هو من يقرر ما هو جيد أو سيء فقد يكون قد قرر بالفعل ان الكذب جيد و انزل لك رسالة كاذبة و فطرة كاذبة و وعودا كاذبة بالجنة و قد يدخلك النار و يدخل الملحد الجنة غدا! المخرج الوحيد من هذه المعضلة هو الاعتراف بوجود اخلاق موضوعية مستقلة عن الدين.

4- معضلة يوثيفرو : هل الله يأمر بالخير لأنه خير بحد ذاته ؟ أم ان الخير هو خير فقط لأن الله أمر به ؟
في الحالة الأولى تحديد الخير و الشر خارج عن ارادة الله، في الحالة الثانية الاخلاق مجرد اوامر اعتباطية.
اه طبعا ستقولين "الله يأمر بالخير لأن الله بطبيعته خيّر و بالتالي الامر ليس خارجا عن ارادته بل نابع من طبيعته" و لكن ما الذي يحدد طبيعة الله اصلا ؟ هل الله يحدد طبيعته بنفسه ام بغيره ؟ في الحالة الاولى الامر اعتباطي، في الحالة الثانية الامر خارج عن ارادته. فهذا الجواب يؤخر المشكلة خطوة ولا يحلها.

5- الشيوعية مذهب اقتصادي سياسي ليس محوره الالحاد. ثوابت الشيوعية الخمس هي (ديكتاتورية الطبقة الكادحة - الثورة المسلحة - الأممية العمالية - الحزب الواحد - الاشتراكية) و الالحاد ليس منها بل مجرد شيء جانبي. الشيوعية ألحدت فلسفيا و لكنها احتفظت بالهيكلية التنظيمية للدين و مارست عبادة القائد و تقديس الكتب و الأفكار و لذا انتجت جرائم متعصبة شبيهة بجرائم الدين. في النهاية كيف يمكنك لوم الملحد غير الشيوعي على جرائم الشيوعية ؟ هل يمكنني لومك كمسلمة على جرائم محاكم التفتيش ؟

5- اكل لحوم البشر موجود في الفقه الاسلامي حيث تحلل بعض الاراء اكل لحم الكافر للضرورة، و هذا عندك في دائرة الاجتهاد المقبول فما رأيك ؟ دعونا لا ننسى الارهابي الاسلامي أبو صقار الذي تفاخر بأكل قلب جندي سوري في الفيديو المشهور.

اكتفي مؤقتا بهذا و قد اعود للتعليق فيما بعد.



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 12:48 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

زبدة كلام المسلمين هو التالي:
1. المسلمون (الإرهابيون) ليس منا وهم عملاء للصهيونية!!!!!
2. نحن مثال الأخلاق والإلحاد إنحطاط!!!!
3. أنظروا ماذا فعلت النازية والشيوعية: لأنهم ملحدين!!!!
4. نحن مثال العدالة والديموقراطية!!!!
ألا يملون هذه الخرافات؟
هذا نشيد ممل يكررونه صباح مساء لعلهم يصدقونه. وكما يبدو أنهم يصدقون ما يدعونه وما يدعونه لا يخرج عن طريق إيمانهم.
"نحن أفضل الناس أجمعين" - هذه هي صرخة المسلمين القبلية!
إنهم مملون!



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 04:52 PM رمضان مطاوع غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
رمضان مطاوع
عضو ذهبي
الصورة الرمزية رمضان مطاوع
 

رمضان مطاوع will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسعودي مشاهدة المشاركة
زبدة كلام المسلمين هو التالي:
1. المسلمون (الإرهابيون) ليس منا وهم عملاء للصهيونية!!!!!
2. نحن مثال الأخلاق والإلحاد إنحطاط!!!!
3. أنظروا ماذا فعلت النازية والشيوعية: لأنهم ملحدين!!!!
4. نحن مثال العدالة والديموقراطية!!!!
ألا يملون هذه الخرافات؟
هذا نشيد ممل يكررونه صباح مساء لعلهم يصدقونه. وكما يبدو أنهم يصدقون ما يدعونه وما يدعونه لا يخرج عن طريق إيمانهم.
"نحن أفضل الناس أجمعين" - هذه هي صرخة المسلمين القبلية!
إنهم مملون!
العنف والقتل يشترك فيه جميع البشر بكافة عقائدهم وانتماءاتهم الفكرية!! , ولكن كراهيتك للإسلام بسبب أفعال بعض المسلمين!! جعلتك تشن حملة تزعم أنها تشويه للإسلام



:: توقيعي :::
رسالتي في الحياة
الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
( جرأة في الحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - احترام للرأي الآخر )
  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 05:09 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان مطاوع مشاهدة المشاركة
العنف والقتل يشترك فيه جميع البشر بكافة عقائدهم وانتماءاتهم الفكرية!! , ولكن كراهيتك للإسلام بسبب أفعال بعض المسلمين!! جعلتك تشن حملة تزعم أنها تشويه للإسلام
هلا شرحتَ فكرة: ولكن كراهيتك للإسلام بسبب بعض المسلمين!!
جعلتك تشن حملة تزعم أنها تشويه للإسلام



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلحاد, مادية, أخلاق, الدين, العنف, الفصل, القول, بين, جدل, والإلحاد, والقتل, قتل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفيصل بين الإيمان والإلحاد !!! النفيس حول الحِوارات الفلسفية ✎ 38 06-01-2018 01:48 AM
القول الفصل فى( ملك اليمين )/اترك الاسلام فى ثانية واحدة. اوسركاف العقيدة الاسلامية ☪ 42 08-18-2016 09:39 PM
الكندي: لا اكراه في الدين - والقتل والسلب والسبي سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 11-07-2015 10:59 AM
القول الفصل فى ( حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ) اوسركاف العقيدة الاسلامية ☪ 49 06-20-2015 12:22 PM
الأخلاق بين الدين والإلحاد المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 1 03-27-2015 10:50 PM