لا تغرنكم كثرتكم أيها المسلمون, فكوكبنا يحمل من المفاجآت ما لا يمكن لأحد أن يتوقعه, وأمنا الارض بقدر ما هي معطاءة وسخية أحيانا, بقدر ما هي ماكره وشديدة العقاب في أحيان اخرى, تضل من تشاء وتهدي من تشاء, إذ كم من قوم ٍ سبقوا المسلمين, وتعالت أمجادهم حد السماء, فلما أخلّوا بما عاهدوا وجه الكوكب عليه حَكم عليهم بأن أسكنهم في جوفه, جزاء بما قدمت أيديهم او أبقاهم في وهن ٍ, ليكونوا عبرة لكل من له قلب يعقل به فيصبحوا على ما فعلوا نادمين, أولئك لهم الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة عدمٌ مقيم.
العرب - بفضل الله - هم من أكثر شعوب العالم تمسكاً بالخرافة وتعاملاً معها بإعتبارها الحقيقة النهائية المطلقة التي لا تعلوها حقيقة, ولذلك إهتمامهم بمستقبلهم العلمي يكاد يكون منعدماً, بينما مشاكلهم السياسية والإجتماعية في تفاقمٍ مضطردٍ, مع زيادة معدلات الولادة التي تلتهم ثمار النمو الإقتصادي إن وجد هذا أصلاً. والطامة الكبرى أن منظومتهم الاخلاقية المقدسة بقية تقريبا على حالها منذ 1400 سنة مع بعض التحديثات الهامشية المتباينة ما بين دولة وأخرى. لكنهم - والحق يقال - بارعون في كسب عداء الكثير من شعوب العالم ومن لم يعاديهم كرههم وإحتقرهم ومن لم يكرههم من الصعب أن يبدي إرتياحه إليهم. وعلاوة على كل ما سبق فهم ضعفاء, لا يمتلكون ما يدافعون به عن أنفسهم سوى بعض الأسلحة المستوردة المحدودة التأثير مما منّ الغرب بها عليهم, الأمر الذي يجعل أبرز أدوات الردع التي يمتلكونها ليدافعوا بها عن وجودهم لا تعدو عن كونها حسن ظنهم بنوايا الآخر نحوهم, بالإضافه الى ما هو أهم من ذلك الا وهو التعويل على العهود التي وصلتهم من جهة خفية مجهولة الهوية, أرسلت لأجدادهم تطمينات بأنها ستقف الى صفهم في اية مجابهة عسكرية, لأنها تحبهم دون غيرهم بل وستدعمهم بتعزيزات ملائكية لتحارب معهم !
والحال كذلك فمن البديهي أن يكون العرب كحمقى نموذجيين مرشحين للإنضمام لقائمة الشعوب والحيوانات التي كانت تعيش يوما على ظهر هذا الكوكب, فلم تتكيف وتدرك شروط البقاء على ظهره, فإبتلعها في جوفه. ولا نتوقع أن يطرأ اي تعديل على سنن الطبيعة لأجلهم باي حال من الاحوال, فبمجرد أن تتعاظم الأخطار التي تتهدد الكوكب وسكانه سيحاسبون على أعمالهم وما قدمت أيديهم أيما حساب, تماما كما حدث مع من سبقوهم ممن خاضوا رحلة اللاعودة التي يخوضونها هم اليوم, وسيكون الحكم من العدالة المُعجزة للجميع بحيث تتحقق فور صدوره الراحه الأبدية والسلام المنشود لكافة شعوب الارض. إذ ان الربان حينما يدرك أن دِكة سفينته تنوء بحِملها ما قد يهدد بغرقها لن يتردد في إتخاذ القرار بإلقاء الحمولة الأثقل وزنا ً, والأبخس ثمننا ً, والأخسر أعمالا ً, والأكثر شغبا ً, والأعلى ضوضاءاً, وذلك للحفاظ على الحمولة الأهم وإنقاذ حياة باقي الركاب. ومع أن مثل هكذا حمولة غير مأسوف عليها إلا أننا ستجد بعضاً ممن بقوا في السفينة يُبدون شيئاً من الأسى والأسف على الحمولة المهدرة رغم أدراكهم لصواب القرار وحكمته. أتمنى أن أكون واهماً في نبوئتي هذه ولكن في اليوم الذي يحدث لهم فيه أمر كهذا - لا سمح الله - سينجلي لدى جميع الشعوب العربية والإسلامية المعنى الحقيقي ل"يوم الدين", ربما !؟
محمد - ملحد حر
05-15-2015, 12:36 AM
قبل أن تحاسبوا
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
