شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات النقاش العلميّ و المواضيع السياسيّة > ساحة المناظرات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-21-2015, 10:36 PM Basim غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Basim
عضو ذهبي
الصورة الرمزية Basim
 

Basim is on a distinguished road
افتراضي (تخلّف المسلمين ومدى ارتباطه بالإسلام كعقيدة) مناظرة بين العضوين منشق وSkeptic

تحية طيبة للجميع ..

هذه مناظرة بين العضوين (منشق) و (Skeptic)

موضوع المناظرة :

(تخلّف المسلمين و مدى ارتباطه بالإسلام كعقيدة) . سيتناظر العضوان بخصوص دور العقيدة الإسلاميّة في تخلّف المسلمين و مدى مساهمتها في ذلك.

المداخلات :

ستنقسم مداخلات المناظرة إلى أربع مداخلات لكلّ مناظر أي ثمان مداخلات إجمالًا. و هي كالتالي :

1 - المداخلة الأولى للعضو Skeptic و فيها تقديم عامّ للموضوع.
2 - المداخلة الثانيّة للعضو منشق و فيها تقديم عامّ للموضوع.
3 - المداخلة الثالثة للعضو Skeptic و فيها يقوم بطرح فكرته بشكل مفصّل.
4 - المداخلة الرابعة للعضو منشق و فيها يقوم بطرح فكرته بشكل مفصّل.
5 - المداخلة الخامسة للعضو Skeptic و فيها يقوم بالردّ على فكرة العضو منشق بالتفصيل.
6 - المداخلة السادسة للعضو منشق و فيها يقوم بالردٌ على ردّ العضو Skeptic بالتفصيل.
7 - المداخلة السابعة للعضو Skeptic و فيها خاتمة موجزة.
8 - المداخلة الثامنة للعضو منشق و فيها خاتمة موجزة.

ملاحظة: في حالة اتّفق كلا العضوين المناظرين على تمديد عدد المداخلات ، سيمنح المسيّر مداخلة إضافيّة لكلّ عضو.

شروط المناظرة :

1 ـ الالتزام باللغة الموضوعيّة المحضة.
2 - عدم الخروج عن الموضوع و الالتزام ما أمكن بلبّه حصرًا.
3 ـ الاستشهاد بمصادر علميّة محترمة عند اللزوم.
4 ـ تجنّب المغالطات المنطقيّة بجميع أنواعها.

سيتم فتح شريط جانبي للتعليق على المناظرة من قبل الجميع . وسيتم ايضا فتح باب للتصويت لمن يريد من الاعضاء أن يبيّن تأييده لوجهة نظر أي من الطرفين المتناظرين .

نتمنى التوفيق لكلا الطرفين في تبيان نتائج بحثهم ورأيهم في هذا الموضوع المهم ذلك لتعميم الفائدة على الجميع . ونتمنى متابعة شيقة لباقي الاعضاء .



التعديل الأخير تم بواسطة Basim ; 12-28-2015 الساعة 11:30 PM.
:: توقيعي ::: إذا لم تتمكن من شرحها بكل بساطة ، فأنت لم تفهمها كفاية.
(اينشتاين)

علينا أن نتعلم كيف نعيش سوية كالأخوة، أو نهلك معا كالحمقى
- مارتن لوثر كينغ -
 
قديم 11-23-2015, 04:32 PM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

تحياتي للجميع،
بناء علي طلب الزميل كارة النساء، مناظرة عن مدي ارتباط الاسلام كعقيدة بتخلف المسلمين نبدأ تلك المناظرة، بتحديد هل المسلمين متخلفين عن غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى ام لا....
انا ابدا المناظرة بغرض ممكن الاستفادة، الغرض ليس التحدي، ولكن فقط الاستفادة، ما هي أسباب تخلف المسلمين الظاهرة:
1. هل أسباب عضوية، الشعوب المسلمة هي شعوب متخلفة بالطبيعة،
2. أسباب فكرية، وهذا ما أرجحه، السبب الأساسي هو الفكر الإسلامي، وما ترتب علية
3. أسباب اخري، مثل الاستعمار مثلا....
في تقرير حديث لليونسكو [1] اتضح بانه لا توجد فروقات واضحة بين شعوب العالم من حيث الذكاء، وانه لا يمكن ان يأخذ من خارج سياق فرق التنشئة والبيئة. من هنا، الأسباب العضوية ليست كافية لتفسير تخلف المسلمين عن باقي شعوب العالم....
من مظاهر تخلف الشعوب المسلمة، هو عدد الحاصلين على جائزة نوبل: [2,3,4] من الملاحظ مثلا، فقط مسلم واحد حصل على جائزة نوبل في الفيزياء، والكمياء.. لا يوجد مسلم حصل عليها في الاقتصاد مثلا... ولكن عدد كبير من اليهود حصل على جائزة نوبل في الفيزياء والكمياء والاقتصاد، وكذلك الهندوس...
الجامعات [5] نجد كل من تركيا وماليزيا لديهم جامعتان من أفضل 500 جامعة عالمية والسعودية جامعة واحدة... من ناحية عدد الجامعات، الهند بها 1620 جامعة ولكن مصر مثلا 62 ,والسعودية فقط 55 جامعة....
من ناحية الديموقراطية، نجدها غائبة عن معظم دول الإسلامية [6]، وسنوات التعليم اقل من باقي شعوب العالم...
لا يجتمع المسلمين في جميع بلدان العالم سوي في شيء واحد، وهو الإسلام....
1.الحروب الأهلية تنتشر بالبلدان الإسلامية عن غيرها،
2. الاستبداد السياسي ينتشر بالدول الإسلامية عن غيرها،
3. الفقر والجهل ينتشر بين الدول الإسلامية أكثر من غيرها،
4. الأقليات المسلمة، ينتشر بها الجرائم، في فرنسا مثلا، يقدر حوالي 70% من المساجين من المسلمين [9] وهذا مكرر في استراليا وفي غالب بلدان العالم، المسلمين نسبتهم اكبر في السجون عن الديانات الأخرى [10]
في أقل التقديرات، كان عدد سكان مصر قبل الدولة الإسلامية في مصر يقدر ما بين 7.5 مليون و 10 مليون [7] ولكن عندما غزي نابوليون بونابارت مصر كان عدد السكان يقدر ب 3 مليون نسمة [8] بعد أكثر من 12 قرن قل عدد السكان لأقل من الثلث... ولكن بعد نابوليون، زاد عدد السكان باضطراد، وبعد نهاية الخلافة الإسلامية كان عدد سكان مصر في عام 1919 حوالي 15 مليون نسمة.....
من الملاحظ، زيادة الفساد بدرجة كبيرة عندما يزيد نسبة السكان المسلمين عن 50%

وهذا في حد ذاته مدهش للغاية، فلا توجد طائفة ترتبط بالفساد مثل المسلمين....
طبقا لما تقدم، هناك ارتباط وثيق بالعوامل السلبية بالمسلمين عن غيرهم من أصحاب الديانات والعقائد الأخرى...
بالطبع الدفاع الكلاسيكي الإسلامي، هو ان المسلمين لم يطبقوا العقيدة الإسلامية بطريقة صحيحة، ولكن هذا غير محتمل بسبب ان محصلة 12 قرن من الإسلام في مصر، كانت نتيجة سلبية للغاية، وهذا معناة ان 12 قرن لم يطبق الإسلام بطريقة صحيحة، وهذا شيء يدين الإسلام بسبب انه غير صالح للتطبيق...
من الممكن ادعاء عوامل اخري من الاستعمار، ولكن بلدان مثل تركيا لم تستعمر، وأيضا الاستعمار لم يكن سوي حديثا...
أيضا من الغريب عندما سافرت ماليزيا، المالاي يعتبرون الاحتلال الإنجليزي شيء مفيد لهم، في الحقيقة لديهم منصب احتفالي للتاج الإنجليزي... فكما يبدوا ان ماليزيا كانت تجربتها إيجابية مع الاستعمار الأنجليزي....
المسلمين يختلفون في كل شيء ولكن يشتركون في الأسلام... الإسلام هو الشيئ المشترك مع الجميع...
1. جميع اجناس البشرية لديهم نفس الذكاء تقريبا،
2. المسلمين في جميع انحاء العالم مختلفين في كل شيئ ولكن يشتركون في الإسلام..
الإسلام هو العامل الذي يرتبط بتخلف المسلمين...

المراجع
1. http://eric.ed.gov/?id=ED001938
2. http://www.ndtv.com/offbeat/indians-...l-prize-402778
3. http://www.jinfo.org/Nobel_Prizes.html
4. http://www.jewishmag.com/99mag/nobel/nobel.htm
5. http://www.webometrics.info/en/node/54
6. http://democracyranking.org/?page_id=828
7. http://www.oxfordscholarship.com/vie...353-chapter-11
8. http://egypt.unfpa.org/english/Stati...velopment.aspx
9. http://www.europeanguardian.com/93-b...o-be-70-muslim
10. http://www.theaustralian.com.au/in-d...c674961bad39de
11. http://www.encyclopedia.com/topic/Malaysia.aspx



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Rplot.jpg (5.8 كيلوبايت, المشاهدات 469)
التعديل الأخير تم بواسطة Skeptic ; 05-13-2020 الساعة 09:34 AM.
:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
 
قديم 11-27-2015, 09:18 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي المداخلة التقديميّة الأولى

تقديم عامّ:


...فالبيضة تتبدل في درجة حرارة ملائمة فتصير كتكوتاً، ولكن الحرارة لا تستطيع أن تحول حجراً إلى كتكوت

ماو تسي تونغ

يبدو أنّ الأستاذ إبراهيم قد دخل مباشرة إلى صلب الموضوع و إن كان بشكل موجز، و قد تأمّلت مداخلته طويلا فلم أعرف هل هي تقديم نظرا إلى قصرها أم مداخلة في صلب الموضوع نظرا إلى مباشرَتها، لذلك ارتبكت بخصوص مداخلتي التقديميّة، و ما إذا كنت سأجعلها ردّا على مداخلته أم أكتفي بالتقديم المتّفق عليه فأكون بذلك قد تجاهلت النقاط السابقة الذكر. و على أيّة حال، قرّرت أن أنضبط لترتيت الموضوع المتّفق عليه، لذلك سأقوم بالتقديم و سأؤجّل الردّ على النقاط السابقة إلى مداخلتي اللاحقة.
في هذه المقدّمة القصيرة، سأركّز فقط على المنهجيّة التي سنتّبعها في التحليل، و سأحاول تصحيح الخطأ الذي وقع فيه الأستاذ بدءًا. الأستاذ ابتدأ بشكل خاطئ من الأصل، إذا قرّر أنّ الأسباب التي تقف وراء تخلّف المسلمين لا بدّ أن تكون واحدة من هذه الأسباب الثلاثة: تخلّف عضويّ بسبب جينات المسلمين، تخلّف فكريّ، أو تخلّف بسبب الاستعمار، و لا شكّ أنّ هذه المقاربة في الفهم مبنيّة على فهم ميكانيكيّ للأمور، إذا إنّ ظاهرة معقدّة كتخلّف شعوب كثيرة جدّا على مستويات اقتصاديّة و سياسيّة و اجتماعيّة لا يمكن ردّه إلى عامل واحد هو العامل الفكريّ كأزمة ذاتيّة لدى المسلمين. فكما أنّ ظاهرة انفقاس بيضة عن كتكوت على بساطتها، هي ظاهرة معقّدة تستلزم تحليلا جدليّا يستحضر الشرط الذاتيّ و الموضوعيّ [ التحليل بجدليّة الذات الموضوع هو قانون شامل يمكن إسقاطه على أيّة ظاهرة ]، إذ لا يمكن تصوّر انفقاس البيضة عن كتكوت إلّا في درجة حرارة مناسبة (الموضوع )، كما لا يمكن لدرجة الحرارة المناسبة أن تفقّس كتكوتا إلّا إذا تمّ تسليطها على بيضة صالحة ( الذات ). لذلك فحضور عامل البيضة ( الذات ) و درجة الحرارة المناسبة (الموضوع) هما شرطا اكتمال و حصول التفقيس ( الظاهرة )، و بغير توفّر هذين الشرطين معًا، لا يمكن الحديث أبدًا عن تحقّق ظاهرة التفقيس. اخترت أن أورد هذا المثال الكلاسيكيّ الذي تداوله الشيوعيون في الكتب الحمراء منذ أن قدّمه ماوتسي تونغ لأوّل مرّة لشرح قوانين الجدل الثلاثة لأنّه أكثر الأمثلة تداولا و سهولة في الفهم.
إنّ هذا المثال على بساطته يحمل فكرة أساسيّة باستثناء جدليّة الذات و الموضوع، و هي أنّ كلّ الظواهر بدون استثناء، سواء كانت هذه الظواهر طبيعيّة محضة كتفقيس البيضة عن كتكوت، أم إنسانيّة كتخلّف المسلمين، فإنّها تظلّ نتاجا لمجموعة معقّدة و متداخلة من العوامل و الأسباب، و من الخطأ الكبير أن ننظر إليها نظرة أحاديّة البعد عن طريق القول بأنّ العنصر '' أ '' هو سبب الظاهرة '' ب ''، إذ لا شكّ أنّ فهما كهذا سيذوي سريعا أمام الاختبار التجريبيّ ناهيك عن التناقض الصوريّ السابق على التجربة.
لذلك الفكرة التي أريد إيصالها إلى القارئ و إلى الأستاذ إبراهيم، هي أنّنا في إطار تحليلنا لظاهرة تخلّف المسلمين، لا ينبغي لنا الاقتصار على جانب واحد من التحليل في فهمنا للأمور، كما لا ينغي لنا حصر تحليلها عند نوع واحد من العوامل، بل الواجب هو أن ننظر إلى هذه الظاهرة كنتيجة لتراكب مجموعة من العوامل الاقتصاديّة و السياسيّة و الفكريّة و التاريخيّة. لا شكّ أن لبعض هذه العوامل حصّة الأسد من حيث مساهمتها في تخلّف المسلمين و هنا موضع النقاش، إذ إنّني لا أشكّ مطلقا بأنّ الأستاذ إبراهيم، باعتباره شخصا يعمل في مجال العلم التجريبيّ، قد يختلف معي في كون تعدّد العوامل ظاهرة أصيلة في طبيعة الظواهر المادّيّة والإنسانيّة، غير أنّ العامل الذي يحظى بحصّة الأسد من حيث مساهمته في تخلّف المسلمين، أو في أيّة ظاهرة أخرى، هو نقطة اختلافنا أنا و الأستاذ إبراهيم، ففي حين يرى الأستاذ بأنّ العقيدة الإسلاميّة هي هذا العامل الرئيسيّ الذي أوقف المسلمين عن التقدّم إلى الأمام و اللحاق بركب التقدّم العلميّ و الاقتصاديّ و الاجتماعيّ الفكريّ، أتبنّى أنا فكرة نقيضه تماما، و هي أنّ الإسلام بالكاد يساهم في تخلّف المسلمين، و أرجّح أن يكون السبب الرئيسيّ لهذا التخلّف متمثّلا في عوامل تاريخيّة/اقتصاديّة/سياسيّة بالدرجة الأولى، أمّا العامل العضويّ فلا حاجة إلى الحديث عنه لأنّه دون المستوى، و لا يليق بشخص يعمل في مجال العلوم أن يطرح هذه النظريّة التي تضحك منها العقول في القرن الحادي و العشرين أصلا، ناهيك عن جعلها مسألة في نقاش جادّ كهذ،ا ناهيك عن كون المسلمين مزيجا من عشرات القوميّات و الثقافات التي لا تجمعها أيّة رابطة عرقيّة، فكيف يكون العنصر غير المشترك بين المسلمين ( العِرق ) سببا في ظاهرة مشتركة لدى كلّ المسلمين ( التخلّف
هنا أكون قد انتهيت من مداخلتي التقديميّة الأولى، و قد جعلتها موجزة كمّا اتّفقنا عليه، و سأؤجّل طرح فكرتي بالتفصيل إلى المداخلة القادمة، و كذا الردّ على مداخلة الأستاذ إبراهيم.

عاطر التحايا.



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
 
قديم 11-29-2015, 02:58 PM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

تحياتي للجميع،
في العرض الأول تحدثت عن ارتباط العوامل السلبية للحضارة مع وجود مسلمين، وتحدثت عن انه هناك عدة عوامل ممكنة للتفسير، ومنها الذكاء والفكر وعوامل اخري، مثل الاستعمار مثلا... ذكرت بان الذكاء ليس محتمل كعامل أساسي لتخلف المسلمين، وذكرت بعض الأبحاث التي تنفي وجود فرق في الذكاء بين الشعوب وان اختلاف الذكاء المقاس لا يمكن نفي التنشئة كعامل به... الاستعمار أيضا وضحت انه ليس بعامل كبير بسبب ان هناك دول إسلامية كانت تعتبره مفيد (ماليزيا) واخري لم يتم احتلالها مثل تركية.. أيضا المسلمين في المجتمعات الغربية أكثر تمثيلا في السجون عن غيرهم الديانات الأخرى...
أتفق بالطبع مع الزميل كارة النساء عن استخدامي لكلمة سببية، هي هفوة مني، واتفق مع ما قال عنها...
بالطبع هناك عوامل كثيرة للتخلف وهي تختلف بين مكان وآخر، ولكن ما ادعية ان العامل الأساسي للتخلف او أكبر عامل للتخلف هو الفكر الإسلامي....
سوف ابدأ هنا بتقديم النقاط الأساسية التي أدت الي تخلف المسلمين من وجهة نظري...
1. غياب المنافسة الجنسية
Owen Lovejoy [1] بعد فحصة لهيكل Ardipithecus ramidus. وجد بان التنافس الجنسي، كان اهم العوامل التي أدت الي انتصاب القامة لهذا الكائن... فلقد كانت انثي اردي لها القدرة، مثل القرود، على معرفة متي تكون خصبة، ولكن كان لها خاصية ليست لدي القرود الأخرى، وهي انها كانت تمارس الجنس مع من يعطيها الطعام، بمعني يجب على الذكر حمل الفاكهة، والمشي بسرعة حتى لا يتم افتراسه، وهذا تطلب المشي على قدمين... فهذا كان الفرق بين انثي اردي، سلف الانسان وسلف وباقي اسلاف القرود، وهو قدرتها على الاختيار...
هناك أبحاث عديدة عن التنافس الجنسي والصحة: [5] يقدم بان المنافسة من اجل الجنس تؤدي الي الحفاظ على الشباب.... التنافس دائما يؤدي الي زوال عدم الكفاءة، بمعني لا يأتي بجديد من نفسه، ولكن التنافس الحر، يؤدي الي زيادة الكفاءة في اية نظام... لذلك في المجتمعات الغربية، التي بها الحرية الشخصية والتنافس يزداد بها الكفاءة، وقلة الأمراض... [6] مصر ينتشر بها امراض السكر والضغط وفيروس سي...وهذا يتكرر تقريباً في كل دولة إسلامية... السبب الأساسي في ذلك هو انعدام التنافس الجنسي... حيث ان الفكر الإسلامي يعمد الي فصل الجنسين.. من السلبيات الواضحة في الفكر الإسلامي، هو انتشار زواج الأقارب [7] وهذا نتيجة لغياب الاختلاط، وبالتالي التنافس الجنسي...الإسلام كفكر شمولي يعمد الي جعل الأشخاص نفس الشكل، تجد نفس اللباس ونفس الحركات والتصرفات، الإسلام يعمد الي التبعية، والانضباط، وهذا من سلبياته هو عدم التنافس. انعدام التنافس كما قدمت، يؤدي الي زواج الأقارب وله سلبيات كبيرة، أهمها تقليل الخزين الجيني، وأيضا الامراض الوراثية.. أيضا من سلبياته انعدام الاهتمام بالشكل وبالتالي انتشار الامراض من سكر وضغط...
2. البحث عن الانضباط والتقليد بدلا من الانفراد
الإسلام كنظام شمولي، يهتم كثيرا بالمظهر والتقليد، في الصلاة دائما الاهتمام ينصب على الصفوف والتبعية للأمام.. الإسلام دين نشأ في حضن السلطة، غير مستقل عن السلطة، دائما في خدمتها مقابل خدمة السلطة للإسلام. هذا في الحقيقة ليس خاصية للإسلام فقط، المسيحية أيضا نشأت في حضن السلطة، ولكن حدث انفصال بين السلطة الدينية والسلطة الحاكمة. من أخطر الأحاديث الإسلامية في نظري، هو حديث انقسمت اليهود الي 70 طائفة وو... هذا الحديث يلغي القدرة على التفاهم، فهناك فئة واحدة صح والباقي خطأ، ومع انعدام وجود مقياس لمعرفة الفئة السليمة، صار الأسلوب هو الحرب. وهذا دائما يظهر نفسه في الحروب بين الطوائف المختلفة الإسلامية. التطور البشري دائما يحدث بالتجديد وليس بالتكرار، Mencken له مقولة هامة: human progress is furthered, not by conformity, but by aberration.
وهذا ملاحظة ان التطور البشري لم يحدث ابدا عن طريق التقليد، ولكن التجديد... الفكر الإسلامي يهتم بالانضباط والتقليد عن التفكير والحرية الشخصية، وهذا شيء ينتشر في اية نظام عقائدي، نجد كوريا الشمالية لديهم أعياد مختلفة، ولديهم زي مختلف، ودائما الانضباط اهم من التجديد... بأماكننا استقراء ان النظام الطبيعي يمتاز بعدة مراحل:

• Conformityوهو ما يحدث من تكرار للسابق
• Innovation or Mutation وهو تغير بسيط يحدث،
• Inner Group Competition وهو الصراع بين افراد المجموعة...
• Evaluation وهو مرحلة التقييم لما يحدث...
• Resource Shiftingوهو مرحلة اعادة توزيع الموارد
وهذا هو المكون الطبيعي لأية نظام، بدون التجديد، لن يحدث تقدم، ولذلك غرام الإسلام كفكر بالتقليد أكبر عائق للتقدم، ولا يمكن ان يحدث تجديد بدون حرية شخصية، وانعدام الحرية الشخصية او الفردية في التفكير، لن يحدث تقدم.... وهذ يعود بنا الي محاربة الإسلام كفكر للتنافس بين البشر..
3. المسلم يجب ان يبعد عن أتباع الديانات الأخرى...
وهذا شيئي شابة نظام كوريا الشمالية، وهو حجب الاتصال بين سكانها والعالم الأخر.. وهذا شيء يشترك به جميع الأنظمة الأيديولوجية، من اجل احتكام قبضتها علي اتباعها... هذا يجعل المسلمين منعزلين فكريا عن باقي شعوب العالم، ولهذا عندما دخل نابليون مصر، لم يكن لدي مصر معرفة بالآلة الكاتبة، وكانت منعزلة عن ماضيها الفرعوني، ولا تدرك مدي تخلفها عن باقي شعوب العالم...
4. الدين الإسلامي يهتم بشغل وقت المسلم بالعبادات:
فالصلاة منتشرة في كل اليوم، اثناء العمل ومنذ الصباح حتى النوم... تلك الصلاة هي عملية تذكير بالدين (مثل اية نظام شمولي) ومن هنا، ينشغل وقت المسلم بالصلاة من الذهاب للمسجد، والصلاة، وهذا يقلل فرص المسلم من ممارسة الرياضة مثلا، او اتقان مهنته، حيث ان وقت فراغة يشغله في العبادات ولذلك تقل ساعات القراءة بين المسلمين [8] تجد أيضا المسلم يقرأ اقل كثيرا من باقي شعوب العالم...
5. اضرار صحية للعبادات الإسلامية...
كلنا يعرف مدي ضرر الصيام مثلا....
من هنا، الإسلام كعقيدة اهتمت أكثر من الازم باحتكام السيطرة علي اتباعها، ولم تعطيهم فرصة لتدبير امورهم او الاستقلال، ولذلك تجد مثلا المسلم يسأل الشيخ كيف يدخل الحمام، وغيرة، الإسلام تدخل في كل شيء حتي لا يعطي المسلم وقت للتفكير في حالة، وكل ما علية هو الأتباع والتقليد.... وهذا شيء يمتاز به الإسلام عن باقي الأديان الأخرى....
الإسلام كفكر، يمنع التجديد ويمنع الحرية الشخصية وهي شيء أساسي للتقدم، عنصر أساسي للتقدم... أيضا الإسلام يحارب التنافس بين اتباعه، وهذا يجعل اية نظام إسلامي بعيد عن الكفاءة....
انا اجد الحرية الشخصية هي الشيء الذي يجب تغيره في الإسلام حتي يتلاءم مع العصر الحديث بدون ذلك، لن يحدث تقدم للمسلمين...
هناك أبحاث عديدة عن التنافس والتقدم، بالإمكان البحث في غوغل سكولار عن competition and efficiency وسوف تجد عدد الأبحاث عنها.. لا داعي لذكرها النظريات الاقتصادية الحديثة تعتمد على ال Perfect Competition كأساس للتقدم العلمي...
الإسلام بمحاربته للحرية الشخصية والتنافس بين أعضاءه، وتفضيله للتقليد، ادي الي انعدام الكفاءة في اية نظام، والحكم الشمولي.. الحكم الشمولي، دائما يتماز بعدم الكفاءة (لانعدام التنافس) وهذا يؤدي الي مشاكل اقتصادية دائما في الدولة الإسلامية... فهناك مشكلة في عدم الكفاءة، وانعكاسها الاقتصادي. أيضا نتيجة لذلك ينتشر الأنظمة الاستبدادية في البلدان الإسلامية..
الفكر الإسلامي يؤدي الي نظام سياسي واقتصادي يشابه النظم الشمولية، من عدم الكفاءة والاستبداد... الفكر الاسلامي دائما يؤدي الي احتكار للسلطة واحتكار للاقتصاد بواسطة اقلية، نجدها في جميع الدول الأسلامية تقريبا (السعودية، آل سعود، الخليج نجد الأمراء، مصر نجد احتكار طبقة معينة من التجار ايضا)...
مع وجود احتكار للسلطة والاقتصاد، البلدان الاسلامية تعاني من عدم الكفائة، والضعف الأقتصادي. هذا يؤدي دائما الي الفساد، والتخلف... لذلك الاسلام كفكر مرتبط بدرجة كبيرة مع التخلف...






المراجع:
[1] http://news.nationalgeographic.com/n...ssils-sex.html
[2] ftp://ftp.repec.org/RePEc/els/esrcls/draftfin.pdf
[3] http://philpapers.org/archive/GHIARS
[4] http://link.springer.com/article/10....0127250#page-2
[5] http://link.springer.com/article/10....2692200#page-1
[6] http://www.elwatannews.com/news/details/339369
[7] http://www.gulfkids.com/ar/index.php...tCat=24&id=538
[8] http://www.al-masdar.net/%D9%83%D9%8...-%D8%A8%D8%A7/



التعديل الأخير تم بواسطة Skeptic ; 12-06-2015 الساعة 09:02 AM.
:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
 
قديم 12-24-2015, 04:42 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي المداخلة الثانية

وكان أفراد الطبقات العليا من العرب ينتقلون من مكان إلى مكان على ظهور الخيل، في أثواب من الحرير الأبيض... وقد نهى النبي عن لبس السراويل الطويلة، ولكن بعض العرب نسوا أمره هذا...

ويل ديورانت



تحيّة للجميع، أعتذر عن التأخّر لظروف الحياة الشخصيّة، و بعد...

قبل الحديث عن عوامل تقدّم الغرب و تخلّف المسلمين، يكون لزاما علينا أن نعرّف كلّا من مفهوم '' التقدّم '' و '' التخلّف '' و إلّا صار النقاش كلّه مبنيّا على سراب، فالاستعمال الشخصيّ للكلمات مغالطة شائعة في أكثر النقاشات الفلسفيّة عمقًا، و قد انتبه لودفيغ فيتغنشتاين إلى هذه المغالطة مبكّرا، مشيرا إلى أنّ شخصين متناظريْن قد يستعملان مصطلحا واحدا و هما يريدان معنييْن مختلفين، فيظلّ النقاش مستمرّا حول شيئين مختلفين باستعمال مصطلح واحد، ممّا يعرقل مسيرة النقاش و يجعل منه محضَ جلَبَة و ضوضاء. ما دام مفهوما '' التقدّم '' و '' التخلّف '' نقيضين لبعضهما البعض، فإنّ تعريف أحدهما يكفي لتعريف الآخر عن طريق عكس التعريف إيجابا أو سلبا، فإذا كان التقدّم على المستوى الاقتصاديّ يعني وجود اقتصاد وطنيّ يُصرف على مختلف القطاعات العامّة كالصحّة و التعليم و البحث العلميّ و صناديق التقاعد و الضمان الاجتماعيّ و غيرها، فإنّ التخلّف على المستوى نفسه يعني عدم وجود هذا الاقتصاد الوطنيّ، ممّا ينعكس سلبًا على القطاعات الحيويّة كالتعليم و الصحّة و الصناعة و الفلاحة و غيرها، و إذا كان التقدّم على المستوى الاجتماعيّ يعني خضوع المجتمع لقوانين مدنيّة علمانيّة تصون حرّية العقيدة و التعبير و حقوق الأقلّيات و حقوق المرأة و المثليّين، فإنّ التخلّف على المستوى نفسه يعني عدم خضوع المجتمع لمصدر تشريعيّ مدنيّ عَلمانيّ، و ارتكانه إلى مصادر تشريعيّة مخالفة لروح العصر (مثل قيم القبيلة أو القرءَان حرفيّا أو الإنجيل حرفيّا ...) . و إذا كان التقدّم على المستوى السياسيّ يعني وجود نظام حكم ديموقراطيّ يسمح بتداول الحكم ديموقراطيّا، فإنّ التخلّف السياسيّ يعني استئثار أقلّيّة قليلة من البشر بزمام الأمور في بلد معيّن من أجل مصالحها الضيّقة. و إذا كان التقدّم على المستوى الفكريّ يعني القدرة على المساهمة في إنتاج المعرفة العلميّة الصحيحة و استعمالها بما هو صالح للإنسان، فإنّ التخلّف يفيد العكس تماما، أي العزوف، لسبب من الأسباب، عن المساهمة في إنتاج المعرفة، و الاقتصار على استهلاك المعرفة التي تنتجها باقي المجتمعات عن طريق الترجمة مثلا، و هذا ما يسمح للمعرفة الشعبيّة ( مثل الشعوذة، الأصوليّة، السحر، الإعجاز العلميّ...) بالبزوغ و أخذ الدور القياديّ في المشهد الفكريّ للمجتمع المتخلّف، نتيجة لغياب المؤسّسات المنتجة للمعرفة العلميّة الصحيحة.

إنّ التقدمّ بالنسبة لي، يعني بشكل أساسيّ تلك المستويات المذكورة سابقا، أي المستوى الاقتصاديّ و الاجتماعيّ و السياسيّ و أخيرا المستوى الفكريّ، و أيّ كلام حول التقدّم أو التخلّف يجب أن يستحضر هذه المستويات و إلّا كان النقاش حرثا في البحر.

الآن، لا شكّ أنّ المستويات السابقة مترابطة فيما بينها ترابطا جدليّا، بحيث ينعكس التخلّف في أحد هذه المستويات على باقي المستويات الأخرى، إذ إنّ وجود سلطة سياسيّة متمركزة في أيدي حفنة قليلة من الساسة الانتهازيّين سيؤثّر سلبا على المستوى الاقتصاديّ، حيث أنّ هذه الحفنة تعمل من أجل حماية مصالحها عن طريق بيع مقدّرات البلد و ثرواته للكوربوقراطيّة العالميّة و لصندق النقد الدوليّ و البنك الدوليّ و غيرها من مؤسّسات استنزاف ثروات الشعوب، هذا الفساد السياسيّ سينعكس حتما على المستوى الاقتصاديّ، إذا ستكون قطاعات مثل التعليم و الصحّة و الصناعة و الفلاحة ملكًا للخواصّ أي قطاعات عجفاء فقيرة لا تستفيد من ثروات البلد، حيث أنّ الأموال المخصّصة للتعليم أو الصحّة قد تمّ اقتسامها بين الثلّة الحاكمة و الشركات الاحتكاريّة الكبرى، ممّا يترك مقدارا تافها للقطاعات العامّة، و هنا ينعكس التخلّف الاقتصاديّ على المستوى الاجتماعيّ، بحيث تنتشر البطالة و الفقر و مظاهر التشردّ الاجتماعيّ و السرقة و الهدر المدرسيّ و غيرها، و حينما نصل للحديث عن المستوى المعرفيّ، نكون قد استنتجنا مسبقا بأنّ شعبا جائعا، مريضا، فقيرا، مشرّدا، و عاطلًا عن العمل، لن يملك الوقت و لا القدرة على تحصيل الدراسة باعتبارها أمرًا كماليّا مقارنة بالأساسيّات المتمثّلة في البحث عن قوت اليوم، سداد الإيجار، تحصيل الدواء الضروريّ للبقاء على الحياة، و هنا يفتح الباب للمعرفة الشعبيّة بأخذ زمام المبادرة في المشهد الفكريّ لهذا المجتمع المتخلّف ( الحجامة بدل الطبّ، الخيمياء بدل الكيمياء، الإعجاز العلميّ بدل الفيزياء، القرءَان أو الإنجيل بدل كلّ شيء...)، و يكثر الإقبال على دور العبادة من أجل التعمّد بأفيون الشعوب ( صلاة، دعاء، صيام...) في محاولة للهروب من الواقع الأليم و إقناع الذات بأنّ هذا الواقع محض اختبار الناجح فيه يمرّ إلى القصور الفارهة و الظلال الوارفة.


يمكن ملاحظة هذه الأمور في بلداننا العربيّة، إذا إنّك لو زرت منطقة سكنيّة يقطنها الأغنياء، حيث القصور أو الفيلّات ستلاحظ قلّة أو انعدام المساجد و دور العبادة فيها و وجود مراكز الفنون كتعليم الموسيقى أو الرقص بدل هذه المؤسّسات الدينيّة، و إنْ أنتَ زرت حيّا سكنيّا شعبيّا سيكون أوّل شيء تلاحظه هو كثرة عدد المساجد و الزوايا و مراكز تحفيظ القرءَان، لست أمتلك إحصائيّات حول هذه المسألة، لكنّني نتيجة لكثرة سفري و تغيري أماكن سكناي في بلدي الإسلاميّ، أستطيع أن أقول جازما بأنّ عدد المساجد يرتفع بشكل طرديّ مع ارتفاع الفقر، و ينخفض مع انخفاضه، و أنا متأكّد من أنّ كثيرا من الناس قد لاحظوا هذه الظاهرة، حتّى أنّ يوسف القرضاوي اشتكى من عدم وجود مسجد قريب في منطقة سكناه في مصر، داعيا أهاليها إلى جمع التبرّعات لبناء هذا المسجد، متناسيّا أنّه يسكن في حيّ راقٍ، و لو أنّه كان يسكن في حيّ شعبيّ لما اضطرّ للمبادرة أصلا لكثرة هذه المساجد.


هذا المثال البسيط يوضّح الفكرة التي أريد إيصالها، و هي أنّ الدين يشكّل ملجأً جيّدا لشخص فقير، عاطل عن العمل، ذي سوابق جنائيّة، لصٍّ سابق، قاتل أو مغتصب أو زانٍ، أو حتّى مريض نفسيّ، لهذا يكون حيّ مولنبيك في بلجيكا، و هو أفقرُ حيّ في بلجيكا[1]، المضخّة التي خرج منها أغلب مجاهدي أروبّا الذي انضمّوا إلى داعش، و هو الحيّ نفسه الذي خرج منه عبد الحميد أبو عود مفجّر باريس، و هو الحيّ نفسه الذي تترقّبه الأجهزة الأمنيّة في بلجيكا بعين الحذر، و هذه الفكرة تُعزَّز من الحاضر و الماضي على حدّ سواء، إذ إنّ المعتنقين الأوائل للدين الإسلاميّ كانوا من فقراء و مستضعفي العرب، فإذا كان عدد المسلمين في مرحلة الدعوة السرّية يراوح ثلاثة و خمسين كما عدّهم ابن هشام، فإن أكثر من نصف هؤلاء ينقسمون ما بين مولى و عبد و امرأةٍ و فقير، و هذا يوضّح أنّ الإسلام كان ملجأً للفقراء و المهمّشين اجتماعيّا باعتباره دينا، و الدين أفيون الشعوب، و لا زال هذا الإسلام ملجأً للفقراء و المعدمين، فإذا تخلّصنا من الفقر، نكون قد تخلّصنا من أحد أهم العوامل التي تدعو الناس إلى الاعتصام بالدين.

إنّ ما دفع المسلمين الأوائل نحو الهروب من الواقع إلى تعاطي أفيون الدين، هو نفسه ما يدفع الآن شعوبنا الإسلاميّة إلى ذلك، إنّ الترغيب في الجنّة ركيزة أساسيّة من ركائز اعتناق الإسلام المبكّر، و هذا الترغيب ما كان لينجح لولا شظف العيش الذي كان يحياه البدويّ العربيّ في ذلك الزمان، و الآن نلاحظ الشيء نفسه، إنّ المقبلين على الأصوليّة الإسلاميّة أغلبهم من فقراء بريطانيا و فاشلي ألمانيا [2] و مجرمي تونس و متشرّدي المغرب و صعاليك العراق، و يندر أن تجد بينهم أشخاصا سويّي التاريخ الشخصيّ.


لو أنّنا عدنا بهذه السلسلة المترابطة جدليّا من تبادل التأثير و التأثّر بين مستويات التقدّم و التخلّف، سنلاحظ بأنّ المشكل ابتدأَ سياسيّا، ثمّ تفاقم اقتصاديّا، و تمظهرَ اجتماعيّا و فكريّا، أي إنّ التخلّف على المستوى الفكريّ يأتي باعتباره الحلقة الأخيرة في سلسلة التأثير و التأثّر المتعلّقة بمستويات التخلّف، فهو النتيجة الأخيرة للتخلّف على المستوى السياسيّ و الاقتصاديّ و الاجتماعيّ، و لا يمكن للفكر أن يكون سببا لأنّ الفكر تابع أو نتيجة، و ليس سببا. أنت تفكّر بشكل جيّد و علميّ لأنّك تعيش حياة راقية تكفل لك حاجاتك الأساسيّة، ممّا يوفّر لك وقتا لممارسة أنشطة الترف الفكريّ مثل المطالعة و سماع الموسيقى و قراءة الروايات أو مشاهدة مسرحيّة، لكن لو افترضنا أنّك فقير تعيش في مجتمع فقير، فإنّك ستكون ملزما بتغيير أفكارك لتتواءم مع ذلك المجتمع، فيمتلأ نهارك بأنشطة شبه اقتصاديّة الهدفُ الأساسيّ منها هو تحصيل لقمة الخبز و دفع مستحقّات الإيجار و الماء و الكهرباء و شراء الأدوية الضروريّة في حالة استلزم الأمر، و لن يسمح لك وقتُك، و لا قدرتُك البدنيّة و لا المادّيّة و المعنويّة على مزاولة أنشطة الفكرِ المتمثّلة في الإقبال على المطالعة أو قراءة أخبار العلوم، حتّى لو قُدّم إليك الفكر العلميّ الصحيح على طبق من ذهب، فإنّك لن تكون قادرا على الاستفادة من هذا الفكر العلميّ، للأسباب التي ذكرناها، جرّب أن تعيش ستّة أشهر بدون معيل في مجتمع فقير، و ستفهم كلامي!

إنّ فكرتي الأساسيّة هنا هي كالتالي: التخلّف الفكريّ المتمثّل في الإقبال على الأصوليّة الدينيّة و الشعوذة و السحر و الخرافة نتيجةٌ للتخلّف الاقتصاديّ و السياسيّ، و ليس سببا له، و القول بالعكس من ذلك، هو قلبٌ للواقع. سألتني إحدى الطالبات منذ مدّة ليست بالقصيرة فقالت: ما رأيك في نضالات الأقليّات المطالبة بحقوقها الثقافيّة و اللغويّة، هل ترى بأنّ هذا النضال صحيح في المرحلة؟ فأجبتُها باقتضاب: [أنا أحتاج أن آكل أوّلا لكي أتحدّث]، فابتسمت لأنّها فهمت الفكرة المقصودة، و هي أنّ البطن سابقة على الفكر، فالنضال في مجتمع متخلّف كالمجتمات العربيّة يجب أن يكون نضالا سياسيّا/ اقتصاديّا، خذ أيّ جائع و خيّره بأن أن تكفل له حقوقه الاقتصاديّة ( مسكن، عمل شريف، دخل ثابت ...) و بين أن تكفل له حقوقه الثقافيّة باعتباره أقلّية في مجتمع ما ( ترسيم لغته الأمّ، الاعتراف بدينه رسميّا، أعياد وطنيّة...)، ما سيكون الجواب في نظرك؟

لذلك فالمجتمعات الإسلاميّة في حاجة إلى أنظمة وطنيّة كنظام جمال عبد الناصر ( إلى حدّ ما ) و نظام محمّد مُصدِق في إيران يكون همّها هو الدفاع عن المصالح الاقتصاديّة للشعوب، و ستجد بأنّ هذه الشعوب حينما تأكل طعاما دون أن تضطرّ للتسوّل، و تعيش في مسكن يليق بإنسانيتها، ستجد بأنّها قد بدأت تتخلّى تدريجيّا عن الفكر الإسلاميّ المتخلّف و ستبدأ بالتعامل مع القرءَان عبر وساطة هيرمينوطيقيّة ( تأويليّة ) تتحاشى الأخذ بحرفيّة النصّ الإسلاميّ ممّا يتناسب مع وضعها الاجتماعيّ و قيم و أخلاق عصرِها. و إذا رفعت أكثر من مستوى معيشة الفرد كما يحدث في أستراليا أو النمسا، فإنّ المسلمين لن يتخلّوا عن الإسلام الأصوليّ فقط، بل سيخرج منهم علماء بصريّات كابن الهيثم و موسيقيّون عظام كزرياب القرطبيّ و فلاسفة نقاريس كالكنديّ و ابن رشد و أدباء مثلُ أبي العلاء و شعراء كأبي نوّاس و شواعر أيضا ( شاعرات ) كشاعرة الأندلس ولّادة بنت المسكتفي و التي قالت في عزّ أوج الدولة العربيّة في إسبانيا:



أنا والله أصلح للمعالي **** وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً

أمكن عاشقي من صحن خدي **** وأعطي قبلتي من يشتهيها


فإذا كانت العقيدة الإسلاميّة تأمر المسلمات بالتحجّب و التلثّم [ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ] فإنّ الرخاء الاقتصاديّ و الاجتماعيّ في المجتمع العربيّ الأندلسيّ قد جعل من الشاعرة ولّادة بنت المستكفي ترسل شعرها الأصفر و تعرض خدّها و شفتيها على من يشتهيها من رجال الأدب في الأندلس، متجاهلة العقيدة الرسميّة لشعبها، و إذا كان ابن تيميّة قد حرّم العمل بالكيمياء استنادًا على نصوص من القرءَان و السنّة في فتواه الشهيرة، فإنّ الرخاء في المجتمع الإسلاميّ لم يمنع من ظهور أعظم كيميائيّ القرون الوسطى من رحم القبيلة العربيّة المسلمة [أزْد] و هو جابر بن حيّان، و إذا كان الإسلام قد حرّم الزينة على النساء، فإنّ الرخاء قد جعل العربيّات يقبلن على الزينة إقبالا، و إذا كان محمّد نهى عن لباس السراويل الفضفاضة، فإنّ العرب نسوا أمره هذا تماما بمجرّد ما تدفّقت عليهم الأموال، و إذا كان الإسلام حرّم الفلسفة و التفكير في الإلهيّات، فإنّ الرخاء الاقتصاديّ للمجتمع العربيّ قد أفرز لنا جماعات بأكملها تمتهن البحث في الذات الإلهية كالمعتزلة و إخوان الصفا و خلّان الوفا، و إذا كان الإسلام قد دعا إلى مزاولة الرقية الشرعيّة و التداوي بالقرءَان و الاتّكال على الله في الشفاء، فإنّ الرخاء الاقتصاديّ للمجتمعات الإسلاميّة قد جعل العرب يتجاهلون هذه العقيدة المتخلّفة، فأنجبوا لنا أعظم أطبّاء القرون الوسطى كابن النفيس و أبي القاسم الزهراويّ و الرازي، و جعلهم يقدّمون أكبر الإسهامات للبشريّة في ميدان الطبّ و التي لا زالت قيمتها تقدّر إلى يومك هذا. ببساطة، بمجرّد أن دخل العرب عصر الإمبراطوريّات الكبيرة و تدفّق الأموال نتيجة للنموّ الاقتصاديّ ( و الغزوات كذلك ) حتّى نسوا تماما أمر عقيدتهم المتخلّفة، فإذا كان العرب قد أقبلوا على الدين في حالة الفقر و الجوع، فإنّهم ما عادوا جوعى ولا فقراء الآن، و لم تعد هناك حاجة لذاك الدين بتلك الحرفيّة الأولى، فنسيه من نسيه، و أوّله من أوّله، و حرّفه من حرّفه، و لكنّ المهمّ أنّه لم يعد له ذاك الدور المحوريّ في الحياة الاجتماعيّة و الفكريّة للشعوب المسلمة. حتّى أنّ قصور الخلفاء قد هاجت و ماجت بالقيان و الجواري و الخمور، و بعض الخلفاء كان يصوّب السهام على قرءَان معلّق في الحائط في فترات راحته باعتبارها من بين إحدى هواياته[3]، فأين هي هذه العقيدة المتخلّفة و أين تبخّرت و لماذا؟


إنّ هذا السؤال ردٌّ على مداخلة الأستاذ إبراهيم، إذ إنّه قد عدّ مجموعة من خصائص التخلّف الإسلاميّ ( غياب المنافسة، غياب الحرّية، تكريس التبعيّة، التكفير...)، و هذه كلّها خصائص موجودة في العقيدة الإسلاميّة و أنا لا أنكرها، بل إنّني أضيف إليها عشرات الخصائص الأخرى مثل ( الخرافة، الجهل، تكريس عقل غيبيّ، احتقار المرأة، احتقار الأقلّيات غير المسلمة، العنف، الإرهاب، التوحّش، البربريّة، الساديّة...)، نعم هذه الخصائص كلّها موجودة في العقيدة الإسلاميّة، أي في القرءَان و صحيح السنّة، و لكن من الذي يأبه بها؟ أي: ?Who cares ؟ و أين كانت هذه الخصائص في دولة الأندلس؟ و لماذا لم يمنع تكريس التبعيّة من ظهور عباقرة في المجتمع الإسلاميّ؟ و لماذا لم يمنع احتقار المرأة من ظهور شواعر ( شاعرات ) كرابعة العدويّة و ولّادة و مهجة الشاعرة؟ و عالمات مثل مريم الإسطرلابيّ مطوّرة الإصطرلاب؟ و لماذا لم يمنع تكريس التبعيّة من ظهور أكبر المنشقّين فكريّا كابن رشد رغم نهيق الغزاليّ المتكرّر في كتابه '' تهافت الفلاسفة '' الذي يحرّم فيه الفلسفة إطلاقا؟ و لماذا لم تمنع دعوة الإسلام إلى احتقار الأقلّيات غير الإسلاميّة من دخول اليهود و المسيحيّين إلى بلاط الخلفاء كأسرة بخيتشوع المسيحيّة السريانيّة التي خدم أطبّاؤها في البلاط العبّاسيّ؟ و لماذا لم تمنع دعوة الإسلام إلى قتل المثليّين من وجود حيّ خاصّ بالمثليّين في قرطبة و هو حيّ ابن زيدون؟ و لماذا لم يمنع هذا أبا نوّاس من إعلان مثليّته بشكل واضح في أشعاره؟ و لماذا لم يمنع تحريم الخمر من صناعته في عقر الديار الإسلاميّة و استهلاكه هناك؟

إنّ كلّ هذه الأسئلة تحتاج إلى جواب، و جوابها أنّ المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام في فترة الفقر و الجوع و شظف العيش و قسوته، قد تخلّوا عنه بمجرّد أن ارتفعت عنهم هذه العوامل التي ساهمت في اعتنقاهم لهذه العقيدة، فظلّت العقيدة الإسلاميّة حبرا على ورق، كما ظلّ الإنجيل الآن حبرا على ورق، فالإنجيل حاضر باعتباره الدين الرسميّ لأغلب دول أروبّا، و هذا كتاب لا يختلف في تخلّفه و همجيّته عن القرءَان، لكنّ الأروبيّين قد تجاهلوه تماما، لأنّ الرخاء الاقتصادي قد أفسح لهم مجال الاستمتاع بقيمة الحياة بعيدا عن تعاليم بدو عاشوا منذ آلاف السنين.



تحياتي للجميع.


_ _ _


[1] حي مولنبيك البلجيكي .. الرقّة الأوروبية

[2]Germany's jihadists: Young, male, losers

[3] الحقيقة الغائبة لفرج فودة.



التعديل الأخير تم بواسطة مُنْشقّ ; 02-21-2016 الساعة 03:00 PM.
:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
 
قديم 12-27-2015, 06:26 AM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

تحياتي للجميع..
حل التخلف الاقتصادي، هو جعل جميع المسلمين اغنياء....
لدينا بلدان إسلامية لديها موارد عديدة، في الحقيقة البترول وغيرة من المعادن متواجدة في معظم الدول الإسلامية، الدول الإسلامية ليست فقيرة في الموارد، ولكن ابناءها فقراء. تعاني من الفقر والجهل والمرض والحروب ولديها الموارد..
هل النظام الحاكم المستبد العادل (benevolent dictator) هل الحل؟
كما تقدم، لدينا في مصر نظام عبد الناصر وفي إيران محمد مصدق، وغيرهم من النظم الشمولية، ولكن هل قدموا حلول؟ هل أحدثوا تغير في حياة المواطنين؟
Miles Copeland [5] كان يحب وصف جمال عبد الناصر بالعميل المستقل. بمعني لقد كانت المخابرات الأمريكية تلعب به، تجعله يفعل ما يريدون، وكانت الأسباب التي فسرها ميلز لسهولة ذلك، بسهولة اخذ القرار في مصر، حيث ان عبد الناصر هو صاحب القرار، وهذا عكس أمريكا من وجود تعارض لمصالح مختلفة متعارضة، تؤثر في كل قرار يؤخذ وهذا يجعل من المستحيل التنبؤ بالقرار، ولكن في مصر، كان من السهل التنبؤ برد الفعل وهكذا قامت المخابرات الأمريكية باللعب به، كذلك في إيران، تم التخلص من مصدق بسهولة يكفي انه عندما قام باكستاني بمعايرة عبد الحكيم عامر بالاحتماء بالقوات المتعددة الجنسيات، قام بسحبها عند اول مشكلة واجها، معطيا المبرر لإسرائيل لاحتلال سيناء، باعتبار ان مصر أعلنت الحرب عليها. فقد كان عبد الناصر يصدق بان إسرائيل لن تجرأ علي محاربته، بسبب بعض الإشارات (الغامضة) التي أرسلها له الأمريكان (كان يعتمد موقف مثل موقف ايزنهاور في حرب السويس) ... المخابرات الأمريكية تحب هؤلاء لسهول التعامل معهم، دائما يتصرفون بعاطفة، بها الكثير من السذاجة، بحيث انهم مجرد لعبة تلعب بها المخابرات الامريكية.. أكبر مثال علي ذلك صدام حسين، وحافظ الأسد، وبشار الأسد، والقذافي، وغيرهم... انهم مجرد العوبة في يد المخابرات الأجنبية... أسوء شيئ هو وضع الديكتاتور العادل، لم يساهم ابدا في تغير جزري لأية شعب... قارن بين عبد الناصر في مصر وتيتو في يوغجسلافيا ونهرو في الهند.. شاهد التاثير الإيجابي علي حال الشعب، وقارن التغير الحاسم به.. عندما يشارك الشعب في الحكم يتعلم، الحاكم المستبد العادل لا يشارك الشعب في الحكم، ولذلك نظامة هش مثل الزجاج...
أيضا المخابرات الأمريكية نجحت في خلع كل حاكم مستبد عادل، في تشيلي نجد Salvador Allende تمت الإطاحة به ووضع بينوشية.. في الحقيقة تلك الأنظمة هي لعبة في يد المخابرات الامريكية، وكان ميليز دائما السخرية منها في كتابة لسهولة التعامل معلها وكان يصنفها من شمال افريقي، الي جنوب امريكي...
لا يوجد من التاريخ او الأحداث ما يؤكد بنجاح اية نظام ديكتاتور عادل.. كل تلك الأنظمة تنتهي بالفشل، ووقوعها فريسة سهلة في يد المخابرات الأجنبية، وتؤدي في النهاية الي احتكار طبقة معينة على الاقتصاد والسياسة، وهذا يؤدي الي فشل النظام والتخلف الاقتصادي والسياسي نتيجة لانعدام الكفاءة..
هل الفقر العامل الرئيسي؟

نعم من الملاحظ بان طبقة الأغنياء او الحكام في الدول الإسلامية تختلف عن باقي الشعب.. هذا ليس بحديث، في طوال عهد الحضارة الإسلامية التدين كان خاص بالفقراء.. نجد الامويين، استغلوا الإسلام لبناء امبراطورية، ولكن لم يكونوا مؤمنين بها.. في الحقيقة هذا ليس شيء خاص بالإسلام: [1] نلاحظ معظم الدول الفقيرة متدينة.. لكن المهم، هل من الممكن الخروج من دائرة الفقر للدول الإسلامية بدون تغير الإسلام بحيث يسمح بالحرية الفردية؟
الاحتكار الاقتصادي والسياسي منتشر في جميع الدول الإسلامية، وهذا يشمل دول غنية مثل قطر والسعودية والبحرين، تلك الدول تكفل حياة ممتازة لمواطنيها، ومع ذلك هناك احتكار للاقتصاد والسياسة والجامعات في القاع... هذه الدول لم تتحول الي دول ذات اقتصاد كبير، او نمو اقتصادي كبير.. في الحقيقة نجد فيتنام، دولة شيوعية، وذات حكم شمولي، تأخذ بالأسلوب الرأسمالي، ويحدث تطور اقتصادي وصناعي هائل، حتى يزيد معدل نموها [2] بدرجة كبيرة جدا... تلك دولة كانت غارقة في الحروب، ومؤامرات السي أي اية، بدأت من لا شيء. لكن بوجود حرية شخصية بين افرادها، حدث تطور هائل... الهند، لقد زرتها مرات معدودة، في اول مرة، كانت أفقر من مصر، مظاهر الفقر كانت منتشرة في كل مكان.. حاليا لا تجد هندي يعمل الاعمال البسيطة، حتى في القرية، بسبب ان الحكومة تعطيهم معاش بطالة ويقومون بعمل اعمال بسيطة في الشوارع... أيضا الحكومة تشجع الطبقة الفقيرة على التعليم، وبها عدد من الجامعات أكثر من الدول العربية والإسلامية وذات كفاءة عالية... ما يميز الهند هو وجود حرية شخصية، ولذلك ادي الي حدوث نظام ديموقراطي علماني...
نعم ممكن نأخذ حالات خاصة anecdotes في التاريخ الإسلامي عن سيدات ورجال لم يكونوا منخرطون في الاساطير الإسلامية، ولكن هؤلاء كانوا في معزل عن الباقي، تماما مثل مكتبة الإسكندرية، لقد قاموا بقياس قطر الأرض، وتأمل حركة النجوم (لم تعرف سوي حديثا جدا) وغيرة، ولكن ابحاثهم، وحياتهم، مثل ولّادة بنت المستكفي التي كانت ترسل من شعرها، لم تتعدي القصر، او المكتبة. لذلك كان تأثيرهم لم يؤثر ابدا في حياة المسلمين الأندلسيين... لدينا في التاريخ أشهر جغرافي عربي مسلم، الإدريسي، فضل الحياة في مالطا بعد تحريرها من العرب علي ان يعيش في دولة إسلامية... نعم هناك حالات خاصة، للأغنياء وأبناء الحكام، من الحياة برفاهية بعيدا عن اساطير الدين، ولكن هذا لم ينعكس ابدا علي حياة البشر، كان لزاما عليهم الحياة طبقا لتعاليم الإسلام.. نعم التدين مرتبط بالفقر، وهذا ليس خاصية للإسلام ولكن لكل الأديان، ولكن الفرق مع وجود حرية شخصية، ممكن يحدث تغير في حياة البشر، وهذا شاهدناه في العديد من البلدان التي كانت فقيرة (ومازالت) بلدان كانت أفقر من العديد من الدول الإسلامية، ولكن لم نجد نفس التغير في الدول الإسلامية، مثل الدول الأخرى التي كانت أفقر من الدول الإسلامية....
الحل ليس جعل كل المسلمين اغنياء، فهذا لن يغير حالهم، فسوف يبددون المال، فالمال لم يغير شعوب دول مثل الخليج والغني ليس شرطا للتقدم، هناك شعوب كثيرة كانت أفقر من الشعوب الإسلامية وتقدمت... المشكلة فكرية، وهي حرية شخصية حرية رأيي، والتنافس بين البشر بطريقة حرة.... بدون ذلك، سوف يعاني المسلمين دائما من احتكار فئة صغيرة للاقتصاد والسياسة، وهذا سوف ينعكس على تخلف اقتصادي سياسي...
نحن نشاهد خروج عديد من الدول من دائرة الفقر والاحتكار السياسي والاقتصادي: نيجريا حدث لديها اول تغير سياسي بدون عنف (50% من سكانها غير مسلمين) [3].
ليس عجبا ان المسلمين من أفقر شعوب العالم، وحتى الدول التي بها تنمية مثل ماليزيا واندونيسيا، نجد نسبة كبيرة من السكان ليسوا مسلمين (الصين في ماليزيا، ويتحكمون في الاقتصاد) ... الدول الإسلامية الغنية مثل الخليج، التنمية الصناعية غائبة عنها تماما وتعاني من الاحتكار السياسي والاقتصادي... في الحقيقة عندما سافرت لماليزيا، تجد الماليزي، خامل، مكتفي بما لدية، حتى الصينيون يتندرون بزهد المالاي...
أيضا نتيجة لغياب التنافس الجنسي، نجد انتشار زواج الأقارب في تلك الدول، وأيضا الأمراض الوراثية وامراض السكر والضغط، وغيرة من الأمراض الصحية الخطيرة [4] ...
انها معضلة، عدم وجود تنافس جنسي، بين البشر، وتنافس اقتصادي بين البشر، وحرية شخصية، وحرية رأيي، لن يحدث تقدم سريع، ممكن يحدث تغيير ولكن سوف يكون بطيء، ومحدود في تأثيرة....

في النهاية:
1.نظام المستبد العادل، هو نظام ثبت فشلة لا يؤدي الي تغيير جزري في حياة البشر، ويؤدي في النهاية الي احتكار سياسي واقتصادي
2. الفقر، ليس مانع للتقدم، حيث ان العديد من الدول التي كانت افقر من الدول الإسلامية تخطت حاجز الفقر والجهل، وبها نموا عالي وتقدم صناعي وسياسي كبير
3.وجود حالات فردية ليست مقياس لصلاح نظام كامل، ومعظم تلك الحالات كانت محصنة بالملك...
4.لا يمكن حدوث تقدم بدون حرية شخصية، حرية تنافس بين البشر، حرية رأيي، ولن يحدث تغيير جزري في المجتمع بدون حرية جنسية، تلك الأشياء يتمتع بها الطبقة الحاكمة في الدول الإسلامية ولكن ممنوعة للرعية، والإسلام يستخدم كمبرر لذلك...

تحياتي

مراجع:
[1] http://www.ritholtz.com/blog/2010/09...-with-poverty/
[2] http://www.oxfordbusinessgroup.com/n...even-year-high
[3] http://www.theguardian.com/world/201...dover-of-power
[4] https://www.webteb.com/articles/%D9%...A8%D9%8A_10152
[5]http://www.amazon.com/The-Game-Nations-Amorality-Politics/dp/0671205323



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 0904OPEDBLOW_600sub[1].jpg (70.3 كيلوبايت, المشاهدات 3)
التعديل الأخير تم بواسطة Skeptic ; 05-13-2020 الساعة 09:35 AM.
:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
 
قديم 12-30-2015, 01:53 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

'' العلماءُ مثل البيرونيّ، الجاحظ، الكِنديّ، أبو بكر محمّد الرازيّ، الإدريسيّ، ابن باجة، عمر الخيّام، ابن زهر، ابن طفيل، ابن رشد و ابن حزم و غيرهم من آلاف العلماء المسلمين ليسوا استثناءًا، بل يشكّلون القاعدة في الحضارة الإسلاميّة ''[1]

ضياء الدين سردار

فكرة الأستاذ إبراهيم هي كالتالي: الإسلام عقيدة متخلّفة ( و نحن لا نختلف حول هذه النقطة )، و ما دام الإسلام عقيدة متخلّفة فإنّ معتنقي هذه العقيدة سيكونون متخلّفين بالضرورة. هذا الإسقاط المباشر لتخلّف العقيدة الإسلاميّة على وضعيّة الإنسان المسلم مردّه إلى عدم تمييز الأستاذ إبراهيم بين الإسلام كما هو '' الإسلام الحقيقيّ = القرءَان و السنّة الصحيحة '' و بين الإسلام كما يفهمه عامّة المسلمين الذين يعتنقونه، أي '' الإسلام الشعبيّ ''، فإبراهيم يعتقد بأنّ المسلمين ما هم إلّا تجسيد للنصّ الإسلاميّ، و هذا وهم كبير منه، لأنّنا لو شئنا الدقّة المطلقة في استعمال المصطلحات، نستطيع أن نقول إنّه لا يوجد مسلمون في العالم كلّه بالمعنى الحقيقيّ لكلمة '' مسلم '' باستثناء الجماعات الإرهابيّة مثل داعش و بوكو حرام و النصرة و القاعدة و طالبان و غيرها، إنّ المسلمين الذين نتحدّث عنهم الآن لا علاقة لهم بعقيدتهم المتخلّفة، إنّهم مسلمو الثقافة، مسلمو المناسبات و الأعياد، مسلمو الشكليات، مسلمو المراسم و الرسميات، مسلمو كلّ شيء، لكنّهم ليسو مسلمي القرن الأوّل الهجريّ، إنّهم كفّار بشهادة القرءَان نفسه [ و من لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون ]، لقد ارتدّ أجداد هؤلاء المسلمين منذ قرون طويلة، حينما تمّ تسميم عمر بن عبد العزيز الخليفة الأمويّ الذي أراد تطبيق الشريعة الإسلاميّة، و رضوا بحكم من خلفه من عاشقي الخمور و القيان و الفلسفة اليونانيّة و الترجمة، لذلك فلا معنى لقولك إنّ الإسلام سبب في تخلّف المسلمين، لأنّ الذين أمامك ليسوا بمسلمين حقيقيّين، هم فقط مسلمون بالوراثة و الثقافة، و الدليل أنّ 90% من هؤلاء المسلمين لم يقرأ القرءَان و هو المصدر التشريعيّ الأوّل لكلّ الهمجيّة و التبعيّة و الخرافات التي أحصاها الأستاذ إبراهيم، و هم لا يعرفون بوجود تلك الأحكام في القرءَان و لو أخبرتهم بوجودها لكذّبوك قائلين إنّ محمّدا أمرنا بطلب العلم و لو في الصين، و هذه المقولة كثيرة الترداد على ألسنة العرب و المسلمين، مع أنّ محمّدا لم يقلها أصلا، و لو سألتهم عن اليهود و المسيحيّين، سيقولون لك إنّ محمّدا كان يكرم جاره اليهوديّ و يجب علينا أن نكرم اليهود مثلما كان يفعل، مع أنّ محمّدا لم يكرم اليهود أبدا و نحن نعرف جيّدا ماذا فعل بهم في قُريْظةَ و قَيْنُقَاعَ و النَّضير، ببساطة، إنّهم يعتقدون أنّ الإسلام جيّد، و هم مستعدّون أن يكذّبوك و يكذّبوا أحاديثك لو أخبرتهم بحقيقة دينهم، فكيف يكونون مسلمين و هم لا يعرفون عن الإسلام شيئا؟

هذا ما أسمّيه أنا بالإسلام الشعبيّ، إنّه إسلام مزيّف، غير حقيقيّ، لا علاقة له بالإسلام السلفيّ الوهّابيّ الحقيقيّ، لذلك فهذا الإسلام المزيّف لا يستطيع أن يكون مانعا من التطوّر أو التقدّم.
الإسلام الحقيقيّ الذي تتحدّث عنه موجود في النصوص، و هذه النصوص لم يطّلع عليها سوى قلّة قليلة من شعوبنا، و من بين الذين اطّلعوا عليها، لم يصدّقها سوى قلّة قليلة إذا أسقطنا '' المؤوّلين و المحرّفين و المزوّرين و ممطّطي اللغة و المحدّثين و غيرهم... '' سيصبح المسلمون الحقيقيّون أقلّية يحاربون المسلمون المزوّرون '' الشعبيون ''، و هذا ما نراه الآن، فالصفات التي ذكرتها أنت باعتبارها عائقا للتقدّم، من المفترض أن توجد في جماعات مثل داعش و النصرة و القاعدة، و نحن نعرف أنّ هذه الجماعات تتمّ محاربتها من طرف المسلمين المزوّرين أنفسهم. فهل وصلت فكرتي؟

حينما أقول إنّ الإسلام ليس سببا من أسباب التخلّف، يجب ألّا يُفهم كلامي على أنّني أدافع عن الإسلام، إذ إنّ فكرتي على النقيض من ذلك تماما: إنّ الإسلام ليس سببا من أسباب التخلّف، لكنّه مظهر من مظاهر هذا التخلّف الذي يعيشه الإنسان المسلم، و هو تخلّف كما أوضحنا سابقا يعود لعوامل سياسيّة و اقتصاديّة بالدرجة الأولى، و مع أنّ مداخلتي انصبّت في جزء كبير منها على توضيح هذه الأسباب الاقتصاديّة و السياسيّة للتخلّف لدى المجتمعات العربيّة و الإسلاميّة، إلّا أن الأستاذ إبراهيم قد انصبّت مداخلته على نقد فكرة لم آتِ بها أصلا، و أنا متأكّد من أنّه لم يفهم بشكل صحيح، و لو كان فهم مداخلتي، لما اعتقد بأنّني أدعو إلى ما سمّاه هو بالديكتاتور العادل.

إنّ الفكرة التي يدعو إليها الأستاذ إبراهيم غايةٌ في التطرّف، و لا يمكن لها أن تصمد أمام النقد العلميّ البنّاء، فالقول بأنّ الإسلام سببٌ في تخلّف المسلمين، ينجم عنه القول بأنّ الدين يجب أن يكون سببا في تخلّف الشعوب، لأنّ الإسلام دينٌ، و الأديان في عمومها متشابهة في تخلّفها و بربريّتها و عدم صلاحيّتها للحضارة، و لمّا كان الدين منتشرا بشكل عموديّ ( الزمان ) و أفقيّ ( الجغرافيا )، بحيث شملت أماكنُ انتشاره إمبراطوريّاتٍ و حضاراتٍ عظيمة كالحضارة الرومانيّة مثلا، و التي كانت تعتنق المسيحيّة دينا رسميّا لها، فإنّه من المفترض ألّا تقوم هناك أيّة حضارة في التاريخ، إلّا أنّه لم يحدث أن نجح الدين في هدم حضارة من الحضارات كما لم ينجح في بنائها، فالقول بأنّه ما من وجود لحضارة عربيّة بسبب وجود الإسلام، ينجم عنه القول بعدم وجود حضارة رومانيّة بسبب المسيحيّة، و عدم وجود حضارة صينيّة أو هنديّة بسبب الهندوسيّة، و هنا تنفي وجود أيّة حضارة في تاريخ الإنسان باستثناء الحضارة العلمانيّة الحديثة، و هذا قول متطرّف أشدّ التطرّف، إلّا إذا أردت أن تقول بأنّ الإسلام وحده من بين جميع الأديان هو الذي يمنع قيام الحضارة العربيّة في حين سمحت المسيحيّة و الهندوسيّة بقيام الحضارتين الرومانيّة و الهنديّة، فتكون بذلك قد تبنّيت أطروحة أكثر تطرّفا و إيغالا في الراديكاليّة.

إنّ القول بأنّ الإسلام عائق يحول دون قيام حضارة لا يختلف عن القول بأنّ تعاطي الكوكايين سبب من أسباب تخلّف البيرو، فكلاهما مظهر من مظاهر التخلّف و ليسا سببا له، إنّ إقبال البيروفيّين على الكوكايين و المخدّرات هو نفسه سببُ إقبال المسلمين على الدين الإسلاميّ بحرفيّته، إنّه التخلّف الاقتصاديّ و ما ينتج عنه من مظاهر التخلّف الاجتماعيّ. سأقسّم هذه المداخلة إلى شطرين أساسيين، الأوّل بعنوان '' كان المسلمون أهل حضارة '' و فيه أوضّح لك فضل حضارة المسلمين على العالم ( ليس بسبب الإسلام ) أمّا الشطر الثاني فبعنوان '' التخلّف ليس حكرا على المسلمين '' و فيه أوضّح أنّ التخلّف ظاهرة إنسانيّة مرتبطة بالعوامل السابق ذكرُها، و بأنّ هناك دولا مسيحيّة متخلّفة كما الدول المسلمة تماما.

1_ كان المسلمون أهل حضارة:





درس في التشريح في بيمارستان بالقاهرة

من المسلّم به تاريخيّا أن الحضارة العربيّة الإسلاميّة تشكّل إحدى الحلقات الأساسيّة القليلة في سلسلة الحضارة الإنسانيّة التي ترسم معالم الحاضر الإنسانيّ على جميع المستويات، و ليس هذا الكلام قابلا للردّ لأنّ عدد المؤرّخين الذين أقرّوه هم بالآلاف، و أستطيع أن أستحضر شهادات مئات المؤرّخين الذين قرأت لهم أو مررت على مقالاتهم أو أبحاثهم و دراساتهم و التي تؤكّد و تقرّ وجود حضارة عربيّة إسلاميّة كان فيها الإنسان المسلمُ على قدر من القيمة المادّيّة و المعنويّة باعتباره خليّة مكوّنة لإمبراطوريّة عالميّة يُنظر إليها بعين الاحترام. إذا وافقني الأستاذ إبراهيم على هذه النقطة وحدها، يكون قد اعترف بأنّ كلامه كلّه خاطئ، و لو خالفني فيها، يكون قد خالف أقوال المؤرّخين و المستشرقين، و قد ينبئ هذا بدخولنا إلى متاهة لا نهاية لها من النقاش؛ و على أيّة حال، لقد وضّحت سابقا بأنّ العقيدة الإسلاميّة لم يكن لها دورٌ في الحضارة العباسيّة و الأندلسيّة، مع أنّها كانت حاضرة شكليّا باعتبارها العقيدة الرسميّة، لكنّها كانت غائبة إلى حدّ كبير من المشهد العلميّ لهذه الحضارة، كما كانت غائبة جزئيّا في المشهد الاجتماعي للحضارة العربيّة، و قد أوردت أمثلة سابقة على أشخاص خالفوا التعاليم الرسميّة للدين الإسلاميّ و نبغوا في هذه الحضارة، و كان هذا كافيّا كدليل على أنّ الإسلام كعقيدة قد تمّ تجاهله في أوج الحضارة العربيّة، لكنّ الأستاذ إبراهيم ردّ قائلا بأنّ الأسماء التي أتيت بها تشكّل نسبة قليلة و لا تشكّل القاعدة، و هنا محلّ الاختلاف، لأنّ الأسماء التي أتيت بها لا تشكّل شذوذا عن القاعدة، بل هي غيض من فيض، نعم، هي غيض من فيض و مثال لا حصرٌ، كما قال المفكّر البريطانيّ ضياء الدين سردار '' العلماءُ مثل البيرونيّ، الجاحظ، الكِنديّ، أبو بكر محمّد الرازيّ، الإدريسيّ، ابن باجة، عمر الخيّام، ابن زهر، ابن طفيل، ابن رشد و ابن حزم و غيرهم من آلاف العلماء المسلمين ليسوا استثناءًا، بل يشكّلون القاعدة في الحضارة الإسلاميّة ''، . السطر من تحت كلمة '' آلاف '' يعود لي أنا، لأنّها كلمة دقيقة جدّا، فعلماء الرياضيات و الكيمياء و الطبّ و الفلك و الصيدلة و الفلسفة و الجغرافيا و التاريخ و البصريّات و الهندسة و الجراحة و علم الحيوان هم فعلًا بالآلف، و ليس هذا من باب المبالغة، فلو أنّك فتحت '' الفهرست '' لابن النديم، لاكتشفت بأنّه يحصي ما يقارب المائتي عالم رياضيات ممّن يعرفهم أو سمع به ، 128 منهم عربٌ و الباقي من العجم، و لو أنّك فتحت '' عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء '' لابن أبي أصيبعة لوجدته يحصي ما يقارب 300 طبيب من الأطبّاء الذي علم بهم أو بلغه خبر من أخبارهم، هذا ناهيك عن الذين أتوا بعد ابن أبي أصيبعة و هم كذلك بالمئات، و ناهيك عن الرياضياتيّين الذين لم يذكرهم ابن النديم أي الذين أتوا من بعده، و الفلاسفة المشتغلين الذين أتوا من بعده. و هذا الكلام ينسحب على العلماء كما الفلاسفة أيضا، فالمعتزلة كانوا يقيمون حلقاتهم في شوارع الدولة الإسلاميّة مثل حلقة واصل بن عطاء و هذا بعد أن اختلف هو و أستاذه في منزلة الفاسق هل هي منزلة بين منزلتين أم كافر محض، و لمّا أصرّ الحسن على موقفه من الفاسق و أصرّ واصل بن عطاء على أنّ الفاسق يظلّ في منزلة بين منزلتين ( الكفر و الإيمان ) اعتزل واصلٌ أستاذه و فتح حلقة جديدة بالقرب من حلقة أستاذه و راح يعلّم فكره الجديد في جوّ من الاختلاف يندر أن تجده عندنا الآن، ، و كان مرتادو حلقتيهما بالعشرات، و كانت بضاعة الفلسفة و الاعتزال نافقة في ذاك الحين، و لم يكن الاشتغل بهما من باب المنكرات أو الشواذّ، بل كان الأمر نافقا كصناعة السلاح أو سنابك الخيل.
فالفلسفة إذن لم تكن مجرّد شذوذ فكريّ أو صوت نشاز لأحد أبناء الملوك أو الوزراء، و هذا دائما تفكير خاطئ، بل كانت الفلسفة في الحضارة العربيّة إفرازا طبيعيّا لحضارة و دولة تصرف أموالا كثيرة برعاية ملوكها و مسؤوليها على ترجمة التراث الفلسفيّ الإغريقيّ و السريانيّ و الفارسيّ، و قد أنشئ بيت الحكمة خصّيصا لهذا، بدعم رسميّ من هارون الرشيد، و قد ظهرت فرقٌ كلاميّة كاملة مثل المعتزلة و إخوان الصفا و الجهميّة و الباطنية و الإسماعيليّة و الرشديّة و غيرها من الفرق الفلسفيّة، و ظهر نوابغ مسلمون في الفلسفة صار لكلّ منهم أتباعٌ يسيرون على نهجه في الفكر و الممارسة. لذلك فقولك بأنّ الفلاسفة كانوا شذوذا أو إنّ العلماء كانوا شذوذا هو كلام خاطئ طولا و عرضا، أمّا الشاعرات من قبيل ولّادة، فهنّ كذلك لم يكنّ من القلّة في شيء، و قد قرأت يوما أنّ عدد الشاعرات في الأندلس قد بلغ 60 ألف شاعرة، و على الرغم ممّا في هذا الرقم من المبالغة المفرطة، إلّا أنّه يدلّ إنْ دلّ على كثرة عدد الشواعر الأندلسيّات في تلك الفترة، و المبالغة دليل على الكثرة، و إن لم يصحّ الرقم.

فأين كلامك الآن حول انعدام تشجيع الحرّيّة الفرديّة و الاجتهاد الشخصيّ في الإسلام ( و هو كلام صحيح ) من الواقع الذي كانت تعيشه الحضارة العربيّة؟ لماذا لم يمنع الإسلام من ظهور مئات الأطبّاء المسلمين؟ و لماذا لم يمنع الإسلام من ظهور مئات الرياضياتيّين و علماء الفلك الذين زاحموا الله في سمائه؟ و لماذا لم يمنع الإسلام ظهور مئات الشاعرات و نبوغهنّ في علوم أخرى كذلك من الطبّ و الفلك و الكيمياء؟

لا يمكنك أن تنكر وجود العلماء في هذه الحضارة، و لا يمكنك كذلك أن تنكر أنّهم كانوا بالآلاف و أنّهم لم يكونوا محض شذوذ عابر في هذه الحضارة أو خدش بسيط في وجه هذه الحضارة، لقد كانوا حقّا العماد الفكريّ لهذه الحضارة الراقية، و هذا أمر يستحيل إنكاره .


اقتصاديّا:



'' لم تنعم الأندلس طوال تاريخها بحكم رحيم، عادل، كما نعمت به في أيام الفاتحين العرب(37). ذلك حكم يصدره مستشرق مسيحي عظيم قد يتطلب تحمسه شيئاً من التقليل من ثنائه، لكن هذا الحكم بعد أن تنقص منه ما عساه أن يكون فيه من التحمس يظل مع ذلك قائماً صحيحاً. لسنا ننكر أن الأمراء والخلفاء الأندلسيين قد اتصفوا بالقسوة التي يرى ميكفلي أنها لازمة لاستقرار الحكومات وثباتها، ولسنا ننكر أن قسوتهم وصلت في بعض الأحيان إلى حد الهمجية وغلظة القلب، يدل على ذلك ما فعله المعتمد حين زرع الأزهار في جماجم الموتى من أعدائهِ؛ وما فعله المعتضد حين قطع أوصال رجل ظل صديقاً له معظم حياته ثم غدر به هذا الصديق وأهانه آخر الأمر(38). ولكن المقري يورد في مقابل هذه الأمثلة النادرة مئات من الشواهد الدالة على عدل حكام الأندلس الأمويين وجودهم ودماثة أخلاقهم(39). وهم لا يقلون في هذه الصفات عن أباطرة الروم في زمانهم، وما من شك في أن حكمهم كان أفضل من حكم من سبقوهم من القوط الغربيين؛ ولقد كانوا أقدر أهل زمانهم على تصريف الشؤون العامة في العالم الغربي؛ فكانت قوانينهم قائمة على العقل والرحمة، تشرف على تنفيذها هيئة قضائية حسنة النظام. وكان أهل البلاد المغلوبون يحكمون في معظم الأحوال حسب قوانينهم وعلى أيدي موظفين منهم(40). وكان في المدن شرطة تسهر على الأمن فيها، وقد فرضت على الأسواق، والمكاييل، والموازين، رقابة محكمة؛ وكانت الحكومة تقوم بإحصاء عام للسكان والأملاك في فترات منظمة؛ وكانت الضرائب معقولة إذا قورنت بما كانت تفرضه منها روما وبيزنطية. وبلغت الإيرادات في أيام عبد الرحمن الثالث 12.045.000 دينار ذهبي (أي ما يعادل 75.213.750 دولار أمريكي)-وأكبر الظن أن هذا كان يفوق إيرادات حكومات البلاد المسيحية اللاتينية مجتمعة(41). ولم يكن مصدر هذه الإيرادات هو الضرائب العالية بقد ما كان أثراً من آثار الحكم الصالح، وتقد الزراعة والصناعة، ورواج التجارة '' [2]. كم هو غريب لو أنّنا تأمّلنا هذا الاقتباس الذي هو تصريح من أحد أغزر مؤرّخي القرن العشرين ويل ديورانت، سنجد بأنّه في معرض حديثه عن الحالة الاقتصاديّة للأندلس العربيّة، يقول تماما ما تقوله أنت في معرض حديثك عن فلسطين اليهوديّة، لقد قلتَ بأنّ [ اسرائيل دخلها القومي اكبر من جميع الدول العربية ]، و ها هو ويل ديورانت يردّ عليك بالتعبير نفسه [ وبلغت الإيرادات في أيام عبد الرحمن الثالث 12.045.000 دينار ذهبي (أي ما يعادل 75.213.750 دولار أمريكي)، وأكبر الظن أن هذا كان يفوق إيرادات حكومات البلاد المسيحية اللاتينية مجتمعة ]، فأين حديثك عن عدم تشجيع الحرّيّة الشخصيّة و كونها عائقا للتقدّم الاقتصاديّ من الواقع العربيّ آنذاك؟

'' وكان حكم العرب نعمة وبركة قصيرة الأجل على الزراع من أهل البلاد. ذلك أن الفاتحين لم يبقوا على الضياع التي كبرت فوق ما يجب، والتي كان يمتلكها القوط الغربيون، وحرروا رقيق الأرض من عبودية الإقطاع(43). ولكن القوى التي كانت في هذه القرون تعمل لتثبيت دعائم الإقطاع ظلت تعمل عملها في أسبانيا أيضاً، وإن لقيت فيها من المقاومة أشد مما لقيته في فرنسا؛ فقد امتلك العرب بدورهم مساحات واسعة من الأراضي، وكان يقوم بزرعها مستأجرون قريبو الشبه برقيق الأرض. وكان العبيد يلقون على أيدي المسلمين معاملة أحسن قليلاً مما كانوا يلقونها على أيدي سادتهم الأولين(44). وكان في مقدور العبيد غير المسلمين أن يتحرروا من الرق بمجرد اعتناقهم الإسلام، وكان العرب في معظم الأحوال يتركون أعمال الزراعة إلى أهل البلاد، ولكنهم كانوا يستعينون بأحدث ما ألف من الكتب في علومها، وبفضل توجيههم بلغت هذه العلوم في أسبانيا من التقدم أكثر مما بلغته في أوربا المسيحية(45). واستبدل بالثيران البطيئة الحركة، التي كانت تستخدم حتى ذلك الوقت في جميع أنحاء أسبانيا للحرث والجر، البغال، والحمير، والخيل. وأدى تهجين السلالات الأسبانية والعربية من الخيل إلى وجود الجياد الأصيلة التي كان يمتطيها فرسان العرب وكبليرو Caballero (فرسان) الأسبان. ونقلت بلاد الأندلس الإسلامية من آسية زراعة الرز، والحنطة السوداء ، قصب السكر، والرمان، والقطن، والسبانخ، والأسفرج ، والموز، الكراز، والبرتقال، والليمون، والسفرجل، والليمون الهندي، والخوخ، ونخيل البلح، والتين، والشليك، والزنجبيل، والمر وصناعة الحرير(46). وكانت زراعة الكروم من الأعمال الكبرى في بلاد الأندلس، وإن كان الدين الإسلامي يحرم الخمر. وأحالت حدائق الخضر، وغياض الزيتون، وبساتين الفاكهة مساحات من الأندلس-وخاصة حول قرطبة وغرناطة، وبلنسية-جنات على الأرض. كما استحالت جزيرة ميورقة Mojorca، التي فتحها العرب في القرن الثامن بفضل عملهم بالزراعة وعنايتهم بها فردوساً مليئاً بالفاكهة والأزهار، تشرف عليها أشجار النخيل التي سميت الجزيرة باسمها فيما بعد.
وأغنت مناجم أسبانيا المسلمين بالذهب، والفضة، والقصدير، والنحاس، والحديد، والرصاص، الشب، والكبريت، والزئبق. وكان المرجان يستخرج من البحر على طول سواحل أسبانيا، كما كان اللؤلؤ يصطاد قرب سواحل قطلونية، وكان الياقوت يستخرج من مناجم حول باجة ومالقة. وتقدمت الصناعات المعدنية في البلاد تقدماً عظيماً، فاشتهرت مرسية بمصنوعاتها من الحديد الشبهان، كما اشتهرت طليطلة بالسيوف، وقرطبة بالدروع. وازدهرت كذلك الصناعات اليدوية، فكانت قرطبة تصنع الجلد القرطبي الذي يستخدمه الحذاءون في أوربا المعروفون باسم Cordwaibner نسبة إلى "الجلد القرطبي Cordovan". وكان في قرطبة وحدها 13.000 نساج، واكن المشتون في كل مكان يقبلون على شراء السجاجيد، والوسائد، والسجف الحريرية، والشيلان، والأرائك الأندلسية. ويقول المقري(48) إن ابن فرناس القرطبي اخترع في القرن التاسع الميلادي النظارات، والساعات الدقاقة المعقدة التركيب، كما اخترع آلة طائرة. وكون أسطول تجاري يزيد على ألف سفينة يحمل غلات الأندلس ومصنوعاتها إلى إفريقية وآسية، وكانت السفائن القادمة من مائة ثغر وثغر تزدحم بها مرافئ برشلونة، والمرية، وقرطاجنة، وبلنسية، ومالقة، وقادس، وإشبيلية. وأنشأت الحكومة نظاماً للبريد ينقل رسائلها بانتظام. واحتفظت العملة الرسمية بأجزائها-الدينار الذهبي، والدرهم الفضي، والفلس النحاسي،-بثباتها واستقرارها النسبي، إذا قارناها بعملة العالم المسيحي اللاتيني في أيامها، ولكن هذه النقود الأندلسية أخذت هي الأخرى ينقص وزنها، ونقائها، وقوتها الشرائية.
وسار الاستغلال الاقتصادي في هذه البلاد سيرته في البلاد الأخرى، فاستحوذ العرب أصحاب الضياع الواسعة، والتجار الذين كانوا يعتصرون المنتج والمستهلك على السواء، على خيرات الأرض. وكان معظم الأغنياء يعيشون في الريف في بيوت ذات حدائق، ويتركون المدن الكبرى للبربر، والذين أسلموا من المسيحيين، والمستعربين (غير المسلمين من الأندلسيين الذين أخذوا عن العرب أساليب العيش ولغة الحديث)، وإلى طائفة قليلة العدد من الخصيان، والضباط والحراس الصقالبة، والعبيد خدم البيوت. وأحس الخلفاء في قرطبة بعجزهم عن القضاء على الاستغلال الاقتصادي من غير أن يضعفوا روح المغامرة فوقفوا بين هذا وذاك بتخصيص ربع غلات أرضهم لمعونة الفقراء "[3]. أعتقد بأنّ كلام المؤرّخ أوضح و أفصح من أن أعقّب عليه، و خلاصته على المستوى الاقتصاديّ '' لقد كان حكم العرب '' المسلمين '' نعمة على الأندلس ''.


اجتماعيّا:


أ ـ قطاع الصحّة (البيماريستانات):

و لأنّ التقدّم الاقتصاديّ كما ذكرت سابقا ينعكس على المستوى الاجتماعيّ، فليس من الصعب على القارئ أن يستنتج أنّ مظاهر الرخاء كانت تعمّ البلاد الإسلاميّة في عزّ هذه الحضارة، لذلك صرفت وفرة المال على التعليم و الصحّة و الترجمة، فعمّت البيماريستانات البلاد الإسلاميّة من سمرقند إلى قرطبة، و قد بلغ عددها ما يقارب ال400 بيماريستان '' مستشفى ''، يقول تقي الدين المقريزي '' إن أول بيمارستان قام في العالم الإسلامي كان في مدينة دمشق، بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، عام 88هـ/707م. وإن هذا الخليفة وظف فيه الأطباء وأجرى عليهم الأرزاق. كما أمر بحبس المجذومين فيه لئلا يخرجوا، وأجرى عليهم وعلى العميان والمقعدين الأرزاق. ويروي الطبري، في تاريخه أن الوليد أعطى لكل مقعد خادماً ولكل ضرير قائداً ''. و قد قرأت فيما قرأت بأنّ قرطبة وحدها من بلاد الأندلس كان بها خمسون بيماريستانا، و هذا لا يوجد في الديار الإسلاميّة حتّى في عصرك هذا، فتأمّل و قس! ''وكان المسلمون أول من أنشأ مخازن الأدوية والصيدليات، وهم الذين أنشئوا أول مدرسة للصيدلة، وكتبوا الرسائل العظيمة في علم الأقرباذين. وكان الأطباء المسلمون عظيمي التحمس في دعوتها إلى الاستحمام، وخاصة عن الإصابة بالحميات، وإلى استخدام حمام البخار؛ ولا يكاد الطب الحديث يزيد شيئاً على ما وصفوه من العلاج للجدري والحصبة، وقد استخدموا التخدير بالاستنشاق في بعض العمليات الجراحية؛ واستعانوا بالحشيش وغيره من المخدرات على النوم العميق(43)؛ ولدينا أسماء أربعة وثلاثين بيمارستانا كانت قائمة في البلاد الإسلامية في ذلك الوقت(44)، ويلوح أنها أنشئت فيها خمسة أخرى في القرن العاشر الميلادي، ويحدثنا المؤرخون في عام 918 عن مدير لها في بغداد(45). وكان أعظم بيمارستانات بلاد الإسلام على بكرة أبيها هو البيمارستان الذي أنشئ في دمشق عام 706؛ وفي عام 978 كان به أربعة وعشرون طبيباً. وكان البيمارستانات أهم الأماكن التي يدرس فيها الطب؛ ولم يكن القانون يجيز لإنسان أن يمارس هذه الصناعة إلا إذا تقدم إلى امتحان يُعقد لهذا الغرض ونال إجازة من الدولة. كذلك كان الصيادلة، والخلاقون، والمجبرون يخضعون لأنظمة تضعها الدولة وللتفتيش على أعمالهم. وقد نظم علي ابن عيسى الوزير-الطبيب-هيئة من الأطباء الموظفين يطوفون في مختلف البلاد ليعالجوا المرضى (931)؛ وكان أطباء يذهبون في كل يوم إلى السجون ليعالجوا نزلاءها؛ وكان المصابون بأمراض عقلية يلقون عناية خاصة يعالجون علاجاً يمتاز بالرحمة والإنسانية. غير أن الوسائل الصحية العامة لم تلقَ في معظم الأماكن ما هي خليقة به من العناية، ودليلنا على ذلك أن أربعين وباء اجتاحت في أربعة قرون هذا البلد أو ذاك من بلاد الإسلام.
وكان في بغداد وحدها عام 931 ثمانمائة وستون طبيباً مرخصاً(46). وكانت أجورهم ترتفع بنسبة قربهم من بلاط الخلفاء. فقد جمع جبريل بن بختيشوع طبيب هارون الرشيد، والمأمون، والبرامكة ثروة يبلغ مقدارها 88.800.000 درهم أي نحو (7.104.000 دولار أمريكي). ويحدثنا المؤرخون أنه كان يتقاضى من الخليفة مائة ألف درهم نظير حجامته مرتين في العام. ومثل هذا المبلغ لإعطائه مسهلاً كل نصف عام. وقد نجح في علاج الشلل الهستيري في جارية بأن تظاهر بأنه سيخلع عنها ملابسها أمام الناس. وجاء بعد جبريل في بلاد الإسلام الشرقية عدد من الأطباء كل منهم بعد الآخر، نذكر منهم يوحنا ابن ماسويه (777-857)، الذي درس التشريع بتقطيع أجسام القردة، ومنهم حنين بن إسحق، المترجم، صاحب كتاب العشر مقالات في العين، وهو أقدم كتبا دراسي منظم في طب العيون؛ وعلي بن عيسى أعظم أطباء العيون المسلمين، وقد ظل كتابه تذكرة الكحالين يدرس في أوربا حتى القرن الثامن عشر. " [4].

ب ـ قطاع التعليم:

'' وكان التعليم الأولي يهدف إلى تقوين الأخلاق، والثانوي إلى معرفة العلم. وكان المعلم يجلس مستنداً إلى عمود أو جدار في مسجد، ويلقي دروساً في التفسير والحديث، والفقه، والشريعة. وحدث في وقت غير معروف أن وضعت الحكومة هذه "المدارس الثانوية" تحت إشرافها وتكلفت بالإنفاق عليها. وأضيف إلى المنهاج الديني الأساسي علم النحو، وفقه اللغة، والبلاغة، والأدب، والمنطق، والعلوم الرياضية، والفلك. وكان علم النحو يلقى اهتماماً خاصاً لأن اللغة العربية كانت تعد أقرب اللغات إلى الكمال، وكان استعمالها صحيحة أهم ما يمتاز به الرجل المثقف المهذب. وكان التعليم في هذه المدارس بالمجان. وكان المعلمون والطلاب يتناولون مرتباتهم ونفقاتهم في بعض الأحيان من الحكومة أو من أموال البر والصدقات(5) وكان شأن المعلم في هذه المدارس أعلى من شأن النصوص التي يعلمها ما عدا نصوص القرآن، فكان التلاميذ يدرسون الناس أكثر مما يدرسون الكتب، وكان الطلاب يجوبون أطراف البلاد الإسلامية ليقابلوا معلماً مشهوراً. وكان على كل طالب علم يريد أن تعلو مكانته في بلده أن يسافر إلى مكة، أو بغداد، أو دمشق، أو القاهرة، ليستمع في واحدة منها أو أكثر من واحدة إلى كبار العلماء. وكان من الأسباب التي يسرت انتشار الأدب العربي في بلاد الإسلام المختلفة وجعلته أدباً دولياً واحداً أن لغة التعليم والأدب في جميع البلاد الإسلامية-مهما اختلفت أجناس أهلها-هي اللغة العربية، التي بلغت من سعة الانتشار ما لم تبلغه اللغة اليونانية. فلم يكن الزائر إذا دخل مدينة في أي بلد من بلاد الإسلام يخالجه شك في أنه يستطيع الاستماع إلى محاضرة علمية في مسجد المدينة الأكبر في أية ساعة من ساعات النهار تقريباً. وكان الطالب الجائل في كثير من الأحيان يجد في المدرسة المأوى والطعام مدة من الزمان، فضلاً عن التعليم المجاني(6). ولم تكن المدرسة تمنح درجات علمية، وكل ما كان يبتغيه الطالب أن يحصل على شهادة فردية من الأستاذ الذي حضر عليه تثبت كفايته فيما درسه. وكان الهدف الأعلى للطالب هو تحصيل الأدب بأوسع معانيه-العادات الحسنة، وسمو الذوق؛ وسرعة البديهة، والكياسة والظرف، والمعارف السهلة التي تكون في مجموعها صفات الرجل الكامل المهذب. ولما فتح المسلمون سمرقند (712) أخذوا عن المسيحيين صناعة استخراج عجينة من الكتان وغيرها من النباتات ذات الألياف، ثم تجفيف هذه العجينة بعد صنعها رقائق رفيعة. ودخلت هذه الصناعة في بلاد الشرق الأدنى واستعملت فيه بدل رقائق الجلد في وقت لم يكن نبات البردي قد نسي فيه بعد. وافتتح أول
مصنع للورق في بلاد الإسلام في بغداد عام 794 على يد الفضل بن يحيى وزير هارون الرشيد. ونقل العرب هذه الصناعة إلى صقلية وأسبانيا ومنهما انتقلت إلى إيطاليا وفرنسا. وقبل هذا نجد الورق مستخدماً في بلاد الصين منذ عام 105م، ثم نجده في مكة سنة 707، وفي مصر سنة 800، وفي أسبانيا سنة 950، وفي القسطنطينية سنة 1100، وفي صقلية سنة 1102، وفي إيطاليا سنة 1154، وفي ألمانيا سنة 1228، وفي إنجلترا سنة 1309(7). ويسّرَ هذا الاختراع تأليف الكتب في كل بلد انتقل إليه، ويقول اليعقوبي إنه كان في بغداد على أيامه (891) أكثر من مائة بائع للكتب، كانت حوانيتهم تستخدم، فضلاً عن بيع الكتب، لنسخها، وكتابة الخط المزخرف، كما كانت ندوات أدبية. وكان كثير من الطلاب يحصلون على أرزاقهم بنسخ المخطوطات، وبيعها لتجار الكتب، ونسمع في القرن العاشر الميلادي عن أناس يجمعون توقيعات العظماء وخطوطهم، وعن غواة للكتب يسعون لجمعها ويعرضون أثماناً عالية للمخطوطات النادرة(8). ولم يكن المؤلفون يحصلون على شيء من كتبهم؛ وكانوا يعتمدون في معاشهم على وسائل للرزق أثبت من هذه وأقوى أساساً، أو على هبات الأمراء أو الأثرياء. ذلك أن الأدب والفن كان يُقصد بهما إشباع ذوق طبقة الأشراف من ذوي المال أو الحسب والنسب.
وكانت في معظم المساجد مكتبات، كما كان في معظم المدن دور عامة للكتب تضم عدداً كبيراً منها، وكانت مفتحة الأبواب لطلاب العلم. وكان في مدينة الموصل عام 950 مكتبة عامة أنشأها بعض المحسنين، يجد فيها من يؤمونها حاجتهم من الكتب والورق، وبلغت فهارس الكتب التي اشتملت عليها مكتبة الري العامة عشر مجلدات. وكانت مكتبة البصرة تعطي رواتب وإعانات لمن يشتغلون فيها من الطلاب، وقضى ياقوت الجغرافي في مكتبتي مرو وخوارزم ثلاث سنين يجمع المعلومات التي يتطلبها كتابة معجم البلدان. ولما أن دمر المغول بغداد كان فيها ست وثلاثون مكتبة عامة(9)، فضلاً عن عدد لا يحصى من المكتبات الخاصة، ذلك أنه كان من العادات المألوفة عند الأغنياء أن يقتني الواحد منهم مجموعة كبيرة من الكتب. ودعا سلطان بخارى طبيباً مشهوراً ليقيم في بلاطه فأبى محتجاً بأنه يحتاج إلى أربعمائة جمل لينقل عليها كتبه(10). ولما مات الواقدي ترك وراءه ستمائة صندوق مملوءة بالكتب، يحتاج كل صندوق منها رجلين لينقلاه. "وكان عند بعض الأمراء كالصاحب بن عباد من الكتب بقدر ما في دور الكتب الأوربية مجتمعة"(12). ولم يبلغ الشغف باقتناء الكتب في بلد آخر من بلاد العالم-اللهم إلا في بلاد الصين في عهد منج هوانج-ما بلغه في بلاد الإسلام في القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر. ففي هذه القرون الأربعة بلغ الإسلام ذروة حياته الثقافية. ولم يكن العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند يقلون عن عدد ما فيها من الأعمدة، وكانت إيواناتها تردد أصداء علمهم وفصاحتهم، وكانت طرقات الدولة لا تخلو من الجغرافيين، والمؤرخين، وعلماء الدين، يسعون كلهم إلى طلب العلم والحكمة؛ وكان بلاط مئات الأمراء يرددون أصداء قصائد الشعراء والمناقشات الفلسفية، ولم يكن أحد يجرؤ على جمع المال دون أن يعين بماله الآداب والفنون. وسرعان ما استوعب العرب ذوو البديهة الوقادة ثقافة الأمم التي فتحوا بلادها، وبلغ من تسامح المغلوبين أن أصبحت منهم الكثرة الغالبة من الشعراء، والعلماء، والفلاسفة الذين جعلوا اللغة العربية أغنى لغات العالم في العلوم والآداب. وإن كان العرب الأصليون أقلية صغيرة بين هؤلاء الفلاسفة، والعلماء، والشعراء.
وقد قوى علماء الإسلام في ذلك العهد دعائم الأدب العربي الممتاز بدراساتهم الواسعة للنحو الذي جعل اللغة العربية لغة النطق والقياس، وبما وضعوه من المعاجم التي جمعوا فيها ثروة هذه اللغة من المفردات في دقة ونظام، وبموسوعاتهم ومختصراتهم، وكتبهم الجامعة، والتي جمعت كثيراً من أشتات الآداب والعلوم لولاها لخسرها العالم، وبمؤلفاتهم في النصوص، والأدب، والنقد التاريخي. ولا حاجة بنا إلى ذكر أسماء هؤلاء العلماء الأعلام، وحسبنا أن نعترف بفضلهم ونمجد أعمالهم. '' [5]


ج ـ المرأة:

يعتبر وضع المرأة العربيّة ضمن الحضارة العربيّة الإسلاميّة موضوعا بتولا لا زال ينتظره الكثير من التنقيب و البحث، خصوصا وضع المرأة الأندلسيّة، مع ما بين المرأة العربيّة في الشرق و العربيّة في الغرب من اختلاف في وضعهما الاجتماعيّ. لدينا شواهد كثيرة على أنّ وضع المرأة العربيّة في الأندلس كان يتّسم بالكثير من الحرّيّة و الاستقلاليّة الفكريّة و حتّى المادّيّة، حتّى لقد قال لسان الدين ابن الخطيب في وصف نساء غرناطة من عوام الشعب '' وحريمهم [أي أهل غرناطة] حريم جميل، موصوف بالسحر وتنعم الجسوم واسترسال الشعور، ونقاء الثغور، وطيب النشر، وخفة الحركات، ونبل الكلام، وحسن المجاورة، إلا أن الطول يندر فيهن. وقد بلغن من التفنن في الزينة لهذا العهد والمظاهرة بين المصبغات، والتنفيس بالذهبيات والديباجيات، والتماجن في أشكال الحلى إلى غاية نسأل الله أن يغض عنهن فيها عين الدهر ويكفكف الخطب، ولا يجعلها من قبيل الابتلاء والفتنة، وأن يعامل جميع من بها بستره ولا يسلبهم خفي لطفه بعزته وقدرته" [6]، فتعاطي الزينة و إرسال الشعر لم يكن مقصورا على ولّادة كما ترى، بل إنّه قد فشى في عوام النساء الأندلسيّات حتّى استغفر لسان الدين بن الخطيب نيابة عنهنّ لما رأت عينه منهنّ، و قد كان اختلاط النساء بالرجال في المجتمع الأندلسيّ أمرا شائعا، يقول ابن الخطيب مجدّدا في استقبال سلطان غرناطة أبي الحجّاج يوسف بن نصر حيث '' اختلط النساء بالرجال، والتف أرباب الحجا بربات الحجال، فلم نفرق بين السلاح والعيون الملاح، ولا بين حُمْر البنود وحُمْر الخدود '' [7] و هنا نستنتج أنّ المرأة كان حاصلة على قدر محترم من الحرّية في مجتمع دينه الرسميّ هو الإسلام، في مجتمع يقدّس قرءَانا يأمر النساء بالتحجّب و الاعتكاف في البيت. و أضيف إلى ما سبق بعض ما ورد في طوق الحمامة لابن حزم، و هو كتاب يصف فيه أخبار نساء الأندلس و أسرارهنّ، و إن أنت قرأته ستدخ إلى تفاصيل و أزقّة الأندلس حتّى ليبدو لك الأندلس صورة أمام ذهنك بادية، تأمّل معي هذا المقتطف الأدبيّ الرائع

'' حدثني صاحبنا أبا بكر (...) أن يوسف بن هارون الشاعر المعروف بالرمادي كان مجتازاً عند باب العطارين بقرطبة، وهذا الموضع كان مجتمع النساء، فرأى جارية أخذت بمجامع قلبه وتخلل حبها جميع أعضائه، فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها وهي ناهضة نحو القنطرة(...)، نظرت منه منفرداً عن الناس لا همة له غيرها فانصرفت إليه فقالت له: مالك تمشي ورائي؟ فأخبرها بعظيم بليته بها. فقالت له: دع عنك هذا ولا تطلب فضيحتي فلا مطمع لك في النية ولا إلى ما ترغبه سبيل فقال: إني أقنع بالنظر. فقالت: ذلك مباح لك، فقال لها: يا سيدتي: أحرة أم مملوكة؟ قالت: مملوكة. فقال لها: ما اسمك؟ قالت: خلوة. قال: ولمن أنت؟ فقالت له: علمك والله بما في السماء السابعة أقرب إليك مما سألت عنه، فدع المحال. فقال لها: يا سيدتي، وأين أراك بعد هذا؟ قالت: حيث رأيتني اليوم في مثل تلك الساعة من كل جمعة. فقالت له: إما أن تنهض أنت وإما أنا، فنهضت نحو القنطرة ولم يمكنه أتباعها، يقول: فوالله لقد لازمت باب العطارين والربض من ذلك الوقت إلى الآن فما وقعت لها على خبر ولا أدري أسماء لحستها أم أرض بلعتها، وإن في قلبي منها لأحر من الجمر. '' [8]


و لم تتقصر مظاهرة حرّيّة المرأة على حقّ الخروج إلى الأسواق و المكتبات و الوقوع في الحبّ سرّا، بل تجاوز الأمر إلى حرّيّة الكتابة و الاشتغال بالعلوم كالطبّ و الكيمياء، مثل مريم الأصطرلابيّ و عائشة بنت أحمد القرطبيّة و إشراق الأندلس و عابدة المدينة و الطبيبة أمّ عمر بنت أبي مروان بن زهر و مسعودة الوزكتية و فاطمة بنت المنذر و كذا عالمة الفلك و الرياضيات فاطمة المجريطيّة صاحبة '' تصحيحات فاطمة '' و غيرها الكثير من الكتب في الرياضيات و الجبر، هذا إضافة إلى عالمة الرياضيات لبنى القرطبيّة و التي قيل عنها أنّها كانت تعلّم الرياضيات للأطفال حينما تسير في أزقّة الأندلس ، وبناء على بحث إحصائي دقيق توصل باحث إسباني إلى جمع أسماء حوالي 116 امرأة عالمة في الأندلس وحدها [9] . رقم جدير بالانتباه، ففي فترة كانت المسيحيّون يقتلون هيباتا الإسكندريّة و يقشّرون لحمها بالصدف و يجرّونها من شعرها حتّى الموت لأنّها كانت كاتبة و فيلسوفة، و في وقت كانت فيه الكنيسة المسيحيّة تحرق الأروبّيات بتهمة السحر، و في وقت كانت في المرأة الأروبّيّة في حاجة إلى اسم رجلٍ لكي تنشر كتبها مثل جورج إليوت، كانت المرأة العربيّة تكتب بأريحيّة كبيرة، و لم يحدث أن وصلتنا قصّة عن فتاة أحرقت بتهمة تعاطي الكتابة أو بسبب كونها مشتغلة بالعلم.

ثقافيّا:


أ ـ العلوم:

لقد كان بنو أمية حكماء إذ تركوا المدارس الكبرى المسيحية، أو الصابئية، أو الفارسية، قائمة في الإسكندرية، وبيروت، وإنطاكية، وحران، ونصيبين، وغنديسابور لم يمسوها بأذى، وقد احتفظت هذه المدارس بأمهات الكتب في الفلسفة والعلم، معظمها في ترجمة السريانية. واستهوت هذه الكتب المسلمين العارفين باللغتين السريانية واليونانية، وما لبثت أن ظهرت ترجماتها إلى اللغة العربية على أيدي النساطرة المسيحيين أو اليهود. وشجع الأمراء من بني أمية وبني العباس هذه الاستدانة العلمية المثمرة، وأرسل المنصور، والمأمون، والمتوكل الرسل إلى القسطنطينية وغيرها من المدن الهلنستية-وأرسلوهم في بعض الأحيان إلى أباطرة الروم أعدائهم الأقدمين-يطلبون إليهم أن يمدوهم بالكتب اليونانية، وخاصة كتب الطب أو العلوم الرياضية. وبهذه الطريقة وصل كتاب إقليدس في الهندسة إلى أيدي المسلمين. وأنشأ المأمون في بغداد عام 830 بيت الحكمة وهو مجمع علمي، ومرصد فلكي، ومكتبة عامة، وأنفق في إنشائه مائتي ألف دينار (نحو 950.000 ريال أمريكي). وأقام فيه طائفة من المترجمين وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال. ويقول ابن خلدون(20) إن الإسلام مدين إلى هذا المعهد العلمي باليقظة الإسلامية الكبرى التي اهتزت بها أرجاؤه والتي تشبه في أسبابها- وهي انتشار التجارة وإعادة كشف كنوز اليونان- وفي نتائجها- وهي ازدهار العلوم والفنون- نقول إنها تشبه في أسبابها ونتائجها النهضة الأوربية التي أعقبت العصور الوسطى.

ودامت هذه الأعمال، أعمال الترجمة المخصبة المثمرة، من عام 750 إلى 900، وفي هذه الفترة عكف المترجمون على نقل أمهات الكتب من السريانية، واليونانية، والفهلوية، والسنسكريتية. وكان على رأس أولئك المترجمون المقيمين في بيت الحكمة طبيب نسطوري هو حنين ابن إسحق (809-873). وقد ترجم وحده-كما يقول هو نفسه-إلى اللغة السريانية مائة رسالة من رسائل جالينوس ومدرسته العلمية، وإلى اللغة العربية تسعاً وثلاثين رسالة أخرى. وبفضل ترجمته هذه نجت بعض مؤلفات جالينوس من الفناء. وترجم حنين فضلاً عن تلك الرسائل السالفة الذكر كتب المقولات (ويذكره العرب باسم قاطيغورياس) والطبيعة، والأخلاق الكبرى لأرسطو،وكتب الجمهورية، وطيماوس، والقوانين لأفلاطون؛ وعهد أبقراط، وكتاب الأقرباذين لديوسقريدس Dioscorides. وكتاب الأربعة لبطليموس، وترجم العهد القديم من الترجمة السبعينية اليونانية. وكاد المأمون أن يفلس بين المال حين كافأ حنين على عملهِ هذا يمثل وزن الكتب التي ترجمها ذهباً. ولما ولي الخلافة المتوكل عينه طبيباً لبلاطهِ، ولكنه زج به سنة في السجن حين أبى أن يركب له دواء يقضي به على حياة عدو له مع أن الخليفة أنذره بالموت إن لم يفعل. وكان ابن إسحق بن حنين يساعد أباه في أعمال الترجمة، ونقل هو إلى اللغة العربية من كتب أرسطو كتب الميتافيزيقا، والنفس، وفي توالد الحيوانات وفسادها كما نقل إليها شروح الإسكندر الأفروديسي، وهو كتاب له أثر كبير في الفلسفة الإسلامية.
ولم يحل عام 850 بعد الميلاد حتى كانت معظم الكتب اليونانية القديمة في علوم الرياضة، والفلك، والطب قد ترجمت إلى اللغة العربية. وعن طريق الترجمة العربية أطلق اسم المجسطي على كتاب بطليموس في الفلك، وبفضل الترجمة العربية دون غيرها بقيت للعالم المقولات 5،6،7 من المخروطات لأبولونيوس البرجاوي Apollonius of Perga وكتاب الحيل لهيرو الإسكندري وكتاب الخصائص الآلية للهواء والغازات لفيلون البيزنطي.

وإن انتقال العلوم والفلسفة انتقالاً مستمراً من مصر، والهند، وبابل، عن طريق بلاد اليونان وبيزنطية، إلى بلاد الإسلام في الشرق وفي أسبانيا، ومنها إلى شمالي أوربا وأمريكا، نقول إن هذا الانتقال لمن أجل الحوادث وأعظمها شأناً في تاريخ العالم. لقد كانت علوم اليونان حية في بلاد الشام حين أقبل عليها العرب فاتحين، وإن كانت هذه العلوم قد ضعف شأنها بسبب ما أكتنفها قبلئذ من غموض وما ساد البلاد من فقر وفساد في الحكم. وكان الراهب سفيرس سبخت Severus Sobokht رئيس دير قنسرين إحدى مدن أعالي الفرات يكتب باليونانية رسائل في الفلك، ويذكر لأول مرة الأرقام الهندية في خارج بلاد الهند (662). لقد ورث المسلمون عن اليونان معظم ما ورثوه من علوم الأقدمين، وتأتي الهند في هذا في المرتبة الثانية بعد بلاد اليونان. ففي عام 773 أمر المنصور بترجمة السدهنتا وهي رسائل هندية في علم الفلك يرجع تاريخها إلى عام 425 ق.م. وربما كانت هذه الرسائل هي الوسيلة التي وصلت بها الأرقام "العربية" والصفر من بلاد الهند إلى بلاد الإسلام(21). ففي عام 813 استخدم الخوارزمي الأرقام الهندية في جداوله الرياضية؛ ثم نشر في عام 825 رسالة تعرف في اللاتينية باسم Algoritmi de numero Indorum "أي الخوارزمي عن أرقام الهنود". وما لبث لفظ الجورثم أو الجورسم أن أصبح معناه طريقة حسابية تقوم على العدّية العشرية. وفي عام 976 قال محمد بن أحمد في مفاتيح العلوم إنه إذا لم يظهر في العمليات الحسابية رقم في مكان العشرات وجب أن توضع دائرة صغيرة لمساواة الصفوف(22). وسمى المسلمون هذه الدائرة "صفراً" أي خالية ومنها اشتقت الكلمة الإنجليزية Cipher؛ وحور العلماء اللاتين لفظ صفر Sifr إلى Zephyrum ثم اختصره الطليان إلى Zero.
ويدين علم الجبر، الذي نجد أصوله في مؤلفات ديوفانتوس Diophantus اليوناني من رجال القرن الثالث، باسمه إلى العرب، الذين ارتقوا بهذا العلم الكاشف للخبايا الحلال للمعضلات. وأبرز الشخصيات في هذا الميدان العلمي هي شخصية محمد بن موسى (780-850) المعروف بالخوارزمي نسبة إلى مسقط رأسه في خوارزم (خيوة الحديثة) الواقعة شرقي بحر الخرز؛ وقد كتب الخوارزمي رسائل قيمة في علوم خمسة: كتب عن الأرقام الهندية، وجمع أزياجاً فلكية، ظلت قروناً كثيرة بعد أن روجعت في بلاد الأندلس الإسلامية هي المعمول بها في جميع البلاد الممتدة من قرطبة إلى شنغان في الصين؛ وهو الذي وضع أقدم الجداول المعروفة في حساب المثلثات، واشترك مع تسعة وثلاثين من العلماء في وضع موسوعة جغرافية للخليفة المأمون، وأورد في كتابه حساب الجبر والمقابلة حلولاً تحليلية وهندسية لمعادلات الدرجة الثانية. ولقد ضاع الأصل العربي لهذا الكتاب، لكن جرارد الكريمونائي Gerard of Cremona ترجمة في القرن الثاني عشر، وظلت ترجمته تدرس في الجامعات الأوربية حتى القرن السادس عشر، ومنه أخذ الغرب كلمة الجبر وسموا بها ذلك العلم المعروف. واشتهر ثابت بن قرة (826-901)، فضلاً عما ترجمه من الكتب الكثيرة، بمؤلفاته في الفلك والطب، وأصبح أعظم علماء الهندسة المسلمين وارتقى أبو عبد الله البتاني (850-929) وهو رجل صابئي من الرقة يعرف عند الأوربيين باسم البتجنس Albategnus، بعلم حساب المثلثات إلى أبعد من مبادئه التي كان عليها في أيام هبارخوسن وبطليموس، وذلك حين استبدل المثلثات بالمربعات في حل المسائل، واستبدل جيب الزاوية بالقوس كما كان يفعل هبارخوس. واستخدم المأمون جماعة من الفلكيين ليرصدوا الأجرام السماوية ويسجلوا نتيجة هذه الأرصاد، وليحققوا كشوف بطليموس الفلكي، ويدرسوا كلف الشمس. واتخذوا كرية الأرض أساساً بدءوا منه بقياس الدرجة الأرضية بأن رصدوا موضع الشمس من تدمر وسنجار في وقت واحد. وتوصلوا من هذا الرصد إلى تقدير الدرجة بستة وخمسين ميلاً وثلثي ميل-وهو تقدير يزيد بنصف ميل على تقديرنا في الوقت الحاضر ومن هذه النتائج قدروا محيط الأرض بما يقرب من عشرين ألف ميل. ولم يكن هؤلاء الفلكيون يقبلون شيئاً إلا بعد أن تثبته الخبرة والتجارب العلمية، وكانوا يسيرون في بحوثهم على قواعد علمية خالصة، وكتب أحدهم -الفرغاني من أهل فرغانة وهي ولاية وراء جيحون (حوالي عام 860)-كتاباً في الفلك ظل مرجعاً تعتمد عليه أوربا وغربي آسية سبعمائة عام. وأوسع منه شهرة البتاني الذي ظل واحداً وأربعين عاماً يقوم بأرصاد فلكية اشتهرت بدقتها واتساع مداها. وقد وصل بهذه الأرصاد إلى كثير من "المعاملات" الفلكية تمتاز بقربها العجيب من تقديرات هذه الأيام-منها تقديره زيوح الاعتدالين بـ 54.5ً في العام، وميل مستوى الفلك بـ55َ23ْ(23). منهم أبو الوفا الذي كان يعمل تحت رعاية سلاطين بني بويه الأولين حكام بغداد والذي كشف (كما يقول سادلو Sadilot وإن كان قوله لا يزال مثاراً للجدل) الانحراف الثالث للقمر قبل أن يكشفه تيخو براهي Tycho Brahe بستمائة عام(24). وقد أقيمت للفلكيين المسلمين آلات غالية الثمن لم تقتصر على الإسطرلاب، والكرات ذوات الحلق التي كانت معروفة لليونان الأقدمين، بل كانت تشمل كذلك آلات لقياس الزوايا يبلغ نصف قطرها ثلاثين قدماً، وآلات سدس نصف قطرها ثمانون قدماً. وقد أدخل المسلمون. على الإسطرلاب تحسينات كثيرة ... '' [10] .


ب ـ الفنّ:

الموسيقى حرامٌ في الإسلام بإجماع المذاهب الأربعة، لكنّ ويل ديورانت يقول '' إن المنزلة التي بلغتها الموسيقى بجميع فروعها عند العرب لتُزري بمنزلة هذا الفن في تاريخ أي بلد آخر ''. و هذه وحدها مقولة تكفي لتبيّن لك مقدار إقبال أو إحجام العرب على هذا الفنّ المحرّم في دينهم، إذ أنّ المدارس الموسيقيّة قد تعدّدت و ظهرت فنون تمزج بين الشعر العربيّ و الموسيقى كالموشّحات و غيرها، و ظهر علماء موسيقيّون عظام كزرياب القرطبيّ، و تمّ تطوير الآلات الموسيقيّة جميعا حتّى بلغت عدد الآلات الموسيقيّة التي عرفها العرب مائة آلة '' وكان عند العرب آلات موسيقية تبلغ المائة عدّ أشهرها العود، والقيثارة، والبندور، والسنطير، والناي، ويقويها في بعض الأحيان البوق، والدف، والصنج، والرق، والطبل. وكان العود على أنواع وأحجام كثيرة لا تقل عن الأثني عشر؛ وكان الكبير منها يسمى القيثارة. وعن العرب أخذت كلمتا Iute, Guilar. وكان القوس يستعمل للعزف على بعض الآلات الوترية، وكان الأرغن بنوعيهِ الهوائي والمائي معروفاً عند العرب ''.


الخلاصة:


الحضارة العربيّة الإسلاميّة كانت حضارة عَلمانيّة في جوهرها، لكنّها ظلّت إسلاميّة على المستوى الرسميّ، و على الرغم من كلّ التقديس الذي أحيطت به النصوص القرءَانيّة المتخلّفة، فإنّ هذا التقديس لم يصل إلى حدّ الممارسة أبدا، و هذا كما ذكرنا سابقا لأسباب معلومة، فتجاهل القرءَان أتى بسبب الرفاه الاقتصاديّ و الاجتماعيّ الذي عاشه سكّان الإمبراطوريّة العربيّة. يقول مهدي عامل في كتابه '' إن سبب التخلف في العالم العربي ليس ببقاء ماضينا في حاضرنا بل هو بسبب حاضرنا الذي يجعل ماضينا يبقى فينا ''[11]، و هنا تلخيص للفكرة التي ردّدتها مرارا، و هي أنّ واقعنا المتخلّف هو الذي يجعلنا نهرب نحو ماضينا ( الإسلام ) و ليس العكس، و أقوى دليل هو ما أوردتُه أعلاه، فالعرب سارعوا إلى ترك الدين على مستوى الممارسة، و عاشوا دولة مدنيّة بامتياز بمقاييس ذلك الزمان. فأين تحريم الإسلام للموسيقى من واقع الموسيقى العربيّة آنذاك؟ و أين تحريم الإسلام لسفور المرأة و خروجها من واقع المرأة العربيّة آنذاك؟ و أين تحريم الفلسفة من وجود أكثر من مائة حلقة علميّة في القاهرة وحدها في ساعة واحدة؟ و أين تحريم الخمر من صناعة الخمر في الديار الإسلاميّة؟ و أين الدعوة إلى قتل الأقليّات من انتشار هذه الأقليات و عيشها في دولتها وجها لوجه أمام الأغلبيّة المسلمة؟

لقد سألتك هذه الأسئلة سابقا، و كان جوابك أنّ هؤلاء الفلاسفة و الشواعر كانوا أقليّة، والجواب أتاك بالأرقام و الإحصائيّات أنّهم كانوا بالآلف نساء و رجالًا، عربا و فرسا و يهودا و مسيحيّين و تركا، عوامّا و خواصّا، و هكذا لا يبقى لاعتراضك السابق معنى إذا أفرغته من معناه.



2_التخلّف ليس حكرا على المسلمين:







توضّح الخارطة أعلاه قائمة الدول المتخلّفة ( النامية ) بالأزرق إلى جانب الدول المتقدّمة ( أحمر و برتقاليّ ) أو ما يصطلح عليه اقتصاديّا بدول الشمال و دول الجنوب. الذي قام به الأستاذ إبراهيم هو كالتالي: تأمّل الخارطة جيّدا و استنتج بأنّ جميع الدول المسلمة موجودة في خطّ الجنوب، و هذا يعني أنّ التخلّف مشترك بين الدول الإسلاميّة، و ما دام الإسلام هو الشيء المشترك بين جميع هذه الدول، فقد استنتج بأنّ العامل الذي يقف وراء تخلّف هذه الدول هو الإسلام. إنّه منطق خاطئ جدّا يجلب علينا نتائج كارثيّة إذا تتبّعناه، فنقول أيضا: كلّ الدول الإفريقيّة متخلّفة، الشيء المشترك بينها هو القارّة الإفريقيّة ( الجغرافيا )، إذن فالسبب وراء تخلّف الدول الإفريقيّة هو العامل المشترك بينها، ألا و هو القارّة الإفريقيّة، و من أجل أن نتقدّم، علينا أن نغيّر القارّة. طبعا هذا منطق خاطئ يوضّح الخطأ الذي بني عليه منطق الأستاذ إبراهيم، فالسبب وراء كون جميع الدول المسلمة متخلّفة هو وجودها في خطّ دول الجنوب المتخلّفة، حيث تتوافر العوامل السابق ذكرها، و الدليل إضافة إلى ما سبق، هو أنّك لو أخذت دولة ذات غالبيّة مسلمة و وضعتها في قلب دول الشمال، فلن تستطيع القول بأنّ الإسلام هو السبب في تخلّفها، و نحن لحسن الحظّ نمتلك دولة مثل هذه، و هي دولة كوسوفو المتخلّفة، و هي ذات غالبيّة مسلمة بنحو 90% من مجموع السكّان، و هذه الدولة توجد في قلب جنوب شرق أروبّا و هي دولة متخلّفة اقتصاديّا مقارنة بدول غرب أروبّا، فيا ليت الأستاذ إبراهيم يتقدّم و يشرح لنا أسباب تخلّف هذه الدولة المسلمة، و هل هو بسبب كون غالبيّة شعبها مسلما، أم بسبب عوامل سياسية عسكريّة اقتصاديّة معروفة لدى الاقتصاديّيين...

كذلك لا أعرف إن كان الأستاذ قد لاحظ بأنّ العقيدة المسيحيّة و التي ينفي أن تكون وراء تخلّف الأروبيّين هي نفسُها العقيدة السائدة في دول أميركا الجنوبيّة، و هي دول متخلّفة طبعا، فكيف يستطيع أن يفسّر لنا هذه المفارقة؟ إذا كان الدين سببا من أسباب التخلّف، فكيف نجد عقيدة واحدةً تنتشر في بلدين أحدهما متقدّم و الآخر متخلّف؟ هل مسيحيّة أمريكا الجنوبيّة متخلّفة و مسيحيّة أروبّا غير متخلّفة؟


اقتباس:
من مظاهر تخلف الشعوب المسلمة، هو عدد الحاصلين على جائزة نوبل: [2,3,4] من الملاحظ مثلا، فقط مسلم واحد حصل على جائزة نوبل في الفيزياء، والكمياء.. لا يوجد مسلم حصل عليها في الاقتصاد مثلا... ولكن عدد كبير من اليهود حصل على جائزة نوبل في الفيزياء والكمياء والاقتصاد، وكذلك الهندوس...

ناقش الأستاذ المسيري هذه النقطة في كتابه '' اليد الخفيّة '' بشكل مفصّل و ردّ عليها. الأستاذ إبراهيم يعتقد بأنّ اليهوديّة عامل يساعد على تحصيل جوائز نوبل، في حين أنّ الإسلام عامل معيق، و هذا دائما تفسير خاطئ جدّا، فالأستاذ إبراهيم يتناسى بأنّ اليهود الحاصلين على جوائز نوبل هم من يهود الدول المتقدّمة حصرا مثل يهود ألمانيا و فرنسا و أميركا و بريطانيا و النمسا، فهم يحصلون على جائزة نوبل لأنّهم ألمان أو نمساويّون و ليس لأنّهم يهود، و الدليل هو أنّك لا تستطيع أن تأتيني باسم يهوديّ واحد حصل على جائزة نوبل من يهود إيثيوبيا '' الفلاشه '' كما لا تستطيع أن تأتيني باسم يهوديّ واحد حصل على نوبل من يهود الأوبلاست في روسيا، و السبب هو أنّ يهود إيثيوبيا متخلّفون لأنّهم إيثيوبيون في آخر المطاف، و الإيثيوبيّون متخلّفون لأنّهم يعيشون في دولة عديمة الاقتصاد الوطنيّ.



اقتباس:
هل النظام الحاكم المستبد العادل (benevolent dictator) هل الحل؟
كما تقدم، لدينا في مصر نظام عبد الناصر وفي إيران محمد مصدق، وغيرهم من النظم الشمولية، ولكن هل قدموا حلول؟ هل أحدثوا تغير في حياة المواطنين؟
أنا لم أدعُ إلى دولة '' الاستبداد المستنير '' Despotisme Eclairé ، و محمّد مصدق لم يكن مستبدّا بل تمّ انتخابه في انتخابات ديموقراطيّة و هو يختلف تماما عن جمال عبد الناصر في طريقة وصوله إلى الحكم، لذلك كتبت إلى جانب عبد الناصر جملة ( إلى حدّ ما ) للإشارة إلى تحفّظي عليه.

صراحة أستغرب منك اعتبار محمّد مصدق ديكتاتورا في حين أنّه الرئيس الوحيد الذي انتخب ديموقراطيّا في إيران، و كيف تعتبر شاه إيران السفّاح مثالا على الديموقراطيّة، و معروف جدّا أنّ شاه إيران قد نصّبته الولايات المتّحدة و بريطانيا خصّيصا للمحافظة على مصالحها في المنطقة: النفط بشكل أساسيّ، و حينما تمّ انتخاب محمّد مصدق بغالبيّة ساحقة برلمانيّا رئيسا للوزراء، قام بعد يومين بتأميم شركة النفطة الفارسيّة لصالح الشعب، و في ذلك يقول:

'' لم نتوصل إلى أي نتائج مع الدول الأجنبية بعد سنوات طويلة من المفاوضات... فعائدات النفط تمكننا من تحقيق كامل الميزانية وأن نكافح الفقر والمرض والتخلف. هناك اعتبار آخر مهم هو أنه عدما نقضي على قوة تلك الشركة البريطانية، فإننا نقضي على الفساد والتآمر التي تأثرت بسببها شؤون بلدنا الداخلية. فعندما نوقف تلك الوصاية نهائيا فإن إيران تكون قد حققت استقلالها الاقتصادي والسياسي. فالدولة الإيرانية تفضل أن تتولى بنفسها إنتاج نفطها، أما الشركة فلا يجب عليها فعل شيء سوى إرجاع الممتلكات إلى أصحابها الشرعيين. فقانون التأميم ينص على تخصيص 25٪ من أرباح النفط الصافية لتلبية جميع مطالب الشركة المشروعة للحصول على تعويض. ''

إلى جانب قرار تأميم شركة النفطة الفارسيّة، قام محمّد مصدق باستصلاح الأراضي و توزيعها على فقراء الفلّاحين و إلغاء الإقطاعيّة لصالح صغار الفلّاحين و ما إلى ذلك من الخطوات التي تخدم غالبيّة الشعب، فما كان من بريطانيا و أميركا إلّا أن أرسلتا كيرميت روزفلت العميل ليقوم بمساعدة معارضيه محمّد بالانقلاب عليه و افتعال المظاهرات في عمليّة '' أجاكس '' المشتركة بين البلدين، بعدها مباشرة تمّت إعادة الشاه الذي قام بإلغاء قرار التأميم و إصلاح الأراضي، ليعود الشعب إلى فقره السابق و جوعه من أجل عيون البريطانيّين و شركاتهم اللعينة.

كلّ هذه الخطوات مذكورة في كتاب '' الاغتيال الاقتصاديّ للأمم '' للقرصان الاقتصاديّ السابق جون بيركنز، و ليست أسرارا أكشفها للمرّة الأولى، و قد اعترفت بريطانيا و أميركا لاحقا بأنّ قامت بالإطاحة بمحمّد مصدق.

الأستاذ إبراهيم يختار أن يسمّي محمّد مصدق ديكتاتورا و عميلا لأميركا لأنّه خدم الشعب و انتخب ديموقراطيّا، في حين يختار أن يسمّي شاه إيران السفّاح و مجوّع شعبه و الذي تمّ تنصيبه من طرف أميركا بالحاكم الديموقراطيّ. اعذرني و لكنّني لا أفهم لغتك و لا أجيد التحدّث بها.


اقتباس:
Miles Copeland [5] كان يحب وصف جمال عبد الناصر بالعميل المستقل. بمعني لقد كانت المخابرات الأمريكية تلعب به، تجعله يفعل ما يريدون،
مجدّدا إذا كانت أميركا تجعل جمال عبد الناصر يفعل ما يريد، فلماذا لم تنجح في منعه من تأميم قناة السويس؟ و لماذا شنّت بدل ذلك عدوانا ثلاثيّا على الشعب المصريّ الذي كان يستفيد من هذه الخطوة؟


اقتباس:
أيضا المخابرات الأمريكية نجحت في خلع كل حاكم مستبد عادل، في تشيلي نجد Salvador Allende تمت الإطاحة به ووضع بينوشية.. في الحقيقة تلك الأنظمة هي لعبة في يد المخابرات الامريكية، وكان ميليز دائما السخرية منها في كتابة لسهولة التعامل معلها وكان يصنفها من شمال افريقي، الي جنوب امريكي...

صراحة لا أعرف عمّا تتحدّث، إذا كنت تجعل حافظ الأسد و سيلفادور الليندي و محمّد مصدق و جمال عبد الناصر في خانة واحدة علما بأنّ بعضهم وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب و الآخر وصل عن طريق انتخابات ديموقراطيّة، فلا أعرف مجدّدا كيف أردّ عليك. كذلك أنت تذكر و تعرف جيّدا دور المخابرات الأجنبيّة في الإطاحة برؤساء وطنيّين أرادوا خدمة الشعب، لكنّك مع ذلك لا تعتبر أميركا سببا من أسباب تخلّفنا، فمع أنّها السبب وراء اغتيال عمر توريخوس المنتخب ديموقراطيّا في سنة 1981 لأنّه رفض بيع قناة بنما لشركاتها الخاصّة، و مع أنّ أميركا هي السبب وراء اختيال خايمي رولدوس رئيس الإكودور المنتخب ديموقراطيّا في سنة 1981 لأنّه رفض إعطاء الشركات الأمريكيّة حقّ التنقيب على النفط في الإكوادور بدون التعهّد بالقضاء على الفقر في الشعب الإكوادوريّ، و مع أنّ أميركا هي السبب وراء قصف شعب الإكوادور حينم رفض خلفه نورويجا بيع نفط بلاده للشركات الأمريكيّة بحجّة أن نوروجيا بائع مخدّرات، و مع أنّ أميركا هي التي أسقطت نظام مصدق المنتخب ديموقراطيّا، و مع أنّ أميركا هي التي أسقط سيلفادور الليندي، و مع أنّها هي التي أسقطت آربينيز، و مع أنّها هي أطاحت بجميع الرؤساء الذين انتخبوا ديموقراطيّا في أمريكا الجنوبيّة لمجرّد أنّهم رفضوا بيع ثروات بلادهم لشركات أميركا، على الرغم من كلّ هذا، ترفض أن تعتبر أميركا سببا من أسباب تخلّف العالم الثالث و المسلمين، و تفضّل بدل ذلك أن تلقي باللوم على انعدام الحرّية الشخصيّة في القرءَان و الذي لا يأبه له أحد. أقترح عليك أن تقرأ كتاب '' اعترافات قرصان اقتصاديّ '' لجون بركينز لتعلم دور أميركا في تخلّف شعوب العالم الثالث و السبب الحقيقيّ لرغبتها في إبقاء هذه الشعوب متخلّفة و مدينة للولايات المتّحدة، أمّا إذا كنت تعرف دور أميركا مسبقا في هذا التخلّف كما هو واضح من كلامك، فالرجاء أن تذكر أميركا كأحد عوامل تخلّف العالم الثالث بدل أن التطبيل لعملائها من قبيل شاه إيران السفّاح.



اقتباس:
لا يوجد من التاريخ او الأحداث ما يؤكد بنجاح اية نظام ديكتاتور عادل.. كل تلك الأنظمة تنتهي بالفشل، ووقوعها فريسة سهلة في يد المخابرات الأجنبية، وتؤدي في النهاية الي احتكار طبقة معينة على الاقتصاد والسياسة، وهذا يؤدي الي فشل النظام والتخلف الاقتصادي والسياسي نتيجة لانعدام الكفاءة..
و بدل الدعوة إلى إلغاء المخابرات الأجنبيّة و إسقاط الأنظمة الإمبرياليّة الغربيّة المتسبّبة في كلّ هذا الإرهاب و عملائها في بلادنا مثل شاه إيران الذي طالما صفّقت له، تقترح أنّ السبب هو '' انعدام الحريّة الشخصيّة '' في القرءَان؟


اقتباس:
نعم من الملاحظ بان طبقة الأغنياء او الحكام في الدول الإسلامية تختلف عن باقي الشعب.. هذا ليس بحديث، في طوال عهد الحضارة الإسلامية التدين كان خاص بالفقراء.. نجد الامويين، استغلوا الإسلام لبناء امبراطورية، ولكن لم يكونوا مؤمنين بها.. في الحقيقة هذا ليس شيء خاص بالإسلام: [1] نلاحظ معظم الدول الفقيرة متدينة.. لكن المهم، هل من الممكن الخروج من دائرة الفقر للدول الإسلامية بدون تغير الإسلام بحيث يسمح بالحرية الفردية؟

هذا دوران في نفس الدائرة، أنت تعترف بأنّ الدين ملجأ جيّد للفقراء لأنّه لا ملجأ لهم، إذن لماذا لا تقترح إزالة الفقر فيزول الدين بشكل أوتوماتيكيّ؟ أمّا السعوديّة، فالدين فيها ليس مرتبطا بالفقر وحده مثل باقي الدول، بل هو مرتبط بطبيعة النظام السياسيّ الطائفيّ الذي يشرعن وجوده على أسس دينيّة، لذلك لا يمكن زوال الدين من السعوديّة لمجرّد أنّها دولة غنيّة، بل يجب إزالة النظام السياسيّ الطائفيّ المبنيّ على شرعيّة دينيّة، ضع هناك نظاما علمانيّا و ستحصل على تقدّم، حتّى لو بقي الشعب مسلما، المهمّ أن يكون نظاما علمانيّا وطنيّا.


خلاصة المداخلة:



1 ـ الدول العربيّة كانت دولا متقدّمة مع أنّها لم تتخلّ شكليّا عن الدين الإسلاميّ.

2 ـ في فترات الرفاه الاقتصاديّ يتخلّى الإنسان عن الدين، لذلك تخلّت الشعوب المسلمة عن الإسلام في فترات الرفاه الاقتصاديّ و عاشت حياة علمانيّة إلى حدّ بعيد، و الأستاذ إبراهيم شخصيّا طالما ردّد بأنّه لا يوجد مؤمنون حقيقيّون في العالم، و بأنّ الإنسان من إن يتجاوز الثالثين حتّى يبدأ بالتفكير بشكل عمليّ.

3 ـ هناك فرق بين الإسلام الحقيقيّ الذي لا وجود له خارج دائرة النصوص الإسلاميّة، و هو الإسلام الذي ينتقده إبراهيم، و بين الإسلام الشعبيّ الذي يعتنقه مليار و نصف مليار شخص، و هو الإسلام الوحيد الموجود على أرض الواقع.

4 ـ أنظمة وطنيّة علمانيّة كمحمّد مصدق و عمر توريخوس هي مثال لأنظمة تستطيع أن تجعل من دولة متخلّفة دولةً متقدّمة، و أنا لا أدعو إلى الاستبدادية المستنيرة.



تحياتي لكم جميعا.







مراجع:

[1] Science in Islamic philosophy

[2] ويل ديورانت. قصة الحضارة . الحضارة في بلاد الأندلس الإسلامية

[3] المرجع السابق.

[4] المرجع السابق.

[5] المرجع السابق.

[6] ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله عنان، القاهرة، مكتبة الخانجي، ج1، ص139.

[7] لسان الدين ابن الخطيب. خطرة الطيف في رحلة الشتاء و الصيف.

[8] ابن حزم، طوق الحمامة.

[9]- AVILA, María Luisa, "Las mujeres sabias de al-Andalus", En : La mujer en al-Andalus. Reflejos históricos de su actividad y categorías sociales, M.J.Viguera Molins ed., Madrid, 1989. Pp. 139-184.

[10] ويل ديورانت. المرجع السابق.

[11] مهدي عامل، أزمة الحضارة العربيّة أم أزمة البورجوازيات العربيّة.



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
 
قديم 12-30-2015, 05:49 PM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

تحياتي للجميع...
عندما راسلني الزميل مُنْشقّ للمناظرة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Skeptic
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاره النساء
تحيّة للأستاذ و بعد،

أنا أقترح أن تكون هناك مناظرة بيني و بينك في قسم المناظرات بخصوص '' دور الإسلام في تخلّف المسلمين، هل هو سبب لتخلّفهم أم شيء آخر ''.

إذا كان وقتك يسمح

تحيّة
الزميل كارة النساء...
ليس لدي مانع من المناظرة في ذلك...لكن انا احب الاسلوب المبني علي الاحصاء، وانت تحب الأسلوب العقلي، فبأي اسلوب سوف نحتكم؟ انا لا أحب سرد الأحداث، فممكن اثبات اية شيئ ترغب به بهذا الاسلوب...
الأحصاء الأستقرائي يعطي نتيجة تعبر عن حقيقة الوضع....
هل تحب ان تحتكم للأحصاء؟
انا اعرف مغالطة الأرتباط لا يعني السببية، فانا لن آتي بالأرتباط لاثبات السببية، فانا لا احب كلمة سبب عموما، وارفض وضع كلمة سبب، ولذلك اذا احببت المناظرة يجب جعلها
دور الإسلام في تخلّف المسلمين، هل هو هناك ارتباط بين تخلف المسلمين والأسلام ام هناك شيئ آخر
هل تقترح ما هي العوامل التي ادت الي تخلف المسلمين:
1. هل هي عوامل عضوية، بمعني الشعوب الإسلامية هي شعوب متخلفة عضويا، (مثل ما يقترح الزميل نقدي)
2. هل هو الاستعمار؟ مثلا عندما غزي نابليون مصر، كانت في اضعف حالة، لقد هزم نابليون جيش مصر من المماليك في ساعة واحدة.. تخيل نابليون من البحر ودخل مصر، وهزم جيشها من المماليك، بطولها وعرضها في ساعة واحدة....وهذا كان قبل اية استعمار،
3. المسلمين لم يطبقوا الأسلام بطريقة صحيحة، طوال عهود الاسلام
ام تقترح ماذا؟
تحياتي
من الواضح انني رفضت وضع كلمة سبب، وهذا تحدثت عنة اكثر من مرة، ان السببية تعطي علاقة حتمية، لا وجود لها....
من الواضح ان الزميل مُنْشقّ لم يفهم ما قدمتة بدرجة كافية..
عموما لي بعض النقاط:
1. لم ادعي بان اليهودية كانت سبب حصول اليهود علي جائزة نوبل او الهندوسية سبب حصول جائزة نوبل... هذا أسلوب يفعلة المسلمين، ولكن الغرض هو توضيح بان المسلمين كفئة دينية، تعاني التخلف عن باقي الفئات الدينية...
2. محمّد مصدق، نعم كان نظام استبدادي، كان يستبد بالقرار، وهذا جعل معارضة شديدة لحكمة.. المشكلة الكبرى هي الاعتقاد بان الديموقراطية هي الانتخابات...الانتخابات ليست الديموقراطية وقد وضحت ذلك اكثر من مرة، الديموقراطية هي عملية تراكمية الانتخابات هي فقط مرحلة التقييم، وهي عملية توافق، يتفق بها الجميع علي حلول، ليست اغلبية تفرض الحلول علي الآخرين، هذا سهل وجود عملاء للمخابرات الامريكية للإطاحة به... المشكلة الرئيسية هي اعتبار ان الانتخابات هي الديموقراطية.. هذا ليس حقيقي.. الديموقراطية هي عملية الوصول لحل يرضي به جميع الأطراف، من بين المتعارضين... [1] ومن هنا ما فعلة محمّد مصدق لم يكن ديموقراطية بسبب ان هناك كانت معارضة له، لم يتم بموافقة الجميع... الديموقراطية ليست حكم الأغلبية كما يروج رجال الدين في الشرق الأوسط... أيضا ليس معني انني ضد استبداد محمّد مصدق بالحكم، انني مع الشاه او ما فعلتة أمريكا...

اقتباس:
مجدّدا إذا كانت أميركا تجعل جمال عبد الناصر يفعل ما يريد، فلماذا لم تنجح في منعه من تأميم قناة السويس؟ و لماذا شنّت بدل ذلك عدوانا ثلاثيّا على الشعب المصريّ الذي كان يستفيد من هذه الخطوة؟
حاول قراءة كتاب مايلز:
30 / THE GAME OF NATIONS
ways amazed me how, when I compared my moves in the Game in Washington with the moves Nasser actually made, my move was "worse" (in the light of Western interests) than his. When Frank Wisner, Deputy Director of the CIA, asked me a week before the Suez crisis if I did not think that Nasser, among other things, would nationalize the Suez Canal Company if the U.S. Government withheld financial aid for the Aswan High Dam, I replied, "Well, in playing his part in the Game I nationalized the Company months ago, but he didn't, so I don't know what he's going to do now." When I discussed the Suez problem with Nasser later, it became clear that he thought the Anglo-American reaction would be much more violent than we in Washington thought it would be, and that he was consequently more timid in his actions than he would have been operating on the basis of intelligence available to me at my Game chair. It's the Nasser-type leaders for whom we need a winning formula. If we learn how to deal with Nasser we will thenceforth be a long way toward understanding how to deal with many other leaders who already exist in Africa, Asia and South America, as well as others who are likely to turn up during the latter part of this century. But first, let me try to clarify what is meant by "winning." Nasser and his lieutenants tend to think of our game as being of the "zero-sum" sort—i.e., their gain is our loss, and vice versa. In poker, the perfect zero-sum game, if you add up the winnings (plus) and losses (minus) of all the players at any given moment, the sum will be exactly zero. When the United States Government and the Egyptian Govern- ment began their game over financial aid, the Americans were thinking of an amount in the region of $40,000,000 and Nasser wanted a much larger amount. Thus, if Nasser were to succeed in getting $60,000,000 from the United States he would "win" to the extent of $20,000,000 and the United States as he looked at it, would "lose" by that same amount. Needless to say, we do not think of it in quite that way.
مايلز تنبأ بما فعلة عبد الناصر قبل حدوثة، ولكن لم يحدث في الوقت الذي حددة مايلز، فذهب الي مصر كمراسل صحفي وسأل عبد الناصر لماذا لم تؤمم القناة في ذلك الوقت فقال له، انه كان يخشي رد فعلة الغرب.. بمعني عبد الناصر برر تصرفاته لعميل مخابرات مهمته التنبؤ بما سوف يقوم به عبد الناصر......
مايلز كان له هدفان:
1. وقف تمدد الشيوعية في اليونان وفي الشرق الأوسط
2. الغاء دور إنجلترا في العالم...
عبد الناصر نجح في وقف مد الشيوعية في مصر والدول العربية والإسلامية.. أيضا في حرب اليمن انهي كافة الوجود لإنجلترا في الشرق الأوسط والعالم بفقدان قاعدتها في صنعاء لم يعد ممكن لإنجلترا المحافظة في مستعمراتها في افريقيا... اعتقد بانة نجح...

ايضا، امريكا لم تكن ضمن العدوان الثلاثي- ايزنهاور هو من ساعد عبد الناصر واحبط العدوان الثلاثي... لقد كان هناك هدف لأمريكا بالطبع في ذلك، وهو اضعاف دور انجلترا في العالم، وهذا كان معناة نهاية سيطرة انجلترا علي قناة السويس، وهذا كان ضمن اهداف امريكا، بمعني عبد الناصر ساعد أمريكا في تحقيق اهدافها...

اقتباس:
و بدل الدعوة إلى إلغاء المخابرات الأجنبيّة و إسقاط الأنظمة الإمبرياليّة الغربيّة المتسبّبة في كلّ هذا الإرهاب و عملائها في بلادنا مثل شاه إيران الذي طالما صفّقت له، تقترح أنّ السبب هو '' انعدام الحريّة الشخصيّة '' في القرءَان؟
لو كان العالم مثالي، لما كانت هناك مشاكل (ربما) لكن العالم ليس مثالي، اما ان نتعامل مع العالم كما هو، واما ان ننظر للعالم بنظرة شوفونية بعيدة عن الموضوعية.. هكذا الوضع، عندما تستبد بالراي يصير لك أعداء، وهنا عندما يتعاون اعداءك.. سوف تخسر...
لقد قدمت من قبل عن الرأسمالية والاستعمار والحكومات العملية.. لا يهم الشركات الأمريكية من يحكم ايران، لو حكمها شخص يعطيها الموارد بسعر رخيص سوف تحبه وتساعده... المشكلة هي ان شخص ما، يستحوذ علي الموارد، يتسلق علي الخرافات الدينية، ويبيعها للأمريكان لا يهمهم... المشكلة مشكلة الشعوب، هي من اعطي هذا المتسلق القدرة علي السيطرة علي كل شيئ بطريقة استبدادية...
اقتباس:
هذا دوران في نفس الدائرة، أنت تعترف بأنّ الدين ملجأ جيّد للفقراء لأنّه لا ملجأ لهم، إذن لماذا لا تقترح إزالة الفقر فيزول الدين بشكل أوتوماتيكيّ؟ أمّا السعوديّة، فالدين فيها ليس مرتبطا بالفقر وحده مثل باقي الدول، بل هو مرتبط بطبيعة النظام السياسيّ الطائفيّ الذي يشرعن وجوده على أسس دينيّة، لذلك لا يمكن زوال الدين من السعوديّة لمجرّد أنّها دولة غنيّة، بل يجب إزالة النظام السياسيّ الطائفيّ المبنيّ على شرعيّة دينيّة، ضع هناك نظاما علمانيّا و ستحصل على تقدّم، حتّى لو بقي الشعب مسلما، المهمّ أن يكون نظاما علمانيّا وطنيّا.
مرة اخري، ليس هناك عالم مثالي...
نحن نتحدث عن الخروج من حالة التخلف.. انت تبحث عن حل سهل يتم نشل شعوب المنطقة من التخلف بواسطة المهدي المنتظر الي حالة التقدم والازدهار..
نظام مستبد عادل، لم يحدث ان ادي الي نتيجة ايجابية دائمة... قد يحدث تغير سريع ولكن ليس دائم، لا بد من التنافس الحر بين افراد المجتمع والحرية الشخصية بدون ذلك سوف يفشل اية تغير... نعم في سنغافورة نظام مستبد من نواحي عدة وكذلك في الصين ولكن هناك حيز كبير يسمح بالمنافسة الحرة والحرية الشخصية (وان كانت محدودة) مما ادي الي تغير كبير...
الاسلام مثله مثل كوريا الشمالية لا يسمح بالتنافس الحر بين أفراده ويروج للحاكم المستبد العادل وايضا فكر الجماعة...


لتوضيح الشكل:
1.qpc ناتج في حالة منافسة حرة،
2. ppc السعر او الثمن في حالة منافسة حرة...
3.qMC الناتج في حالة منافسة احتكارية،
4.pMC السعر في حالة منافسة احتكارية...

من الشكل نجد
ناتج انتاج منافسة حرة اعلي من ناتج انتاج منافسة احتكارية
الثمن الازم للإنتاج في حالة منافسة حرة، اقل من الثمن الازم في حالة احتكار...
لذلك دائما تشجع الدول الرأسمالية على المنافسة، ومنع الاحتكار.
مشاكل الشرق الأوسط هي مشاكل اقتصادية والخروج منها يأتي عن طريق نظام كفؤ وليس معجزة من السماء تعطي الشعوب المال.... هذا لن يحدث...
بالطبع كما ذكرت مرارا، الإسلام في ازهي عصوره كان أفضل من اسوء ما مرت به البشرية...
حاليا دول عديدة تخرج من دائرة الفقر والجهل، وحتى الدول الشمولية مثل الصين اخذت مبدأ الحرية الشخصية والتنافس الحر حتى تزيد من كفاءة أدارتها، وانتاجها...
المطلوب من الإسلام ان يشجع فكرة التنافس الحر، وهذا لن يحدث ابدا بدون حرية شخصية وخاصة حرية المرأة، والمساواة بين افراد مجتمعة...
فكرة الزميل مُنْشقّ من ان مظاهر الإسلامية مرتبطة بالفقر حقيقة، لا أنكرها، ولكن المشكلة هي هل من الممكن ان نخرج من دائرة الفقر بدون حرية شخصية، تنافس حر، مساواة، حرية المرأة؟ هل الحجاب يشجع علي التنافس بين افراد المجتمع؟ هل فرض الزوج علي المرأة في المجتمعات الإسلامية يسمح بالتنافس؟ هل بدون تنافس حر، ممكن الحصول علي نظام إدارة كفئ يخرج بالمسلمين من التخلف والجهل؟ هذا هو السؤال المهم،
1.هل من الممكن الخروج من دائرة الفقر بدون نظام كفؤ،
2.وهل انعدام التنافس بإمكانه يؤدي الي نظام كفؤ؟
هذا ما ارجوا الإجابة علية....
أرجو ان تكون الفكرة واضحة...

الخلاصة...
1. لو حدثت المعجزة وحدث حرية شخصية تنافس حرية جنسية حرية رأيي كلها يحميها القانون، سوف يحدث تغير إيجابي سريع
2. الديموقراطية ليست الانتخابات، الانتخابات هي احد الطرق ولكن الهدف هو الوصول الي حل يرضي جميع الأطراف وهي عملية تراكمية، من التوافق في الحلول وتحسن مستوي معيشة الناس يتغير الوضع وعملية التقييم (الانتخابات) يحدث التغير النهائي الإيجابي. استبداد حاكم انتخب بانتخابات حرة، بالقرار، يجعله حاكم استبدادي، وهذا يسهل للمخابرات الأجنبية اللعب به، بسبب انه المتحكم في القرار...
3. يجب ان نتعامل مع الواقع كما هو، وليس كما نحب، الواقع لا يهتم ابدا بما نحب، وإذا كان ما نحب بعيد عن الواقع الخسارة لنا وليست للواقع...
4. كما ذكرت مرارا، ان جميع النماذج خاطئة ولكن بعض النماذج مفيدة. نعم الاسلام كان مفيد في وقت ما في الماضي ولكن لم يعد يصلح حاليا.. ما صلح في الماضي ليس معناه انه صالح حاليا، فكر الجماعة لا يصلح مع العالم الحديث، الذي يشجع الفرد على التقدم والازدهار.. نعم ازهي عصور الحكم الاسلامي كانت أفضل من اسوء ما مرت به البشرية، ولكن لا يصلح حاليا... صلح في وقت كان العالم يحكمه الاقطاعين والأمراء اشياء لم يعد لها وجود حاليا...
5. لا يوجد نظام مثالي، ولكن حاليا نسبة الفقراء المدقعين حاليا اقل من 10% في العالم لأول مرة، امريكا يحكمها اسود، هناك حقوق الانسان وهذا شيء لم يكن يحلم به احد من قبل. المهم الظروف تتغير للأحسن ولكن ليس في الشرق الاوسط، حيث الطائفية والفكر الشمولي هو الغالب...
6. الوضع الحالي يحتاج نظام بكفاءة عالية، من اجل الخروج من دائرة، الفقر، ولا يمكن الحصول علي هذا النظام بدون تشجيع الحرية الشخصية والتنافس الحر بين البشر والشركات والافكار. بدون ذلك سوف تعاني البلدان الاسلامية من الفقر والجهل والتخلف وانتشار الخرافات الدينية....
7. الاسلام، كفكر مرتبط بالفكر الشمولي، حجاب المرأة يمنع التنافس، الاسلام كفكر هو فكر جماعة وليس فرد، كان مفيدا قديما، ولكن حاليا الحرية الجنسية لباقي شعوب العالم، والحرية الفكرية والتنافس الشديد بين الأفراد والشركات والأحزاب ينتج انظمة في غاية الكفاءة، ولكن فكر الجماعة الاسلامي عائق شديد لشعوب المنطقة للتقدم. الشرق الاوسط مليء بالشباب، والموارد، ويعاني بشدة بسبب عدم كفاءة نظم حكمة، والسبب الرئيسي في نظري هو الفكر الاسلامي.....
ارجو ان يفهم ما أقدم.. انا فقط ارصد الواقع... لا يوجد شعب حقق الحرية في القرار، والتنافس الحر (ليس نظام شمولي، يستبد بالقرار) ولم يتغير حال الشعب بدرجة إيجابية بدرجة سريعة...

تحياتي
المراجع:
[1] http://plato.stanford.edu/entries/democracy/
[2]http://www.economicsonline.co.uk/Business_economics/Perfect_competition.html



التعديل الأخير تم بواسطة Skeptic ; 07-10-2019 الساعة 12:08 PM.
:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
 
قديم 01-16-2016, 02:26 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

خاتمة:


تحيّة للجميع،

حتّى لا أستغلّ كوني آخر متدخّل لصالح الردّ المسهب و المطوّل، و الذي سيبقى الردّ الأخير في هذه المناظرة، فإنّني أتنازل عن حقّي في الردّ على نقاط الأستاذ إبراهيم، و سأكتفي بتلخيص فكرتي مع توضيحها أكثر، علما بأنّني سأعود للردّ على كافّة نقاط الأستاذ إبراهيم في شريط التعليق على المناظرة، و يمكن هناك لكلّ الزملاء أن يتدخّلوا بتفصيل أكثر.

قمت خلال هذه المناظرة بعرض وجهة نظري بشكل واضح و صريح و خلاصتها أنّ الإسلام ليس سببًا لتخلّف المسلمين، بقدر ما هو مظهر من مظاهر ذلك التخلّف، إنّ الإسلام ليس عاملا للتخلّف، لكنّه ملجأ اضطرّ إليه الإنسان العربيّ في فترة انحطاطه الحضاريّ، يقول المفكّر الألمانيّ كارل ماركس '' إن أساس النقد اللاديني: الإنسان هو الذي يصنع الدين، وليس الدين هو الذي يصنع الإنسان. ''، في إشارة إلى أنّ الأفكار قد تؤثّر على الإنسان، لكنّها لن تستطيع '' صناعة '' أو '' هدم '' حضارة إنسانيّة، فالأفكار دائما تابعة لمنظومة البناء التحتيّ المتحكّم فيها ( المناخ، علاقات الإنتاج، نمط الإنتاج ) مهما بلغت منظومة البناء الفوقيّ من قوّة و شدّة تأثير، هذا الكلام ليس مجرّد اجترار عقائديّ لمقولات الماركسيّة، و التي لا أتّفق معها كلّها، بل إنّها نتيجة الفهم العلميّ للواقع الموضوعيّ كما هو: المادّة تسبق الفكرة، و هذي الأخيرة لاحقة على المادّة، و لا أشكّ أبدا أنّ الأستاذ إبراهيم، و هو عالم يشتغل في حقل العلوم الفيزيائيّة، لا أشكّ أنّه قد يختلف معي أبدا.

يردف ماركس '' لإنسان ليس كائنا مجردا، جاشما في مكان ما خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان، الدولة، المجتمع. وهذه الدولة، وهذا المجتمع ينتجان الدين؛ الوعي المقلوب للعالم. لأنهما بالذات عالم مقلوب. الدين هو النظرية العامة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في صيغته الشعبية، مناط شرفه الروحي، حماسته، جزاؤه الأخلاقي، تكملته المهيبة، أساس عزائه وتبريره الشامل. إنه التحقيق الخيالي لكينونة الإنسان، إذ ليس لكينونة الإنسان واقع حقيقي. إذن، النضال ضد الدين هو بصورة غير مباشرة، نضال ضد ذاك العالم الذي يشكل الدين عبيره الروحي. إن الشقاء الديني هو تعبير عن الشقاء الواقعي، وهو من جهة أخرى، احتجاج عليه. الدين زفير المخلوق المضطَهَد، قلبُ عالم لا قلبَ له، كما انه روح شروط اجتماعية لا روحَ فيها؛ إنه أفيون الشعب. إنّ إلغاء الدين، بصفته سعادة الشعب الوهمية، يعني المطالبة بسعادته الفعلية. ومطالبة الشعب بالتخلي عن الأوهام حول وضعه، يعني مطالبته بالتخلي عن وضع في حاجة إلى أوهام. فنقد الدين هو، إذن، النقد الجنيني لوادي الدموع الذي يؤلف الدين هالة له. '' [1]


هذا التنظير قد لا يكون كافيا بالنسبة للأستاذ إبراهيم، لذلك أرفقانه بمثال حيّ على الحضارة العربيّة العلمانيّة في أوجها، حين خلعت المرأة العربيّة في الأندلس حجابها، و تعلّمت الكتابة والقراءة و بدعت في العلوم و الآداب، و حينما نفقت تجارة الفنّ، المحرّم دينيّا، في ديار الإسلام، تكاثر علماء المسلمين فصاروا بالآلاف المؤلّفة، و حين قامت ثورة زراعيّة بأيادي عربيّة، و حين نفقت المكتبات و البيمارستانات و الصيدليّات في ديار المسلمين، و ماجت الأسواق بالنساء و الرجال، فلم يميّز ابن الخطيب بين حمر الخدود و حمر البنود.

هذا المثال الذي لا يستطيع الأستاذ إبراهيم ردّه، لأنّه يشكّل إجماعا بين أهل التاريخ، هو دليل على صحّة اقتباس ماركس فوقه، و هو أنّ العربيّ المسلم قد تخلّى عن سعادته الوهميّة المتمثّلة في '' الدين '' حينما وجد سعادته الحقيقيّة الأرضيّة.

غير أنّ الأستاذ إبراهيم فهم كلامي بشكل خاطئ، إذ اعتقد بأنّني أدعو إلى إعادة النموذج الحضاريّ العربيّ الإسلاميّ، و هذا فهم ممسوخ لمداخلتي، فحينما عرضت مظاهر الحضارة العربيّة لم يكن ذلك العرض من أجل الدعوة إلى إحياء تلك الحضارة بنفس الشروط و القيم، لكنّني استحضرت مظاهر الحضارة العربيّة لأقول لأستاذ إبراهيم: إنّ مسلمًا بنى حضارة علمانيّة في يوم من الأيّام، بدون أن يتخلّى عن دينه ( شكليّا )، هو إنسان قادر على بناء حضارة أخرى بدون التخلّي عن دينه، لأنّه إذا كنت تتحدّث عن الدين الإسلاميّ الحقيقيّ، و الذي لا نختلف أنا و أنت حول كونه مصدرا للتخلّف، فإنّه ما منّ شكّ أنّ المسلمين قد تخلّوا عنه منذ قرون، أمّا إذا كنت تقصد الإسلام الشعبيّ المنتشر، فإنّه لم يكن يوما عائقا يحول دون الحضارة، و الدليل هو التاريخ.

و هذه خلاصة الخلاصة:


1 ـ الإنسان المسلم لا يعتنق إسلام النصوص.

2 ـ الإسلام المنتشر هو إسلام شعبيّ مسالم إلى حدّ بعيد ( مع بعض الاستثناءَات ).

3 ـ المسلمون يعتنقون إسلاما شعبيّا مفصولا عن الإسلام الحقيقيّ منذ أن قامت الحضارة الأمويّة على أشلاء الصحابة.

4 ـ الحضارة العربيّة الإسلاميّة كانت حضارة علمانيّة في جوهرها إسلاميّة في مظهرها.

5 ـ ما لا يكون سببا في قيام الحضارة لا يستطيع أن يكون سببا في هدم حضارة.

6 ـ المسلمون يستطيع التقدّم إلى الأمام إذا توفّرت لديهم الشروط اللازمة لذلك '' شروط سياسيّة اقتصاديّة ''.

7 ـ الواجب إذن هو التخلّص من القيادات السياسيّة العربيّة الرجعيّة و العميلة، و تنصيب قيادات وطنيّة مثل محمّد مصدّق و عمر توريخوس و سيلفادور الليندي و غيرهم من القادة الوطنيّين الذين تمّ عزلهم بشكل مباشر أو غير مباشر من طرف أميركا و بريطانيا.



شكرا لك و شكرا للزميل باسم على تسييره لهذه المناظرة و للنقاش الملحق به.

عاطر التحايا.

_ _ _ _



[1] من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983)



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مناظرة, مأزق, المسلمين, النساء, العضوين, ارتباطه, بالإسلام, بين, تخلّف, كاره, كعقيدة, وأخي, وskeptic


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مناظرة بين مسلم و مسيحي iknow ساحة النقد الساخر ☺ 0 02-04-2017 05:01 PM
شريط التعليق على مناظرة العضوين (منشق) و (Skeptic) Basim ساحة المناظرات 93 08-11-2016 12:49 AM
مناظرة بين العقل والقلب محمد العبسي علم الأساطير و الأديان ♨ 0 04-12-2015 12:04 PM
مأزق العرب....... مأزق اليهود ابراهيم خليل ســاحـــة السـيـاســة ▩ 5 07-26-2014 07:42 AM
هل الإيمان بالدين يجعل من العالم مكاناً أفضل؟ مناظرة بين ريتشارد دوكنز وجورج بيل Google علم الأساطير و الأديان ♨ 16 01-11-2014 05:45 AM