شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-30-2013, 12:01 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي مفاهيم في الالحاد: الصدفة


مرحباً

غالباً ما نسمع من الدينيين ان الملحد "يعبد" الصدفة، وان العالم بحسب ما يقول الملحد نشأ بالصدفة، فنريد ان نعرف ونسمع من الملحدين انفسهم هل حقاً ما يدعيه هؤلاء في ما نسبوه لنا؟ ام ان الامر مختلف بل ويدخل في سياق التعيير والانتقاص والحرب الاعلامية؟

في البداية وقبل ان نناقش هذا الموضوع لابد ان نتعرف على انواع الصدفة، ففي الحقيقة الصدفة نوعان: صدفة نسبية، وصدفة مطلقة.

ماهي الصدفة النسبية؟

عندما يقترن حدثان بحيث لايكون هناك ارتباط بينهما فنحن نسمي ذلك صدفة، مثلاً: تخيل انك تفتح باب بيتك لتذهب في موعد معين، وتفاجأ بوجود صديق لك وقد هم بان يطرق بابك فتصيح جذلاً يا محاسن الصدف !، نحن نسمي هذا صدفة. فهناك حدثان اقترنا مع بعض، الاول هو فتح الباب والثاني هو وجود صديقك خلفه وهو يهم بطرق الباب.

لكن في الحقيقة هذا التعريف غير دقيق بل سطحي للغاية، لاننا اذا فكرنا جيداً فاننا سنجد ان هناك علاقة بين الحدثين وانه كان لابد ان يحدث هذا الحدث وليس هناك من عجب في الامر، فانت مثلاً كنت تخطط للذهاب الى موعدك في الساعة الرابعة والنصف، بينما صديقك كان قد انهى عمله في الساعة الرابعة ولما كنت قد نسيت بعض الاوراق في مكتبه في الاسبوع الماضي فقد قرر ان يعيدها لك، ولما كانت المسافة في السيارة للوصل الى بيتك هي نسف ساعة فقد كان من المحتم ان يصل اليك في الرابعة والنصف حيث قررت انت الخروج، فاذن هناك اسباب لحصول هذا الامر ولو فكرنا جيداً لوجدنا هناك ارتباط بين الحدثين.

اذن متى يكون الاقتران بين حدثين صدفة، ومتى لايكون؟

إن الجواب على هذا يكون بملاحظة مدى تكرار الاقتران، فحينما يتكرر اقتران حدثين بحيث يكون تكررهما اكثرياً فاننا نقول ان هذا التكرر في الاقتران لايمكن ان يكون صدفة بل لابد ان يكون هناك سبب بينهما او نقول انه لابد من رابط بينهما. بينما عندما يحدث حدث لمرة واحدة او بعدد مرات اصغرية فاننا قد نقول انه لايوجد علاقة بين الامرين.

إذن الصدفة النسبية هي اقتران حدثين بحيث لايكون الاقتران دائمياً او اكثرياً.

لهذا السبب فان العلم الحديث لاينظر الى احداث تتكر مرة واحدة ولاتتكر ابداً بل الحقيقة في العلم الحديث هو شيء قابل للتكرار فان لم يكن قابل للتكرار فلايعد حقيقة.

لو جاء رجل وادعى انه رآى شبحاً فان هذا لايمكن ان يعد حقيقة الا اذا كان من الممكن تكراره الى حد الاطمئنان الى صحته، فاذن العلم لاينظر الى مجرد حدث ويعتبره حقيقة وانما يقيس الحقيقة بمقدار تكررها.

سنتابع في المرة القادمة.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-30-2013, 12:02 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

ما هي الصدفة المطلقة؟

الصدفة المطلقة هي حدث بلا سابق (للتبسيط وللوهلة الاولى،سنقول حدث بلا سبب مع ان هذا غير دقيق)، مثلاً تخيل معي منضدة بليارد، الكرة (الف) تتدحرج وتصطدم بالكرة (باء) فتسبب تحركها.

عندنا حدثان هنا:

1- الحدث الاول: الاصطدام بين الكرتين الف وباء.
2- الحدث الثاني: تدحرج الكرة (باء).

نحن نرى ان الاقتران بين هذين الحدثين ليس من قبيل الصدفة، لاننا اذا كررنا هذه التجربة فاننا سنرى تكرر النتيجة نفسها، فتكرر الاقتران بين الحدث الاول والثاني يجعلنا نظن ان هناك سبب، وقد بحثنا في الاسباب ووضعنا قوانين واكتشفنا اكتشافات علمية بسبب هذه الملاحظة البسيطة، فنحن نعرف لماذا تتدحرج الكرة الثانية عند اصطدام الكرة الاولى بها.

الان حتى نفهم موضوعنا عن الصدفة المطلقة، اريدك ايها القارئ ان تعيد تخيل منضدة البليارد، تخيل كرة متحركة تجري ومن ثم تصطدم بكرة ساكنة وتسبب تحركها. هل بامكانك تخيل هذا؟

الان احذف الحدث الاول وابق الثاني، تخيل ان الكرة الساكنة كانت ساكنة ومن ثم......تحركت !

تحركت هكذا، دون ان يسبق تحركها اي شيء، لا اصطدام بكرة ولاميلان للمنضدة ولا اي شيء، فجأة كانت ساكنة وتحركت !

ان منطقنا البسيط يجعلنا لانصدق حدوث هكذا حدث، فحينما نسمع عن بناء متين ينهار فجأة فاننا نبدأ بالسؤال عن لماذا انهار؟ اننا نرفض ان يكون هناك حدث لايكون مسبوقاً بسابق.

وهكذا فحينما نشاهد كرة بليارد ساكنة ومن ثم فجأة تتحرك فانك لن تصدق انها تحركت بلا سبب وبلا حدث سابق، انت عندها ستبحث عن سبب والسبب هذه كلمة نصف بها حدث سابق لحادث تحرك الكرة، ستقول ربما هي الريح ! او ربما المنضدة مائلة وهكذا.

فاذن منطقنا البسيط يدلنا على انه يستحيل ان يكون هناك حدث غير مسبوق باي شيء. بل نرى ان الاحداث او قل كل حدث مسبوق بحدث اخر.

وعلى هذا رآى الفلاسفة ان الصدفة النسبية ممكنة بينما الصدفة المطلقة مستحيلة.

طيب هذا يعيدنا الى مقولة: كل حادث لابد له من محدث، فهل هذا النقاش يجعل هذه المقولة صحيحة؟

في الحقيقة المتكلمون غالباً ما يخلطون الحق بالباطل.

ان السبب الذي يجعلنا ننكر ان تتحرك الكرة بلا سبب ليس لان هذا حدث، بل لانه ترجيح بلا مرجح، يعني الكرة ساكنة، او بكلام الفيزيائيين فالكرة متزنة ومجموع القوى المسلطة عليها يساوي صفر. يعني الكرة تسلط قوة على الارض تساوي وزنها، والارض تسلط قوة على الكرة (رد فعل) تساوي مقدار وزن الكرة، ولان هذين القوتين متساويتين فان الكرة تظل ساكنة.

تخيل معي فريقين يشدون حبلاً وكانت قوى الفريقين متساوية فمن منهما سيغلب؟ وهل سيتحرك الحبل يميناً او شمالاً؟

واضح ان الحبل سيبقى في مكانه ولن ينتصر اي منهما على الاخر، فحينما تكون القوى متساوية ومتعاكسة فان محصلتها تكون صفر، ولكن لما يكسر التوازن ولما توجد قوة غير متزنة (اي لايقابلها قوة اخرى متساوية بالمقدار) فان الاشياء تتحرك وتتغير.

فاذن هذه الاحداث سببها وجود مرجح على احد امرين. وليس سببها الحدوث بل ان الحدوث امر لاحق.

اعتراض:

لكن هناك اشكال على قول الفلاسفة عموماً، فقد اثبت العلم الحديث انه هناك بالفعل احداث بلا سبب. فكيف يمكن التوفيق بين الامرين؟

جواب الاعتراض

يمكن الاجابة من عدة وجوه

1- ان تعريف الحادث هو ما كان مسبوق بعدم في زمان سابق، وما اكتشف العلم مما وصف بانه احداث مثل التموجات الفراغية فهي أمور تحدث في كل زمان ومكان في الكون ولايوجد بقعة مكانية او زمان خلا من هذه التموجات، فاذن مفهوم الحادث الفلسفي مختلف عن ما يطرحه العلم وفي الحقيقة كل منهما يتحدث في مجال مختلف.

2- ان العلم الحديث يتبع مفهوم الاقتصاد في الاستنتاج، فهو ينظر الى العوامل المتحكمة المحلية فاذا لم نجد في تجربة ما، عوامل محلية تتحكم في نتيجة ظاهرة ما فاننا نقول ان هذه الظاهرة لاسبب لها، ونحن هنا نلغي الاحتمال ان يكون هناك سبب بعيد او عامل يتحكم عن بعد بهذه الظاهرة لان مثل هذا العامل من السهل الغاؤه بحسب مبدأ الاقتصاد (الذي هو ناتج موس اوكام) واعتباره غير موجود. وعليه فانه اذا تجاوزنا العلم في هذه النقطة ورفضنا مبدأ الاقتصاد فان ما يطرحه العلم ليس سوى انه لم يجد سبب لهذه الظاهرة.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مفاهيم, الالحاد, الصدفة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلم وراء الصدفة الأسطورة العلوم و الاختراعات و الاكتشافات العلمية 0 01-25-2019 12:39 AM
حول مفاهيم الربوبية واللاأدرية والإلحاد C.E.O العقيدة الاسلامية ☪ 3 08-19-2017 03:37 PM
معزوفة الصدفة ..... ساحر القرن الأخير حول الحِوارات الفلسفية ✎ 3 07-19-2016 03:11 AM
الصدفة والصانع ابوخالد حول الحِوارات الفلسفية ✎ 5 04-27-2016 05:09 PM
مفاهيم خاطئه عن الالحاد السيد مطرقة11 الأرشيف 0 08-31-2013 04:24 AM