شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-18-2020, 10:39 PM شاهين غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
شاهين
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية شاهين
 

شاهين is on a distinguished road
افتراضي اليهود لا يشكلون أمة أو شعبا . رائد الحواري

اليهودي
السارد يكشف حقيقة اليهود، فهم جزء من شعوب المنطقة، ولا يمكن أن يشكلوا أمة أو شعب، فمن خلال الحوار الدائر بين يعقوب وابنه شمعون يمكننا أن نجد كيف يفكر اليهودي: "ـ أنا بخير آب واتفقنا على الزواج أنا وصديقتي يوئيلا ..المصرية، أضاف مصرية بعد تردد وكأنه مدرك لما يقوله عن جنسي يوئيلا، تساءلت بدهشة:
ـ مصرية؟!
ـ أجل آب من أصل مصري ما الغريب في الأمر؟
ـ ليست من أصل يهودي أو إسرائيلي، بل من أصل مصري، هذا يعني أنها تنتمي إلى مصر وليس إلى إسرائيل!
ـ آب ألم يحضر يوسف أباه يعقوب وأخوته ليعيشوا معه في مصر.. لقد أصبحنا مصريين وشاركنا في بناء أعظم اهرامات في العالم، ثم أن اليهودية دين وليست قومية" ص80.
الجميل في هذا الطرح أنه جاء على لسان يعقوب اليهودي وابنه شمعون، بمعنى أن اليهودي في فلسطين يعي تماما أنه جزء من المجتمع الذي جاء منه، فالمصري يعتبر نفسه مصرياً، والعراقي عراقياً، وهكذا، والأهم في الحوار أنه تطرق إلى أن الدين لا يمكن أن يشكل قومية في يوم من الأيام.
وها هو يعقوب يتحدث عن نفسه عندما جاء إلى فلسطين: "لم يعرف شمعون.. وكأنه بفضل الانتماء إلى مصر أو العراق أكثر مما يفضل الانتماء لإسرائيل! وكان أبي يعاني من الإشكالية نفسها، فحرص على تعليمنا العربية وأوصانا بتعليمها لأبنائنا" ص82، إذن هناك جذور اليهودي التي لا يمكنه التخلي عنها، فالوطن الأم يبقى عالق في الوجدان، رغم الامتيازات والحياة الرغيدة التي توفرها له دولة الاحتلال، فالمسألة القومية أو الوطنية لا تتشكل إلا عبر تواجد واستمرارية البشر على أرض معينة قد يصل لآلاف السنين، بعدها يمكن أن يشكلوا قومية أو أمة.
"عارف نذير الحق" أيضا يتحدث مع "سارة" العراقية وليس الإسرائيلية: "تبدين عراقية ومن نسل جلجامش أو مردوخ العظيم" ص102، هذه العبارة أراد بها " عارف" أن يؤكد على أصالة العراق والعراقيين، وأيضا التأكيد على أن جلجامش ومردوخ أقدم من يهوه ومن إبراهيم ومن يعقوب وموسى، وهنا العراقة لا تقتصر على الزمن فحسب، بل إلى الآثار الثقافية والحضارية والفكرية التي أنتجها العراقي قديما.
يؤكد "عارف" من خلال حواره مع "يعقوب" العراقي، على أن هناك فرقاً بين اليهودي والصهيوني، فهو يقبل الإنسان اليهودي كما يقبل أي إنسان آخر، فالدين لا يشكل مانعا/حاجزا بين الناس، بل الفكرالعنصري والسلوك الوحشي، الارهابي هو الحائل بين تواصل الناس، يقدم السارد هذا الحوار بين العديقين:
"...سرقوا تراث الشعوب، وأنتم سرقتم الأرض، وتسرقون حتى المطبخ والأزياء والعادات والتقاليد، أي لصوص أنتم يا يعقوب. والمؤسف أننا نسعى للتعايش معكم!
ـ أعذرني يا عارف فليس لنا يد في كل ما جرى، حسب ما أخبرنا أبي، تم نسف كنيس في بغداد من قبل عملاء الحركة الصهيونية، لإرهاب اليهود ودفعهم للهجرة إلى فلسطين، ، وراحت القنابل تنهال على الاحياء اليهودية، قال أبي لم يكن أمامنا غير الهرب، وقد تجمع في مطار بغداد أكثر من خمسين ألف يهودي في يوم واحد، لتنقلهم الطائرات إلى فلسطين.
ـ ... وأعرف أن نوري السعيد قبض ثمنكم من الحركة الصهيونية خمسة ملايين دولار ... لولا اليهود العرب لما قامت لإسرائيل قائمة حينذاك.. يهود اليمن كانوا مشتتين في أودية وبقاع وجبال اليمن الشاهقة، فكان لا بد من تجنيد جيش من راكبي الجمال لجلبهم عنوة وتسفيرهم إلى إسرائيل. لقد قبض ثمنهم أيضا"" ص122 و123، بهذه المكتشفة تنجلي الحقيقة، حقيقة أنه تم زج اليهود ودفعوا مجبرين وعنوة على مغادرة أوطانهم والقدوم إلى فلسطين، فكان هناك تجار بشر مثل نوري السعيد وغيره، وهذا ما يؤكد على أن هناك هجرة قصرية حدثت لليهود العرب، ويجب محاسبة ومحاكمة من كان لهم ضلع بها.
العلاقة الطبيعية والسوية بين "عارف ويعقوب"، جعلت يعقوب يحجم عن ممارسة دور المخبر للمخابرات الإسرائيلية، بمعنى أن يكون صهيونيا، وهذا يؤكد على أنه عاد إلى يهوديته وعراقيته وإنسانيته: "أقسم أنني لن أسجل كلمة مما سيجري بيننا، ولن أكتب أية تقارير فيما بعد" ص313و314، وهنا تكتمل الفكرة، أن الناس يستطيعون التواصل فيما بيهم، ولن يكون الدين حائلا بين تواصلهم، حتى لو استخدمته إحدى الجهات السياسية وشوهة صورته، يبقى الإنسان هو الإنسان، إذا ما استخدم عقله ولم يسلم رأسه لما يقدم من أفكار أو أحداث.
الصهيوني
ولكي لا نكون مجرد متلقين لما يقدم لنا من أحداث وشخصيات وأفكار، يعمل السارد على تقديم صورة الصهيوني، وكيف يفكر ويعمل، لكي نتأكد أن هناك هوة سحيقة بين ما هو سياسي وما هو ديني، في بداية اللقاء بين عارف ويعقوب يقول يعقوب: "ـ ما يهمني هو منح الأرض لنا، ولا يهمني أمر عنصرية الله إن كان عنصريا، كما لا يهمني أمر وجود آلهة أخرى ساعدت على قيام دولتنا... فأمر تفضيلي على البشرية أمر يستحق الإيمان بهذا الإله حتى لو لم يكن له أي وجود!" ص11، فهنا تتضح الفكرة، فكرة الرفاهية التي ينعم بها يعقوب، والمكانة الرفيعة التي يعامل بها كمواطن إسرائيلي، وما دون ذلك لا يهمه، وهنا كان لا بد من وجود أفكار/معتقد/ايدلوجيا تخدم فكرة استقرار وتبرر وجود هذه الدولة: " نشأت على هذه الأرض أرضي منذ القدم، وهذا ما ننشئ أجيالنا عليه، بحيث يتبعوننا دون أن يفكروا في الأمر وتاريخيته ومدى صدقه وحقيقته أو خرافيته!" ص16، الربط بين المصالح الشخصية ـ وحتى إن أخذت شكل الدولة/الشعب ـ وبين الامتيازات المادية والرفاهية هو الذي يجعل اليهودي صهيونيا، بمعنى أنه يحصل على (رشوة) متعددة الأوجه، فيترك إنسانيته ويتحول إلى صهيوني، مع الاحتفاظ بيهوديته، التي أصبحت ـ بعد أن شوهت ـ أحدى الركائز الفكرية التي تعتمدها الصهيونية لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية: "أنا اسمي. يعقوب سليمان، رغم اعتقادي إلى حد ما بحقيقة ما تقوله يا عارف، إلا أنني لست مستعدا لأن أتخلى عن كذبة أوجدت لي وطنا، حتى لو كانت هذه الكذبة، كذبة فعلا، ولا تحمل أي قدر مهما كان من الحقيقة" ص18، بعد هذا القول، لا يمكن أن نضيف أي كلمة، فقد نطق السارق بالحقيقة وكشف لنا دوافع الجريمة.
تحدثنا "سارة" عن حبيبها الصهيوني وكيف يفكر: "أشكرك يا سيدي لأنك لم تخلقني امرأة أو حمارا أو خنزيرا أو عربيا" ص31، وهذا ما جعلها تنكره لتخلف تفكيره ونظرته البائسة.
أما "راحيل" فنجدها تصدق الكذبة، علما أنها من أوجدها، تقول عن الطعام الذي أعدته: "..مسخن إسرائيلي أصلي ولن أسمح لأي منكم أن يقول لي أنه طبخ فلسطيني" ص83، أكيد مثل هذه السرقات مكشوفة للسارق قبل المسروق، وهذا ما يؤكد على تفاهة وهشاشة الفكرة الصهيونية، التي تعمل على سرقة اسم الطعام.

فكر عارف التسميات/الأسماء
إسرائيل
يعمل عارف على كشف زيف وبطلان الفكرة الصهيونية التي تعتمد على التوراة، لتثبيت حقها في فلسطين، وسبب ودوافع عارف لتفنيد التوراة، ليس دينيا، بل سياسيا، فهو يعري الفكرة السياسية ليس الدينية، لأن السياسية استخدمت الدين/التوراة كغطاء وتبرير للجرائم التي اقترفت بحق الفلسطينيين، يبدأ عرف من "يهوه" إله بني إسرائيل: "... يا رجل ها هناك إنسان عاقل يتخلى عن عبادة مردوخ العظيم ليتبع عبادة يهوه؟ يهوه الذي لم يسلم حتى اليهود من شره، ولا يكاد يمر عام دون أن ينزل بهم المصائب، رغم أنهم شعبه المختار حسبما يقول كتبه التوراة" ص12، بهذا الشكل يكشف عارف حقيقة يهوه، الرب الذي تعتمد الحركة الصهيونية على أقواله وأفعاله، فهو ربها وحاميها ومرشدها ومخلصها.
"بنو إسرائيل حسب توراتكم، هم نسل يعقوب أو أتباعه، وبعد أن تصارع يهوه معه ليلا بطوله، وأطلق عليه اسم إسرائيل، أي عبد الله، وإيل هو كبير آلهة شعوب هذه المنطقة... أن تكون دولتكم دولة بني قينقاع مثلا، بدلا من دولة بني إسرائيل! ثم قل لي بإلهك! إذا كانت البشرية كلها من نسل آدم، وآدم من خلق يهوه، فكيف يتخلى يهوه عن البشرية التي خلقها ويختار بني يعقوب (إسرائيل) دون غيرهم" ص 41و42، اللافت أن عارف يكشف سخافة حتى الاسم، يعقوب الذي صار إسرائيل، وكأنه يقول أن كل الأفكار والأسس ـ وحتى اسم الدولة ـ مشوه أو مسروق أو مبني على خرافات، فيا لها من دولة ويا له من شعب هذا الذي يقبل أن يؤمن بالخرافات.
الساميون
أيضا، حتى التسميات التي جاءت في التوراة، والتي يستخدمها ويطلقها علماء التاريخ يكشف عارف بطلانها وعدم صحتها: "...وهذه التسمية (الساميون) ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر، استنادا إلى التوراة، ليتم تداولها فيما بعد دون أن يأخذ بها معظم شعوب الأرض، أخذ بها بعض المستشرقين ممن يجهلون التاريخ أو ممن يهمهم تزوير التاريخ ليعزوه إلى اليهود" ص38، وهذا ما جعل الباحث السوري توفيق سليمان يعد كتاب "اسطورة النظرية السامية"، عارف يكشف أن الكذبة يتبعها ويرددها (علماء) وهذا ما يمررها على بقية العامة، على الناس، فتمسى واقعا وحقيقة، رغم زيفها وبطلانها.
كنعان
"كنعان" أيضا من الكذبات التي مرت دون التوقف عندها ، فأمست "واقعا/حقيقة: "...كانت تنسب إلى الأشوريين، ثم تحولت فيما بعد إلى السوريين، لأن وجود كنعان هذا والكنعانيين المنسوبين إليه لا وجود لهم خارج النص التوراتي، وهو على الأغلب تلفيق تم لاحقا من قبل المستشرقين ليتلاءم مع التوراة... وأصل جذر المفردة (كنع) حسب بعض اللغات القديمة يعود إلى الخنوع (خنع) والقناعة (قنع) والتواضع والانخفاض، ولا يشير إلى قومية أو عرق بشري أو حتى شعب، وحتى اليوم لم يعرف المؤرخون ما هو مؤكد ولا لبس فيه لنسب الكنعانيين، أو بلاد كنعان" ص278 و279.
يعتمد عارف على التاريخ واللغة لتفنيد التسميات التي تعتبر (حقيقة) حتى بالنسبة لمن يعتبرون انفسهم خبراء وعلماء ومتخصصين، وكأن "عارف" يريد أن يقربنا من الحقيقة، من الموضوعية، وأن نتخلى عن (المسلمات/الحقائق) التي نرددها ونؤمن بها، طالما أن هذا الأمر متعلق بنا نحن، من لا نقتنع بالنص التوراتي ككتاب مقدس، فما بالنا بالنسبة لمن يؤمن بالتوراة ككتاب مقدس!.
أصل اليهود
بعد أن تم كشف الحقيقة وتبين زيف الأسماء وبطلانها، ينقلنا "عارف" إلى الحقيقة، إلى الأصل، الجذر الذي جاء منه اليهود، فهل هم (شعب) نقي العرق؟ أم كباقي الشعوب تتعدد وتتنوع الأصول؟: "... أن قبائل يهودية وجدت في اليمن وجنوب الزيرة العربية، وقد تطرقت النقوش الأشورية والبابلية إلى ذلك، من ضمن تدوينها للغزوات والحروب، ومن هذه المناطق التي وجدوا فيها: بعض مناطق اليمن ويثرب وتيماء وخيبر ودوس واليمامة ونجران، ويرى الباحثون أن هؤلاء كانوا ينحدرون من قبائل رئيسية كبني قينقاع، وبني إسماعيل، كيهود غطفان وكنانة، ويهود من قبائل سبأ وحمير، ويتفقون أيضا على أن الهجرات كانت تتم من الجزيرة العربية إلى خارجها وخاصة إلى بلاد الشام، وليس العكس، نظرا لصحراوية الجزيرة وانهيارات سد مأرب في الجنوب، .. هل هاجرت كل هذه القبائل من بلاد الشام الخصبة، إلى الجزيرة العربية الصحراوية لتنعم بصحراويتها، أم أن العكس هو الذي حدث حسب رؤية المؤرخين؟" ص43و44، اللافت أن عارف ينسف فكرة الأصل (النقي) لليهود، ويجعلهم جزء من سكان المنطقة، فهم عاشوا في الجزيرة العربية ونشأوا فيها، بمعنى أن نظرتهم الدونية للعرب تعد نظرة دونية لأصلهم، فهم بالأساس عرب كباقي العرب، وما التدين باليهودية إلا كتدين العرب بالوثنية أو بالمسيحة أو بالإسلام، فالدين لا يمكن أن يكون فاصلا بين الشعب، ولا يمكن أن يمحو حقيقة الأصل الذي ينتمي إليه الإنسان، فالاختلاف في الدين لا يمكن أن يؤدي إلى خلاف عرقي/سلالي، فالأول عقلي، والثاني جسدي.
وهذا ما اكتشفه "يعقوب" بعد أن استمع إلى عارف: "اليهود عرب من الجزيرة واليمن، واليهودية نشأت هناك، وانتقلت مع المهاجرين إلى بلاد الشام، فاليهودية وبنو إسرائيل لا علاقة لهما بالقوميات والأعراق" ص52، ميزة ما يأتي من أفكار في الرواية، أنه يأتي من طرفي الصراع، عارف الفلسطيني، ويعقوب اليهودي، واعتقد أن اختيار السارد لشخصية "يعقوب" العراقي كان موفقا، حيث أن حضارة العراق تمتد إلى آلاف السنين، وقبل أن يظهر إبراهيم كنبي أو رسول، مما يجعله ـ إن تخلى ـ عن الفكرة الصهيونية، التي تعتمد على التوراة، والتي تمتد إلى ألفي عام، أن يستند/يتكئ على فكرة أعمق زمنيا وتاريخا، وانضج حضاريا وثقافيا من تلك التي جاءت بها التوراة، وهذا ما أكده حينما قال: "كان أبي على حق وهو يفتخر بحضارة أجداده العريقة في سومر وآشور وبابل وأكاد، ويلعن الزمن الذي جعل جده يعتنق اليهودية ليعتنقها هو وأبوه من بعده، لتجيء الحركة الصهيونية وتحرمه حتى من قوميته العربية التي تبلورت على مر الزمن" ص53، فهنا يصل "يعقوب" إلى الحقيقة الكاملة، الحقيقة التاريخية، حقيقة كونه عربيا يدين باليهودية، وحقيقة أن عليه أن يتخذ اجراء يصحح به الخطأ الذي وقع عليه وعلى ابناء دينه، والذي وقع على الفلسطيني.

الخالق والخلق
كما تحدث محمود أبو الجدائل في رواية زمن الخراب عن الخالق والخلق، يتحدث "عارف نذير الحق": "أن القائم بالخلق كان في الخلق نفسه أي في المادة، وأن الوجود كله جاء من المادة ..هذا القائم، الذي أطلقت عليه البشرية اسماء مختلفة، بعد اختراع اللغات، كالله او يهوه، أو الرب! والغريب أن تعتمد العقائد السماوية اللاحقة قصة الخلق من الماء، دون أن تقدم مفهوما لماهية الخالق، وجعلته سابقا على الخلق والوجود، وقدمت مفهوما مبهما له، على أنه ليس كمثله شيء، حسب المفهوم الإسلامي" ص 25، بهذا الطرح الجديد يفسر "عارف" وجود الخالق والمخلوق، الله والكون، وهي يرى أن عملية الخلق لم تكتمل بعد، وما زالت مستمرة ومتواصلة: "يمكن القول أن الوجود هو التصوير غير المجلو في العقل الكوني للخالق، أريد لنا أن نراه حقيقة وهو ليس كذلك، لنساهم في صنع التصور وتطويره، إلى أن يكتمل بما يرضي الخالق، ليتم اظهاره كوجود حقيقي مكتمل" ص107، ولا تقتصر عملية الخلق واكتمالها على الجمادات بل تطال الإنسان أيضا: "الكمال هو أن يحقق الإنسان الغاية من وجوده، وهي: تحقيق قيم الخير والمحبة والعدل والجمال والرقي الإنساني" ص108، قد تبدو رؤية "عارف" عن الخلق والخالق صعبة بعض الشيء، لكنه يوضحها من خلال حواره مع "سارة":
" ـ من أوجدنا حسب رأيك؟
ـ أوجدنا قائم بالخلق يمكن أن أسميه الخالق أو المبدع
لماذا ليس الله أو ما يقابلها في لغات أخرى؟
ـ هذه مفردات لغوية أوجدها البشر بعد اختراع اللغات، منذ بعضة آلاف محدودة من الأعوام، بينما الخالق موجود منذ مليارات الأعوام، هو الأول الذي يفترض أنه ليس قبله شيء.
ـ هل هو واحد أم أكثر؟
ـ هو واحد في كل هائل ومتعدد
ـ من أوجده؟
ـ أوجد نفسه بنفسه لنفسه
ـ وما هو من حيث ماهية جوهره؟
ـ طاقة. طاقة تتجلى في مادة متعددة الأشكال والأحجام والفضاءات والحيوات.
ـ هل هو ضمن زمان ومكان؟
ـ لا. هو خارج حدود الزمان والمكان.
ـ وماذا عن الشكل؟
ـ كل الأشكال واللا أشكال شكله دون أن يكون له شكل محدد بعينه.
ـ ماذا لو قلنا أنه يشبه الإنسان؟
ـ مستحيل." ص374-376، اعتقد، أن مثل هذه الافكار بحاجة إلى التوقف عندها والنظر فيها، فهي جديدة، ونجدها ـ أحيانا ـ تتوافق ونظرتنا إلى الله الخالق، و أحيانا تتناقض، لكنها تبقى أفكارا نقرأها ولنا الحق في منافشتها أو تركها.




:: توقيعي ::: https://www.facebook.com/profile.php...6%3A1554662450
رابط موقعي في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=7683
وحين التقينا يا إلهي بعد كل هذا العناء من البحث عنك
وجدت نفسي أمام نفسي!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أمة, الخلود, الحواري, يشكلون, رلاائد, رائد, شعبا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع