شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-11-2014, 12:16 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي النازيّة: خلقيّة لا داروينيّة!!


" الله معنا " الشعار النازيّ الخالد! على البزّات العسكرية !




يؤدي تدريس كتب الخلقيين ببعض مدارس الولايات المتحدة الأميركيّة: لظهور نماذج من الطلاب مشوَّهي المعرفة وبنطاقات معرفيّة متنوعة. فإصرارهم الدائم على شيطنة الداروينيّة والإلحاد وإلصاق كل الموبقات, بل كل ما يعانيه العالم بهما, يجعلهم يدرسون النازيّة والداروينيّة سويّاً. مع ذلك, يبيِّن التحليل التاريخيّ بأنّ العنصرية التي تشكّل أساس الإيديولوجية النازيّة تجد صداها في الطرح الألوهيّ والخلقيّ.




مدخل




مرّروا لي من فترة قريبة, واحد من الكتب التي يجري تدريسها للصف الرابع بمجال العلوم, وذلك في مدارس جرى فيها فرض الخلق الدينيّ كدراسة عادية للعلوم!! تقوم تلك المدارس بتشجيع الجهل وتقليل الإبداع: عبر تقديم حقائق مُطلقة كجواب مزعوم على تساؤلات كبرى غير مُجابة بشكل مُرضٍ حتى اللحظة. يجري, هكذا, إلغاء التخيُّل والقدرة على البحث, سيما في مواضيع للآن بالكاد قد وصلنا لألف بائها. ومن المؤسف اقتران كل هذا مع محاولات تحريف حثيثة بحقول معرفيّة عدّة. من أهم الآثار الجانبيّة لهذا الاتجاه: هو تقليل أهميّة جوانب هامّة جداً في تاريخنا. فعلى سبيل المثال, محاولة الاشارة للداروينيين والملحدين بوصفهم المسؤولين عن كل شرور الكوكب, بين تلك الشرور: تأكيدهم بإلهام الداروينيّة ودورها بظهور النازيّة. وهذا لا يكون خاطيء فقط, بل ما هو إلّا كذبٌ صُراخ! بل الأسوأ من هذا, هو أنّ هذا الطرح الغوغائيّ, تجاه أعداء الخلقيين الأزليين, يقلِّل من شأن النازيّة, كحركة همجيّة تاريخيّة لا يمكن القفز فوقها. لننسَ الاسباب الحقيقيّة التي أفضت لظهور هذا النظام القاتل, لنتجاهل أنّ العنصرية تتابع تفشيها, أن البغضاء تتابع حضورها في مجتمعاتنا وأنّ أزمة اقتصادية عميقة قد تؤدي لظهور أنظمة سياسيّة عاشت بظلها أوروبا في أربعينيات القرن الماضي. امتلك النظام النازيّ مثقفيه الذين صاغوا أيديولوجيته, هذه الإيديولوجيّة التي لم يكن لها أيّ صلة بما طرحه داروين, بل الأنكى من هذا, أنّ الداروينية تعرضت للتبخيس من قبل النازيّة { فقد تضمنت لوائح المنع لبعض الأفكار الصادرة عن الرايخ الثالث: الداروينية }. كما أنّ النازيّة لم تكن نظام إلحاديّ, فقد كانت محتوياتها الفكرية ألوهيّة تحتقر الإلحاد, الذي جرى ربطه عادة بالثقافة اليهودية والماركسيّة من قبل النازيين. ويمكننا الاطلاع على تحليل تأريخيّ بعيد النظر في Coesblog , حيث سأحاول تقديم موجز لما ورد به من معلومات, وأضيف بعض المعلومات التي عثرت عليها وتصبّ بذات الاتجاه.



العُنصرية, النازيّة والداروينيّة




تُعتبر اطروحة داروين المركزيّة المتمثلة باقتراحه أنّ جميع الكائنات الحيّة قد تطورنا من كائنات أخرى, وكلنا نتقاسم سلف مشترك واحد. بحسب داروين, يعمل الانقتاء الطبيعي كمحرِّك لهذا التطوُّر. يرى البعض بأنّ النازيّة تدافع عن الانتقاء الصناعيّ { الشبيه بانتقاء داروين الطبيعيّ }, لكن في الواقع تمتلك العقيدة النازيّة مكوِّن خلقيّ قويّ. بالنسبة لمُنظِّري النازيّة: فقد جرى خلق السلائل المختلفة من قبل الله, وتمَّ الحفاظ على خصائصها من وقتها. فالمزج بين السلالات يُعتبر شأن خاطيء ويقود لتقهقر الحضارة. بالنسبة لهم, جرى خلق السلالة على صورة ومثال الله, وهي بالنسبة لهم السلالة الآريّة / الشماليّة, واعتبار باقي السلالات كأشباه بشر أو بشر درجة ثانية! بالتالي معاييرهم التي يبحثون عنها: تتمثّل بالحفاظ { مفهوم جامد خلقيّ }, وليس الانتقاء للأفضل { فكرة الانتقاء الصناعي الداروينيّ }. باختصار, تؤكّد الداروينية على أننا كبشر أتينا من سلف من الرئيسيّات, وأنّ كل السلالات البشريّة نتقاسم السلف ذاته, لكن النازية تتحدث عن سلالات مخلوقة منفصلة, ويعتبرون الحديث عن التطور بمثابة لعنة { كالخلقيين }. اضافة لاعتبار النازيين لأننا كبشر لسنا حيوانات, حث اننا نمتلك توجُّه دينيّ وروح. لم تعجبهم طروحات داروين كثيراً وقاموا بمنع نتاجه العلميّ { قائمة الكتب الممنوعة بالعهد النازيّ }.



مُنظِّري النازيّة

آرثر دي غوبينو - مصدر الصورة: ويكيبيديا



اهتمت الايديولوجيّة النازيّة كثيراً بكتاب " التفاوت بين الأجناس البشريّة " { 1853 } لمؤلفه آرثر دي غوبينو ,السابق لعمل داروين " أصل الانواع " { 1859 }. تقوم الفكرة المركزية لكتاب آرثر على اعتبار أن كل السلالات مختلفة وجرى خلقها بصورة منفصلة. تمّ انتقاد مفهوم الأصل المُشترك عبرهذه الكلمات:" أستخلص بُغية دحض البرهان الوحيد لمن يؤكدون بأنّ كل السلالات لديها أصل وحيد, بأنّ الانفصال هائل لدرجة أنّ التغيرات البيئيّة تفتقر للقدرة على إنتاج هذا الانفصال ". كذلك يستخلص بأنّ الاختلاطات بين السلالات يمكن أن تُنتج الانحطاط, من خلال تلويث الدم الأرفع مع الأدنى, وهذا سيقود بدوره لسقوط الحضارات.




كان غوبينو مسيحياً وقد رأى تدخُّل يد الله في هذه القضيّة. وصلت هذه الفكرة حتى إلى كتاب هتلر الأشهر " كفاحي Mein Kampf ", حيث يعتبر أنّ سقوط الحضارات ما هو إلّأ عقاب إلهي سببه اختلاط السلالات { الأعراق razas }. بالنسبة لغوبينو, يكون البرهان الأقوى بمواجهة طرحه آتياً من سفر التكوين ذاته, حيث لا يجري التطرُّق بهذا السفر لأيّ أصل متعدِّد للنوع البشريّ. لكنّ غوبينو برهن أنّ آدم يشكِّل سلف السلالة البيضاء, ويجب أن يكون كل متحدريه بيض, لكن سفر التكوين لا يقول شيئاً عن كيفية ظهور السلالات { الأعراق } الأخرى.

بالنسبة لغوبينو, كل المتحدرين المولودين في جنّة عدن: هم بيض, والباقين جرى خلقهم لوحدهم { وهذا الأمر غير موصوف بسفر التكوين }. فهذه الفكرة مدعومة بتفسير خاص للكتاب المقدّس: لا تدعم النازيّة فقط, بل كذلك تدعم النظريات العنصرية للكنيسة الإصلاحيّة الهولندية التي وظَّفتها لدعم نظام الأبارتيد العنصريّ في جنوب أفريقيا.





مُنظِّر آخر قد دعم النازيّة هو Houston Stewart Chamberlain, أحد المفكرين الذين شجّعوا النازيّة من خلال كتابه " أساسيّات القرن التاسع عشر ", إنه أحد الإنجيليين النازيين. يساهم هذا الكتاب بإبراز فكرة تفوُّق العرق الآريّ وخطر النفوذ اليهوديّ. جرى اعتبار Chamberlain مسيحي متحمِّس وقد اشتكى الكنيسة التي قد شوّهت رسالة المسيح الحقيقية برأيه. كما أكّد أنّ الداروينيّة عبارة عن نظام خاطيء كلياً وكافح فكرة أن يكون الإنسان ذات ماديّة, وقد اعتبر " طروحات داروين ماديّة ومهينة وغير علمية, وجلّ ما أحرزه في القرن التاسع عشر هو زرع الشكوك. وهذا ما قاد بعض المؤمنين للتحول للإلحاد, وهذا أمر شائع بين اليهود ". يؤكّد Chamberlain بأنّه بالنسبة للألمان الجيدين: الله حاضر دوماً في كل الأشياء, وقد وظّف هذا الكلام لتقييم الناس من الملحدين إلى اليهود { وهو ما قام به وكرره هتلر بوقت لاحق }. نظراً لوضوح عدم امتلاكه لمعرفة علميّة حقّة, قام Chamberlain بالهجوم على الأدلة التشريحيّة التي تبيِّن تشابهات بين البشر وباقي الرئيسيات, وقد انتقد بشدّة فكرة الانتقاء الطبيعيّ. كذلك يقدّم ملامح خلقيّة عميقة بطروحاته, سيما حين يؤكّد بأنّه لو نلاحظ الكائنات الحيّة منذ الحقبة الأوليّة وحتى يومنا هذا: سنرى بأنّه لا تغيير قد حدث بهذه الكائنات, فهي تمتلك ذات الشكل.


بإيجاز, يقدِّم كتاب Chamberlain النقد للداروينيّة بصورة نراها اليوم بطروحات الخلقيين, وكذلك يقدّم مفهوم عنصريّ من خلال خلق سلالات منفصلة ومنع الاقتران بينها وهذا ما نقلته الذهنيّة الهتلرية.


مصدر الصورة: Billeder





يُعتبر Hans Friedrich Karl Günther من أهمّ منظّري الطروحات العرقيّة العنصرية للرايخ الثالث. درس Günther في مدرسة الطبيب السويسري Herman Bernhard Lundborg, الذي يُعتبر أحد المدافعين عن تفوُّق العرق الآريّ وانحطاط السلالات المختلطة. اعتمد Günther على أفكار Gobineau, والذي وفق كلماته " يذهب أبعد من أفكار داروين, غالتون أو ماندل في علم الوراثة, علم تحسين السلائل ". في الواقع, وكما تمت الاشارة سابقاً, تكون فكرة Gobineau بحالة نزاع مع إطروحة داروين المركزيّة.


المصدر: ويكيبيديا



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 12:19 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي




ربما يكون كتاب هتلر " كفاحي " العمل الأشهر بسياق الإيديولوجيّة النازيّة, وهو المكتوب بين العامين 1925 و 1926. ينطوي الكتاب على جوانب العقيدة النازيّة, وهو يعكس طروحات المفكرين الذين جرى ذكرهم في الجزء الأوَّل. تمّ بيع أكثر من 10 ملايين نسخة وكان من الكتب الأكثر تأثيراً في أوروبا بفترة ما بين الحربين العالميتين. لم يتطرّق هذا الكتاب لذكر داروين على الإطلاق, وجرت الاشارة للإلحاد مرتين وبصورة تحقيريّة: مصحوباً مع اليهود ومع الماركسيّة. وما نجده متوفِّر جداً في الكتاب: البراهين الدينيّة, الخلقيّة والأخلاق بُغية إلغاء اليهود من المجتمع الألماني. بذات سياق طروحات المفكرين المذكورين أعلاه, اعتقد هتلر بخلق الإنسانية عبر سلالات منفصلة, حيث تكون السلالة الآريّة متفوِّقة. اعتبر اليهود والسلاف ككائنات منحطة لا بشريّة. يجري الحديث عن ماضٍ مجيد للعرق الآريّ, وفترة انحطاط بسبب اختلاطات السلالات, الأمر الذي أدّى لانحطاط المجتمع. وهذا من الأسباب التي دفعت نحو " الحلّ النهائيّ ": القضاء على اليهود كمشجعين على ذاك الانحطاط. وبدلاً من أن يتقاتل الكاتوليك والبروتستانت: يجب أن يُقاتلا العدوّ المُشترك المتمثل باليهود.



يستخدم هتلر مصطلحات خلقيّة بتأكيده أنّ العرق الآريّ قد جرى خلقه على صورة الله, وقدّمه الله للعالم كهديّة, لكن العالم قد فَسُدَ نتيجة الاختلاط العرقيّ. بالتالي واجب الآريين الحفاظ على عمليّة الخلق تلك. كما أنّه يتعرّض لمفاهيم متعارضة كلياً مع طرح داروين:" من حيث المبدأ, تكون الدولة واسطة لبلوغ غاية فقط. وتتمثل هذه الغاية بحفظ المزايا العنصرية للبشريّة ". تتعارض هذه الفكرة مع التطوّر ويجري تحقيقها من خلال فكرة أخلاقيّة عليا, هي: الحفاظ على الخلق الإلهي, كما وضعه الله. تتكرّر هذه الفكرة خلال كتاب هتلر لأكثر من مرّة. كما أنّ خطابات هتلر, تشكِّل دليل جيّد على تفكيره, حيث يحدّد فيها أحد أهم واجبات نظامه: الحفاظ على خلق الله كما وضعه بالضبط.





نجد الفقرة الوحيدة التي تقترب من الفكر الداروينيّ, في كتاب كفاحي, في الفصل الحادي عشر " سلالات وناس ", لكن بالتدقيق بتلك الفقرة, نجد ما يعارض هذا الفكر الداروينيّ: يوجد قانون حديديّ في الطبيعة يقوم بإجبار الأنواع الحيّة بالحفاظ على وضع حدود بينها { سمعتم بهذا سابقاً ؟! }, " التزاوج بين السلالات { أو الأنواع الحيّة } المختلفة يتناقض مع الطبيعة, فالقويّ يجب ان يسيطر على الضعيف ولا يتزاوج معه إطلاقاً ". يكون الحفاظ على السلالات { الأعراق } دون تزاوج شأناً عاجلاً, فالثعلب هو ثعلب دوماً, والإوَّزة هي الإوّزة دوماً والنمر سيحتفظ بمزايا النمر دوماً.



إنني مصاب بالغثيان من قراءة هذه الجملة: وتكرارها المريع في تعليقات الخلقيين, والجديد أنها تظهر في كتاب " كفاحي " لهتلر!!


تشكِّل كل تلك الأفكار طروحات ألوهيّة { مفهوم الخالق الأبديّ } وتتعارض مع طروحات داروين, وهي طروحات تركِّز على أهميّة التهجين والاختلاط, بينما ترفض النازية تلك الاختلاطات وتعتبرها مسؤولة عن انحطاط النوع الحيّ. ففيما تتحدث الداروينية عن ظهور أنواع حيّة جديدة, تعتبر النازيّة أنّ كل كائن حيّ ثابت محافظ على وضعه بشكل دائم { كالطرح الخلقيّ بالتمام والكمال }.




وقد لاقت العقيدة العقيدة النازيّة بالحفاظ على السلالات المنفصلة: الصدى خارج النظام النازيّ, في 30 ولاية أميركيّة قد أقرّت تشريعات تناهض الاختلاط بين السلالات { الأعراق }, وبعض تلك التشريعات ظلّت قائمة حتى ستينيّات القرن العشرين, وكانت مؤسّسة على ذات الأفكار المسيحيّة التي أوحت للنازيّة موقفها:" خلق الله السلالات منفصلة ". بالمُختصر المفيد, تُشير قراءة كتاب كفاحي لهتلر لانعدام أيّ تأثير لكتاب داروين اصل الانواع فيه, بل على العكس من هذا, يوجد تأثير لافكار العهد القديم به.




مناهضة الإلحاد {" شخص قليل الثقافة يكون بحالة خطر الوقوع بحبائل الإلحاد, الأمر الذي يعيده لحالة الحيوان "} والعداء للداورينيّة {" انها ماديّة تقوم بتحويل البشر لحيوانات وترفض الخلق الخاصّ "}: شأنان لا يمكن نفيهما ضمن ذهنيّة الرايخ الثالث, وصولاً لمنع كتبهما.



النازيّة والدين




يتم في كثير من نصوص الخلقيين, المُشار لها ببداية هذا المقال, أو في مصادر أخرى من قبيل Answers in Genesis: تصنيف النظام النازيّ بوصفه نظام مُلحد, وهذا ما جرى نفيه وفق ما ورد أعلاه. لقد كانوا غالبيّة القادة النازيين مؤمنين كاتوليك آتين من عائلات عميقة الإيمان الدينيّ. وغالباً ما كانوا يعلنون أفكارهم المسيحيّة, على الرغم من إعلانها بطريقة شديدة الخصوصيّة. يرفض بعض الخلقيين مسيحيّة النازيين, وذلك عبر برهان دائريّ:" النازيُّون ليسوا مسيحيون, لأنّه ولا مسيحيّ يمكنه فعل ما فعله النازيُّون ", وكما نعرف فإنّ البراهين الدائريّة لا تفيد بإثبات أيّ شيء بالمُطلق. فلم يسلك النازيون كما تقول الأناجيل عن سلوك يسوع, أو كما يسلك كثير من الكهنة بمناطق فقيرة, لكنهم كانوا مسيحيون ومزجوا بين جنون عظمتهم وأفكار مأخوذة من الكتاب المقدّس. في الواقع, اعتبرت غالبيّة النازيين نفسها مسيحيّة, على الرغم من أنهم قد أخذوا أفكار دينية قديمة شماليّة. يقول أحد مباديء الحزب النازيّ, التالي:



" يكون الحزب مُدافعاً عن مسيحيّة إيجابيّة, بعيداً عن قيود الطائفيّة التي يمكن أن يجاهر بها الواحد فيها ".

Alfred Rosenberg
مصدر الصورة: ويكيبيديا



وتضمّن هذا المبدأ: أن يسوع قد كان آريّاً ولم يكن يهودياً, وهي فكرة أشاعها الداعية النازيّ Alfred Rosenberg. ويعني تعبير " المسيحية الإيجابيّة ": عملية صهر المسيحيّة بالأيديولوجية النازيّة, بغية خلق كتابات مُقنعة له أكثر { هل سمعتم بهذا سابقاً ؟}. فعلى سبيل المثال, حاولوا إلغاء كل الاشارات لليهود السابقين الممكن وجودها في الكنائس البولسية { نسبة لبولس الرسول, والمصنّفة بغير المسيحيّة } وبحثوا مسألة توحيد الكنائس الكاتوليكية والبروتستانتيّة حول النظام بُغية مكافحة " الإلحاد , البلشفيّة وكل ما يُنتج الانحطاط في المجتمع ".




أسّست النازيّة معهد لاهوتيّ, هو " معهد دراسة واستئصال النفوذ اليهوديّ في الكنيسة الألمانيّة " والذي كان من بين أهدافه: ترويج فكرة أن المسيح قد كان آريّ, وهذا ما يظهر في نسخة نازيّة للعهد الجديد. حيث يبرز فيها معارضة اليهود للمسيح. وقد تمّ توزيع هذا الكتاب المقدس في كل الكنائس الألمانيّة في العام 1940. كذلك جرى إدخال وصايا عشر جديدة " كتشريف لله والإيمان به فوق كل الأشياء ". وجرى اضافة مبدأ نازيّ هو " الحفاظ على الدم النقيّ والشرف المقدّس " و " تعظيم الفوهرر / الزعيم ".

مصدر الصورة: ويكيبيديا



هاجم النازيُّون الملحدين بقوّة, فقد قاموا بإغلاق الرابطة الألمانيّة للمفكرين الأحرار عام 1933, والتي بلغ عدد اعضاؤها عام 1930 بحدود 500000 عضو, كانعكاس مباشر لموقف هتلر من الإلحاد, وقد قام عناصر الغستابو باعتقال قائد الرابطة Max Sievers وجرى إعدامه. أقرّ النظام النازيّ عام 1933 اتفاقاً مع الفاتيكان { للآن الاتفاق قائم }, هذا الاتفاق الذي اعطى الشرعيّة للنظام, قد سمح كذلك للكنيسة بالتحكُّم بتعليم الأطفال. وقال هتلر خلال مباحثات الاتفاق:



" لا يجب السماح للمدارس العلمانيّة بالظهور, لانعدام التعليم الدينيّ فيها, وبهذا لا وجود لقيم اخلاقيّة دون تكوين دينيّ, فكل مبدأ أخلاقيّ يأتي حصريّاً من الإيمان ".




ومن المثير للاستهزاء أنّ القادة الكاتوليك الراهنين: يصنِّفون النظام النازيّ على اعتباره مُلحد أو إلحاديّ.

وهذا ما عبّر عنه البابا بنديكت السادس عشر في خطابه خلال زيارته لانكلترا عام 2010:" هذا هو ما يحصل عند محاولة استئصال الله من المجتمع ". لقد بيَّن البابا السابق الكثير من الصفاقة من خلال هكذا تصريحات { بالضبط كما يقول الخلقيون اشياء شبيهة }. يكون تصنيف النازيين باعتبارهم ملحدين: خاطيء وشتيمة لعدد كبير من المفكرين الاحرار المُضطهدين من قبل الرايخ الثالث. وهذا يشكّل نظرة زائفة للجهة الأخرى, لأنّ تاريخ الكنيسة مليء بالشواهد على محاولات تكيفها, حتى في أعتى الأنظمة الأكثر دموية { النازيّة, الفاشيّة الإيطاليّة, الفرانكيّة الاسبانيّة, أو دكتاتوريات جنوب أميركا, وحتى عصابات المجرم حافظ اسد وابنه الإرهابي ومواقف كل الكنائس الشرقية والغربية المنبطحة له حتى كتابة هذه الكلمات / اضافة فينيق } للحفاظ على امتيازاتها. فيما لو يمكن حجب المسؤوليّة للفكر المسيحيّ عن النظام النازيّ أو الهولوكوست, فمن الواضح أن النازيين لم يكونوا ملحدين بل مؤمنين, وفيما لو يتوجب البحث عن الله الذين يتقربون منه: فهو الله المسيحيّ.



محاولة فصل النازيّة عن المسيحيّة, مضت على قدم وساق, حتى لدرجة الوصول للتزوير للتبرير!!. هكذا نقرأ في نسخة انكليزيّة لكتاب Tischgespräche الذي ينطوي على مونولوجات لهتلر:" لن أصل لوفاق مع الكذبة المسيحيّة على الإطلاق " و " سننتهي من مرض المسيحيّة عاجلاً أو آجلاً ". لقد أثبت المؤرِّخ Richard C Carrier بأن هاتان الجملتان لم تكونا مكتوبتان في النسخة الألمانيّة الأصليّة. كما أنّ مشاكل ترجمة تظهر, فنجد أن بعض النقد اللاهوتيّ لبعض جوانب المسيحيّة: تتحوّل لرفض مُباشر للمسيحيّة!!. لكن وكما قال يسوع:" من ثمارهم تعرفونهم ", فثمار النازيّة حاضرة وتبيِّن إيمانها وتعلقها بالمسيحيّة. كذلك يمكننا رؤية هذا من خلال شعاراتهم: فلقد اختفت كل الرموز المكروهة من قبل النازيين من الرايات والرموز الرسميّة, وترك كل ما يحترمونه و/ أو يُعجبهم. هكذا نقرأ شعار " الله معنا " للجيش الألمانيّ والذي نُقِشَ على أبزيمات الزيِّ العسكريّ للوحدة الوقائيّة SS. كذلك من المعتاد رؤية الصليب متحد برموز عدّة وبالعلم الرسميّ للنظام النازيّ, الأمر الذي لا يدع أيّ مجال للشكّ بأنّ المسيحيّة هي الدين المُطبَّق في ألمانيا الإبادة الجماعيّة!!


النص الاصل بالقسم الاجنبي

تعليقي

تعودنا على الاتهامات غير المدعومة بوثائق .. ولا ضير حين يُخطيء الإنسان أن يعترف بالخطأ ويعمل على تجاوزه لا الاستمرار فيه وباجترار مثير! أشكر أي تصويب أو إضافة




:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 04:26 AM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

ألكثير من أفكار هتلر مستوحاة من Ernst Haeckel وليس من داروين...
اقتباس:
. On the other hand, Haeckel also stated that "politics is applied biology", a quote used by Nazi propagandists. The Nazi party, rather unfortunately, used not only Haeckel's quotes, but also Haeckel's justifications for racism, nationalism and social darwinism.

هتلر كان يعتمد علي العلوم المزيفة لهيكل.. وليس نظرية داروين التي تساوي بين جميع الكائنات الحية



:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
  رد مع اقتباس
قديم 08-28-2014, 12:38 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي الموضوع المُجتَرْ: داروين والنازيّة







في العام 1990 عبّر المحامي Mike Godwin المهتمّ باستخدامات الحيّز الانترنيتيّ: بوصفه وسيلة لنقل المعلومة, يُحدّثنا عمّا أسماه قانون Godwin, حيث يقول:" كلما طالت مدّة النقاش " اون لاين ", فإنّ احتمال ظهور مقارنة بالاشارة لهتلر أو للنازيين بوصفهما واحد يصبح أكبر ".


فعلياً, تنتهي كثير من نقاشات الآنترنيت بإجراء مقارنة مع النازيين. ولا يشكّل نقاش الخلقيين استثناء هنا. ففي الواقع يقوم الخلقيون بتوظيف أحد تلك البراهين " كدقّة علميّة مزعومة " عند التاكيد على أنّ هتلر: يكون عبارة عن ملحد قد زرع الشرّ في العالم, وأنّه قد استقى جوهر منظومته الفكرية من كتاب " أصل الانواع " لتشارلز داروين.

لنترك جانباً أنّ غالبيّة الخلقيين لم يقرؤوا الصفحة الأولى من كتاب " أصل الأنواع " { كما أنني أشكّ بأنّ كثيرين منهم قد قرؤوا الكتاب المقدس لأبعد مما يتحدث به راعي كنيستهم }, لا يكونا كلا التاكيدين أكثر من نتيجة لقانون Godwin وكلاهما خاطئين.


الشيء الوحيد الصحيح: هو أن هتلر عبارة عن قاتل لجماعات, لكن حين يُقال هذا فلا جديد به لأنّه معروف. ووصف هتلر بالملحد: يسقط مباشرة عند قراءة التاريخ, فهتلر كان مسيحيا كاثوليكياً مؤمناً, حتى الحرس الشخصي لهتلر والمختصرة تسميتهم بحرفي SS , كانوا يقسمون قسماً مثيراً جداً لناس متهمة بكونها ملحدة, هو:


أقسم لك, ادولف هتلر, الزعيم والقائد المستشار, الولاء والقيمة. أتعهّد بالخضوع حتى الموت لك وللرؤساء المعينين من قبلك. ليساعدني الله بهذا.


كذلك تتهاوى التهمة الثانية بسرعة, عند تحليل وثائق تاريخية. فكم هو غريب بأنّ شخص كهتلر لا يمتلك أيّ معرفة عن التاريخ الطبيعيّ, يكون قد قرأ " أصل الأنواع ". ربما قد وصل له بضع تشويهات عن الكتاب, وهي ذاتها التي يوظفها اولئك المشوّهين.


لكن عند مراجعة المجلة الرسميّة للنازيين “Die Bücherei” { المكتبة } في العام 1935, حيث تتم عملية تجهيز قائمة بالكتب التي يجب ان تكون " منتقاة " وهي صيغة " انيقة " لمنعها, سنجد في البند رقم 6 من تلك القائمة نوع الكتب التي يتوجب منعها أو إلغائها:


أعمال { كتب } فلسفيّة وعلمية طبيعية أو اجتماعيّة, يطرح محتواها بشكل ايجابيّ أفكار علمية عن الداروينية والواحديّة*.

بالنتيجة, النازيين لم يكونوا مولعين بأفكار داروين أو بالمادية وهم بهذا كالخلقيين. هذا النمط من البرهنة, مكرّر جداً ويحمل الاسم “ad nauseam”** { برهان الغثيان } ويستوطن منتديات الخلقيين, وهو برهان خاطيء. بالنهاية لا شيء يُفاجئنا في هذا النوع من المنتديات!!!



هوامش


* واحدية Monism هي النظرة الغيبية والثيولوجية يأن الكل هو واحد، أي أنه لاتوجد أي أقسام أساسية بل مجموعة موحدة من القوانين تستبطن الطبيعة وتسيرها. الواحدية هي عكس المثنوية التي تقول بأنه بشكل شامل هناك دما نوعين من المادة ن كما هي مخالفة للتعددية التي تعتبر وجود عدة أنواع من المواد.
الواحدية غالبا ما تربط بفلسفات مثل الإلهية pantheism والإلهانية panentheism والإيمان بإله خالد. مصطلحات إطلاقية absolutism وmonad والمادة الكونية Universal substrate غالبا ما تربط بهذا المذهب.

** الصيغة المتطرفة منه: تعني عملية غسل الدماغ حرفياً. وفق ما قرأته بالاسبانيّة عن هذه المغالطة المنطقية بالحوارات.


الهوامش منقولة / يُرجى التدقيق



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2018, 09:29 PM   رقم الموضوع : [5]
فيصل
زائر
 
افتراضي

مرحبا,,

الموضوع ممتع وشيق للقراءة

بالمناسية الويكبيديا لدى اكثر من موقع وتختلف الواقعه او الحادثه من ترجمة لترجمة اخرى


تحياتي,,ــــ



  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2019, 12:43 PM ابن اوى غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
ابن اوى
عضو جميل
 

ابن اوى is on a distinguished road
افتراضي

الداروينية فرع من علوم الاحياء الطبيعية لكن هناك مصطلح الداروينية الاجتماعية التي تتشابه بعض الايدلوجيات الشيوعية و النازية او العنصرية ربما هناك احتمال بالاعتراف بوجود اله لكن هذا الاله هو عنصري في الايدلوجيا النازية كعرق الماني اري اصيل يجب ان يحافظ على بقائه و عدم اختلاطه باالاجناس الاقل منه كاليهود او الساميين على سبيل المثال اعتقد النازية وظفت المسيحية لمصالحها الدعائية فقط ثم ان هناك نقطة في النظرية الداروينية المتعلقة بالاحياء و هو ان الصراع في الحياة يتم بقوانين الطبيعة و الانتخاب الطبيعي لذلك من هنا يجب الحفاظ على العرق الاري و عدم تزاوجه مع الاجناس التي اقل منه من وجهة نظرهم و العرق الافضل وهو الاري هو من سيخلد للابد و الفناء سيتم بالقتل و الابادة
اعتقد يوجد تعارض في تفسير الايدولوجيا النازية تارة تفسر بوجود اله منح كل هذي الجينات للعرق الاري فقط و الاخر يستمد من الداروينية العلمية و الانتخاب الطبيعي و الداروينية الاجتماعية حتى داروين نفسه لا تقصد نظريته او ربما أسيء فهمها دون ققد بانكار وجود خالق مجرد تأويلات الا اذا ذكر هو بالنص و الغى تماما فكرة وجوده من عدمه لانى اعرف النظرية ولم اقرأ كتبه التي الفها عن النشوء و الارتقاء



  رد مع اقتباس
قديم 11-19-2020, 10:05 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

تحياتي
1.
يستند المقال إلى أساس صحيح تماماً. إذ أن تمجيد "الجنس الآراي" المتفرد يكشف بوضوح ومن غير أي شك بأن النازية تقف مع الأديان الإبراهيمية على اساس واحد وهو: الخلق. لأن وجود عنصر بشري نقي ومتميز خلقه (الله أو أيا كان) مرة واحدة وإلى الأبد هي فكرة إلى جانب كونها سخيفة فهي رفض لنظرية التطور.
2.
وإذ أعلق على هذا الموضوع الآن فإن السبب هو أن أصحاب الشخابيط المسلمين الآن غالباَ ما يضعون الملحدين جنباً إلى جتب مع النازية.
والسبب إما الجهل المطبق الذي يعجزون بسببه التفريق ما بين الاثنين وإما أن يكون جزء من ثقافة الشتائم الإسلامية.
3.
الحق أن النازية هي الصنو السياسي للإسلام باعتبارها أديولوجيا شمولية.
والفكر الشمولي يحمل طابعاً دينياً دائماً.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
النازيّة, خلقيّة, داروينيّة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسوأ الاختبارات النازيّة على البشر فينيق ساحة التاريخ 0 01-10-2016 07:24 PM