شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-22-2020, 11:30 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي البدايات: من تاريخ إلحادي [3]

وداعاً أيتها الصلاة، وداعاً يا الله!
في مرحلة الدراسة المتوسطة وفي "مغامراتي" الدينية" والحياتية كان يرافقني صديقان من محلتنا وكنَّا أيضاً ولبعض الوقت في نفس المدرسة. كان أحدهما، وهو الابن البكر لضابط في شرطة العاصمة، وقد كان شيعياً متديناً إلى درجة السفاهة (أقصد الأب!). إذ كان يؤمن، كما كان يحدثنا صديقنا عن أبيه، بأن الأرنب كانت عاهرة مسخها الله عقاباً على ذنوبها. وقد كان هذا الأمر مضحكاً (ومحرجاً في بعض الأحيان) بالنسبة لنا وحين كنا نشاهد صورة أرنب في الكتب المدرسية أو في الشوارع كنا نغرق في دموعنا من الضحك ونتذكر "الأرنب العاهرة"!
ورغم أننا جميعاً لم نكن نصلي ولا نذهب إلى الجامع القريب، كان صديقنا، ابن ضابط الشرطة، يعاني من ضغوط الأب من أجل الصلاة وعليه الذهاب إلى الجامع، كما كان يفعل جميع الأطفال "!". وهكذا وبعد الإلحاح والرجاء وافقنا على الذهاب معه إلى الجامع كدعم وتشجيع وتضامن (وكأنه ذاهب إلى المقصلة)!
كانت هذه هي المرة الأولى التي ندخل فيها إلى هذا الجامع ليس لغرض شرب الماء أو لقضاء الحاجات الفسيولوجية، كما هو عادة. فقد كان هذا الجامع (مرحاضنا المفضل) لقربه من مكان تجمعنا، وقريبا من السوق.
وهكذا دخلنا الجامع بشيء من الارتياب والحذر (وكأننا ندخل للمرة الأولى)، وتوجهنا للمرة الأولى ليس نحو مراحيضه الأثيرة على قلوبنا، بل نحو المسجد. اجتزنا بوابة الجامع العريضة ومررنا من أمام حنفيات الوضوء وكدنا نعبر الباحة المؤدية إلى المسجد عندما أشار رجل يضع على رأسه عصابة سوداء بأنه علينا الوضوء قبل الذهاب إلى المسجد.
وها هي أول مشكلة نصطدم بها ولم تكن تخطر على بالنا!
الوضوء!
ذهبنا إلى حنفيات الوضوء "صاغرين" وأخذنا "نلعب" لعبة الوضوء، إذ لم يكن أحد منا يعرف شيئاً عنه (بعد سنوات اكتشفت بأنه نوع من "نظافة القطط" التي تنظف نفسها بلعابها، بل هو من أسوء أنواع النظافة !) وعندما أنهينا "لعبة القطط" هذه توجهنا إلى المسجد والإيمان "يَخُرُّ" من قلوبنا.!
(وبعد سنين من هذه الحادثة وقد ودعت الأوهام إلى غير رجعة قرأت القول المنسوب إلى علي بن أبي طالب الذي يقول: " لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه" تذكرت بمرح فكرة "وضوء القطط" وكيف أنها خالية من العقل والمنطق!).
اجتزنا باحة الجامع الفسيحة والماء يتصبب من وجوهنا (من غير إيمان) حتى وصلنا عتبة الباب الواسع للمسجد فوطأت أقدامنا أرضية السجاد بوجل وترقب. من هناك كنا نرى بداية الصفوف حتى نهايتها وعندما وقعَ نظرُنا على "الإمام" وقعتِ الصاعقةُ على رؤوسنا - أو بالأحرى وقعت الصاعقة على بقايا الدين في رؤوسنا!
رأينا شيئاً لم يكن يخطر على بالنا:
كان إمام الجامع الذي يأمُّ المصلين بذراع واحدة!
عليَّ التأكيد هنا بصراحة قصوى أن الأمر لم يكن يتعلق بكونه بذراع واحدة. الأمر الهام والحاسم الذي أذهلنا هو أن هذه "الصورة" كانت تتناقض بصرياً وتقنياً وحسياً مع كل ما اعتدنا عليه من "صور" الدعاء بيدين مرفوعتين وكفين مفتوحتين تتذرعان إلى "العلي القدير" بتحقيق الرغائب التي لن تتحقق والتعجيل بأحداث لن تحدث"!".
ولهذا فإن التذرع بيد واحدة كان أمراً لامعقولاً وسوريالياً لم نستطع احتماله!
كان أكبر من طاقتنا على قبوله وأبعد من خيالنا عن تصديقه.
إنه "آية" من آيات العقل تقول لنا بأن هذا "الأمر" لا خير من وراءه.
بعد سنوات من هذه الحادثة ظهر على سطح ذاكرتي " مشهد الإمام بذاراع واحدة" عندما شاهدت لأول مرة فيلماً من عشرينات القرن الماضي، من عصر السينما الصامتة، حيث يصور المشهد إضراب عمالي وكانت جموع العمال متوجهة إلى ساحة المدينة وفي نهاية الطابور كان عامل أعرج يسعى إلى اللحاق بهم، باختصار: إنها تورية مدهشة عن النهاية الفاشلة "العرجاء" لمسعى العمال. وهي ذات النهاية لأهداف المسلمين الفاشلة وقد تقدمهم إمام الجامع ذو الذراع الواحدة!
خرجنا هاربين جميعاً. لا أعرف ماذا حصل مع الآخرين، أما أنا فلم أدخل يوما بعد ذلك اليوم إلى جامع!
ملاحظة هامة: بعد سنوات طويلة وفي أثناء سنين غربتي دخلت إلى العديد من الجوامع والكنائس والكاتدرائيات والكُنس (جمع كنيست أو كنيس: المعابد اليهودية)والمعابد القديمة والحديثة سواء في بعض الدول العربية أو في أوربا وقد كان السبب الوحيد هو الاطلاع على معمار هذه المعابد لا لأسباب فيزيولوجية أو دينية!



  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المسعودي على المشاركة المفيدة:
AdminMaster (12-09-2020)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلحادى, البدايات, البدايات، من تاريخ إلحادي، ولدتُ لا دينياً، شكوك، أسئلة، غياب الله, تاريخ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع