العرب والمسلمين وانتفاخ الأنا

[Hamdan]

هذه مقال يتناول ظاهرة انتفاخ الانا عند العرب والمسلمين (حيث هم مركز العالم ليس فقط العالم بل الكون كله وجد من اجل المسلمين ونبيهم محمد!!)

ظاهرة انتفاخ الأنا هي طبيعة رافقت العرب بعد ظهور الإسلام تقريبا وهذه الظاهرة تطفو على السطح وتضمحل من وقت الى اخر ..والغريب ان التيارات التي تدعي انها تقدمية وعلمانية تفكر بهذه الطريقة فيبدو ان هذه متلازمة خاصة بالعرب (وهي خاصة قطعا بالعرب اذ لم يسبق من الأمم من شعر بمثل هذا الإنتفاخ الأهوج والفارغ!) ..وقد لمح ابن خلدون لما قد يبدو سبب لهذه الظاهرة في مقدمته حيث قال ان الإسلام دين عالمي لايكتفي بالانتشار بين اهله بل يتعدى ذلك ويسعى للوصول الى الأمم الأخرى (على عكس المسيحية واليهودية على حسب ماقال فهذه الأديان فيها فصل بين السلطة السياسية والدينية خصوصا المسيحية حيث هناك تمييز واضح وكذلك ماقاله ان العرب بطبيعتهم يحبون غزو الأمم الاخرى ونهبها (وهذا ماحدث) واستشهد ابن خلدون بما قاله عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة حيث قال ان حدود دولة الإسلام هي الحد الذي تصل اليه جيوش المسلمين وماورد على لسان محمد (جعل رزقي تحت ظل رمحي) فيه شيء شبيه من هذا.. فالعرب اهل نهب وسلب لذلك ليسوا ميالين الى السكون والبناء والأخذ بأسباب الحضارة (من علم ومعرفة واقتصاد وبناء وغير ذلك..)

نلاحظ ان ظاهرة انتفاخ الانا هذه ظهرت وبقوة بعد وصول التيارات القومية الى سدة الحكم حيث ان جميع الأمم المتحضرة تتآمر على الزعيم الأوحد ودولته العظيمة! ولو لم تتآمر عليه لانتشرت دعوته وخطاباته (الملهمة) الى اقاصي الأرض..وحيث ان اسرائيل هي اداة الاستعمار (كما يدعون) لمواجهة هذا الحاكم (الملهم) فسيكون من مصلحة الحاكم عدم حل الصراع مع اسرائيل (حتى يبقى وجه ما لشرعيته) ووجه ما للضحك على الشعب والإستمرار في تغييبهم والأهم قمع اي محاولة في التجديد (الفكري والثقافي وهذه ظاهرة متوفرة في جميع الدول العربية حيث من مصلحة الحاكم ان لاتمتلك الجماهير عقل نقدي حقيقي حتى يستمر في ممارسة الاعيبه عليهم وحيث ان هدف الحاكم بالنهاية هو المنصب بذاته وليس شيئ اخر!) والملفت للنظر ان هذه التيارات القومية كانت تلجأ للتعامل والتفاوض مع المتآمرين حيث ممارسة الواقعية مع الغير والدجل والتغييب مع الذات وهذا الإنفصال التام سيسبب ان لاتنجح هذه التيارات القومية في مفاوضتها مع الغير فضلا عن نجاحها مع الذات ..فطالما ان القادة (الملهمين) يخضعون للواقع كما يفرضه الغير ويفعلون هذا وهم صاغرون (بحسب التعبير الديني) فسيكون هناك عزل للجماهير الجعجاعة التي لم (تحس بصورة مباشرة) هذا التأثير الذي يمارسه الغير (حيث ان العرب وبحكم انتفاخ الأنا لايتعلمون الا اذا شعروا مباشرة بالضغط وهذا شيء مشابه لحال العرب في العلم والمعرفة حيث ان العلم بكثرة المعلومات او كثرة ما نحصله من معلومات عن الاشياء المحسوسة وليس العلاقات فيما بينها اي الوصول الى مستوى التجريد) ومن هنا الشعوب العربية هي شعوب مراهق بل شعوب تمارس الطفولية الفكرية (طفولية ستودي بها الى الإنقراض ولا اسف ان لم تتعلم!) فالجماهير لاتمارس الحكم لذا تنادي بما هو بعيد عن الواقع فينشأ الفصل المعنوي بين الجماهير والسلطة وتغيب النظرة الموضوعية للطرفين في كل الأمور اللاحقة..

ذهبت التيارات القومية (وفشلت فشلا ذريعا) وجاءت بعدها تيارات الإسلام السياسي مع نفس النغمة حيث ان الأمم المتحضرة تتآمر على الدين العظيم (وممثليه الحقيقيين او الاكثر دجلا ان توخينا الدقة)
فالتنوير العلماني الغربي يخشى من نور الإسلام الذي سيملأ الارض من مشرقها الى مغربها (وحيث ان لا فصل هناك بين الدين والسياسة في الإسلام كما ذكرت سابقا) فمقدار الدجل والتغييب سيكون اكبر فإدخال فكرة العقيدة بدلا من (المنفعة في السياسة والسياسة هي ميدان المنفعة عكس العلم مثلا) سيملك هؤلاء قدرات ووسائل للتغيب اكبر وفعلا ذاع صيت الصحوة الإسلامية حتى دخلت البلدان التي كانت شبه متحررة من الدين (السطحي) اما الدين الباطني (فلقد كان مسيطرا على وعي هذه الجماهير من فتر طويل وقبل وصول التيارات القومية بل من مئات السنين) وما اقصده بالدين الباطني هو المنهج في التفكير والتعامل مع القضايا التعامل معها بطيقة بدائية (كما فرضتها الأديان في السابق) مع بعض العوامل الاخرى المتداخلة..ولازال تأثير تيارات الإسلام السياسي وفعليا هي من تسيطر على الحكم في العالم العربي لست اقول بنظرية المؤامرة (ابدا ولن اقول بها!) بل ان فكر هذه التيارات هو ما يحكم المجتمعات حتى لو كان اصحابها في السجون او في الخارج ونظام الحكم مهما كان بعده عن الجماهير يتأثر بطبيعة المجتمع (الفكرية والثقافية) فالأنظمة العربية تعلي من شأن العادات والتقاليد مثلا وكذلك من شأن الدين او القومية او الوطنية (وكذلك الرياضات كر القدم مثلا) في مقابل حطها من قيمة الفرد لأنها تعلم ان بتحرر الفرد ستؤخذ كل ميزاتها التي تستحوذ فيها على الجماهير هذه الأنظمة يهمها المحافظة على الوضع القائم والحقيقة ان الدول العالم تحكمها المنافسة والأقوى يهمه المحافظة على الوضع القائم وهذه الفكرة مطبقة في البلدان العربي بين السلطة والمعارضة من جهة (ان كان هناك معارضة!) وبين السلطة والجماهير من جهة اخرى والسلطة يهمها المحافظة على الإستقرار لانه في صالحها كما هي سياسة امريكا مع دول الشرق وكذلك الغرب مثلا ..لكن وان كان بعض السياسيين في الغرب يهمهم المحافظ على الاستقرار (السياسي والاقتصادي والعسكري وربما الثقافي) الا ان الغرب كحضارة يتمنى لهذه الشعوب ان تتحرر من خرافاتها لأن خرافاتها (في استاذية العالم وهي فكرة سخيفة ساذجة حقيرة ومن يحملها حقير ايضا اخلاقيا وانسانيا لأنه يقف كشيء معارض لما وصلت اليه الحضارة من قيم المساواة) فالغرب يريد ان تتحرر هذه الشعوب من كبوتها لكن التيارات الأصولية واليمينية فيه يهمها العكس اي بقاء الشعوب العربية في خرافاتها لأن التنوير (وهو اعظم ما انتجته البشرية) ايأ كان يؤثر عليها
الخلاصة ان العرب والمسلمين يعيشون في سبات ويحسبون ان لاهم للغرب سوى التآمر عليهم والحقيقة انهم في قاع الامم سياسيا واقتصاديا والاهم حضاريا وانسانيا فمن سيفكر بهم!!

[طارق]

العالم العربي مختبر والناس فيه فئران تُجرى عليهم التجارب ،اما انتفاخ الانا فما هو في الحقيقة الا وسيلة لنسيان البؤس الذي يعيشه الانسان العربي .