شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-07-2018, 08:52 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الحادى عشر

سكت خونسو عن رواية قصة محمود ونجوى فى مستقبل مصر المظلم. او بالاحرى اسكته اغماؤه. افاق بعد قليل متعرقا ومبتسما فى ضعف. قال. عرفت المزيد من ذكرياتى. تصورن ان لى شبيه توام فى كون مواز لكوننا. فى كوكب ارض مواز. او فى كوكب يدور حول نجم الفا سنتورى او حول نجم ما فى مجرة اندروميدا موازية. هذا الفتى لديه حبيبتان توامتان متماثلتان. احداهما تعمل فى مصلحة سك العملة والاخرى تعمل فى جوقة كورالية كنسية وايضا تعمل ساعاتية ساحكى لكما قصته فى وقت اخر.

استند خونسو عندئذ على ظهر كرسيه وهو جالس جوار الفتاتين حتحور ولمى ديمة فى شرقة شقة المعمورة بالاسكندرية المطلة على حديقة غناء رائعة ملاى باشجار الفيكس والسيسبان والورود والكافور. سكت قليلا وهو يتناول بعض العجوة التى جلبوها معهم من القاهرة بيده ويخرج منها نواتها ثم يطعمها لحتحور ويقبلها من فمها بعمق. كرر ذلك عدة مرات وحتحور تبتسم له بسرور متواضع وانفعال جياش تخفيه ببرود امام لمى. لكن لمى صرخت كالاطفال تريد معاملة مماثلة او شبه مماثلة. عندئذ قرر خونسو مناولتها بعض العجوة فى فمها لتصمت. فاكلتها وضحكت. ثم قال خونسو تحسبا لتذمرها اكثر من ذلك. يا زميلة مارلين مونرو فى برج الجوزاء يا جذابة. دعك من المعاملة بالمثل فهذا ما يمكن وهذا المتاح.

ثم بدا يتكلم بهدوء وشرود. اتعلمان لماذا فشل العلمانيون والمسيحيون واللادينيون وكل المتضررين من التعصب الاسلامى فى مصر... ببساطة لانه يلزم لنجاح اى حركة سياسية ذات قضية فكرية وايديولوجية اسباب معينة انجحت الاخوان والسلفيين والازهر وافتقار العلمانيين والمسيحيين واللادينيين لها افشلهم.. منها التمويل وامتلاكهم استثمارات و قوة مؤثرة وتظاهرية وضاغظة تحسب لها الدولة الف حساب وتقيم لهم وزنا .. ومنها النفوذ الكبير بالداخل والخارج والصلات والعلاقات .. ومنها امتلاكهم قنوات فضائية لحسابهم وبرامج كثيرة فى فضائيات مصر .. ومنها ايضا توحدهم واتفاقهم على مبادئ علمانية جامعة موحدة لا لبس فيها .. ومنها امتلاكهم احزاب سياسية ممثلة فى البرلمان ..

سكت خونسو وقالت حتحور. كلامك صحيح وتحليلك مضبوط يا حبيبى. انك تلميذ متفوق على استاذته. ضحك خونسو وقال. فخور بانك معلمتى واستاذتى وحبيبتى. احمر وجه حتحور وبدا الغضب والغيرة قليلا على وجه لمى ديمة ثم ابعدت وجهها كالطفلة واصدرت صوتا لا مباليا. ثم ضحكت واستعادت ابتسامتها الشبيهة جدا بابتسامة مارلين مونرو.

ويعود خونسو ليروى..

دخل محمود توماس الى القصر او الفيلا او السراى سمها ما شئت خلف الفتاة الممتلئة نجوى. وانصرفت نجوى جانبا. وهى تشير لمحمود ليستمر فى السير من ساحة الفيلا الداخلية ذات العمودين واتجه صوب القاعة الداخلية التى تنتهى بالسلم الرخامى. طبعا السقف مزين بالثريات الكريستالية الضخمة. والجدران مزينة بلوحات كلاسيكية او رنيسانسية والاركان وحتى بداية درابزين السلم مزين بتماثيل مرمرية وبروزنية لملائكة والهة وبشر نساء ورجال شبه عراة على الطراز الرومانى. وبعض التماثيل الفرعونية المقلدة لتحتمس وحتشبسوت وخفرع وخوفو وبطليموس الاول.

وعلى حائط قريب من السلم المرمرى. اطار لشهادات نجوى ووالدتها الجامعية من كامبريدج امريكا وايضا اوكسفورد بريطانيا وسوربون فرنسا. كانت امراتان محبتان للتعليم والعلم... ونظر محمود الى الشهادات بحسرة. حيث تذكر كيف قص عليه رجل فى مقام والده وصديق لوالده قصة بنات خالته فى رشيد .. قصتهن او ماساتهن وماساة اخوتهن الذكور. والتى وقعت احداثها فى عهد مبارك. اى قبل السيسى وقبل اكثر من خمسين عاما.. وكانت ارهاصة وبداية لشعار والد محمود لا الدولة فى مصر تريد السمو بالشعب ولا الشعب يريد السمو بنفسه. الشعب يرفض العلمانية ولا يريدها ويرفض الحريات الفنية والابداعية والجنسية والدينية والسياسية ولا يردها ويكره المسيحيين ولا يحبهم ويرفض خلع الحجاب ويرفض التخلص من تبعيته الفكرية والدينية الخ للسعودية وتركيا اردوغان. فلا تنخدع بمصطلحات ومبررات المؤامرة الغربية او ان الدولة هى من اخونت ومسلفت الشعب. بل الشعب مسؤول مسؤولية كاملة وليس قاصرا.

فكر محمود والخادم الاسمر يشير اليه ليجلس على الاريكة الفخمة قرب السلم النازل من الطابق العلوى. ولينتظر وصول رب عمله والد نجوى. فكر محمود فى ماساة بنات خالة الرجل الذى فى مقام والده .. كان والد الفتيات سلفيا ملتحيا متعصبا.. كان يمتلك مقهى يدر عليه ريعا محترما... لكنه عمل بالاوقاف خادما لمسجد. وبدات تحولاته من العلمانية او من التحضر الى التدين والتمسلف. كان مهووسا بالانجاب. فانجب ولدين واربع بنات. لم يكن عادلا فى تعليمهم. فحمل بعضهم الابنة الكبرى والابن الاكبر والابنة الوسطى الثانية مؤهلات متوسطة فنية. واحداهن الابنة الوسطى الاولى حملت ليسانس اداب جغرافيا. وادخل الولد والبنت الصغار تعليما ازهريا وجنى عليهما... كان قد تمسلف بفضل جهود السادات وراسمالية مبارك وتخلى الدولة عن توظيف الشباب وتشجيع التعليم الجامعى وبفضل سماح الدولة بوجود السلفيين والاخوان والافراج عنهم ونشر افكارهم بمعرض الكتاب وبسفر مواطنيها لمعقل الارهاب السلفى السعودية.

كان مشروع الرجل الرشيدى الاوقافى السلفى هو تزويج بناته لملتحين ومتطرفين وغسل ادمغتهن وادمغة ابنه الاصغر اما الاكبر فتمرد عليه.. واعتبرت البنات عقم الاكبر عقابا الهيا له. فشلت زيجات بناته وحياتهن بنقابهن وخمارهن الذى فرضه عليهن واقتنعن به. كان هو نفسه المشروع القومى للشعب المصرى زواج وانجاب وتكفير وحجاب واضطهاد اقليات وتعصب اسلامى ازهرى اخوانوسلفى سعودى خليجى تركى. فكر محمود كم كان الامر ليختلف لو ان هذا الرجل الرشيدى كان عاقلا وعلمانيا. وادخل اولاده الستة كلهم الجامعات والتعليم العادى غير الازهرى. وتخرجت الفتيات الاربع والولدان من كليات الطب والهندسة والحقوق والفنون الجميلة والاداب والصيدلة او الاعلام او الحربية او الشرطة. لكانوا افادوا مصر والمصريين. وافادوا انفسهم وعائلتهم. لامتلكوا هوايات وبطولات رياضات اولمبية الخ. لالتحقوا باحزاب علمانية ولنادوا بالحريات والتنوير والقيم الغربية ولنبذوا التحريض ضد اسرائيل ولنبذوا الراسمالية ولنبذوا السعودية وتركيا ولنبذوا الخلافة والحدود والتكفير والقتال والعنصرية والرجعية والبداوة والوحدة العربية. كان هذا الرجل الرشيدى الاوقافى هو سبب انحطاط الشعب المصرى. وتدمير الشباب والنشء مما مهد الى احتلال مصر عسكريا سعوديا وتركيا بمباركة من ساسة الغرب وقيام الخلافة الارهابية الازهرية الاخوانوسلفية الراسمالية بمباركة غربية ليبرالية ايضا.

افاق محمود توماس من افكاره وشروده. على صوت والد نجوى ووالدتها ينزلان السلم بصوت عال.

كان والد نجوى اشيب وقورا لطيف المحيا. طويل القامة رشيق القوام. بما يجدر برياضى او ضابط جيش. وجواره والدة نجوى شعرها مسترسل كابنتها وغزير بلا حجاب وترتظى فستانا جميلا وكعب عالى وهى اقصر من زوجها وتميل للامتلاء والسمنة بلا افراط. جسدها تضاريسى انثوى مثل ابنتها. عبوسة نوعا وتميل للصرامة. فى الحقيقة كلاهما كان يميل للصرامة والجدية والعبوس مع كثير من التكبر فهم من الباشاوات الجدد الذين صنعهم جيش السادات ومبارك وطنطاوى ومحمد مرسى والسيسى.. جيش دعم الحجاب والسلفية والاخوانية والازهر والسعودية والتخلف والجهل والراسمالية. واجها محمود توماس اخيرا وقال له الاب بصرمة. انت الجناينى يا ولد ؟ انحنى محمود بتذلل وقال. ايوه يا سيدى الباشا. قالت الام فى تافف واشمئزاز واضح. الولد ضعفان اوى ما اظنش يقدر على وظيفته عندنا. قال الاب. لا. يقدر. انا اخترته. احسن الموجودين. يا ولد روح لرئيس الخدامين فى الاوضة اللى هناك دى وهو هيعرفك مهام وظيفتك الجديدة. اتفضل.



  رد مع اقتباس
قديم 08-15-2018, 03:35 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [12]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثانى عشر

سكت خونسو وكل من حتحور ولمى ديمة تنظر اليه باهتمام وانصات كامل لقصة محمود توماس وعائلة نجوى التى يرويها من احداث مستقبل مصر. وقال. يا حتحور من فضلك جهزى لى بعض الحلوى او سندويتشا من عمل يدك. قالت حتحور. حسنا. وهمت بالنهوض فمنعتها لمى وقالت بلهجتها السورية. الا تريد عزيزى ان تجرب عمل يدى يوما من المطبخ السورى. قال خونسو فى سرعة. ليس هذه المرة يا لولو. لكنى اتطلع شوقا للتجربة. نهضت حتحور مغتاظة ولكن سرعان ما اخفت انفعالها وهى ترى وجه لمى ديمة الجذل. ونهضت تعد ما طلبه خونسو مثل زوجة مطيعة وحبيبة طيبة يندر او ينعدم وجودها هذه الايام فى مصر 2018 التى اصبحت فيها الفتيات يعتبرن ان خدمتهن لازواجهن اهانة وكأنها خادمة وافتى الشيوخ بعدم وجوب خدمتهن لازواجهن وانها لو خدمته بطبخ او غسيل او مسح او خياطة هو واولادهما فهو تفضل منها وليس واجبا عليها .. مصر 2018 التى اصبح فيها الزواج صفقة مالية لاهل الفتاة وللفتاة بكتابة الشقة باسمها وعمل قائمة اثاث كعهدة على الزوج ومهر بالالوف ومؤخر بالالوف وحساب فى البنك وغوايش ومصوغات ذهبية ثقيلة فى خزانة ام العروس.

عادت حتحور بعد فترة وجيزة بالطعام الفواح لخونسو. والذى التهمه بامتنان وسعادة .. وبينما يتناوله قالت حتحور. اعرف شقيقا لصديقة لى اكبر منها ومنى سنا عزف عن الزواج حتى بلغ السابعة والثلاثين من عمره. اوقف حياته بسبب احوال مصر المتردية. يقص على اخته كيف يحلم فى منامه او يقظته بين وقت واخر بفتاة يحبها تشبه مونيكا بيلوتشى. نفس الوجه والقوام ولون الشعر .. ايطالية او تشبه الايطاليات.. انيقة مثلها .. ترتدى فساتين مثلها وكعب عالى وبلا حجاب ولا عباءة ولا نقاب. تسير جواره فى شوارع الحى الثانى عشر بمدينة 6 اكتوبر .. هذا الحى الخرب الصحراوى العديم الاشجار رغم مساحاته الفارغة الواسعة .. هذا الحى الذى يرى من نافذة شقته بالدور الثانى كل صباح رجاله ملتحين وريفيين وبجلابيب ونساءه بعباءات وحجاب او نقاب او خمار .. كل هذا العقم الاسلامى المتعصب الذى بلغته مصر وحيه هذا يجعله يتمنى ان يسير صباحا او ظهرا صيفا وشتاء وليلا فى نفس هذه الشوارع مصطحبا حبيبته بفستانها وطباعها وقيمها الاوروبية وكعبها العالى وشعرها المكشوف امام هؤلاء المتعصبين لعلهم يتعلمون ويتغيرون للافضل ويتخلصون من خليجيتهم وملابسهم الاسلامية المتعصبة. كان يحلم بالمستحيل ويحب بلا امل فتاة خيالية لا يدرى اهى موجودة بالفعل ام لا ام عليه الوقوف عند باب سفارة ايطاليا او الولايات المتحدة للسفر للقائها او للقائها فى صورة موظفة بالسفارة. ايعقل ان يجد مصرية ومسلمة بهذه الصفات. مطيعة له تماما وتخدمه بعيونها ويتزوجها وينجبان طفلا وطفلة يسمياهما تحتمس جيسون ونفرتارى امبر اماندا. ويعلمانهما حتى يصبحان علمانيين متنورين لادينيين يحبان البشرية واديان العالم ويرفضان الحجاب والحدود والتكفير ويرفضان الاخوانية والسلفية والازهرية ويرفضان ال سعود واردوغان. وحين يسير الاربعة اى هذه العائلة فى حيه الثانى عشر. يبدون مثل عائلة فيلم "وحدى بالمنزل" نفس الاناقة والشعور النسائية المكشوفة. يبدون كانهم قطعة من اوروبا واهل اوروبا القرن العشرين والحادى والعشرين. او كانهم قطعة من مصر الناصرية الاشتراكية العلمانية الموالية للسوفيت ولالحاد الدولة بالخمسينات والستينات. او حتى من مصر السبعينات والثمانينات والتسعينات قبل وباء الحجاب الساداتى المباركى السيساوى الاخوانوسلفى السعودى الاردوغانى ووباء الربيع العربى المجرم. وباء مصر الراسمالية الفاروقية الموالية لامريكا وللسعودية ولتركيا اردوغان العثمانية والموالية للخلافة والاحتلال العربى الاسلامى. كان شقيق صديقتى ايضا انطوائيا غير اجتماعى يحب العزلة ويضيق بالضيوف والاقارب وهذا قد يسبب له متاعب جمة مع اجتماعيات واقارب الزوجة المصرية. قلت لصديقتى يا خونسو ان حلمه ليس بعيد المنال. بل هى امور بسيطة سهلة التحقيق لو ارادت عروسه وفتاته المصرية المسلمة ذلك واذا كانت تحبه واذا كان لديها اهل عاقلون.

كان خونسو ولمى ديمة ينصتان باهتمام لحديث حتحور الثورية الحملية فى ان واحد.. كانت من النوع الذى يشعرك بحديثه فى اى موضوع بالاستئناس والائتناس والدفء والطمانينة. وقال خونسو اخيرا ببطء. اشعر بالفة غريبة مع شقيق صديقتك هذا يا حتحت. اشعر كأنه انا او كأننى هو وكأن حلمنا مشترك. على كل حال اتمنى له ان يلقى حبيبته وفتاة احلامه بمواصفاته. كما وجدتها فيك يا حتحت. واتمنى ان يرحل من مصر قبل اتمام مشروع نيوم والجسر السعودى المصرى الذى سيكون للاسف بداية الاحتلال السعودى التركى بمشاركة اردنية لمصر وقيام الخلافة السعودوتركية بمباركة امريكية واوروبية.

قالت لمى ديمة. ايعقل ان يحدث ذلك يا خونسو. لقد كنت اظنك تلفق قصصا والسلام. قال خونسو. للاسف سيحصل حتى لسوريا بلدك يا لولو. ولا حل امامنا لتغيير التاريخ. الشعب المصرى خصوصا بشبابه واطفاله تلوث بخطة ساداتية مباركية. وللاسف لم يناضل الناصريون والاشتراكيون النضال الواجب لدحر السادات ومبارك والسيسى. لذلك كانت 2011 واحداث يناير فيها اكبر دليل على مدى التشوه الذى حصل للمجتمع المصرى. الذى اصبح شبابه واطفاله مؤيدين للحجاب والعباءة وللافكار الاسلامية والاخوانية والسلفية وللتبعية للسعودية وتركيا اردوغان. بما يخالف جذريا المجتمع المصرى فى الستينات الناصرية مثلا تماما. الضرر والاذى قد وقع وترسخ بالفعل. ولا اظن ان معجزة من امونرع واولاده الالهة القدامى والمحدثين الهنود والفرس والابراهيميين والرومان والاغريق حتى تستطيع ان تغير عقول شباب واطفال مصر طلائع داعش والاخوان والسلفيين. لقد تسمم شباب واطفال مصر. ولم يبق عاقلا علمانيا فيها سوى كبار السن الطاعنين فيها من مواليد الثلاثينات والاربعينات. اما مواليد الستينات وحتى 2000 فهم ساداتيون وفاروقيون ملكيون واخوان وسلفيون وازهريون واسلاميون متعصبون. حتى فى مجال السينما والغناء اين ستجدين شبابا اكبر منا او مراهقين مثلنا او اطفالا يحبون ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب الخ وافلام الابيض والاسود المصرية والافلام الامريكية ما قبل 2000. لقد فسد شعب مصر كما لم يفسد يوما. شعب مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 كان واعيا ومتنورا ومثقفا ومعاديا للاخوان والسلفيين مما مهد للثورة ومما انتج عصر الستينات الذهبى لمصر. لكن السادات ومبارك تمكنا من محو ذلك بفضل تقاعس اليساريين والناصريين عن التصدى بشراسة وقوة ونجاح لمخطط سعودة ومسلفة واخونة واسلمة ورسملة مصر. والسيسى جاء ليكمل مخطط السادات ومبارك او بالاحرى كان السيسى والربيع العربى الارهابى الاوبامى السعودى التركى حصاد مر وثمرة مرة لهذا المخطط ولا اعفى الشعب المصرى من المسؤولية فلكل انسان مصرى او غير مصرى عقل ومخ. يستطيع به لو اراد ان يبعد اجرام الاسلام السنى عنه ويعتنق العلمانية والتنوير والقيم الغربية كما كان وافضل. لكن الشعب المصرى وضع عقوله على ارفف او تحت حذائه. واطاع السعودية وتركيا اردوغان واطاع الاخوان والسلفيين وعصى الناصريين واليساريين القدامى.

سكت خونسو قليلا. وقالت حتحور ولمى ديمة معا فى حزن. الا يوجد امل اذن. قال خونسو. على حد علمى وبكل الادلة والشواهد والمؤشرات لا يوجد امل. الا اذا خرج اتاتورك ناصرى اشتراكى حقيقى من ضباط الجيش المصرى الصغار وتولى الحكم. عموما لنعد الى قصة محمود وعائلة نجوى. يكفى الخزعبلات التى يتفوه بها شباب مصر فى الفيسبوك يذهبون الى صفحات مصر القديمة ليتقياوا خزعبلاتهم الاسلامية لمهاجمة رمسيس الثانى ونسبة الاهرام لقوم عاد واخيرا محاولة نفى اختراع الفراعنة للختان والمكابرة ومحاولة اثبات ان ابراهيم هو من علم الختان للفراعنة وللبشر. ويذهبون الى صفحات عبد الناصر لشتمه ودعم فاروق والاخوان. ويذهبون الى صفحات الفلك والكون ليتقياوا خزعبلات السموات السبع والارضين واكذوبة ان اللغة العربية هى ام و اصل اللغات ومهاجمة نظرية التطور ومحاولة لى ذراع التاريخ والعلوم لتوافق الاسلام ونشر اكذوبة ان الارض مسطحة. ويذهبون الى صفحة فيروز ويسبونها ويسبون المسيحية ويحضونها على الدخول بالاسلام. وصفحة نضال الاحمدية ويهاجمون تاييدها لتناسخ الارواح. فكيف يكون امل فى شباب مصر الداعشى المنغلق المعادى للقيم الغربية هذا.

نهض الثلاثة ليذهبون الى الشاطئ. وجلس خونسو على كرسى الشاطئ تحت الشمس يستمع لصوت البحر الابيض المتوسط بالاسكندرية مدينة الاسكندر والبطالمة وعاصمة مصر الرومانية والبيزنطية. وجلست حتحور جواره بالمايوه القطعة الواحدة بينما نزلت لمى ديمة الى البحر بالبكينى. وظلت تسبح بمهارة حتى خرجت بعد قليل وجلست جوار حتحور لتستمعا لخونسو. تبادل الثلاثة اطراف الحديث ثم عادوا للشقة. ثم استرسل خونسو فى رواية قصة محمود توماس.

خرج محمود من امام والدى نجوى متجها الى غرفة رئيس الخدم حيث قابله ببرود واستعلاء. ثم افهمه مهام البستانى اى وظيفته. وعرفه بغرفة البستانى فى حديقة السراى وفيها سريره وبعض الاثاث البسيط وحمام ملحق بها. وفى ركن بالحديقة الفاس وادوات الزراعة والبستنة اليدوية والكهربية. دعا للثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس واشار علامة الصليب فى ركن منزو. هذا التصرف خطير ويمكن ان يؤدى الى اعدامه وكذلك حيازة كتاب مقدس للجيب اخفاه داخل طيات ملابسه بدقة.

قطع كلام خونسو صوت قعقعة وفرقعة عالية ودخان كثيف ملا الغرفة بشقة المعمورة واعمى بصر الثلاثة.



  رد مع اقتباس
قديم 08-19-2018, 10:53 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [13]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثالث عشر

شعرت لمى ديمة بالذعر وصرخت وارتمت فى حضن خونسو الذى ربت عليها فى حنان. فابعدتها حتحور فى غيرة عن حبيبها ودخلت هى فى حضن خونسو. ولكن خونسو ابقى يده الاخرى فى يد لمى ديمة يطمئنها بدافع من الشفقة الانسانية عليها. اختفى الدخان اخيرا وسكتت القعقعة والفرقعة. وانكشف الدخان وتبدد عن فتى مراهق يشبه خونسو طبق الاصل. حين شاهدته لمى ديمة تهللت اساريرها وبدت عليها السعادة. كان يرتدى ثياب جندى رومانى او بيزنطى او بطلمى او مقدونى من جنود الاسكندر الاكبر لم يستطع خونسو تحديد ذلك بالضبط. ومن تحتها بدت ساقاه عاريتين لكن سرعان ما اختفت ساقاه وذراعاه تحت ملابس فضية ملتصقة على شكل الجسم تبدو ملابس مستقبلية او ملابس من عالم اخر او كوكب مواز. فبدا شكله مضحكا بهذا المزيج القديم الجديد الذى يرتديه من الملابس. ابتسم الفتى وفتح ذراعيه فتركت لمى ديمة يد خونسو وقالت. احمد ! اهذا انت. حبيب قلبى احمد ابن القاهرة. ابن تحتمس. ضحك الفتى وقال. نعم يا حبيبة قلبى لمى ديمة ابنة دمشق. ابنة زنوبيا. دخلت لمى ديمة فى حضن حبيبها احمد. وقبلت انحاء وجهه بشغف وهى تبكى وتتامل وجهه غير مصدقة انه عاد اخيرا اليها والتام شملهما. وزفرت حتحور وتنفست الصعداء فى ارتياح وابتسمت لخونسو وقد اطمانت الان انها قد تخلصت من تهديد لمى ديمة لعلاقتها بخونسو. تبادلت لمى واحمد القبلات الفموية العميقة والطويلة ثم تناول وجهها يتامله وقبل خديها .. كان مغرما بوجهها كثيرا.

جلس احمد بن تحتمس لاهثا متعرقا على الاريكة وجواره جلست لمى ديمة. وفى مواجهتهما جلس خونسو وجواره حتحور. قال خونسو مندهشا. انت تشبهنى كثيرا. اانت من هذه الارض ام من ارض موازية فى كون مواز. هل انت انا فى الارض الاخرى. ام من انت. لماذا تشبهنى كانك اخى التوام المتماثل. ضحك احمد بن تحتمس وقال. اتصدقنى لو قلت لك اننى لا اعلم. ربما اكون من مصر كوكب مواز او كما افترضت انت او لعلى نسخة مستقبلية منك مثلا ذاقت اكسير الخلود واصبحت شابا للابد لا اموت. لا ادرى ما اصلى. لقد ولدت جنديا مقاتلا فى مجرى الزمن. وهذا ما وعيت عليه. قالت حتحور وقد نهضت وعادت بكوب ليمونادة مثلج وقدمته لاحمد. حسنا ولكن اليست لمى ديمة من زمنك. او متى التقيتما. قال احمد بن تحتمس. لمى ديمة من الزمن الذى فيه قيادة العمليات او المخابرات العلمية التى انتمى اليها واعمل لديها. التقيتها خلال زيارة لها ولعائلتها الى مصر من سوريا. سكتت حتحور ثم قالت. وهل هناك اسلام فى مصرك وكوكبك هذا يا احمد. قال احمد ضاحكا. نعم بدليل اسمى. ولكن تاريخكم وحاضركم يختلف عن تاريخنا وحاضرنا. اولا مصرنا اسمها ايجيبتوس. عادت الى اسمها البطلمى الرومانى البيزنطى. وحاليا عاد معظم سكانها الى المسيحية ماعدا اقلية اسلامية انا منها. وان كنت اعتبر نفسى من الاغلبية المسيحية رغم اسمى لانى بالفعل اؤمن بالمسيحية لا الاسلام. والاسماء فى مصرنا او ايجيبتوس تتنوع اليوم فهناك مسيحيون ايجيبتيون او كمتيون كثر الان يحملون اسماء اسلامية بسبب ماضيهم. ثانيا نحن اكتشفنا بسبب ابحاث دان جيبسون كوكبنا وكريستوف لوكسمبرج. اكتشفنا بالفعل ان البتراء هى مكة الحقيقية. وان محمد كان نبطيا اردنيا. وانه كان مزيجا من الفكر اليهودومسيحى. لكن الخلفاء العرب من بعده حولوا افكاره الى العروبة والبداوة. افكاره كانت بسيطة وكان اقرب الى قس او حاخام يهودى راباى. وكان مواطنا بيزنطيا... بعض النظريات قالت بانه شخصية خيالية والبعض قال انه شخصية دموية ونسونجية. واعتقد ان لديكم مثل هذه النظريات. ولكن الفارق الضخم بيننا وبينكم ان مصرنا اعترفت وتبنت هذه النظريات والغت قانون ازدراء الاسلام وخدش الحياء. واصبحت ايجيبتوس اقرب الى تركيا اتاتورك قبل اردوغان عندكم او مثل تونس بورقيبة وبن على. تلاشى الحجاب والغى التكفير وحذفت اياته وايات القتال والتكفير والتهجم على اليهود والمسيحيين والوثنيين وغير المؤمنين بالاسلام من القران وتم التخلص من كتب البخارى وابن تيمية ومن كتب السيرة والفقه الاسلامى واستحدثت سيرة علمية لمحمد البترائى. جوبه ذلك بتشجيع من شعبنا الايجيبتوسى الكمتى الواعى على عكس شعبكم للاسف.

سكت احمد بن تحتمس لحظات وهو ولمى ديمة يتبادلان القبلات ويسبحان فى عيون بعضهما البعض. وتضمه لمى فى لهفة وتغمر خده بالقبلات الرطبة وقد بدات تستعيد ذاكرتها مع كلمات احمد وقالت بلهجتها السورية الحلوة. فعلا هذا صحيح. نعم اتذكر الان. واكملت هى. ولقد قلدت مصر ايجيبتوس تدريجيا ليبيا وسوريا والسودان والعراق والاردن والجزائر واليمن والمغرب الخ تباعا فيما عرف بثورات الربيع العلمانى الهوياتى وعودة الروح والوعى. تدريجيا دخلنا فى شراكة واتحاد اقتصادى وثقافى مع شركائنا فى الدين كما كنا يوم كنا بيزنطيين. استعدنا هويتنا اخيرا. واحيينا لغاتنا الهيروغليفية والسريانية والامازيغية واصبحت لغات رسمية لبلادنا ودين الغالبية المسيحية الغربية المعلمنة جدا والعلمية المنزوعة الاظافر اليهودية. مثل مسيحية الغرب عندكم. واصبح تنقلنا وسفرنا الى ايطاليا وفرنسا وانجلترا والمانيا وغيرها من دول اوروبا والى امريكا واستراليا امرا سهلا كثيرا وبدون تاشيرة. وساد عصر سلام ومحبة وتسامح طويل مديد بعد كم العداوة الاسلامية الاجرامية التى لا تزال عندكم.

اكمل احمد وهو يتحسس راس حبيبته السورية لمى ديمة. تدريجيا ايضا تغيرت عادات وتقاليد شعب ايجيبتوس ومن حولهم من شعوب. لتصبح متحررة مثل العادات الاوروبية. ساله هنا خونسو. ولكن ماذا عن السعودية وممالك الخليج الفارسى اصل البلاء وداء كل داء وماذا عن تركيا وايران. وفى الحقيقة انا لا اصدق ان يكون شعب ايجيبتوس بهذا التفتح وخال من التعصب الاسلامى والدعشنة والاخونة والمسلفة وعادات الحجاب ودارى جمالك دى العيون بصاصة. ضحك احمد وقال. يا شبيهى. اسئلتك مهمة جدا وتدل على ذكائك ووعيك. بالنسبة لشعب ايجيبتوس وحكومة ايجيبتوس فهى تختلف من قبل حتى اكتشاف بترائية محمد ودحض مكيته. شعبنا اقرب للشعوب الاوروبية طباعا او على الاقل كان منفتحا جدا مثل لبنان عندكم او تونس بن على او تركيا ما قبل اردوغان. لذلك كان الانتقال سهلا وبدون مشاكل او حروب اهلية. وكذلك كان الحال فى سوريا. فى كوكبنا ليس هناك ربيع عربى داعشى اخوانوسلفى اوبامى سعودى تركى مثل كوكبكم. لان الشباب لم يكونوا يوما دواعش ولا كان مبارك ولا السادات عندنا ولا انبطحت مصر الناصرية او صارت تابعة للسعودية وامريكا. ايجيبتوس ظلت ناصرية بعد وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. وتولى نائبه زكريا محيى الدين والذى اختلف قليلا معه فى بعض الامور خصوصا مع دخول العالم حقبة السبعينات من القرن العشرين واندلاع الثورة الجنسية .. فتصالح وابرم سلاما دائما مع اسرائيل ما يشبه كامب ديفيد السادات عندكم ولكن لها اسم اخر ورئيس امريكا ورئيس وزراء اسرائيل لهما اسماء اخرى ايضا. لكن زكريا بالمقابل حافظ على الاشتراكية اساسا للحكم فى مصر وحافظ على القطاع العام. وحافظ على التحالف والعلاقات الطيبة مع الاتحاد السوفيتى ثم مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.

سكت احمد ليلتقط انفاسه ويرتشف رشفة من كوب الليمونادة المثلج. ويمنح لمى ديمة رشفة هى الاخرى. ثم اكمل. وفى عهد زكريا اصبحت مصر اقرب لسوريا البعثية الاسدية عندكم من حيث وجود صفوف ثانية وكوادر من الشباب بالاتحاد الاشتراكى .. ومن حيث انخفاض معدل الجريمة والفساد على عكس مصركم المباركية او السيساوية .. ومن حيث رقى الفن والادب والحرية غير المسبوقة فى الابداع اكثر بكثير من حرية ناصر ومبارك. لم تكن لدينا رقابة او خطوط او سجن مبدع. ولم ننحط ونغنى اغانى ديجيهات. حتى ان شعبنا الايجيبتوسى الكمتى يحب اشجار الفيكس نتدا الضخمة ولا يقطعها ويحتفل بحفلات الزفاف نهارا وليس ليلا. ظل زكريا الذى من مواليد يوليو 1918 نفس عام ميلاد ناصر يحكم ايجيبتوس حتى بلغ عمره 80 عاما اى حكم من 1970 الى 2002 حوالى 32 سنة. بعدها ترك الرئاسة لشاب من قيادات الاتحاد الاشتراكى العربى يدعى داود عبد الحكيم. وكان مكملا لعهدى ناصر وزكريا وفى عهده تم اكتشاف بترائية محمد واعترف به وكان ميالا لازالة عروبة مصر واعادتها لهويتها ولغتها والاعتراف بان ما يسمى الفتوحات الاسلامية هى احتلال وغزو استيطانى عربى. ايجيبتوس منذ 1952 وحتى اليوم هى مثال الحريات حتى فى تاليف ونشر القصص الايروتيكية السياسية والناقدة للاسلام مثل رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر لكاتبتكم المضطهدة ديانا أحمد.

قالت حتحور فى انبهار. فى الحقيقة انا منبهرة جدا ومندهشة. كأنك تحكى عن اليوتوبيا او حلم حياتى وحلم حياة كل علمانى صادق او لادينى صادق. وليس بالطبع حلم ادارة الحوار المتمدن ادعياء العلمانية والحرية هواة حذف روايات ومقالات ديانا احمد ليرضى عنهم المسلمون. ولا حلم منتدى نسونجى بقيادة الاسطورة محمد رمضان وشوفونى الاردنى الداعشى هواة الجنس والتهجم على المسيحية وحظر كل نقد للاسلام وكل نقد للسيسى وكلام فى السياسة. ولا حلم بعض اعضاء منتدى الالحاد العربى الذين حاولوا التحريض على حذف قصص ديانا أحمد الايروتيكية. سكتت حتحور ثم قالت. ولكنك لم تخبرنا عن مصير السعودية وممالك الخليج الفارسى وتركيا.

ضحك احمد وقال. حين اعلنت مصر تبنيها نظرية بترائية محمد وحذف ايات واحاديث وفقه وسيرة الحجاب والقتال والتكفير والحدود والجزية والسبى والانفال. وانتشر خلع الحجاب وارتداء الفساتين واختفى النقاب والعباءات الخليجية واصبحت حين تنظر الى شوارع القاهرة كأنك تنظر الى روما او واشنطن او باريس او برلين او لندن الخ. وبدات ليبيا وسوريا والسودان والعراق واليمن والجزائر والاردن تتجه الى تقليد مصر واعتناق العلمانية والتسامح ومنح الحقوق للاكراد والايزيديين واليهود والمسيحيين والبهائيين والزرادشتيين وحب الاديان الهندية. والسماح بزواج المسلمة بالمسيحى او اليهودى او البوذى الخ. والسماح بالتحول من الاسلام للمسيحية او غيرها او الى اللادينية. وتغير اسم مصر الى ايجيبتوس كمت وتبنت الهيروغليفية والسريانية والامازيغية. وبدات عاداتها وتقاليدها تتغير لتصبح اوروبية واصبحت ذات اغلبية متحولة للمسيحية اى عابرة للمسيحية. توعدتها السعودية وهددتها بالارهابيين والدواعش. وبالفعل بدا دواعش السعودية وتركيا هجمات وتفجيرات فى انحاء ايجيبتوس وكادت ايجيبتوس ان تنهار فى حرب اهلية وخراب. لكنها وتحسبا لذلك كانت قد عقدت اتفاقات عسكرية ودفاع مشترك بالغة السرية مع اسرائيل والناتو ماعدا تركيا. بموجبها تم تسليح ايجيبتوس باحدث واقوى الطائرات والبوارج والسفن والدبابات وتدريب الجنود والقادة عليها. تدريبا مكثفا فى وقت قصير... فسرعان ما كان الرد العسكرى الايجيبتوسى الصاعق الساحق على الرياض وانقرة. وفى ايام معدودة كان انزال جوى لجنود ايجيبتوسيين بالمظلات وخلال شهرين من المعارك الضارية سقط ال سعود واردوغان وحزبه واصبحت الدولتين تحت الانتداب الايجيبتوسى خصوصا جمهورية الحجاز ونجد وجمهوريات الخليج الفارسى التى استسلمت فور هزيمة وسقوط ال سعود. ووضعت ايضا تحت انتداب ايجيبتوس باشراف من الامم المتحدة. حتى يتم اعادة تاهيل عقول شعوب الخليج وتركيا لتكون علمانية متنورة.



  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2018, 04:02 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الرابع عشر

"لا احب النسوة اللواتى يضعن الشطة او لية الخروف او الزيت الخليط فى الطعام. كما لا احب مدمنى الكوليسترول والملح والنشويات." قالها احمد بن تحتمس فجاة. فضحكت لمى ديمة وقالت "اعلم ذلك يا حبيبى".

قالت حتحور وخونسو فى صوت واحد "كم كوكبكما ومصركما جميلة ومثالية. كم كنا نتمنى ان يكون عالمنا وكوننا هذا مثل كونكما الموازى."

بدات حتحور تقص على احمد بن تحتمس وهو يسرد عاداته الغريبة. تقص عليه عاداتها الغريبة مع حبيبها خونسو حيث تقول. كنت اشعر بالسعادة الغامرة حين اصطحب خونسو لنتنزه نزهات حب غرامية وسط الحدائق والطبيعة وعلى النيل بالقاهرة. فى ايام انشغال المسلمين بعباداتهم .. فى وقت صلاة الجمعة. وايضا فى العشر الاوائل من ذى الحجة ومن محرم ايضا. وايضا فى اجازات عيد الاضحى وعيد الفطر الضخمة. وايضا فى نهار رمضان. كنا نعشق قضاء رمضان كايام اوروبية عادية بعيدا عن الجو المتعصب العربواسلامى. كذلك قرأنا عن الحج اشهر معلومات وليس ذو الحجة فقط كما يزعم ال سعود اليوم. احببنا تكبيرات العيد الكاملة حتى وسلم تسليما كثيرا. واستنكرنا كسوة الكعبة السعودية السنوية المكونة من 670 كيلوجراما من الحرير المطرز بالذهب. ونشاهد شروق المريخ فى ليالى اغسطس فى صورة نجمة برتقالية. وغروب الزهرة بعد غروب الشمس فى صورة نجمة بيضاء ساطعة جدا.

ثم قالت حتحور. ولكن كيف لك ان تعرف امورا كثيرة عن عالمنا وتاريخنا. قال احمد بن تحتمس. لاننى تجولت بين عالمى وعالمكم طويلا وفى عصور عديدة. قال خونسو. لابد ان ذلك امر ممتع ومغامرات شيقة. ضحكت لمى ديمة وقالت. انه كذلك. قال خونسو. اما انا فلا اتذكر من اى دولة انا او من اى كوكب. قالت حتحور مواسية. اصبر يا حبيب قلبى وروح فؤادى. لعلك تتذكر كل شئ مع الزمن ولقد تذكرت امورا مدهشة اخبرتنا بها. ثم وجهت كلامها لاحمد بن تحتمس. وهل لديكم ديانا احمد مثل التى فى عالمنا ؟ قال احمد بن تحتمس. لا ليس لدينا مثلها. ربما لعدم حاجتنا لمثلها. لاننا بالفعل نسير على نهجها. لعلها فى عالم مواز ثالث كاتبة مرموقة غير مظلومة ولا مضطهدة. لكن فى عالمنا لا وجود لها او لعلها موجودة كفتاة مغمورة لا تهتم بالكتابة او التفكير مثل كاتبتكم. وعلى كل حال ونظرا لدراستى لعالمكم واعجابى بغربكم واسيا الصفراء عندكم وروسيا وكلهم يتشابهون مع امثالهم فى عالمى انا ولمى ديمة. وضيقى الشديد بحال شرقكم الاوسط وشمال افريقيا عندكم او الشوشف او المينا mena الغارق فى التبعية الكاملة للاخوان والسلفيين والازهر والسعودية وتركيا اردوغان. فقد استرعى انتباهى كتابكم العلمانيين والمتنورين من امثال نبيل فياض وحامد عبد الصمد والاخ رشيد حمامى وخالد منتصر ومجدى خليل الخ. وبالتاكيد استرعى انتباهى ديانا احمد لاهمية افكارها وكتاباتها. تاييدها لترامب ضد هيلارى واوباما. ورفضها لاردوغان وحزبه وال سعود ورفضها للاحزاب الاخوانية والسلفية. وقرأت لها مقالاتها فى الحوار المتمدن. وقرأت لها ايضا مقالاتها المحذوفة منه او قصصها الايروتيكية مثل رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر 32 فصلا وتكملتها نعمت وخديجة فصل بوناس. وكذلك قبس تلو قبس من الضوء الاسود 7 اجزاء. وكواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر 3 اجزاء. وايام متجردة وشهور حافية وليل بازلتى ونهار مرمرى 41 جزءا. ونقوش على قلب امانى الصغرى فى كوكب السرور. وابنة اخى امانى قصة رومانسية قصيرة. وكلام فى الممنوع عن البورن والايروتيكا. .... وايضا قرأت لها خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ. ومغامرات ملك كوكب. ومين اللى ميحبش جنيفر وميكروباص الغرام. وصديقى يتمنى لنفسه زوجة مسيحية. وتحيا جمهورية يشورون. وسورة دوناتيللا دامياتى وقصيدة بيد السيسى سيفان. وسورة الاولمبيون ولحبيبى خمس صلوات اؤديها كل يوم. وسورة شهر سبتمبر. وسورة البورنوجرافيون. وسورة ناهد. وسورة حبيب قلبى اسمه احمد وكن مثل احمد. وقصيدة الكواكب. ومدرسة الفتيات والة الزمن وابن الثمانينات يحب ابنة الاربعينات. وسورة فينوس العريانة الحافية وسورة هل اتاكم حديث فتاتى السورية. وسورة نينا مرسيديز او اللى ما باست تمه غير امه او السوبرهيروين جيرلفريند وسورة افلا ينظرون الى هيفاء وهبى كيف خلقت. وسورة البودى ستوكنج. وصديقى يتساءل لماذا لا تسمح امريكا بزواج المحارم. وملخص رواية المصرى الاخير. وماذا لو ظل العالم العربى مسيحيا حتى اليوم. وقصيدة قطة اللاذقية او قطتى السورية. وانا والمراهقة الامريكية. وانا ورئيسة جمهورية مصر 2030. وتناسخ ارواح ام الة زمن الغرام. ومولد امير الظلام والاجرام وميلاد ملك السلام. وكل شئ عن اسلحة الدمار الشامل ومايكل انجلو ومصطفى العقاد وثروت عكاشة والاحجار الكريمة والزهور والعطور. وجويرية ونفرتارى الكساندرا. وكوكب البوابات. وبدور وفقدان الذاكرة. وهل يمكننى استعارتها. وزوجة اخى واحلامى. وشخبطات على لوحة ارابيسك. ومن اجل فتاة سلفية عشقتها يا هذا. وسورة زوجتى رائدة فضاء ويا سيسى لماذا لا تعلنها اسلامية. ومدام اكتوبر والخالة يناير والانسة مارس. الصامتة والمعطلة البصر وذات الذراع الفضية. وسورة امون رعم. ويسوع يدخل الازهر. وقصيدة مسيحية ضد رسول الاسلام ايا اتباع محمد لنا سؤال. وسورة الكوكب الجديد. وماذا لو تحول احمد الى سوسن. وسور مفقودة من القرآن. ونظرية سمسم المسمسم عن محمد بوحى من نظرية أن رسول الإسلام محمد هو شخصية وهمية مختلقة. وهل القران كامل ام منقوص. وتحيا جمهورية يشورون وترامب والمستشفى والمسلمون وقطار لحوم منتصف الليل والصبى الذى يأكل اللحم.

سكت احمد بن تحتمس قليلا ثم قال. وتابعت مؤامرات مشرفى قصص منتدى نسونجى عليها شوفونى الاردنى الداعشى وسامى تونسى التابع له وكبيرهم الداعشى ذا ليجند وديد هارت وماستر فهد. وما فعلوه فى يوليو واغسطس من هجمات وتبليغات لتدمير مدونات متطوعة نشرت مقالات او قصص ديانا احمد وصديقها كواكب مثل كواكب تتصادم وقبس تلو قبس وايام متجردة ورشاد وخديجة. وتدمير مدونة وموقع ديانا احمد. كل هذا الحقد الاسلامى الاسود من هؤلاء الحثالة ضدها. ومؤامراتهم بالليل.

قالت لمى ديمة لاحمد. اتعلم يا روح قلبى على ضفاف النيل فى هذا العالم فى القاهرة مشتل رائع للورود والزهور وايضا لاشجار الفيكس نتدا والسيسبان من اروع ما يكون. كما عندنا فى قاهرتنا. ادعوك لزيارته معنا حين نعود للقاهرة واعلم انه سيعجبك كما يعجبك مشتلنا. قالت حتحور. ولكن هل لديكم تشجير كثيف فى المدن الجديدة مثل 6 اكتوبر خصوصا حيها الثانى عشر. قال احمد. لدينا مدن جديدة ولكن ليس بهذا الاسم 6 اكتوبر. فكما قلت لكما ليس لدينا سادات .. وحدثت عندنا نكسة مثلكم وان كنا قد تجاوزناها بفضل الرئيس زكريا محيى الدين رحمه امونرع. ولم نحتاج الى حرب. كنا اكبر عقلا واكثر انفتاحا وقررنا المبادرة بالسلام وعقد اتفاقية سلام دون حرب 73 او غيرها ليس فقط مقابل سيناء بل مقابل التسامح والعيش المشترك والامان الابدى لبلدينا مصر واسرائيل كما نجحنا باقناع الفلسطينيين بالدخول داخل جمهورية اسرائيل. على كل حال لدينا مدينة 15 يناير اى تاريخ ميلاد عبد الناصر العظيم مؤسس الجمهورية وبطل الاستقلال العلمانى المتنور الاشتراكى المحترم. ومدينة نصر مثلكم. وايضا مدينة 17 سبتمبر وهو للمصادفة الغريبة تاريخ توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وان كانت وقعت فى عالمنا فى عام 1972. اما عندكم ففى عام 1978. وفى عالمنا وقعت فى فيلادلفيا. اما فى عالمكم وقعت فى كامب ديفيد. على كل حال فى مدينتى 15 يناير و 17 سبتمبر الاشجار منتشرة والاحياء متوازنة ليس فيها كومبوندات للاثرياء او ثراء فاحش. ولا اسكان فقراء وعمال. كذلك لا يوجد فى ايجيبتوس قطاع خاص متغول او قطاع عام مباع كما فى مصركم. وتوظيف الخريجين فى ايجيبتوس لم يتوقف او يلغى او ينقطع كما عندكم. فكما قلت لكم ليس هناك سادات ولا مبارك ولا طنطاوى ولا مرسى ولا ابو اسماعيل ولا صباحى ولا برادعى ولا سيسى ولا اى من هذه القمامة المتعصبة اخوانوسلفيا او المتعاطفة مع الاخوان والسلفيين. لكننى بالفعل فوجئت بكم التجاوزات فى مدينة 6 اكتوبر باحياء الفقراء والعمال فيها وعدم تشجيرها وكراهية السكان لاى اشجار وقطعهم لاى اشجار تطوع انسان محترم بزراعتها. عندنا فى ايجيبتوس قطع الاشجار جريمة كبرى مثل القتل وتجارة المخدرات ومثل الاخوانية والسلفية. عندنا ايضا مدينة ثورة 1952 ومدينة 5 يوليو اى عيد ميلاد رئيسنا المرحوم المحترم زكريا محيى الدين. وهناك مدينة العلمانية ومدينة تحتمس ومدينة حتشبسوت ومدينة العلمانية ومدينة الحريات ومدينة اتاتورك ومدينة بورقيبة وبن على. وايضا مدينة الحضارة الغربية. كما ان شعبنا الايجيبتوسى ملتزم بتنظيم الاسرة وليس ارنبى مثل شعبكم ال100 مليون نسمة. شعبنا خمسون مليون نسمة فقط.

قالت حتحور فى حزن. يا لحسن حظكم فى ايجيبتوس. لو ان عبد الناصر فى عالمنا بعث حيا اليوم فى مصر 2018 لبكى على مصر دماء بدل الدموع. من كم الدمار الساداتى السيساوى الاخوانوسلفى الازهرى السعودوتركى الذى اصاب مصر. لقال يستحيل ان يكون هذا شعبى المصرى المتنور الاشتراكى العلمانى الذى تركته فى 28 سبتمبر 1970. شعبى المصرى 1970 كان يستحيل ان يصبح مؤيدا لاحتلال سعودوتركى لمصر او اخوانوسلفى لها وكان من المستحيل ان تدفن نساؤه نفسها فى حجاب او نقاب او عباءة. وكان من المستحيل ان يقبل بعودة الراسماليين لمص دمه من جديد. او ان يطالب بعودة فاروق واحفاده لحكم مصر. قال خونسو. حقا ما قلت يا حتحت. لم تخبرينى ماذا كانت تفعل امك بالتبنى ارسينوى وابوك بطليموس فى العشر الاوائل من ذى الحجة. قالت حتحور. لعلمك انا ايضا لا اعلم من اى دولة او كوكب انا يا حبيبى خونسو. كان والدى ووالدتى يعشقان الذهاب فى الفترة من 1 الى 15 من ذى الحجة لزيارة الاقصر واسوان او ميت رهينة او الاهرام بالجيزة او المتحف المصرى. او الاسكندرية. كان هذا حجهما وتعبدهما لمصر. لم يفكرا يوما كالمجانين بالذهاب ودفع تحويشة العمر للمجهود الحربى الارهابى السعودى الداعشى الاخوانوسلفى الازهرى فى مكة.

ثم قالت حتحور لاحمد. هل لاحظت نفاق كثير من الملحدين والعلمانيين المصريين والعرب. قال ابن تحتمس. نعم لاحظته بقوة واحزننى. منهم مؤيدون لهيلارى واوباما وكاميرون وماكرون وترودو وتريزا ماى اى لليبراليين المنبطحين للارهابيين. ومنهم مؤيدون للخليفة العثمانى الاستعمارى الاخوانى البغيض اردوغان ومؤيدون لال سعود ومحمد بن سلمان وقاموا بتلميعه على انه علمانى وانه ضد الحجاب والتطرف. ومنهم مؤيدون للاحزاب الاخوانية والسلفية ومنهم رافضون للكتابات الايروتيكية والحرية الجنسية ورافضون للسلام مع اسرائيل ورافضون لدعم المتحولين من الاسلام للمسيحية. ومنهم منافقون للسيسى ومبررون له دعمه للسلفيين وللازهر وحبسه للمتنورين والفنانات والمفكرين والكتاب بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. وداعمون لعدم طاعة الزوجة للزوج ولعدم احترامها له ولعدم طبخها او غسلها او عملها بالاشغال النسوية المنزلية لزوجها واولادها.

سكت احمد قليلا وحتحور وخونسو يتطلعان اليه بينما تضم لمى ديمة جسدها لجنبه وتقبل خده وعنقه وتلف ذراعها حول بطنه ثم قال. اما عندنا فى ايجيبتوس فزوجاتنا مطيعات محبات للازواج. عاملات ايضا. ويتخرج ابناؤهن جامعيين دوما وليس اقل من ذلك. ولا يوجد لدينا تعليم ازهرى لقد الغيناه وارتحنا من مصائبه وجهالاته. ولا توجد زوجة تحاول تكريه زوجها فى اهله او تكرههم هى. كما انه لا توجد زوجة تكره تربية القطط او العصافير او تقوم بتكريه ابنائها فى الحيوانات الاليفة. كما لا يوجد لدينا جلمعى او جامعية يتزوجان بحملة مؤهلات اقل منهم او من اسر مفككة. ولا توجد زوجة تكنز الذهب من مرتب زوجها وتضعه فى خزانة امها او تجعل زوجها ينفق على اسرتها المتسولة من والدين واخوة.

قالت حتحور. قصت على امى ارسينوى قصة حب من اعجب القصص حصلت فى بيت القاضى بالجمالية فى سبعينات القرن. قال الثلاثة فى فضول. اخبرينا فكلنا اذان صاغية.



  رد مع اقتباس
قديم 08-23-2018, 11:10 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [15]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الخامس عشر

جلس الاربعة وقد غابت الشمس واشرق المريخ فى صورة نجمة برتقالية قوية والقمر التربيع وغربت الزهرة فى صورة نجمة بيضاء ساطعة بعد مغيب الشمس بقليل. المريخ باق فى السماء طيلة الليل حتى اقتراب الفجر. نظر الاربعة فى سرور لهذه الظواهر الفلكية فى مصر فى اغسطس هذا العام 2018. ثم قررت لمى ديمة اعداد عشاء الليلة بدلا من حتحور وقدمت اطباق حلو وحاذق مصرية وسورية بسيطة وسهلة تناسب العشاء. جلس احمد بن تحتمس فى سرور وجواره جلست حبيبته السورية لمى ديمة فى كرسى ملاصق لكرسيه وبدا يلاطفها ويداعبها ويقبلها ويحتضنها مع كل لقمة يتناولها او يلقمها لها فى فمها. وجلست حتحور جوار خونسو لكنهما كانا مكتفيين بقربهما الجسدى والروحى والنظرات المتبادلة. قال احمد بن تحتمس وقد شارف على انهاء العشاء هو والثلاثة. هل تحبون ان اقصص عليكم قصة العائد من جنة ابينا الاله امون رع واولاده ؟... قال الثلاثة فى لهفة وتعطش للمعرفة وفضول. نعم نعم اخبرنا.

بدا ابن تحتمس الكلام وهو يتناول بعضا من الحلاوة الطحينية المصرية وبعضا من الحلاوة السورية المحشوة بالفستق الحلبى. حسنا ساقصص لكم منه ذكرا. كان العائد من جنة امونرع واولاده. وفيها ما يتمناه الانسان العاقل لا المظلم. ان يصبح رياضيا اولمبيا. او متقنا للغات قديمة وحديثة. او عالما بالفلك او الفيزياء الفلكية الخ. او رساما بارعا كلاسيكيا او نحاتا كلاسيكيا او معماريا كلاسيكيا. او موسيقار. او ممثل قدير هوليوودى كلاسيكى. او يحصل على كتب ممنوعة او نادرة او يلتقى بعالم او مخترع او مكتشف عاش قبله بقرون. هذا العائد هو شخص لا يمت بصلة قرابة لاحمد بن تحتمس ولا لخونسو. لكنه كان يعيش فى مكان ما فى اوروبا حاليا. كان مولودا مسلما. من اب وام من جالية مسلمة. لكنه كان نباتيا متوسطا يحترم الحيوانات ويمتنع عن اكل اللحوم لاضرارها الصحية ولايمانه بالنباتية لكنه يتناول الالبان والاجبان ومنتجات الالبان عموما. وبالطبع الحلويات والبقول والحبوب والخضراوات والفواكه. كان فيجيتاريان وليس نباتيا خالصا كاملا اى فيجان. وكان يربى عجلا وخروفا وجديا يبالغ فى العناية بهم فى كل عيد اضحى دموى سفاح ذباح. ويشجب بشدة من يوقفون الاطفال لمشاهدة ذبح الخراف والعجول الخ من الحيوانات. وقال انهم يصنعون طلائع واجيال صاعدة لداعش فمن تلذذ بالدم ورباه اهله المجرمون المظلمون على ذلك او قلبوا حنانه لقسوة هم المسؤولون عن وجود داعش. وهو صورة طبق الاصل من خونسو واحمد بن تحتمس رغم عدم صلة قرابة بينهم.. انها مصادفة وراثية عجيبة جدا. وليس هذا فقط بل له فتاتان بنفس جينومه الوراثى فقط كروموسوم تحديد الجنس عندهما اكس وعنده واى. اى هما النسخة الانثوية منه. بنفس طباعه وصفاته. احبته الفتاتان. اكتفى بهما فى الدنيا حبيبتين وصديقتين وزوجتين واختين وامين له. لكنه لم يخطر بباله ان يموت فجاة منذ يومين ويدخل جنة ابيه الاله امون رع واولاده الالهة الفرعونية والرومانية والاغريقية والبابلية والكنعانية واولاده ايضا براهما واودين وبوذا ويسوع والله ويهوه. رحب به ابوه امون رع وهو يرحب بالجميع فى امنتيت مسلمين كانوا او بوذيين او مسيحيين او اغريق او رومان الخ. طالما لم يقتلوا احدا او يكفروا احدا على اساس التعصب الدينى. وترحابه بشكل خاص ومتميز يكون بالربوبيين واللادينيين واتباع الامون رعية التى نؤمن بها انا وانتم الثلاثة بان امون رع ابو كل الهة العالم القديمة والحديثة وابو الديانات كلها ابراهيمية وفارسية وهندية واغريقية وبابلية ونورسية ورومانية. لم تكن امنتيت كوكبا للجياع ولا للشبقين جنسيا مثل جنة محمد والله المزعومة. بل كانت كوكبا لخريجى الجامعات والكليات والمثقفين والمتنورين ولمن كانت احلامه راقية ولم يتمكن من تحقيقها فى الدنيا. كما قلت لكم كان ابونا امون رع وزوجته واولاده المصريون القدماء والبهائيون الخ من الهة الديانات ينظرون فى امر الموتى الذين قدموا عليهم فى محاكمة. فاما الدواعش والاخوان والسلفيون والازهريون والقرآنيون وكل قاتل او اكل غنيمة او سابى للنساء او غازى لبلاد مثل ابن الوليد وابن الخطاب او مدخل الناس عنوة لديانة تركوها مثل ابى بكر وحرب الردة الخ وكل مغتال لمعارضيه المثقفين المفكرين مثل ام قرفة والنضر بن الحارث وعصماء بنت مروان الخ فمصيرهم موكل الى عمعموت. وايضا يتم تعذيبهم للابد بعذاب ديانتهم الذى كانت تخوف به المسيحيين واليهود والوثنيين الخ. واما البشر من اهل الديانات الاخرى القديمة والحديثة فمن اغتصب او قتل بريئا او كفر احدا تكفيرا او نصب او ظلم او اهان او نشر الارهاب الاسلامى السنى والراسمالية المتوحشة يعاقب. واما كل من اكتشف واخترع ومن ارسى دعائم النباتية والتنوير والعلمانية والحريات والقانون المدنى وحقوق الانسان الاممية والاشتراكية فيقف فى حضرة ابيه امون رع او حتحور او الله او اى من الهة الديانات من اولاد امون رع. فيهبه ما فشل فى تحقيقه فى الدنيا وتمنى تحقيقه. يساله. هل كنت تريد تعلم لغة ما. هل كنت تريد اجادة رياضة اولمبية ما وتصبح بطلا فيها. هل كنت تريد ان تصبح رائد فضاء. هل كنت تريد ان تصبح كاتب فانتازيا او دراما تاريخية او خيال علمى. هل كنت تريد اعتناق ديانة ما او العيش بزمن ما او دولة ما. هل كنت تريد السكنى فى قصر او شقة على النيل مثلا. هل كنت تريد الاطلاع على كتاب ممنوع او غير متوفر او قديم. هل كنت تريد العيش فى اخر الايام ونهاية العالم. او فى عصر رجل الكهف او النياندرتال. هل كنت تريد ان تكون صاحب مصنع وصناعيا مرموقا وقت الثورة الصناعية او صاحب مصنع من الصناعات الثقيلة الناصرية. هل كنت تريد ان تعيش انت وامراة تحبها فى كوكب الارض حين يختفى سكانه ويبقى كوكبا بلا احد سواكما فقط فجاة. هل كنت تريد ان تتقن فن النحت الكلاسيكى وصناعة التماثيل الرومانية والنهضوية والتماثيل الايكويستريان. هل كنت تريد ان تصبح رساما او موسيقارا او ممثلا او مطربا ولم يحالفك الحظ ولم تجد الفرصة او حتى تكاسلت.... فى امنتيت نستطيع نحن امون رع واولادنا الالهة والالهات ان نحقق رغباتك. وحتى يمكننا اعادتك الى الحياة بالتناسخ .. لتعيش رغبات الدنيا مثل السكنى فى قصر او تعدد العلاقات النسائية. اما العلوم والفنون والاداب واللغات فيمكننا تحقيقها لك فى امنتيت لتعيش فيها ابدا. اما اذا اردت قصرا او نساء او اردت البقاء فى الدنيا عمرا اطول او فترة اطول او العيش فى زمن ما فهذه امور تستدعى اعادتك الى الدنيا. حتى تشبع منها وتبتهل الينا بصلوات "لحبيبى خمس صلوات اؤديها كل يوم" لديانا احمد. كى نعيدك الى الموت والى امنتيت لتعيش فيها ابدا.

عندها طلب العائد من الجنة امورا كثيرة فى العلوم والفنون والاداب واللغات والصناعة .. وايضا طلب قصرا ونساء بمواصفات معينة. لم يكن يهتم بممارسة الجنس معهن بل يريد علاقة صداقة واخوة وحب رومانسى صافى مثل الافلام الكورية الايروتيكية غير البورنوجرافية. ضحك امون رع ضحك مجلجلة زلزلت السموات وامنتيت وقال. انك ابن طماع يا بنى. واننى احب الابن الطماع. خصوصا اذا كان طيب الخلق مثلك. ومتنورا. ستحيا معنا فى امنتيت اسبوعا مقداره 50 الف سنة. ثم نعيدك الى زمنك ومكانك حيث تلتقى بامراة تحوى كل النساء وتسكن فى قصر كلاسيكى المعمار كما تشاء. قال العائد من الجنة متبرما. امراة واحدة فقط. ضحك امون رع. وقال. اضافة الى زوجتيك المتماثلتين لك فى الحمض النووى لكنهما اناث. وهذه المراة ثق بى معجزة فى حد ذاتها وهى لعلمك متزوجة. اى هى ثمرة محرمة. انا واولادى لسنا ضد علاقات الحب والجنس طالما كانت بالتراضى سواء مثلية او حتى بين متزوجين باخرين. نحن ضد الاغتصاب. وضد القتل وسفك الدماء ارضاء لدين او اله. وضد التكفير والجزية والحدود الاسلامية الخ. ابنى الله لم يكتب ذلك كله. بل ما كتبه ابنه يسوع ورسله بالعهد الجديد من الكتاب المقدس وما كتبه العلمانيون والتنويريون والحقوقيون بالامم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة هو الاقرب لما كتبه ابنى الله.

بقى العائد من الجنة واسمه عبد السلام عبد الغفور عبد الودود. فسماه امون رع ابن السلام ابن اله والهة التسامح ابن المحبة. بقى فى امنتيت يتثقف ويتعلم لغات وفنونا ورياضات اولمبية وعلوما ويقرا كتبا ويدخل كليات طيلة اسبوع كان مقداره 50 الف سنة. وفى نهاية الاسبوع التقاه امون رع وقال له. حسنا لقد حققت لك امانيك. والان ساعيدك حيا لتنال بقية امانيك.

وبالفعل بعث عبد السلام او ابن السلام حيا. وعاد الى المجر فى الوقت الحاضر. ظل يحيا مع زوجتيه اللتين تشبهانه تماما لولا اختلاف الجنس فهو ذكر وهن اناث. وهو يتساءل اين المراة التى ارادها وتمناها واين القصر.



  رد مع اقتباس
قديم 08-24-2018, 03:28 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

ظل ابن السلام حائرا متذمرا. هل خدعه امون رع. لا يعقل.

هنا قاطعت لمى ديمة احمد بن تحتمس وقالت. ولكنك تروى القصة ببعض التحريف. عبد السلام او ابن السلام لم يكن متنورا فى البداية اى قبل وفاته. بل كان اخوانوسلفيا او متعاطفا معهم. لكن امون رع بحكمته واطلاعه على قلبه رغب فى ان يصلح ابن السلام من افكاره. وكافاه بعلم وفن وادب فى امنتيت. ونسيت ايضا ان تخبرهم ان العقاب الشديد فى انتظار اولئك الذين يذبحون العجول والخراف بما يسمونه عيد الاضحى. وان امون رع يمسح دموع والام العجول والخراف ضحايا المظلمين ويمنحهم حياة ابدية فى امنتيت لا يتعرض لهم اى سفاح مظلم. قال احمد بن تحتمس. حسنا ربما حرفت الامر قليلا. اعذرونى. قالت حتحور. لا مشكلة. اكمل من فضلك. فكلنا شوق لمعرفة بقية القصة. اليس كذلك يا خونسو ؟. قال خونسو. بالتاكيد نحن متشوقون كثيرا لمعرفة بقية القصة اخبرنا يا صديقنا.

اكمل ابن تحتمس القصة. ظل ابن السلام حائرا لشهور. حتى اتى يوم. وهو عائد الى منزله حيث زوجتاه الشبيهتان به تماما. ارتطم بامراة ذات شعر ناعم اشيب ملح وفلفل تبدو فى الستين من عمرها. وردة جميلة عتيقة. كانت تشبه كثيرا مونيكا بيلوتشى فى 2018. اعتذرت له واعتذر لها. كان التعب والاجهاد يبدو عليها فعرض ابن السلام توصيلها لمنزلها. اتضح له انهما جيران وهى فى العمارة المجاورة لعمارته التى يسكن بها. كانت انيقة جدا ترتدى فستانا اسود ضيق فى النصف العلوى وله فتحة صدر تبدى بياض صدرها وشئ من القماش المثقب ولكن ضيق الفستان يكشف كبر نهديها الكاعبين السمينين. تماما مثل فستان مونيكا. والنصف السفلى فضفاض مكشكش كالمروحة كسرات وثنيات والكعب العالى الاسود يزين ذلك كله. وشعرها مسترسل جميل. كانت وقورة وهادئة وابتسامتها متواضعة محسوبة بالملليمتر. شكرت ابن السلام لايصاله لها الى منزلها واتكائها عليه. كانت تشعر بكثير من الحرج اذ اضطرت للاتكاء على رجل غريب. وزاد من حرجها نظرة الاعجاب التى فى عيونه تجاهها. كانت امراة ايطالية مثل مونيكا ولعل ذلك سر انها تشبهها كثيرا. لكنها كانت تتحدث الانجليزية والمجرية لحسن حظ ابن السلام الذى كان يتقن اللغتين اضافة للعربية لغته الام. لكنه وبعد لقائه بامون رع اصبح يتقن الهيروغليفية والامازيغية والسريانية واتقن ايضا الفرنسية والروسية والصينية واليابانية والبرتغالية والاسبانية والهندية والفارسية والايطالية. شكرته عند باب شقتها وعرضت عليه ان يزورها هى وزوجها المجرى غدا اذا شاء ليشكره زوجها بشكل شخصى. شعر ابن السلام بالسعادة لهذه الفرصة للمزيد من التعرف على هذه المراة. فى اليوم التالى طرق باب المراة ومعه زوجتاه توامتاه المتماثلتان. وفتح الباب رجل رشيق ممشوق اشيب ايضا يبدو اكبر قليلا من المراة كان هو زوجها. رحب كثيرا بالمجرية بابن السلام وزوجتيه نهى وهدى. كان الرجل يدعى جاريك وهو من اب مصرى وام مجرية. بدا يتكلم مع ابن السلام بالعامية المصرية بطلاقة. اخبره انه عاش فى مصر عهد عبد الناصر واحبه وانه ولد وعاش شبابه فى مصر. ثم حين تولى السادات الحكم رحل هو ووالده وامه الى المجر التى كانت شيوعية وضمن الكتلة الشرقية السوفيتية انذاك. وهنا التقى بهذه المراة الرائعة التى هى الاخرى من اب ايطالى مسيحى وام مصرية مسلمة. لم يغير والدها ديانته ولا غيرت والدتها ديانتها. وتعلمت هى الديانتين من ابويها ولم يجبرها والدها او والدتها على اعتناق ديانتيهما. زارت مع والديها مصر فى شبابها واقامت فيها لعشر سنين او اكثر ايضا فى عهد عبد الناصر. وكانت انجليكا اورورا وهذا اسمها وجاريك يحبان ناصر كثيرا ويعتبران انفسهما مصريين. حيث كانا يستمعان لام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ كما يعشقان مشاهدة افلام الابيض والاسود المصرية وحتى افلام محمود يس فى السبعينات وغيرها. كانا يتكلمان العامية المصرية بطلاقة ويعرفان عن مصر الكثير جدا كاى مصرى المولد عاش ومات فى مصر حياته كلها عبر والد جاريك المصرى المسيحى ووالدة انجليكا اورورا المصرية المسلمة. كان ابن السلام يشعر انه يتكلم مع مصريين فعلا. وفوجئ حين علم ان الزوجين فوق سن السبعين ويقتربان من الثمانين. كان من مواليد بدايات او مقدمات الحرب العالمية الثانية اعظم جيل وافضل المثقفين كانوا من هذا الجيل والاجيال السابقة عليه. وشعر ابن السلام بالاسى والاسف انه من جيل 2000. مواليد 2000 الذين رباهم والدان تافهان من جيل الستينات والسبعينات. لم يذوقوا لذة قراءة الكتب ولا روعة سينما القرن العشرين ولا عرفوا قيمة عبد الناصر والاشتراكية وتوظيف الخريجين الجامعيين فورا وتخفيض ايجارات المنازل والمجمعات الاستهلاكية الخ. فقط رباهم والدان يكرهان ناصر ويعبدان السادات ويعبدان السعودية وتركيا اردوغان .. ربتهم ام سلفية او اخوانية محجبة او منقبة متسلطة لا تحترم زوجها. انه من جيل لم يعرف محمد منير ولا حميد الشاعرى ولا ام كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ونجاة الصغيرة ولا عرف سينما القرن العشرين الامريكية والمصرية ولا عرف الاتحاد السوفيتى العظيم والكتلة الشرقية. جيل يدعم الاخوان والسلفيين والراسمالية وفاروق الاول واولاده. جيل التعصب الاسلامى الرهيب والمعاداة للعلمانية والمسيحية واللادينية. جيل يكره الحضارة الغربية ويعشق العروبة والبداوة الاسلامية. للاسف فان ابن السلام من هذا الجيل الجاهل الملوث. عمره 18 عاما. وكذلك زوجتاه. ولكن وبعد عودته من جنة امون رع واولاده. ايقن ابن السلام حقارة جيله جيل الموبايلات والتعصب الاسلامى الكامل والفشل الدراسى فى الثانوية والتقاعس عن الالتحاق بالجامعات. جيل ربته ام مؤهل متوسط من اسرة مفككة فقيرة متسولة واب جامعة ابله لا دور له فى اصلاح زوجته ولا قيادة الاسرة ولا تنشئة اولاده كما نشا على يد ابوين من الجيل المحترم جيل الحرب العالمية الثانية جيل الثلاثينات والاربعينات. جيل تربية مبارك والسادات والشعراوى والغزالى ومصطفى محمود. جيل اغانى الديجيهات المنحطة والتكاتك ومحمد رمضان ومحمد سعد. جيل حرموه من العلمانية والسفور والتنوير والتسامح مع الاديان الاخرى بالعالم. وحرموه من الثقافة المكثفة التى نالتها الاجيال السابقة عليه. جيل الثمانينات اقل منه جهلا وتفاهة لكنه ايضا عانى نفس المعاناة. جيل البطالة وعدم التوظيف بالمؤهل. جيل ما بعد الانفتاح. لذلك كان ابن السلام - وهذا يشفع له - متشوقا للتعرف عن قرب على انجليكا وان يشعر كأنه هى كأنه من جيلها ويتثقف مما اتيح لها خلال النهضة الثقافية الذهبية فى مصر الناصرية. وكما اعجب ابن السلام بانجليكا اورورا اعجبت زوجته نهى بجاريك. وشعرت نفس شعور ابن السلام. لم يكن ابن السلام فى بادئ الامر يدرى ان انجليكا هذه هى المراة التى بالف امراة التى وهبها له ورزقه اياها امون رع. ولم يكن منجذبا لها جنسيا او رومانسيا فقط. بل كان يراها تعويضا عن امه المتوفاة منذ عامين. وبالمثل كانت نهى ترى فى جاريك تعويضا عن ابيها المتوفى منذ 3 اعوام. كانت نهى - وكذلك هدى - تشبه ابن السلام كما قلنا. نفس الاحبال الصوتية. نفس متاعب القولون وحموضة المعدة. نفس مشاكل حصوات المرارة والكبد الدهنى اللامع. نفس حب الشتاء وكراهية الصيف. نفس حب التساؤل والتعلم. نفس حب المعرفة ومناهج التعليم الثانوى والجامعى الادبى والعلمى. نفس بياض البشرة وكستنائية الشعر ونعومته. نفس لون العيون ونفس شكل الانف والوجنات والجمجمة. نفس حب الافلام الامريكية والمصرية. الفرق فقط نعومة الصوت وارتداء الفساتين والملابس الانثوية وطلاء الاظافر. كانت نهى وهدى من طالبات الجامعة والكليات المتفوقات مثل ابن السلام وقرر الثلاثة عدم الانجاب حتى انهاء دراستهم الجامعية. لولا قدر ادخره له امون رع واولاده ونعمة انعمها عليه لكان ولظل فاشلا دراسيا وجاهلا واخوانوسلفيا مثل امه التى كانت سلفية تكره تربية الحيوانات الاليفة وتحرمه منها وجعلت جو المنزل معدوم الفن والثقافة والعلوم والاداب فقط مقراة وقرآن وقنوات سلفية. كانت انجليكا ترتدى فى ذلك اللقاء فستانا محبوكا من القطيفة الخضراء الداكنة جدا. كانت جذابة جدا فيه. وتبدو وزوجها اصغر من سنهما كثيرا. علم ابن السلام خلال اللقاء ان جاريك سيغيب اسبوعا عن انجليكا لان شركته التى يديرها تحتاجه للمبيت فيها اسبوعا لبعض شؤون العمل وقد اعتادت انجليكا على تكرار ذلك. وقرر ابن السلام ان ينتهز الفرصة للاختلاء بها ومقابلتها وحدها ليعرفها اكثر.

فى الحقيقة لم تكن انجليكا تشبه الام الحقيقية لابن السلام فى طباعها. بل عكسها تماما. انما يمكننا القول بانها تشبه الام المثالية التى كان ابن السلام يتمناها. ام علمانية متنورة بلا حجاب ولا نقاب. تحترم زوجها وتسعى جاهدة لتثقيف اولادها وامتاعهم بالحيوانات الاليفة كالقطط السيامية التقليدية والعصافير الاسترالية. وتصطحبهم الى المتاحف الفرعونية والقبطية والفنية والعلمية وحديقة الحيوانات بالجيزة. وترفض الاخوانية والسلفية وال سعود واردوغان. وتملا ييتها بالموسيقى والاغانى والافلام واللوحات الحائطية الكلاسيكية والاشغال النسوية والتماثيل الكلاسيكية. انها الام التى تمنى ابن السلام ان يحظى بها. كما انها تعد نافذة له على روائع وثقافة جيل الثلاثينات والاربعينات. والترياق لسم النقاب والسادات ومبارك والسيسى واخوانهم وسلفييهم وخلايجتهم واردوغانهم. انها التى من اسرة جامعية الابوين والاخوة وحظيت برعاية صحية ونظام غذائى واعى بروتينى معادنى فيتاميناتى خضرواتى وفواكهى ومنتجات البانى شبه نباتى خالى الدسم وخالى من الكوليسترول والبيض والدهون الحيوانية وقليل السكريات والنشويات وملح الطعام. انها التى ستكلمه عن مصر للالبان التى دمرها السادات ومبارك والسيسى واستبدلوها بجهينة رجال الاعمال والمراعى. وستكلمه عن الاصلاح الزراعى الخالد وتذويب الفوارق بين الطبقات. كان ابن السلام يشعر انها ستحقق حلمه فى ان يرى مساجد اوروبا والمدن الجديدة فى مصر يديرها على الاقل ازهريون قاهريون يقراون القران قبل صلاة الجمعة ويرددون تكبيرات العيد الكاملة. وفوق ذلك يحترمون الاديان الاخرى ويشجبون ايات القتال والتكفير والحدود والحجاب لتعود مصر والشرق الاوسط وشمال افريقيا الى ملابس الغرب للنساء كما كانت فى القرن العشرين. وفوقها تتعلمن جمهورية الحجاز ونجد وتعود تركيا اتاتوركية وتتخلص من الاخوانى اردوغان. ستكشف له وصف السادات بحقده لليساريين الحقيقيين والناصريين المثقفين والعلمانيين والنتنورين بالافندية الاراذل وكيف انه افرج عن الاخوان والسلفيين واعادهم من منفاهم فى السعودية ومنهم الشعراوى والملحد الذى تاسلم و المرتشى بالريالات مصطفى محمود وتسبب فى نشر الحجاب والنقاب والعباءة الخليجية بين نساء مصر الغبيات والتعصب والتكفير فى رجال وشباب مصر مع الانفتاح وتدمير القطاع العام وتحويل مصر لعزبة راسمالية لرجال اعماله وشلته هو ومبارك والسيسى الذى لم يات زعيما مثقفا لاصلاح مصر وازالة الاخوانية والسلفية واعادتها للعلمانية الناصرية والغربية حتى فى الملابس بل اتى ناهبا يريد ان يحكم والسلام هو واسرة القوات المسلحة التى من بعد عبد الناصر لم تختلف كثيرا عن اسرة محمد على وطرابيشها نفس الفساد والنهب اضافة للتعصب الاسلامى السعودى الاخوانوسلفى الاردوغانى الكاسح.

هكذا فكر ابن السلام. وفى ظهر اليوم التالى راقب العمارة التى تسكن بها انجليكا اورورا وزوجها جاريك. فلما راى زوجها خارجا من باب العمارة ليركب سيارته ومعه حقيبة سفر. وبمجرد ابتعاد السيارة من المكان اسرع ابن السلام صاعدا سلالم العمارة بسرعة. طرق الباب فسمع وقع اقدام متثاقلة وفتحت له انجيلكا اورورا. تفاجات بمجيئه وسالته عن السبب ولم تدعوه للدخول. قال بلطف. الحقيقة ربما يكون ذلك فظاظة منى وقلة ذوق لكننى اود التعرف بك اكثر. كانت انجليكا متحفظة وباردة قليلا. وتطلب الامر مزيدا من الاقناع. حتى ادخلت ابن السلام. جلسا يثرثران وقررت انجليكا قبول دعوته بالنزول معه والتمشى فى بعض متنزهات بودابست. دخلا متنزها عاما واسعا. وكانت انجليكا ترتدى معطفا شتويا طويلا انيقا مليئا بالازرار والاحزمة وكبير الياقات. بلون بيج. واسفله جونلة وكعب عالى وبلوزة شتوية ذات رقبة. وحقيبة انثوية رقيقة ملونة وانيقة. جلسا وسط الغابة والاشجار جوار التماثيل الرائعة قال ابن السلام. اتعلمين يا انجى ان المجر وغيرها من دول اوروبا الشرقية كانت جزءا من الامبراطورية الالمانية والامبراطورية النمساوية قبل الحرب العالمية الاولى. ضحكت انجليكا وقالت. نعم اعلم ذلك. ثم اضافت. كانت ملابسهم جميلة انذاك. والموسيقى راقية. افرزت الامبراطوريتان عظماء فى العلوم والفنون والاداب وكذلك فعلت بلدى ايطاليا عصر النهضة والرومان وبلدانا مصر الفراعنة والبطالمة والرومان ومحمد على والخديو اسماعيل وناصر. ثم اضافت انجليكا. هل تحب الماضى والتاريخ. الهذا زرتنى. قال ابن السلام. هل تريدين الاجابة كاملة وبصدق. قالت انجليكا. نعم. قال. على وعد الا تغضبى ان لم تعجبك الاجابة. قالت انجليكا. انا صبورة ولا اغضب بسهولة. هكذا اخبرنى زوجى جاريك وزملاء العمل قبل احالتى للمعاش. وهكذا اخبرنى اولادى المتزوجون ايضا. قال ابن السلام. حسنا. لا انكر انك تملكين جاذبية حيوانية ومغناطيسية جسدية غير عادية. تذكرنى بجمال تجاعيد وجه وعنق مونيكا بيلوتشى فى عامنا هذا 2018. لكنك ايضا مثقفة ومتنورة واشعر انك ام ثانية لى اذا لم يضايقك ذلك. اشعر بالامرين بانك حبيبة وصديقة وانك ام لى. وايضا معلمة لى. احب ان اتعلم منك واسمع ذكرياتك كلها. وان اعيش معك حياتك واسمع رايك فى عبد الناصر وخلفائه.



  رد مع اقتباس
قديم 08-25-2018, 09:08 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [17]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

قبل ابن السلام خد انجليكا. وقال لها. حقا انت تشبهين مونيكا بيلوتشى كثيرا. ضحكت وقالت. نعم اعلم ذلك. وحين اعرض صورى وانا شابة على اصدقائى يقسمون باغلظ الايمان اننى اخت مونيكا بيلوتشى التوام. ويذهلهم اكثر حين اخبرهم اننى من مواليد برج الميزان مثلها والاختلاف فقط فى سنة ويوم الميلاد. انا مولودة 7 اكتوبر. وهى 30 سبتمبر. حتى اننى هنا فى المجر يستوقفنى كثيرون من معجبى مونيكا ظنا منهم اننى هى ويصممون على ذلك ولا يصدقوننى الا حين اعرض لهم بطاقة هويتى وبعضهم حتى لا يصدق ويظننى احمل هوية مزورة. لكننى اشعر انك تعلم امرا عنى وتخفى انك تعلمه.

قال ابن السلام. وما هو هذا الامر يا انجى ؟. كانت انجليكا قد احمر وجهها وبدات ملامحها وحتى قوام جسدها يتغير وبدا لابن السلام انها اصبحت تشبه شادية فى الستينات بالملامح والطول والوجه وقوام الجسد وتصفيفة الشعر... وبدا المشهد مشهد منتزه بودابست خلفها يختفى ويظهر خلفها مجمع التحرير وبرج القاهرة وكورنيش النيل.. لكنها اسرعت واخرجت قرص دواء من حقيبتها من علبة دواء وتناولتها بسرعة. مبتلعة اياها. بعد لحظات. بدات ملامحها تعود لسابق عهدها. واختفى المشهد المصرى خلفها. قال ابن السلام. ما هذا الذى حدث للتو يا انجى ؟. قالت انجليكا اورورا. اولم تكن تعلم ؟. قال. بماذا اعلم ؟ قالت. اذن لم تكن تعلم. حسنا ماذا رايت الان ؟. قال. رايت ملامحك وشعرك يتغيران لتشبهين شادية فى افلام الستينات. ورايت خلفك مشهد لبرج القاهرة وكورنيش النيل ومجمع التحرير.

زفرت وقالت. اذن انكشف سرى لك. حسنا انا ومنذ الطفولة لدى القدرة على تغيير ملامحى لاشبه اى امراة من اى عرق والانتقال ايضا عبر الزمن لاى عصر. وان كانت قدرة لا ارادية عشوائية فى اى وقت تحدث وفى اى مكان وينقذنى من ذلك اقراص دوائى هذا. قال فى سره ونفسه. صدق امون رع حين قال وهبتك امراة بالف من النساء. ثم قال لانجليكا. حسنا ولو فرضنا انك لم تتناولى القرص الدوائى. قالت. عندئذ كنت تحولت الى شبيهة بشادية وفى مصر الستينات مثلا. وكنت نقلتك معى لهذا العصر. قال ابن السلام. ليتك فعلت فانى اود ان اعيش فى هذا العصر الذهبى لمصر لبعض الوقت. ضحكت انجليكا وقالت فى مرارة. انها لعنة اصيبت بها طوال حياتى. وانت تراها شيئا ممتعا ومفرحا. على كل حال انا لا ادرى كيف يحصل ذلك ولا كيف اتحكم فيه وفى الزمان والشخصية التى اتحول اليها. احيانا اصبحت زنجية واحيانا اصبحت صينية واحيانا هندية او عراقية. قال ابن السلام. وحين وقع الامر فى طفولتك الاولى لاول مرة ماذا فعل والداك يا انجى. قالت. شعرا بالذعر لغيابى واختفائى الفجائى وتغير ملامحى. وغبت عنهما يوما كاملا قلبا الدنيا بحثا عنى بلا اثر ولا نتيجة. حتى عدت انا تلقائيا فى اليوم التالى. واستدعوا طبيبا فورا فلم يصدقهما ونعتهما بالجنون. لكنهما توجها لفيزيائى فلكى مرموق يشبه اينشتاين فى نظرياته وافكاره عن الزمكان والثقب الدودى والنسبية الخ. وهذا الرجل كان قد حصل على مؤهلين من كلية الطب وكلية العلوم قسم الفيزياء الفلكية والفلك. فكان طبيبا ايضا. وفحصنى. واندهش لما اخبره به ابوى. قام بعمل رسم مخ لى ايضا. فى النهاية قرر ان هذه الحالة تنتج عن نشاط زائد هائل فى المخ. وبالتالى لا سبيل لتلافيه سوى بدواء مثبط لهذا النشاط الدماغى الزائد. واعادته للمستوى الطبيعى. وجرب الدواء على بشكل يومى. لاننى كنت طفلة لا اعى شيئا. ولم يرغب بالمخاطرة بتركى نهبا للتحول الشخصى والزمنى فقد اذهب ولا استطيع العودة ابدا. لذلك وبفضل اقراص الدواء لم تتكرر نوبات التحول حتى بلغت سن المراهقة. وهنا قرر الطبيب الفيزيائى الفلكى ايقاف الدواء وجعله عند اللزوم حين اشعر بالتحول اسارع بتناول قرص منه.

قال ابن السلام. وماذا لو لم تتمكنى من تناول الدواء وتحولت بالفعل. قالت انجليكا. ايضا اتناول القرص الدوائى حين اريد العودة لملامحى ولزمنى.



  رد مع اقتباس
قديم 08-27-2018, 07:41 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [18]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

قبل ابن السلام خد انجليكا. وقال لها. حقا انت تشبهين مونيكا بيلوتشى كثيرا. ضحكت وقالت. نعم اعلم ذلك. وحين اعرض صورى وانا شابة على اصدقائى يقسمون باغلظ الايمان اننى اخت مونيكا بيلوتشى التوام. ويذهلهم اكثر حين اخبرهم اننى من مواليد برج الميزان مثلها والاختلاف فقط فى سنة ويوم الميلاد. انا مولودة 7 اكتوبر. وهى 30 سبتمبر. حتى اننى هنا فى المجر يستوقفنى كثيرون من معجبى مونيكا ظنا منهم اننى هى ويصممون على ذلك ولا يصدقوننى الا حين اعرض لهم بطاقة هويتى وبعضهم حتى لا يصدق ويظننى احمل هوية مزورة. لكننى اشعر انك تعلم امرا عنى وتخفى انك تعلمه.

قال ابن السلام. وما هو هذا الامر يا انجى ؟. كانت انجليكا قد احمر وجهها وبدات ملامحها وحتى قوام جسدها يتغير وبدا لابن السلام انها اصبحت تشبه شادية فى الستينات بالملامح والطول والوجه وقوام الجسد وتصفيفة الشعر... وبدا المشهد مشهد منتزه بودابست خلفها يختفى ويظهر خلفها مجمع التحرير وبرج القاهرة وكورنيش النيل.. لكنها اسرعت واخرجت قرص دواء من حقيبتها من علبة دواء وتناولتها بسرعة. مبتلعة اياها. بعد لحظات. بدات ملامحها تعود لسابق عهدها. واختفى المشهد المصرى خلفها. قال ابن السلام. ما هذا الذى حدث للتو يا انجى ؟. قالت انجليكا اورورا. اولم تكن تعلم ؟. قال. بماذا اعلم ؟ قالت. اذن لم تكن تعلم. حسنا ماذا رايت الان ؟. قال. رايت ملامحك وشعرك يتغيران لتشبهين شادية فى افلام الستينات. ورايت خلفك مشهد لبرج القاهرة وكورنيش النيل ومجمع التحرير.

زفرت وقالت. اذن انكشف سرى لك. حسنا انا ومنذ الطفولة لدى القدرة على تغيير ملامحى لاشبه اى امراة من اى عرق والانتقال ايضا عبر الزمن لاى عصر. وان كانت قدرة لا ارادية عشوائية فى اى وقت تحدث وفى اى مكان وينقذنى من ذلك اقراص دوائى هذا. قال فى سره ونفسه. صدق امون رع حين قال وهبتك امراة بالف من النساء. ثم قال لانجليكا. حسنا ولو فرضنا انك لم تتناولى القرص الدوائى. قالت. عندئذ كنت تحولت الى شبيهة بشادية وفى مصر الستينات مثلا. وكنت نقلتك معى لهذا العصر. قال ابن السلام. ليتك فعلت فانى اود ان اعيش فى هذا العصر الذهبى لمصر لبعض الوقت. ضحكت انجليكا وقالت فى مرارة. انها لعنة اصيبت بها طوال حياتى. وانت تراها شيئا ممتعا ومفرحا. على كل حال انا لا ادرى كيف يحصل ذلك ولا كيف اتحكم فيه وفى الزمان والشخصية التى اتحول اليها. احيانا اصبحت زنجية واحيانا اصبحت صينية واحيانا هندية او عراقية. قال ابن السلام. وحين وقع الامر فى طفولتك الاولى لاول مرة ماذا فعل والداك يا انجى. قالت. شعرا بالذعر لغيابى واختفائى الفجائى وتغير ملامحى. وغبت عنهما يوما كاملا قلبا الدنيا بحثا عنى بلا اثر ولا نتيجة. حتى عدت انا تلقائيا فى اليوم التالى. واستدعوا طبيبا فورا فلم يصدقهما ونعتهما بالجنون. لكنهما توجها لفيزيائى فلكى مرموق يشبه اينشتاين فى نظرياته وافكاره عن الزمكان والثقب الدودى والنسبية الخ. وهذا الرجل كان قد حصل على مؤهلين من كلية الطب وكلية العلوم قسم الفيزياء الفلكية والفلك. فكان طبيبا ايضا. وفحصنى. واندهش لما اخبره به ابوى. قام بعمل رسم مخ لى ايضا. فى النهاية قرر ان هذه الحالة تنتج عن نشاط زائد هائل فى المخ. وبالتالى لا سبيل لتلافيه سوى بدواء مثبط لهذا النشاط الدماغى الزائد. واعادته للمستوى الطبيعى. وجرب الدواء على بشكل يومى. لاننى كنت طفلة لا اعى شيئا. ولم يرغب بالمخاطرة بتركى نهبا للتحول الشخصى والزمنى فقد اذهب ولا استطيع العودة ابدا. لذلك وبفضل اقراص الدواء لم تتكرر نوبات التحول حتى بلغت سن المراهقة. وهنا قرر الطبيب الفيزيائى الفلكى ايقاف الدواء وجعله عند اللزوم حين اشعر بالتحول اسارع بتناول قرص منه.

قال ابن السلام. وماذا لو لم تتمكنى من تناول الدواء وتحولت بالفعل وانتقلت الى زمن اخر. قالت انجليكا. ايضا اتناول القرص الدوائى حين اريد العودة لملامحى ولزمنى. ساد الصمت الان بينهما وابن السلام يحاول استيعاب الحقائق المبهرة الاقرب للخيال والفانتازيا والخيال العلمى منها للحقيقة والتى اخبرته بها انجليكا. وازداد اعجابا بها وشعورا بانها امه بالفعل. اخذا يتاملان المتجولين والعشاق فى المتنزه الشاسع الاشبه بغابات المانيا ويمتعان عيونهما بروعة التماثيل الكلاسيكية وروعة الاشجار الخضراء وروعة تخطيط كل صغيرة وكبيرة فى المتنزه. والسماء الحليبية الشاحبة الشتوية. ثم نطقت انجليكا اخيرا وقطعت ستار الصمت. ما دمت تعتبرنى امك. فساعاملك كابن لى. ساختار لك كليتك وتعليمك. وساخبرك بكل ما اعرفه من التاريخ ومن حياتى الطويلة السبعينية. وساعد لك اشهى الاطعمة مثل اى ام تعرف واجباتها ورسالتها. وساصنع لك ملابس تدفئك ومفارش ولوحات تزين منزلك بماكينة خياطتى وبابرة الكروشيه والتريكو والكنافاه والمكرمية وكراسة التفصيل. قال ابن السلام. ونسيت شيئا مهما. قالت انجليكا. ما هو ؟ قال. ان تمنحينى من الحنان وقبلات الخد والاحضان. قالت. نعم هذا صحيح. اتعلم ان ابى رفض الانخراط فى صفوف الفاشية بعهد موسولينى. لكن هتلر قدم له استثناء جعله ينضم فى صفوف الجيش النازى جيش الرايخ الثالث. خصوصا ان ابى كان اشقر الشعر ازرق العيون آرى الملامح. حكى لى والدى عن اناقة ملابس الجيش الالمانى. وشجاعة هتلر. نظام الغذاء ونظام الاسرة. ونظام شبيبة هتلر. مشاركة النساء. والتقدم العلمى الهائل. كنت تكلمنى عن الامبراطورية الالمانية اى الرايخ الثانى والامبراطورية النمساوية المجرية. ولعلك تعلم او الان ستعلم ان الرايخ هو الامبراطورية الرومانية المقدسة. اراد هتلر كشاب المانى وطنى وضابط غاضب من هزيمة وتقسيم المانيا واذلالها بمعاهدة فرساى على يد الانجليز والفرنسيين. اراد هتلر رد اعتبار المانيا واسترداد اراضيها واملاكها فى بولندا والنمسا وسويسرا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها. ولكنه اخطا بكسره وخرقه تحالفه مع ستالين ومحاولته المجنونة العبثية لاحتلال روسيا. لكن يحسب له اذلال بريطانيا فى افريقيا وفى جزيرتها نفسها واذلال فرنسا. اليوم كما ترى بعد هزيمة هتلر وتقسيم المانيا ثم توحيدها لتكون كلها المانيا غربية راسمالية مطية لامريكا. وبعد خيانة يلتسين وتفكيك الاتحاد السوفيتى. وانقراض المبادئ المنظمة والمحترمة للنازية والشيوعية والاشتراكية والناصرية. عمت الفوضى والعبثية واللاهدف والانحطاط الكامل السينما الامريكية منذ 2000 خصوصا. وعمت مصر وما حولها. وحل محل الاشتراكية والشيوعية والناصرية. الساداتية والتبعية للسعودية فى الدين والملبس والعادات الخ. والراسمالية المتوحشة. واهمال التعليم العالى والقضاء على الاكتفاء الذاتى والصناعات الثقيلة والقضاء على الاسكان الرخيص. والقضاء على بسكو مصر ومصر للالبان وبيع المصنوعات وشيكوريل وشملا وايديال ونصر للسيارات وللتلفزيون وحل محلها بسكويت اردوغان اولكر المقزز ولبن جهينة وغيرها. اليوم ترى بنفسك شباب جيلك مواليد 2000 وحتى مواليد التسعينات والثمانينات ولكن جيلك اسوا فلم يعاصر الف ليلة وليلة لشريهان او حتى بقايا الادب والفكر والعلمانية وسفور المصريات وارتداءهن الملابس الغربية. جيلك خريج مدرسة السلفيين والاخوان والازهريين والتعليم الازهرى الذى يجب الغاؤه. جيلك الغارق فى افلام الرعب والمؤيد لحذف اجزاء غرامية قبلات او فراش من الافلام الامريكية والكاره لاغانى عبد الوهاب وعمرو دياب ومحمد منير وحمبد الشاعرى لكنه يحب قمامة اغانى التكاتك والديجيهات المنحطة.

سكتت انجليكا قليلا ثم اضافت. كان ابى نازيا ولكن لصغر سنه ورتبته نجا من المحاكمة الامريكية البريطانية لالمانيا فى نورمبرج. اما انا فكنت فى شبابى ناشطة شيوعية مؤمنة بالقضية الاممية جدا وتنقلت كثيرا انا وزوجى الذى تراه بين بلدان الكتلة الشرقية او اوروبا الشرقية فى بولندا ورومانيا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وذهبت حتى الى المانيا الشرقية وموسكو. ولليوم احب التنقل بين بلدان الاتحاد الاوروبى الحالى. بولندا اليوم ساحرة وفى اوقاتها كلها شيوعية او راسمالية كانت ساحرة. وكذلك بلدى المجر وايطاليا ومصر. انا لم انقطع عن زيارة مصر كل عشر سنوات ودوما اجد الجديد فى السياسة والحاكم. اخذ ابن السلام يتامل عيون انجليكا التى كانت طبق الاصل من عيون مونيكا بيلوتشى. وكذلك اذناها وشفتاها وشعرها ووجهها بزواياه ويداها واظافرها واصابعها وذراعاها ونهداها وقوامها وعنقها وحتى ابتسامتها وكل شئ. حقا يخلق من الشبه اربعين.

فتحت انجليكا هاتفها المحمول الذكى السامسونج نوت. واطلعت ابن السلام على فيديو طريف على اليوتيوب لرجل يشبه هتلر ارتدى ملابس هتلر العسكرية ومعطفه الثقيل وكابه العسكرى وتجول فى شوارع المانيا 2014. فى ميدان واسع هو بوابة براندنبورج فى برلين. وكان رد فعل الناس ان التقطوا الصور معه ورحبوا به. فهم يعتبرونه بطلا وطنيا لبلادهم. وقالت انجليكا. كم اتمنى ان يتكرر ذلك فى مصر وتركيا وروسيا مع اشباه لعبد الناصر واتاتورك ولينين وستالين وخروشوف وماركس لعل الشعوب هناك تكون حية لا ميتة وترحب بهم كابطال وطنيين وتنبذ السيسى والاخوان والسلفيين والتعليم الازهرى وال سعود واردوغان والراسمالية والتعصب الاسلامى السنى الخليجى التركى. هل اخبرك بأسوأ من ام واب اغرقوا او قتلوا اولادهم كما فى مصر اغسطس 2018 ؟ من يقتلونهم بتربيتهم على السلفية والاخوانية والتعصب الاسلامى.

عاد ابن السلام مع انجليكا الى منزلها. وشاهدا معا فيلم داونفول وفالكيرى والسماء الحديدية ومسلسل الرجل فى القلعة العالية وايضا ابوكاليبس الحرب العالمية الثانية الوثائقى وحتى الفيلم المينى سيريس التلفزيونى المسمى الوعد لبيتر كوسمينسكى. كما قرا قليلا فى الكتاب المقدس الخاص بانجليكا وسلسلة كتب Left Behind المسيحية اللطيفة وهى 16 كتابا. وانتج منها 4 افلام مميزة. وودعها قبل عودة زوجها جاريك ليلا. على امل اللقاء غدا او بعد غد.

عاد ابن السلام الى منزله وزوجتيه نهى وهدى. واستلقى بينهما وكل منهما تسند راسها على كتفه. لم تكن هدى مهتمة كثيرا بجاريك على عكس نهى. وفى ذلك المساء قرر ابن السلام بعدما ايقن وتاكد انه بحاجة الى اب بديل ايضا. مثلما ان نهى بحاجة الى ام بديلة. قرر اصطحاب نهى معه غدا. للقاء انجليكا. واصطحاب نهى ايضا يوم الاحد العطلة للقاء جاريك وانجليكا معا.

صمت احمد بن تحتمس عن الرواية. وكان خونسو وحتحور مبهورين جدا بالقصة. واما لمى ديمة فلم تزد عن الابتسام اذ كانت تعرفها اصلا مسبقا. قالت حتحور. هذه القصة لطيفة مثل قصة محمود توماس ونجوى يا خونسو. والتى اود ان تكملها لنا. قالت لمى ديمة. كلتا القصتين ليست الذ ولا افضل من قصة صديقنا المصرى الذى احب شيميلا وتزوجها. لانه احب ان تكون حبيبته متسمة ليس فقط بآلة الرجل فى جسدها مع نهود وقوام ووجه وصوت النساء. ولكن ببساطة الرجال وتخلو من هرمونات وعقد النسوة المصريات وافكار العذرية والبداوة الاسلامية والعروبية القميئة. وكانت بينهما العاب ايروتيكية بورنوجرافية كأنه من المثليين وكامشوتات خلال العلاقة. وملاعبات بالحليبين. ساحكيها لكما ذات يوم. الان عليك يا خونسو ان تكمل لنا قصة محمود توماس ونجوى.



  رد مع اقتباس
قديم 09-05-2018, 11:13 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [19]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل السادس عشر

قال خونسو لاحمد بن تحتمس. لكنك لم تخبرنا ما برج ابن السلام بما انك ذكرت برج انجليكا. ضحك ابن تحتمس وقال. حسنا انه برج العذراء مواليد سبتمبر هو وزوجتاه. جار الميزان مباشرة وجار الاسد وشبيههما بالطباع. انه البرج الترابى العاشق للجدى والثور والعذراء. والعاشق للحمل والاسد والقوس. والعاشق للحوت والعقرب وربما السرطان. والعاشق للجوزاء والميزان والدلو. قالت حتحور ضاحكة. اذن نحن محاصرات برجال العذراء. يا بنات الابراج احذرن من هؤلاء النسونجية انهم يعشقون التقبيل والعناق والتغزل فينا وامتلاكنا. انهم يلتصقون كالغراء وكالخفاش. لا يمكن ازالة التصاقهم بكن. يبدو انك يا خونسو ايضا ستكون من برج العذراء. ضحك خونسو طويلا وقال. يبدو ذلك. نعم. كان خونسو يرتدى تيشيرتا مطبوعا عليه راس تمثال خونسو الذى ضمن مجموعة توت عنخ امون حيث شعره مضفر وملامحه وسيمة للغاية تشبه بالفعل ملامح خونسو حبيب حتحور. قال خونسو فى حزن مفاجئ. نحن اليوم مراهقون ومراهقات نهنأ بالعيش فى كنف اهلنا ولا نحمل للدنيا هموما. ينفقون علينا لنتعلم فى الكليات والجامعات. ولكن فى مصر 2018 فى عالم بائس ليس كعالمكما الموازى يا لمى ويا ابن تحتمس. عالم لم يصل فيه زكريا محيى الدين ابدا للسلطة فى مصر الا يومى التنحى. فماذا نفعل بعد التخرج. وكل شركة او مدرسة او صاحب عمل يطلب شروطا تعجيزية من كل شاب وشابة رغم البطالة الكاسحة فى مصر. يطلب سنوات خبرة وشهادات خبرة وكورسات فى مليون مجال. ويتجاهل تماما اهمية المؤهل الجامعى العالى الذى حصل عليه الشاب او الشابة. وتحفى اقدام الشباب والشابات فى ظل دولة نذلة نزعت يدها وتهربت من مسؤولياتها فى توظيف الخريجين. بل وصعبت من الاساس الالتحاق بكليات القمة العلمية من طب وصيدلة واسنان واعلام واثار وغيره باشتراط مجموع يتعدى 95 بالمئة. فلا يدخل من يريد الطب او غيره. فلا محالة يفشل ويدخل كلية لا يريدها. وفى النهاية بعد التخرج لا ينال وظيفة تلائم مؤهله او جامعيته. ويضطر للعمل فى بيع الخضروات او قيادة التكاتك او التاكسى او انشاء مطعم فى كشك متنقل... او يعمل عامل فى مصنع استثمارى بالمدن الجديدة او ضابط امن. لعشرات الساعات يوميا. انه انتقام السادات من الجامعيين والمثقفين وتفريغ مصر من الطبقة الوسطى المتعلمة المثقفة النصيرة للاشتراكية والمدافعة عن الناصرية. انتقام بداه السادات واكمله مبارك والسيسى. مما انتج شبابا ورجالا مرتمين فى احضان الاخوانية والسلفية والحجاب والعباءة الخليجية ومستعدين لفتح ابواب مصر للاحتلال السعودى والاردوغانى المباشر. شبابا ورجالا يشتمون عبد الناصر ويترحمون على فاروق واولاده ويهاجمون مجانية التعليم والاكتفاء الذاتى بالصناعة والزراعة الخ. يهتمون بلاعبى الكرة مثل الاخوانى الملتحى ابو مكة محمد صلاح. ولا يهتمون بالرياضات الاولمبية ولا التعليم ولا العلم والعلماء. شبابا اصبح شيوخا وحجاجا ولا شئ فى عقولهم سوى التعصب الاسلامى الشامل. حتى نظام الساعات المعتمدة صنعوه لاجل تدمير فرصة الشباب وتكافؤ الفرص فى الكليات وهو نظام يؤدى لفشل ورسوب الكثيرين.

قالت حتحور. نعم يا حبيبى. ان كلامك صحيح مئة بالمئة. فقال احمد بن تحتمس. اما فى ايجيبتوس فى عالمنا انا ولمى ديمة. فلا تزال البلاد تنعم بمزايا عبد الناصر. اضافة لمعاهدة سلام زكريا محيى الدين. لا تزال ايجيبتوس تخرج كل عام مئات الاطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين والمعلمين الخ من جامعة القاهرة. بلا لحى ولا حجاب ولا عباءة خليجية ولا نقاب. بل ملابس الخريجين والخريجات اوروبية غربية تماما كما كان المصريون والمصريات يرتدون فى الستينات عندكم مثلا. ولا يزالون يتكلمون باللهجة العامية المصرية الراقية التى كانت عندكم فى مصركم حتى الثمانينات قبل عامية جيل 2000 التافه المكونة من فشخ وغيرها من الالفاظ القميئة واسلوب الصيع والمتعاطيى المخدرات وغير المستقيمين. جيل نكسة يناير الاخوانوسلفية 2011. وسيدتنا الاولى فى ايجيبتوس بلا حجاب.

خيم الصمت الحزين على الجميع. ثم قالت لمى ديمة. حسنا هيا يا خونسو اكمل لنا قصة محمود توماس ونجوى. ضحك خونسو عندئذ وقال. سمعا وطاعة لعيون سوريتنا الحلوة. ضحك لمى وتغير وجه حتحور وكذلك احمد بن تحتمس وقال. ليس معنى اننا متشابهان كالتوام ان تخطف منى حبيبتى لمى. ضحك خونسو وقال. حسنا. هيا بنا لنعود الى العاصمة الادارية الجديدة زمن الاحتلال السعودواردوغانى لمصر واقامة الخلافة الاسلامية السعودوتركية بمباركة اوروبية وامريكية ومباركة من شعوب جمهوريات الشرق الاوسط وشمال افريقيا المتعصبة اسلاميا والمغيبة العقل. وتحويل السيسى الى والى تابع للخليفتين السعودى والاردوغانى بدلا من رئيس.

امضى محمود تلك الليلة فى مسكنه بالكشك خارج السراى وداخل الحديقة. وهو يفكر فى نجوى. قرر الا يدخل معها فى علاقة من اى نوع سوى العلاقة الرسمية كسيدة وخادمها. منعا للمشاكل وايمانا منه بان مثل تلك العلاقات لن تجلب لهما سوى التعاسة ولن ينتج منها سوى الفشل. رغم جاذبيتها الشديدة التى لا يستطيع مقاومتها. لكنه كان يتحدث بعقله الان ولم يستطع قلبه بعد السيطرة عليه والاستحواذ على ارادته. لم يكن يعلم ان قلبه هذا سيؤلمه كثيرا فى الايام التالية. استمر فى عمله يوميا. بعدما علمه رئيس الخدم والمشرف على اعمال البستنة كافة مهامه واراه كافة ادواته. وفى نهاية اليوم وبحلول العاشرة مساء كان يسترخى فى فراشه بغرفته او كشكه .. حاول ان يجعل علاقته بنجوى رسمية وحاول تحاشيها مرات عديدة .. لكنه لم يستطع سوى ان يغرس سهام حبها اعمق واعمق فى قلبه .. ما كل هذا الدلال والحلاوة ... الانه عذراء ولانها جدى .. كلاهما ترابيان.. كانت تحوى دلال كل بنات الجدى الجميلات الشهيرات فى عالم البورنوجرافيا.. صوفى دى .. ترينا ميشيلز .. فلاور توشى .. ستورمى دانيالز .. روكى رودز .. بوبى ايدن .. انجيلا كريستال .. تيرى سمرز .. اليسون تايلر الخ. كانت عيونها حلوة وصوتها وجاذبية حيوانية فواحة من جسدها ومن روحها تحوطها وتنطلق نحوه لتسيطر عليه. كلما طالعته بوجهها وبدنها وثيابها الانيقة الكلاسيكية واظافر يديها المطلية بالاحمر الكلاسيكى. يود لو يضمها فى حضنها ويقبل خديها ويمعن النظر فى عينيها. وكلما استلقى فى فراشه بعد نهاية اليوم الشاق. يتخيلها مستلقية جواره. مجرد وجودها جواره يسعده. يضع خده لصق خدها وينام. مجرد ان يلمس خده خدها يشعر بسعادة غامرة غريبة. لماذا هى تجذبه هكذا.. لماذا تغريه بشدة .. لماذا يشتهيها بكل الطرق بشدة .. يشتهى جسدها ويحب روحها .. ويعشق بقاءها الى جواره .. يحلم ويشتاق ويملاه الحنين المذيب لان تكون الى جواره دوما ولا تفارقه.

لكن نجوى لم تفارقه رغم محاولاته صدها. وكانت كلها اذان صاغية حين بدا يحكى لها كيف كان يتمنى ان يحيا فى القاهرة قبل ان تصبح خرابة على يد القوات السعودية والتركية وقبل ان تنسحب قوات السيسى لتتركها نهبا للخلافة المزعومة والاحتلال المزدوج. حدثها عن جمال القاهرة كما وصفت له من الاجيال الاكبر منه سنا بكثير. وعن جمال النيل وكورنيش النيل ووسط البلد. ظل يحكى ويحكى كل يوم حتى اشتاقت نجوى بالفعل لرؤية القاهرة ونيلها. ذلك النيل الذى لا يمر بالعاصمة الادارية الجديدة الكومبوند ذات الاسوار. ولا يمر باى من هذه المدن الجديدة الصحراوية المفتقرة لاى جمال معمارى كلاسيكى. والمضروبة بالشمس بشدة دون ظلال او اشجار. ماعدا مناطق الاثرياء طبعا كلها اشجار. حدثها عن الاهرام والاقصر والمتحف المصرى التى اصبحت كلها خرائب مهدمة على يد القوات السعودوتركية وبعضها انقذه اليونسكو ونقله مفككا الى اوروبا وامريكا. حدثها عن اشياء لم ترها ولم تسمع عنها فى حياتها. وكانت تصدقه رغم ان اى فتاة سواها كانت لتتهمه بالجنون او الكذب واختلاق او تخيل اشياء وهمية لم توجد ابدا.

فتح لها محمود توماس قلبه وحدثها عن مسيحيته المبطنة التى اخفاها بالاسلام خوفا من القتل والبطش السيساوى والسعودوتركى. وحدثها عن الفوارق بين العهد الجديد والقرآن. بين رقى المسيحية الغربية المعلمنة وبين بشاعة الاسلام والعروبة. تاثرت به نجوى كثيرا وباتت تعتبره معلمها واستاذها وليس حبيبها فقط. كانت تنتابها الجراة احيانا مع خجله. وتلف ذراعها حول خصره او تهجم عليه بحضن او قبلة. حدثها ايضا بل واراها فيديو مخفيا فى هاتفه المحمول وثائقى فراعنة مصر المعاصرون عن ناصر والسادات ومبارك وكيف تسبب السادات ومبارك فى تشجيع الاسلاميين اخوانا وسلفيين ليس فى مصر فقط بل لتدمير افغانستان والصومال والربيع العربى المزعوم ايضا. وسعودة واردغنة عقل الشعب المصرى وتحويله للتعصب الاسلامى والباس نسائه وفتياته الحجاب والعباءة الخليجية. اخبرها ان اقناع المراة المصرية بارتداء الحجاب والعباءة بهذا الشكل الوبائى الذى بلغته مصر فى بداية عهد السيسى ونهاية عهد مبارك. هو بمثابة معالجة الصحيح بدنيا ليصبح مريضا. Hijab and Abaya is a cure for wellness. كانت المراة المصرية قبل الحجاب والعباءة صحيحة البدن. فاوهموها بان سفورها وتبرجها مرض عليهم علاجه. واستسلمت لهم واقتعنت واصبحت مريضة بالفعل بارتدائها الحجاب والعباءة ولكنهم اقنعوها بانها الان باتت صحيحة البدن. وكانت سابقا مريضة حين كانت بلا حجاب ولا عباءة. حين كانت بالفستان والكعب العالى والشعر المسترسل المكشوف.

لم يمضى وقت طويل على احاديث محمود توماس مع نجوى التى اقتنعت بالمسيحية الغربية المعلمنة. حتى اقامت علاقة جسدية كاملة معه رغم مقاومته ورفضه لذلك لئلا يتسبب فى ايقاعها فى مشاكل. ثم قررت الهرب معه .. بدات هى وهو يخططان للهرب. خاصة بعدما علمت باختبار الحمل انها حبلى فى الشهر الثالث.



  رد مع اقتباس
قديم 09-05-2018, 11:15 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [20]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

امضى محمود تلك الليلة فى مسكنه بالكشك خارج السراى وداخل الحديقة. وهو يفكر فى نجوى. قرر الا يدخل معها فى علاقة من اى نوع سوى العلاقة الرسمية كسيدة وخادمها. منعا للمشاكل وايمانا منه بان مثل تلك العلاقات لن تجلب لهما سوى التعاسة ولن ينتج منها سوى الفشل. رغم جاذبيتها الشديدة التى لا يستطيع مقاومتها. لكنه كان يتحدث بعقله الان ولم يستطع قلبه بعد السيطرة عليه والاستحواذ على ارادته. لم يكن يعلم ان قلبه هذا سيؤلمه كثيرا فى الايام التالية. استمر فى عمله يوميا. بعدما علمه رئيس الخدم والمشرف على اعمال البستنة كافة مهامه واراه كافة ادواته. وفى نهاية اليوم وبحلول العاشرة مساء كان يسترخى فى فراشه بغرفته او كشكه .. حاول ان يجعل علاقته بنجوى رسمية وحاول تحاشيها مرات عديدة .. لكنه لم يستطع سوى ان يغرس سهام حبها اعمق واعمق فى قلبه .. ما كل هذا الدلال والحلاوة ... الانه عذراء ولانها جدى .. كلاهما ترابيان.. كانت تحوى دلال كل بنات الجدى الجميلات الشهيرات فى عالم البورنوجرافيا.. صوفى دى .. ترينا ميشيلز .. فلاور توشى .. ستورمى دانيالز .. روكى رودز .. بوبى ايدن .. انجيلا كريستال .. تيرى سمرز .. اليسون تايلر الخ. كانت عيونها حلوة وصوتها وجاذبية حيوانية فواحة من جسدها ومن روحها تحوطها وتنطلق نحوه لتسيطر عليه. كلما طالعته بوجهها وبدنها وثيابها الانيقة الكلاسيكية واظافر يديها المطلية بالاحمر الكلاسيكى. يود لو يضمها فى حضنها ويقبل خديها ويمعن النظر فى عينيها. وكلما استلقى فى فراشه بعد نهاية اليوم الشاق. يتخيلها مستلقية جواره. مجرد وجودها جواره يسعده. يضع خده لصق خدها وينام. مجرد ان يلمس خده خدها يشعر بسعادة غامرة غريبة. لماذا هى تجذبه هكذا.. لماذا تغريه بشدة .. لماذا يشتهيها بكل الطرق بشدة .. يشتهى جسدها ويحب روحها .. ويعشق بقاءها الى جواره .. يحلم ويشتاق ويملاه الحنين المذيب لان تكون الى جواره دوما ولا تفارقه.

لكن نجوى لم تفارقه رغم محاولاته صدها. وكانت كلها اذان صاغية حين بدا يحكى لها كيف كان يتمنى ان يحيا فى القاهرة قبل ان تصبح خرابة على يد القوات السعودية والتركية وقبل ان تنسحب قوات السيسى لتتركها نهبا للخلافة المزعومة والاحتلال المزدوج. حدثها عن جمال القاهرة كما وصفت له من الاجيال الاكبر منه سنا بكثير. وعن جمال النيل وكورنيش النيل ووسط البلد. ظل يحكى ويحكى كل يوم حتى اشتاقت نجوى بالفعل لرؤية القاهرة ونيلها. ذلك النيل الذى لا يمر بالعاصمة الادارية الجديدة الكومبوند ذات الاسوار. ولا يمر باى من هذه المدن الجديدة الصحراوية المفتقرة لاى جمال معمارى كلاسيكى. والمضروبة بالشمس بشدة دون ظلال او اشجار. ماعدا مناطق الاثرياء طبعا كلها اشجار. حدثها عن الاهرام والاقصر والمتحف المصرى التى اصبحت كلها خرائب مهدمة على يد القوات السعودوتركية وبعضها انقذه اليونسكو ونقله مفككا الى اوروبا وامريكا. حدثها عن اشياء لم ترها ولم تسمع عنها فى حياتها. وكانت تصدقه رغم ان اى فتاة سواها كانت لتتهمه بالجنون او الكذب واختلاق او تخيل اشياء وهمية لم توجد ابدا.

فتح لها محمود توماس قلبه وحدثها عن مسيحيته المبطنة التى اخفاها بالاسلام خوفا من القتل والبطش السيساوى والسعودوتركى. وحدثها عن الفوارق بين العهد الجديد والقرآن. بين رقى المسيحية الغربية المعلمنة وبين بشاعة الاسلام والعروبة. تاثرت به نجوى كثيرا وباتت تعتبره معلمها واستاذها وليس حبيبها فقط. كانت تنتابها الجراة احيانا مع خجله. وتلف ذراعها حول خصره او تهجم عليه بحضن او قبلة. حدثها ايضا بل واراها فيديو مخفيا فى هاتفه المحمول وثائقى فراعنة مصر المعاصرون عن ناصر والسادات ومبارك وكيف تسبب السادات ومبارك فى تشجيع الاسلاميين اخوانا وسلفيين ليس فى مصر فقط بل لتدمير افغانستان والصومال والربيع العربى المزعوم ايضا. وسعودة واردغنة عقل الشعب المصرى وتحويله للتعصب الاسلامى والباس نسائه وفتياته الحجاب والعباءة الخليجية. اخبرها ان اقناع المراة المصرية بارتداء الحجاب والعباءة بهذا الشكل الوبائى الذى بلغته مصر فى بداية عهد السيسى ونهاية عهد مبارك. هو بمثابة معالجة الصحيح بدنيا ليصبح مريضا. Hijab and Abaya is a cure for wellness. كانت المراة المصرية قبل الحجاب والعباءة صحيحة البدن. فاوهموها بان سفورها وتبرجها مرض عليهم علاجه. واستسلمت لهم واقتعنت واصبحت مريضة بالفعل بارتدائها الحجاب والعباءة ولكنهم اقنعوها بانها الان باتت صحيحة البدن. وكانت سابقا مريضة حين كانت بلا حجاب ولا عباءة. حين كانت بالفستان والكعب العالى والشعر المسترسل المكشوف.

لم يمضى وقت طويل على احاديث محمود توماس مع نجوى التى اقتنعت بالمسيحية الغربية المعلمنة. حتى اقامت علاقة جسدية كاملة معه رغم مقاومته ورفضه لذلك لئلا يتسبب فى ايقاعها فى مشاكل. ثم قررت الهرب معه .. بدات هى وهو يخططان للهرب. خاصة بعدما علمت باختبار الحمل انها حبلى فى الشهر الثالث. كان محمود عارفا الى حد ما باساليب الهرب من العاصمة الحصينة الكترونيا كما علمه اساتذته فى انفاق المقاومة. قرر دس بعض المخدر فى شراب حراس السراى. ثم استعمال بطاقاتهم الالكترونية لبلوغ بوابة الخروج من العاصمة مع نجوى. وان كانت حراسة بوابة الخروج ضعيفة من الاساس لانه من المجنون الذى يرغب بالخروج من الفردوس الى الجحيم. ولذلك لم يلقيا احدا عند البوابة. وحتى البوابة ظلا يتحاشيان لقاء احد فى الطرقات. واختارا وقت عطلة ونوم لسكان العاصمة وافراد امنها المعتمدين على تحصينها الالكترونى. دس محمود توماس البطاقة فى بوابة الخروج فاصدرت ازيزا وفتحت وخرج الاثنان بسرعة. وانغلقت البوابة خلفهما. سارت نجوى قليلا بجوار محمود فى الخرائب والاطلال المحيطة بالعاصمة وهى تراها فى ذهول. اخبرها محمود توماس الكثير عن خراب مصر حاليا واحتلالها من قبل الخلافة السعودوتركية. لكنها لم تتصور ان تكون الامور بهذا السوء وكانت تظنه يبالغ قليلا. اوقفها محمود اخيرا وقبلها وعانقها بقوة. ودخل بها الى بيت متهدم من طابق واحد. كان هو المبنى الخداعى لبداية انفاق المقاومة. ازاح كرسيا قديما وسجادة. فانكشف بابا النفق. نزلت نجوى بحرص وحذر وهى خائفة على سلم الحفرة المبوبة الخشبى ذى الصرير. وتبعها محمود توماس الذى وقف جوارها على ارض النفق الترابية الجافة. وكان الظلام دامسا. فمد يده الى الجدار وضغط زرا فاشتغلت مصابيح على طول النفق. وجذب حبلا مشبوكا فى باب الحفرة فانغلق وسمعت نجوى كركبة واضطراب واصوات فوق. حيث عاد الكرسى والسجادة الى سابق عهدهما ليخفيا باب الحفرة تماما.

سار محمود توماس جوار نجوى. التى كانت ترتدى جونلة وبلوزة وكعبا عاليا. وهو يضمها ويقبل خدها او شفتيها من ان الى اخر. فى جوع وحب ولهفة. وكانت تجاوبه بالمثل. سارا لنصف ساعة او ساعة حتى فوجئت نجوى بغرفة واسعة مضاءة. بمجرد ان دخلتها مع محمود توماس حتى انغلق خلفهما الباب المؤدى للنفق. ووجدت بابا مغلقا باحكام امامهما. اصبحا محبوسين فى فخ مغلق. وقبل ان تعترض او تخاف او تتساءل او تشاكس بعصبية وثورة عارمة كعادتها مع محمود توماس العذرائى الهادئ الذى يتحمل ثورات المراة الجدى وشراستها بصعوبة بالغة. قال لها محمود. لا تخافى. ثم طرق الباب عدة طرقات متفق عليها. فسمع صوت رجل حازم ساله. كيف حال كمت اليوم ؟. فقال محمود على الفور. بامس الامس البعيد كانت افضل. ولعلها تكون كذلك بغد الغد. ساد الصمت طويلا ثم انفتح الباب. دخل محمود توماس ويده بيد نجوى. ووجدت نجوى نفسها فى غرفة ضخمة ملآى بالبشر. معظمهم متسخ الثياب والوجه يبدو عليهم الارهاق رجالا ونساء واطفالا. لم تجد فيهم محجبات ولا منقبات على عكس ما راته فى الطريق الى بداية النفق خارج العاصمة الادارية الجديدة. بل كانت ملابسهم غربية اوروبية. وكان علم مصر الثلاثى الالوان الاحمر والابيض والاسود ذو النسر الذهبى. على سارية طويلة مستندا على الحائط. رحب رجل اشيب وقور بمحمود توماس وساله. من هذه الفتاة التى معك ؟

قال محمود. انها حبيبتى وزوجتى. قال الاشيب فى سخط. بعثنا بك الى هذا المكان لاجل ان تجمع معلومات من اجل اختراقه والسيطرة على ثرواته من اجل تحرير كامل تراب مصر والتنسيق مع المقاومة العلمانية اللادينية الاوروبية الطلاع السورية والتونسية الخ لنفس الغرض فى بلادهم. فجئتنا بفتاة احببتها. ما نفع هذه الفتاة لنا. من فضلك عد من حيث اتيت واعدها الى اهلها فهى ليست منا. ثارت نجوى عندئذ وقالت بصوت عال وصارخ. لماذا تعاملوننا هكذا. اننى لست اقل مصرية ولا كمتية منكم. هل الحب جريمة فى عرفكم كما هو عند الاسلاميين ؟. بهت الاشيب من قوة شكيمة الفتاة التى تبدو من عائلة راقية ولا تعلم مشقات الحياة خارج اسوار العاصمة الادارية الجديدة. واعجب بصلابتها وشراستها. خصوصا حين قالت. انا لست عالة على احد. وباستطاعتى العمل معكم وتعلم حمل السلاح وتحمل المشقات معكم. وانا لست مرفهة كما تظن. انك لم تختبر قوة ارادتى وتصميمى بعد. لا يخدعنك شكلى وملابسى الناعمة. فتحت ذلك الجسد الناعم الجميل يكمن معدن صلب كالالماس. كانت جميلة ووراء جمالها صلابة وقوة وارادة عجيبة تشبه بطلة مسلسل الرجل فى القلعة العالية اليكسا دافالوس بشعرها المتموج قليلا. او مساعدة مارك هارمون اثينا كاركانيس فى فيلم فريسة معينة سيرتين براى. استمع لها الحضور فى الغرفة كأن على رؤوسهم الطير. ولما صمتت. قال الاشيب. لقد جئتنا ببطلة حقيقية يا ولد. حسنا انا اسمح لك بالبقاء معنا فى ملجأ المقاومة الحصين. ثم انصرف من المكان. جلست نجوى مع محمود توماس على الارض. ورحب بها الاخرون باحترام. كما اقتربت منها بعض الفتيات ليثرثرن معها. وكان محمود يعيب عليها حبها للثرثرة والاجتماعيات وكانت تثور واحيانا ترضخ لرغبته بصعوبة. وتقلل من الثرثرة والاجتماعيات. لكنه هذه المرة تنحى جانبا سامحا لهن بالحديث معها. فكان يعرفهن ويعرف انهن يتكلمن فى شؤون ثقافية وليس تفاهات. بدات الفتيات برقة يحدثنها عن ان سكان الملجأ او البونكر خليط من مشارب او خلفيات سياسية ودينية مختلفة خاصة فى ماضيهم وخصوصا الاكبر سنا فيهم. لكنهم حاليا انخرطوا فى بوتقة واحدة هى العلمانية واكثريتهم مسيحيون بالمولد او عابرون من الاسلام للمسيحية واقلية لادينية واقلية ربوبية لكن الاجيال الاكبر سنا منهم كانوا من خلفية مسلمة متمسكة بالاسلام جدا لمعظم حياتها قبل الربيع العربى وقبل الاحتلال السعودوتركى واعلان الخلافة. ولقد استفادوا فى تنظيمهم الحالى باسلوب ونظام الاتحاد الاشتراكى خصوصا التنظيم الطليعى وكذلك شبيبة البعث وشباب هتلر والتنظيمات الشيوعية والسوفيتية وحتى تنظيم الاخوان. خصوصا فى الجانب العسكرى والانضباط والملابس الموحدة الانيقة لدى هتلر. جلست الفتيات الثلاث حول نجوى مبتسمات. ورحبت بهن ورحبن بها. ودارت القبلات والاحضان. ثم قصت كل منهن قصتها على نجوى. وكن مثالا للتنوع الدينى فى الملجأ فاحداهن عابرة للمسيحية والثانية لادينية والثالثة ربوبية.

سكت خونسو. ونظر الى عيون حتحور وابن تحتمس ولمى ديمة التى تنظر اليه بذهول. ثم قالت حتحور. حسنا وماذا حدث بعد ذلك ؟ قال خونسو فى حرج. بصدق لا اعلم او لا اتذكر. هذا كل ما اتذكره. هل نجحوا فى مسعاهم ام انهزموا. لا ادرى. هذا ما اتذكره. ولعل شيئا ما حدث لى فلم اكمل المتابعة.

وما لبث خونسو ان سقط ارضا مغشيا عليه. حملته حتحور بمساعدة ابن تحتمس ولمى ديمة الى الفراش فى شقة المعمورة التى يصيفون فيها.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
محاكمة, حتحور, وخونسو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاكمة إله الاسلام - خلف يوسف الأسطورة0 العقيدة الاسلامية ☪ 2 03-15-2017 04:08 PM
مصر: محاكمة فاطمة ناعوت بسبب نقدها للأضحية في الأسلام Skeptic العقيدة الاسلامية ☪ 0 12-28-2014 01:47 PM
محاكمة الله! أنا لُغَـتِي ساحة النقد الساخر ☺ 15 09-03-2014 06:06 PM
ألغاز الإنجيل: محاكمة يسوع أنا لُغَـتِي العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 0 07-05-2014 12:53 AM