المشكل النفسي ...أي حل ؟

الجزء 1 :

ليست المشاكل النفسية مشاكل رياضية يكون فيها إيجاد الحل النظري كفيلا بإنهاء المشكلة. إيجاد الحل للمشكل النفسي على الصعيد النظري لا يغير من واقعه شيئا , تبني هذا الحل هو وحده الذي يعطي تغييرا ملموسا على مستوى حياة الفرد . لهذا ينتابني اعتقاد قاطع بأن الذين ينتحرون انما يفعلون ذلك ليس لأنهم لم يجدوا الحلول بل لأنهم لم يستطيعوا تبني الحلول التي وجدوها , لأسباب أو لأخرى. لماذا أزعم أمرا كهذا ؟ لأنه ومهما تعقدت المشكلة هنالك حل أولي أصيل لكل المشاكل بلا استثناء , وهذا الحل الذهبي هو أن يركن الانسان الى مكان معزول بجانب نبع ماء و ثمار أشجار ليعيش ويتأمل في حضن الطبيعة. ان الطبيعة الأم , خلافا لجهات أخرى مجتمعية , لا تبخل على أحد منا بتقديم هذا الحل الأدنى لكل من هم في وضعية صعبة . لكن المشكلة ليست في إيجاد الحل كما قلت , بل في كيفية تطبيقه .
الهيستيريا الذكية ... لا شك أنكم سمعتم بها من قبل : انها تلك الحالة التي تنتاب بعض التلاميذ وهم يجرون الامتحان داخل القاعة , حيث تدور يد التلميذ بزاوية 90 درجة وتبقى ثابتة في مكانها كأنها مشلولة , وتكون اليد دائما هي تلك اليد التي يكتب بها أثناء الامتحان . انه حل ذكي يتخذه الجهاز النفسي عند الانسان عندما يجد نفسه في مستوى حرج قياسي : اعلان الاضراب المفتوح عن العمل , فتحل المشكلة بكل بساطة .
أنا , وأظن أن كل واحد يشاركني التيه والترنح في هذه الحياة , نعلم جميعا الحل النظري لمشكلتنا , على الأقل الحل الأولي الذي لا بد من اتخاذه . وهذا الحل واضح يتمثل في قول تلك الكلمة النابعة من عمق هذا العالم. انها كلمة تستحق أن تكون تسبيحا , تقوم عندي مقام اسم الله الأعظم , أو مقام كلمة"أوم" Oum عند الهندوس. انها كلمة :Stop(ليتوقف كل شيء)! ليست هيستيريا ذكية , انها هذه المرة هيستيريا صريحة وغير ماكرة .
عندما تسير الأمور خلاف ما ترغب به أنت وبطريقة لا تناسبك البتة فما عليك الا أن تضغط زر ايقاف تشغيل النظام off وتوقف كل شيء ببساطة , على طريقة الاستقالات الجماعية أو الإضرابات العمالية . بعد ذلك ننظر فيما يمكن القيام به.
لكن قول تلك الكلمة السحرية أسهل بكثير من تطبيقها أو تبنيها. أي أننا أمام المشكل الثاني , مشكل التطبيق. ما هو الحل التطبيقي؟ يمكنك أن تنتظر معجزة من السماء بقدر ما تستطيع الانتظار، صدقني انها لن تأتي لتطبق ما عجزت أنت عن تطبيقه ولتقول مكانك تلك الكلمة.

[طارق]

مشكلة التطبيق يا عزيزي تكمن في انه من المستحيل ان يكون المرء فاعل ومفعول به في آن واحد ، ولهذا نحتاج الى من يدلنا ، او حدث يجبرنا على القيام بما لا نقبل .

إيجاد الحل للمشكل النفسي على الصعيد النظري لا يغير من واقعه شيئا

فعلا لا يغي من الواقع شيء وكل الذي أرى وأعرفه حالياً أن الواقع يتمدد ويتطور من حال الى حال جديد

فيتغير سلوك الانسان وانماط تفكيره والناس تجدد طريقة تفكيرها وتدريسها وربما يظهر دين آخر غير الاسلام


تحياتي للجميع

[GHARIB ALWATAN]

موضوع شيق . مع كامل الشكر.