شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-30-2013, 10:15 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي حاجة العقل إلى معرفة الحقائق الكبرى في الوجود

حاجة العقل إلى معرفة الحقائق الكبرى في الوجود:

1- حاجة الإنسان إلى عقيدة دينية تنبثق ـ أول ما تنبثق ـ من حاجته إلى معرفة نفسه ومعرفة الوجود الكبير من حوله، أي إلى معرفة الجواب عن الأسئلة التي شغلت بها فلسفات البشر ولم تقل فيها ما يشفي.

فالإنسان منذ نشأته تلح عليه أسئلة يحتاج إلى الجواب عنها: من أين؟ وإلى أين؟ ولم؟! ومهما تشغله مطالب العيش عن هذا التساؤل، فإنه لا بدواقف يوما ليسأل نفسه هذه الأسئلة الخالدة:

(أ) يقول الإنسان في نفسه: من أين جئت وجاء هذا الكون العريض من حولي؟ هل وجدت وحدي أم هناك خالق أوجدني؟ ومن هو؟ وما صلتي به؟ وكذلك هذا العالم الكبير بأرضه وسمائه، وحيوانه ونباته وجماده وأفلاكه، هل وجد وحده أم أوجده خالق مدبر؟.

(ب) ثم ماذا بعد هذه الحياة… وبعد الموت؟ إلى أين المسير بعد هذه الرحلة القصيرة على ظهر هذا الكوكب الأرضي؟ أتكون قصة الحياة مجرد" أرحام تدفع، وأرض تبلع" ولا شيء بعد ذلك ؟ وكيف تستوي نهاية الأخيار الطاهرين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق والخير، ونهاية الأشرار الملوثين الذين ضحوا بغيرهم في سبيل الهوى والشهوة ؟ أتختتم الحياة بالموت؟ . . أم هناك وراء الموت حياة يجزى فيها الذين أساءوا بما عملوا والذين أحسنوا بالحسنى؟

(ج) ثم لماذا وجد الإنسان؟ لماذا أعطى العقل والإرادة وتميز عن سائر الحيوان؟ لماذا سخر له ما في السموات وما في الأرض؟ أهناك غاية من وجوده؟ أله مهمة في حياته؟ أم وجد لمجرد أن يأكل كما تأكل الأنعام ـ ثم ينفق كما تنفق الدواب؟ وإن كانت هناك غاية من وجوده فما هي؟ وكيف يعرفها؟ أسئلة تلح على الإنسان في كل عصر وتتطلب الجواب الذي يشفي الغليل ويطمئن به القلب ، ولا سبيل إلى الجواب الشافي إلا باللجوء إلى الدين إلى العقيدة الدينية الصافية. الدين هو الذي يعرف الإنسان ـ أول ما يعرفه ـ أنه لم يخرج من العدم إلى الوجود صدفة، ولا قام في هذا الكون وحده، وإنما هو مخلوق لخالق عظيم، هو ربه الذي خلقه فسواه فعدله ونفخ فيه من روحه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، وأمده بنعمه الغامرة، منذ كان جنينا في بطن أمه: (ألم نخلقكم من ماء مهين، فجعلناه في قرار مكين، إلى قدر معلوم، فقدرنا فنعم القادرون).

وهذا الكون الكبير من حوله ليس غريبا عنه ولا عدوا له، إنه مخلوق مثله لله لا يسير جزافا ولا يمشي اعتباطا، كل شيء فيه بقدر، وكل أمر فيه بحساب وميزان، إنه نعمة من الله للإنسان ورحمة، ينعم بخيراته، ويستفيد من بركاته، ويتأمل في آياته، فيستدل به عن ربه: (الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى)، (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب).

بهذه العقيدة يرتبط الإنسان بالوجود الكبير، وبرب الوجود كله، ولا يعيش منطويا على نفسه، معزولا عما حوله، أو خائف منه.

والدين هو الذي يعرف الإنسان: إلى أين يسير بعد الحياة والموت؟ إنه يعرفه أن الموت ليس فناء محضا، ولا عدما صرفا، إنما هو انتقال إلى مرحلة أخرى . . إلى حياة برزخية بعدها نشأة أخرى توفى فيها كل نفس ما كسبت، وتخلد فيما عملت، فلا يضيع هناك عمل عامل من ذكر أو أنثى، ولا يفلت من العدل الإلهي جبار أو مستكبر: ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) بهذا يعيش الإنسان بوجدانه في الخلود، ويعلم أنه خلق للأبد، وإنما انتقل بالموت من دار إلى دار.

بهذا يدرك الإنسان سر وجوده، ويستبين مهمته في الحياة، بينها له بارئ الكون، وواهب الحياة، وخالق الإنسان.


وما أقسى حياة إنسان يعيش في جحيم الشك والحيرة أو في ظلمات العمى والجهل، في أخص ما يخصه: في حقيقة نفسه، وسر وجوده، وغاية حياته. إنه الشقي التعيس حقا، وإن غرق في الذهب والحرير وأسباب الرفاهية والنعيم، وحمل أرقى الشهادات، وتسلم أعلى الدرجات! وفرق كبير بين إنسان كعمر الخيام يقول في حال حيرته وشكه:

لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر!

سوف أنضو الثوب عني، ولم أدر: لماذا جئت، أين المفر؟

وبين آخر يقول في يقين وطمأنينة:

وما الموت إلا رحلة، غير أنها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي!

وحرت فيه بين شتى الفكر :

ويقول عمر بن عبد العزيز: " إنا خلقنا للأبد، وإنما ننقل من دار إلى دار".

إن حاجة الإنسان إلى الدين تنبثق ـ قبل كل شيء ـ من حاجته إلى معرفة حقيقة نفسه وإلى معرفة حقائق الوجود الكبرى، وأول هذه الحقائق وأعظمها:

وجود الله تعالى ووحدانيته وكماله سبحانه، فبمعرفته والإيمان به ـ جل شأنه ـ تنحل عقد الوجود، ويتضح للإنسان الغاية والوجهة، ويتحدد المنهج والطريق.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-09-2014, 07:40 AM الاسلام حب و حياة غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
الاسلام حب و حياة
عضو برونزي
الصورة الرمزية الاسلام حب و حياة
 

الاسلام حب و حياة is on a distinguished road
افتراضي

أحسنت، هذا كلام عاقل و منطقي
فالدين أمر بديهي و حتمي للإنسان و لا يمكن أبدا أن يتنصل منه فهو يوجهنا و يعلمنا و يقودنا إلى الله و معرفة الوجود
صحيح أننا نتعرض لشبهات . تساؤلات أحيانا مقلقة لكن بالبحث و التأمل و التفكير الصافي و استخدام العلم و التكنولوجيا نصل إلى الحقائق و الخالق



:: توقيعي ::: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد
http://knowingallah.com/index.php/ar/
الأرض مستوية، لا تدور و ليست كوكب و لا يوجد فضاء
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلى, معرفة, الحقائق, الكبرى, العقل, الوجود, حاجة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقل البشري بين الجهل والمعرفة والغاية من الوجود! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 01-16-2019 11:21 PM
ثقافات البشرية في حاجة إلى إعادة نظر! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 02-14-2018 11:46 PM
كيف يمكن للأزهر العودة إلى جادة الطريق؟ سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 06-08-2016 01:59 AM
متسلسلة العقل..سبب الوجود..العقل.......... Ash-raf حول الحِوارات الفلسفية ✎ 3 05-01-2016 10:25 PM
حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة. ترنيمه مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 09-06-2014 05:00 AM