10-16-2016, 06:19 PM | رقم الموضوع : [1] |
زائر
|
تفضل يا سامي عوض الذيب ,, بلاغة سورة الضحى
بلاغة سورة "والضحى"
جرت حكمته سبحانه على نزول الوحي تدريجياً، لحكمة صرّح بها سبحانه في قوله: ﴿وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾(الفرقان:32). ولأجل وقوع الفترة بين نزول الوحي، عابه المشركون على النبي الأكرم، فقالوا: إنّ محمداً قد ودعه ربُّه وَقَلاه، ولو كان أمره من الله لتتابع عليه، فنزلت السورة التالية: ﴿وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مَا قَلَى* وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى* وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى* أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيًما فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى* وَ وَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنى* فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَر* وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث﴾(الضحى وآياتها11). إنّ في هذه السورة من أنواع البلاغة ما يَبْهَرُ العقول، وفي الدراسة التالية نشير إلى بعض منها. (وَالضُّحَى* وَ اللَّيْلِ إِذَا سَجَى) الواو في الموضعين للقسم. والضحى، والليل حال السجي، هو المقسم به. وقوله سبحانه فيما يأتي: (مَا وَدَّعَكَ) هو المقسم له، بمعنى جواب القسم. وقد ورد في القرآن الكريم، ثمان وثلاثون قَسَماً، أفردها إبن القيم بالتصنيف في كتاب أسماه "التبيان في أسماء القرآن". وقد وقع القَسَم فيها على أشياء مختلفة كالملائكة والنبي الأكرم والقرآن والقيامة، والنفس الإنسانية، والقلم، والكتاب والشمس، وضوئها، والليل وغير ذلك. واهتمّ المفسرّون ببيان سرّ القسم بهذه الأُمور، ولكنهم غفلوا عن مهمة أُخرى في هذه الأقسام، وهي المناسبة بين المقسم به والمُقْسَم له، أي بيان الصلة بين الشيء الّذي وقع الحلف عليه، كالنَّهار والليل، وما رتب عليه من الجواب. وهذا من الأُمور المهمة الّتي إذا كشفها المُفَسر، لأدرك أنّ تخصيص شيء معين بالقَسَم في هذا المجال دون غيره، ليس إلاّ لرابطة بينه وبين جوابه، وليس هو أمراً إعتباطياً فاقداً للمناسبة. وإليك البيان في المقام. إنّ المُقْسَم به في آيتي "والضحى"، صورة مادية، وواقع حسيّ يشهد به الناس تألّق الضوء في صحوة النهار، ثم يشهدون من بعده فتور الليل إذا سجى وَسَكَن، يشهدون الحالين معاً في اليوم الواحد دون أن يختل نظام الكون أو يكون في توارد الحالين عليه ما يبعث على إنكار. بل دون أن يخطر على بال أحد، أنّ السماء قد تخلّت عن الأرض، وأسلمتها إلى الظلمة، والوحشة بعد تألّق الضوء في ضحى النهار. فإذا كان هذا حال الفيض المحسوس، الّذي به حياة البشر، فهكذا حال الفيض المعنوي، فينزل الوحي ويغرق المجتمع في بهاء نوره، ثم يسكن، فلا عجب في أن يجي بعد أُنس الوحي، وتَجَلّي نوره على النبي الأكرم فترة سكون يفتر فيها الوحي على نحو ما نشهد من الليل الساجي، يوافي بعد الضحى المتألق. فإذن، القَسَم بالضحى، وباليل إذا سجى، بيان لصورة حسيّة، وواقع مشهود، يمهّد لموقف مماثل لكن غير حسّي ولا مشهود، وهو فتور الوحي بعد إشراقه وتجلّيه. فعند ذلك، يتجلّى تخصيصهما بالقسم دون غيرهما ممّا ورد في القرآن من الأمور المقسم بها. كما يتّضح أنّ نزول الوحي تدريجاً، ليس دليلاً على أنّه سبحانه ترك نَبِيَّه أو قَلاه. وذلك لأنّ فتور الوحي، كنزول الليل بعد الضحى، فكما هو ليس دليلاً على تخلّي السماء عن الأرض، وتسليمها إلى الظلمة، فهكذا نزول الوحي نجوماً، ليس دليلاً على أنّه سبحانه تخلّى عن رسوله، وتركه بين أعدائه أو قلاه. وبذلك يظهر إتّقان جواب القسم أعني قوله سبحانه: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) ومن لطائف ما ورد في الجواب هو أنّه حذف المفعول من قوله: (وما قلى)، ولم يقل: "قَلاَكَ". وليس ذلك رعاية للفاصلة، لأنّه عَدَلَ عن رعايتها في آخر سورة الضحى، حيث قال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)إذ ليس في السورة، حرف الثاء على الإطلاق، وكان بوسعه أن يقول مكان حَدِّث، فَخَبِّر، لتتفق الفواصل على مذهب أصحاب الصنعة. فهذا دليل على أنْ الحذف لوجه آخر، كما أنّ العناية بذكر بلفظة "حدّث"، مكان "خَبَر"، لنكتة موجودة في الأولى دون الثانية. والظاهرة أنّ حذف المفعول هو لتحاشي خطابه تعالى حبيبه المصطفى في مقام الإيناس، بقوله: "ما قلاك"، لما في القلي من الطرد، والإبعاد وشدّة البغض وهو في الوقت نفسه أَظهر المفعول في "وَدّعك"، إذ ليس فيه شيء يُكْرَه، بل هو يؤذن بالفراق على كُرْه، مع رجاء العود. (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى) إنّ الآخرة إذا قرنت بالأولى، يراد منها اليوم الآخر، كما في قوله سبحانه: ﴿فَللهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى﴾(النجم:25). وقوله سبحانه: ﴿فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَ الأُولَى﴾(النازعات:25)6. ولكن يرجح أن يكون المراد من الأخرة في الآية، هو الغد المرجو من أيام بعثته، لتخصيص كونها خيراً في الآية بالنبي الأكرم، حيث قال: (خَيْرٌ لَكَ) فالآية تبشّر بالمستقبل الزاهر للنبي الأكرم، وبهذا يتمّ تأكيد نفي التوديع والقلي، ليذهب عن الأذهان أثر فتور الوحي. والصلة بين هذه الآية وبين ما تقدمها، واضح على هذا البيان، والكلّ كسبيكة واحدة. (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) اللام لتأكيد لزوم العطاء، وأنّه أمر محقَّق. (وسوف) للتراضي. والجمع بين التوكيد مع التسويف الصريح، لبيان أنّه موضع عناية ربّه في أمسه وغده، وأُولاه، وأُخراه. وأمّا العطاء الّذي يحصل به رضا النبي، فغير محدّد بشيء. وليس وراء الرضا مطمح، ولا بعده غاية، ولا حاجة لتحديد هذا الّذي يُررضي الرسول، حتى تقلّل من روعة ذاك البيان المعجز الّذي يتجلى سرّه في إطلاقه العام وانتهائه إلى الرضا. (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنى) هذه الآيات تبث في نفس الرسول الطمأنينة، وتثبت قلبه، بإلفاته إلى ما أسبغه الله عليه في أولاه، من نِعَم: كان يتيماً، فآواه، ووقاه مسكنة الُيتْم، وكان ضالاًّ، فهداه تعالى إلى دين الحق7 وكان عائلاً فأغناه الله بفضله وكرمه. أفما يكفي هذا ليطمئن كلُّ أحد إلى أنّ الله غير تاركه ولا قاليه؟ وهل تَرَكَه حين كان صبياً يتيماً متعرضاً لما يتعرض له اليتامى من قهر وضياع؟ وهل قلاه حين كان ذا عيلة؟ كلا، لا. واليتيم مظنة الضياع والقهر، قال سبحانه: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ﴾(النساء:9). وقد وجد الله محمداً يتيماً عائلاً، فأعفاه سبحانه من تلك الآثار البغيضة، وحفظ جوهره من الآفات الّتي كان معرَّضاً لها بحكم يتمه وعيلته، وبذلك تمّ فيه الإستعداد النفسي لتلقّي الرسالة الكبرى، الّتي بعث بها ليقي الناس من المذلَّة والضلال. ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. أتى بكلمة: "فلا تقهر"، مع أنّ في وسعه أن يستخدم كلمة أُخرى، نحو: "فلا تظلم"، "فلا تمنع حقه" وغيرهما، وذلك لأنّ في عبارة: "فلا تقهر"، معنى أعمق وأدق ممّا يفيده ذانك اللفظان ومشابههما، إذ يجوز أن يقع القهر مع إنصاف اليتيم وإعطائه ماله، وعدم التسلّط عليه بالأذى، لأنّ حساسية اليتيم إلى حدّ أنّه يتأثّر بالكلمة العابرة، واللفتة الجارحة من غير قصد. والنبرة المؤلمة بلا تنبه، وإن لم يصحبها تسلّط بالأذى، أو غلبة عل مالِه وحقِّه. ويحتمل أن يكون المراد من النعمة هو الرسالة الّتي أكرمه الله تعالى بها، وتفضل بها عليه، وعند ذلك يكون المراد من التحدّث بها هو إبلاغ رسالة ربّه. ثم في الآيات الثلاث الأخيرة نكتة بديعة، فإنّا نرى أنّه سبحانه قَدّم النهي عن قهر اليتيم ونهر السائل، على التحدّث بنعمته تعالى، فأخَّر حَقَّ نفسه وهو التحدث بالنعمة، وقدّم حقّ اليتيم والسائل. وما هذا إلاّ لأنّه غنيّ وهما محتاجان، وتقديم حَقِّ المحتاج أُولى. وهناك نكتة أُخرى، وهي أنّه تعالى لم يرض في حقهما إلاّ بالفعل، ورضى في نفسه بالقول8. منقول |
10-16-2016, 07:08 PM | رقم الموضوع : [2] |
الباحِثّين
|
انتهى زمن هدر الطّاقة والوقت في اللّغو اللّغويّ في نصوصٍ تفتقر إلى أبسط معايير البيان والفصاحة والبلاغة كهذه بدليل طول النّصّ الّذي يفسّرها جزئيّا والّذي يحتوي أيضًا على التّالي : "ويحتمل أن يكون المراد من النعمة هو الرسالة"
وماذا ننتظر من أمّة ((أسفل سافلين)) صدق الله العظيم؟ عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم يا أمّةً ضحكت من جهلها الأمم. |
|
|
10-16-2016, 07:15 PM | رقم الموضوع : [3] | |
زائر
|
اقتباس:
|
|
10-16-2016, 07:26 PM | رقم الموضوع : [4] |
الباحِثّين
|
انتهى زمن هدر الطّاقة والوقت في اللّغو اللّغويّ في نصوصٍ تفتقر إلى أبسط معايير البيان والفصاحة والبلاغة كهذه بدليل طول النّصّ الّذي يفسّرها جزئيّا والّذي يحتوي أيضًا على التّالي : "ويحتمل أن يكون المراد من النعمة هو الرسالة"
وماذا ننتظر من أمّة ((أسفل سافلين)) صدق الله العظيم؟ عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم يا أمّةً ضحكت من جهلها الأمم. وهل تعتبر تلك السّخافة الّتي تدلّ على إنسانيّة كاتب القرآن موضوعًا؟ أنت لم تفعل غير إثبات كذب ربّك وفي نفس الوقت تدّعي صدقه. يعني لا منطق ولا عقل. العاقل يترك الادّعاء المبهم ويأخذ بالحجّة، والحجّة ضدّ الّله بفضل موضوعك، فشكرًا. |
|
|
10-16-2016, 07:33 PM | رقم الموضوع : [5] |
زائر
|
تفضل يا سامي الذيب
|
10-16-2016, 08:11 PM | رقم الموضوع : [6] |
عضو بلاتيني
|
أولاً اسمه سيدنا سامي الذيب صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وازواجه اجمعين.
أتركك لتتذوق هذه الأبيات من شعر امرىء القيس: أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِي بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ كم كنت أتمنى لو انك انت كاتب المداخله، لكنت ناقشتك فيها ولكني اعلم انك نسختها من احد الدجالين. واعلم انك تعجز حتى عن قراءة الأبيات التي ذكرتها آنفاً ودع عنك فهمها وتذوق بلاغتها وجمالها. اقرأ هذا البيت فقط: وما ذرفت عيناك الا لتضربي بسهميك في أعشار قلبٍ مقتل فلا اقسم بربك ولا برب ربك ولا برب رب ربك (لاحظ الفاء في القسم الاول الواو المكرره مرتين للبلاغه) لن تجد في قرائنك شيءً يضاهي هذا. لا عجباً ان معاصري محمد كتبوا هذه الأبيات بماء الذهب وعلقوها على جدران الكعبه، بينما عندما سمعوا قول محمد، استنتجوا ان به مس. |
10-16-2016, 08:24 PM | رقم الموضوع : [7] |
الباحِثّين
|
حتّى العنزة المسخَّرة المسبِّحة لم تجد فيه إلّا فطورًا إلى حين.
|
|
|
10-17-2016, 12:28 AM | رقم الموضوع : [8] |
زائر
|
تفضل يا سامي الذيب
|
10-17-2016, 01:37 AM | رقم الموضوع : [9] |
الباحِثّين
|
|
|
|
10-17-2016, 01:52 AM | رقم الموضوع : [10] |
الباحِثّين
|
بلاغة تبهر العقول!!!!!!، خذ معلقة الأعشى وفصل في شرحها وتبيان صورها وبلاغتها وانظر كيف ستراها اجمل من سورة الضحى
احد ابياتها: ولقد غدوت الى الحانوت يتبعني* شاو مشل شلول شلشل شول هل يستطيع ربك قول شيء مماثل؟؟ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الضحى, الذيب, بلاغة, بفضل, صالح, سورة, عوض |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من هو سامي الذيب | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 27 | 09-05-2017 06:39 PM |
علامات نبوءة د.سامي عوض الديب بدأت تظهر. همجية اللاجئين في أوروبا -فيديو- | bakbak | العقيدة الاسلامية ☪ | 8 | 10-19-2015 09:08 AM |
فصل الأخطاء اللغويّة و الإنشائيّة في القرآن من كتاب سامي عوض الذيب | مُنْشقّ | العقيدة الاسلامية ☪ | 43 | 09-08-2015 02:09 PM |
رحّبوا بالدكتور سامي عوض الذيب | مُنْشقّ | ساحة الاعضاء الجدد Ω | 13 | 08-28-2015 08:43 PM |
القرآن بالتسلسل التاريخي للدكتور سامي عوض الذيب | وائل | ساحة الكتب | 2 | 06-14-2015 09:12 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond