شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-30-2019, 08:30 AM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي دراسة مقارنة بين سِفْر أسرار أخنوخ ونصوص الإسلام

مقارنة لكتاب أسرار أخنوخ (سِفْر أخنوخ الثاني) مع القرآن والأحاديث

يقدَّر تاريخ كتابته بأواخر القرن الأول الميلادي، وقد اكتُشِفت أربع شظايا من سفر أخنوخ الثاني (أسرار أخنوخ) باللغة القبطية من أول جزئين له، فقرات من الإصحاحات 36- 42، من النسخة أو التنقيح القصير لسفر أسرار أخنوخ ، في منطقة النوبة في مصر سنة 2012م على يد Joost L. Hagen، من مخطوطة تعود إلى ما يتراوح بين القرنين الثامن والعاشر الميلادي، وقد أُعْلِنَ عن ذلك في مؤتمر مخصَّص للأبحاث في أسفار أخنوخ، مما يثبت قِدَم تاريخ كتابته وأصله الشرقي، فهو أقدم من تاريخ المخطوطة القبطية بكثير حسب تحليل لغته ومحتواه، غالبًا كتبه يهودي مصري في الإسكندرية، وقد كُتِبَ على الأرجح في الأصل بالجريكية (اليونانية)، وقد قرَّر باحثون إلغاء اسم (أخنوخ السُلافي) في حقه لثبوت أصل أقدم شرقي له، فكتبوا عن ذلك تحت عنوان (لم يعد سلاڤيًّا فقط).

Liudmila Navtanovich, ‘The provenance of 2 Enoch: A philological perspective – A response to C. Bttrich’s paper “The ‘Book of the Secrets of Enoch’ (2 En): Between Jewish origin and Christian transmission – An overview”’, in: Orlov, Boccaccini & Zurawski, New perspectives on 2 Enoch, 69-82: 80.

On a web page entitled “No Longer Slavonic Only: 2 Enoch Attested in Coptic from Nubia,” the Enoch Seminar reports the discovery of four fragments of 2 Enoch by Joost L. Hagen. The fragments come from chapters 36-42, a transitional passage between the first two of the three major parts of 2 Enoch, and are likely to be dated between the eighth and the tenth centuries. The fragments represent the shorter recension as known from the Slavonic version.

New Perspectives on 2 Enoch – No Longer Slavonic Only, Andrei Orlov, Gabriele Boccaccini, Jason Zurawski

في أسرار أخنوخ 8: 3- 4، النسختين A and J خلال زيارة أخنوخ للسماء الثالثة، نقرأ:

(وفي وسطها (الأشجار) شجرة الحياة، عند المكان الذي يمكث (أو يرتاح) فيه الرب خلال ذهابه إلى الفردوس. وتلك الشجرة لا يمكن وصفها من جهة جمالها وروعة رائحتها، وهي أكثر جمالًا من أي شيء مخلوق مما يوجَد. ومن كل جهاتها كان لها مظهر ذهبي وقرمزي، وكشكل النار. وهي تغطي كل الجنة. وفيها أشياء من كل أشجار البساتين وكل الفواكه. وجذرها في الجنة عند المخرج المؤدي إلى الأرض. وتقع الجنة بين القابل للفساد وغير القابل للفساد، ويخرج منها نهران، أحدهما مصدر للعسل والحليب، والآخر ينتج البلسم والخمر، وهي تنقسم إلى أربعة أجزاء...إلخ.)

في النسخة A اختلاف يسير: وشجرة الحياة في ذلك المكان، التي يمكث تحتها الرب خلال مشيه في الجنة.

انظر:
James Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, part 1, p.114- 115

قارن مع القصة التي ذكرناها في رؤيا بولس الإصحاح 45، عن حلول روح القدس على شجرة الحياة:

.... وتبعتُ الملاكَ بسرعة روح القدس، ووضعني في الفردوس وقال لي: "هذا هو الفردوس، حيث أثم آدم وحواء." ودخلت إلى الفردوس ورأيت أصل الأنهار، وأومأ الملاك لي وقال لي: "انظر_قال_هؤلاء الأنهار، إذ هذا هو نهر فيشون المحيط بجميع أرض الحويلة. وهذا الثاني هو جيحون المحيط بجميع أرض مصر وإثيوبيا، وهذا الآخر هو حداقل الجاري أمام آشور، وهذا الآخر هو الفرات الذي يسقي بلاد ما بين النهرين." ودخلتُ قُدُماً ورأيت شجرة مغروسة، من أصولها تتدفق الأنهار، ومنها كان أصل الأنهار الأربعة، وحلت روح الرب على تلك الشجرة، وعندما تتنفس الروح تتدفق الأنهار، وقلت: "يا سيد، أهذه الشجرة ما يجعل الأنهار تتدفق؟" وقال لي: "لأن في البدء، قبل أن تُظْهَرَ السماءُ والأرضُ، وكل الأشياء غير مرئية، رفت روح الرب على المياه، لكن منذ أن_بأمر الرب_ظهرت السماء والأرض حل الروح على هذه الشجرة، ولذا عندما تتنفس الروح تتدفق الأنهار من هذه الشجرة.".....

وقلتُ أن هذا هو المقصود من قول القرآن {... إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 13]

الثلج والبرد في مخازن في السماء

يرى أخنوخ الندى والثلج والبَرَد في السماء الأولى بحسب خرافة سِفْر أسرار أخنوخ 5- 6 من النسختين A and J:
5 1 وأرياني مستودعات الثلج والجليد والملائكة الرهيبة التي تحفظ هذه المستودعات. 6 1 وأرياني خزانات السحب التي منها يرتفع ويخرج، وأرياني مستودعات الندى الشبيه بزيت الزيتون، والملائكة الذين يحفظون مستودعاتهم، وكان منظرهم شبيهًا بكل زهور الأرض.

وفي أسرار أخنوخ في النسختين J and A 40: 10 القول المنسوب إلى أخنوخ الأسطوري:

(10 وكتبتُ خزائنَ الثلج ومخازن الجليد، والرياح الباردة. ولاحظت كيف _بناءً على الموسم_ يملأ القائمون عليها السُحُبَ بها، ولا تفرغ خزائنُهم.)

قارن مع سِفْر أخنوخ الأول (الإثيوبي):

34 1 ومضيت من هناك إلى الشمال، إلى أطراف الأرض. فرأيت فيها آية رائعة جميلة في أطراف الكون. 2 رأيت فيها أبواب السماء مفتوحة في السماء، وعددها ثلاثة، من كلٍّ منها تخرج رياح الشمال التي تنفخ الصقيع والبَرَد والثلج والضباب والندى والمطر. 3 حينما تخرج من باب فهي مؤاتية. وحينما تخرج من البابين الآخرين تنفخ بعنف فتتأذَّى الأرض.

36 1 ومضيت من هناك إلى الجنوب، إلى أطراف الأرض. فرأيت فيها ثلاثة أبواب للسماء مفتوحة خرجت منها رياح الجنوب والندى والمطر. ...إلخ

وفي 60: 20– 21 من أخنوخ الإثيوبي:

(20 مسكن روح الندى في أطراف السماء. يُضَمُّ إلى خزانات المطر. يأتي (الندى) في الشتاء والصيف وينضم سحابُه إلى الغمام بحيث يعطي الواحدُ الآخرَ. 21 وحينما يَترُكُ روحُ المطرِ خزَّانَه، يأتي الملائكة ويفتحون الخزَّانَ ويُخرِجون المطر. ...إلخ)

وفي التاناخ (الكتاب المقدس اليهودي القانوني)، في إرميا 10: 13 (13إِذَا أَعْطَى قَوْلاً تَكُونُ كَثْرَةُ مِيَاهٍ فِي السَّمَاوَاتِ، وَيُصْعِدُ السَّحَابَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ. صَنَعَ بُرُوقًا لِلْمَطَرِ، وَأَخْرَجَ الرِّيحَ مِنْ خَزَائِنِهِ.)

قارن مع القرآن:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور: 44]

قال الطبري في تفسيره:

وَقَوْلُهُ: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} [النور: 43] قِيلَ فِي ذَلِكَ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَعْنَاهُ: وَأَنَّ اللَّهَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِي السَّمَاءِ مِنْ بَرَدٍ، مَخْلُوقَةٌ هُنَالِكَ خَلْقُهُ. كَأَنَّ الْجِبَالَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ، هِيَ مِنْ بَرَدٍ، كَمَا يُقَالُ: جِبَالٌ مِنْ طِينٍ. وَالْقَوْلُ الْآخَرُ: أَنَّ اللَّهَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ قَدْرَ جِبَالٍ , وَأَمْثَالَ جِبَالٍ مِنْ بَرَدٍ إِلَى الْأَرْضِ، كَمَا يُقَالُ: عِنْدِي بَيْتَانِ تِبْنًا , وَالْمَعْنَى: قَدْرَ بَيْتَيْنِ مِنَ التِّبْنِ، وَالْبَيْتَانِ لَيْسَا مِنَ التِّبْنِ

الرعد عليه ملاك راعٍ أو قوة إلهية

في أسرار أخنوخ 40: 10 في النسختين A and J: (وسجَّلْتُ قعقعة الرعد وروعة البرق، ورأيت القائمين عليهما، والمسارات التي تصعد فيها بمقياس. فهم [الملائكة] يُصعِدونها بمقياس، وبسلسلة يُنزِلونها، بحيث لا يدفعون السحب بعنف شديد بتسبب في هلاك ما هو على الأرض.)

وفي سفر أخنوخ الأول 60: 13- 22 (الإثيوبي كما يُسمَّى ولو أن له أصولًا عبرية آرامية مفقودة وجدنا شذرات منها في مخطوطات قمران التي من القرن الأول الميلادي):

(13 وأراني الرعودَ؛ حين تحدث يحصل دومًا انفصالٌ، بحيث إن البرق يلمع (أولًا) ويُسْمَعُ بعدَه ما يلي. 14 فللرعد مواضعُ راحةٍ، ويُسْمَح له أنْ يتأنَّى ليُسمَع صوتُهُ. ولكن الرعد والبرق لا ينفصلان أحدهما عن الآخر. فكلاهما يحركهما روحٌ واحدٌ فلا ينفصلان. 15 وحين يلمع البرق، يعطي الرعدُ صوتًا، ولكن الروح يجعل وقفة وانفصالًا عادلًا بينهما (مقياس أزمانهما هو من رمل)، ويمسكهما بلجام، فيعودان بقوة الروح وهكذا يتوجَّهان حسب مختلف مناطق الأرض.

16 روح البحر ذَكَرٌ وقويٌّ. وقوة البحر كبيرة بحيث يقودُهُ اللهُ بلجامٍ. هكذا يتوجَّهُ البحر ويتوزَّع على كل جبال الأرض.

17 روح الثلج هو ملاك. وروح البَرَد هو ملاك مؤاتٍ. 18 وروح الجليد تهدئة قوة الله. له ملاك وحده. وما يخرج منه يشبه دخانًا ويُسَمَّى الصقيعَ.

19 روح الغمام لا يقاسمها خزَّانها، ولكن له خزَّان هو وحده، لأن مجيئه مليءٌ بهاءً، في النور والظلمة، في الشتاء والصيف، والذي يجمعه ملاكٌ. 30 روح الندى مسكنه في أطراف السماء. يُضَمُّ إلى خزانات المطر. يأتي الندى في الشتاء والصيف وينضم سحابه إلى الغمام بحيث يعطي أحدهما الآخَر. 21 وحينما يترك روحُ المطرِ خزَّانَه، يأتي الملائكة ويفتحون الخزَّانَ ويُخْرِجونَ المطر....إلخ 22 فالمياه معدَّة لسكان الياسبة، لأن طعام اليابسة يأتي من العليِّ الذي هو في السماء، لهذا هناك كيل للمطر يهتمّ به الملائكة.)

قارن مع القرآن:

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ. وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ، وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ، وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13]

هنا يتبدَّى تصوُّر الرعد على نحو عجيب ككائن واعٍ في النصوص الأبوكريفية التي أوردتُها وفي نصوص الأحاديث.

وفي التقليد اليهودي الربيني الخاص بالأحبار يوجد دعاء من ضمن الصلوات والأدعية يقال عند رؤية المطر والرعد والبرق: فيوصي التلمود في المشنة Mishna Berurah 227: 1، (عند رؤية النجوم المقذوفة الخاصة بالبرق (ترجمة أخرى: الشُهُب أو المُذنَّبات]، وعند سماع الزلازل والرعد والعواصف ينبغي ترديد التسبيحة (البركة): "مبارَكٌ الذي تملأ قوته وجبروته العالم". وانظر: Jewish encyclopedia/ Lightning, Benediction on

وفي براخوت أو براكوث (أي: الصلوات والأدعية) Berakhot 54a:

عندما يرى المرءُ أحداثًا طبيعية رائعة ينبغي عليه ترديد تسبيحة..إلخ فلأنَّ الرعدَ والعواصف والبرق تجلِّياتٌ لقوة الخالق، فإن على المرء أن يُرَدِّدَ: "مبارَكٌ... من تملأ قوتُهُ وجبروتُهُ العالَمَ"

وفي براخوت Berakhot 59a:

نتعلم من المشنة أنه عند حدوث الرعد ينبغي على المرء أنْ يُرَدَّدَ: "يا مَنْ تَملأ قوتُهُ وجبروتُهُ العالمَ"

و كما قرأت صيغته عند اليهود في صلواتهم:

"مبارَكٌ أنتَ، أيها الربُّ إلهَنا، يا ملكَ العالَمِ، يا من تملأُ قوتُكَ وجبروتُكَ العالَمَ"

"باروخ أتَ أدوناي إلوهينو، ميليخ ها-عُوُلَم، شي-كوهو أُوُ جيڤوراتو ماليه عُوُلَمْ"
בָּרוּךְ אַתָּה ה', אֱ-לֹהֵינוּ מֶלֶךְ הָעוֹלָם, שֶׁכֹּחוֹ וּגְבוּרָתוֹ מָלַא עוֹלָם.

"Blessed are you, Lord our God, King of the universe, whose power and strength fill the world"

يقولها بعضهم مع كلمة ها-شِم (الاسم) بدلًا من كلمات أدوناي، لأن نطق وكتابة اسم الله يهوه محرَّم عند اليهود التقليديين. هذا يدخل في تصنيف الطقوس والشعائر (الهالاخة Halakha والليتورجيَّات) وليس الهاجادة.

من تصورات قدماء المسلمين الخرافية غير العلمية في تفسيرهم الرعد كغضب إلهي والأدعية خوفًا منه:

عن مَالِكٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (عن أبيه)؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ. ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ.

إسناده صحيح موقوف: أخرجه مالك في ((الموطأ)) (56-ك الكلام، 11-ب القول إذا سمعت الرعد (26))، ومن طريقه البخاري في ((الأدب المفرد)) (723)، وأحمد في ((الزهد)) (1113)، وابن أبي شيبة (10/ 215) 29205 في الدعاء عن طريق معن، وأبو داود في ((الزهد)) (386)، والخرائطي في ((المكارم)) (561)، وأبو الشيخ في ((العظمة)) (783)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (3/ 362) رواه مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير به. قلت: وهذا إسناد صحيح، لكنه موقوف.وأبو مصعب الزهري، 2094 في الجامع.
تنبيه: سقط من ((موطأ يحيى بن يحيى)) ذكر عبد الله بن الزبير، وقد رواه الناس عن مالك بإثباته، وصحح إسناده النووي في ((الأذكار)) (262)، والحافظ ابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) (4/ 285).
قلت: وقد ورد هذا الذكر مرفوعا لكن بإسناد ضعيف. قال الطبري في ((تفسيره)) (7/ 360) حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا إسرائيل عن أبيه عن رجل عن أبي هريرة رفع الحديث -: ((أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: سُبْحَانَ من يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ)). قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، لولا الرجل المبهم.
وفي الباب عن عبيد الله بن أبي جعفر مرسلا: أخرجه أبو داود في ((المراسيل)) (527).

حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ» قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ»

إسناده حسن: أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (722)، والطبري في ((تفسيره)) (7/ 360) من طريق الحكم قال: حدثني عكرمة أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد...
قلت: وإسناده حسن، الحكم بن أبان صدوق له أوهام (التهذيب (2/ 385)، الميزان (1/ 569) وحسن إسناده ابن حجر كما في ((النتائج)) (4/ 286)، أخرجه سعيد بن منصور في ((تفسيره)) (1164) نا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير عن ابن عباس.
قلت: سنده رجاله ثقات، لكنه منقطع فيما يظهر بين غيلان بن جرير وابن عباس والله أعلم.

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ إذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْت لَهُ.

إسناده صحيح: أخرجه الشافعي في ((الأم)) (1/ 253)، وفي ((السنن)) (2/ 43/ 384)، وعبد الرزاق (11/ 89/ 20005)، وابن أبي شيبة (10/ 215) 29822، والطبري في ((تفسيره)) (7/ 360)، والطبراني في ((الدعاء)) (983)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/ 5)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (3/ 362) وغيرهم. وصحح إسناده النووي في ((الأذكار)) (263)

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : حدَّثَنَيهِ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ : كَانَ الأَسْوَدُ النَّخَعِيُّ ابْنُ يَزِيدَ , إذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ.

إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 216)، والطبري في ((تفسيره)) (7/ 360)، والطبراني في ((الدعاء)) (984).
قلت: وإسناده صحيح مقطوعا به على الأسود. قال الحافظ كما في ((الفتوحات الربانية)) (4/ 286): هذا موقوف صحيح.

حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ : مَنْ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللهِ بِحَمْدِهِ لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَةٌ.

إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 215) 29823، والطبري في ((تفسيره)) (7/ 360)، وأبو الشيخ في ((العظمة)) (785)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/ 150) بأسانيد صحيحة.

قال الطبري في تفسيره للنص أو الآية البقرة :20 بعد ذكر بعض هذه الأدعية الخرافية:

وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّ الرَّعْدَ: رِيحٌ تَخْتَنِقُ تَحْتَ السَّحَابِ، فَتَصَاعَدُ فَيَكُونُ مِنْهُ ذَلِكَ الصَّوْتُ

رغم أنه تفسير وهمي خاطئ، لكنه محاولة لفهم طبيعي فيزيائي للظواهر الفيزيائية على الأقل. ونعلم في عصور العلم الحديثة أن ما يحدث هو تفريغ كهربائي بين السحب يصنع البرق وصوت الرعد. وقال الطبري:

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْجَلَدِ، إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِكِتَابٍ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الرَّعْدِ، فَالرَّعْدُ: الرِّيحُ "

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ كَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي الْجَلْدِ يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّعْدِ، فَقَالَ: " الرَّعْدُ: رِيحٌ "

الخلط بين الريح والرعد موجود أيضًا في أدبيات التاناخ (كتاب اليهود المقدس، التوراة وملحقاتها)، انظر المزمور 77: 18 (18صَوْتُ رَعْدِكَ فِي الزَّوْبَعَةِ....).

وتوجد محاولات في براكوت من أحبار اليهود لتفسير الكوارث الطبيعية بعضها حاول عمل تفسير فيزيائي وإن تكن خاطئة لكنها تسحتق الاحترام كمحاولات لاستعمال العقل وأخرى تفسيرات دينية خرافية.

وهذا النص في أسرار أخنوخ مشابه أيضًا لتصورات بعض الأحاديث الإسلامية لملائكة يقومون على السحب والرعد والبرق، فروى مسلم:

7582- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَاللَّفْظُ لأَبِي بَكْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : فُلاَنٌ ، لِلاِسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ ، لاِسْمِكَ ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ؟ قَالَ : أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا ، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ.

ورى أحمد بن حنبل:

2483 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ رَأَيْنَاهُ عِنْدَ حَسَنٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: " هَاتُوا " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَبِي: " قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ " - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا "، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ ؟ قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدِهِ - أَوْ فِي يَدِهِ - مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ، يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللهُ " قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ " قَالُوا: صَدَقْتَ....إلخ

راجع كلامي عن هذا الحديث وتصحيح الشيخ العلامة أحمد شاكر له في تحقيقه لمسند أحمد، في حين ضعَّفه محققو طبعة الرسالة للمسند بقيادة الشيخ شعيب الأرنؤوط وتهربوا منه نظرًا لخرافاته ومنافاته للعلم والعقل معًا، انظر موسوعة القبر المحفور للإسلام/ باب الخرافات والخزعبلات/ ص 60.



ميزان الأعمال يوم القيامة

وفي أسرار أخنوخ النسخة J 44: 5 (طوبى للشخص الذي لا يوجِّه قلبَه بخبثٍ اتجاه أي شخص، بل يساعد المهانين والمُدانين (من هم في القضاء)، ويُنْهِضُ المسحوقين، ويتعامل بشفقة مع المحتاجين. لأنَّ في يوم الدينونة (الدِيِنِ) العظيم سيكون كل وزنٍ وكل قياسٍ وكل كفوف الموازين عادلة كما تكون في السوق. أيْ أنَّ كلٌّ منها سوف يُوُزَنُ في الميزان، وكلٌُّ [شخصٍ] سوف يقف في السوق، وكلٌّ سوف يَعْرِفُ مقدارَهُ، وبما يتوافق مع القياس (الوزن) سوف يتلقى كلٌُّ [شخصٍ] جزاءَهُ.

انظر ترجمة موسى ديب الخوري للنص في (كتابات ما بين العهدين)، ج3، ص 157، XLIV، وانظر ترجمة بولس فغالي الرائعة في كتابه (أخنوخ سابع الآباء).

المخطوطة A أقل دقة في نصها، وفيها: (طوبى لمن يوجه قلبه اتجاه كل شخص، كمساعدة المدانين، وتقديم العون للمسحوقين، وبإعطاء المحتاجين. لأن في يوم الدينونة العظيمة كل ميت من البشرية سوف يُبْعَثُ عن طريق سجل مكتوب. طوبى لمن سيظهر قياسُه سليمًا ولمن سيكون وزنه سليمًا وموازينه سليمة! لأن في يوم الدينونة العظيمة سوف يُكْشَفُ كل مقياس (مقدار) وكل وزن وكل ميزان في السوق، وسوف يدرك كل واحدٍ مقدارَه، ووفقُا للقياس (أو الوزن)، سوف يتلقَّىَ كلٌّ جزاءَه.)

ملاحظة: هنا السوق كناية عن يوم القيامة والحساب الخرافي.

وفي أسرار أخنوخ، النسخة J 52: 15 (لأن كل الأشياء سوف توُزَنُ في الموازينِ وتُكْشَفُ من الكتب في يوم الدينونة العظيمة.)

وفي النسخة A صيغة مختلفة أو ترجمة أقل دقة: (كل هذا سوف يصير معروفًا في الموازين في الكتاب في يوم الدينونة العظيمة.)

قارن مع القرآن:

{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} [الأعراف: 8- 9]

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]

{أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105]

ونصوص الأحاديث عن وزن أعمال البشر وتارة البشر أنفسهم كثيرة في كتب الحديث عند السنة والشيعة الاثناعشرية.



برد أو زمهرير جهنم

في أسرار أخنوخ 10: 2، النسخة J (...وليس هناك ضوء هناك، وتتقد نار سوداء إلى الأبد، وهناك نهر ناري يتدفق على كل المكان، نار هنا، وثلج مجمّد هناك، فهي تحرق وتجمِّد.

قارن مع ما رواه البخاري:

3260 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ "

وروى الطبري في تفسيره من الآراء في تفسير النص الآية {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} [ص: 56]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58] قَالَ: «الزَّمْهَرِيرُ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، بِمِثْلِهِ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَذَابُ الزَّمْهَرِيرِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّمْهَرِيرُ»

وقال القرطبي في تفسيره:

ومن قرأ {وَأُخَرُ} أراد وأنواع من العذاب أُخَر ، ومن جمع وهو يريد الزمهرير فعلى أنه جعل الزمهرير أجناسا فجمع لاختلاف الأجناس. أو على أنه جعل لكل جزء منه زمهريرا ثم جمع كما قالوا : شابت مفارقه. أو على أنه جمع لما في الكلام من الدلالة على جواز الجمع ؛ لأنه جعل الزمهرير الذي هو نهاية البرد بإزاء الجمع في قوله : {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} والضمير في {شَكْلِهِ} يجوز أن يعود على الحميم أو الغساق. أو على معنى { وَأ خَرُ مِنْ شَكْلِهِ } ما ذكرنا ، ورفع {وَأ خَرُ} على قراءة الجمع بالابتداء و {مِنْ شَكْلِهِ} صفة له وفيه ذكر يعود على المبتدأ و {أَزْوَاجٌ} خبر المبتدأ.

وعند الشيعة الاثناعشرية، روى الصدوق في علل الشرائع:

(باب 181 - علة كون الشتاء والصيف) 1 - أخبرني أبو الهيثم عبد الله محمد قال: أخبرنا محمد بن علي بن يزيد الصايغ قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فان الحر من فيح جهنم واشتكت النار إلى ربها فان لها في النفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف، فشدة ما تجدون من الحر من فيحها، وما تجدون من البرد من زمهريرها.

قال مصنف هذا الكتاب، معنى قوله: فابردوا بالصلاة أي عجلوا بها وهو مأخوذ من البريد، وتصديق ذلك ماروى انه ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك قوموا إلى نيرانكم التى أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم.

خلق الشيطان من نار- من مارج من نار

في أسرار أخنوخ (أخنوخ الثاني) النسخة J، إصحاح 29: من العددين 2و 3 (...ومن النار خلقت رُتَبَ الجيوش عديمة الأجساد، مئة ألف ملاك، وأسلحتهم نارية وملابسهم نيران مشتعلة)

وفي النسخة A النص مختلف قليلا فقط: (...ومن النار خَلَقْتُ كلَّ جيوش عديمي الأجساد، وكل جيوش النجوم والكروبيم والسيرافيم والأوفانيم، كل هؤلاء من النار التي اقتطعتها.)

إن قول الشيطان في القرآن متفاخرًا على آدم بأصله الناري المخلوق منه يعود إلى القول بأنه كان ملاكًا عاليَ الرتبة ثم سقط بالمعصية بحسب آراء أسفار أبوكريفية ومعها أسفار الأناجيل والعهد الجديد المسيحي. قارن:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 14]

{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: 27]

وقال الطبري في تفسير البقرة: 30

فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَلَائِكَةِ، يُقَالُ لَهُمُ الْحِنُّ خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ مِنْ بَيْنِ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ الْحَارِثَ. قَالَ: وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَخُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ مِنْ نُورٍ غَيْرِ هَذَا الْحَيِّ. قَالَ: وَخُلِقَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَهُوَ لِسَانُ النَّارِ الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَفِهَا إِذْ أَلْهَبَتْ.

..... قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذِهِ عِلَلٌ تُنْبِئُ عَنْ ضَعْفِ مَعْرِفَةِ أَهْلِهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ خَلَقَ أَصْنَافَ مَلَائِكَتِهِ مِنْ أَصْنَافٍ مِنْ خَلْقِهِ شَتَّى، فَخَلَقَ بَعْضًا مِنْ نُورٍ. وَبَعْضًا مِنْ نَارٍ، وَبَعْضًا مِمَّا شَاءَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَلَيْسَ فِي تَرْكِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْخَبَرَ عَمَّا خَلَقَ مِنْهُ مَلَائِكَتَهُ وَإِخْبَارَهُ عَمَّا خَلَقَ مِنْهُ إِبْلِيسَ مَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ إِبْلِيسُ خَارِجًا عَنْ مَعْنَاهُمْ، إِذْ كَانَ جَائِزًا أَنْ يَكُونَ خَلَقَ صِنْفًا مِنْ مَلَائِكَتِهِ مِنْ نَارٍ كَانَ مِنْهُمْ إِبْلِيسُ، وَأَنْ يَكُونَ أَفْرَدَ إِبْلِيسَ بِأَنْ خَلَقَهُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ دُونَ سَائِرِ مَلَائِكَتِهِ. وَكَذَلِكَ غَيْرُ مُخْرِجِهِ أَنْ يَكُونَ كَانَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَنْ كَانَ لَهُ نَسْلٌ وَذُرِّيَّةٌ لِمَا رَكَّبَ فِيهِ مِنَ الشَّهْوَةِ وَاللَّذَةِ الَّتِي نُزِعَتْ مِنْ سَائِرِ الْمَلَائِكَةِ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ. وَأَمَّا خَبَرُ اللَّهِ عَنْ أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ، فَغَيْرُ مَدْفُوعٍ أَنْ يُسَمَّى مَا اجْتَنَّ

التصور غير العلمي للنجوم، والسماوات السبع الخرافية

في أسرار أخنوخ 30: 3- 4 النسخة J: (في السماء الأولى، أعلى الأفلاك، وضعت كرونوس؛...في السماء الثانية وضعت أفريديت، وفي الثالثة أريس، وفي الرابعة الشمس، وفي الخامسة زيوس، وفي السادسة إرميس، وفي السابعة القمر أدناهن، وبالنجوم السفلى جمَّلْتُ (أو زَيَّنْتُ) الهواء في الأدنى.)

قارن مع القرآن:

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 12]

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك: 5]

نفس التصور أن النجوم داخل الكوكب بداخل غلافه الجوي (سمائه) وليست خارجه في الفضاء، وهو تصور بدائي.

وخرافة السبع سماوات مرتبطة بتصور القدماء لسبعة أفلاك تدور فيها الشمس والقمر وخمسة أجرام (كواكب) كانوا يعرفونها من كواكب مجموعتنا الشمسية فقط، قبل اختراع التلسكوب، وهي خطأ عمليا، وتصوروا وجود أفلاك كأفلاك الخياطة تدور فيها الكواكب. وقد ذكرت بيت شعر لأبي تمَّام:

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً, بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

مدة مكوث آدم في الجنة

وفي أسرار أخنوخ 32: 1، النسخة J (....وكان آدم في الفردوس لخمس ساعات ونصف....)

قارن مع ما رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين:

3993 - حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا عمار بن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما سكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

وروى مسلم في صحيحه:

[ 854 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها

[ 854 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزامى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة




{وإن من شيء إلا يسبح بحمده}

وفي أسرار أخنوخ 51: 4-5، النسخةْ J (إنه من الجيد الذهاب إلى معبد الرب في ظهيرة النهار وفي الليل لأجل تمجيد خالقك. لأن كل نوع من الأرواح يمجده وكل نوع من المخلوقات يسبحه، المرئي وغير المرئي.)

قارن مع القرآن:

{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِن مِّنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} الإسراء 44

رهبة الجمادات غير العاقلة ولا الواعية لله

في أسرار أخنوخ، النسخةْ J 33: 4 (...ونظرت عيناي إلى كل الأشياء، فسكنت واهتزت من الرعب...)

قارن مع القرآن:

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} مريم: 89

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]



:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
محمود, أضرار, مقارنة, الإسلام, بين, دراسة, سِفْر, ونصوص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع