05-21-2020, 09:31 AM | رقم الموضوع : [1] |
باحث ومشرف عام
|
هل "آيات التحدي" دليل على صدق القرآن "!"
1. خلافاً للمسلمين "الصادقين" و "المتقين" و"الخائفين" من أي ظل للشكِّ أو محاولة للتفكير وإعادة التفكير بصدق وحقيقة الأشياء فإنني أريد أن أفترض بكل ما يفترضه المسلمون وأن آخذ فرضياتهم المتعلقة بـ"إعجاز" كتابهم مأخذ الجد. فالتفكير لا يضرُّ بالصِّحة والافتراضات لا تغير الوقائع! 2. تقول آياتا التحدي (ولا اعتراض لي إذا كانت أكثر من ذلك: فأنا في مزاج افتراضي رائق!) ما يلي: - "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [سورة يونس/38]. - "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [سورة هود/13]. إذن نحن أمام جُمْلتي أمرٍ (ورب المسلمين مغرم بالأوامر) للتحدي يَدَّعِي المسلمون بأنهما تمثلان "دليلاً" على صدق القريان، وَهُمَا: - فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ! - فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ! 3. وها أنا أصطدم بأوَّل مشكلة من شأنها أن تعيقني، للأسف، من قبول ما كنت على استعداد لقبوله: أولاً: إن "تحدي الله" عبَّرَ عنه بكلامه هو "شخصياً" وإن كلام الله، كما يقول المسلمون، لا يحتمل الشك ولا التردد أو التغير والتراجع: -"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" [الأنعام/59]! -" اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ. لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ"[الرعد/8-11]! وإذا كان الأمر هكذا، وسأقبله جدلاً، فلماذا وهو الذي" عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ " متردد ما بين السورة الواحدة "مِثْلِهِ" والسور العشر "مِثْلِهِ"؟! إنَّ للأرقام قيمة، وللقيم دلالة كمية ونوعية: فإذا ما كان التحدي " بِسُورَةٍ مِثْلِهِ" هو أمرٌ، أما التحدي " بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ" فهو أمر مختلف تماماً. إذ كان على الله أن يحسم أمره ويقرر: سورة واحدة مِثْلِهِ أمْ عَشْرٍ؟! فالقدرة على خَرْقِ إعجاز عشر سور يعادل عشر مرات القدرة على خَرْقِ إعجاز سورة واحدة لا غير! وهذا أمر يعرفه الجميع وحتى أطفال المدارس. وبالإضافة إلى ذلك فإننا لا نتحدى شخصاً بقولنا له بأنه لا يستطيع أن يقطع مسافة كيلومتر واحد أو عشرة كيلومترات بخمس دقائق على سبيل المثال! هذا تَحَدي غريب ومضحك، لأنه خال من شروط منسجمة! 4. ثانياً: ثمة مشكلة أخرى، لا تقل إزعاجاً، تعيقني من قبول افتراضات المسلمين (رغم استعدادي الصادق لقبولها)، ومن جديد اعتمد على ما يقولونه هُمْ عن "ربهم": "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ اَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم"[البقرة: 255]! والسؤال المُقْلِقُ هو التالي: كيف يحق لكائن مثل هذا الكائن "الهائل العظمة!" والذي لا "حدود لوجوده وعلمه وجبروته!"و"حجمه المكاني والزماني!" أن يتحدى أبناء (أو أحفاد) آدم الذي خلقه من الطين؟! فإمَّا أن يكون "هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... إلخ" وهذا يعني أنه ليس من العدل أن يتحدى أحفاد آدم بما هم عاجزون عن القيام به من حيث المبدأ " by default". فهو "الخالق" وهم "المخلوقون"؛ وإمَّا إنَّ الأمرَ يتعلق بـ"متحدٍ" باعتباره "شخصية طبيعية" ولهذا لا يحق له أن يختفي خلق قِناع " اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ "! هذه قضية مبدأية لمن يولي أهمية للمبادئ وهي في ذات الوقت قضية منطقية سليمة لمن يحترم المنطق السليم. 5. لكن الإشكاليات لم يتوقف ظهورها عند هذا الحد. فالتاريخ بدون أدلة (ليست عقلية بل مادية) سيكون هراء لا غير. إذ أنَّ على مَنْ يَدَّعِي بأنه تحدى الناس بعدم قدرتهم على الإتيان بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله" أن يقدم لنا البرهان على شيئين: أولا: بأنه قد تحداهم فعلاً وقد كانوا هُمْ على عِلْمٍ بهذا التحدي؛ وثانيا: بأنهم قَدْ عجزوا فعلاً عن الإتيان بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله". 6. للأسف تروي السيرة الأدبية للإسلام لنا قصةً "كأساطير الأولين" عن "متحدٍ" ما و"موضوع تحدٍ ما"، لكنه لم يقدم لنا أية أدلة: - على شخصية المُتحدًّى: مَنْ هو؟ فمثلما شَتَمَ أبا لهب وزوجته بالاسم كان عليه أن يقول لنا من هو المتحدَّى؛ - وعلى حقيقة فيما إذا استطاع المتحدَّى أن يأتي بـ"سورة مثله" أو بـ"عشرة مثله" أمْ لا. نحن لدينا صيغة واحدة للقصة من وجهة نظر المُتَحَدِّي لا غير. وإن مثل هذه القصة لا يمكن قبولها أمام أية هيئة للتحكيم. 7. لكن الأمر الأكثر أهمية من كل هراء التحدي هذا هو أننا لا نثق بمصادر الإسلام عندما تتحدث عن المخالفين له. فهم على استعداد لتشويه صورته حتى لو كان أقرب الناس إليهم. نحن نعرف ولا تزال نصوصهم أمامنا ونقرأ كيف يشوه أصحاب كل مذهب إسلامي صورة أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى، فما بالك والأمر يتعلق بمخالف للأسلام جملة وتفصيلا! إنَّ الإسلام قد دمَّر بصورة واعية وهمجية كل "الملفات" (كما فعلت أغلبية الدول الأشتراكية السابقة عندما دمرت أرشيف الأمن السري) المتعلقة بتاريخ المعارضين والمخالفين لمحمد بن عبد الله ومن ثم حدث ذات الشيء فيما بعد في بداية وخلال فترة متأخرة من تاريخ الدولة العربية/الأسلامية. أمَّا ما وصل إلينا من نتاج ونشاط المعارضين، فهو لم يكن إلا بفضل سذاجة وبدائية تفكير الكتاب المسلمين الذين لم يكن بإمكانهم تنقيح كتبهم بصورة جذرية من الثرثرة والسرد الذي لا طائل من وراءه فخلفوا كماً هائلاً من التناقضات والأكاذيب والخرافات (رغماً عنهم) والتي ساعدتنا على التعرف على بعض الحقائق ومظاهر الحياة الدينية المعارضة آنذاك. فالطب الجنائي يقول لنا بأن مرتكب الجريمة يترك دائما بصماته وآثاره في موقع الجريمة، وكلما تطورت العلوم والتقنيات كلما أصبح من السهل اكتشاف هذه البصمات والآثار. لكننا للأسف الشديد فقدنا إلى الأبد مئات الكتب القيمة للمعارضين الدينيين سواء في عصر التدوين أو فيما بعد. فهي قد دُمرت مادياً ولم يعد بالإمكان معرفة ما كانت تتضمنه. بل أن المسلمين (والعهدة على روايتهم) قد دمروا حرقاً أو تغطيسها بالحوامض حتى المصادر المكونة للقريان، بدءاً من عثمان وانتهاء بالخلفاء الأمويين. ما هذا النزوع نحو تدمير التاريخ؟! 8. زبدة الكلام: ثمة مَنْ تحدى و"انتصر" مكتفياً بإعلان “تحديه" من غير أن نعرف موقف ورد فعل المتحدى! وها نحن نطرح السؤال الذي لابد منه: هل كان من الممكن (ونحن نتحدث عن عصر محمد بن عبد الله) أن يأتي أحدٌ من القبائل العربية "بسورةٍ مِثْلِهِ"؟ هذا سؤال نطالب أنفسنا به قبل أن يسرع المسلمون بالمطالبة به. الجواب: نعم 9. نحن نعرف واستناداً إلى نص "القريان"الحالي (الذي دام تحريره أكثر من ثلاثة قرون) أن الثقافة اللغوية لمثقفي قريش والقبائل الأخرى كانت كافية لكي يأتوا "بسورة مثله ". فرغم الأمثلة القليلة (غير المزورة) التي سَلَمْت من يد الرقيب الإسلامي فإنها تكشف لنا عن خصائص لغوية وأدبية لا تقل قيمة عن نص القرآن. وأنا لا أتحدث عن الشعر فقط بل وعن النثر. ولنقرأ بعض الأمثلة على قدرة الناس آنذاك أن يأتوا "بسورة مثله": قُسِّ بن ساعدة الإيادي: "أيها الناس: اسمعوا وَعُوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مُرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، أرَضُوا فأقامُوا أمْ تركوا فناموا؟" أو خطبة كعب بن لؤيّ: " اسمعوا وَعُوا، وتعلَّمُوا تَعْلَمُوا، وَتَفَهَمَّوُا تفهموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والأولون كالآخرين، كل ذلك إلى بلاء، فصلوا أرحامكم، وأصلحوا أحوالكم، فهل رأيتم من هلك رَجع، أو ميتاً نُشر، الدار أمامكم، والظن خلاف ما تقولون" أو خطبة أكثم بن صيفي: "إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الجبال كلوكها، وأفضل الملوك أعمها نفعاً، وخير الأزمنة أخصبها، وأفضل الخطباء أصدقها، والصدق مَنْجَاة، والكذب مَهْوَاة، والشر لجاجة، والحزم مركب صعب، والعجز مركب وطئ، آفة الرأي الهوى، والعجز مفتاح الفقر، وخير الأمور الصبر، حسن الظنِّ ورطة، وسوء الظن عصمة، إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي، من فسدت بِطانّتُهُ كان كالغاصِّ بالماء، شرد البلاد لا أمير بها، شر الملوك من خافه البريء". هذه النماذج مختارة من: [جمهرة خطب العرب، ج1: العصر الجاهلي، أحمد زكي صفوت، مصر 1923] 10. أليس أصحابُ هذه النصوص والعشرات الآخرون قادرين على أن يأتوا "مِثْلَهُ"؟! سؤال للتأمل!
التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 03-27-2021 الساعة 09:55 AM.
|
|
|
05-21-2020, 09:31 PM | رقم الموضوع : [2] | |||
عضو برونزي
|
لا ارى اشكالية مبدئية لو كان القرآن من عند خالق الكون ان يكون التحدي من خلاله، فهو بالتأكيد سيكون كتاباً مبهراً لو كان فعلاً من عنده
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
|
|||
|
||||
05-21-2020, 10:31 PM | رقم الموضوع : [3] |
باحث ومشرف عام
|
إنني أحاول أن أفهم منطقك:
1. تقول: "لا ارى اشكالية مبدئية لو كان القرآن من عند خالق الكون ان يكون التحدي من خلاله، فهو بالتأكيد سيكون كتاباً مبهراً لو كان فعلاً من عنده"! عندما نفكر كبشر لا نستطيع التخلي عن المنطق حتى لو تعلق الأمر بـ"الآلهة" وإلا فإن "تفكيرنا سيستحيل إلى "إيمان". ولهذا هل من المنطقي أن تتحدى أنتَ تلميذاً في الصف الأول الابتدائي بموضوع الإملاء؟! إذا قلت: "نعم"، فإنني أعتقد أن ثمة مشكلة يجب حلها! إن منطق التحدي إما أن يكون بين قوتين متكافئتين أو القوة الأقل تتحدى القوة الأكبر وإذا كان العكس فإن الأمر مضحكاً. والأمر مضحك أن يتحدى "الله" البشر. إن هذا التحدي يكشف الخلفية البشرية للمتحدي. وهذه هي الإشكالية التي لم ترها! 2. تقول "انه تحداهم اولا بقرآن مثله ثم خفّض التحدي بعشر سوة ثم خفّضه بسورة واحدة، من باب الزيادة في التحدي و الإعجاز، و ليس من باب التردد". ما هي الأدلة التاريخية الخاضعة للمنطق العقلاني حول تتابع السور والآيات؟ - الجواب صفر! حتى ما يسمى بـ"أسباب النزول" هي من الخرافات الحديثية وهي من المحاولات اليائسة لأعطاء معنى للقرآن. حتى يكون استنتاجاتك سليمة يجب أن نمتلك الأدلة على التتابع المنطقي. القرآن "خلطة" تم طبخها بمواد اختفت ولم يعد أمامنا إلا فوضى كلامية. 3. تقول: "التحدي ليس حدث تاريخي بل هو تحدي مفتوح إلى يوم القيامة، و لا يُثبت فوزه في التحدي بسردية تاريخية، بل يُثبت باستمرار انبهار البشر بكلامه و استمرار عجزهم على مجاراته مع تطور امكانياتهم و علومهم"! لقد كان التحدي تاريخياً (على الأقل من وجهة نظر القرآن) كان يخاطب ناساً محددين وهذا ما يعترف به حتى "فقهاء السلفية" وليس مفتوحاً. ولنقل أن التحدي كان "مفتوحاً" كيف قررت بأن التحدي "لا يُثبت فوزه في التحدي بسردية تاريخية، بل يُثبت باستمرار انبهار البشر بكلامه"؟ فعن أي انبهار يتعلق الأمر وعن أي نوع من البشر؟ هل أنت منبهرٌ؟ آمل أن تقدم لي مسوغات انبهارك بكلام محمد القرآني حتى انبهر معك! |
|
|
05-21-2020, 10:53 PM | رقم الموضوع : [4] | |||
عضو برونزي
|
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
إنما انتقادي لمقالك هذا لأنه - كما يقول الغزالي - الانتصار للحق بحجج ضعيفة إنما يقوي الباطل. |
|||
|
||||
05-21-2020, 11:29 PM | رقم الموضوع : [5] |
باحث ومشرف عام
|
حسناً لأقول لك الحق:
أنت للأسف تدافع عن بقايا الإيمان في ذاكرتك. ولا أجد في هذا أية مشكلة فأنت حر في التفكير. لكن المشكلة هو أنك تدافع عن "الحق" من وجهة نظر الإيمان الديني! 1. فأنت لا مانع لديك من تحدي طفل في الصف الأول الابتدائي في موضوع الإملاء لا لسبب إلا لكي تثبت بأنك أقدر منه! وقد كان الأجدر بك (إنطلاقاً من منطق الفرضية طبعاً) أن تشرح له ما لا يفهمه مثلاً وبذلك تثبت معرفتك. أما أن "تتحداه" لكي تثبت قدراتك فهذا أمر مضحك. أما ما يتعلق بفعل "تحدى" فأنا أولا لم "أستخرجه" من جيبي، بل هذا ما يمكن أن تستخدمه اللغة العربية لوصف الآيات المشار إليها. ثانياً هذا مل يقوله جميع المسلمين. فتحولتَ بقدرة قادر إلى:ملكي أكبر من الملك. 2. تقول:"و ما تقوله عن منطق التحدي هذا رأيك الشخصي فقط"! هل ليس رأيي الشخصي، بل المنطق السليم. فالناس لا يتحدون من هم أضعف منهم ولا يقاتلون الصغير والأعزل ولا يتحدون المريض، ومن الجبن أن يتحدى أصحاب السلطة الناس البسطاء؛ ومن السفالة أن يهجم الرجل على امرأة؛ ومن الضعة أن يعتدي ابن البلد على الغريب، هل أستمر؟ هذا ليس رأيي الشخصي: ففريق كرة القدم الرجالي لا يلعب مع فريق كرة نسائي، وفي الملاكمة توجد أوزان ولا يحق للملاكم من الوزن الثقيل أن يتحدى ملاكم من الوزن الخفيف، هل أستمر؟ 3. أما استشهداك بقول الغزالي فهي مفارقة حقاً: فهل انتصر الغزالي بحجج قوية للحق الذي افترضه بأنه مع العقيدة التي يؤمن بها؟ فإذا كان الجواب بنعم، فلماذا يا ترى تركت الإسلام (إذا كنت قد تركته)؟ وإذا كان الجواب بلا، فإن قوله متهافت وهراء لا غير ولا ستحق الاستشهاد به! 4. أنا أشعر بأي إحراج في أن تنتقد ما أكتبه. فهذا هو هدف الكتابة في الشبكة وأشد على يدك في أن تنتقد مهما كان وأيا كان. لكنني للأسف "أشم" رائحة مماحكة لا غير. |
|
|
05-22-2020, 10:41 AM | رقم الموضوع : [6] |
باحث ومشرف عام
|
ملاحظات إضافية:
1.
بالإضافة إلى القضية المشبوهة للتحدي وسكوت التاريخ الإسلامي (إن كان تاريخاً) على تفصيلات تتعلق بردود الفعل، فإن في منطق التحدي ما يخالف الشخصية الإلهية التي رسمها المسلمون لإلههم. فـ"خالق" الكون وكل ما فيه يطلب من البشر أن يأتوا بمثل ما "قال" لكي يثبت إلوهيته! إنه لأمر مضحك للغاية: فكيف يكون هذا النزق طبيعة لأله خالق الكون وكل ما فيه؟ 2. إن الشخصية "المُقَدَّمة" و"المُفْتَرَضَة" للإله تفترض "أخلاقيات" من نوع مختلف للغاية. ففي التحدي، وبدون أي شك منطقي، هي صفة بشرية: إنها حكر على البشر، وهي تكشف عن قيم أخلاقية وسيكولوجيه تتسم بخصلتين متناقضتين: الشعور بالدونية والرغبة بالسيطرة: لأن الشخصية المكتملة والمتوازنة لا تبحث عن إثبات الذات بتحدي الآخرين، بل بالعمل الإبداعي وبالجهد الدائب لتنمية الشخصية وتراكم المعرفة. والتحدي في أحسن حالاته من صفات الرياضيين للبرهنة على القوة الجسدية. 3. ولهذا فإذا كان المتحدي هو "الله" فهذا أسوء إله أُخرج للناس. إما إذا كان المتحدي محمداً (وهذا ما يستجي لمنطق الحقيقة التاريخية) فإن ما كان هو قادر على صناعته كان قادر عليه العشرات من قريش والقبائل الأخرى آنذاك وكتابة ما يستجيب للغة وأسلوب القرآن (والشعر والخطابة الجاهليين يكشفان عن هذه الحقيقة). 4. إن "إعجاز" القرآن وَهْمٌ عقائدي كعشرات الأوهام الإسلامية. ولا يحتاج إلى تبديد هذا الوهم إلا إزاحة ستار التقديس عنه حتى ينهار كجدار من الرمل. وهذا ما نراه ويراه مئات الآلاف ممن انحدروا من عوائل مسلمة. |
|
|
05-26-2020, 09:22 PM | رقم الموضوع : [7] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
4. أنا لا أشعر بأي إحراج في أن تنتقدَ ما أكتبه. فهذا هو هدف الكتابة في الشبكة وأشد على يدك في أن تنتقد مهما كان وأيا كان. لكنني للأسف "أشم" رائحة مماحكة لا غير |
|
|
||
03-27-2021, 10:01 AM | رقم الموضوع : [8] |
باحث ومشرف عام
|
مفارقة:
يصرف المسلمون حياتهم في البرهنة على "صدق!" القرآن عن طريق الكذب. وهذا يعني أنَّ موضوع البرهنة هو "كذب" يحتاج إلى تبرير. فالبرهنة على مصداقية الحقائق لا يتكون إلا بالحقائق. و"الحقائق" حقائق عندما يمكن الاستدلال إليها تجريبياً أو بالوثائق والأدلة المادية. |
|
|
03-28-2021, 12:15 AM | رقم الموضوع : [9] | |
موقوف
|
اقتباس:
بل بين زيف الادعاء القائل بأن القرآن كلام البشر بأن أمر نبيه أن يقول للمكذبين أن يأتوا بمثله مادام أنه كلام البشر كما يزعمون. |
|
03-28-2021, 12:54 AM | رقم الموضوع : [10] | |||
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
أولا وقبل كل شيء ثمة فكرة بسيطة أنتم عاجزون عن فهمها: إنَّ الإقرار بكون كتابكم "المقدس" هو "كلام بشر" هو موقف ليس إلحادياً فقط (فالمعتزلة في أطروحتهم عن "خلق القرآن" كانوا يسعون إلى هذه الفكرة بالذات). ومع ذلك فهو موقف إلحادي. لكن المشكلة هي أنكم تؤمنون حتى الموت بكونه وحيا مُوحَى ولهذا نناقشكم من هذا المنطلق. 2. إذا كان ربكم " لا يثبت ألوهيته بتحدي أحد فألوهية الإله لا تحتاج لاثبات" فلماذا يتحدى البشر؟ إليس هذا سخفاً؟ 3. اقتباس:
هذه فكرة مفيدة وآمل ألا تهرب منها. 4. اقتباس:
إن "التحذلق" و"التعالم" هو الهروب من الحقيقة والدفاع على طريقة "الدفاع اللاهوتي" - أي قول الكذب والتدليس والتبريرات المضحكة - هذا ما تعنية اللغة العربية. |
|||
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
آيات التحدي, آيات التحدي،النثر الجاهلي يتحدى، متحدٍ من غير متحدى, القرآن, يهدم, صدق, على |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond