شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-10-2018, 06:11 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي آباء الكنيسة مصدر لمعتقدات الإسلام عن آخر الزمان الأسطوري والأخرويات

آباء الكنيسة مصدر لأساطير الإسلام عن أساطير أخر الزمان الأسطوري والأخرويات (الإسخاتولُجِيِ)
هيبولتُس الرومي وكيرلس الأورشليمي وإرنايوس أسقف ليون وأفرام السرياني الراهب الشاعر الملفان (العلامة، المعلم، المؤلف، الملقب بقيثارة الروح لدى المسيحيين وأحد أهم مظاهر التراث السرياني الأدبي)

مع استدراك سرد لنصوص أحاديث شيعية اثناعشرية عن أحداث آخر الزمان والأخرويات المشابهة لما أوردناه من الأحاديث السنية ومقارنتها بنصوص الأبوكريفا المسيحية

استدراك على كتاب: أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية والهرطقات




أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية والهرطقات وكتابات آباء الكنيسة أو للتحميل من هنا أو من هنا أو من هنا أو من هنا

أو من هنا ملف وورد غير كامل مخلوط ببعض ملفات بي دي إف للراغبين في النسخ والبحث

الفهرس

الهدف من هذه السلسلة
الإهداء
مراجع البحث
المقدمة
تواريخ تأليف الأسفار المسيحية القانونية والأبوكريفية
أصل أسطورة إغواء الشيطان للإنسان في الأبوكريفا برؤيا برثولماوس – لؤي عشري
مصدر أسطورة قصة سورة البقرة من سِفْر أعمال فيلِبْ بالسريانية – لؤي عشري
بدعة ماني مصدر لزعم محمد أنه الباركليتوس وغيرها – مقالات لعدة باحثين
أوجستين وخرافة لحظة نبوة محمد (اقرَأْ) - تهارقا
خرافة تعليمِ ملاكٍ كيفيةَ الصلاةِ لمحمد وخرافة القديس أنطونيوس المصري – مقتبَس من حامد عبد الصمد
قصة مريم في القرآن من أصل أبوكريفي- لؤي عشري
إنجيل الطفولة مصدر أساطير معجزات المسيح – سواح (ميلاد)
تأثيرات الفرق المسيحية المهرطقة – كلير تسدل
مذهب الدوسيتية الغنوسي مصدر اعتقاد عدم الصلب – سواح (ميلاد)
هرطقة باسيليدس الغنوسية عن صلب سمعان بدل المسيح، مع ترجمة نصين من مخطوطات نجع حمادي ومختصرات نصوص غنوسية أخرى– لؤي عشري
الجذور الأبيونية لنفي ألوهية المسيح – الغريب المنسي
الغنوسية والأبيونية- جذور الإسلام – د. سام مايكلز
أحاديث المسيح الدجال الإسلامية وأصولها الأبوكريفية المسيحية ومن كتابات آباء الكنيسة – لؤي عشري
من كتابات الآباء ومقاربات مع أساطير اليونان – إي جي جنكسن- ترجمة ابن المقفع – ملاحظات لؤي عشري
ضد المسيح الكذاب يأتي من المشرق – لؤي عشري
بعض الأخرويات وخرافة معراج محمد مأخوذة من الأبوكريفا المسيحية – لؤي عشري
قصة فتية الكهف وأصلها من الأدب السرياني – سامي المنصوري ولؤي عشري وأثير العاني ونبيل فياض أو فراس السواح
أصل خرافة نفخ الروح في اليوم الاثنين والأربعين – عدة بحوث لمجموعة من الباحثين
أصل مسيحي محتمل لأسطورة سورة الفيل – محمد المسيَّح ورفيق باباشي ود. سام مايكلز والنبي عقلي
خرافة الإسكندر ألكساندر المقدوني- ابن المقفع ولؤي عشري
أصل عقيدة التطهير في جهنم والأعراف – الموسوعة اليهودية- ترجمة لؤي عشري ومقارناته مع الإسلام
مما اقتبسه الإسلام من كتب القوانين "الرسولية" الكنسية – لؤي عشري
نماذج لاقتباسات أو تشابهات نصوص القرآن والأحاديث من أو مع بعض كتابات آباء المسيحية – لؤي عشري
قصة افتراء امرأة حامل على راهب بدعوى أنه أبو رضيعها- لؤي عشري
مما أخذ الشيعة في قصص الأنبياء عن المندائية – لؤي عشري
ابن إسحاق مؤلف السيرة المحمدية يقتبس من أعمال الرسل الأبوكريفية، وخاصة أعمال أندرواس ومتى (ماثياس) – لؤي عشري
تواريخ الأسفار التي استعملتها – لؤي عشري
مجموعة صور لبعض المخطوطات – لؤي عشري
ملحق نماذج لأحاديث الشيعة الاثناعشرية – لؤي عشري
الخاتمة

---------------------------------------------------------------------
أدناه التطويرات الجديدة على البحث:

السفر الزائف النسبة لـ هيبوليتُس الروميِّ
عمل تفسيري وعقدي مبكر يعود للقرن الثالث الميلادي على الأغلب

استدراك من لؤي عشري

جاء في مبحث Textological Notes on De Christo et Antichristo by Hippolytus of Rome in the Greek and Slavonic Manuscript Tradition أي ملاحظات نصية على مبحث عن المسيح وضد المسيح المكتوب من قِبَلِ هيبوليتُس الروميِّ في تقاليد المخطوطات الجريكية (اليونانية) والسلافية، من قبل الباحث الأكاديمي إيڤان إيڤانوڤ إلييڤ
Ivan Ivanov Iliev Иван И. Илиев who has received PhD from the Institute for Literature, Bulgarian Academy of Sciences) and now is an Assistant Professor at the Department of Bible Studies, Faculty of Theology, Sofia University “St Kliment Ohridski”. He has a degree in Classical philology and a Master’s degree in Old Church Slavonic from Sofia University, 1000 Sofia, 19 Sveta Nedelya Sq.

أنه يعتقد أنه أُلِّف فيما بين 200- 202م، وذلك وفقًا لمرجعه وهو أطروحة دكتوراة تخرج الكتاب بطبعة نقدية له وتدرسهnew critical edition of De Antichristo by Panagiotis C. Athanasopoulos (2013, 45–48 unpublished dissertation) available online:
http://thesis.ekt.gr/thesisBookReade...age/1/mode/2up
https://www.didaktorika.gr/eadd/hand...7275?locale=en

Pseudo- Hippolytus (السفر المنسوب زيفًا لهيبوليتُسْ) أو ما يُعرف بمقالة أو مبحث عن المسيح وعدو المسيح TREATISE ON CHRIST AND ANTICHRIST التي كتبها زعمًا هيبوليتُس الروميُّ HIPPOLYTUS OF ROME، ولو أن بعض المراجع تعتقد بصحة نسبته له، ويجمع كلا الفريقين على أنه نموذج لفكر واعتقادات آباء الكنيسة الأوائل الأخروية (الإسخاتولوجية)، وقد وُلِدَ هيبوليتُس عام 170م وتوفي عام 235م (حسب مراجع أخرى 180- 230).
النص منقول عن سلسلة آباء ما قبل مجمع نيقية ج5 Ante-Nicene fathers, volume 5, page 516 and after وهو مترجم عن نص وصلنا بصيغته الجريكية (اليونانية) الأصلية بعنوان De Christo et Antichristo، ويوجد نص آخر حكموا بأنه أقل موثوقية لم نستعمله إلا لمقارنة بالنص الوارد هنا، تجدونه في نفس المرجع المصدر ص 629 منه .

ورد في Pseudo- Hippolytus 25 (السفر المنسوب زيفًا لهيبوليتُسْ) أن عدو المسيح يهزم ممالك مصر وليبيا وإثيوبيا ويرفع شأن مملكة اليهود ويؤذي البشرَ، وهذا مماثل لتصور الإسلام له كيهودي إسرائيلي ينتصر لليهود:

...ولا يعني هذا القرن البازغ سوى ضد المسيح، الذي سوف يرفع أيضًا شأن [في ترجمة أخرى: يستعيد، يعيد إنشاء] مملكة اليهود. لقد قال [دانيال] أن ثلاثة قرون تُقتلَع من جذروِها، أيْ أن الملوك الثلاثة الخاصين بمصر وليبيا وإثيوبيا، الذي سوف يقطعهم (يقتلهم) في وسط صفوف المعركة. وبعد حصوله على سلطة رهيبة، لكونه أيضًا طاغيةً، فسوف يُنْزِلُ البلاءَ والاضطهاد ضد البشر، وسوف يمجد نفسه فوقهم. لأنه قد قال دانيال: "نظرت إلى القرن، ورأيت أن القرن قام بحرب ضد القديسين، وانتصر عليهم، إلى أن ذُبِحَ الوحشُ وهلكَ، وسُلِّمَ جسدُه للاحتراق في النار"

And under this was signified none other than Antichrist, who is also himself to raise the kingdom of the Jews (And by this offshoot horn none other is signified than the Antichrist that is to restore the kingdom of the Jews). He says that three horns are plucked up by the root by him, viz., the three kings of Egypt, and Libya, and Ethiopia, whom he cuts off in the array of battle. And he, after gaining terrible power over all, being nevertheless a tyrant, shall stir up tribulation and persecution against men, exalting himself against them. For Daniel says: "I considered the horn, and behold that horn made war with the saints, and prevailed against them, till the beast was slain and perished, and its body was given to the burning of fire."
وورد في نسخة أخرى للنص مشكوك في نسبتها لهيبوليتُس منشورة في سلسلة آباء ما قبل مجمع نيقية ج5 Ante-Nicene fathers, volume 5, page 604 and after تفسير لمقولات دانيال الغامضة على أنها تعني أن المسيح الكاذب يمكث ثلاثة سنوات ونصف، وأنه يعيد بناء مملكة اليهود وهيكلهم (معبدهم) في القدس، وأنه يدعي الألوهية ويظن أن ملكه يدوم إلى الأبد، لكن ملكه سيزول سريعًا، وأنه سيتصنع اللطف في البدء ثم لما يولونه الحكم يتحول إلى طاغية عنيف (كأنه كلام مستوحى من دروس أحداث التاريخ المتكررة):

XXV.
And at first, indeed, that deceitful and lawless one, with crafty deceitfulness, will refuse such glory; but the men persisting, and holding by him, will declare him king. And thereafter he will be lifted up in heart, and he who was formerly gentle will become violent, and he who pursued love will become pitiless, and the humble in heart will become haughty and inhuman, and the hater of unrighteousness will persecute the righteous. Then, when he is elevated to his kingdom, he will marshal war; and in his wrath he will smite three mighty kings,—those, namely, of Egypt, Libya, and Ethiopia. And after that he will build the temple in Jerusalem, and will restore it again speedily, and give it over to the Jews. And then he will be lifted up in heart against every man; yea, he will speak blasphemy also against God, thinking in his deceit that he shall be king upon the earth hereafter for ever; not knowing, miserable wretch, that his kingdom is to be quickly brought to nought, and that he will quickly have to meet the fire which is prepared for him, along with all who trust him and serve him. For when Daniel said, “I shall make my covenant for one week,”1959 he indicated seven years; and the one half of the week is for the preaching of the prophets, and for the other half of the week—that is to say, for three years and a half—Antichrist will reign upon the earth. And after this his kingdom and his glory shall be taken away. Behold, ye who love God, what manner of tribulation there shall rise in those days, such as has not been from the foundation of the world, no, nor ever shall be, except in those days alone. Then the lawless one, being lifted up in heart, will gather together his demons in man’s form, and will abominate those who call him to the kingdom, and will pollute many souls

ونعود للنص الأول الأكثر موثوقية، فورد في أصحاح 49 أنه يخادع الناس (نفس ما ورد في رؤيا يوحنا القانوني) وأنه أحيا وحشه الرابع المقتول الوارد في سفر رؤيا يوحنا وأن المقصود بذلك أنه يعيد جمع مملكة الروم بعد انقسامها إلى أربع ممالك تحت سلطته في مملكة واحدة:

49- وعنى بقوله ثم سيخرج الوحش من الأرض، مملكة عدو المسيح، وبالقرنين عناه هو والنبي الكاذب الذي وراءَه. وبقوله أن "القرون كانت شبيهة بالخاصة بالحمَل" عنى أنه سيتشبه بابن الرب وينصِّب نفسه ملكًا. بعد فترة "سيتحدث مثل تنين" عنى بذلك أنه مخادع، وغير صادق. وبكلامه (قوله): " فمارَسَ كُلَّ سُلطَةِ الوَحشِ الأوَّلِ بِمَحضَرٍ مِنهُ، فحمَلَ الأرضَ وسُكّانَها على السُّجودِ لِلوَحشِ الأوَّلِ الّذي شُفِيَ مِنْ جُرحِهِ المُميتِ" فيعني أنه _متبعًا لأسلوب قانون أغسطس، الذي أسس امبراطورية الروم_ سيحكم هو أيضًا ويمارس السلطة ويقرر كل شيء وفقًا له (لقانون أغسطس)، ويتحصل على مجد أكبر لنفسه.
لأن هذا هو الوحش الرابع، الذي جُرِحَت رأسُه وشُفِيَتْ مجدَّدًا، لكونها كُسِرَت أو حتى أُخْزِيَتْ وقُسِّمَت إلى أربع عروش، وسوف يشفيها ضد المسيح بمهارته في الخداع، كما كانت من قبل، ويستصلحها (يجددها). إذ هذا ما عناه الرسول حينما قال"سيمنح الحياة للصورة وصورة الوحش سوف تتكلم" [في الترجمة المعتمدة لرؤيا يوحنا 13: 15 يَنفُخَ في صُورَةِ الوَحشِ رُوحًا حتّى تتَكَلَّمَ]. لأنه سيتصرف بحيوية مجدَّدًا، ويَثْبُتُ أنه قوي بسبب القوانين التي وضعها، وسوف يجعل كل الذين لا يصلُّونَ لصورة الوحش يُقتَلُونَ. إلخ النص ويشبه المؤلف إجبارهم على يد عدو المسيح الكاذب على تقديم القرابين للوحش وعبادة ضد المسيح بما فعله أنطيوخس ملك سوريا المقدوني بإجبار اليهود على الطقوس الوثنية في عقر دارهم وتعذيب وإبادة من يرفض ويقاوم.

49. By the beast, then, coming up out of the earth, he means the kingdom of Antichrist; and by the two horns he means him and the false prophet after him. And in speaking of "the horns being like a lamb," he means that he will make himself like the Son of God, and set himself forward as king. And the terms, "he spake like a dragon," mean that he is a deceiver, and not truthful. And the words, "he exercised all the power of the first beast before him, and caused the earth and them which dwell therein to worship the first beast, whose deadly wound was healed," signify that, after the manner of the law of Augustus, by whom the empire of Rome was established, he too will rule and govern, sanctioning everything by it, and taking greater glory to himself.

For this is the fourth beast, whose head was wounded and healed again, in its being broken up or even dishonoured, and partitioned into four crowns; and he then (Antichrist) shall with knavish skill heal it, as it were, and restore it. For this is what is meant by the prophet when he says, "He will give life unto the image, and the image of the beast will speak." For he will act with vigour again, and prove strong by reason of the laws established by him; and he will cause all those who will not worship the image of the beast to be put to death. Here the faith and the patience of the saints will appear, for he says: "And he will cause all, both small and great, rich and poor, free and bond, to receive a mark in their right hand or in their forehead; that no man might buy or sell, save he that had the mark, the name of the beast, or the number of his name." For, being full of guile, and exalting himself against the servants of God, with the wish to afflict them and persecute them out of the world, because they give not glory to him, he will order incense-pans to be set up by all everywhere, that no man among the saints may be able to buy or sell without first sacrificing; for this is what is meant by the mark received upon the right hand. And the word--"in their forehead"--indicates that all are crowned, and put on a crown of fire, and not of life, but of death. For in ibis wise, too, did Antiochus Epiphanes the king of Syria, the descendant of Alexander of Macedon, devise measures against the Jews. He, too, in the exaltation of his heart, issued a decree in those times, that "all should set up shrines before their doors, and sacrifice, and that they should march in procession to the honour of Dionysus, waving chaplets of ivy;" and that those who refused obedience should be put to death by strangulation and torture. But he also met his due recompense at the hand of the Lord, the righteous Judge and all-searching God; for he died eaten up of worms. And if one desires to inquire into that more accurately, he will find it recorded in the books of the Maccabees.

وورد في أصحاح 53 أنه يدعي أنه الرب الله (ولو أن هذا مذكور كذلك في سفر رؤيا يوحنا الشرعي في الكتاب المكدس)، وأنه يجمع شعب اليهود من كل المدن بمناداتهم وهي أسطورة أبوكريفية شبيهة بما نقلته الأحاديث المحمدية، ولنلاحظ أن اقتباسات كاتب هذا السفر الأبوكريفي من الأسفار الكتابية كأشعيا ودانيال وحزقيال المعتمَدة القانونية ليست دقيقة بحروفها وفق النسخ المعتمدة المعروفة، بل هي روايات بالمعنى ومختلفة عن النص المعتمد:

53- هذه الأمور إذن _أيها الحبيبُ_ ستكون في المستقبل؛ وعندما تُقطَع (تُقتَلَعُ) الثلاثة قرون، سيبدأ في الادعاء بأنه الله، كما قال حزقيال في زمن أقدم: "لأنَّ قلبَكَ تكبَّرَ فقُلتَ: أنا إلهٌ" [حزقيال 28: 2، اقتباس محرف قليلًا]، وبنفس الفحوى قال أشعيا: "لأنك كُنتَ تقولُ في قلبِكَ: سأصعَدُ إلى أعالي السَّماءِ وأرفَعُ عرشي فَوقَ نجوم السماء وأكونُ شَبيهًا بالعليِّ، لكنَّكَ ستنحدر إلى الهاديس (الهاويةِ، عالم الأموات)، إلى أسس الأرض." [أشعيا 14: 13- 15، اقتباس محرَّف جدًّا]، وعلى نحو مماثل قال حزقيال أيضًا: "هل ستقول أيضًا للذين سيذبحونك: أنا إلهٌ؟ بل ستكون بشرًا، وليس إلهًا" [حزقيال 28: 9].
54- لأن قبيلته _من ثَمَّ_ وظهوره وهلاكه قد قُدِّمَتْ في هذا الكلام، وقد أشيرَ إلى اسمه كذلك على نحو ملغَّزٍ (سرَّانيٍّ)، ولننظر أيضًا إلى فعله. لأنه سيدعو كل الشعب لنفسه، من كل مدينة للشتات، جاعلًا إياهم له [شعبَه]، كما لو كانوا أبناءَهُ، وسيعِدُهم باسترجاع بلدهم، وأنه سيؤسِّس مجدَّدًا مملكتَهم وأُمَّتَهم، وذلك لكي يصلُّوا له على أنه الله، كما قال النبي: "سوف يجمع كل مملكته، من مشرق الشمس وحتى مغيبها، من سيستدعيهم ومن لن يستدعيَهم سيسيرون معه"؟ وتحدث عن إرميا هكذا في حكاية رمزية (مثَلٍ): "صاحت الحَجلةُ وجمعت ما لم تفقسه، جاعلةً نفسها غنية بلا حكمة، في وسط أيامها سوف يتركونها، وفي نهايتها ستكون حمقاءَ" [إرميا 17: 11 بنص مختلف]

55- لن يضر بالتالي في سياق جدالنا الحالي، لو شرحنا طبيعة هذا المخلوق، وبرهنا على أن النبي لم يكن يتحدث بدون غرض في استعمال الحكاية الرمزية (أو التشبيه) بهذا المخلوق. إذ لأن الحجلة مخلوق مغرور، فإنها عندما ترى بالقرب عشًّا خاصًّا بحجلة أخرى به صغار (فروخ)، وعندما تبتعد الطائرة الأم (أو الوالد) طائرًا (ةً) بحثًا عن الطعام، فإنها تقلد صياحَ الطائر(ة) الأخر(ى) (الأمَّ)، وتنادي الصغار لنفسها، وهم لكونهم يحسبونها أمهم يهرعون إليها. وهي تبهج نفسَها بفخر بالفروخ الغريبة عنها كما لو كانت أفراخَها الخاصةَ بها. لكن عندما تعود الأم الحقيقية، وتناديهم بصوتها المألوف، يعرفها الصغار، ويهجرون المخادع، ويذهبون للأم (للوالد) الحقيقي(ة). اتخذ النبي إذن هذا الأمر تشبيهًا، مطبقًا إياه على نحو مشابه على عدو المسيح. لأنه سوف يجذب البشرية إلى نفسه، متمنيًا أن يحوز من ليسوا ملكًه، ويعدُ بالخلاص للكل، بينما هو غير قادر على تخليص نفسه.

53. These things, then, shall be in the future, beloved; and when the three horns are cut off, he will begin to show himself as God, as Ezekiel has said aforetime: "Because thy heart has been lifted up, and thou hast said, I am God." And to the like effect Isaiah says: "For thou hast said in thine heart, I will ascend into heaven, I will exalt my throne above the stars of heaven: I will be like the Most High. Yet now thou shall be brought down to hell (Hades), to the foundations of the earth." In like manner also Ezekiel: "Wilt thou yet say to those who slay thee, I am God? But thou (shall be) a man, and no God."

54. As his tribe, then, and his manifestation, and his destruction, have been set forth in these words, and as his name has also been indicated mystically, let us look also at his action. For he will call together all the people to himself, out of every country of the dispersion, making them his own, as though they were his own children, and promising to restore their country, and establish again their kingdom and nation, in order that he may be worshipped by them as God, as the prophet says: "He will collect his whole kingdom, from the rising of the sun even to its setting: they whom he summons and they whom he does not summon shall march with him." And Jeremiah speaks of him thus in a parable: "The partridge cried, (and) gathered what he did not hatch, making himself riches without judgment: in the midst of his days they shall leave him, and at his end he shall be a fool."

55. It will not be detrimental, therefore, to the course of our present argument, if we explain the art of that creature, and show that the prophet has not spoken without a purpose in using the parable (or similitude) of the creature. For as the partridge is a vainglorious creature, when it sees near at hand the nest of another partridge with young in it, and with the parent-bird away on the wing in quest of food, it imitates the cry of the other bird, and calls the young to itself; and they, taking it to be their own parent, run to it. And it delights itself proudly in the alien pullets as in its own. But when the real parent-bird returns, and calls them with its own familiar cry, the young recognise it, and forsake the deceiver, and betake themselves to the real parent. This thing, then, the prophet has adopted as a simile, applying it in a similar manner to Antichrist. For he will allure mankind to himself, wishing to gain possession of those who are not his own, and promising deliverance to all, while he is unable to save himself.

قارن مع ما جاء في كتب الأحاديث الإسلامية، روى البخاري:

1881 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ

ورواه مسلم 2942 وأحمد 1593، وراجع ص 146 من الكتاب فهي أسطورة وردت كذلك في سفر صعود أشعيا وسفر وصية الرب.

وروى أحمد بن حنبل:

5353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا ، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ، لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ "

إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13197) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد .
وسيأتي قتال اليهود فقط بأسانيد صحيحهَ برقم (6032) و (6147) و (6186) و (6366) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه.
ولبعض حديث ابن إسحاق شواهد من حديث جابر، سيرد 3/292 و367-368. ومن حديث عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/2160. ومن حديث سمرة، سيرد 5/160. ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (4077) . ومن حديث حذيفة عند ابن منده في "الإيمان" (1033) ، وأسانيد هذه الأحاديث كلها ضعيفة.
ويشهد لقَتال اليهود فقظ حديث أبي هريرة، سيرد 2/398، وهو صحيح.
قوله: "في هذه السَبَخَة" ، قال السندي: هي بفتحات: أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. "بمر قناة ": هو واد بالمدينة، وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف. "إلى حَمِيمِه "في " القاموس": الحميم: القريب، وقد يكون الحميم للجمع والمؤنث.
----------------------------------------------------------

كيرلس الأورشليمي قال بأن المسيح الكاذب سيتظاهر بالخداع بإحياء الموتى، والأحاديث الإسلامية نقلت هذه الأسطورة
عظات كيرلس الأورشليمي (315- 386م) لطالبي التعميد/ عظة رقم 15 (22 في الترجمة العربية)
Cyril of Jerusalem, Catechetical Lecture 15, On the Clause, And Shall Come in Glory to Judge the Quick and the Dead; Of Whose Kingdom There Shall Be No End.

مقارنة للؤي عشري مع مراجعته الترجماتِ المتوفرة للكتاب

عظات كيرلس الأورشليمي لطالبي التعميد أي المتنصرين/ عظة رقم 15 (22 في الطبعة العربية)/ بعنوان: مجيئ المسيح الثاني، أو في العنوان الأصلي: سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء (الترجمة العربية نقلًا عن: القديس كيرلس الأورشليمي-حياته ومقالاته لطالبي العماد-ترجمة يعقوب تادرس الملطي- 2006)، والإنجليزية في
Catechetical Lectures, Translated by Edwin Hamilton Gifford. From Nicene and Post-Nicene Fathers, Second Series, Vol. 7. Edited by Philip Schaff and Henry Wace

وُلد قديس المسيحيين كيرلس الأورشليمي بأورشليم أو بإحدى قراها عام 315 م. سيم شمّاسا سنة 335 م. ثم قسّا سنه 345 م. وبالرغم من حداثة القس كيرلس عهد إليه الأسقف مهمة تعليم الموعوظين لتأهيلهم لنوال سرّ المعمودية، كما جُعِل يعظ في أيام الآحاد والأعياد. واشتملت حياته على قصة صراع كبير مع رجال الدين وخاصة أكاكيوس أسقف قيصرية (مع أنه كان هو الذي اختاره كأسقف لكن في ظل آريوسية أكاكيوس واشتباهه في ثالوثية كيرلس) ومع الأباطرة الروم الآريوسيين ونفوه ثلاث مرات في حياته، ويمكن العودة لقصة حياته في المراجع المتوفرة لسيرته، وتوفي سنة 386 م. بالتالي كتب السفر محل الكلام والمبحث قبل الإسلام بقرون طوال، فلا نزاع على نسبته لكيرلس الأورشليمي. وتذكر كتب التاريخ أنه كان يسلِّم (يعلِّم) المتنصرين تلك المحاضرات في الكنيسة التي كان قد بناها الامبراطور قنسطنطين كضريح تذكاري لشهداء المسيحية. ويعتقد البعض على أساس دليل محدود أنه كتبها عندما كان لا يزال قسا ونائبًا لأسقفه ماكسيمُس، حيث يذكر في موضع من المحاضرات (المحاضرة 6: فقرة 20) (Catechetical 6.20) أن عمر هرطقة ماني سبعون عامًا.
المصادر:
- https://st-takla.org/Saints/Coptic-O...tory_1491.html
(ترجمة أي: سيرة كيرلس الأوشليمي في موقع الأنبا تكلا)

- https://en.wikipedia.org/wiki/Cyril_of_Jerusalem

Andrew Louth, 'Palestine', in Frances Young et al., The Cambridge History of Early Christian Literature, (2010), p284

- Hellemo, Geir. Adventus Domini: Eschatological Thought in 4th Century Apses and Catecheses, BRILL, 1989 ISBN 9789004088368

- The Penguin Dictionary of Saints, 3rd Edition", Donald Attwater and Catherine Rachel John, New York: Peguin Putnam Inc., 1995, p. 101

- The main evidence for this dating is that at one point Cyril casually refers to the heresy of Mani as being seventy years old (Cat 6.20). Andrew Louth, 'Palestine', in Frances Young et al., The Cambridge History of Early Christian Literature, (2010), p284

في حين نفت أسفار أبوكريفية مسيحية مثل سفر رؤيا إيليا الأبوكريفي: أصحاح 3 ويعود للقرن الرابع الميلادي نفت أن يكون لعدو المسيح (الكاذب، الدجال) قدرة على إحياء الموتى، وقالت أنه يفعل كل الخوارق والمعجزات عدا إحياء الموتى:

(5 وسيتهيأ ابن الإثم من جديد للوقوف في المكان المقدس. سيقول للشمس: "اسقطي!" وستسقط. 6 وسيقول: "أضيئي!" وستفعل ذلك، وسيقول" "صيري مظلمة" وستفعل ذلك. 7 وسيقول للقمر: صر دمًا! وسيفعل ذلك. وسيجوب السماء معهما. 8 وسيمشي على البحر وعلى الأنهار كما على أرض يابسة. وسيجعل الكسحاءَ يمشون، والصم يسمعون والبكم يتكلمون والعميان يبصرون والبرص سيطهرهم، 9 وسيشفي المرضى، والذين بهم شياطين سيحررهم. وسيضاعف علاماته وآياته أمام كل شخص. 10 وسيفعل الأشياء التي قام بها المسيح ما عدا إقامة الموتى،11 فبهذا تعلمون أنه ابن الإثم إذ ليس له سطان على الروح." رؤيا إيليا 3: 5- 11 ترجمة كتابات ما بين العهدين ج3- ترجمة موسى ديب الخوري

30 سوف يستمع الستون صالحًا المُعَدِّين لهذه الساعة، 31 وسيلبسون درع الصدرة (لباس كهنوتي مزين بالجواهر_م) الخاص بيهوه، وسيهرعون إلى أورشليم ويتقاتلون مع الوقح، قائلين له: "كل القدرات التي قام بها الأنبياء منذ بدء الزمن أنت قد فعلتها، لكنك لم تقدر على إحياء الموتى لأنك لا سلطان لك على منح الحياة. لذلك عرفنا أنك ابن الإثم. 32 سيسمع ذلك، وسيغضب ويأمر بإضرام النار على المذابح. 33 وسيقيَّد الصالحون، ويُرفَعونَ [عليها] ويُحْرَقُون.)

5: 1 وفي هذا اليوم ستتقوى [بديلة: ترتعب] قلوب كثيرين وسيهربون منه، قائلين: "هذا ليس المسيح، فالمسيح لا يقتل الصالحين. إنه لا يطارد [بديلة: يضطهد] البشر [بديلة: الصالحينٍ] لكي يتبعوه، بل يقنعهم بالآيات والمعجزات.

رؤيا إيليا 4: 3- 33 و5: 1 الترجمة الإنجليزية (ترجمة عربية مختلفة قليلًا عن ترجمتي وأسلوبي ص 666 من كتابات ما بين العهدين ترجمة موسى ديب الخوري، 3: 51 إلى 55)

وهي أسطورة واعتقاد نقلته عظة منسوبة لأفرام السرياني Pseudo-Ephraim السريانية المسماة كذلك "عظة عن نهاية العالم" Sermon on the end of the world أو "عن الأزمنة الأخيرة وعدو المسيح ونهاية العالم" On the Antichrist and on the end of the world تحتوي على مواد أبوكريفية، وهي كما يبدو ليست له حيث شكك باحثون معاصرون في نسبتها التقليدية له، فهي تعود إلى ما بين القرن الخامس والسابع الميلاديين، لكن نوردها كشاهد على الرأي السائد في المسيحية القويمة التقليدية:

" وحينما يزعج ابن الضلالة كل الخليقة، ومتى أخضع ابن الضلالة2 الكون كله لسلطانه، يُرْسَلْ إيليا وأخنوخ لفضح [لدحض] الدجال [ترجمة بديل: ليُقنِعوا] بسؤال ملؤه الوداعة، فسيأتي القديسان إليه، هذان الرجلان المقدسان، لكي يفضحا ابن الإثم أمام الحشود المحيطة به، سيقولان [له]: ان كنت الله حقًّا فأظهر لنا ما نسألك عنه الآن: أين خبَّأْتَ أخنوخ وإيليَّا الرجلان اللذان من الزمن القديم [ترجمة بديلة: الكبيرين]؟" فسيجيبهما الشرير فورًا: "عندما أريد يكونان في السماء أو لو شئتُ يكونان في أعماق البحر، (لا فرق) لأن سلطتي على كل الأماكن. حيث أنه لا إله سواي، وأستطيع فعل كل شيء على الأرض وأيضًا في السماء". فسيردانِ على ابن الضلالة:" إن كنت اللهَ حقًّا فادعُ الموتى وسينهضون، لأنه مكتوب في سفر الانبياء وأيضا كتَبَ الرسل [رسل الإنجيل] أنه عندما يظهر المسيح سوف يقيم الموتى من قبورهم، فإن لم تستطِ



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 12-21-2018 الساعة 09:59 AM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 07:14 PM النبي عقلي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
النبي عقلي
الباحِثّين
الصورة الرمزية النبي عقلي
 

النبي عقلي will become famous soon enough
4534r موضوع فوق الرائع

عزيزي لؤي عشري موضوع رائع ومتقن
وقد شدني فيما يخص ما نسب لافرام السرياني خصوصا وان مؤسس الاسلام تأثر كثيرا بمواعظه وحتى طريقته السجعية والشعرية في الموعظة، وفيما نسب اليه عن وجود شخصيتي اخنوخ وايليا في عهد الدجال او ضد المسيح ولعل المتتبع عن الاثار الواردة عن مؤسس الاسلام انه كان يظن ان يوم القيامة قريب من ظهور محمد وقريب منه جداً فهذا ما يعتقده المسلمون جعلوا شخصيتين ستعاصر عدو المسيح او الدجال وهما الخضر والمهدي الذي يكون من نسل علي بن ابي طالب واحد اسماءه ايليا وهذا يصرح به الشيعة، اما الاحاديث فقد شرحت كثيرا انها تحوي الغث والسمين بغض النظر عن اكذوبة الاسانيد فمنها ما هو نقل لوقائع حقيقية ومنها نقل مع التدليس والتحريف ومنها اختلاقات بعد ما انفتح المسلمون على كتابات اليهود والطوائف المسيحية بعد ان استعمروا بلدانهم لذا ستجد المتناقضات الرهيبة في هذا الميدان ومن الاحاديث ايضا ترقعيعات واختلاقات من اجل مصالح اخرى، نقطة اخرى مؤلف النفيس في الرد على عثمان الخميس هو الشيخ الشيعي عبدالله دشتي وهذه ضيفها لمعلوماتك



  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:01 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

تحياتي. لا يزال لدي ما أريد نشره هنا مما أنهيته وما أفرغ مسوداته. لكن هناك مشكلة فنية في الموقع تعرقل نشري لأي مادة الآن. فلا يزال لدي كلام كثير عن افرام السرياني
---------------------------------------------

أحداث آخر الزمان وما يفعله المسيح الدجال وصفاته عند إِريناؤس أبي الكنيسة وعلم اللاهوت والهرطقات
(أسقف ليون في فرانس بلاد الغال، ولد 140م وتوفي 202م تقريبًا، نصوص منقولة من كتابه الموسوعي ضد الهرطقات Against heresies or in Latin Adversus haereses)

تعريفه ومقدمة سيرته عند المسيحيين:

يعد القديس إيرناؤس أهم لاهوتي القرن الثاني، وتاريخ ميلاده بالتحديد غير معروف، لكنه في الغالب ما بين عام 140 وعام 160 م، وقد ولد في سيمرنا (أزمير) في آسيا الصغرى، إذ أنه يخبرنا في رسالته إلى الكاهن الروماني فلورينوس Florinus انه استمع في شبابه المبكر إلى عظات القديس بوليكاربوس اسقف سميرنا، وتكشف هذه الرسالة عن معرفة دقيقة ببوليكاربوس لا يمكن أن تكون إلا نتيجة لعشرة ومعرفة شخصية:

"لأني عندما كنت صبيا، كنت أعرفك (يا فلورينوس) في أسيا الصغرى في منزل بوليكاربوس، عندما كنت رجلا ذا مكانة في البلاط الملكي، وكنت تسعى لكي تكون لك علاقة قوية معه (أي مع بوليكاربوس)، أني أتذكر أحداث هذه الأيام بوضوح أكثر من تلك التي حدثت قريبا، لأن ما نتعلمه في طفولتنا ينمو مع النفس ويتحد بها، لذا استطيع أن أصف حتى المكان الذي كان المبارك بوليكاربوس يجلس فيه وهو يعظ، وطريقة دخوله وخروجه، وأسلوب حياته، وهيئته الجسمانية، وعظاته للشعب، والوصف الذي قدمه عن عشيرته مع يوحنا والآخرين الذين رأوا الرب، وكيف أنه كان يتذكر كلماتهم وما سمعه منهم عن الرب، ومعجزاتهم وتعاليمهم، وكيف أن بوليكاربوس استلمها من شهود عاينوا ورأوا كلمة الحياة، وروى كل شيء بما يتفق مع الأسفار المقدسة، وقد أصغيت بشغف لهذه الأمور برحمة الله التي وهبت لي، وسجلتها، لا على ورق، بل في قلبي، وصرت أتأمل وأتفكر فيها وأرددها بنعمة الله".

من الواضح من هذه الكلمات أن ايريناؤس اتصل بالعصر الرسولي من خلال معلمه بوليكاربوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولأسباب غير معروفة ترك ايريناؤس أسيا الصغرى وذهب إلى بلاد الغال (فرنسا)، وسيم كاهنًا على كنيسة ليون، وفي عام 177 م. أرسل إلى البابا إلقثيروس Eleutherus في روما من قبل كنيسة ليون ليتوسط لديه ويراجعه في موضوع المونتانية Montanism، التي كان يحتضن أتباعها.

ترجمة لأهم نصوص اعتقادات أسقف ليون إريناؤس Irenaeus (140 -202 م) عن أحداث آخر الزمان الأسطوري وعدو المسيح (المسيح الكاذب) في كتابه "ضد الهرطقات"/ الكتاب 5/ الفصول 25 و28 و30

ترجمة لؤي عشري

ضد الهرطقات، فقرات من الكتاب الخامس/ الفصل 25 (المملكة القائمة على الزيف والتكبر والطغيان الخاصة بعدو المسيح، كما وصفها دانيال ويوحنا)

1- وليس فقط بهذه الطرق المعيَّنة المشار إليها سابقًا [سيمحقُ اللهُ الضلالَ_م]، بل وأيضًا من خلال الأحداث التي ستحدث في زمن ضد المسيح، والتي ستُثْبِتُ أنه _لكونه مرتدًّا ولصًّا_ سيهتم بأن يُعْبَدَ على أنه اللهُ. ورغم كونِه مجردَ عبدٍ، سيرغبُ أنْ يُعْلَنَ عنه كملكٍ. إذْ لكونِهِ ممنوحًا كلَّ قوى الشر، سيأتي ليس كلمكٍ صالحٍ، وليس كملك شرعيٍّ مطيعٍ لله، بل كملكٍ فاسقٍ ظالمٍ غير متبعٍ للشرع، وكمرْتَدٍّ جائرٍ وقاتلٍ، وكسارقٍ، تتركَّزُ فيه الردة الشيطانية، وسيزيح الأوثانَ ليُقْنِعَ الناسَ أنه هو نفسُه اللهً. حيث فيه هو نفسه الأخطاء المتنوعة للأصنام، وهو سيفعل هذا لكي يعبده من يبعدون الشيطان بوسائل بغيضة عديدة فقط صنم وحيد، والذي تحدث عن الرسول [بولس] في الرسالة الثانية إلى تسالونيكي: (والعَدُوُّ الّذي يَرفَعُ نَفسَهُ فَوقَ كُلِّ ما يَدعوهُ النّاس ُ إلَهًا أو مَعبودًا، فيَجلِسُ في هَيكَلِ اللهِ ويَحاوِلُ أنْ يُثبِتَ أنَّهُ إلَهٌ.). لذلك أشار الرسولُ بولسْ بوضوحٍ إلى ردَّتِهه [كفرِهِ]، وأنَّهً سيرفعُ نفسَهُ فوقَ كلِّ ما يُدْعى إلهًا (آلهةً)، لكنها ليسَتْ آلهةً في الحقيقةِ، وأنه سيسعى بطريقة الطغيان [الاستبداد] إلى أنْ يُنصِّبَ نفسَهُ كإلهٍ.

2- علاوةً على ذلك، فقد أشارَ [الرسولُ] أيضًا إلى ما قد برهَنْتُ عليهِ بطرقٍ عديدةٍ، أن المعبد (الهيكل) في أورشليم قد شُيِّدَ بتوجيهِ الإلهِ الحقِّ. لأنَّ الرسولَ نفسَهُ [بولس] _متحدِّثًا بشخصِهِ_ دعاهُ بوضوحٍ هيكلَ اللهِ. وبعدُ، فقط برهنتُ في الكتابِ الثالثِ أنَّ الرسلَ لا يسمُّونَ أحدًا بالإله [بالله] عندَ حديثِهم بأنفسِهِم، ما عدا الذي هو الإله حقًّا، أبو ربِّنا، الذي بتوجيهاتِهِ أُنْشِئَ المعبدُ الذي في أورشليم للأغراضِ التي قد أشرتُ إليها من قبل، وفيهِ [في المعبد] لإظهارِ نفسِهِ على أنهُ المسيحُ، كما أعلنَ ربنُا أيضًا: (15((فإذا رَأيتُم ((نَجاسَةَ الخَرابِ)) الّتي تكلَّمَ علَيها النَّبـيُّ دانيالُ قائِمةً في المكانِ المُقَدَّسِ? (إفهَمْ هذا أيُّها القارئُ)، 16فَلْيَهرُبْ إلى الجِبالِ مَنْ كانَ في اليهودِيَّةِ. 17ومَنْ كانَ على السَّطحِ، فلا يَنزِلْ لِـيأخُذَ مِنَ البَيتِ حوائجَهُ. 18ومَنْ كانَ في الحَقْلِ فلا يَرجِـــعْ ليَأخُذَ ثَوبَهُ. 19الوَيلُ لِلحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيّامِ. 20صَلُّوا لِـئلاَّ يكونَ هرَبُكُم في الشِّتاءِ أو في السَّبتِ. 21فسَتَنزِلُ في ذلِكَ الوقتِ نكبةٌ ما حدَثَ مِثلُها مُنذُ بَدءِ العالَمِ إلى اليومِ، ولن يَحدُثَ.) متى 24: 15- 21

3- ملخص للفقرة: يتحدث إيرِناؤس عن التفسير التقليدي لخرافة نبوءة سفر دانيال، وأن الدجال سيهزم ويقتل ثلاثة ملوك ويُخِضِع سبعةً آخرين، وأن وفقًا للنص زمن وزمنين ونصف زمان الوارد في سفر دانيل فإن المسيح الكاذب سيمكث في الحكم ثلاثة سنوات وستة شهور (اثنين وأربعين شهرًا).

...أي ثلاث سنوات ونصف، التي خلالها يحكُمُ، عندما يجيءُ إلى الأرضِ. الذي عنه أيضًا يقول الرسولُ بولسْ مرةً أخرى، متحدِّثًا في [الرسالة] الثانية إلى التسالونيكيين، ومعلنًا في الوقتِ نفسِه سببَ قدومِهِ [قدومِ ضدِّ المسيحِ]، هكذا: 8حتّى يَنكَشِفَ رَجُلُ المَعصيَةِ فيَقضِيَ علَيهِ الرَّبُّ يَسوعُ بِنَفَسٍ مِنْ فمِهِ ويُبيدُهُ بِضياءِ مَجيئِهِ. 9ويكونُ مَجيءُ رَجُلِ المَعصيةِ بِقُدرَةِ الشَّيطانِ على جميعِ المُعجِزاتِ والآياتِ والعَجائِبِ الكاذِبَةِ، 10وعلى جميعِ ما يُغري بالشَّرِّ أولَئِكَ الّذينَ مَصيرُهُم إلى الهَلاكِ، لأنَّهُم رَفَضوا مَحبَّةَ الحَقِّ الّذي يَمنحُهُمُ الخلاصَ. 11لذلِكَ يُرسِلُ اللهُ إلَيهِم قُوَّةَ الضَّلالِ حتّى يُصَدِّقوا الكَذِبَ، 12فيَدينُ جميعَ الّذينَ رَفَضوا أنْ يُؤمِنوا بِالحَقِّ ورَغِبوا في الباطِلِ. ) تسالونيكي 2: 8- 11

4- لقد تحدثَ الربُّ كالتالي لمن لم يؤمنوا به: :43أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ." (يوحنا 5: 43) داعيا ضد المسيح بـ "الآخر" لأنَّهُ مُبْعَدٌ من الرب. هذا هو أيضًا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه "لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " (لوقا 18: 2) الذي لجأت إليه المرأة في نسيانها الله، أي (التي هي): أورشليم الأرضية، لكي يُنتقَمَ من خصومَتِها [لله]، وهو ما سيفعلُهُ عدوُ المسيحِ أيضًا في زمنِ ملكِهِ، فسوف ينقل مُلْكَه إلى تلك المدينة ويجلس في معبد [هيكل] الله، ليضل من يتعبَّدونَه، كما لو أنه المسيح، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا .... " ثم ينقل إريناؤس ما جاء في (دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ و9: 27) عن ضد المسيح.

5- من كل هذه الفقراتِ يُكْشَفُ لنا ليس صفاتُ الكفر [الكافر- الردة: عدو المسيح] فحسبْ، وأفعاله هو الذي يتركز فيه كل ضلال شيطاني، بل وأيضًا أن هناك إلهًا واحدًا، وهو نفس الرب الآب، الذي أعلنَ عنه الأنبياء، لكنه تجلَّى عن طريق المسيح. لأنه إذا كان ما تنبأ به دانيال بخصوص النهاية قد أكَّدَه ربُّنا، عندما قال: "15 فإذا رَأيتُم ((نَجاسَةَ الخَرابِ)) الّتي تكلَّمَ علَيها النَّبـيُّ دانيالُ"، وقد أعطى الملاك جبرائيل تفسير الرؤى، وإنه الملاك الرئيس الخاص بالخالق، الذي [الملاك] أعلن لمريم عن القدوم المرئي وتجسد المسيح، فبالتالي فإنه يشار إلى إله واحد ونفس الإله بوضوح للغاية، الذي أرسل الأنبياء وأقام عهدَ الابنِ، ودعانا إلى معرفته .

ملخص الفصل 26 (يوحنا ودانيال تنبآ بانهيار وخراب الامبراطورية الرومية، وهو ما سيسبق نهاية زمان العالم وقدوم مملكة المسيح الأبدية)

كالكثير من المفسرين الكنسيين يفسر إريناؤس المملكة الرابعة في خرافة نبوءة سفر دانيال على أنها مملكة الروم المسيحية، وأنها لا بد أن ستنهار وتنقسم لعشرة أجزاء بعشرة ملوك، ويأتي الدجال ليحكمها ويحكم العالم.

فقرات من الفصل 28 (التمييز والفصل الذي سيُقامُ بين الصالحين والأشرار، الردة المستقبلية في زمن ضد المسيح، ونهاية العالم)

1- نظرًا لذلك _بالتالي_ فإن بعض الأشخاص يذهبون إلى النور، ويوحدون بالإيمان نفوسهم مع الله، لكن آخرين يتجنبون النور، ويبعدون نفوسهم عن الله، كلمة الله تعد مثوىً مناسبًا لكلا الفريقين. فلمن هم في النور حقًّا، لكي يستمدوا البهجةَ منها ومن الأمور الطيبة المتضمَّنةِ فيها، لكن لمن هم في الظلام، لكي يشاركوا في مصائبها. ولذلك قال أن من هم على اليد اليمنى يُدعَوْنَ إلى مملكة السماوات، وأما من هم على اليد اليسرى فسيُرْسِلُهُم [اللهُ] إلى النارِ الأبديةِ لأنهم حرفوا نفوسَهم من كلِّ الخير .

2- ولهذا السبب يقولُ الرسولُ [بولس]: "10وعلى جميعِ ما يُغري بالشَّرِّ أولَئِكَ الّذينَ مَصيرُهُم إلى الهَلاكِ، لأنَّهُم رَفَضوا مَحبَّةَ الحَقِّ الّذي يَمنحُهُمُ الخلاصَ. 11لذلِكَ يُرسِلُ اللهُ إلَيهِم قُوَّةَ الضَّلالِ حتّى يُصَدِّقوا الكَذِبَ، 12فيَدينُ جميعَ الّذينَ رَفَضوا أنْ يُؤمِنوا بِالحَقِّ ورَغِبوا في الباطِلِ." تسالونيكي الثانية 2: 10- 12. لأنه عندما سيأتي [عدو المسيح]، وبطبيعته طوعًا يتركَّزُ في شخصه الردةُ (الكفرُ)، وينجز أيًّا ما يفعله وفقًا لرغبته واختياره، ويجلس أيضًا في هيكل الله لكي يجعل مغفليه يعبدونه على أنه المسيح. لذلك أيضًا باستحقاقٍ "سوف يُلْقَى في بحيرة النار" رؤيا يوحنا 19: 20. هذا سوف يحدث وفقًا للتقدير الإلهي، فالله بعلمه المسبَقِ يرى كل هذا، وسوف يرسِل في الزمنِ المناسبِ ذلكَ الرجلَ...إلخ.....لا يتصورنَّ أحدٌ أنه يمارس هذه الخوارقَ [العجائبَ] بقوةٍ إلهيةٍ، بل بعملِ السحرِ. ويجب ألا نندهشَ _بما أن الشياطينَ وأرواحِ الكفرِ تخدمه_ إذا قامَ من خلالِهم بالخوارقِ، التي سيُضِلُّ من خلالِها سكانَ الأرضِ....إلخ

فقرات من الفصل 30

4 ..... لكن عندما يخرِّب عدوُ المسيحِ هذا كلَّ الأشياءِ في العالمِ، سيحكم لثلاث سنواتٍ وستة شهورٍ، وسيجلس في معبد أورشليم، ثم سيأتي الرب من السماء في السحاب، في مجد الأبِ، ويرسِل هذا الرجلَ ومن يتَّبِعونَهُ إلى بحيرة النار، ويجلِبُ للصالحين أزمنةَ مملكة السماء، التي هي الراحة، اليوم السابع المقدس، ويسترد لإبراهيم الإرثَ الموعودَ، الذي فيه المملكةُ التي أعلنَها اللهُ، إذْ أنًّ "كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" متى 8: 11

ملاحظة: ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية!!

ويتوافق كلام إِرناؤس عن قتل المسيح الكذاب لثلاثة ملوك وخضوع سبعة آخرين له وحكمه لمدة ثلاثة سنوات ونصف وكلام آخر طويل تافه خرافي عن سر حساب حروف اسمه في العموم مع كلام الآباء الآخرين كهيبوليتُس الرومي وكيرلس الأورشليمي وغيرهما.

من تشابهات النص مع الإسلام:

1- أن المسيح الدجال يهودي إسرائيلي ويقود وينصر شعب اليهود وأتباع اليهودية، وهو نفس اعتقاد الأحاديث الإسلامية السنية والشيعية الاثناعشرية.
2- استعانته بالشياطين وقوى السحر الخرافية أيضًا ذكرتها الاحاديث السنية والشيعية الاثناعشرية، وقد ذكرنا نصوص الأحاديث بالمواضع الأخرى مطولًا بما فيه الكفاية وزيادة.
3- قصة أن الجنة على اليمين والجحيم على اليسار، ترد كذلك في نصوص هاجادية، راجع ص 31 من بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا اليهودية)، وترد هذه الفكرة كذلك في سفر (عهد إبراهيم) من الأسفار الأبوكريفية، وجاء في القرآن:

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)} الواقعة

{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)} الواقعة

{ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)} الواقعة

وقد اقتبس محمد مثلًا من سفر عهد إبراهيم حينما قال عن آدم أبي البشر الأسطوري، كما في صحيح البخاري:

349 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَال هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى....إلخ

ورواه مسلم 163 وانظر أحمد (21288) 21613 وغيرهم من اصحاب كتب الحديث أخرجوه.
وروى أحمد بن حنبل:

(22077) 22427- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ الْغَنَوِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ : {أَصْحَابُ الْيَمِينِ} {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} فَقَبَضَ بِيَدَيْهِ قَبْضَتَيْنِ فَقَالَ : هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ وَلاَ أُبَالِي وَهَذِهِ فِي النَّارِ وَلاَ أُبَالِي. (5/239)

(17660) 17810- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ ، أَنَّهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ، ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ ، وَقَالَ : هَؤُلاَءِ فِي الْجَنَّةِ وَلاَ أُبَالِي ، وَهَؤُلاَءِ فِي النَّارِ وَلاَ أُبَالِي ، قَالَ : فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ ؟ قَالَ : عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ.(4/186).

(27488) 28036- حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ ، (وَسَمِعْتُهُ أَنَا (1) مِنْهُ) ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ ، كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ ، وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمُ الْحُمَمُ ، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ : إِلَى الْجَنَّةِ ، وَلاَ أُبَالِي وَقَالَ : لِلَّذِي فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى : إِلَى النَّارِ وَلاَ أُبَالِي. (6/441)
(1) القائل : "وَسَمِعْتُهُ أنا" ، هو عبد الله بن أحمد بن حنبل ، راوي "المُسنَد" عن أبيه. (6/441)

وروى البخاري:

3813 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ فَقَالُوا هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ وَاللَّهِ حَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِي ارْقَ قُلْتُ لَا أَسْتَطِيعُ فَأَتَانِي مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ فَقِيلَ لَهُ اسْتَمْسِكْ فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ وَذَاكَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ قَالَ وَصِيفٌ مَكَانَ مِنْصَفٌ

رواه أحمد (23787) 24196 وغيره من أصحاب كتب الحديث كذلك.


من مقولات يوحنَّاس كريسوستوم St. Iohannes or John Chrysostom
347م- 407م

جاء في عظته وتفسيره لرسالة تسالونيكي الثانية 1: 9- 10، المترجمة إلى الإنجليزية في آباء ما قبل وما بعد مجمع نيقية، السلسلة الأولى، مجلد 13، ص 682 (387)
Nicen and post-Nicene fathers, Series 1. volume 13, p. 682 (387)

"هاهنا يعلِّمُنا [الرسول بولس] بخصوص عدو المسيح، ويكشف لنا أسرارًا كبيرةً، ما هو "السقوط"؟ إنه يسميه بالردة، لكون سيهلِك الكثيرين، ويجعلهم يسقطون. لدرجة أنه لو أمكن _كما يقول_ لأضل المختارين أنفسهم أيضًا (من متى 24: 24). وهو يسميه "رجل الإثم" لأنه سيقوم بأعمال أذى [شرور] لا حصر لها وسيجعل آخرين يفعلونها. لكنه يدعوه أيضًا "ابن الهلاك" لأنه سيُهْلَكُ أيضًا. لكن من هو؟ هل هو الشيطان إذن؟ بأي حال هو ليس كذلك، بل رجل ما، والذي يسمح لأعمال الشيطان الكاملة فيه. لأنه رجل و "يَرفَعُ نَفسَهُ فَوقَ كُلِّ ما يَدعوهُ النّاس ُ إلَهًا أو مَعبودًا". إذْ أنه لن يدعُوَ إلى عبادة الأصنامِ، بل سيكون من النوع المخاصم [المعادي] لله، وسيزيل [سيُبْطِلُ] كلَّ الآلهةِ، وسيأمر البشرَ بعبادتِهِ بدلًا من الله، وسيجلس في هيكل الله، ليس الذي في أورشليم فقط، بل أيضًا في كل كنيسةٍ. "واضعًا أو رافعًا نفسه"، إنه [الرسول بولس] يقول أنه لا يقول ذلك فحسب، بل يحاول إثباتَ ذلك. لأنه سيقوم بعجائب عظيمة، وسيُظهِر علاماتٍ كاذبةً مروِّعة.

تعليق: باستثناء تصوير حديث تميم الداري للمسيح الدجال كشيطان حبيس مقيد بالأغلال منذ الزمن القديم على جزيرة مهجورة، وهو مستوحى من سفر رؤيا برثولماوس كما قلتُ، فكل الأحاديث الأخرى تقول على النقيض أنه إنسان له صفات بشرية ويولد من رجل وامرأة أب وأم له ومن اليهود. راجع الأحاديث في كتابنا هذا في المواضع الأخرى. وقد رفض يوحنِّس كريسوستوم كثيرًا من الخرافات عن المسيح الدجال في كتب عظاته وتفاسيره، لذلك لم نورد هنا الخرافات التي في الكتب المزيفة المنسوبة له زورًا Pseudo- Chrysostom والمتأخرة الكتابة زمنيًّا والتي أوردتها بعض مواقع النت على أنها مقولات له ولا تبدو لي أنها له ولم يذكروا مراجعهم لها ويظهر عليها سمة الوضع واختلافها عن منهجه الملتزم بعدم الأخذ بنصوص غير الكتاب المكدس فقط. وأغلب آباء الكنيسة ومفسريها القدماء بل كل من طالعت كلامهم في الموضوع الأسطوري هم أيضًا على أن عدو المسيح بشر يستعمله الشيطان ويصير شرَّا مطلقًا ووعاءً للشيطان كنقيض للمسيح، وليس أنه هو الشيطان نفسه.



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-11-2018 الساعة 10:26 AM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:21 PM المنتصرر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
المنتصرر
عضو جميل
 

المنتصرر is on a distinguished road
افتراضي

لؤي ليس لديك عمل؟؟ هل لديك الوقت لكتابة كل هذا



  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:49 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
oy7yy6

منتصر بدبل راء ههه. اهلا بك. عملي حارس بسيط. اترجم في اوراق ثم افرغها صباحا بجهد ومشقة على اللاب. ثم اجري لالحق مواصلة للعمل. طبعا انت تقول صمنا اننا بلا عمل عاطلون عواطلية او نقبض من تنظيم ماسوني او صهيوني. نحن نريدكم بني شعبنا متقدمين مستنيرين تلحقون بركب الأمم بدل تخلفكم والعدو لن يدعم تقدمكم وتحضركم فلن يدعمنا في العموم. وكما قال سيد محمود القمني سأقول لك مازحا: شوفنا حد نقبض منه وحياة والديك ههههه

العرب يرحبون بمن يلوث عقولهم بالافكار الدينية الشاذة والارهابية ويتعاملون ببارانويا وتشكك مع من بنيرون عقولهم وينشرون العلوم والدراسات. حقا انتم استحققتم ما انتم فيه من حضيض وارهاب. ترى هل لدى شيوخكم الذين كتبوا ونطقوا بالهراء وإفساد عقول الناس بالكتب والتسجيلات الصوتية والتلفزيونية عمل حقيقي مفيد هم أيضًا؟ لماذا لا تسأل نفسك وتفكر؟ عملهم هو الضحك عليكم وتلقينكم الجهل والسفاهات والرجعية الظلامية والتعصب والإرهاب والاستسلام الخنوعي القدري.
----------------------

وعلى غرار ما ذكرته كتابات آباء الكنيسة كهيبوليتُس الرومي (نسخة أخرى للنص مشكوك في نسبتها لهيبوليتُس منشورة في سلسلة آباء ما قبل مجمع نيقية ج5 Ante-Nicene fathers, volume 5, page 604 and after) وكيرلس الأورشليمي في العظة 15 للمتنصرين/ فقرة 12، وراجع نصيهما في موضعهما من كتابي هذا، وغيرهما من آباء الكنيسة، أنه يتظاهر بالصلاح والطيبة والإحسان والاستقامة حتى يتوصل للمُلك والشعبية ثم يظهر شره ووحشيته وفجوره، فكذلك اقتبست هذه الأسطورة بعض نوادر الروايات السنية المعتبرة ضعيفة عندهم والروايات الشيعية الاثناعشرية (والشيعة الاثناعشرية أعلم المسلمين وأكثرهم اطلاعًا على الأبوكريفا والتراث الكتابي وكانوا الأكثر تواصلًا وتعلمًا من أهل الكتاب وتعلمًا للغاتهم):

فروى الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 340-341، تبويب 77- بابان في علامات الساعة- 4- ما جاء في الدجال- حديث رقم 12518) واللفظ له، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4542)):

12518 - وعن سليمان بن شهاب قال : نزل علي عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك ثم يقول بعد ذلك : إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى وهذه الأعاجم من المشركين ثم يدعو برجل فيما يرون فيؤمر به فيقتل ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدى فيفرق بينها حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم فيقول : أنا الله أحيي وأميت وذلك كله سحر يسحر به أعين الناس ليس يعمل من ذلك شيئا
رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك

وفي مصنف ابن أبي شيبة:

38673- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ : حدَّثَنَا حَلاَّمُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مغنم وَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ، وَمَا يَكُونُ قَبْلَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ، إِنَّ الدَّجَّالَ لاَ خَفَاءَ فِيهِ، إِنَّ الدَّجَّالَ يَدْعُو إِلَى أَمْرٍ يَعْرِفُهُ النَّاسُ حَتَّى يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْهُ.

وجاء في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، ج13، كتاب الفتن/ باب ذكر الدجال:

وَأَمَّا الَّذِي يَدَّعِيهِ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ أَوَّلًا فَيَدَّعِي الْإِيمَانَ وَالصَّلَاحَ ثُمَّ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَدَّعِي الْإِلَهِيَّةَ كَمَا أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَكَانَ صَحَابِيًّا فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ الدَّجَّالُ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَدْعُو إِلَى الدِّينِ فَيُتَّبَعُ وَيَظْهَرُ فَلَا يَزَالُ حَتَّى يَقْدَمَ الْكُوفَةَ فَيُظْهِرَ الدِّينَ وَيَعْمَلَ بِهِ فَيُتَّبَعَ وَيَحُثَّ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ فَيَفْزَعُ مِنْ ذَلِكَ كُلُّ ذِي لُبٍّ وَيُفَارِقُهُ فَيَمْكُثُ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ أَنَا اللَّهُ فَتُغْشَى عَيْنُهُ وَتُقْطَعُ أُذُنُهُ وَيُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ فَلَا يَخْفَى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَيُفَارِقُهُ كُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ (1)

تخريج الحديث الضعيف المذكور:

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 340- 341): رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق، وهو متروك. وقال الألباني في كتابه قصة المسيح الدجال: قلت: لكن قال الحافظ في التقريب: ضعيف، ولذلك قال في الفتح (13/ 77): سنده ضعيف، فلم يبالغ في تضعيفه، ولكل وجهة وسلف، والله أعلم. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 217- 218 (2/ 299). ثم وجد له شاهدًا قويًّا من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين كلهم يقول: أنا نبي، أنا نبي". أخرجه أحمد (2/ 429) بهذا اللفظ، والشيخان وغيرهما بنحوه وإسناد أحمد صحيح.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/229) : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع، أنبأ محمد بن إسحاق بن مندة، أنا محمد بن قريش المرورودي، نا إسماعيل بن أبي كثير الفارسي، نا يحيى بن موسى البلخي، نا سعيد بن محمد الوراق، نا حلام بن صالح نا سليمان بن شهاب العبسي قال : نزل علي عبد الله بن مغنم رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس به خفاء يجئ من قبل المشرق فيدعو إلى نفسه فيتبع ويقاتل ناسا فيظهر عليهم لا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر عليهم

قال ابن منده : رواه علي بن المديني عن سعيد بن محمد الوراق هذا مختصر .

قلت : وقد أخرجه أيضا الطبراني، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/340-341) : " رواه الطبراني، وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك "

قلت : يُروي خطأ ب "سعيد بن محمد الجرمي" بدلا من الوراق، أخطأ فيه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ، وتبعه على ذلك الحافظ ابن كثير.

-----------
قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4542) : حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا إسحاق بن موسى، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، قال يحيى بن موسى الخثي، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، قال : ثنا محمد بن شعيب الأصبهاني، ثنا سعيد بن عنبسة، قالوا : ثنا سعيد بن محمد الجرمي الكوفي، ثنا سلام بن صالح، قال : أخبرني سليمان بن شهاب العبسي، قال: نزل علي عبد الله بن معتم، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق ، فيدعو إلى حق فيتبع، وينصب للناس فيقاتلهم، فيظهر عليهم، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة، فيظهر دين الله، ويعمل به فيتبع، ويحث على ذلك، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله فتغمس عينه اليمنى، وتقطع أذناه، ويكتب بين عينيه كافر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى، وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به، فيقتل، ثم تقطع أعضاؤه كل عضو على حدة، فيفرق بينها، حتى يراه الناس ثم يجمع بينها، ثم يضربه بعصاه، فإذا هو قائم، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت، وذلك سحر، يسحر به أعين الناس، ليس يصنع من ذلك شيئا "

قال ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (5/395/ رقم 6716) : " روى الحسن بن سفيان، والطبرانى، وأبو نعيم من طرق عن محمد بن سعيد الجرمى الكوفى ..." ، ومن الواضح أنه خرجه بواسطه كتاب أبي نعيم رحمهم الله جميعا .

قلت : والخطأ قد ظهر لي من عدة وجوه :

1- سعيد بن محمد الجرمي الكوفي : طبقته متأخرة عن سعيد بن محمد الوراق هذا، لذا نجد أنه لم يذكر في من روى عن حلام بن صالح، لأنه ليس من شيوخه .

2- أن ابن عساكر قد روى الحديث من طريق الحسن بن سفيان، فقال في "تاريخه" (2/229-230) : وأخبرناه بتمامه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر البرقاني، نا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، قال ذكر يحيى بن موسى الختلي، نا معبد بن محمد الوراق الكوفي، نا حلام أبو صالح أخبرني سليمان بن شهاب العبسي، قال نزل علي عبد الله بن مغنم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزعم أنه ذكر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الدجال ليس بذي خفاء إنه يجئ ....الحديث .وان كان المذكور هو "معبد بن محمد الوراق الكوفي" فهو حتما خطأ من الناسخ أو المحقق لتشابه الرسم، الا أنه يدل على أنه الوراق ...

3- أن أحد الرواة عن سعيد بن محمد، والذي ذكرهم أبو نعيم وهو يحيى بن موسى خت (ثقة) قد روى عن سعيد بن محمد الوراق هذا الحديث [أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229)] .

4- أن الهيثمي قد أعل الحديث ب(سعيد بن محمد الوراق)، مما يدل على أنه كذلك في نسخة الطبراني .

وسبب هذا الخطأ : في أن هذين الراويان قد ائتلفا في : الاسم، واسم الأب، وفي البلد، واختلفا في : اللقب والطبقة، فخفي ذلك على من لم يبحث عنهم بحثا شديدا .

قلت : وبهذا يكون الحديث مذكورا في المصادر الآتية مع ما عزاه ابن حجر في "الاصابة" (4/207) :
1- تاريخ البخاري .
2-كتاب ابن السكن .
3- كتاب الحسن بن سفيان [أظنه في مسنده]، وعنه الاسماعيلي في "معجم الصحابة"، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "المؤتنف" [وذُكر خطأ ب"المؤتلف"]، ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229-230) .
4- كتاب محمد بن إسحاق بن منده [وغالبا هو كتاب "معرفة الصحابة" حيث أن المطبوع ناقص، الى حد حرف السين، بينما هذه الترجمة في حرف العين]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (2/229) .

قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
1- سعيد بن محمد الوراق :
البخاري : قال ابن معين : ليس بشيء [التاريخ الكبير (3/515) للبخاري].
النسائي ويحيى بن معين – رواية ابن الغلابي – قالا : " ليس بثقة" .
معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله عن يحيى بن معين قال: "ضعيف".
ابن أبي خيثمة والدوري : سمعنا يحيى بن معين يقول: "ليس حديثه بشيء" [تاريخ بغداد + التاريخ الكبير – السفر الثالث (3/181) لابن أبي خيثمة + الجرح والتعديل (4/59) لابن أبي حاتم].
أبو داود : يحيى بن معين : "ليس بشىء" .
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: " غير ثقة " .
ابن سعد: "كان ضعيفا" .
الدارقطني : "متروك" [سؤالات البرقاني له (رقم 178)[كل هذا موجود في "تاريخ بغداد" (9/74-75) للخطيب البغدادي] .
وقال البخاري : "يتكلمون فيه" [التاريخ الكبير (2/115)] .
وقال أبو حاتم الرازي : " ليس بقوى " [الجرح والتعديل (4/59) لابنه].
وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/45)، تحت باب : " باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، من الكوفيين ومن في عدادهم من سائر الآفاق "

خلاصة مرتبته : ضعيف الحديث .

--------------------
2- المخالفة : فان سعيد بن محمد هذا قد خولف، خالفه عبد الله بن نمير :
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/233/ رقم 2154) : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي، عن حلام بن صالح، عن سليمان بن شهاب العبسي، عن عبد الله بن معتم العبسي حديثا في الدجال طويلا .
وقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/497) : حدثنا عبد الله بن نمير قال، حدثنا حلام بن صالح، عن سليمان بن شهاب العبسي، قال أخبرني عبد الله بن نعيم، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء , وما يكون قبله من الفتنة أخوف عليكم من الدجال , إن الدجال لا خفاء فيه , إن الدجال يدعو إلى أمر يعرفه الناس حتى يرون ذلك منه " .

قلت : وعبد الله بن نمير ثقة حافظ، وقد رواه موقوفا على عبد الله بن معتم العبسي، وهو الصواب
------------

وفيما يلي دراسة أحوال رجال مدار الحديث :
1- حلام بن صالح العبسي الكوفي الأزدي :
ووقع في كتاب "معرفة الصحابة" لأبي نعيم، طبعة دار الوطن للنشر، بتحقيق الشيخ عادل بن يوسف العزازي : "سلام بن صالح"، وهو خطأ، ويبدو أنه من المخطوط .

ووقع في كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير، طبعة دار خضر للطباعة والنشر، بتحقيق الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش : " صالح بن خالد " ، وهو خطأ واقلاب، والصواب ما أثبتنا ....
روى عن :
أصحاب حذيفة : سعر بن مالك العبسي - فائد بن بكير .
أصحاب عمر بن الخطاب : سالم بن ربيعة - ومسعود بن حراش - سعد بن مالك العبسي.أصحاب عبد الله بن المعتم أو المعتمر أو مغنم : سليمان بن شهاب العبسي .
أصحاب عبد الله بن مسعود : قال ابن سعد : "روى عن أصحاب عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود " [الطبقات (6/335)]

روى عنه :
من أهل الكوفة : عبد الله بن نمير - مروان بن معاوية- عبد الملك بن أبي سليمان - مسعر بن كدام - حفص بن غياث - سعيد بن محمد الوراق (ضعيف) .
من أهل البصرة : عبد الواحد بن زياد .
من أهل واسط : العلاء بن راشد الواسطي الجرمي .

أقوال العلماء :
قال علي بن المديني : " كتبنا عن عبد الله بن نمير قديما، فربما لا يذكر الحارث بن حصيرة الأزدي ولا أبا يعفور ولا حلام بن صالح وإنما كان يحدث عن هؤلاء الضعفاء ثم حدث عن هؤلاء بعد " ثم قال : " لو كان غير بن نمير لكان ولكنه صدوق " [التعديل والتجريح (1/287) لأبي الوليد الباجي]
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/131)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/308) وسكتا عنه .
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (6/248) .
وقد رفع أبو حاتم الرازي عنه الجهالة، فقال في "الجرح والتعديل" لابنه (4/123/ ترجمة سليمان بن شهاب العبسي) : "هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
خلاصة مرتبته : صدوق لا بأس به .

2- سليمان بن شهاب العبسي :
روى عنه اثنان : حلام بن صالح (صدوق لا بأس به)، وحصين [الطبقات لابن سعد (6/233)] .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/19) : " سليمان بن شهاب العبسي : سمع عبد الله بن مغنم، روى عنه : حلام، ولم يصح " .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/123) : " سليمان بن شهاب العبسي : روى عن عبد الله بن معتمر، روى عنه حلام بن صالح، سمعت ابى يقول ذلك ويقول : هم مجهولون لا يعرف من بينهم إلا حلام بن صالح " .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/384) .
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/212/ رقم 3479) : " سليمان بن شهاب : عن عبد الله بن معتمر، لا يدري من هو، وقال أبو حاتم : مجهول " .

خلاصة مرتبته : مجهول الحال، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات .

3- عبد الله بن معتم العبسي : وقع اختلاف شديد في اسم أبيه، وفيما يلي عرض أقوال العلماء :

محمد بن اسحاق :
قال : " عبد الله بن المعتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية، وسيره سعد بن أبي وقاص من العراق إلى تكريت، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، وفيها جمع من الروم والعرب، ففتح تكريت، وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى نينوي والموصل، ففتحهما وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة " .
قال ابن الأثير : "هذا قول ابن إسحاق" ["أسد الغابة" (3/393)]
ثم استدرك ابن الأثير : " وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسله عمر بن الخطاب إلى الموصل، ففتحها سنة عشرين، وقيل غير ذلك، وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وهو وزهرة بن الحوية " .

-----------------
ابن سعد :
قال: " وقال لي بعض أهله : هو ابن معتم ممن شهد القادسية . ويرون أن له صحبة " [الطبقات الكبرى (6/233)] .

البخاري :
قال في "التاريخ الكبير" (5/27) : " عبد الله بن مغنم : له صحبة، لم يصح إسناده " ، وذكره أيضا في ترجمة سليمان بن شهاب العبسي (4/19) .

ابن أبي حاتم :
قال : " سليمان بن شهاب العبسي روى عنعبد الله بن معتمر، روى عنه حلام بن صالح " [الجرح والتعديل (4/123)] .

ابن حبان :
قال في الثقات (6/384) ترجمة سليمان بن شهاب العبسي : " يروي عن عبد الله بن المعتمر روى عنه حلام بن صالح " .

أبو نعيم الأصبهاني :
قال : " عبد الله بن معتم وقيل: ابن مغنم، له صحبة" ["معرفة الصحابة" (4/1791)] .

ابن ماكولا :
قال في "الاكمال" (7/210) : " باب معتم ومغنم ومعتمر:أما معتم بضم الميم وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وبالميم المشددة، فهو عبد الله بن معتم كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية، قاله سيف .وأما مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة، وبعدها نون مفتوحة وميم خفيفة فهو عبد الله بن مغنم، قيل له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه سليمان بن شهاب العبسي.وأما معتمر بعين مهملة وتاء وآخره راء فجماعة " .

أبو أحمد العسكري :
قال : عبد اللَّه بن معتمر له صحبة. كذا ذكره بسكون المهملة وكسر الميم الخفيفة بعدها راء، وقيل المعتم بغير راء ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير، و"الاصابة" (4/205) لابن حجر] .

ابن عبد البر :
قال في "الاستيعاب" (3/995/1665) : " عبد الله بن المعمر العبسي، له صحبة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال أهل البصرة " .
وقال في (3/997/1668) : " عبد الله بن مغنم الكندي، ويقال ابن المعتمر: روى عنه سليمان بن شهاب العبسي، له حديث واحد في الدجال ، لا أعرف له غيره " .

قال ابن حجر في "الاصابة" (4/205) : " وأما ابن عبد البر فقال: عبد اللَّه بن المعمّر- بتشديد الميم بعدها راء، فصحفه " .

الخطيب البغدادي : قال الخطيب في "المؤتنف" : " مغنم بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وبنون" [تاريخ ابن عساكر (2/230)]
قال ابن حجر في "الاصابة" (4/207/ عبد الله بن مغنم) : " ذكره الخطيب في المؤتلف، وأخرج حديثه من معجم الصحابة للإسماعيلي، وضبطه بالمعجمة والنون " .

ابن منده : قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/393) : " قال ابن منده، وأبو نعيم هكذا بالتاء فوقها نقطتان، والميم المشددة، وقال أبو عمر: المعتمر، في آخره راء ..." . أي : عبد الله بن معتم .

أبو زكريا يزيد بن إياس الموصلي :
قال في تاريخ الموصل: هو الّذي فتح الموصل. وذكر ذلك سيف بن عمر في الردة، وكان عبد اللَّه على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وسيّره سعد من العراق إلى تكريت «2»، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، ففتح تكريت. ["الاصابة" (4/205) لابن حجر] .
وقال أيضا : " عبد الله بن المعتم العبسي، هو الذي افتتح الموصل، وروى ذلك عن سيف بن عمر " ["أسد الغابة" (3/393) لابن الأثير] .

ابن حجر :
قال في "لسان الميزان" (4/161) مستدركا : " سليمان بن شهاب، عن عبد الله بن معتمر ..وصوابه مغنم " .
وقال في "الاصابة في تمييز الصحابة" (4/205/ ترجمة عبد الله بن المعتم) : " بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم: العبسيّ، ضبطه ابن ماكولا ... وقد تقدم ذكر عبد اللَّه بن مالك بن المعتمّ العبسيّ، فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو غيره ؟ "
------------------
أخطاء مطبعية :

وقع في طبعتي "مصنف ابن أبي شيبة" طبعة مكتبة الرشد، بتحقيق كمال يوسف الحوت (7/497)، وطبعة الفاروق الحديثة بتحقيق أسامة بن ابراهيم (13/333-334) " .... عن سليمان بن شهاب العبسي، قال : أخبرني عبد الله بن نعيم، وذكر الدجال ، فقال : " ليس به خفاء ..." .

قلت : وهو تصحيف وخطأ ظاهر، وقد أتى به المحقق محمد عوامة في طبعة دار القبلة على الصورة الصحيحة (21/228) : ...أخبرني عبد الله بن مغنم وذكر الدجال ...

الخلاصة في اسم الصحابي :
عبد الله بن معتم : واختاره ابن اسحاق وأبو نعيم الأصبهاني وابن منده .
عبد الله بن معمر : صحفه ابن عبد البر .
عبد الله بن معتمر : واختاره ابن أبي حاتم وابن حبان وأبو أحمد العسكري
عبد الله بن مغنم : واختاره الخطيب وابن عبد البر وابن حجر .
عبد الله بن نعيم : خطأ مطبعي .

قلت : والذي أرجحه مما سبق هو "عبد الله بن مغنم" رضي الله عنه، وسائر الأسماء تصحيف، ثم تصحيف مركب، والله أعلم .

أقوال العلماء في الحديث :
1- قال البخاري : " ولم يصح " ["التاريخ الكبير" (4/19)]، وفي موضع آخر : " لم يصح إسناده " ["التاريخ الكبير" (5/27)] .

2- قال ابن حجر في "فتح الباري" (13/91) : "وأما صفته فمذكورة في أحاديث الباب وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال نزل علي عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره، ثم قال الحافظ : "وسنده ضعيف" .

3- وقال الصالحي الشامي في "سبل الهدي والرشاد" (10/177) : " سند واه " .
الخلاصة : الحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا، لأجل جهالة سليمان بن شهاب العبسي . والله أعلم
وجاء في لوامع الأنوار البهية للسفاريني: وَاعْلَمْ أَنَّ الْعُلَمَاءَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي الدَّجَّالِ فَقِيلَ إِنَّهُ لَيْسَ بِإِنْسَانٍ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ مُوثَقٌ بِسَبْعِينَ حَلْقَةً فِي بَعْضِ جَزَائِرِ الْيَمَنِ لَا يُعْلَمُ مَنْ أَوْثَقَهُ أَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْ غَيْرُهُ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ ظُهُورَهُ فَكَّ عَنْهُ كُلَّ عَامٍ حَلْقَةً وَإِذَا أُبْرِزَ أَتَتْهُ أَتَانٌ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا فَيَضَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْبَرًا مِنْ نُحَاسٍ فَيَقْعُدُ عَلَيْهِ وَتَتْبَعُهُ قَبَائِلُ الْجِنِّ وَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ وَأَوَّلُ خُرُوجِهِ يَدَّعِي الْإِيمَانَ وَالصَّلَاحَ وَيَدْعُو إِلَى الدِّينِ فَيُتَّبَعُ وَيَظْهَرُ فَلَا يَزَالُ حَتَّى يَقْدَمَ الْكُوفَةَ فَيُظْهِرُ الدِّينَ وَيَعْمَلُ بِهِ فَيُتَّبَعُ وَيُحَبُّ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ يَدَّعِي الْإِلَهِيَّةَ فَيَقُولُ أَنَا اللَّهُ فَتُغْشَى عَيْنُهُ وَتُقْطَعُ أُذُنَاهُ وَيُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ فَلَا يَخْفَى عَلَى مُسْلِمٍ فَيُفَارِقُهُ كُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ. هَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
وَقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: يَتَوَجَّهُ الدَّجَّالُ فَيَنْزِلُ عِنْدَ بَابِ دِمَشْقَ الشَّرْقِيِّ ابْتِدَاءً قَبْلَ خُرُوجِهِ، ثُمَّ يُلْتَمَسُ فَلَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُرَى عِنْدَ الْمِيَاهِ الَّتِي عِنْدَ نَهْرِ الْكُسْوَةِ فَيُطْلَبُ فَلَا يُدْرَى أَيْنَ تَوَجَّهَ، ثُمَّ يَظْهَرُ بِالْمَشْرِقِ فَيُعْطَى الْخِلَافَةَ ثُمَّ يُظْهِرُ السِّحْرَ ثُمَّ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ فَيَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنْهُ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ فَيَأْتِي النَّهْرَ فَيَأْمُرُهُ أَنْ يَسِيلَ فَيَسِيلُ ثُمَّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَرْجِعَ فَيَرْجِعَ ثُمَّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَيْبَسَ فَيَيْبَسَ - الْحَدِيثَ. رَوَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ.

وجاء في كتاب الفتن والملاحم لنعيم بن حماد (توفي 228هـ، ضعيف الحديث، روى ما يعتبره السنة مناكير، لكنه من شيوخ البخاري لم يخرج له إلا في موضعين مقرونا بغيره، وروى له مسلم في مقدمة الصحيح موضعًا واحدًا فقط)، وهو كتاب أحاديث ضعيفة عند أهل السنة، ويستعمله على مضض بعض الشيعة الاثناعشرية لاحتوائه على روايات تعتبر ضمن الثقافة الشيعية الاثناعشرية، لكن الفريقين لا يقبلانه عمومًا (على عكس قبول الشيعة لمختصر إثبات الرجعة):

1522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: " يَلِي الدَّجَّالُ بِالْعِرَاقِ سَنَتَيْنِ، يُحْمَدُ فِيهَا عَدْلُهُ، وَتَشْرَئِبُ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَيَصْعَدُ يَوْمًا الْمِنْبَرَ فَيَخْطُبُ بِهَا، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ: مَا آنَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا رَبَّكُمْ؟ فَيَقُولُ لَهُ قَائِلٌ: وَمَنْ رَبُّنَا؟ فَيَقُولُ: أَنَا، فَيُنْكِرُ مُنْكِرٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَوْلَهُ، فَيَأْخُذُهُ فَيَقْتُلُهُ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكَانِ مِنَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لَهُ، حِينَ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمُ،: كَذَبَ، وَيَقُولُ لَهُ صَاحِبُهُ: صَدَقَ، مُصَدِّقًا لِصَاحِبِهِ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْهُدَى ثَبَّتَهُ، وَعَلِمَ أَنَّ الْمَلَكَ إِنَّمَا يُصَدِّقُ صَاحِبَهُ، وَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ ضَلَالَتَهُ شُبِّهَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَكَ حِينَ يُصَدِّقُ صَاحِبَهُ إِنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ تَرْتِيبًا لِضَلَالَتِهِ، ثُمَّ يَسِيرُ الدَّجَّالُ، فَمَنْ أَجَابَهُ أَمَرَ السَّمَاءَ فَأَمْطَرَتْهُمْ، وَمَنْ خَالَفَهُ أَصْبَحُوا وَقَدْ تَبِعَتْ أَمْوَالُهُمْ كُلُّهَا الدَّجَّالَ، وَجُلُّ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالْأَعْرَابُ، وَيُقْتَرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَبْلُغَهُمُ الْجَهْدُ، وَحَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَهُمُ الْعَدَدُ تُعَشِّيهِمُ الْعَنْزُ الْوَاحِدَةُ "

1526 - قَالَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: وَحَدَّثَنِي جَرَّاحٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " الدَّجَّالُ بَشَرٌ وَلَدَتْهُ امْرَأَةٌ، وَلَمْ يَنْزِلْ شَأْنِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلَكِنْ ذُكِرَ فِي كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ، يُولَدُ فِي قَرْيَةٍ بِمِصْرَ يُقَالُ لَهَا قُوصُ، يَكُونُ بَيْنَ مَوْلِدِهِ وَمَخْرَجِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَإِذَا ظَهَرَ خَرَجَ إِدْرِيسُ وَخُنُوكُ يَصْرُخَانِ فِي الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَإِذَا أَقْبَلَ أَهْلُ الشَّامِ لِخُرُوجِهِ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، ثُمَّ يَنْزِلُ عِنْدَ بَابِ دِمَشْقَ الشَّرْقِيِّ، ثُمَّ يُلْتَمَسُ فَلَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُرَى عِنْدَ الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ نَهَرِ الْكِسْوَةِ، ثُمَّ يُطْلَبُ فَلَا يُدْرَى أَيْنَ سَلَكَ، فَيُنْسَى ذِكْرُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَشْرِقَ فَيَظْهَرُ وَيَعْدِلُ، ثُمَّ يُعْطَى الْخِلَافَةَ، فَيُسْتَخْلَفُ، وَذَلِكَ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ، وَيُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، حَتَّى يَتَعَجَّبَ النَّاسُ، ثُمَّ يُظْهِرُ السَّحَرَ، وَيَدَّعِي النُّبُوَّةَ، فَيَفْتَرِقُ عَنْهُ النَّاسُ وَيُفَارِقُهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَيَفْتَرِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالشَّامِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِهِ، فَيُقْبِلُ بِمَنْ مَعَهُ " قَالَ كَعْبٌ: وَهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيَأْتِي الْأُمَمَ فَيَسْتَمِدُّهُمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ فَيُجِيبُونَهُ، وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ الْيَهُودُ جَمِيعًا، فَيَسِيرُ نَحْوَ الشَّامِ، مُقَدِّمَتُهُ الْعِصَابَةُ الْمَشْرِقِيَّةُ، مَعَهُمْ أَعْرَابُ جَدِيسٍ، عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ، فَيَفْزَعُ أَهْلُ الشَّامِ فَيَهْرُبُونَ إِلَى الْجِبَالِ، وَمَأْوَى السِّبَاعِ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الرِّجَالِ، وَسَبْعَةُ آلَافِ امْرَأَةٍ، عَامَّتُهُمْ إِلَى جَبَلِ الْبَلْقَاءِ، قَدِ اعْتَصَمُوا بِهِ، لَا يَجِدُونَ مَا يَأْكُلُونَ غَيْرَ شَجَرِ الْمِلْحِ، وَتَهْرُبُ عَنْهُمُ السِّبَاعُ إِلَى السَّهْلِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَسْكُنُهَا، ثُمَّ يَتَرَاسَلُونَ فَيُقْبِلُونَ سِرَاعًا، حَتَّى يَنْزِلُوا غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ، عِنْدَ نَهَرِ أَبِي فُطْرُسٍ، يَنْطَوِي إِلَيْهِمْ كُلُّ فَارٍّ مِنَ الدَّجَّالِ، وَيُعَبِّئُونَ مَسْلَحَةً عِنْدَ الْمَنَارَةِ الَّتِي غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ، وَيُقْبِلُ الدَّجَّالُ فَيَهْبِطُ مِنْ عَقَبَةِ أَفِيقَ، فَيَنْزِلُ شَرْقِيَّ الْأُرْدُنِّ، فَيَحْصُرُهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَأْمُرُ نَهَرَ أَبِي فُطْرُسٍ فَيَسِيلُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعْ فَيَرْجِعْ إِلَى مَكَانِهِ، وَيَقُولُ: أَيْبِسْ فَيَيْبَسْ، وَيَأْمُرُ جَبَلَ ثَوْرٍ وَجَبَلَ طُورِ زِيتَا أَنْ يَنْتَطِحَا فَيَنْتَطِحَانِ، وَيَأْمُرُ الرِّيحَ فَتُثِيرُ السَّحَابَ مِنَ الْبَحْرِ، فَتُمْطِرُ الْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، وَيَأْمُرُ إِبْلِيسَ الْأَكْبَرَ ذُرِّيَّتَهُ بِاتِّبَاعِهِ، فَيُظْهِرُونَ لَهُ الْكُنُوزَ، فَلَا يَمُرُّونَ بِخَرِبَةٍ وَلَا أَرْضٍ فِيهَا كَنْزٌ إِلَّا نُبِذَ إِلَيْهِ كَنْزُهُ، وَمَعَهُ قَبِيلٌ مِنَ الْجِنِّ، فَيَتَشَبَّهُونَ بِمَوْتَى النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَبْعَثُ مَوْتَاكُمْ فَيُشَبَّهُونَ بِمَوْتَاهُمْ، فَيَقُولُ الْحَمِيمُ لِحَمِيمِهِ: أَلَمْ أَمُتْ وَقَدْ حَيِيتُ؟، وَيَخُوضُ الْبَحْرُ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَ خَوْضَاتٍ، فَلَا يَبْلُغُ حِقْوَيْهِ، فَيُمَيَّزُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ وَالْكَافِرُونَ، وَالْهَرَبُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، لِلْمُتَكَلِّمِ يَوْمَئِذٍ بِكَلِمَةٍ يُخْلِصُ بِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَعَدَدِ رَمْلِ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْكُفْرِ، فَمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ أَضَاءَتْ قُبُورُهُمْ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ قَالَ كَعْبٌ: فَإِذَا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ قَتْلَهُ، وَلَا أَصْحَابَهُ، سَارُوا غَرْبِيَّ الْأُرْدُنِّ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيُبَارَكُ لَهُمْ فِي ثَمَرِهَا، وَيَشْبَعُ الْآكِلُ مِنَ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ لَعَظِيمِ بَرَكَتِهَا، وَيَشْبَعُونَ فِيهَا مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ، وَيَتْبَعُهُمُ الدَّجَّالُ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيَقُولُ: أَنَا الرَّبُّ، فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُهُمَا: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ الْآخَرُ لِصَاحِبِهِ: صَدَقْتَ، وَصِفَتُهُ أَنَّهُ أَفْحَجُ، أَصْهَبُ، مُخْتَلِفُ الْحَلْقِ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، إِحْدَى يَدَيْهِ أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَى، يَغْمِسُ الطَّوِيلَةَ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ فَيَبْلُغُ قَعْرَهُ، فَتُخْرِجُ مِنَ الْحِيتَانِ، يَسِيرُ أَقْصَى الْأَرْضِ وَأَدْنَاهَا فِي يَوْمَيْنِ، خُطْوَتُهُ مَدُّ بَصَرِهِ، وَتُسَخَّرُ لَهُ الْجِبَالُ وَالْأَنْهَارُ وَالسَّحَابُ، وَيَأْتِي الْجَبَلَ فَيَقُودُهُ، وَيُدْرِكُ زَرْعُهُ فِي يَوْمٍ، وَيَقُولُ لِلْجِبَالِ: تَنَحَّيْ عَنِ الطَّرِيقِ، فَتَفْعَلُ، وَيَجِيءُ إِلَى الْأَرْضِ فَيَقُولُ: أَخْرِجِي مَا فِيكَ مِنَ الذَّهَبِ، فَتَلْفَظُهُ كَالْيَعَاسِيبِ، وَكَأَعْيُنِ الْجَرَادِ، وَمَعَهُ نَهَرُ مَاءٍ، وَنَهَرُ نَارٍ، جَنّتُهُ خَضْرَاءُ، وَنَارُهُ حَمْرَاءُ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَجَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ، مَنْ أَلْقَاهُ فِي نَارِهِ لَمْ يَحْتَرِقْ، يَظْهَرُ عِنْدَ عَالِيَةَ مَرَّةً، وَعَلَى بَابِ دِمَشْقَ مَرَّةً، وَعِنْدَ نَهَرِ أَبِي فُطْرُسٍ مَرَّةً، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

وفي تراث الشيعة الاثناعشرية، انفرد الشيخ الفضل بن شاذان من بين كتبة كتب الحديث والرواة بهذا الحديث:

قال الشيخ الفضل بن شاذان: حدَّثنا محمَّد بن أبي عمير رضي الله عنه، قال: حدَّثنا جميل بن درَّاج قال: حدَّثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( استعيذوا بالله من شرِّ السفياني، والدَّجَّال، وغيرهما من أصحاب الفتن). قيل له: يا ابن رسول الله! أما الدجَّال فعرفناه وقد بيِّن من مضامين أحاديثكم شأنه، فمن السفياني، وغيره من أصحاب الفتن، وما يصنعون؟ قال عليه السلام: ( أوَّل من يخرج منهم رجلٌ يقال له: أصهب بن قيس يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في النَّاس، وجور عظيم. ثمَّ يخرج الجرهميّ من بلاد الشام. ويخرج القحطانيّ من بلاد اليمن. ولكلِّ واحدٍ من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم، ويغلب على أهلها الظلم، والفتنة منهم؛ فبينما هم كذلك إذ يخرج عليهم السَّمرقندي من خراسان مع الرَّايات السود، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، وهذا الملعون يُظهر الزهد قبل خروجه، ويتقشَّف، ويتقنَّع بخبز الشعير، والملح الجريش، ويبذل الأموال، فيجلب بذلك قلوب الجهَّال والأرذال؛ ثمَّ يدَّعي الخلافة فيبايعونه، ويتَّبعهم العلماء الذين يكتمون الحقَّ ويظهرون الباطل، فيقولون: إنَّه خير أهل الأرض. وقد يكون خروجه، وخروج اليماني من اليمن مع الرَّايات البيض في يومٍ واحدٍ، وسنة واحدة؛ فأوَّل مَنْ يقاتل السفياني القحطانيُّ فينهزم ويرجع إلى اليمن، فيقتله اليماني. ثمَّ يفرُّ الأصهب، والجرهميّ بعد محاربات كثيرة من السفياني، فيتبعهما، ويقهرهما، ويقهر كلَّ من ينازعه، ويحاربه إلاّ اليمانيّ. ثمَّ يبعث السفيانيّ جيوشاً إلى الأطراف، ويسخِّر كثيراً من البلاد، ويبالغ في القتل، والفساد، ويذهب إلى الرُّوم لدفع الملك الخراسانيّ ويرجع منها متنصِّراً في عنقه صليب. ثمَّ يقصد اليمانيّ، فينهض اليمانيّ لدفع شرِّه، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة، ومقاتلات شديدة، فيتبعه اليمانيُّ، فتكثر الحروب وهزيمة السفياني، فيجده اليماني في آخر الأمر مع ابنه في الأسارى فيقطّعهما إرباً إرباً. )

الرواية من مختصر إثبات الرجعة للشيخ الفضل بن شاذان (توفي سنة 260 هـ في نيسابور)، ومن مؤيّدات (شواهد) هذا الحديث ما ونقله أبو جعفر الطوسي عنه في كتاب الغيبة بهذا الطريق: عنه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خروج الثلاثة: الخرساني، و السفياني، واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق- الغيبة للطوسي: 446 و447/ فقرة 443 ونقلها عن الفضلِ بنِ شاذان المؤلفُ محمّد صادق الخاتون آبادي في كشف الحق أو الأربعون/ الحديث 29 .



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-15-2018 الساعة 07:25 PM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:49 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

وصف الملفان الشاعر أفرام السرياني (الملقب بقيثارة الروح) للفردوس (الجنة) في منظومة أو ديوان الفردوس مصدر لبعض عقائد محمد عن الجنة، بالإضافة إلى المصدر اليهودي الربيني (الهاجادي)
القرن الرابع الميلادي- دراستان واحدة للؤي عشري الأخرى لأبي موسى الحريري

تعريف بسيرة أفرام السرياني ومكانته في الأدب السرياني:

الأديب المؤلف المعلم (الملفان بالسريانية) أفرام السرياني (306- 373م)، أحد أهم رموز التراث السرياني الشرقي القديم من تراث منطقتنا الشرق أوسطية في عالم الأدب والفكر المسيحيين الشرقيين. جاء عنه في ويكيبيديا

الملفان مار أفرام السرياني بالسريانية (ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ: مور إفرم سوريويو)، (نصيبين 306 م ـ الرها 373 م)، وراهب سرياني من رواد كتاب وشعراء المسيحية ويعده بعض المؤرخين واللاهوتيين أعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في الشرق المسيحي، ولفصاحة لسانه وبلاغة أدبه وطهارة سيرة حياته لقب بألقاب عدة كقيثارة الروح القدس وشمس السريان، والملفان وتعني الأديب المؤلف المعلم. وهو على كل حال أحد آباء ومعلمي الكنيسة الذي تجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية.

ولد عام 306 م في مدينة نصيبين من أسرة مسيحية (ذكرت مصادر أخرى أنه وُلِد لأبوين وثنيين وتنصَّر)، وتتلمذ على يد خاله مار يعقوب النصيبيني أسقف نصيبين. انخرط بالسلك الرهباني واختار البقاء في رتبة الشمامسة حتى وفاته حيث لم يكن يحسب نفسه أهلا لان يقلد مهام الكهنوت، أسس مدرسة لاهوتية في نصيبين ذاع صيتها واشتهرت بين أبناء ذاك الزمان.

أُجْبِرَ على النزوح من مدينة نصيبين بعد سقوطها بيد الساسانيين عام 363 م، وانتقل إلى مدينة الرها التي كانت آنذاك خاضعة للحكم الروماني وتنيح (توفي) هناك عام 373 م.

برع القديس أفرام السرياني بتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان "القويم" واتبع في ذلك الطريقة الشعرية حيث أبدع أجمل ما كتب في شرح وإيضاح المعاني الروحية لكلمة الله، إضافة إلى ذلك اهتم بالكرازة وعاش حياة المتصوفين، جميع مؤلفاته كتبها باللغة السريانية وترجمت لمختلف لغات العالم وتعد من روائع الأدب المسيحي السرياني، وتمتاز مؤلفاته الكثيرة بالرقة وبجمال التفكير والتعبير وما زالت تتلى حتى اليوم كجزء من ليتورجيات (طقوس) الكنائس السريانية المختلفة، كتب الكثير في مدح السيدة العذراء. كما يعزى إليه تطوير الموسيقى الكنسية السريانية المستخدمة في القداديس السريانية.

مقدمة من القس بولس فغالي نعلم بها لماذا شدَّدَ أفرام السرياني على القيامة (البعث) الجسدية وليس بالروح الخرافية فقط، وبالغ في ذكر متع الطعام والجسد إلى حد ما في الجنة، مواجهة عقائد برديصان الغنوسي:

جاءَ في (من الكتاب المقدس إلى الآباء السريان/ الفصل العشرون: الأزمنة الأخيرة عند أفرام السرياني) بقلم القس المثقف المطلِّع بولس فغالي:

..... صور لافتة قدَّمها أفرام لكي يتحدَّث عن قيامة الأجساد: «الأموات قاموا لدى الأحياء، والمقبورون لدى القابرين، والراقدون لدى الماشين، والصامتون لدى المتكلِّمين». ولكن لماذا هذا التشديد على القيامة؟ لأنَّ برديصان الرهاويّ (154-222) رفض قيامة المسيح وبالتالي قيامة البشر بشكل عامّ. ومع أنَّه سبق أفرام، إلاَّ أنَّ تأثيره لبث كبيرًا في نصيبين والرها. وسوف يكرِّس له أفرام مع مرقيون وماني عددًا من القصائد جُمعَت في ما يُسمّى: «مدارش تردُّ على التعاليم الضالَّة». ثمَّ كانت ميامر ردَّ فيها أفرام بشكل خاصٍّ على برديصان. أمّا النقطة الأولى التي يعرضها فهي أنَّ المسيح عاد مع جسده من سفرته إلى الشيول:
ما فهم برديصان أنَّ المسيح أحيا الجسد الذي مات في آدم. فالمسامير تشهد على موته. والملاكان يشهدان على قيامته. والمسامير التي خرجت من الأتون هي أتون لإيماننا. وآثارها بيَّنت لتوما أنَّ النفس لم تقُم وحدها.

قبِل تبّاع برديصان برهان أفرام، ولكنَّهم راحوا يجادلون ليدافعوا عن نظريَّتهم بأنَّ الأجساد لا تقوم. فردَّ أفرام: «إذ رأى برديصان أنَّ جسد ربِّنا وحده قام، دون جميع أجساد المائتين، ظنَّ، ضالاًّ، أنَّ الربَّ أقام النفوس فقط». وتابع أفرام كلامه:

«شدَّد برديصان بهذه الطريقة فقال: إذا كانت هذه الأجساد ماتت في آدم، وجب على المسيح، في مجيئه، أن يقيم الأجساد من القبر. ولكن إن كان لم يُقم الأجساد، فمن الواضح أنَّ آدم أدخل، بخطيئته، موت النفس، وأنَّ النفوس التي أنزلها آدم إلى الشيول، أصعدها ربُّنا معه».
حين أراد أفرام أن يردَّ على هذه الضلالات، رفض أن يدخل إلى حقل خصومه، وما أراد أن يقدِّم ردًّا مباشرًا على براهينهم، بل اكتفى بأن يشرح نقطة أساسيَّة: العلاقة الحقيقيَّة بين موت آدم وقيامة المسيح. نلاحظ هنا أنَّ أفرام لا ينكر بأن الأنفس كانت في الشيول، إلاَّ أنَّه يشرح أنَّ عمل الفادي لم يكن نصف عمل، فأقام النفوس دون الأجساد. عمل الفادي كامل هو، فأقام النفس مع الجسد.
ما دمَّرَ آدمُ كلَّ شيء حين مات وسقط في الشيول، بل مات ساعةَ خطئ ومات العالم معه ساعة أُطلق الحكم. وكذلك ربُّنا أقام كلَّ شيء. لا ساعةَ قام، ولكنَّه يحيا بانتصاره، والعالم يحيا بالعربون الذي أعطانا.

في هذا النصّ، نشهد موازاة بين عمل آدم ونتائجه على البشر، وعمل المسيح ونتائجه على الذين آمنوا به. وانتصار يسوع يعني إقامة عالم جديد. فبالخطيئة مات العالم، وبقيامة المسيح قام العالم. في الماضي عملَ خمير الموت، والآن هو خميرُ الحياة. آدم هو البرهان على الفساد، والمسيح هو نموذج الحياة الجديدة وكافلها.

ونعود هنا إلى أناشيد نصيبين حيث تُعلَن قيامةُ آدم. جاءت الردَّة في النشيد 36، في فم آدم:
مبارك من نصرني
وأحيا الموتى ليمجِّدوه.
ويبدأ النشيد في مقابلة بين ما حصل على الجلجلة وما حصل في جنَّة عدن:
أخضع ربُّنا قدرته، أمسكها،
لكي يُحيي آدم بموته الحيّ
وهب يديه لغرز المسامير
بدل اليد التي قطفت الثمرة
في المحكمة ضُرب على فكِّه
بدل الفم الذي أكل في عدن.
ولأنَّ آدم أفلت رجلَه، ثبَّت (يسوع) رجليه
عُرِّي ربُّنا لنتعلَّم الحياء
بالمرِّ والخلِّ حلّى
مرارة الحيَّة التي تسرَّبت إلى البشر.
وتنتهي هذه القصيدة بنداء إلى يسوع الملك يُطلقه الموت:
أيُّها الملك يسوع، إقبل دعائي
ومع دعائي خذ لك رهينة،
تدبَّرْ لك آدم، الرهينة الكبيرة
الذي فيه طُمر كلُّ المائتين،
كما (كان) حين استقبلتُه
فيه يختفي كلُّ الأحياء
وهبت لك رهينةً أولى، جسد آدم،
فاصعدْ واملك على الجميع
وحين أسمع بموتك (1 تس 4: 16)
أنا، بيدي، أخرج الموتى في مجيئك.

وللكلام عن قيامة آدم، ربطَها أفرام بدخول موسى إلى أرض الموعد. قال عن موسى إنَّه رأى أرض الموعد ووقف عندها، بعد أن صدَّه نهر الأردنّ. وكذلك آدم، صدَّه الكروبيم: دفن ربُّنا آدم وموسى، والاثنان قاما. واحد دخل إلى هذه الأرض، وآخر إلى الفردوس. ونحن لا ننسى أنَّ موسى قام حقًّا، لأنَّه لاقى ربَّنا يسوع بجسده في وقت التجلّي:

وأيضًا كيف تكلَّم معه،
مع غريب على الجبل
موسى وإيليّا.
فإن تكلّما بالجسد معه،
فها هو انبعاث جسديهما.

ذاك ما قرأناه في المدراش 48 من الردَّ على التعاليم الضالَّة. وفي تفسير الإنجيل الرباعيّ كان كلام عن التجلّي في المعنى ذاته: «وأتى (الربّ) بموسى وإيليّا لكي نؤمن بالقيامة الأخيرة. فالذين ماتوا مثل موسى وإيليّا يقومون...».

مقارنة للؤي عشري بين ديوان أو منظومة الفردوس لأفرام السرياني واعتقادات القرآن

هذه النصوص مأخوذة من: سلسلة أقدم النصوص المسيحية- سلسلة النصوص اللاهوتية- مار أفرام السرياني- منظومة الفردوس- ترجمة الأب روفائيل مطر اللبناني- رابطة الدراسات اللاهوتية في الشرق الأوسط- الكسليك 1980م. وهي ترجمة أدبية لرجل بليغ فصيح أجاد وأحسن الترجمة بدقة، وإن كانت دقة الترجمة تعني عدم إمكانية الشعور بالجمالية اللفظية الشكلية السريانية، لكن نستطيع استشعار جمال المعاني الشعرية السريانية، مهما كان نقدنا العقلاني لها كملحدين.

ثمار وطعام أهل الجنة في الفردوس (الجنة)

لكأنَّهم لم يَلْقَوْا ولا لَوَتْهُم شِدَّةٌ
وكأنَّ صومَهم حلمٌ
واستيقظوا كما من نومٍ فوجدوا الفردوسَ
مائدةَ الملكوتِ مبسوطةً أمامَهم

وفي ص 26:

لكني رأيت في سياجِهِ التيناتِ الصوامتَ

وفي ص32- 33 من النشيد الثاني:

كلما أكثر مفاتَنَه أكثَرَ أنواعَها
فكلُّ نوعٍ أبدعُ من نوعٍ

وفي ص 82- 83 من النشيد السادس:

ولما دخل العقلُ، وهو روحانيٌّ، بُهِتَ ودَهِشَ
لقد تاهَ العقلُ وأعْيا لأنه لا حواسَّ يمكنُها
أن تحصُرَ كنوزَهُ المجيدةَ
ولا أن تتذوَّقَ طعمَهُ ولا أنْ تَسْبُرَ ألوانَهُ
ولا أن تحوشَ جمالَه، وتحكي قصتَهُ
يَجْمَعُ الحواسَّ بلذاتِهِ على اختلافِ ألوانِها:
الأحداقَ بِحَلْيِهِ والسمعَ بأصواتِهِ
الفمَ والأنفَ بطعمِهِ ورائحتِهِ
تباركَ الذي جمعَ لنفسِهِ
الساهرين والصائمين، يَنْهَمونَ،
بعدَ أصوامِهِم، يَرْعَوْنَ في مروجِ الطيباتِ
وفي ص 76، من النشيد الخامس:

إنه لَسِرُّ مَوْلِدٍ، يبكي المولودونَ
من الأرضِ أمِّ الآلامِ لجنةِ الطيِّباتِ

وفي النشيد السابع، ص 118

إن الأشجار _بدلًا من الملوك_ يُعظِّمنَ الصائمينَ
خاشعاتٍ داعياتٍ لهم بجمالِهنَّ
أنْ يَعرُجوا إلى منازلِهِنَّ ويَحِلَّوا في مَظالِّهِنَّ
يستحمَّونَ في أندائِهِنَّ ويلذُّون أثمارهن
واليد التي امتدت تمدَّ المعوزينَ
إليها تتعطَّفُ أثمارُ الفِرْدَوْس
والرِجلُ التي عادَتْ المرضى
إليها تَهرَعُ الأزاهيرُ تُكلِّلُ عقِبيها
فيتزاحمنَ أيَّهنَّ تسبِقُ فتَلْثُمُ مواطِئَها

وفي النشيد 6، ص 88- 90:

قوةُ ولا جَهْدَ ذراعٌ ولا عناءَ،
غرَسَتْ الفردوسَ، زيَّنَتْهُ ولم تَتْعَبْ
جَهْدُ حُرِّيَّةٍ زيَّنَ البَيْعةَ بمختَلِفِ الأثمارِ
****

حملَ الأفاضلُ أثمارَهم وخرجوا
إلى لقاءِ الفردوسِ مزهوًّا بضروب الأثمارِ:
دخلوا الجنةَ البهيةَ بروائع مآتيهِم
فرأتْ الجنةُ أثمارَ الصالحينَ
إنها لَتعلُوا أثمارَ أشجارِها
***

طوبى للذي استحقَّ أنْ يَرى في الفِرْدَوْس
كيفَ تباهت أثمارُ أشجارِه المجيدةِ
وخُذِلَتْ لمَّا رأتْ أثمارَ الظافرينَ
والأزهارُ أخذَتها نشوةُ ظَفَرٍ ثم انكفأتْ مهزومةً
وقد رأَتْ أزاهيرَ، بُتُلًا وقدِّيسين
بإكليلِهم فرِحَتْ البريَّةُ وبارئُها

وفي النشيد السابع، ص 107:

أما جوعك فتشبعه ثمرةٌ
تُطهِّر آكلَها وعطشك يرويه
شرابٌ سماويٌّ يُحْكِمُ شاربيهِ

وفي النشيد السابع، ص 121- 122:

إن خيرَ ذلكَ المكانِ لَيُفَرِّحُ المُتعبَاتِ
اللائي خَدَمْنَ القديسين حين يشاهْدنَ الأرملةَ
التي تلقَّتْ إيليَّا تتنعَّمُ في عدنٍ
وبدلًا من الينبوعين اللذين قاتاهما
بدلًا من الجَرَّةِ والقارورةِ تقوتُهُنَّ في عَدْنٍ
فروعُ الأشجارِ لأنهنَّ قُتْنَ المعوزينَ
***

لا شيء هناك ضائع
نبته ذَوْبُ هناءٍ، سعدُهُ وفْرُ غِنَىً
من يذُقْه تعد له الفتوة ومن يستنشقه يجلِّلْهُ الجَمالُ
زهرُهُ وعبيرُهُ ذخيرةٌ
مكنونةٌ فيه يُهديها إلى جامعِهِ
ثمره يحتوي كنزًا يُقدِّمُه إلى قاطفِهِ

وفي النشيد التاسع، ص 148- 155:

إن شئتَ أنْ تترقَّى الشجرةَ
تحدَبَتْ أغصانُها دَرَجًا (سُلَّمًا) أمامَ قدميكَ،
تُغْريكَ بالاتكاءِ إلى صدرِها
مضطَجَعِ أغصانِها ذاتِ الظَهِرِ
المتينِ الخفيضِ الحافلِ المتموِّج بالأزاهيرِ
يكونُ للمستغرِق فيه كما يكونُ للطفلِ الحضنُ والسرير
***

من رأى وليمة في لبِّ شجرة!
وثمارًا من كلِّ طعم في مَطالِ اليد
نُظمت واحدةً إلى أخرى تدنو على مزياتها:
الثمارُ للمأكل والمشرب
وللغسل الندى، والأوراق للنشف،
هو كنز لا ينضب لسيِّدٍ هو الغني
***
من سمِعَ قط أو رأى
غمامةً فوقَ الرؤوسِ مظلةً من ثَمَرٍ
وبساطًا تحتَ الأقدامِ مُنْبَسَطًا من زَهَر!
***

أيُّ سيلٍ من طيِّباتِ! فما تصرفُكَ الواحدةُ
حتى تدعوَكَ الأخرى، على جميعهِنَّ تتألَّقُ البهجةُ
من ثمرِ هذه تأكلُ ومن شراب تلك ترتوي
بندى تلك تستحم وتتطهر
بصمغِ تلك تَدَّهِنُ وأرَجَ هذه تستنشقُ
وشدوُ أخرى يدغدغ سمعك تبارَكَ الذي أبهجَ آدمَ

وفي النشيد 10، ص 179، قال أفرام السرياني:

هناك الشهورُ لا يَنْضَبُ مَعِيِنُ إيلادِها
فشهرٌ يحمِلُ الثَّمَرَ وجارُه الزَّهَرَ
هناكَ تتفجَّرُ وتتدفَّقُ ينابيعُ اللذَّاتِ
الخمرُ واللبنُ والعسلُ والزبدُ

وجاء في النشيد 11، ص 192:

أما قوارسُ البردِ ولواهبُ الحرِّ
فلا وجودَ لها في ذلك الموضعِ المبارَكِ الشهيِّ
إنه لَميناءُ المسرَّاتِ ومحطُّ اللذاتِ،
النور والبهجةُ يحِلَّانِ فيهِ

قارن مع القرآن:

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} الواقعة

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)} محمد

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)} الدخان
{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} يس
{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)} ص

{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)} الزخرف

{وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)} الطور

وقارن قول أفرام (في مطال اليد)، بقول محمد في القرآن:

{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)} الحاقة

وأتوا به متشابها

جاء في النشيد 11، ص 196- 197:

لا أخَذَ عقلكَ اضطرابٌ من الألقابِ!
فإنَّ الفِرْدَوْس قد لَبِسَ أسماءً ألِفْتَها
ما لَبِسَ شِبْهَكَ لأنَّه فقيرٌ،
فإن طبعَكَ لحقيرٌ لا يستطيعُ
أن يكافئَ جلالَهُ، فإنْ مُثِّل بالألوانِ
الحقيرةِ التي ألِفْتَها نَصَلَ جمالُهُ
لا تستطيعُ العيونُ الكليلةُ
أن تُحدِّقَ إلى أشعةِ جمالِه السماويِّ
فألبَسَ أشجارَه أسماءَ أشجارِنا،
وبأسماءِ تينِنا سُمِّيَ تينُهُ،
وأوراقه الروحية لبِسَتْ جسمًا ملموسًا
فأشبَهَ اللباسُ اللابسَ
إن أزاهير تلك الأرض لأكثَرُ وأشرفُ
من كواكبِ هذه السماءِ المنظورةِ

قارن مع القرآن:

{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)} البقرة

وروى البخاري:

4780 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ

أنهار المواد الغذائية على حسب أفرام (مماثل لما في الهاجادة وبعض أسفار الأبوكريفا)

في النشيد 10، ص 179، قال أفرام السرياني:

هناك الشهورُ لا يَنْضَبُ مَعِيِنُ إيلادِها
فشهرٌ يحمِلُ الثَّمَرَ وجارُه الزَّهَرَ
هناكَ تتفجَّرُ وتتدفَّقُ ينابيعُ اللذَّاتِ
الخمرُ واللبنُ والعسلُ والزبدُ

قارن مع ما ورد عن أربعة أنهار خمر وعسل ولبن وبلسم (بدل السمن عند أفرام) في رؤيا بولس 25- 27، وانظر في بحثي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا اليهودية) ص 493، الوصف المنسوب للربي يشوع بن لاوي للجنة في مدراش يلقوت المتأخر التأليف، وسدر أو سفر جَنْ عَدْنِ، ففي مدراش يلكوت أو يلقوت ذكر مشابه لأربعة أنهار من عسل ولبن وخمر وبلسم، موافقًا لما قاله أفرام السرياني، وبما أننا نعلم أن كتابات أفرام السرياني الصحيحة النسبة له المتسمة بروعة الأسلوب الأدبي كمنظومة الفِرْدَوْس مكتوبة قبل الإسلام بقرون، فهذا يبرهن لنا الآنَ بالإضافة إلى قدم سفر رؤيا أو صعود بولس الأقدم كتابة من كلا الكتابتين كتابة أفرام وكتابة مدراش يلقوت، فهذا يؤكد لنا ويبرهن على قدم الأصل المنقول عنه هذه الفقرة الأسطورية في مدراش يلقوت أيضًا وأنها أقدم من تاريخ نشوء الإسلام وحياة محمد، وكان متاحًا لمحمد أن ينقل هذه الخرافة من أيٍّ مما توفر له من المصادر اليهودية أو المسيحية أو ربما الغنوسية حتى المتوفرة له آنَذاكَ أو منها جميعًا.

وقارن مع القرآن:

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)} محمد

الفردوس (الجنة) عند أفرام درجات، والعصاة الآثمون أو الجهنميَّون الذين يدخلون الجحيم (جهنم) للتكفير عن ذنوبهم الدينية الخرافية ثم يخرجون، وتصور أفرام لتجاور الجنة والنار مشابهًا لما في الهاجاديات وفي القرآن وبينهما الأعراف أو المطهر

جاء في النشيد الأول، في ص 15 وبعدها:
حَسْبُ جرأتي ما حكيتُ
إلا أن يكون ذو جرأةٍ يتخطَّى إلى القولِ:
إن السُذَّجَ والبُلْهَ الذين على جهلٍ خَطِؤوا،
متى أُدِّبُوا وكَفَّروا
أحلَّهَمُ الكريمُ بجانبِ الفردوسِ
في ذلك المَرعى المبارَك يَقْضِمُونَ الفضلاتِ
ذلك الموضعُ الذي يراهُ آلُ الفِرْدَوْسٍ دنيئًا وحقيرًا
قد سَغَبَ إليه اشتهاه المحترِقونَ في جَهَنَّم
إن عذابهم ليتفاقم وهم إلى ينابيعه ينظرون
وهي قُبالتَهم تهدُرُ هدْرًا
والغنيًّ أيضًا يَسأَلُ فلا مُرَطِّبَ
النارُ في داخلِهم والماءُ قُبالتَهُم

وفي ص 77، من النشيد الخامس:

لتتلهَّفْ عليَّ نفسُكَ يا سيدَ الفردَوْسِ
وإن لم يكن لي حيلةٌ في دخولِ فردوسِكَ
فأهِّلْني، ولو من خارجٍ أنْ أَرْعَى في سِياجِهِ
لِيَكُنْ داخلُهُ مائدةً للأفاضلِ
أمَّا على الخطاةِ فلتفِضْ ثمارُ سياجِهِ
كالفتاتِ، من خارجٍ فيحيُوُا بنعمتِكَ

وجاء في النشيد السابع، ص 126- 128:

وإنْ مُنِعَ ذو لطخةٍ منْ أنِ يدخُلَ ذلكَ المكانَ،
فَأَسْكِنِّي في سياجِهِ، في ظلالِهِ أَقِمْني
وبما أن الفردوس مثل المائدة
فهب لي أن آكل في الخارج
نُثارةَ ثمارِهِ فيجري عليَّ مثلُ
الكلابِ تشبعُ من فضلاتِ أربابِها
***

أنزِلْني في سِياجِ تلك الجنةِ،
جارَ الداخلين محسودَ الخارجين
من له بأنْ ينظر إلى النعيم والشقاء
أن يُحَدِّقَ إلى جَهنَّم والجنةِ
إنَّ إكليلَ الداخلينَ يُخْجِلُني كم خَطِئْتُ
عذاب الخارجين يُعْلِمُني كم رَحِمْتَني!
***
من يُطيقُ أنْ ينظُرَ إلى كِلا الجانبينِ
وتحتملُ أذناهُ قصفَ أصواتِهِم:
الأشرارُ في جهنم يُزَكُّونَ العادلَ
والأبرارُ يُمجِّدونَه في الجنة
يُحَدِّقون كلُّ واحدٍ إلى صاحبِهِ مدهوشين
ويكشفون كلُّ واحدِ أعمالَ صاحبِهِ موبِّخينَ
لا كُشِفَتْ آثامي في ذلك اليومِ لرفاقي
فإن في هذا _يا مولاي_ لكبيرُ احتقارٍ لنا

قارن مع ما أوردتُه في بحث الهاجادة، نقلًا عن الموسوعة اليهودية الإنجليزية:

...وكذلك ذكر سفر عزرا الرابع الأبوكريفي [القديم أقدم من الإسلام] وجود حاجز رفيع 7: 97 بين الجنة والنار بحيث يرى أهلاهما بعضهم البعض. ویقول سفر أخنوخ [الأقدم من الإسلام] أيضًا في 27: 3، 48: 9، 62: 12 أن الصالحین یبتھجون بعذابات الآثمین في الجحیم، ویعید مدراش اللاویین ربا ٣٢(مكتوب بما يقدر أو يخمَّن ما يتراوح بين القرنين الخامس والتاسع الميلادي) صیاغة ھذا المعتقد، فیقول أن نعیم الصالحین في الفردوس يغيظ الآثمین الناظرین له عندما يخرجون من الجحيم.

بشكل غریب تتجاور جهنم والجنة، یقول الربي یوحنان أن حاجزاً مساحته عرض ید فقط، أو أربع بوصات يفصلهما، وقال الربيون أن العرض إصبعان فقط (بوصتان)
(Midr. Ḳohelet; Yalḳ., 976)

وردت الفكرة في نصوص أبوكريفية يهودية ويهومسيحية أبوكريفية أقدم من الإسلام ومن نصوص أفرام السرياني الذي هو الأقدم من الإسلام أيضًا، أما مدراش كوهوليث فمكتوب في القرن السابع الميلادي أو بعده، ومدراش يلكوت في فرانس فيما يتراوح بين القرنين التاسع والحادي عشر الميلادي، فهما مكتوبان متأخرًا بعد نشوء الإسلام، لكن النصوص الأقدم تبرهن لنا قدم بعض محتوياتهما وعقائدهما، وأنها أقدم من الإسلام). والحق أن المراجع الإنجليزية وصف أفرام السرياني بوريث الثقافة الربينية اليهودية الشرقية (وقد نضيف والأبوكريفية بشكل عام).

قارن مع القرآن:

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)} الأعراف

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)} المدثر

وروى البخاري:

806 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُمَارُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الْقَمَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ قَدْ امْتَحَشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَيَقُولُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ فَيَقُولُ فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ اللَّهُ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمْ أَحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَوْلَهُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ

7510 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَقُلْنَا لِثَابِتٍ لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَاءُوكَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ فَقَالَ هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا قُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ وَقَالَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

7511 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ رَبِّ الْجَنَّةُ مَلْأَى فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكُلُّ ذَلِكَ يُعِيدُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ مَلْأَى فَيَقُولُ إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ
44 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِيمَانٍ مَكَانَ مِنْ خَيْرٍ

7450 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيُصِيبَنَّ أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنْ النَّارِ بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا عُقُوبَةً ثُمَّ يُدْخِلُهُمْ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ يُقَالُ لَهُمْ الْجَهَنَّمِيُّونَ وَقَالَ هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

6560 - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ يَقُولُ اللَّهُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيَخْرُجُونَ قَدْ امْتُحِشُوا وَعَادُوا حُمَمًا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَوْ قَالَ حَمِيَّةِ السَّيْلِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً

ومما وروى مسلم في صحيحه:

[ 191 ] وحدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو عاصم يعني محمد بن أبي أيوب قال حدثني يزيد الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإذا هو قد ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول { إنك من تدخل النار فقد أخزيته } و { كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها } فما هذا الذي تقولون قال فقال أتقرأ القرآن قلت نعم قال فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام يعني الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه قال وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك قال غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس فرجعنا قلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال أبو نعيم

[ 192 ] حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران وثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله فيلتفت أحدهم فيقول أي رب إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها فينجيه الله منها

[ 193 ] حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي ح وحدثناه سعيد بن منصور واللفظ له حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه وأجلس ثابتا معه على سريره فقال له يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة قال حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض فيأتون آدم فيقولون له اشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل الله فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى عليه السلام فإنه كليم الله فيؤتى موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمته فيؤتى عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فأوتى فأقول أنا لها فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول رب أمتي أمتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل هذا حديث أنس الذي أنبأنا به فخرجنا من عنده فلما كنا بظهر الجبان قلنا لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار أبي خليفة قال فدخلنا عليه فسلمنا عليه فقلنا يا أبا سعيد جئنا من عند أخيك أبي حمزة فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة قال هيه فحدثناه الحديث فقال هيه قلنا ما زادنا قال قد حدثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا قلنا له حدثنا فضحك وقال { خلق الإنسان من عجل } ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله قال ليس ذاك لك أو قال ليس ذاك إليك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله قال فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك أراه قال قبل عشرين سنة وهو يومئذ جميع

[ 193 ] وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ وهو بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة زاد بن منهال في روايته قال يزيد فلقيت شعبة فحدثته بالحديث فقال شعبة حدثنا به قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث إلا أن شعبة جعل مكان الذرة ذرة قال يزيد صحف فيها أبو بسطام

[ 182 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى ينجى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من بن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره فيقول لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك ويلك يا بن آدم ما أغدرك فيقول أي رب ويدعو الله حتى يقول له فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت ويلك يا بن آدم ما أغدرك فيقول أي رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه قال ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له تمنه فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى ذلك لك ومثله معه قال عطاء بن يزيد وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة إن الله قال لذلك الرجل ومثله معه قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة

وفي ص 29-30، النشيد الثاني:

وما علت درجةٌ على درجةٍ
علا مجدُها على مجدِ سالفتِها
فهو يصنِّفُه أسفلَهُ للسفليين،
ووسَطَه للأوساطِ وقمتَه للعُلويين.
إذْ يصعدُ الأبرارُ في درجاته ليُحرِزوا الميراثَ فيهِ،
بالبر يرفَعُ كلَّ واحدٍ بحسبِ جهادِهِ
في الدرجةِ التي يستحُّها كلُّ واحدٍ فيها يقيمُ
لأنَّ درجاتِهِ تكفي الجميعَ
أرضُه للتائبين ووسطَه للصدِّيقين
وقمتُه للمُجَلِّيِنَ وقُبَّتُه سُكنَى اللهِ!

قارن مع القرآن:

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)} آل عمران

{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} الأنفال

{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) } البقرة

وروى البخاري:

3256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ
وروى أحمد بن حنبل:

10087 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2) : اقْرَهْ وَارْقَهْ ، فَإِنَّ مَنْزِلَك عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا "
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في حكم المرفوع، فمثله لا يقال بالرأي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/498، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (111) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2915) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً.
وأخرجه الترمذي (2915) ، والحاكم 1/552 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. وسنده حسن من أجل عاصم، وصحح الترمذي الموقوف على المرفوع.
ولفظ الترمذي والحاكم: "يجيءُ القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زِده، فيلبس حُلَّةَ الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارقَ، ويزاد بكل آية حسنة".
ولفظ الحاكم دون قوله: "يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" ضمن حديث (5760) من طريق شريك النخعي، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "... وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ وارقَ في الدرجات، ورتِّلْ كما كنت ترتِّلُ في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية معك".
والحديث في مسند أبي سعيد الخدري عنه وحده مرفوعاً برقم (11360) بمسند أحمد، لكن في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، في مسند أحمد برقم (6799) ، وسنده حسن.

تصور أفرام الكوني الأسطوري للجنة مشابه لتصور القرآن والأحاديث الإسلامية

جاء في النشيد 11، ص 192:

السياجُ المُحْدِقُ بهِ هو الأمْنُ يُطمئِنُ الجميعَ
السورُ وظاهرُه هو السلامُ يُوَفِّقُ بينَ الجميعِ
الكَرُوبُ الذي يحرسُه يتبسَّمُ للذينَ في داخلٍ
ويُقَطِّبُ للذين في خارجٍ وقد نُبِذُوا
قارن مع القرآن:

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)} الحديد

وجاء في النشيد الثاني، ص 30:

أرضُه للتائبين ووسطَه للصدِّيقين
وقمتُه للمُجَلِّيِنَ وقُبَّتُه سُكنَى اللهِ!

قارن مع رواه البخاري وغيره:

بَاب دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُقَالُ هَذِهِ سَبِيلِي وَهَذَا سَبِيلِي قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ {غُزًّا} وَاحِدُهَا غَازٍ {هُمْ دَرَجَاتٌ} لَهُمْ دَرَجَاتٌ
2790 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ

ذكر أفرام لخيام ومظال في الجنة ومنازل الجنة وقصورها

من النشيد أو القصيدة 6، ص 69:

ولقد رأيتُ هناك مظالَّ الأبرار
مضمَّخةً بالأطيابِ فوَّاحةً بالرياحينِ
مشبَّكةً بالأثمار مكلَّلةً بالأزاهيرِ
كما هو عناءً الإنسانِ فكذلك مظلَّتُه:
فمنها الوضيعةُ بحَلْيِها ومنها المتألِّقةُ بحُسنِها
منها الباهتةُ اللونِ ومنها الوضَّاءةُ المجدِ

وفي النشيد 6، ص 94

هناك متكآت الأبرار المشتهاة، مجلوّةٌ بهيَّةٌ
في عينِ العقلِ، إنهم يدْعُوننا
لأنْ نكونَ لهم إخوةً وصحبانًا وأعضاءً،
فلا نفصل عنهم أيها الإخوة،
بل فلنكن إخوةً لهم، وإلا فجيرانَم
أو إن لم نكُنْ في ديارِهِم، فحولَ مظالِّهم
تباركَ من استحقَّ ندَى غِناهم
أهِّلني لقسمةِ ضئيلةٍ من ذلكَ

من النشيد السابع، ص 124:

إنهم أنفسَهم يُطوِّبون
كلَّ حينِ لأن حربهم قد همدَتْ
نالوا أكاليلَهم وفي منازلهم خلَدُوا

وفي النشيد الثامن، ص 130:

هناكَ رأيتُ مسكنًا ومظلةَ [نورٍ؟]

وفي النشيد 8، ص 143:

ففي المنازلِ الشهيةِ التي في سياجِهِ
تحِلُّ نفوسُ الأبرارِ والقدِّيسين

وفي النشيد السابع، ص 118

إن الأشجار _بدلًا من الملوك_ يُعظِّمنَ الصائمينَ
خاشعاتٍ داعياتٍ لهم بجمالِهنَّ
أنْ يَعرُجوا إلى منازلِهِنَّ ويَحِلَّوا في مَظالِّهِنَّ
يستحمَّونَ في أندائِهِنَّ ويلذُّون أثمارهن

قارن مع القرآن:

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} الرحمن

{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)} الفرقان

{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)} الفرقان

{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37)} سبأ

{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)} الزمر

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} الواقعة

وروى البخاري:

2791 - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا قَالَا أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ

4674 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ هُوَ ابْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَا لَهُمْ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَا أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ

7047 - حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ: " فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، - قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ - " قَالَ: «ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى» قَالَ: " قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ - قَالَ: فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ " قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَءِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ [ص:45] يَقُولُ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ " قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " قَالَ: «فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ» قَالَ: " قَالاَ لِي: ارْقَ فِيهَا " قَالَ: «فَارْتَقَيْنَا فِيهَا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ» قَالَ: " قَالاَ لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ " قَالَ: «وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ المَحْضُ فِي البَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ» قَالَ: " قَالاَ لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ " قَالَ: «فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ» قَالَ: " قَالاَ لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ " قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ، وَأَنْتَ دَاخِلَهُ " قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ " قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ، وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ»

الخمر في الجنة على حسب أفرام

جاء في النشيد 6، ص 87

فيها _أيها الإخوة_ تُقطَف كلَّ يومٍ الثمرةُ مُحْيِيَةُ الجميع
فيها يُعتَصَرُ العنقودُ محيي الجميع

وفي النشيد السابع، ص 107:

أما جوعك فتشبعه ثمرةٌ
تُطهِّر آكلَها وعطشك يرويه
شرابٌ سماويٌّ يُحْكِمُ شاربيهِ

وفي النشيد السابع، ص 119:

من صامَ عن الخمرِ زاهِدًا
هفَّتْ إليه دوالي (عناقيد) الفردوس
واحدةً واحدةً تُنِيلُهُ عُنقودَها
وإن زادَ فكانَ بتولًا جعلَتهُ
في حِضنِها (صدورِها) الطاهر(ة) لأنه _من أجل الواحد_
لم يرْتَمِ في حِضْنٍ ولا في مضجعِ زواجٍ

وفي النشيد 10، ص 179، قال أفرام السرياني:

هناك الشهورُ لا يَنْضَبُ مَعِيِنُ إيلادِها
فشهرٌ يحمِلُ الثَّمَرَ وجارُه الزَّهَرَ
هناكَ تتفجَّرُ وتتدفَّقُ ينابيعُ اللذَّاتِ
الخمرُ واللبنُ والعسلُ والزبدُ

ملاحظة: ونلاحظ أن أبا موسى الحريري في (قس ونبي) وفيليب حتَّى في (تاريخ سوريا ولبنان) وغيرهم حرَّفوا بعض نصوص منظومة الفِرْدَوْس ورؤيا يوحنا اللاتينية الأبوكريفية، مثلًا في (قس ونبي) ذكر أبو موسى الحريري: (وإلى هذا العمر يشير كتاب رؤيا يوحنا المنحول ويقول لهن من العمر ثلاثون وكل البشر سيقوم يوم القيامة العامة بهذا العمر)، وهذا كلام باطل وترجمة غير أمينة فليس في النص ذكر لنساء جوارٍ للمتعة في رؤيا يوحنا الأبوكريفية ولا سائر الأدب القانوني والأبوكريفي المسيحي عمومًا، وفيليب حتى في تاريخ سورية ولبنان ج2/ ص 145 يحرف النص محل الكلام الخاص بأفرام السرياني عمدًا إلى: (وكل من عاش عفيفًا تستقبله الحوريات بصدور نقية طاهرة)وليس من الأمانة العلمية ولا الصالح العام تحوير التراث المسيحي الأبوكريفي لجعله نسخة مطابقة من الإسلام.

تشبيهات أفرام التجسيدية للأشجار والثمار كأنها سيدات في شعر شرقي مجازي وأصل الحور العين في الإسلام

في النشيد السابع، ص 119:

من صامَ عن الخمرِ زاهِدًا
هفَّتْ إليه دوالي (عناقيد) الفردوس
واحدةً واحدةً تُنِيلُهُ عُنقودَها
وإن زادَ فكانَ بتولًا جعلَتهُ
في حِضنِها (صدورِها) الطاهر(ة) لأنه _من أجل الواحد_
لم يرْتَمِ في حِضْنٍ ولا في مضجعِ زواجٍ

واضح جدًّا هنا أن مقصود أفرام السرياني مجازي تصويري في صورة تؤنسن الأشجار والجمادات، واتسم شعره بتيمة علمانية حسية أحيانًا، ويقول باحثون كلوكسمبورج أن كلمة حور تعني عنبًا في السريانية، لكنها تعني في العربية نساء حسانًا واسعات الأعين، واضح من وجهة نظري أن محمدًا أو من ساعدوه في صياغة القرآن تعمد تحريف معاني الشعر السرياني المسيحي وتصور جنة فيها نساء بلا حصر للرجال الأغبياء المتبعين له المشاركين في الحروب الإجرامية، لكني لا أتفق مع لوكسمبورج وغيره في فكرة أن نقرأ اللغة العربية القرآنية على أنها لغة سريانية أو آرامية، فهذا طرح خيالي وغير علمي، لقد استعارت العربية عموما وعربية القرآن كلماتٍ وتعابير مما جاورها من لغات الحضارات والأديان، لكن تصوره لأن النص مكتوب أصلًا بلغة لا يعرفها أغلب العرب طرح خيالي للغاية.

وهذه أمثلة لأسلوب أفرام السرياني الشعري المجازي في تشبيهات تجسيدية مؤنسنة أخرى:

في النشيد السابع، ص 118

إن الأشجار _بدلًا من الملوك_ يُعظِّمنَ الصائمينَ
خاشعاتٍ داعياتٍ لهم بجمالِهنَّ
أنْ يَعرُجوا إلى منازلِهِنَّ ويَحِلَّوا في مَظالِّهِنَّ
يستحمَّونَ في أندائِهِنَّ ويلذُّون أثمارهن
واليد التي امتدت تمدَّ المعوزينَ
إليها تتعطَّفُ أثمارُ الفِرْدَوْس
والرِجلُ التي عادَتْ المرضى
إليها تَهرَعُ الأزاهيرُ تُكلِّلُ عقِبيها
فيتزاحمنَ أيَّهنَّ تسبِقُ فتَلْثُمُ مواطِئَها

وفي النشيد التاسع، ص 148- 149:

إن شئتَ أنْ تترقَّى الشجرةَ
تحدَبَتْ أغصانُها دَرَجًا (سُلَّمًا) أمامَ قدميكَ،
تُغْريكَ بالاتكاءِ إلى صدرِها
مضطَجَعِ أغصانِها ذاتِ الظَهِرِ
المتينِ الخفيضِ الحافلِ المتموِّج بالأزاهيرِ
يكونُ للمستغرِق فيه كما يكونُ للطفلِ الحضنُ والسرير

وجاء في النشيد التاسع، ص 152- 153:

نسمَات الرُّوحِ يُرِضِعْنَ الرُّوحيِّين

وفيه، في ص 151:

أيُّ سيلٍ من طيِّباتِ! فما تصرفُكَ الواحدةُ
حتى تدعوَكَ الأخرى، على جميعهِنَّ تتألَّقُ البهجةُ
من ثمرِ هذه تأكلُ ومن شراب تلك ترتوي
وجاء في النشيد الثالث، ص 36:

لعل الشجرةَ المبارَكَةَ شجرةَ الحياةِ
بأشعتِها هي شمسُ الفردوسِ
لقد صقَلَ أوراقَها وطبَعَها بطابِعِهِ
الجمالُ الروحيُ الضافي على الجنةِ
تنسِمُ الريحُ على الأشجارِ فكأنَّكَ بالجيشِ يسجُدُ
أمام قائِدِه، ينحني أمامَ مليِكَةِ الأشجارَ
وفي النشيد 3، ص 47:

إذا كانَتْ أشجارُ الفردوسِ كافةً،
كل واحدةٍ منهنَّ تَلْبَسُ المجدَ، وتتعطَّفُ بالبهاءِ،
السرافون [السيرافيم] بأجنحتهم والأشجارُ بأغصانهنَّ
يتحجَّبُون لئلَّا ينظُروا إلى سيِّدِهم،
فإنهم جميعَهم استحيوا بآدمَ وقد عُرِّيَ فجأةً
لقد سَرَقَتْ الحيةُ الثيابَ، فَتَرَكَتْها الثيابُ بلا أرجُلٍ

وفي النشيد 7، ص 109- 110:

هناكَ البتوليةُ تَطْرَبُ؛ لأن الحيَّةَ
التي نَفَثَتْ السُمَّ في أذنيها سرًّا، قد طُرِدَتْ
فهفَتْ التينةُ مبتَهِجةً وقالت لها:
لقد نَسِيَتْ طفولتُكِ البريئةُ
يومَ عُرِّيتِ فاختبَأْتِ في حِضْني
المجد لِلذي خَلَعَ على عُرْيِكِ حُلَّةً [ثوبًا]

وفي النشيد السابع، ص 118

إن الأشجار _بدلًا من الملوك_ يُعظِّمنَ الصائمينَ
خاشعاتٍ داعياتٍ لهم بجمالِهنَّ
أنْ يَعرُجوا إلى منازلِهِنَّ ويَحِلَّوا في مَظالِّهِنَّ
يستحمَّونَ في أندائِهِنَّ ويلذُّون أثمارهن
واليد التي امتدت تمدَّ المعوزينَ
إليها تتعطَّفُ أثمارُ الفِرْدَوْس
والرِجلُ التي عادَتْ المرضى
إليها تَهرَعُ الأزاهيرُ تُكلِّلُ عقِبيها
فيتزاحمنَ أيَّهنَّ تسبِقُ فتَلْثُمُ مواطِئَها
***

من صام عن الخمر زاهدًا .....إلخ
(سبق ذكره في حديثنا عن الحور والعنب)

وفي نشيد 9، ص 166

فإنْ كانَ في اللذة فرحٌ وَسِمَنٌ
فأحرى بالنفسِ أنْ تَسْمَنَ على أمواجِ اللذةِ
وهي تَرْضَعُ ثديَ الحكمةِ!

لا جنس في الجنة حسب أفرام والمسيحية

في النشيد السابع، ص 110، قال أفرام السرياني:

هناك الشبابُ يفرَحُ لأنه قد ظَفِرَ
وهو في الفردوسِ يرى يوسُفَ قد نَبَذَ
واطَّرَحَ الشهوةَ الملتهبةَ في الحمْقَى ،
الشاب قد ظفر على الرقطاء في جحرها
إن شمشمون قد ظفر على الأسد، والأفعى قد ظفرت عليه ،
لدغَتْه فانتثَرَ شعرُ نُسْكِهِ [نَذْرِه]

وفي النشيد السابع، ص 117، قال:

والبتولُ التي مَقَتَتْ الإكليلَ الزائلَ
تُشرِق في الخِدْرِ المُشِعِّ الذي يُحِبُّ بني النور
لأنها مققت أعمالَ الظُلْمَةِ
والتي أوحَدَها البيتُ وأوحشَها،
فالعُرسُ يؤنِسُها لأنَّ الملائكةَ يهِشُّون بهِ،
والأنبياءُ يبتهِجون والرُسُلُ يتألَّقون

وفي النشيد 7، ص 108- 109:

ذكورٌ وإناثٌ يشتملون بلباسٍ من نورٍ
يحجُب ألْقُهُ ملامِحَ السوْءاتِ
يُسكِتُ الحواسَّ، حركاتِها النابعةَ
يُنْضِبُ منابعَ الشهوةِ يُخْمِدُ الحقدَ
ويُطَهِّرُ النفسَ، وكالحِنْطَةِ [القمحِ] في عَدْنٍ،
كذلكَ النفسُ تَنمي لا شوكَ يَخْنُقُها!
هناك البتوليَّةٌ تطْرَبُ؛ لأن الحيَّةَ
التي نَفَثَتْ السُّمَّ في أُذُنَيْها سِرًّا قد طُرِدَتْ

وفي النشيد 6، ص 88- 90 مثال للتعابير المجازية المؤنسة للأشجار الغير عاقلة والعديمة الوعي:

حملَ الأفاضلُ أثمارَهم وخرجوا
إلى لقاءِ الفردوسِ مزهوًّا بضروب الأثمارِ:
دخلوا الجنةَ البهيةَ بروائع مآتيهِم
فرأتْ الجنةُ أثمارَ الصالحينَ
إنها لَتعلُوا أثمارَ أشجارِها
***

طوبى للذي استحقَّ أنْ يَرى في الفِرْدَوْس
كيفَ تباهت أثمارُ أشجارِه المجيدةِ
وخُذِلَتْ لمَّا رأتْ أثمارَ الظافرينَ
والأزهارُ أخذَتها نشوةُ ظَفَرٍ ثم انكفأتْ مهزومةً
وقد رأَتْ أزاهيرَ، بُتُلًا وقدِّيسين
بإكليلِهم فرِحَتْ البريَّةُ وبارئُها

شدة جمال وحسن الجنة

جاء في النشيد الرابع، ص 58- 59:

لكن الفمَ لا يقدرُ أنْ يكفِّيَ الداخليَّ أوصافَهُ،
ولا يُوَفِّي حتى الخارجيَّ محاسنَهُ،
بل يقصُر حتى عنْ أنْ يُوَفِّيَ زِيَنَ سياجِهِ الساذِجةِ
حق وصفها، فإن ألوانه لزاهية وعطورُه لَمدهِشةٌ
ومحاسنه لمشتهاةٌ وطعمُهُ لَفاخرٌ

وفي النشيد 11، ص 198- 199:

وإن بعضَ ذلك الأريجِ الفوَّاحِ من النعمةِ
لهو بمثابةِ رسولٍ طيِّبٍ لأمراضِ
أرضِ اللعنةِ بأريجِهِ الشاي
يزيل المرضَ الذي نَفَثَتْهُ الحيَّةُ
***

نفحةٌ من أيِّ زاويةٍ مبارَكةٍ في الفردوسِ
تهُبُّ فتُحَلِّي مرارةَ هذا الموضعِ
تُلَطِّفُ لعنةَ أرضِنا
تلك الجنةُ هي نسَمَةُ
هذا العالمِ العليل مُزْمِنِ العِلَلِ

قارن مع البخاري وغيره:

6415 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
4780 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ

وفي القرآن: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} السجدة

المتكآت والزرابي والنمارق المبثوثة في الجنة

في النشيد 6، ص 94

هناك متكآت الأبرار المشتهاة، مجلوّةٌ بهيَّةٌ
في عينِ العقلِ، إنهم يدْعُوننا
لأنْ نكونَ لهم إخوةً وصحبانًا وأعضاءً،

وفي النشيد السابع، ص 107:

فطَلُّه يغسِلُ وضَرَكَ وعلى طيبِهِ تتنعَّمُ
مُتَّكَأُه _يعد النَصَبِ_ يريحكَ وإكليلُه يُعزِّيكَ

قارن مع القرآن:
{أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)} الكهف

{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)} يس

{وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53)} ص

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

النمارق والزرابي من لوازم المكتآت كالوسائد ونحوه.

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} الواقعة


لا حقد ولا حسد ولا كره في الجنة {ونزعنا ما في قلوبهم من غل}

لا إثمَ فيهم فلا عيبَ
لا حقدَ فلا غضبَ
لا غشَّ فلا هُزْءَ
لا يَعْجَلُوُنَ إلى الأذى فلا يؤْذَوْنَ
هناك لا يَحْسِدون فهناك لا يُبْغِضُوُنَ
هناك لا يظلِمونَ فهناك لا يَدينون [يُدانون]

قارن:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)} الحجر

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} الأعراف

النسيم وليس الولدان المخلدون يخدمون البشر

جاء في النشيد التاسع، ص 152- 153:

تهِبُّ النُّسَيماتُ الطَيِّباتُ من كلِّ لونٍ
يحملن الأطباقَ، مثل مرتا ومريمَ،
والمدعوُّون المولَمون لا يبرَحُونَ
أما مرتا فقد تعَبَتْ، وتجرأت
فتذمرت على ذلك الذي يدعو إلى فردوسه
حيث الخُدَّامُ يخدِمونَ ولا يتعبون
***

النسيمات في الفردوس يتنقَّلْنَ أمام الأبرار
تخِفُّ الواحدة بالطعام والأخرى تصُبُّ الشرابَ
هبوب تلك سِمَنٌ ومَهَبُّ هذه رواءٌ
من رأى قط نسماتٍ يأتيِنَ
بنفحات تؤكَل وأخرى بنفحاتٍ تُشْرَب
واحدة تنفَحُ بندىً وأخرى بطيب
***

نسمَات الرُّوحِ يُرِضِعْنَ الرُّوحيِّين
مأدبةٌ لا عناءَ فيها، لا اليد تتعَبُ
ولا الأسنان تَضْنَكُ ولا الجوفُ يُتْخَمُ
من اتَّكَأَ والتذَّ ولم يتعبْ؟
من شبِعَ ولم يأكلْ؟ فرِحَ ولم يَشرَب؟
نفحةٌ تُرْوِيِهِ ونفحةٌ تُشبِعُهُ

أفرام يرضي كل الأذواق ويعود للتنصل والقول بمعانٍ مجازية وأن نعيم الجنة روحي وليس جسديًّا

وبعدما يذكر أفرام السرياني متعًا حسيةً واضحة تتمثَّل في الطعام والشراب والخمر والمتكآت وروائح الأشجار والزهور، يعود كأنما محاولةً لإدراك ما لا يُدرَك من المنظور الديني البشري، أو ربما إرضاءً لميول وأذواق وآراء الجمهور القارئ باختلاف فئاته ومشاربه، فيقول بمتع روحية ومعانٍ مجازية لما سبق وقاله، رغم وضوح حسيته تمامًا:

فجاء في النشيد التاسع، ص 152- 162:

من رأى قط نسماتٍ يأتيِنَ
بنفحات تؤكَل وأخرى بنفحاتٍ تُشْرَب
واحدة تنفَحُ بندىً وأخرى بطيب
***

نسمَات الرُّوحِ يُرِضِعْنَ الرُّوحيِّين
مأدبةٌ لا عناءَ فيها، لا اليد تتعَبُ
ولا الأسنان تَضْنَكُ ولا الجوفُ يُتْخَمُ
من اتَّكَأَ والتذَّ ولم يتعبْ؟
من شبِعَ ولم يأكلْ؟ فرِحَ ولم يَشرَب؟
نفحةٌ تُرْوِيِهِ ونفحةٌ تُشبِعُهُ
***

تأمَّلْ وضوحَ الرمزِ في الزروعِ
إذا كان الهواء مرضِعًا لسنابلِ الحنطةِ،
يغذوها بأنفاسِه ويسمِّنها بقوَّتِهِ
فلأًنْ تكونَ رياحُ البَرَكةِ أغذى
لزروعِ الفردوس الروحانيةِ الناطقة!
لأنَّ للروحانيين الغذاءَ الروحيَّ
***

الرياح الذكية [الطاهرة] تقُوُتُ الأذكياءَ [الطاهرين]
نسيمٌ يُرَفِّهُكَ ونفْحٌ يُلَذِّذُكَ
واحد يُسَمِّنُكَ وآخَرُ يُنَعِّمُكَ
منْ تذوَّقَ قطُّ
أنْ يأكلَ بلا يدين ويشربَ بلا فمٍ؟!
إنما ساقيه وطاهية نفْحٌ عذْبٌ!
***

إنك لترى حتى اليومَ في أرضِ الأشواكِ
أنَّ سُنبلةَ الحقلِ الممنوحةِ، رغمَ اللعنةِ
تولَدُ من روُحِ النسمة حنطةً في حِضْنِهِ،
بإرادةِ العليِّ القديرِ
تُرْضِعُها النَسَمَةُ لكأنَّها ثديٌ يَلبَأًها ويُنمِّيها
فتكونُ صورةً لغذاء الرُّوُحيِّين
***

لئنْ كانت الحنطةُ، طعامُ الجسديِّينَ
ومعظمُها نُفايةٌ تُلقَى
يغذوها الهواءُ وتُسمِّنُها الريحُ
فلأنْ يكونَ للنفحاتِ الصافيةِ
أنْ تُمِدَّ الروحيين من أهراء عدْنٍ
بالعصارةِ الشفَّافةِ، الطعامِ الروحيِّ
***

تعلَّمْ من النار أن تلك النسمة تقوت الجميع
فإنْ حُصِرَـ في مكان لا هواءَ فيه
نوَّص ضياؤها وخمدَتْ أنفاسُها
من رأى قطُّ أمًّا تُرْضِعُ الجميعَ
جميعَ كيانِها وبها يتعلق الجميعُ
وهي تتعلق بالأحدِ المهيبِ الذي يقوتُ الجميعَ
***

كرَّمَ المجوسُ النيِّراتِ
باعتبارِ أنها تقوتُ الجميعَ بكلِّ شيءٍ
فإذا بهم يُبهَتون لأن الهواءَ هو الذي يُرْضِعُ بيغر شحٍّ
الكواكبَ والزروعَ، والشمسَ والدَّبى والبشرَ
فقد أعلمَتنا النارُ أنها تقتات من الهواء
وإنها لرفيقة النيِّراتِ ونسيبتهنَّ!

نلاحظ هنا لجهل أهل عصر أفرام السرياني بعملية التمثيل أو البناء أو التركيب الضوئي القائم على أشعة الشمس ومكونات التربة الكافية وثاني أكسيد الكربون، فقد افترض أن النبات يتغذى بالهواء والهواء فقط تقريبًا! واعتبره مثالًا لغذاء الروحيين في الفِرْدَوْس!

إذا كانت النفسُ _حتى النفُسُ_ تَزْهَق [تموتُ] إنْ حُبِسَ عنها الهواءُ
وإنها لَرُكْنُ جسدِنا مُستَنَدٌ له
وهي هي خُبُز خُبزنا بها خِصَبُ حقلِنا
فلأحرى أنْ يكونَ ذلكَ الهواءُ المباركُ
نعيمَ الروحيينَ يأكلونه ويشربونه
يسبحون فيه ويستحمون لأنه بحر المناعم!
***

نَفْحُ الفردوسِ يُغنِي عن الخبزِ
وذلك النسيمُ الحيُّ عن الشرابِ
إذْ إنَّ الحواسَّ تتنعَّمُ في أمواجِ الطيِّباتِ،
تقذِفُ بهنَّ من كلٍّ لونٍ
بقوة الأفراح تنتصب الحواسُّ، لا يلويها ثِقَلٌ
تلتهِم إلى الأبدِ ذهولَها أمامَ ذي الجَلالةِ!
***

هنا الأجساد تجوع وتقتات
وهناك تجوع النفوس لا الأجساد
تنال النفسُ الطعام الذي يشبهها
فهي أشد تنعمًا بالقائتِ الجميعَ
مما هي عليه بأي قوتٍ كان وهي تَرْعَى في جمالِه
وهي أمام كنوزه يأخذها الدَهَشُ
هنالك الأجساد ذوات المجاري الدموية
تَشِفُّ [تَرِقُّ] على مثالِ النفوسِ
والنفسُ المُثْقَلَةُ يُطْلَقُ جناحاها

وفي النشيد 9، ص 170:

من رأى جَمْعًا من الناسِ طعامُهم المجدُ
ولباسُهم النورُ ووجُهُهم الضِّياء
يجترُّون ويتجشَّؤون شِبَعًا من العطاء؛
إنَّ في أفواهِهم ينابيعَ الحكمةِ،
في فكرِهِم الأمان وفي عقلِهِم الحقُّ

وجاء في النشيد 9، ص 171، عن رؤية المسيح المؤلَّه عند المسيحيين:

إن رؤيةَ حبيبِكَ مَعِيِنُ الأطاييبِ
من استحقَ أن يتمتَّعَ بها لم يَشْتَهِ بعدَها طعامًا،
فقد تنعَّمَ بجمالِكَ! تمجَّدَ بهاؤُكَ!

وفي النشيد 11، ص 194- 198:

حتى لو بدا بالأسماء أرضيًّا
فهو بالقوةِ روحيٌّ خالصٌ
فإنَّ أسماءَ الرياحِ جميعًا تتساوى
إلا أنَّ خبيثَها يباين مُقدَّسها
***

لا بدَّ للمتكلِّمِ
من أسماءِ المرئيَّاتِ
ليمُثِّل للسامعين مثالَ المحجوباتِ
فإذا كان خالقُ الجنةِ
قد أَلبَسَ جلالَهُ أسماءَ دُنيانا
فلأَنْ نُعبِّرَ نحن عن جنتِهِ بالأمثالِ أولَى!
***

فإنْ شطَّ أحدٌ بفهمِ الأسماءِ
المُستعارةِ للجَلالِ فقد جدَّفَ وافترى عليهِ
بها، وهو قد لَبِسَها ليُعيِنَهُ!
وكَفَرَ بالنعمةِ التي حَنَتْ....
..عظمَتَها لصِغَرهِ! فلبِسَتْ شِبْهَهُ
ولا تلاؤمَ بينهُما لِتَخْلَعَ عليهِ شبْهَها!
***

لا أخَذَ عقلكَ اضطرابٌ من الألقابِ!
فإنَّ الفِرْدَوْس قد لَبِسَ أسماءً ألِفْتَها
ما لَبِسَ شِبْهَكَ لأنَّه فقيرٌ،
فإن طبعَكَ لحقيرٌ لا يستطيعُ
أن يكافئَ جلالَهُ، فإنْ مُثِّل بالألوانِ
الحقيرةِ التي ألِفْتَها نَصَلَ جمالُهُ
لا تستطيعُ العيونُ الكليلةُ
أن تُحدِّقَ إلى أشعةِ جمالِه السماويِّ
فألبَسَ أشجارَه أسماءَ أشجارِنا،
وبأسماءِ تينِنا سُمِّيَ تينُهُ،
وأوراقه الروحية لبِسَتْ جسمًا ملموسًا
فأشبَهَ اللباسُ اللابسَ
إن أزاهير تلك الأرض لأكثَرُ وأشرفُ
من كواكبِ هذه السماءِ المنظورةِ

وفي النشيد 11، ص 191:

هواءُ الفردوسِ مَعِيِنُ الطَّيِّباتِ
منه كانَ آدَمُ يرضَعُ في طفولتِهِ
لكأنَّ النَسَمَةَ ثديٌ مُسَمِّنٌ لنشوئِهِ

وفي النشيد 11، ص 203:

أهِّلْني بنعمتِكَ أنْ ألقَى موهبةَ الفردوس؛
كنزَ العطورِ وَحِرْزَ الطُّيوبِ
فيتنعَّمَ جوعي على نَفِحِ طيوبِهِ
إن أَرَجَهُ يُغَذِّي الكلًّ في كلِّ حينٍ
من استنشقه طرِبَ وسَها عن خُبزِهِ
إنه مائدةُ الملكوتِ تبارَكَ الذي بَسَطَها في عَدْنٍ
الأطفال في الجنة

جاء في النشيد السابع، ص 111:

هناك يرتاحً الزواجُ وقد سَحَقَهُ
حبلُ اللعنةِ وولادةُ المشقَّةِ ،
حين يرى الأطفالَ الذين دفنَهُم على العويلِ،
يَرْعَوْنَ كالحُملانِ في أرجاءِ عَدْنٍ
في المراتبِ العُلى وأضواءِ المجدِ،
فإنَّهُم لَأَنْسِباءُ الملائكةِ، لا تعلوهم شائبةٌ
الشكرُ للحنَّانِ على أنَّهُ قطَفَهُم أطفالًا
ثمارًا لمْ تنضجْ
لكي يصبحُوا بواكيرَ في فردوسِهِ
مشهدٌ جديدٌ للنظرِ فالثمارُ
تقطِفُ الفاكهةَ والأبكارُ البواكيرَ
فتلاقى على النقاوةِ المقطوفون والقاطفون

قارن ما وردَ عن دخول الأطفال للجنة وأنهم يظلون أطفالًا بها، في ترجمتي العربية عن الإنجليزية في هذا الكتاب لرؤيا بولس/ قطعة أخميم المصرية/ 26، وفي النص الإثيوبي ص 421 من كتابي هذا، وعنه نقلها واستشهد بها كلُّ من كتاب مقتطفات ثيودوتُس 41: 1- 2، و48 :1، وميثوديوس في كتابه عظة عن العفة أو مائدة العذارى العشر 6: 2، وورد ذكر أطفال الجنة في رؤيا بولس 26، ورؤيا بولس ينقل الكثير من رؤيا بطرس الأقدم منه. وراجع هناك إيرادَنا لنصوص الأحاديث عن الأطفال في الجنة، وانظر بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا اليهودية) في مبحث جهنم، ص 690، موضوع "نصوص الإسلام مثل الھاجادة تناقضت في مصیر الوثنیین الذین كانوا قبل الإسلام، وفي مصیر الأطفال الوثنیین" ففيه نصوص إسلامية عن الأطفال في الحياة الأخرى الخرافية.

تبرؤ وشجار وجدال أهل الجحيم مع بعضهم البعض

جاء في النشيد السابع، ص 128:

من يُطيقُ أنْ ينظُرَ إلى كِلا الجانبينِ
وتحتملُ أذناهُ قصفَ أصواتِهِم:
الأشرارُ في جهنم يُزَكُّونَ العادلَ
والأبرارُ يُمجِّدونَه في الجنة
يُحَدِّقون كلُّ واحدٍ إلى صاحبِهِ مدهوشين
ويكشفون كلُّ واحدِ أعمالَ صاحبِهِ موبِّخينَ
لا كُشِفَتْ آثامي في ذلك اليومِ لرفاقي
فإن في هذا _يا مولاي_ لكبيرُ احتقارٍ لنا

قارن مع القرآن:

{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)} إبراهيم

{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)} الأعراف

{هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)} ص

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} البقرة

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)} الأحزاب

وجاء في النشيد السادس، ص 95
أو إن لم نكُنْ في ديارِهِم، فحولَ مظالِّهم
تباركَ من استحقَّ ندَى غِناهم
أهِّلني لقسمةِ ضئيلةٍ من ذلكَ
ليرَني العدوُّ ويغتمَّ
فقد ظنَّ أنْ يراني في المكانِ الذي أعدَّه لي
فيرَني في ذلك المكانِ الذي هيَّأَتْه لي رحمتُكَ

يحتمَل أن مقصود أفرام بالعدو أي الشيطان، فتأثرًا بإله الموتى الجريكي (اليوناني) في الهاديس اعتبرت نصوص دينية يهودية ومسيحية الشيطان خازنًا أو قائمًا على أعمال الجحيم، وسموه في التراث الربيني اليهودي سامائيل.

وفي إنجيل لوقا القانوني:

(9وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: 10«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. 13وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».) من أصحاح 18

قارن مع القرآن:

{قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)} سورة ص

مفهوم حياة البرزخ

جاء في النشيد الثامن، ص 143:

جاء السارقُ الخبيثُ يسرِق
فعدَّى عن الثمارِ التي يبادر إلى سرقتِها كلُّ لصٍّ
وسرقَ ساكنَ الجنةِ [السماواتِ]
خرَجَ سيَّدُهُ يطلبُه دخَلَ فوجدَه في الجحيمِ
نشلَهُ وأخرجَهُ منهُ وأدْخَلَهُ الفردوسَ
***

ففي المنازلِ الشهيةِ التي في سياجِهِ
تحِلُّ نفوسُ الأبرارِ والقدِّيسين
ينتظرْنَ هناكَ أجسادَهُنَ الحبيسةَ
فإذا فُتِحَ بابُ الجنةِ
هَتَفَتْ الأجسادُ والنفوسُ بهوشعنا

تكلمتُ عن مفهوم البرزخ أو حياة الروح الخرافية قبل قيامة الأجساد الخرافية في التراث الربيني اليهودي والأبوكريفي اليهودي والمسيحي ومقارنته بنصوص الإسلام، في كتاب (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة وأبوكريفا العهد القديم) وقد وضعت هذا المبحث في هذا الكتاب أيضًا.

الشيطان اتخذ الحية لباسًا له ليدخل الجنة وليتكلم من خلالها

جاء في النشيد 15، ص 270:

كانت الحية لباسًا تلبَّسَهُ الشِرِّيرُ
عندما رأى البريئين امتلَأَ خَتْلًا [مكرًا]
فَطَيَّبَ الحيلةَ في أُذُنِ الطفولةِ
فتلَقَّتْ السذاجةُ كلمَتَهُ
لأنَّهُ أعلنَ غَيْرةً وأَضْمَرَ مَكْرًا

هذا اقتبسه أفرام السرياني بوضوح من سفر حياة آدم وحواء الأبوكريفي، وقد استعرضت في كتاب (الهاجادة) كيفية تطور الفكر الديني من الحية إلى الشيطان، في مبحثي عن أسطورة آدم، وفي العهد الجديد المسيحي ترد توصيفات الشيطان بأنه التنين والأفعى القديمة. والإسلام أخذ القصة بشكلها وتطورها الأخير، وراجع كذلك رؤيا برثولماوس الأبوكريفية.

رؤية الله في الجنة

جاء في النشيد 9، ص 171، عن رؤية المسيح المؤلَّه عند المسيحيين:
إن رؤيةَ حبيبِكَ مَعِيِنُ الأطاييبِ
من استحقَ أن يتمتَّعَ بها لم يَشْتَهِ بعدَها طعامًا،
فقد تنعَّمَ بجمالِكَ! تمجَّدَ بهاؤُكَ!
وفي النشيد 9، 167:

من رأى جياعًا يَشْبَعون
يتنعَّمون ويَسْكَرونَ في أمواجِ المجدِ
تتفجَّرُ من جَمالِ ذلكَ الجميلِ الأزليِّ؟!

وفكرة الرؤية للمسيح المؤله ترد في رؤيا يوحنا مثللًا في الإنجيل،أما اليهود فعلى الأغلب رغم عدم اطلاعي على المسألة فما كانوا في العموم ليخطر في بالهم فكرة وعقيدة كرؤية الإله على الأرجح.

قارن مع قوله في القرآن:

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} القيامة

وقارن مع صحيح مسلم، مثلًا في باب (إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى) :

[ 181 ] حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال حدثني عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل

[ 181 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وزاد ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}

[ 180 ] حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأبو غسان المسمعي وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن عبد العزيز بن عبد الصمد واللفظ لأبي غسان قال حدثنا أبو عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن

وانظر الأحاديث في مسند أحمد طبعة الرسالة أرقام 18935 و 18936 و 18941 و 23925، وتخريجاتها من باقي كتب الحديث.

تشبيه العمل الصالح بالتجارة باعتبار أنها تربح فاعليه الجنةَ

جاء في النشيد 14، ص 243 وما بعدها:

كلنا مجهودون كلَّ يومٍ بكلِّ شيءٍ
حتى نتعلَّمَ بالمحنةِ ألا نؤسَر هُنا
ولكنَّا _على وطأةِ محنتنا_ لا يبرَحُ عقلُنا هاهنا
طوبى لمن عَرَف أيُّ نافعٍ [كم هو نافعٌ]
أنْ يُوَفِّرَ زادَهُ لمواجهةِ ربِّنا
طوبى لمن فرَّحَ سيدَه بتجارتِهِ
***

في جُبِّ [بئرِ] الأرباحِ طرحُوا إرميا
وإنه _على كبيرِ أجرِهِ_ لم يشتَهِ أنْ يُطيلَ مَكْثَهُ فيها

هنا يشبه قصة إلقاء اليهود للنبي الخرافي إرميا في بئر موحل جاف (إرميا 37: 15- 16، إرميا 38)، ولعله ما يذكره القرآن بأصحاب الرِسِّ وهي البئر، بأنه بئر أرباح أخروية خرافية ثمنًا للابتلاء والمعاناة.

وفي النشيد 14، ص 250- 251:

من لنا بأنْ نطرَحَ الغشاءَ عن عيونِنا،
ونتأمَّلَ ذلكَ الموضِعَ فنتأسَّفَ على إبطائِنا
لأننا تأخَّرْنا هاهنا في ميناءِ الإفلاسِ
حيث التجارُ كلَّ يومٍ خاسرونَ
والسفنُ منهوكةٌ وأوساقُها مسلوبةٌ
طوبى للأطفالِ الذين عبروا الميناءَ بغير عناءٍ!

هذا قيل لحث الناس الضعيفي الأخلاق من الدهماء لفعل الأخلاقيات والإحسان والأمانة، ولا يوجد ما يحقِّر وينتقص من قيمة الأخلاق الذاتية في حد ذاتها أكثر من معتقد تجاري سخيف كهذا، لأننا نرى أن المؤمنين حالما يهتز إيمانُهم بالخرافة في لحظات ومع عدم إيمانهم وقناعتهم بالأخلاق نفسها يرتكبون أبشع الجرائم المدنية والدينية المنطلق

لكنْ ورد في إنجيل متى القانوني، أصحاح 25:

14«وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ، 15فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. 16فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. 17وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. 18وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. 19وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيل أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. 20فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. 21فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 22ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. 23قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 24ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. 25فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ. 26فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، 27فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا. 28فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. 29لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 30وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.

وفي إنجيل لوقا القانوني كذلك بنحوه، أصحاح 19:

11وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ هذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً، لأَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ. 12فَقَالَ:«إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكًا وَيَرْجعَ. 13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ. 14وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا. 15وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ، أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. 16فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رَبحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ. 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدْنٍ. 18ثُمَّ جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ. 19فَقَالَ لِهذَا أَيْضًا: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدْنٍ. 20ثُمَّ جَاءَ آخَرُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا مَنَاكَ الَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعًا فِي مِنْدِيل، 21لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ، إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ صَارِمٌ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ. 22فَقَالَ لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ، آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ، وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ، 23فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ الصَّيَارِفَةِ، فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِبًا؟ 24ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ الْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ الْعَشَرَةُ الأَمْنَاءُ. 25فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ! 26لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».

للأسف لست مطلعًا جيدًا على الأدبيات المسيحية الشعرية والوعظية، فقصارى علمي اقتصر على نص الكتاب المكدس اليهومسيحي وأسفار الأبوكريفا، لكنْ يتضح لي الآن أن تشبيه العمل الصالح بالتجارة كان معروفًا مألوفًا في الأدبيات المسيحية كشعر أفرام السرياني، ومنه اقتبس محمد تعبيره القرآني، في قوله:

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)} فاطر

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} الصف

وفي مسند أحمد بن حنبل:

(9603) 9601- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا ، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى ، قَالَ : مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ ، لأَلْتَمِسُ تِجَارَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ ، فَبَنَى صَوْمَعَةً ، وَتَرَهَّبَ فِيهَا ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : جُرَيْجٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

(22950) 23338- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ . قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلاَّنِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ غَيَايَتَانِ ، أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لاَ يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولاَنِ : بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ . ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ ، هَذًّا كَانَ ، أَوْ تَرْتِيلاً.(5/348).

نماذج لمقولات التشديد على البعث الجسدي في منظومة الفردوس، ومحاولته لمنطقة وفلسفة اعتقاد كتاب العهد الجديد المسيحي القانوني عن القيامة الجسدية

قال أفرام السرياني في النشيد الثامن، ص 136- 142 في الترجمة العربية:

فحسبتُ أنه هناكَ وفكَّرْتُ
أنَّ لا طاقةَ للنفْسِ أنْ تُحِسَّ الفِرْدَوْسَ
وهي مفصولةٌ عن شريكِها، أداتِها وكنَّارتِها
***

بسبب اللصِّ أحاطَ بي مدارُ بحثٍ:
فإنْ كانَتْ النفسُ تَرى وتسمع
وهي مفصولةٌ عن الجسدِ فلِمَ تُحبَسُ فيه؟
وإنْ كانت تحيا من دونِهِ فلِمَ تُقتَلُ فيهِ؟
***

عجُزُ النفْسِ عن أنْ ترى بغيرِ جِسْمٍ
يُبَرْهِنُ عليهِ الجَسَدُ إنْ عَمِيَ
عَمِيَتْ بهِ وخبَطَتْ معه
كلُّ واحدٍ منهما يطلُبُ الآخرَ ويشْهَدُ له:
كما أنَّ الجسدَ يحتاجُ إلى النفْسِ ليحيا بها،
فكذلكَ تحتاجُ إليه لِترَى به وتَسْمَعُ
***

إنْ صَمَّ الجسدُ صَمَّتْ النفسُ معَهُ
أخذَتْها سِنةٌ إنْ أخذَهُ بُحْرانُ مرَضٍ
ولو أنَّ للنفسِ أنْ تكونَ وحدَها
فلا قِوامَ لها بغيرِ شريكِها
فهي أشبهُ بالجنينِ في الحشا
لا نُطقَ لحياتِهِ ولا عقلَ
***

فإنْ كانَتْ وهي في الجسدِ شبيهةً بالجنينِ
لا قِبَلَ [قدرةَ] لها بأنْ تعرِفَ ذاتَها وشريكَها،
فلأنْ تكونَ أضعفَ وقد فارقَتْهُ
ولم يبقَ لها حواسُّ تَصْلُحُ
أنْ تكونَ أدواتٍ لخدمتِها
لأنه _بحواسٍّ شريكِها_ تبدو وتُرَى
***

لا نقصَ يَشُوبُ ذلك المكانَ المبارَكَ
إنه لَمكانٌ قائمٌ على كمالِهِ في جميعِ أرجائِهِ
فلذلك لا تستطيعُ النفسُ وحدَها أنْ تدخلَه
لأنها على نقصٍ منْ كلِّ شيءٍ
من الحواسِّ والمعرفةِ أمَّا في القيامةِ
يكون يومَ يسترجِعُ الجسمُ جميعَ حواسِّهِ، فيدخُلُهُ
***

لما جَبَلَتْ يدُ الخالقِ
الجسدَ، وركَّبَتْهُ ليُرَنِّمَ لصانعِهِ،
لم يكنْ من صوتٍ والكنَّارةُ ساكتةٌ،
وأخيرًا نفَخَ فيها النفْسَ
فرنَّمَتْ فيها وكانَ الصوتُ لأوتارِها
وبالكنَّارة اكتسَبَتْ النفسُ كلامَ الحكمةِ
***

لما بلَغَ آدمُ ذُرْوَةَ كمالِهِ
حينئذٍ أخاه الربُّ ووضعَه في الفردوسِ
لم تستطعُ النفسُ وحدَها أنْ تدخُلَ
بل دخلا معًا طاهرَيْنِ
كاملَيْنِ، ذلك الموضعَ الكاملَ وخرجا معًا مُلَوَّثَيْنِ
ذلكَ يُوَضِّحُ أنهما يدخلانِ معًا يومَ القيامةِ

قارن مع ما أوردته تحت عنوان خلود الروح من الموسوعة اليهودية في بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا اليهودية) :

بناءً على الاعتقاد بأن للروح حياة خاصة بها بعد الموت، تقوم القصة التالية (التلمود في سنهدرين 91أ، ومدراش اللاوين ربا 4) عندما سأل الامبراطور أنتونيوس الربي يهودا هاناسي : "يمكن لكل من الروح والجسد أن ينكرا مسؤوليتهما عن الذنب، حيث لا أحد منهما أثم بدون الآخر." لكن الربي يهودا رد عليه: "يعيد الرب اتحادهما للدينونة، محملاً إياهما كلهما المسؤولية عن الإثم المرتكب، كالقصة الرمزية عن الأعمى والمقعد الذين عوقبا كلاهما لمساعدتهما بعضهما البعض في سرقة بستان فاكهة."
ارتأى فريق من الربيين وفقاً لتصورهم أن طبيعة الروح عندما تتحرر من الجسد ستظل روحية صرفة بلا جسد، فلا أكل ولا شرب ولا أي لذة جسدية ولا نزاع سيكون في الحياة الأخرى، بل سيجلس الصالحون بتيجانهم على مائدة الرب، يتغذون من بهاء جلاله. الجملة السابقة هي للربي راب Rab في التلمود براكوث 17أ.
يقول الربي Meïr : "عندما يموت المرء، تتقدم ثلاث مجموعات من الملائكة للترحيب به." التكوين ربا 12، وها يمكن أن يشير فقط إلى روح صافية.
بينما اعتقد ربيون آخرون وهم الأغلبية، بوجود وليمة تنتظر الصالحين من لحم لوياثان، وأن الروح تتحد بالجسد، ولا تكون روحاً صرفة فقط، وهو المعتقد الشائع لدى اليهود.
اعتقد بعض الربيين أن فاكهة عصر المسيح (كما جاء في إشعيا وإرميا وأسفار الأنبياء الصغار) يُقصَد بها أن ذلك في العالم الآخر.
التفسير المغالط لنص إشعيا 64: 4 الذي نراه في كورنثوس الأولى 2: 9 من العهد الجديد المسيحي، نراه كذلك في التلمود براكوث 34ب.
رغم ذلك، فالتصور الربيني السائد عن العالم المستقبلي أنه عالم البعث الجسدي، لا الخلود الروحي الصرف.
لقد صار البعث الجسدي عقيدة لليهودية، ذًكِر في المشنة من التلمود (سنهدرين 10: 1) وفي الصلاتين إلوهاي نشمة و شِمونيه إسرِه ("Elohai Neshamah" and "Shemoneh 'Esreh")، وكذلك تعرف المسيحية فقط عالماً مستقبلياً قائماً على البعث الجسدي (معتقد الأجساد الممجدة حسب رسائل بولس، وتذكر القيامة الجسدية في سفر رؤيا يوحنا والأناجيل الأربع ورسائل تلاميذ المسيح_المترجم)
بينما بقي خلود الروح الصرفة فرضية فلسفية، لذا عندما قال الفيلسوف الربي الأندلسي موسى بن ميمون أن العالم المستقبلي روحي صرف، ونفى مشاركة الجسد في ملذاته ("Yad," Teshubah, viii. 2) ، نظراً لمذهبه الفلسفي الأفلاطوني المتشدد الذي أعطاه صبغة دينية، مستشهداً ببراكوث 17أ السالف الذكر، قوبل باعتراض شديد من إبراهيم الـبسكويري Abraham of Posquières الذي أشار في حواشيه النقدية المسماة (هاساجوت راباد) Hassagot Rbad إلى عدة جمل تلمودية (Shab. 114a; Ket. 111a; Sanh. 91b) لا تترك مجالاً للشك لتعريف العالم الآتي (عولم هابا) بأنه البعث الجسدي.

وقارن ما أوردته هناك في موضوع الجنة عن بعض تصورات الربيين اليهود للمتع الحسية في الجنة التي تشمل الطعام والشراب والشباب....إلخ



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-16-2018 الساعة 05:24 PM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:50 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

ملحق دراسة: نماذج لأحاديث الشيعة الاثناعشرية عن سمات آخر الزمان الأسطوري من انحطاط في الأخلاق من منظور ديني وصفات الدجال والسفياني وقائد جيشه والمهدي

من بحار الأنوار ج 25، نقلًا من المجلسي عن كتب الشيعة الاثناعشرية

2 - قرب الإسناد : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال : كيف بكم إذا فسد نساؤكم ، وفسق شبانكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ، فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم وشر من ذلك ؟ كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ، ونهيتم عن المعروف ، قيل يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال : نعم ، وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا .

6 - قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : قدام هذا الامر قتل بيوح قلت : وما البيوح ؟ قال : دائم لا يفتر .
بيان : قال الفيروز آبادي : " البوح " بالضم الاختلاط في الامر وباح ظهر و بسره بوحا وبؤوحا أظهره ، وهو بؤوح بما في صدره ، واستباحهم استأصلهم وسيأتي تفسير آخر للبيوح ( 1 ) .
( 1 ) سيجيء انه اليوم الشديد الحر تحت الرقم 112 .

14 - تفسير علي بن إبراهيم القمي : " سأل سائل بعذاب واقع " قال : سئل أبو جعفر عليه السلام عن معنى هذا ، فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها ، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام ، عند مسجدهم ، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي عليه السلام .
بيان : أي من علاماته أو عند ظهوره عليه السلام .

ملاحظة من لؤي عشري: هذه تشبه الأسطورة التي في رؤيا بطرس الأبوكريفية الغير غنوسية، التي تقول بأن نارًا ستحشر العصاة وتسوقهم إلى جهنم، واقتبست أحاديث مذهب السنة من ذلك السفر على نحو قريبٍ، راجع ص 411 و424 من كتابي هذا الذي بين يديك. وأدناه أحاديث أخرى شيعية مشابهة ومقتبسة لبعض أساطير إسخاتولُجِيِ (أخرويات) رؤيا بطرس:

85 - الإرشاد للمفيد : الحسين بن زيد ، عن منذر الجوزي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء.

107 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : بينا الناس وقوفا بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة ، عند موته فرج آل محمد عليهم السلام ، وفرج الناس جميعا ، وقال عليه السلام : إذا رأيتم علامة في السماء : نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال ، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم بقليل .

115 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسين ابن علي : عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله " سأل سائل بعذاب واقع " فقال تأويلها يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى يمر بثقيف لا يدع وترا لآل محمد إلا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليه السلام .
الغيبة للنعماني : أحمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .

96 - الغيبة للنعماني ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهروي ( 2 ) العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم .
ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق .
ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فان الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين .
وقال عليه السلام : الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار ، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرئيل وعلامة ذلك أنه ينادى باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج .
وقال عليه السلام : لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل ، وصوت من الارض ، فهو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة ، فاتبعو ! الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتتنوا به .
وقال عليه السلام لا يقوم القائم إلا على خوف شديد من الناس ، وزلازل ، وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت في دينهم ، وتغيير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني ( الموت ) صباحا ومساء ، من عظم ما يرى من كلب الناس ( 1 ) وأكل بعضهم بعضا .
فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا ، فيا - طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه ، وخالف أمره ، وكان من أعدائه .
وقال عليه السلام : يقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة وقضاء ( جديد ) على العرب شديد ، وليس شأنه إلا القتل ، لا يستبقي أحدا ، ولا يأخذه في الله لومة لائم .
ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك ( فانتظروا ) الفرج وليس فرجكم ( 2 ) إلا في اختلاف ( بني ) فلان ، فاذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني وقال : لابد لبني فلان أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم ( 3 ) وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا ، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا .
ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخر زيتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم .
وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس و ) كل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإن رأيته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار ، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
ثم قال لي : إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار ، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت ، فقال حين سقطت : هاه - شبه الفزع ، فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة : إن الله عز وجل ذكره قدر فيما قدر وقضى بأنه كائن لابد منه ، أخذ بني امية بالسيف جهرة وأن أخذ بني فلان بغتة .
وقال عليه السلام : لابد من رحى تطحن ، فاذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد .

( 1 ) الشعراء : 4 .
( 2 ) كذا في الاصل المطبوع وقد فسره المؤلف على ما يجئ في البيان بالثياب الهروى ، وهو سهو والصحيح ما في المصدر ص 134 " الهردى " ، قال الفيروز آبادى : " والهرد بالضم : الكركم - يعنى الاصفر - ، وطين أحمر ، وعروق يصبغ بها ، والهردى المطبوغ به " .
ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ اصفر يصبغ به ، وكيف كان فالتشبيه من حيث الصفرة أوالحمرة ، وهكذا يقال : ثوب مهرود .
أى مصبوغ أصفر بالهرد ومنه ما مر في ج 51 ص 98 ان عيسى ينزل بين مهرودتين .
( 1 ) يقال : دفعت عنك كلب فلان - بالتحريك - أى أذاه وشره .
( 2 ) في الاصل المطبوع : وليس حلم ، وهو تصحيف .
( 3 ) أى جمعهم ، وفى المصدر : ملكهم . ويحتمل أن يكون مصحف " كلمتهم " .
بيان : لعل المراد بالهروي الثياب الهروية ، شبهت بها في عظمها وبياضها قوله " أن فلانا قتل مظلوما " أي عثمان .

20 - ثواب الأعمال : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عند لله عز وجل يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم .
21 - ثواب الأعمال : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي زمان على امتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .

22 - إكمال الدين : ابن المغيرة بإسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( إن ) الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء .
الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام مثله.

23 - إكمال الدين : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمر كي ، عن ابن فضال ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء.

بيان : قال الجزري فيه إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة " المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام ، ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبر هم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام .

24 - إكمال الدين : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني عن اسماعيل بن على الفزارى، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون . فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه واله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا . فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فاذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .

28 - إكمال الدين : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب عن أبي أيوب والعلا معا ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين قلت : وما هي جعلني الله فداك ؟ قال : قول الله عز وجل " ولنبلونكم " يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام " بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين " قال : نبلوهم بشئ من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلا أسعارهم " ونقص من الاموال " قال كساد التجارات وقلة الفضل ، ونقص من الانفس : قال موت ذريع ونقص من الثمرات قلة ريع ما يزرع وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل الفرج .
ثم قال لي : يا محمد هذا تأويله إن الله عز وجل يقول " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ".

الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الحميري ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن مسلم مثله .
بيان : الذريع السريع .

11 - تفسير علي بن إبراهيم القمي : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " ( النبأ: 51) قال : من الصوت ، وذلك الصوت من السماء وقوله : " واخذوا من مكان قريب " قال : من تحت أقدامهم خسف بهم .
بيان : قال البيضاوي " ولو ترى إذ فزعوا " عند الموت أو البعث أو يوم بدر و جواب " لو " محذوف : لرأيت أمرا فظيعا .
" فلا فوت " فلا يفوتون الله بهرب ولا تحصن " واخذوا من مكان قريب " من ظهر الارض إلى بطنها أو من الموقف إلى النار أومن صحراء بدر إلى القليب " وأنى لهم التناوش " ومن أين لهم أن يتناولوا الايمان تناولا سهلا .

أقول : قال صاحب الكشاف : روي عن ابن عباس أنها نزلت في خسف البيداء .
وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي - رحمه الله - : قال أبوحمزة الثمالي : سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي عليهم السلام يقولون : هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم .
قال : وحدثني عمرو بن مرة ، وحمران بن أعين أنهما سمعا مهاجرا المكي يقول : سمعت ام سلمة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم .

وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه واله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون ( بها ) ثلاثمائة كبش من بني العباس .
ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها .
ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل، فيقول : يا جبرئيل ! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة ، فلذلك جاء القول " وعند جهينة الخبر اليقين " ( 1 ) فذلك قوله : " ولو ترى إذ فزعوا " إلى آخرها ، أورده الثعلبي في تفسيره .
وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عليه السلام ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام مثله .
" وقالوا " أي ويقولون في ذلك الوقت وهو يوم القيامة ، أو عند رؤية البأس أو عند الخسف ، في حديث السفياني " آمنا به وأنى لهم التناوش " أي ومن أين لهم الانتفاع بهذا الايمان الذي الجئوا إليه ، بين سبحانه أنهم لا ينالون به نفعا كما لا ينال أحد التناوش من مكان بعيد ( 2 ) .

وعلى غرار تصور أسفار التوراة والإنجيل كأشعيا وإرميا ودانيال وحزقيال ومتى ورؤيا يوحنا لكثرة الحروب والصراعات في آخر الزمان، واعتبار آباء الكنيسة هذه الأمور هي والانقسامات والصراعات المذهبية والسلطوية داخل الكنيسة والدين المسيحي علامة على نهاية الزمان، كما رأينا في ترجمتنا لنص من عظة للمتنصرين رقم 15 لكيرلس الأورشليمي، وكما هو في حديث آباء آخرين كإيريناوس وغيره من الآباء، فكذلك قالت الأحاديث الشيعية الاثناعشرية بذلك، وإن احتوت نصوصهم على ما نعتبره بمقاييس متغيرات العصر الحديث وحتى العصور التي قبله اللاحقة على كتابتهم لنصوصهم خطأ وغير موجود، كذكرهم وجود مستقبلي لكيانات تفككت ولم يعد لها وجود كقبيلة وعشيرة بني أمية الأمويين وبني العباس بن عبد المطلب العباسيين وقبائل قديمة تفككت وذابت ككندة وكلب وغطفان وقيس وغيرهن والروم البيزنطيين المسيحيين (مسلمي تركيا اليوم!) ووجود عبيد واستعباد وقتال بالسيوف (وهي ظاهرة نجد مثلها طبعًا في نصوص أهل السنة وكتاب اليهود المقدس أيضًا مع اختلاف النصوص واختلاف الأخرويات أو الإسخاتولوجيات عندهم):

45 - الغيبة للطوسي : قرقارة ، عن نضربن الليث المروزي ، عن ابن طلحة الجحدري قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن رزين ، عن عمار ابن ياسر أنه قال : إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات فاذا رأيتم فالزموا الارض وكفوا حتى تجيئ أماراتها. فاذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ومات خليفتكم الذي يجمع الاموال ، واستخلف بعده رجل صحيح ، فيخلع بعد سنين من بيعته ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدا ، ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الارض .
وينادي مناد عن سور دمشق : ويل لاهل الارض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك رجل أبقع ، ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ، ويحضر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر .
فاذا دخلوا فتلك أمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يد عو لآل محمد عليهم السلام وتنزل الترك الحيرة ، وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله حتى يلتقي جنود هما بقرقيسا على النهر ، ويكون قتال عظيم ، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا .
ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه واله ويقتل رجلا من مسميهم ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح فاذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان التحقوا بمكة فعند ذلك ، يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة ، فينادى مناد من السماء : أيها الناس ! إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

42 - إكمال الدين : ابن الوليد عن ابن أبان، ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قد ام القائم عليه السلام موتان : موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة فالموت الاحمر السيف ، والموت الابيض الطاعون .

46 - الغيبة للطوسي : جماعة ، عن التعلكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمد ابن علي ، عن عثمان بن أحمد السماك ، عن إبراهيم بن عبد الله الهاشمي ، عن يحيى بن أبي طالب ، عن علي بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تقوم الساعة حتى يخرج نحو من ستين كذابا كلهم يقولون أنا نبي .
الإرشاد للمفيد : يحيى بن أبي طالب ، عن علي بن عاصم مثله .

47 - الغيبة للطوسي : الفضل بن شاذان ، عن الوشاء عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لا يخرج القائم حتى يخرج اثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه .
الإرشاد للمفيد : الوشاء مثله .

هنا نراهم تصوروا حدوث صراع بين بني هاشم، وهي غالبًا تكنية وإشارة إلى بني العباس الذين لم يعد لهم وجود.

50 - الغيبة للطوسي : الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : ( قلت ) لابي جعفر عليه السلام متى يكون هذا الامر ؟ فقال : أنى يكون ذلك يا جابر ولما تكثر القتلى بين الحيرة والكوفة .
الإرشاد للمفيد : عمرو بن شمر مثله .

راجع غيبة الشيخ ص 286 ، الارشاد ص 339 .

52 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق
الإرشاد للمفيد : ابن عميرة مثله .

55 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن محمد بن علي ، عن سلام بن عبد الله ، عن أبي بصير عن بكر بن حرب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال ، لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفي بني فلان فاذا اختلفوا كان عند ذلك فساد ملكهم .

57 - الإرشاد للمفيد ، الغيبة للطوسي : الفضل ، عن ابن فضال وابن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة يوم الجمعة وكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين المسجد (1) وأصحاب الصابون .
بيان : قوله : " حتى يستعرضوا الناس " أي يقتلوهم بالسيف يقال : عرضتهم على السيف قتلا .
(1) وفي الارشاد ص 340 : فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون *
ونعود لاحاديث بحار الأنوار ج25 و26:

59 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن أبي البلاد ، عن علي ابن محمد الاودي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم فأما الموت الاحمر فالسيف ، وأما الموت الابيض فالطاعون

60 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن رزين ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الارض وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الارض ، وينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ، ويخر( ب) حائط مسجدها .

وعلى غرار ما ذكره كيرلس الأورشليمي وإيريناؤس وغيره من آباء الكنيسة أن الخلاف المذهبي لأتباع العقيدة علامة من علامات آخر الزمان الأسطوري، فكذلك قالت روايات الشيعة الاثناعشرية بأن الخلاف بينهم والانشقاق والشقاق علامة على نهاية الزمان:

58 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي عمار ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن عميرة بنت نفيل قالت : سمعت بنت الحسن بن علي عليه السلام يقول : لا يكون هذا الامر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ، ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض ، قلت : ما في ذلك خير قال : الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله .

وجاء في كتاب المقنع في الغيبة:

11- وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي - كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام): " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أميرالمؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".

8 - وأخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسى، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي - بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) يقول: " الله لتميزن، والله لتمحصن، والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح ".

9 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن مسكين الرحال عن علي بن أبي المغيرة، عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسين بن علي(عليهما السلام) يقول: " لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضا، فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير، فقال الحسين(عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلك كله ".

10 - أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبر نا عبيد الله بن موسى العلوي، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن جبله، عن بعض رجاله، عن أبى عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " لا يكون ذلك الامر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يلعن بعضكم بعضا، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ".

13 - وأخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى، عن رجل، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي - من بني مسلية - عن مهزم بن أبى بردة الاسدي وغيره، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " والله لتكسرن تكسر الزجاج، وإن الزجاج ليعاد فيعود [كما كان]، والله لتكسرن تكسر الفخار، فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان، [و] والله لتغربلن [و] والله لتميزن [و] والله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الاقل، وصعر كفه ".

91 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن ، عن زائدة بن قدامة ، عن عبد الكريم قال : ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام القائم فقال : أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك ، حتى يقال مات أوهلك ، في أي واد سلك ، فقلت : وما استدارة الفلك ؟ فقال : اختلاف الشيعة بينهم.

4 - تفسير علي بن إبراهيم القمي : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إن الله قادر على أن ينزل آية " (الأنعام: 37) وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الارض والدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، وطلوع الشمس من مغربها .
وعنه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم " ( 1 ) قال : هو الدجال والصيحة " أو من تحت أرجلكم " وهو الخسف " أو يلبسكم شيعا " وهو اختلاف في الدين ، وطعن بعضكم على بعض " ويذيق بعضكم بأس بعض " وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة .

وبعض الوارد في هذا الحديث مطابق لعلامات الساعة الخرافية (اقتراب يوم القيامة) في أحاديث السنة، والدابة والدخان مما ورد في القرآن فتتفق عليهما أحاديث المذهبين، ويتفقان على خرافات المسيح الدجال والمهدي المنتظر ورجوع المسيح عيسى بن مريم.

96 - الغيبة للنعماني ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهروي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم .........، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت في دينهم ، وتغيير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني ( الموت ) صباحا ومساء ، من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا.....إلخ

159 - أقول : وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبدالحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ذلك ، اختلاف بين العباد ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني .

قارن مع قول كيرلس الأورشليمي في العظة الـ15 للمتنصرين طالبي التعميد:

7- لكننا نبحث عن علاماتنا الخاصة لمجيئه. نحن الذين ننتسب للكنيسة نبحث عن علامة الكنيسة. يقول المخلص: "وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضًا ويبغضون بعضهم بعضًا" (مت 24: 10). إن سمعتم عن أساقفة في خلاف مع أساقفة، وإكليروس ضد إكليروس، وعلمانيين ضد علمانيين حتى الدم، فلا تضطربوا، لأنه سبق وتنبأ بهذا.
ركزوا انتباهكم لا للأحداث ذاتها، بل لحقيقة أنه قد سبق وتنبأ عنها. فحتى لو هلكت أنا نفسي الذي أعلمكم، يجب أن لا تهلكوا أنتم أيضًا معي. أنه من الممكن أن يفوق التلميذ معلمه، والآخر يكون أولاً، إذ أن الرب يقبل حتى أصحاب الساعة الحادية عشرة.
إذا كانت الخيانة قد وجدت بين الرسل، فهل تتعجبون إن وُجد بين الأساقفة كراهية؟!
لكن هذه العلامة لا تخص القادة فقط بل الشعب أيضًا، لأنه يقول "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12)
هل يتباهى أحد من الحاضرين بأن لديه صداقة مخلصة مع جاره؟ أليس صحيحاً أنه في كثير من الأحيان، الشفتين تقبل، والطلعة تبتسم، والعيون تبتهج، بينما القلب الخبيث يخطط بمكر مستخدماً كلمات ناعمة؟

والحديث التالي مطابق تقريبًا لما عند مذهب السنة عن خرافات كوارث الزمن الأخير، عن تحطيم بعض الحبشة للكعبة (وهو تصور عجيب مستمد من تراث خرافة سورة الفيل وجيش الحبشة، ومن مقولة أن جند الحجاج الثقفي الذين رموا مكة والكعبة التي اعتصم بها عبد الله بن الزبير بالمنجنيق، وإلا فإثيوبيا حوالي نصها اليوم مسلمون وهي دولة مسالمة):

70 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن أحمد بن عمربن سالم ، عن يحيى بن علي ، عن الربيع ، عن أبي لبيد قال : تغير الحبشة البيت ، فيكسرونه ، ويؤخذ الحجر فينصب في مسجد الكوفة .

72 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله الف درهم ، فيثب الجار على جاره ، ويقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لاولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع ؟ فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم ( 1 ) فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي .

( 1 ) قال الفيروز آبادى : حاش الصيد : جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة و قال في الاقرب : غمز بالرجل وعليه : سعى به شرا وطعن عليه وأهل المغرب يقولون غمز فلان بفلان اذا كسر جفنه نحوه ليغريه به أوليلتجئ اليه أوليستعين به ، هذا والحديث في المصدر ص 288 .

73 - الغيبة للطوسي : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن أبي نعيم نصربن عصام ابن المغيرة العمري ، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب ، عن أحمد ابن محمد الاسدي ، عن محمد بن أحمد ، عن إسماعيل بن عباس ، عن مهاجربن حكيم عن معاوية بن سعيد ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال لي علي بن أبي طالب : إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى. قيل: ثم مه ؟ قال : ثم رجفة تكون بالشام ، تهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين فاذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب ( 1 ) والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فاذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام ، يقال لها : خرشنا ، فاذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الاكباد بوادي اليابس .

( 1 ) البرذون ضرب من الدواب ، دون الخيل وأقدر من الحمر ، يقع على الذكر والانثى ، وربما قيل في الانثى البرذونة والجمع براذين .

ومن مرويات بحار الأنوار ج25 و26:

80 - كشف اليقين : وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي باسناده عن محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن مشايخه ، عن سليمان الاعمش ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه واله قال : لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب ، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الارض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك ، ونزل مبادرا فقال : من هذا ؟ ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له : هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان .
فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا فقال له : وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا ؟ قال له : بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا ، فقال له : يا حباب ! فقال له الراهب : وما علمك باسمي ؟ فقال : أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي بن أبي طالب وصيه .
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : وأين تأوي ؟ فقال : أكون في قلاية لي ههنا فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : بعد يومك هذا لا تسكن فيها ، ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه ، فبناه رجل اسمه براثا فسمى المسجد ببراثا باسم الباني له .
ثم قال : ومن أين تشرب ياحباب ! فقال : يا أمير المؤمنين من دجلة ههنا قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا ، فقال له : يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : احفر ههنا بئرا فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها ، فقلعها أمير المؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد .
فقال له يا حباب : يكون شربك من هذه العين أما إنه ياحباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ، فإذا عظم بلاؤهم شدوا على مسجدك بفطوة ثم - وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بيتا - فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا أهلكه وأهلك أهله ثم ليعد عليهم مرة اخرى ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم. ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها ، وأهلكها ، وأسخط أهلها ، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع ، فعند ذلك يكون هلاك البصرة ، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط ، فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد ، فيدخلها عفوا ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة ، ولا يكون بلد من الكوفة تشوش ( 1 ) الامر له ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ويوجه جيشا نحو الكوفة ، فيستعبد بعض أهلها ، ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن ، ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله .
فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها ، هيهات هيهات وامور عظام وفتن كقطع الليل المظلم فاحفظ عني ما أقول لك ياحباب .

بيان : قال الفيروز آبادي : القلى رؤوس الجبال ، والفطوا السوق الشديد .
اعلم أن النسخة كانت سقيمة فأوردت الخبر كما وجدته .

الرواية السابقة مثال للتخليط وذكر أقوام لم يعد لها وجود. ومثلها الكثير مما قبلها وبعدها. وتفترض هذه الروايات المحكية قبل انهيار الدولة العباسية أن السفياني القادم في المستقبل سيقتل بني العباس الحكام، أعداء الشيعة والأمويين على السواء، قبل أن يحارب المهدي المنتظر (القائم، الإمام الثاني عشر المنتظر) قائد الشيعة (الاثناعشرية) حسب اعتقادهم، وهذا كله خطأ تاريخيًّا فالعباسيون انتهت دولتهم بالاضمحلال وتولي الأيوبيين والممالك السلطة وانتزاعها منهم بعدما صار مقرها في مصر بدلًا من بغداد.

139 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن محمد بن علي القريشي ، عن الحسن بن إبراهيم قال : قلت للرضا عليه السلام : أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس ؟ فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم .

87 - تفسير العياشي : عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام يقول : الزم الارض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى مناديا ينادي بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها فإذا رأيت الترك جازوها ، فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب. وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الاصهب والابقع و السفياني مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شئ قط. ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالى : " فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "

92 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن علي بن الصباح ، عن أبي علي الحسن بن محمد ( 2 ) عن جعفر بن محمد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن ابن طريف عن ابن نباته ، عن علي عليه السلام أنه قال : يأتيكم بعد الخمسين والمائة امراء كفرة وامناء خونة ، وعرفاء فسقة ، فتكثر التجار وتقل الارباح ، ويفشو الربا ، وتكثر أولاد الزناء ( وتعمر السباخ ) ( 3 ) ، وتتناكر المعارف ، وتعظم الاهلة ( 4 ) وتكتفي النساء بالنساء ، والرجال بالرجال .
فحدث رجل عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قام إليه رجل حين يحدث بهذا الحديث فقال له : يا أمير المؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان ؟ فقال : الهرب الهرب وإنه لا يزال عدل الله مبسوطا على هذه الامة مالم يمل قراؤهم إلى امرائهم ومالم يزل أبرارهم ينهى فجارهم ، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا : لا إله إلا الله قال الله في عرشه : كذبتم لستم بها صادقين .

( 2 ) الحسن بن محمد الحضرمى ابن اخت أبى مالك الحضرمى روى عنه النعمانى بهذا السند ص 127 وكناه بأبى على وهكذا ص 93 وص 164 كما سيجئ تحت الرقم 146 وأما في ص 171 " أبوالحسن على بن محمد الحضرمى " وفى ص 131 وهو هذا الحديث " أبوعلى بن الحسن ( الحسين ) بن محمد الحضرمى فهو تصحيف كما أن نسخة المصنف كانت مصحفة ولذلك تراه في ص 162 من طبعة الكمبانى " عن على بن الحسين بن محمد " .
فراجع وتحرر .
( 3 ) راجع المصدر ص 131 .
( 4 ) اما جمع هلال ومن معانيها الغلام الجميل ، أو كفاعلة : الدار بها أهلها ، فتحرر .

82 - الإرشاد للمفيد : قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات فمنها خروج السفياني ، وقتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي ، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، وإقبال رايات سود من قبل خراسان ، وخروج اليماني ، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ، و نزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة . وطلوع نجم بالمشرق يضيئ كما يضيئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ، وحمرة يظهر في السماء وينشر في آفاقها ، ونار تظهر بالمشرق طويلا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام ، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، وخروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أمير هم ، وخراب الشام ، واختلاف ثلاث رايات فيه ، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ، ورايات كندة إلى خراسان ، وورود خيل من قبل العرب حتى تربط بفناء الحيرة ، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة . وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة ، وخروج اثنا عشرمن آل أبي طالب كلهم يدعي الامامة لنفسه ، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام ، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار ، وزلزلة ، حتى ينخسف كثير منها ، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع فيه ونقص من الاموال والانفس والثمرات .
وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه ، حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس ، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم ، ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وغلبة العبيد على بلاد السادات ، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الارض كل أهل لغة بلغتهم ، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعواإلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون. ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة يتصل فتحيى به الارض بعد موتها و تعرف بركاتها ، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار .
ومن جملة هذه الاحداث محتومة ، ومنها مشروطة ، والله أعلم بما يكون وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الاصول ، وتضمنها الاثر المنقول ، وبالله نستعين

137 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الحسن بن علي بن يسار عن الخليل بن راشد ، عن البطائني قال : رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام من مكة إلى المدينة ، فقال يوما لي : لو أن أهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض دماء هم حتى يخرج السفياني قلت له : ياسيدي أمره من المحتوم ؟ قال من المحتوم ثم أطرق ثم رفع رأسه وقال : ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتى لم يبق منه شئ ويتجدد حتى يقال : مامر به شئ .

138 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن محمد بن ( أحمد بن ) عبد الله الخالنجي ، عن داود بن أبي القاسم قال : كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لابي جعفر عليه السلام : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال : نعم ، قلنا له : فنخاف ( 2 ) أن يبدو لله في القائم قال :القائم من الميعاد .
بيان : لعل للمحتوم معان يمكن البداء في بعضها وقوله " من الميعاد " إشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى : " إن الله لا يخلف الميعاد " ( 1 ) .
والحاصل أن هذا شئ وعد الله رسوله وأهل بيته ، لصبرهم على المكاره التي وصلت إليهم من المخالفين ، والله لا يخلف وعده .
ثم إنه يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في أصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك .

105 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، وسعدان بن إسحاق ، وأحمد ابن الحسين بن عبدالملك ، ومحمد بن أحمد جميعا ، عن ابن محبوب ، قال ، وقال الكليني : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، وعلي بن محمد وغيره ، عن سهل جميعا ، عن ابن محبوب قال : وحدثنا عبدالواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي ياسر ، عن أحمد بن هليل ، عن عمروبن أبي المقدام ، عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا جابر الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها .
أولها اختلاف بني العباس ، وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدث به ( من ) بعدي عني ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها هرج الروم ، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة يا جابر اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب .
فأول أرض المغرب ( 1 ) أرض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني ، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون و يقتله السفياني ومن معه ويقتل الاصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ، فيقتتلون بها فيقتل من الجبارين مائة ألف ، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة ، وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا .
فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان ، تطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم ، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفرا لمهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران .
قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يابيداء أبيدي القوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر ، يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية " ياأيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " الآية ( 1 ) .
قال : والقائم يومئذ بمكة ، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام ، مستجيرا به ينادي يا أيهاالناس إنا نستنصرالله ومن أجابنا من الناس ، وإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه واله .
فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بابراهيم ، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله فأنا أولى الناس بمحمد ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 2 ) .
فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليه واله ، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه واله ، فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد منكم الغائب .
وأسألكم بحق الله ورسوله وبحقي - فان لي عليكم حق القربى من رسول الله - إلا أعنتمونا ، ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد اخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ، دفعنا عن حقنا فأوتر ( 1 ) أهل الباطل علينا .
فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله .
قال : فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، ويجمعهم الله على غير ميعاد ، قزعا كقزع الخريف ( وهي ) يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " ( 2 ) .
فيبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه واله قد توارثته الابناء عن الآباء ، والقائم رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة فمأ اشكل على الناس من ذلك يا جابر ، فلا يشكل عليهم ولادته من رسول الله ، ووراثته العلماء عالما بعد عالم ، فان أشكل هذا كله عليهم فان الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وامه .
الاختصاص:عمرو بن أبي المقدام مثله .

113 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن معاوية بن جابر ، عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : قبل هذا الامر بئوح فلم أدرما البئوح فحججت فسمعت أعرابيا يقول : هذا يوم بئوح فقلت له : ما البئوح ؟ فقال : الشديد الحر .

114 - الغيبة للنعماني البطائني ( 3 ) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة منه .

115 - الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسين ابن علي : عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله " سأل سائل بعذاب واقع " ( 1 ) فقال تأويلها يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى يمر بثقيف لا يدع وترا لآل محمد إلا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليه السلام .
الغيبة للنعماني : أحمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .

118 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن علي ، عن الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف عن أبيهما ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته .

124 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن محمد بن عمر بن يزيد ومحمد بن الوليد بن خالد جميعا ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن ابن نباتة ، قال : سمعت عليا عليه السلام ( 1 ) يقول : إن بين يدي القائم سنين خداعة ، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل ( وفي حديث ) وينطق فيها ( 2 ) الرويبضة .
قلت : وما الرويبضة وما الماحل ؟ قال : أما تقرؤن القرآن قوله " وهو شديد المحال " ( 3 ) قال : ( يريد المكر ) فقلت : وما الماحل ؟ قال : يريد المكار .
بيان : لعل في الخبر سقطا ( 4 ) وقال الجزري : في حديث أشراط الساعة وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ فقال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة ، الرويبضة تصغير الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن معالي الامور ، وقعد عن طلبها ، وزيادة التاء للمبالغة ( 1 ) و " التافه " الخسيس الحقير .

( 1 ) في الاصل المطبوع " قال : قال على عليه السلام يقول " وهو تصحيف راجع المصدر ص 148 .
( 2 ) في الاصل المطبوع يتعلق بدل ينطق وهو تصحيف .
( 3 ) الرعد : 14 .
( 4 ) يعنى تفسير " الرويبضة " حيث سأل الراوى ما الرويبضة ؟ وما الماحل ؟ .
فنقل في الحديث تفسير الماحل ولم ينقل تفسيرالرويبضة .

بعض ألفاظ الحديث وردت ورويت في كتب أهل السنة.

127 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن محمد بن عمر بن يونس ( عن إبراهيم بن هراسة ، عن أبيه ) ، عن علي بن الحزور ( 3 ) ، عن محمد بن بشير ، قال : سمعت محمد بن الحنفية رحمه الله يقول : إن قبل راياتنا راية لآل جعفر ، واخرى لآل مرداس ، فأما راية آل جعفر فليست بشئ ولا إلى شئ ، فغضبت وكنت أقرب الناس إليه ، فقلت : جعلت فداك إن قبل راياتكم ( رايات ) ؟ قال : إي والله إن لبني مرداس ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئامن الخير سلطانهم عسر ليس فيه يسر ، يدنون فيه البعيد ، ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكرالله وعقابه ، صيح بهم صيحة لم يبق لهم ( راع يجمعهم و ) مناد يسمعهم ولا جماعة يجتمعون إليها وقد ضربهم الله مثلا في كتابه : " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت " الآية ( 1 ) ثم حلف محمد بن الحنفية بالله أن هذه الآية نزلت فيهم .
فقلت : جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمرعظيم ، فمتى يهلكون ؟ فقال : ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين ، وإن موسى عليه السلام وعد قومه ( ثلاثين يوما ) وكان في علم الله عز وجل زيادة عشرة أيام لم يخربها موسى فكفر قومه ، واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت .
وإن يونس وعد قومه العذاب ، وكان في علم الله أن يعفو عنهم ، وكان من أمره ما قد علمت ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت ، وقال الرجل : بت الليلة بغير عشاء وحتى ( يلقاك الرجل بوجه ثم ) يلقاك بوجه آخر .
قلت : هذه الحاجة قد عرفتها والاخرى أي شي ء هي ؟ قال : يلقاك بوجه طلق ، فاذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه ، فعند ذلك تقع الصيحة من قريب .

( 2 ) بيان : بنو مرداس كناية عن بني العباس إذ كان في الصحابة رجل كان يقال له عباس بن مرداس .

129 - الغيبة للنعماني : علي بن الحسين المسعودي ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يعقوب بن عبد الله الاشعري ، عن عتيبة بن سعد ( ان ) بن يزيد ، عن الاحنف بن قيس قال : دخلت على علي عليه السلام في حاجة لي فجاء ابن الكوا وشبث بن ربعي فاستاذنا عليه ، فقال لي علي عليه السلام : إن شئت أن آذن لهما فانك أنت بدأت بالحاجة ؟ قال : فقلت : يا أمير المؤمنين فائذن لهما .
فدخلا فقال : ما حملكما على أن خرجتما علي بحرورا ؟ قالا : أحببنا أن تكون من الغضب ، فقال : ويحكما وهل في ولايتي غضب ؟ أويكون الغضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا ( 1 ) .
( 1 ) رواه النعمانى وكذا ما قبله في باب ما جاء في ذكر جيش الغضب ص 168 وبعده : ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين - إلى - العشرة .

144 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى عن أحمد بن أبي أحمد ، عن إسماعيل بن عياش ، عن مهاجر بن حليم ، عن المغيرة ابن سعد ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ( أنه قال ) إذا اختلف رمحان بالشام لم تنجل ( 1 ) إلا عن آية من آيات الله ، قيل : وما هي يا أمير المؤمنين قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعله الله رحمة للمؤمنين ، وعذابا على الكافرين فإذا كان كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب ، حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الاكبر ، والموت الاحمر .
فاذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق يقال لها حرشا ( 2 ) ، فاذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي حتى يستوي على منبر دمشق فاذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي .

توضيح: لعل المراد بالمحذوفة مقطوعة الآذان أو الاذناب أو قصيرتهما .
( 1 ) ضبطه في الاصل المطبوع بجزم اللام من النجل يقال نجل فلانا بالرمح : طعنه به ، ويحتمل أن يكون من الانجلاء وهو الانكشاف فليقرء بكسر اللام .
( 2 ) في المصدر ص 164 : " مرمرسا " وخريشا " خ ل .

147– الكافي: في الروضة - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمد بن ابي حمزة، عن حمران قال: قال أبوعبد الله (ع) و ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال: إني سرت مع أبي جعفر المنصور(5) وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الامر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم(1)، قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال: لي أتحلف على ما تقول؟ فقلت: إن الناس سحرة(2) يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟ فقلت: نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك(3) فإني لم أخصك بهذا وإنما هوحديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك فسكت عني، فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال: جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الامر الذي يقتدي به وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الانبياء ويسفك الدماء في الارض بما لا يحب الله وهو في موكبه وأنت على حمار فدخلني من ذلك شك حتى خفت على دينى ونفسي، قال: فقلت: لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكه لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه فقال: الآن سكن قلبي، ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟ فقلت: أليس تعلم أن لكل شئ مدة؟ قال: بلى فقلت: هل ينفعك علمك أن هذا الامر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين؟ إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي كنت لهم أشد بغضا ولو جهدت أو جهد أهل الارض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الاثم لم يقدروا فلا يستفزنك الشيطان(4) فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ألا تعلم أن من أنتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الاذى والخوف هو غدا في زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورايت القرآن قد خلق واحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الاهواء، ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء(1)، ورايت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته(2)، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير، ورأيت الارحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر(3) ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في االارض من الفساد(4)، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الامر بالمعروف ذليلا، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا، ورأيت اصحاب الايات يحتقرون ويحتقر من يحبهم(5)، ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا، ورأيت بيت الله قدعطل ويؤمربتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتسمنون(6) للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجال معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها واعطوا الرجال الاموال على فروجهم وتنوفس في الرجل(1) وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكانت الربا ظاهرا لا يعير، وكان الزنى تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها(2) على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع والزنى قد ظهر، ورايت الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأى وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله(3)، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الارحام ينكحن ويكتفى بهن ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه و ماله، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة تقهر زوجها، وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب، ورأيت الايمان بالله عز وجل كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لاهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها، لا يمنها أحد أحدا ولا يجترئ أحد على منعها، ورأيت الشريف يستذله الذى يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالاهواء، ورأيت المساجد قدزخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت أصدق البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح(1) و يبشر بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغيرالله، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران(2)، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان ورأيت سفك الدماء يستخف بها، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند إليه الامور، ورأيت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير ثم لم يزكه منذ ملكه، ورأيت الميت ينبش من قبره(3) ويؤذى وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر، ورأيت الرجل يمسي نشوان(4) ويصبح سكرانالا يهتم بماالناس فيه، ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شئ من ثيابه، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلى ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين، يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ورايت المعازف ظاهرة في الحرمين، ورأيت الرجل يتكلم بشئ من الحق ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور، ورايت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورايت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كانت، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الاغنياء، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، ورأيت الناس يتسافدون(5) كما يتسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس، ورأيت الرجل ينفق الكثر في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله، ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوء الناس حالا عند الولد ويفرحبأن يفتري عليهما، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك وغلبن على كل أمر لا يؤتى إلا مالهن فيه هوى، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة(1) من عمره، ورأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفى بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به، ورأيت رياح المنافقين(2) وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك، ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان(3) بالسكر وإذاسكر أكرم واتقى وخيف وترك، لا يعاقب ويعذر بسكره، ورايت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسوق والجرأة على الله(4)، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة(5) لا يراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم، لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب إلى الله عز وجل النجاة وأعلم أن الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لامر يراد بهم فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله وإن أخرت ابتوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل وأعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين.

___________________________________
(5) أبو جعفر المنصور الذي لقبه الشيعة بالدوانيقي.
(1) (تغرينا) في بعض النسخ (تعزينا) والاغراء: التحريص على الشر.
(2) في بعض النسخ (شجرة) ولعله تصحيف. والسحر في كلامهم صرف الشئ عن وجهه.
(3) اي يصونك من ان يقع منك هذا الامر.
(4) اي لا يستخفنك الشيطان.
(1) اي انقلب، كفأت الاناء اي قلبته.
(2) الفرية: الكذب والبهتان.
(3) في بعض النسخ (رايت البناء قد كثر).
(4) المرح بالتحريك: شدة الفرح والنشاط.
(5) اصحاب الايات اي اصحاب العلامات والمعجزات او الذين نزلت فيهم الايات وهم الائمة أو المفسرون. وفى بعض النسخ (اصحاب الاثار) وهم المحدثون؛ (آت).
(6) اي يستعملون الاغذية والادوية للسمن ليعمل معهم القبيح، قال في النهاية: فيه: (يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون) اي يتكثرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: اراد جمعهم الاموال، وقيل: يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي اسباب السمن، ومنه الحديث الاخر (ويظهر فيهم السمن) وفيه: (ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام) اي اللاتي يستعملن السمنة وهو دواء يتسمن به النساء انتهى؛ (آت).
(1) اي فروج نسائهم للدياثة ويمكن ان يقرء الرجال بالرفع واعطوا على المعلوم او المجهول من باب اكلوني البراغيث والاول اظهر. والتنافس: الرغبة في الشئ والافراد به والمنافسة: المغالبة على الشئ وهي المراد ههنا؛(آت) وفي بعض النسخ (وتغار عليه الرجال).
(2) المصانعة: الرشوة والمداهنة.
(3) اي لا ينتظرون دخول الليل ليستتروا به المعاصي بل يعملونها في النهار علانية؛ (آت).
(1) استملح أي عده مليحا.
(2) الادالة: الغلبة.
(3) في بعض النسخ (ينشر من قبره).
(4) نشوان اي سكران.
(5) السفاد: نزو الذكر على الانثى. اي جهرة في الطرق والشوارع.
(1) اي خسران ونقص.
(2) تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس والكل محتمل و الاخير اظهر؛ (آت).
(3) من الشين اي العيب.
(4) اي ميراث اليتيم بان تولوا عليها خائنا يأكل بعضها ويعطيهم بعضها. او يحكمون لكل ميراث للفاسق من الورثة لما ياخذون منه من الرشوة؛ (آت).
(5) اي لا يتصدقون الا لمن يشفع له شفيع فيعطون لوجه الشفيع لا لوجه الله. او يعطون لطلب الناس وابرامهم؛ (آت).

بيان : " الموكب " جماعة الفرسان " والاغراء " التحريص على الشر ، قوله عليه السلام " إن الناس سحرة " قال الجزري : فيه إن من البيان لسحرا أي منه ما يصرف قلوب السامعين وإن كان غير حق ، والسحر في كلامهم صرف الشئ عن وجهه .
أقول : وفي بعض النسخ " شجرة بغي " .
و " الفسحة " بالضم السعة قوله " حتى تصيبوا منادما " لعل المراد دم رجل من أولاد الائمة عليهم السلام سفكوها قريبا من انقضاء دولتهم ، وقد فعلوا مثل ذلك كثيرا ويحتمل أن يكون مراده عليه السلام هذا الملعون بعينه ، والمراد بسفك الدم القتل ولو بالسم مجازا ، و " بالبلد الحرام " مدينة الرسول صلى الله عليه واله فانه عليه السلام سم بأمره فيها على ماروي ولم يبق بعده إلا قليلا .
قوله عليه السلام : " أومتى الراحة " الترديد من الراوي ، قوله " إن هذا الامر " أي انقضاء دولتهم ، أو ظهور دولة الحق .
وقال الجوهري : استفزه الخوف استخفه و " الزمرة " الجماعة من الناس و " الانكفاء " الانقلاب .
قوله عليه السلام : " يمتدح " أي يفتخر ويطلب المدح " والمرح " شدة الفرح والنشاط فهو مرح بالكسر .
قوله عليه السلام : " ورأيت أصحاب الآيات " أي العلامات والمعجزات أو الذين نزلت فيهم الآيات ، وهم الائمة عليهم السلام أو المفسرين والقراء ، وفي بعض النسخ " أصحاب الآثار " وهم المحدثون .
قوله عليه السلام : رأيت الرجال يتسمنون أي يستعملون الاغذية والادوية للسمن ليعمل بهم القبيح ، قال الجزري فيه يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون أي يتكثرون بماليس فيهم ، ويدعون ما ليس لهم ، من الشرف ، وقيل : أراد جمعهم الاموال وقيل : يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن ، ومنه الحديث الآخر : ويظهر فيهم السمن ، وفيه : ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام أي اللاتي يستعملن السمنة وهي دواء يتسمن به النساء .
قوله عليه السلام " وأظهروا الخضاب " أي خضاب اليد والرجل فان المستحب لهم إنما هو خضاب الشعر كما سيأتي في موضعه .
قوله عليه السلام : " وأعطوا الرجال " أي أعطى ولد العباس أموالا ليطؤوهم أو أنهم يعطون السلاطين والحكام الاموال لفروجهم أو فروج نسائهم للدياثة ويمكن أن يقرء الرجال بالرفع وأعطوا على المعلوم أو المجهول من باب أكلوني البراغيث والاول أظهر " والمنافسة " المغالبة على الشئ .
قوله عليه السلام : " تصانع زوجها " المصانعة الرشوة والمداهنة ، والمراد إما المصانعة لترك الرجال ، أوللاشتغال بهم لتشتغل هي بالنساء ، أو لمعاشرتها مع الرجال قوله عليه السلام " يعتدون " من الاعتداد أو الاعتداء قوله عليه السلام " لا يستخفى به " أي لا ينتظرون دخوله لارتكاب الفضائح ، بل يعملونها في النهار علانية .
قوله عليه السلام : " ورأيت الولاية قبالة " أي يزيدون في المال ويشترون الولايات و " الزور " الكذب والباطل والتهمة " والزخرفة " النقش بالذهب المشهور تحريمها في المساجد ويقال : استملحه أي عده مليحا قوله عليه السلام " ويبشربها الناس " كما هو الشائع في زماننا يأتي بعضهم بعضها يبشره بأني أتيتك بغيبة حسنة ، قوله عليه السلام : " قد اديل " الادالة الغلبة ، والمراد كثرة الخراب وقلة العمران قوله عليه السلام " ورأيت الميت " لعل بيع الاكفان بيان للايذاء أي يخرج من قبره لكفنه ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يخرجه من عليه دين فيضربه ويحرقه ويبيع كفنه لدينه .
قوله " كما تتسافد البهائم " أي علانية على ظهرالطرق ، قوله : " ورأيت رياح المنافقين " تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس ، والكل محتمل والاخير أظهر كناية عن كثرة تكلمهم وقبول قولهم قوله عليه السلام " لاهل الفسوق " أي للذين يولونهم على ميراث الايتام أوالفاسق من الورثة ، حيث يعطيهم الرشوة ، فيحكمون بالمال له .
قوله عليه السلام : " بالشفاعة " أي لا يتصدقون إلا لمن يشفع له شفيع ، فيعطونها لوجه الشفيع لا لوجه الشفيع لا لوجه الله ، أو يعطون لطلب الفقراء وإبرامهم ، قوله عليه السلام : " لا يبالون بما أكلوا " أي من حل أو حرام .

153 - الكافي : حميد بن زياد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن ابن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم ، وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر إليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الارض ، ثم قال : اف اف ما أنا لهؤلاء بامام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني.
154 - نص الكفاية : بالاسناد المتقدم في باب النص على الاثني عشر ، عن جابر الانصاري عن النبي صلى الله عليه واله قال : منا مهدي هذه الامة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا ، التاسع من صلب الحسين يفتح حصون الظلالة ، وقلوبا غفلا يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا.

159 - أقول : وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبد الحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ذلك ، اختلاف بين العباد ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني .

وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبد الحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ....إلخ 164 - وبإسناده ، عن ابن محبوب ، عن ابن عاصم الحافظ ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فان القتل بها والفتنة ، قلت : إلى أي البلاد ؟ فقال : إلى مكة ، فانها خير بلاد يهرب الناس إليها ، قلت : فالكوفة ؟ قال : الكوفة ما ذا يلقون ؟ يقتل الرجال إلا شامي ولكن الويل لمن كان في أطرافها ، ماذا يمر عليهم من أذى بهم ، وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالا من يعبر الفرات ، ومن لايكون شاهدا بها ، قال : فما ترى في سكان سوادها ؟ فقال بيده يعني لا .
ثم قال : الخروج منها خير من المقام فيها ، قلت : كم يكون ذلك ؟ قال : ساعة واحدة من نهار ، قلت : ما حال من يؤخذ منهم ؟ قال : ليس عليهم بأس أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر ، أما لا يجوزون بهم الكوفة .

24 - نوادر الراوندى : بأسناده عن موسى بن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : القرون أربعة : أنا في أفضلها قرنا ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، فإذا كان الرابع اتقى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، فقبض الله كتابه من صدور بني آدم ، فيبعث الله ريحا سوداء ثم لا يبقى أحد - سوى الله تعالى - إلا قبضه الله إليه .

25 - وبهذا الاسناد قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا يزداد المال إلا كثرة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ( 1 ) ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق .

26 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : بعثت والساعة كهاتين - وأشار بإصبعيه صلى الله عليه واله : السبابة والوسطى - ثم قال : والذي بعثني بيده إني لاجد الساعة بين كتفي .

27 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : بعثت والساعة كفرسي رهان يسبق أحدهما صاحبه باذنه إن كانت الساعة لتسبقني إليكم .
28 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تقوم الساعة حتى يطفر الفاجر ، ( 2 ) ويعجز المنصف ، ويقرب الماجن ، ( 3 ) ويكون العبادة استطالة على الناس ، ويكون الصدقة مغرما ، والامانة مغنما ، والصلاة منا .
29 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : اذا طففت امتي مكيالها و ميزانها واختانوا وخفروا الذمة وطلبوا الآخرة فعند ذلك يزكون أنفسهم ويتورع منهم .
30 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تقوم الساعة حتى يذهب الحياء من الصبيان والنساء ، وحتى تؤكل المغاثير كما تؤكل الخضر .

وفي بحار الأنوار ج 7/ أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به/ باب 1 : أشراط الساعة ، وقصة يأجوج ومأجوج:

الحديثان التاليان مطابقان لما ورد في نصوص أهل السنة:

3 - الخصال : محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله الوراق محمد بن عبد الله بن الفرج عن علي بن بنان المقري ، عن محمد بن سابق ، عن زائدة ، عن الاعمش قال : حدثنا فرات القزاز ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه واله في غرفة فاطلع علينا فقال فيم أنتم ؟ فقلنا : نتحدث ، قال : عم ذا ؟ قلنا : عن الساعة ، فقال : إنكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الارض وثلاثة خسوف تكون في الارض : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخروج عيسى بن مريم عليه السلام ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الارض لا تدع خلفها أحدا تسوق الناس إلى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر .

4 - الخصال : الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، عن محمد بن عبد الله البزاز ، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار ، عن أبي الربيع سليمان بن داود ، عن فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن الحنفية ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا عملت امتى خمسة عشر خصلة حل بها البلاء ، قيل : يارسول الله وما هي ؟ قال : إذا كانت المغانم دولا ، والامانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته ، وعق امه ، وبر صديقه ، وجفا أباه ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرمه القوم مخافة شره ، وارتفعت الاصوات في المساجد ، ولبسوا الحرير ، واتخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف ( 1 ) ولعن آخر هذه الامة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة الريح الحمراء ، أو الخسف ، أو المسخ .

( 1 ) القينات جمع القينة وهى المغنية ، وكثيرا ما تطلق على المغنية من الاماء ، قال في النهاية نهى عن بيع القينات أى الاماء المغنيات .
وقال : المعازف هى الدفوف وغيرها مما يضرب .
قلت تشمل الطنبور والعود والقيثارة وغيرها من آلات الطرب .

وهي نفس النصوص المشؤومة المحرمة للغناء والموسيقى والمغنيات والتمتع بمتع الحياة العادية التي يتمتع بها كل البشر الطبيعيين.
النص التالي ذكرناه من كتب السنة وذكرنا أصله من أسطورة جيش سنحاريب الهاجادية:

8 - الأمالي للشيخ المفيد ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن القاسم بن جعفر المعروف بابن الشامي ، عن عباد بن أحمد القزويني ، عن عمه ، عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن أبي رافع ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه واله عن أهل يأجوج ومأجوج قال : إن القوم لينقرون بمعاولهم دائبين ، فإذا كان الليل قالوا : غدا نفرغ فيصبحون وهو أقوى من الامس حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن : غدا نفتحه إن شاء الله فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله ، فوالذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه فيقول : والله لقد رأيت هذا الوادي مرة وإن الماء ليجري في أرضه ، قيل : يارسول الله ومتى هذا ؟ قال : حين لا يبقى من الدنيا إلا مثل صبابة الاناء .

( 3 ) بيان : قال الجزري : الصبابة : البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء .

وذكرنا أصل خرافة طلوع الشمس من مغربها حيث هي على الأغلب تعود إلى تفصيلة في النسخة الهاجادية الموسَّعة الموشَّاة لقصة نوح:

13 - تفسير العياشي : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قوله تعالى : " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها " قال : طلوع الشمس من المغرب ، وخروج الدابة ، والدخان ، والرجل يكون مصرا ولم يعمل على الايمان ثم تجئ الآيات فلا ينفعه إيمانه .

16- الكافي للكليني : علي ، عن أبيه والقاساني جميعا ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام قال : بعث الله محمدا صلى الله عليه واله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ، ولن تضيع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم ، فيؤمئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .

نلاحظ هنا فكرًا إرهابيًّا إسلاميًّا، فهو سائد عند كل مذاهب الإسلاميين ومنبعه القرآن وفكره الإسلامي.

نماذج لأحاديث المسيح الدجال وصفاته عند الشيعة الاثناعشرية (وصفات السفياني الأموي وقائد جيشه القادم في المستقبل حسب اعتقادهم لمحاربة الإمام المهدي الحسيني المقتبسة المستعارة من صفات المسيح الدجال الأسطورية كرجل مشوه الشكل أعور أو مشوه شكل إحدى العينين) من بحار الأنوار ج25 و26:
26- الكافي: الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ـ ثلاثا ـ فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال : يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟ فقال له علي : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال : نعم يا أمير المؤمنين.
فقال : احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة واستحلوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الارحام ، واتبعوا الاهواء ، واستخفوا بالدماء.
وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ، وظهرت شهادات الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان. وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنار ، واكرم الاشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الاهواء ، ونقضت العقود ، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخرهذه الامة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج. وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف ، وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس بيأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه.
فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه ، والسعيد من كذبه ، يخرج من بلده يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والاخرى في جبهته ، تضيئ كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بن عينيه مكتوب « كافر » يقرأه كل كاتب وامي. يخوض البحار ، وتسير معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام ، يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل ، تطوى له الارض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا يوم القيامة. ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين ، من الجن والانس والشياطين يقوم : إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى ، وقد رفهدى ، أنا ربكم الاعلى. وكذب عدو الله إنه الاعور يطعم الطعام ، ويمشي في الاسواق ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول [ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ].
ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة ، على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه.
ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : خروج دابة من الارض ، من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصى موسى ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن ، فيطبع فيه « هذا مؤمن حقا » وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه « هذا كافر حقا » حتى أن المؤمن لينادي : الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها ، فيراها من بين الخافقين باذن الله عزو جل ، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ، ولا عمل يرفع « ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" ...إلخ


وروى الكافي في الكليني ج8/ حديث الصيحة:

256 - على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: كنت مع أبي جعفر (ع) جالسا في المسجد إذا أقبل داود بن علي وسليمان بن خالد وأبو جعفر عبد الله بن محمد أبوالدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد فقيل لهم: هذا محمد بن علي جالس، فقام إليه داود بن علي وسليمان بن خالد(1) وقعد أبوالدوانيق مكانه حتى سلموا على أبي جعفر (ع) فقال لهم أبو جعفر (ع): ما منع جباركم من أن يأتيني فعذروه عنده(2) فقال عند ذلك أبو جعفر محمد بن علي (ع): أما والله لا تذهب الليالي والايام حتى يملك ما بين قطريها(3)، ثم ليطان الرجال عقبه ثم لتذلن له رقاب الرجال ثم ليملكن ملكا شديدا، فقال له داود بن علي: وإن ملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم يا داود إن ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا، فقال له داود: أصلحك الله فهل له من مدة؟ فقال: نعم يا داود والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها(4) وليتلقفها الصبيان منكم كما تلقف الصبيان الكرة، فقام داود بن علي من عند أبي جعفر (ع) فرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك فلما نهضا جميعا هو وسليمان بن خالد ناداه أبو جعفر (ع) من خلفه يا سليمان بن خالد لا يزال القوم في فسحة من ملكهم مالم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الارض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الارض ناصر ولا في لاسماء عاذر، ثم انتطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبوالدوانيق إلى أبى جعفر (ع) فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد، فقال له: نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه.
وله مدة طويلة والله لا يملك بنو امية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها ليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت؟ ثم قال: لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما(1) فإاذ اصبتم ذلك الدم غضب الله عز وجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم(2) وسلط الله عز وجل عليكم عبدامن عبيده أعور(3) - وليس بأعور من آل أبي سفيان - يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ثم قطع الكلام.

___________________________________
(1) داود بن على هو عم السفاح وسليمان بن خالد في بعض النسخ (سليمان بن مخالد) وفي بعضها (مجالد) وفي بعضها (مخلد).
(2) بالتخفيف اي اظهر واعذره وبالتشديد اي ذكروا في العذر اشياء لا حقيقة لها فان المعذر بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر كما ذكره الجوهري؛ (آت).
(3) اي الارض المعلومة بقرينة المقام.
(4) لعل المراد اصل الكثرة والزيادة لا الضعف الحقيقي كما يقال في كرتين ولبيك اذ كان ملكهم اضعاف ملك بني امية وفي هذا الابهام حكم كثيرة منها عدم طغيانهم ومنها عدم يأس اهل الحق.
وتلقف الشئ: تناوله بسرعة اي يسهل لهم تناول الخلافة بحيث يتيسر لصبيانهم من غير منازع؛ (آت).
(1) (عنفوان) بضم العين والفاء اي أوله. وقوله: (ترغذون) يقال: رغد اي واسعة طيبة. وقوله: (ما لم تصيبوا منا دما حراما) المراد قتل اهل البيت عليهم السلام ولو كان بالسم مجازا ويكون قتل الائمة عليهم السلام سببا لسرعة زوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك او قتل السادات الذين قتلوا في زمان ابي جعفر الدوانيقي وفي زمان الرشيد على ما ذكره الصدوق في العيون وكذا ما قتلوا في الفخ من السادات ويحتمل ان يكون اشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم؛ (آت).
(2) الريح قد تكون بمعنى الغلبة والقوة ومنه قوله تعالى: (وتذهب ريحكم) (الصحاح).
(3) (اعور) اي الدني الاصل، السئ الخلق وهو اشارة إلى هلا كوخان. قال الجزري: فيه: لما اعترض ابولهب على النبي صلى الله عليه وآله عند اظهاره الدعوة قال له ابوطالب: يا اعور ما انت وهذا لم يكن ابولهب اعور لكن العرب تقول لمن ليس له اخ من ابيه وامه: اعور و قيل: انهم يقولون للردى من كل شئ من الامور والاخلاق: اعور وللمؤنث عوراء. وقوله: (ليس باعور من آل ابي سفيان) اي ليس ذلك الاعور من آل ابي سفيان بل من طائفة الترك؛ (آت).
(*)
وروى الكافي ج8/ حَدِيثُ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام )

95- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) وَ هُوَ فِي الْحَبْسِ كِتَاباً أَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ وَ عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ فَاحْتَبَسَ الْجَوَابُ عَلَيَّ أَشْهُراً ثُمَّ أَجَابَنِي بِجَوَابٍ هَذِهِ نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ ابْتَغَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ الْأَدْيَانِ الْمُتَضَادَّةِ فَمُصِيبٌ وَ مُخْطِئٌ وَ ضَالٌّ وَ مُهْتَدٍ وَ سَمِيعٌ وَ أَصَمُّ وَ بَصِيرٌ وَ أَعْمَى .........إلخ.....فَإِذَا رَأَيْتَ الْمُشَوَّهَ الْأَعْرَابِيَّ فِي جَحْفَلٍ جَرَّارٍ فَانْتَظِرْ فَرَجَكَ وَ لِشِيعَتِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِذَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ فَارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ انْظُرْ مَا فَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمُجْرِمِينَ فَقَدْ فَسَّرْتُ لَكَ جُمَلًا مُجْمَلًا وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَخْيَارِ .

ونعود لأحاديث بحار الأنوار ج25:

الحديث التالي مطابق عمومًا لمحتوى تراث مذهب السنة، بل هو مروي عن أبي يعلى الموصلي من كتبة كتب الحديث السنية بل وهو عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وفيه الخرافة السخيفة المهووسة بالطفل المولود مشوهًا ابن صياد، وأوصاف المسيح الدجال كرجل مشوه أعور حسب الأبوكريفا المسيحية، والحديث سبق وأوردنها من البخاري وغيره أيضًا من كتب مذهب السنة:

27 - إكمال الدين : محمد بن عمر بن عثمان بهذا الاسناد عن مشايخه ، عن أبي يعلى الموصلي عن عبدالاعلى بن حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت : ما تريد ياأباالقاسم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا ام عبد الله استأذني لي على عبد الله ، فقالت : يا أبا القاسم ! وما تصنع بعبد الله ، فوالله إنه لمجهود في عقله ، يحدث في ثوبه ، وإنه ليراودني على الامر العظيم .
قال : استأذني لي عليه ، فقالت : أعلى ذمتك ؟ قال : نعم ، قال : ادخل ، فدخل فاذا هو في قطيفة يهينم فيها فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ ثم قال له النبي صلى الله عليه واله ماترى ؟ قال : أرى حقا وباطلا وأرى عرشا على الماء فقال : اشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله ! فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فما جعلت الله بذلك أحق مني .
فلما كان في اليوم الثاني صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى طرق الباب فقالت امه : ادخل فدخل فاذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له امه اسكت وانزل ، هذا محمد قد أتاك ، فسكت فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالهالعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ فلما كان في اليوم الثالث صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى أتى ذلك المكان ، فاذا هو في غنم ينعق بها ، فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأهابهم النبي صلى الله عليه واله في صلاة الغداة ثم قال : اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وما جعلك الله بذلك أحق مني .
فقال النبي صلى الله عليه واله : إني قد خبأت لك خباء ، فقال : الدخ الدخ ( 1 ) فقال النبي صلى الله عليه واله : اخسأ فانك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ، ولن تنال إلا ما قدر لك .
ثم قال لاصحابه : أيهاالناس ! ما بعث الله نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا ، فمهما تشابه عليكم من أمره فان ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين اذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار ، وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل آفاق الارض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها ( 1 ) .

بيان : قولها " إنه لمجهود في عقله " أي أصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط يقال جهد المرض فلانا هزله ، وكأن مراودته إياها كان لاظهار دعوى الالوهية أو النبوة ولذا كانت تأبى عن أن يراه النبي صلى الله عليه واله " والهينمة " الصوت الخفي وفي أخبار العامة ( 2 ) " يهمهم " قوله " أهوهو " أي اما تقولون بالوهية إله أم لا .
( 3 ) أقول : روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري أن في هذه القصة قال له رسول الله صلى الله عليه واله : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ترى عرش ابليس على البحر فقال : ما ترى ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى الله عليه واله : لبس عليه دعوه .
ويقال : غرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد وتغرد ، رفع صوته وطرب به ، قوله : " قد خبأت لك خباء " أي أضمرت لك شيئا أخبرني به ، قال الجزري : فيه أنه قال لا بن صياد خبأت لك خبيئا قال : هو الدخ .
بضم الدال وفتحها الدخان ، قال : " عند رواق البيت يغشى الدخان " وفسر الحديث أنه أراد بذلك يوم تأتي السماء بدخان مبين .
وقيل : إن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان ، فيحتمل أن يكون المراد تعريضا بقتله لان ابن الصياد كان يظن أنه الدجال .
قوله صلى الله عليه واله " اخسا " يقال : خسأت الكلب أي طردته وأبعدته قوله " فانك لن تعدو أجلك " قال في شرح السنة - : قال الخطابي يحتمل وجهين أحد هما أنه لا يبلغ قدره أن يطالع الغيب من قبل الوحي الذي يوحى به إلى الانبياء ، ولا من قبل الالهام الذي يلقى في روع الاولياء ( 1 ) وإنما كان الذي جرى على لسانه شيئا ألقاه الشيطان حين سمع النبي صلى الله عليه واله يراجع به أصحابه قبل دخوله النخل .
والاخر أنك لن تسبق قدر الله وفي أمرك .
وقال أبوسليمان : والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت أيام مهادنة رسول الله صلى الله عليه واله اليهود وحلفاءهم وكان ابن الصياد منهم أو دخيلا في جملتهم ( 2 ) وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه واله خبره وما يدعيه من الكهانة ، فامتحنه بذلك ، فلما كلمه علم أنه مبطل ، وأنه من جملة السحرة أوالكهنة أو ممن يأتيه رئي الجن ( 1 ) أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به ، فلما سمع منه قوله " الدخ " زبره وقال : اخسأ فلن تعد وقدرك .
يريد أن ذلك شئ ألقاه إليه الشيطان ، وليس ذلك من قبل الوحي وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ويخطئ في بعضها ، وذلك معنى قوله : يأتيني صادق وكاذب فقال له عند ذلك : خلط عليك .
والجملة من أمره أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده " ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بيتة " وقد افتتن قوم موسى في زمانه بالعجل فافتتن به قوم واهلكوا ، ونجا من هداه الله وعصمه انتهى كلامه .
أقول : اختلفت العامة في أن ابن الصياد هل هو الدجال أو غيره ، فذهب جماعة منهم إلى أنه غيره ، لما روي أنه تاب عن ذلك ، ومات بالمدينة ، وكشفوا عن وجهه حتى رأوه الناس ميتا ورووا عن أبي سعيد الخدري أيضا ما يدل على أنه ليس بدجال .
وذهب جماعة إلى أنه هوالدجال ، رووه عن ابن عمر وجابر الانصاري ( 2 )
__________________________________________________ _________
( 1 ) في مشكاة المصابيح ص 478 وسنن أبى داود ج 2 ص 434 : قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى خبأت لك خبيئا - وخبأله : " يوم تأتى السماء بدخان مبين " - فقال * هو الدخ ، والدخ بالضم والفتح : الدخان ونقل الشرتونى في ذيل اقرب الموارد عن التاج أنه فسر الدخ بنبت يكون في البساتين وقال وبه فسر حديث ابن الصياد وفسره الحاكم بالجماع ، ووهموه .
( 1 ) راجع المصدر ص 209 .
( 2 ) كما في المصدر المطبوع ( ط - الاسلامية ) ج 2 ص 209 .
( 3 ) لم نعرف له معنى محصلا .
( 1 ) الروع : القلب .
ومنه قوله صلى الله عليه وآله " ان روح القدس نفث في روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
وفي الاصل المطبوع " روح الاولياء " وله وجه .
( 2 ) وقيل : كان حاله في صغره حال الكهان يصدق مرة ويكذب مرارا ، ثم أسلم لما كبر ، فظهرت منه علامات من الحج والجهاد مع المسلمين ، ثم ظهرت منه أحوال وسمعت منه أقوال تشعر بانه الدجال .
وقيل انه تاب ومات بالمدينة وقيل بل فقد يوم الحرة ، والظاهر من قصة تميم الدارى انه ليس هو الدجال .
( 1 ) رئى الجن : جنى يرى نفسه للكهنة ويلقى اليهم آراءه وأخباره .
ومثله رئى القوم لصاحب رأيهم الذى يرجعون اليه .
( 2 ) ترى تلك الروايات في كتب القوم ابواب الفتن والملاحم باب خروج الدجال كما في سنن أبى داود ج 2 ص 430 - إلى - 435 ومشكاة المصابيح ( ط - كراجى ) ص 472 إلى - 479 .
فما نقله المصابيح عن أبى سعيد الخدرى : انه قال صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لى : ما لقيت من الناس ؟ يزعمون انى ادجال ! ألست رسول الله صلى الله عليه وآله يقول انه لا يولد له ، وقد ولد لى ، أليس قد قال هو كافر ؟ وأنا مسلم ، أو ليس قد قال لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينه وأنا اريد مكة .
ومات نقله عن ابن عمر : أنه قال : عن نافع قال كان ابن عمر يقول : والله ما أشك أن المسيح الدجال هو ابن صياد ، رواه أبوداود والبيهقى في كتاب البعث والنشور .

الحديث التالي أيضًا شبه مطابق لأحاديث مذهب السنة، خلا إضافاتٍ شيعيةً (خرافة السفياني ومصطلح القائم كتعبير عن المهدي):

48 - الغيبة للطوسي : ابن فضال، عن حماد ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي نصر عن عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : عشر قبل الساعة لا بد منها : السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليه السلام ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر .

الحديث التالي ينسب لقائد جيش السفياني الأموي القادم في المستقبل صفات رجل مشوَّه ذكرتها الأسفار الأبوكريفية المسيحية أصلًا كصفات لعدو المسيح الكاذب، ونقلها كتبة كتب أهل السنة كصفات للمسيح الدجال الكذاب:

167 - وبإسناده عن إسحاق يرفعه إلى الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني لاني بطرق السماء أعلم من العلماء ، وبطرق الارض أعلم من العالم ، أنا يعسوب الدين ، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين ، وديان الناس يوم الدين ، أنا قاسم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض والميزان ، وصاحب الاعراف فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته ، وذلك قوله عز وجل " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " ( 1 ) .
ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن ( 2 ) تشغر برجلها فتية شرقية وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها وتشب نار بالحطب الجزل من غربي الارض ، رافعة ذيلها ، تدعو يا ويلها لوحله ومثلها ، فإذا استدار الفلك ، قلتم مات أو هلك ، بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " ( 1 ) .
ولذلك آيات وعلامات ، أو لهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الروايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وكشف الهيكل ، وخفق رايات حول المسجد الاكبر تهتز ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل سريع ، وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهرالكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الاسقع صبرا في بيعة الاصنام .
وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب واثني عشر ألف عنان من خيل السفياني يتوجه إلى مكة والمدينة أميرها رجل من بني امية يقال له : خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه ظفره غليظة ( 2 ) يتمثل بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها : دار أبي الحسن الاموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة يعود إلى مكة ، أميرها رجل من غطفان إذا توسط القاع الابيض خسف بهم فلا ينجو إلا رجل يحول الله وجهه إلى قفاه لينذرهم ، ويكون آية لمن خلفهم ، ويومئذ تأويل هذه الآية " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب " ( 3 ) .
ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة ، وينزلون الروحاء والفارق ، فيسير منهاستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة ، فيهجمون إليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد ، يقال له : الكاهن الساحر ، فيحرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتى تحمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الاجساد ، ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر ، لا يكشف عنها كف ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل ، ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغري .
ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق ، حتى يقدموا دمشق لا يصد هم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد ، وتقبل رايات من شرقي الارض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق ، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم .
فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح إذا نظرت أحدهم برجله باطنه ( 1 ) فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا اللهم فانا التائبون ، وهم الابدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ( 2 ) ونظراؤهم من آل محمد .
ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للامام ، فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ، ويدق صليبه ، فيخرج بالموالي وضعفاء الناس ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعا في الارض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية " فمازالت تلك دعواهم حتى جعلنا هم حصيدا خامدين " ( 3 ) بالسيف .
وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر : يا أهل الهدى اجتمعوا ! وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق : يا أهل الباطل اجتمعوا !
ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصفرفتصير سوداء مظلمة ، ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل ، وتخرج دابة الارض ، وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم ، مع كلبهم ، منهم رجل يقال له : مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم عليه السلام .

( 2 ) الطمس : ذهاب ضوء العين ، والظفرة : جليدة : تغشى العين نابتة من الجانب الذى يلى الانف على بياض العين إلى سوادها حتى تمنع الابصار ، وهى كالظفر صلابة وبياضا وقد روى شبه ذلك مسلم في حديث الدجال " انه ممسوح العين ، عليها ظفرة غليظة " راجع مشكاة المصابيح ص 473 .
( 3 ) سبأ : 51 .
( 1 ) فيه تصحيف ولم يتيسر لنا أصل نصححه عليه .
( 2 ) البقرة : 222 .
( 3 ) الانبياء : 15 .

ونلاحظ في الحديث السابق ذكره لأسطورة الشاهدين التي في رؤيا يوحنا بالإنجيل، والتي في أساطير الأبوكريفا المسيحية والتقاليد الكنسية المقتبسة منها زيد عليها أنهما سيكونان إيليا وأخنوخ، لكن الرواية الشيعية حرفت شخصيتيهما، فجعلتهما من فتية أهل الكهف الأسطوريين (فيبعث الله الفتية من كهفهم ، مع كلبهم ، منهم رجل يقال له : مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم ).

ويلاحظ في الحديث السابق أيضًا يذكر أقوامًا وقبائل ذابت واضمحلت وانتهت كياناتها كغطفان وسكان نجران القدماء المسيحيين الذين أجلاهم عمر بن الخطاب في عصره هم وكل أهل الكتاب والصابئة والزردشتيين من شبه جزيرة العرب أصلًا، فواضح أن مؤلف الحديث لا يعرف ذلك! ولم ينجُ من إجلاء عمر سوى جيوب يهودية قليلة في اليمن والبحرين بشكل ما.

ويكاد السفياني _في شخصيته الأسطورية المحاربة للمهدي المنتظر الأسطوري وشره ووصفه هو وقائد جيشه بنفس التشوهات الموصوف بها المسيح الدجال في الأبوكريفا المسيحية وكتب السنة_ يكون نسخة مضاعفة مكررة من شخصية المسيح الدجال، اخترعتها الأسطورة الشيعية لكرههم لبني أمية الذين اضطهدوهم وقتلوا وظلموا وسجنوا كثيرين من بني علي ومن الشيعة.

4 - تفسير علي بن إبراهيم القمي : في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : "إن الله قادر على أن ينزل آية" ( الأنعام: 37 ) وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الارض والدجال، ونزول عيسى بن مريم ، وطلوع الشمس من مغربها .
وعنه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" ( الأنعام: 65 ) قال : هو الدجال والصيحة "أو من تحت أرجلكم" وهو الخسف "أو يلبسكم شيعا" وهو اختلاف في الدين ، وطعن بعضكم على بعض" ويذيق بعضكم بأس بعض" وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة .

5 - قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن ابن أسباط قال : قلت لابي الحسن عليه السلام : جعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة ، عن زيد العمي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة قال : يقوم القائم بلا سفياني ؟ إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ، قلت : جعلت فداك فيكون في هذه السنة ، قال : ما شاء الله قلت : يكون في التي يليها قال : يفعل الله ما يشاء .

الوصف التالي للسفياني مشابه نوعًا ما كذلك لوصف المسيح الدجال في الأبوكريفا المسيحية وكتب مذهب السنة، وواضح أنه مقتبَس منها:

36 - الكافي : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة قال أبوعبد الله عليه السلام : قال أبي عليه السلام : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض " قرار ومعين " فيستوي على منبرها .

بيان : وحش الوجه : أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به أحد ، أو بالخاء المعجمة وهو الردي من كل شئ ، والارض ذات القرار الكوفة أو النجف كما فسرت به في الاخبار .

والحديث التالي يقتبس من أوصاف قاتل ناقة قوم عاد الأسطورية في نصوص أحاديث السنة ونصوص تراث الوثنيين قبل الإسلام التي رووها لنا والتي نرى بعضها في مسند أحمد وقصص الأنبياء لابن كثير، فيوصف السفياني بأنه أشقر، والتشاؤم أو كره الشقر وحمر الشعر مصدره تفكير عنصري كريه لأنه نادر في عرب شبه جزيرة العرب:

37 - إكمال الدين : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال لي أبوعبد الله الصادق عليه السلام : إنك لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب يارب يارب ثم للنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن ام ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه .

بيان : قوله : ثم للنار أي ثم مع إقراره ظاهرا بالرب يفعل ما يستوجب للنار ويصير إليها ، والاظهر ما سيأتي يا رب ثاري والنار مكررا

146 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن علي بن الصباح ، عن أبي علي الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام قال : السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط يقول : يارب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار ( 1 ) .

( 1 ) يعنى يارب انى أطلب ثأرى ، ولوكان بد خول النار .

بل وحديث قاتل الناقة الأسطورية ورد في الكافي للكليني أيضًا، ج8/ حديث 214:

214- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ قُلْتُ لَهُ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أَ أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ قَالَ هَذَا كَانَ بِمَا كَذَّبُوا بِهِ صَالِحاً وَ مَا أَهْلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْماً قَطُّ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ الرُّسُلَ فَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ صَالِحاً فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَلَمْ يُجِيبُوا وَ عَتَوْا عَلَيْهِ وَ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تُخْرِجَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً عُشَرَاءَ وَ كَانَتِ الصَّخْرَةُ يُعَظِّمُونَهَا وَ يَعْبُدُونَهَا وَ يُذَبِّحُونَ عِنْدَهَا فِي رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ وَ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَهَا فَقَالُوا لَهُ إِنْ كُنْتَ كَمَا تَزْعُمُ نَبِيّاً رَسُولًا فَادْعُ لَنَا إِلَهَكَ حَتَّى تُخْرَجَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ نَاقَةٌ عُشَرَاءُ فَأَخْرَجَهَا اللَّهُ كَمَا طَلَبُوا مِنْهُ ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ يَا صَالِحُ قُلْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِهَذِهِ النَّاقَةِ [مِنَ الْمَاءِ] شِرْبَ يَوْمٍ وَ لَكُمْ شِرْبَ يَوْمٍ وَ كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا شَرِبَتِ الْمَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَيَحْلُبُونَهَا فَلَا يَبْقَى صَغِيرٌ وَ لَا كَبِيرٌ إِلَّا شَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَ أَصْبَحُوا غَدَوْا إِلَى مَائِهِمْ فَشَرِبُوا مِنْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَ لَمْ تَشْرَبِ النَّاقَةُ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَمَكَثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ عَتَوْا عَلَى اللَّهِ وَ مَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ قَالُوا اعْقِرُوا هَذِهِ النَّاقَةَ وَ اسْتَرِيحُوا مِنْهَا لَا نَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَنَا شِرْبُ يَوْمٍ وَ لَهَا شِرْبُ يَوْمٍ ثُمَّ قَالُوا مَنِ الَّذِي يَلِي قَتْلَهَا وَ نَجْعَلَ لَهُ جُعْلًا مَا أَحَبَّ فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ أَحْمَرُ أَشْقَرُ أَزْرَقُ وَلَدُ زِنًى لَا يُعْرَفُ لَهُ أَبٌ يُقَالُ لَهُ قُدَارٌ شَقِيٌّ مِنَ الْأَشْقِيَاءِ مَشْئُومٌ عَلَيْهِمْ فَجَعَلُوا لَهُ جُعْلًا فَلَمَّا تَوَجَّهَتِ النَّاقَةُ إِلَى الْمَاءِ الَّذِي كَانَتْ تَرِدُهُ تَرَكَهَا حَتَّى شَرِبَتِ الْمَاءَ وَ أَقْبَلَتْ رَاجِعَةً فَقَعَدَ لَهَا فِي طَرِيقِهَا فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً فَلَمْ تَعْمَلْ شَيْئاً فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَتَلَهَا وَ خَرَّتْ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى جَنْبِهَا وَ هَرَبَ فَصِيلُهَا حَتَّى صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَرَغَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى السَّمَاءِ وَ أَقْبَلَ قَوْمُ صَالِحٍ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا شَرِكَهُ فِي ضَرْبَتِهِ وَ اقْتَسَمُوا لَحْمَهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ صَغِيرٌ وَ لَا كَبِيرٌ إِلَّا أَكَلَ مِنْهَا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ صَالِحٌ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ يَا قَوْمِ مَا دَعَاكُمْ إِلَى مَا صَنَعْتُمْ أَ عَصَيْتُمْ رَبَّكُمْ فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى صَالِحٍ ( عليه السلام ) أَنَّ قَوْمَكَ قَدْ طَغَوْا وَ بَغَوْا وَ قَتَلُوا نَاقَةً بَعَثْتُهَا إِلَيْهِمْ حُجَّةً عَلَيْهِمْ وَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ فِيهَا ضَرَرٌ وَ كَانَ لَهُمْ مِنْهَا أَعْظَمُ الْمَنْفَعَةِ فَقُلْ لَهُمْ إِنِّي مُرْسِلٌ عَلَيْكُمْ عَذَابِي إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَإِنْ هُمْ تَابُوا وَ رَجَعُوا قَبِلْتُ تَوْبَتَهُمْ وَ صَدَدْتُ عَنْهُمْ وَ إِنْ هُمْ لَمْ يَتُوبُوا وَ لَمْ يَرْجِعُوا بَعَثْتُ عَلَيْهِمْ عَذَابِي فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَأَتَاهُمْ صَالِحٌ ( عليه السلام ) فَقَالَ لَهُمْ يَا قَوْمِ إِنِّي رَسُولُ رَبِّكُمْ إِلَيْكُمْ وَ هُوَ يَقُولُ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ تُبْتُمْ وَ رَجَعْتُمْ وَ اسْتَغْفَرْتُمْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَ تُبْتُ عَلَيْكُمْ فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ كَانُوا أَعْتَى مَا كَانُوا وَ أَخْبَثَ وَ قَالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [الصَّادِقِينَ] قَالَ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ تُصْبِحُونَ غَداً وَ وُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ وَ الْيَوْمَ الثَّانِيَ وُجُوهُكُمْ مُحْمَرَّةٌ وَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ وُجُوهُكُمْ مُسْوَدَّةٌ فَلَمَّا أَنْ كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ أَصْبَحُوا وَ وُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ فَمَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ قَالُوا قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ لَا نَسْمَعُ قَوْلَ صَالِحٍ
وَ لَا نَقْبَلُ قَوْلَهُ وَ إِنْ كَانَ عَظِيماً فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَصْبَحَتْ وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةً فَمَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالُوا يَا قَوْمِ قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ لَوْ أُهْلِكْنَا جَمِيعاً مَا سَمِعْنَا قَوْلَ صَالِحٍ وَ لَا تَرَكْنَا آلِهَتَنَا الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَهَا وَ لَمْ يَتُوبُوا وَ لَمْ يَرْجِعُوا فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ أَصْبَحُوا وَ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ فَمَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ قَالُوا يَا قَوْمِ أَتَاكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ قَدْ أَتَانَا مَا قَالَ لَنَا صَالِحٌ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) فَصَرَخَ بِهِمْ صَرْخَةً خَرَقَتْ تِلْكَ الصَّرْخَةُ أَسْمَاعَهُمْ وَ فَلَقَتْ قُلُوبَهُمْ وَ صَدَعَتْ أَكْبَادَهُمْ وَ قَدْ كَانُوا فِي تِلْكَ الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ قَدْ تَحَنَّطُوا وَ تَكَفَّنُوا وَ عَلِمُوا أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهِمْ فَمَاتُوا أَجْمَعُونَ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ صَغِيرُهُمْ وَ كَبِيرُهُمْ فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ نَاعِقَةٌ وَ لَا رَاغِيَةٌ وَ لَا شَيْ‏ءٌ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ وَ مَضَاجِعِهِمْ مَوْتَى أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّيْحَةِ النَّارَ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمْ أَجْمَعِينَ وَ كَانَتْ هَذِهِ قِصَّتَهُمْ .

ومع ذلك ذكرت نصوص مذهب السنة أن الدجال رجل أحمر، ولعل هذه إشارة للشقرة والبياض الشديد، ومنبع الفكرة الخرافية التشاؤمية العنصرية واحد وهو خرافات وبلاهات الوثنيين العرب القدماء في شبه جزيرة العرب الصحراوية، راجع مثلًا البخاري 7128 و مسلم 171.

وعند الشيعة أن السفياني يدخل مسجد دمشق ليصعد على منبره، لكنه لا يدعي الألوهية، فيخرج له المهدي ليحاربه، وهناك شبه بعيد هنا مع قصة دخول عدو المسيح الهيكل واستقراره به:

144 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى عن أحمد بن أبي أحمد ، عن إسماعيل بن عياش ، عن مهاجر بن حليم ، عن المغيرة ابن سعد ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ( أنه قال ) إذا اختلف رمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله ، قيل : وما هي يا أمير المؤمنين قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعله الله رحمة للمؤمنين ، وعذابا على الكافرين فإذا كان كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب ، حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الاكبر ، والموت الاحمر . فاذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق يقال لها حرشا، فاذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي حتى يستوي على منبر دمشق فاذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي .

توضيح : لعل المراد بالمحذوفة مقطوعة الآذان أو الاذناب أو قصير تهما .

وورد أن السفياني يملك تسعة شهور، وهذا مقتبَس من أسطورة هاجادية كما ذكرنا عن ملك الروم أو مملكة الشر في آخر الزمان الأسطوري، وفي بحار الأنوار ج25:

74 - الغيبة للطوسي : قرقارة ، عن محمد بن خلف ، عن الحسن بن صالح بن الاسود عن عبدالجبار بن العباس الهمداني ، عن عمار الدهني قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كم تعدون بقاء السفياني فيكم ؟ قال : قلت : حمل امرأة تسعة أشهر قال : ما أعلمكم يا أهل الكوفة .

بيان : يحتمل أن يكون بعض أخبار مدة السفياني محمولا على التقية لكونه مذكورا في رواياتهم ، أوعلى أنه مما يحتمل أن يقع فيه البداء فيحتمل هذه المقادير ، أويكون المراد مدة استقرار دولته ، وذلك مما يختلف بحسب الاعتبار ويؤمئ إليه خبر موسى بن أعين الآتي وخبر محمد بن مسلم الذي سبق .

130 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن عيسى بن أعين ( 2 ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : السفياني من المحتوم وخروجه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا : سته أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما .

141 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن العباس بن عامر ابن رباح ، عن محمد بن الربيع الاقرع ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله جعفر ( ابن محمد ) عليهما السلام أنه قال : إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر ، وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب .

142 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبد الله بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن المبارك ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث عن علي عليه السلام أنه قال : المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عز وجل في كتابه : " ولو ترى إذ وقفوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ".

ذكره لحمل المرأة كتشبيه يؤكد لنا الأصل من الهاجادة المفسرة لنص كتابي أوردناهما كليهما النص الكتابي التفسير الهاجادي واعتراض الرابي راشي شلمو يتسحاقي عليه في الموضوع عن أصل مكوث السفياني تسعة شهور في نصوص الشيعة الاثناعشرية.

38 - إكمال الدين : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الكوفي ، عن الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمد ، عن عبد الله بن أبي منصور ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : وما تصنع باسمه ؟ إذا ملك كنوز الشام الخمس : دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت : يملك تسعة أشهر ؟ قال : لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما .



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-12-2018 الساعة 12:30 PM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:50 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

وإذا كانت الأسطورة المسيحية الأبوكريفية قالت أن عدو المسيح الكاذب يستولي على امبراطورية الروم ويصير ملكًا عليها، فإن أحد أحاديث الشيعة الاثناعشرية جعلت السفياني يذهب للروم ويتنصر ويصير حليفًا لهم بحسب الأسطورة الشيعية، لكن الفارق بين التراث الأبوكريفي والشيعي أنه في الأبوكريفي وفي رؤيا يوحنا والأناجيل القانونية لا يتنصر ولا يتبع أي دين بل يدعي أنه إله الكون:

75 - الغيبة للطوسي : قرقارة ، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون ، عن محمد بن عبدالرحمن ، عن جعفر بن سعد الكاهلي ، عن الاعمش ، عن بشير بن غالب قال: يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا ، في عنقه صليب وهو صاحب القوم .

- وفي (مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص199«وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب»).
- ومن خطبة منسوبة لعلي بن أبي طالب تسمى المخزون: .... وخروج السفياني براية خضراء ، وصليب من ذهب ، أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة، أميرها أحد من بني أمية يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال على عينه ، طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالا ونساء من آل محمد ص فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها : دار أبي الحسن الأموي .
ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد ص قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان ، حتى إذا توسطوا الصفائح الأبيض بالبيداء ، يخسف بهم ، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم، وليكون آية لمن خلفه ، فيومئذ تأويل هذه الآية " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق، وموضع مريم وعيسى عليهما السلام بالقادسية ويسير منهم ثمانون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له : الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له : الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ، ونتن الأجساد ، ويسبي من الكوفة أبكارا لا يكشف عنها كف ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغريين .

وعلى غرار ما ذكرته كتابات آباء الكنيسة كهيبوليتُس الرومي (نسخة أخرى للنص مشكوك في نسبتها لهيبوليتُس منشورة في سلسلة آباء ما قبل مجمع نيقية ج5 Ante-Nicene fathers, volume 5, page 604 and after) وكيرلس الأورشليمي في العظة 15 للمتنصرين/ فقرة 12، وراجع نصيهما في موضعهما من كتابي هذا، وغيرهما من آباء الكنيسة، أنه يتظاهر بالصلاح والطيبة والإحسان والاستقامة حتى يتوصل للمُلك والشعبية ثم يظهر شره ووحشيته وفجوره، فكذلك اقتبست هذه الأسطورة رواية شيعية اثناعشرية (والشيعة الاثناعشرية أعلم المسلمين وأكثرهم اطلاعًا على الأبوكريفا والتراث الكتابي وكانوا الأكثر تواصلًا وتعلمًا من أهل الكتاب وتعلمًا للغاتهم):

قال الشيخ الفضل بن شاذان: حدَّثنا محمَّد بن أبي عمير رضي الله عنه، قال: حدَّثنا جميل بن درَّاج قال: حدَّثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( استعيذوا بالله من شرِّ السفياني، والدَّجَّال، وغيرهما من أصحاب الفتن). قيل له: يا ابن رسول الله! أما الدجَّال فعرفناه وقد بيِّن من مضامين أحاديثكم شأنه، فمن السفياني، وغيره من أصحاب الفتن، وما يصنعون؟ قال عليه السلام: ( أوَّل من يخرج منهم رجلٌ يقال له: أصهب بن قيس يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في النَّاس، وجور عظيم. ثمَّ يخرج الجرهميّ من بلاد الشام. ويخرج القحطانيّ من بلاد اليمن. ولكلِّ واحدٍ من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم، ويغلب على أهلها الظلم، والفتنة منهم؛ فبينما هم كذلك إذ يخرج عليهم السَّمرقندي من خراسان مع الرَّايات السود، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، وهذا الملعون يُظهر الزهد قبل خروجه، ويتقشَّف، ويتقنَّع بخبز الشعير، والملح الجريش، ويبذل الأموال، فيجلب بذلك قلوب الجهَّال والأرذال؛ ثمَّ يدَّعي الخلافة فيبايعونه، ويتَّبعهم العلماء الذين يكتمون الحقَّ ويظهرون الباطل، فيقولون: إنَّه خير أهل الأرض. وقد يكون خروجه، وخروج اليماني من اليمن مع الرَّايات البيض في يومٍ واحدٍ، وسنة واحدة؛ فأوَّل مَنْ يقاتل السفياني القحطانيُّ فينهزم ويرجع إلى اليمن، فيقتله اليماني. ثمَّ يفرُّ الأصهب، والجرهميّ بعد محاربات كثيرة من السفياني، فيتبعهما، ويقهرهما، ويقهر كلَّ من ينازعه، ويحاربه إلاّ اليمانيّ. ثمَّ يبعث السفيانيّ جيوشاً إلى الأطراف، ويسخِّر كثيراً من البلاد، ويبالغ في القتل، والفساد، ويذهب إلى الرُّوم لدفع الملك الخراسانيّ ويرجع منها متنصِّراً في عنقه صليب. ثمَّ يقصد اليمانيّ، فينهض اليمانيّ لدفع شرِّه، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة، ومقاتلات شديدة، فيتبعه اليمانيُّ، فتكثر الحروب وهزيمة السفياني، فيجده اليماني في آخر الأمر مع ابنه في الأسارى فيقطّعهما إرباً إرباً. )

الرواية من مختصر اثبات الرجعة للشيخ الفضل بن شاذان، ومن مؤيّدات (شواهد) هذا الحديث ما ونقله أبو جعفر الطوسي عنه في كتاب الغيبة بهذا الطريق: عنه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خروج الثلاثة: الخرساني، و السفياني، واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق- الغيبة للطوسي: 446 و447/ فقرة 443 ونقلها عن الفضلِ بنِ شاذان المؤلفُ محمّد صادق الخاتون آبادي في كشف الحق أو الأربعون/ الحديث 29 .

وقصة خروج المسيح الدجال من خراسان في فارس (إيران) ذكرنا في بحث (أصل زردشتي لأسطورة قدوم المسيح الدجال من المشرق) أن لها أصلًا معكوسًا من اعتقاد الزردشتيين بأن حفيد زردشت المنتظَر عندهم في آخر الزمان لنصرة دين زردشت يأتي في آخر الزمان، فلكون المسلمين سنة وشيعة قاوموا الأسطورة بأسطورة مضادة جعلوا مسيح اليهود المنتظر في دينهم ومنتظر الزردشتيين هو المسيح الدجال في الإسلام، وهذه الأسطورة كما وردت في كتب السنيين، وردت عند الشيعة الاثناعشرية، ففي بحار الأنوار، نقلًا عن كتبهم:
19 – بصائر الدرجات : معاوية بن حكيم ، عن محمد بن شعيب بن غزوان ، عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال : دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له : يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا ؟ قال : نعم ، ( قال : ) من ذلك يخرج الدجال .
قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن ، فقال له : يا يماني أتعرف شعب كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا ؟ قال له : نعم ، قال له : تعرف صخرة تحت الشجرة ؟ قال له : نعم ، قال : فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلى الله عليه واله .

172 - كتاب المحتضر: للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج للشيخ الصالح أبي محمد الحسن ، باسناده عن الصدوق ( 1 ) ، عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن سهل ، عن محمد بن آدم النسائي ، عن أبيه آدم بن أبي أياس ، عن المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إنه لما عرج بي ربي جل جلاله ، أتاني النداء : يامحمد ! قلت : لبيك رب العظمة لبيك فأوحى إلى : يا محمد ! فيم اختصم الملا الاعلى ؟ قلت : إلهي لا علم لي ، فقال لي : يامحمد ! هل اتخذت من الآدميين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك ؟ فقلت : إلهي ومن أتخذ ؟ تخير أنت لي يا إلهي .
فأوحى إلي : يا محمد ! قد اخترت لك من الادميين علي بن أبي طالب فقلت : إلهي ابن عمي ؟ فأوحى إلي : يا محمد ! إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك ، وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة ، وصاحب حوضك ، يسقي من ورد عليه من مؤمني امتك .
ثم أو حى إلي أني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين ، حقا ( حقا ) أقول يا محمد ! لا دخلن الجنة جميع امتك إلا من أبى .
فقلت : إلهي وأحد يأبى دخول الجنة ؟ فأوحى إلي : بلى يأبى ، قلت : وكيف يأبى ؟ فأوحى إلي يامحمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدك ، وألقيت محبته في قلبك ، وجعلته أبا لولدك ، فحقه بعدك على امتك ، كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه جحد حقك ، ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة .
فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما أنعم علي ، فاذا مناد ينادي : يا محمد ! ارفع رأسك ! سلني اعطك ، فقلت : إلهي أجمع امتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ، ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيامة .
فأوحى إلي : يا محمد ! إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم ، وقضائي ما ض فيهم ، لاهلك به من أشاء ، وأهدي به من أشاء ، وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك ، وخليفتك من بعدك على أهلك وامتك ، عزيمة ، مني : لا يدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته من بعدك ، فمن أبغضه أبغضك ، ومن أبغضك أبغضني ، ومن عاداه فقد عاداه فقد عاداك ، ومن عاداك فقد عاداني ، ومن أحبه فقد أحبك ، ومن أحبك فقد أحبني .
وقد جعلت ( له ) هذه الفضيلة ، وأعطيتك أن اخرج من صلبه أحد عشر مهديا ، كلهم من ذريتك ، من البكر البتول ، آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم ، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلمنا .
انجي به من الهلكة واهدي به من الضلالة ، وابرئ الاعمى ، واشفي به المريض .
قلت : إلهي فمتى يكون ذلك ؟ فأوحى إلي عز وجل : يكون ذلك إذا رفع العلم ، وظهر الجهل ، وكثر القراء ، وقل العمل ، وكثر الفتك ( 1 ) وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء الضلالة الخونة ، وكثر الشعراء .
واتخذ امتك قبور هم مساجد ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكر ، وأمر امتك به ، ونهوا عن المعروف ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وصارت الامراء كفرة ، وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة ، وذووالرأي منهم فسقه .
وعند ( ذلك ) ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخراب البصرة على يدي رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ، وخروج ولد من ولد الحسن بن علي عليهما السلام وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان ، وظهور السفياني .
فقلت : إلهي وما يكون بعدي من الفتن ؟ فأوحى إلي وأخبرني ببلاء بني امية ، وفتنة ولد عمي ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الارض ، وأديت الرسالة ، فلله الحمد على ذلك ، كما حمده النبيون ، وكما حمده كل شئ قبلي ، وما هو خالقه إلى يوم القيامة .

( 1 ) وقد رواه الصدوق في كمال الدين ج 1 ص 361 - 364 وفيه : عن محمد بن آدم الشيبانى وقد أخرجه المصنف رحمه الله فيما سبق ج 51 ص 68 وكتب له بيانا وجعلناه تحت الرقم 11 فراجع .
( 1 ) في نسخة كمال الدين ج 1 ص 363 وهكذا فيما مر عليك في ج 51 ص 70 : " القتل " .

وذكرت نصوص أخرى على نحو عشوائي _بلا تنسيق مع رواة الأسطورة الأولى عن المسيح الدجال اليهودي_ ما قد يكون مسمى آخر لحفيد زردشت الأسطوري المنتظر في أسطورة معاكسة مضادة إسلامية شيعية تصفه بالزنديق الذي سيخرج من قزوين:

61 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن محمد بن بشر ، عن محمد بن الحنفية قال : قلت له : قد طال هذا الامر حتى متى ؟ قال : فحرك رأسه ثم قال : أنى يكون ذلك ولم يعض الزمان ؟ أنى يكون ذلك ولم يجفوا الاخوان ؟ أنى يكون ذلك ولم يظلم السلطان ؟ أنى يكون ذلك ولم يقم الزنديق من قزوين ، فيهتك ستورها ، ويكفر صدورها ، ويغير سورها ، ويذهب ببهجتها ؟ من فر منه أدركه ، ومن حاربه قتله ، ومن اعتزله افتقر ، ومن تابعه كفر حتى يقوم باكيان : باك يبكي على دينه ، وباك يبكي على دنياه .

66 - الغيبة للطوسي : روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته ، المشرك والمؤمن، يملا الجبال خوفا.

لكن الشيعة احتفظوا بأسطورة قدوم المنتظَر الصالح من الشرق من إيران أيضًا:

142 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبد الله بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن المبارك ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث عن علي عليه السلام أنه قال : المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عز وجل في كتابه : " ولو ترى إذ وقفوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ".
167 - وبإسناده عن إسحاق يرفعه إلى الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني لاني بطرق السماء أعلم من العلماء ، وبطرق الارض أعلم من العالم ، أنا يعسوب الدين ، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين ، وديان الناس يوم الدين ، أنا قاسم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض والميزان ، وصاحب الاعراف فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته ، وذلك قوله عز وجل " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد "....إلخ.......ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق ، حتى يقدموا دمشق لا يصد هم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد ، وتقبل رايات من شرقي الارض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق ، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسيرالرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم. .........

وأوردت هنا في الكتاب النصوص التي تذكر خروج رايات سود من خراسان تدعم وتناصر المهدي المنتظر حسب التراث الشيعي وبعض الأحاديث السنية المنقولة عن الشيعة، وذكرت في موسوعة القبر المحفور للإسلام/ باب المصادر الوثنية والحنيفية والزردشتية والصابئية أصلًا زردشتيًّا لأسطورة الرايات السود التي سيدعم من هم تحتها من جنود حفيدَ زردشت المنتظَر.

وانظر بعض أحاديث الشيعة الاثناعشرية عن عقائد المسيح الدجال في بحار الأنوار ج 52، باب 25: علامات ظهوره (المهدي) صلوات الله عليه من السفياني والدجّال وغير ذلك وفيه ذكر بعض أشراط الساعة

وتذكر النصوص الشيعية الاثناعشرية ومعها كتاب الفتن لنعيم بن حماد خروج شخصيات منشقة كثيرة تحارب وتعادي السفياني هي الخراساني (الهاشمي الحسني) واليماني والقحطاني، والاثنان الأولان مؤيدان للشيعة والمهدي المنتظر ويمهدان له، وكثرة الحروب والفرق علامة على نهاية الزمان حسب خرافات كل الأديان عموما ومنها كتابات آباء المسيحية، جاء في بحار الأنوار ج25 و26:

96 - الغيبة للنعماني ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال....... ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فاذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنوفلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني وقال : لابد لبني فلان أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا ، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا .
ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخر زيتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم .
وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس و ) كل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإن رأيته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار ، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم . ...........

أما اليماني الأسطوري فنجد تعاطفًا وتأييدًا نسبيًّا له في نصوصهم، وأنه لو اضطر المضطر فليدخل تحت لوائه لا لواء غيره لأنه يناصر الحق، ويبدو أن اليماني يرمز أسطوريًّا للشيعة الزيديين في اليمن، أو الأقلية الاثناعشرية فيهم:

52 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق الإرشاد للمفيد : ابن عميرة مثله .

53 - الغيبة للطوسي : الفضل ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم قال : يخرج قبل السفياني مصري ويماني .

96 - الغيبة للنعماني ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال....... ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فاذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنوفلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني وقال : لابد لبني فلان أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا ، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا .
ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخر زيتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم .
وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس و ) كل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإن رأيته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار ، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم . ...........

29 - إكمال الدين : أبي ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : خمس قبل قيام القائم عليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية .

ومما جاء في الكتب الشيعية الاثناعشرية، وكتاب الفتن لنعيم بن حماد:
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ( أنه سمعه يقول: لابد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتتأمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني: هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان أيديهما أما إنهما لايبقون منهم أحدا(أبدا)) البحار ج52 ص235 عن الغيبة للنعماني

عن جعفر الصادق عليه السلام قال: ( خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، تهدي إلى الحق ). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 472 الحديث 1037 (13 مصدر واخرى).

حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي عن معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا ( يبعث السفياني خيله وجنوده فيبلغ عامة الشرق من أرض خراسان وأرض فارس فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم ويكون بينهم وقعات في غير موضع فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم وهو يومئذ في آخر الشرق فيخرج بأهل خراسان على مقدمته رجل من بني تميم مولى لهم أصفر قليل اللحية يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه فيبايعه فيصيره على مقدمته لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة ...). كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي\ ج 5

عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال (إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة، بعث في طلب أهل خراسان،ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود، على مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود، وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 77 الحديث 621 (10 مصدر)

وإذا كان إنجيل متى وغيره نقلوا وصية أسطورية ليسوع الناصري بالهرب من الدجال الساحر لخطورة فتنته الدينية (15((فإذا رَأيتُم ((نَجاسَةَ الخَرابِ)) الّتي تكلَّمَ علَيها النَّبـيُّ دانيالُ قائِمةً في المكانِ المُقَدَّسِ? (إفهَمْ هذا أيُّها القارئُ)، 16فَلْيَهرُبْ إلى الجِبالِ مَنْ كانَ في اليهودِيَّةِ. 17ومَنْ كانَ على السَّطحِ، فلا يَنزِلْ لِـيأخُذَ مِنَ البَيتِ حوائجَهُ. 18ومَنْ كانَ في الحَقْلِ فلا يَرجِـــعْ ليَأخُذَ ثَوبَهُ. 19الوَيلُ لِلحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيّامِ. 20صَلُّوا لِـئلاَّ يكونَ هرَبُكُم في الشِّتاءِ أو في السَّبتِ. 21فسَتَنزِلُ في ذلِكَ الوقتِ نكبةٌ ما حدَثَ مِثلُها مُنذُ بَدءِ العالَمِ إلى اليومِ، ولن يَحدُثَ.) متى 24: 15- 21 ، وهي الوصية التي نقلتها احاديث محمد أيضًا (مثلًا مسلم 2945)، فقد أوصت أحاديث الشيعة الاثناعشرية كذلك بالهرب من السفياني وعدم مواجهته بدون قيادة المهدي القائم المنتظر:

135- الغيبة للنعماني : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن خلاد الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : السفياني لابد منه ، ولا يخرج إلا في رجب ، فقال له رجل : يا أباعبد الله ! إذا خرج فما حالنا ؟ قال : إذا كان ذلك فالينا .

161 – كتاب سرور أهل الإيمان.... وبإسناده ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكربن محمد الازدي ، عن سدير قال : قال لي أبوعبد الله عليه السلام : ياسدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فاذا بلغ أن السفياني قد خرج فارحل ( 1 ) إلينا ولو على رجلك قلت : جعلت فداك هل قبل ذلك شئ ؟ قال : نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال : ثلاث رايات : راية حسنية ، وراية اموية ، وراية قيسية ، فبيناهم ( على ذلك ) إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط ( 2 ) .
(1) وروى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام كما في ص 185 تحت الرقم 9 .

166 - وبإسناده عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن عميرة ، عن الحضرمي قال : قلت : لابي عبد الله عليه السلام كيف نصنع إذا خرج السفياني قال : تغيب الرجال وجوهها منه ، وليس على العيال بأس ، فإذا ظهر على الاكوار الخمس يعنى كور الشام فانفروا إلى صاحبكم .

170 - الأمالي للشيخ المفيد: الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبوعبد الله عليه السلام وذكر السفياني فقال : أما الرجال فتواري وجوهها عنه ، وأما النساء فليس عليهن بأس .

كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص311 – 312: عن الإمام الباقر عليه السلام: «أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم. فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى. قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج، يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله».

وما ذكر عن تقصير تلك الأيام للصالحين كما في متى 24: 22 وبتفصيل أسطوري تفصيلي في رؤيا يوحنا اللاتينية الأبوكريفية ورؤيا عزرا اللاتينية من الأبوكريفا وأدق اقتباس منها في مسند أحمد من كتب السنة حديث رقم 26290، فعند الشيعة الاثناعشرية أيضًا، من بحار الأنوار ج25:

102 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن القاسم ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة عن أبيه ، عن محمد بن الصامت ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما من علامة بين يدي هذا الامر ؟ فقال : بلى ، قلت : ما هي ؟ قال : هلاك العباسي ، وخروج السفياني ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ، والصوت من السماء فقلت : جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر ، فقال : لا إنما ( هو ) كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا .

وفي بحار الأنوار ج 36، ص 366:
أقول : فيما عندنا من تفسير الثعلبي في سياق قصة الدجال : وإن أيامه أربعين يوما ، فيوم كالسنة ويوم دون ذلك ، ويوم كالشهر ويوم دون ذلك ، ويوم الجمعة ويوم دون ذلك ، ويوم كاليوم ويوم دون ذلك ، وآخر أيامه يصبح الرجل بباب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى تغرب الشمس ، قال : يا رسول الله فكيف نصلي ، إلى آخر الخبر والوطيب كأنه اسم موضع في بعض النسخ : الطيوب .

وإذا كانت النصوص المسيحية كرؤيا يوحنا وبعض رسائل الحواريين وبولس ومثلها تبعًا لها النصوص السنية ذكرت قتل المسيح ابن مريم لمسيح الضلالة الدجال، فإن الشيعة الاثناعشرية تمجيدًا لأسطورتهم عن المهدي المنتظر بنسخته الشيعية الصافية جعلوه هو من سيقتل السفياني الأموي والدجال، نذكر هذين الحديثين كمثال:

171 - أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في كتاب المهذب وغيره في غيره بأسانيدهم ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الامر ، ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة .

153 – الكافي للكليني : حميد بن زياد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن ابن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم ، وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر إليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الارض ، ثم قال : أف أف ما أنا لهؤلاء بامام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني ( 2 ) .

( 1 ) راجع روضة الكافى ص 126 وما نقله المصنف رحمه الله هو ذيل الحديث وصدره مفصل من ص 124 - 126 ولذلك يقول عليه السلام : " جملا جملا " .
( 2 ) تراه في الروضة ص 331 .

والمسودة أصحاب أبى مسلم المروزى الخراسانى حيث جعلوا ألبستهم وأعلامهم سودا ، وقد كانوا أولا كتبوا كتبا إلى سادات بنى هاشم للتوافق والتواطؤ فكتبوا إلى أبى عبد الله عليه السلام أيضا يدعونه إلى البيعة والخروج فلم يجبه عليه السلام حتى يئسوا منه فتوافقوا مع بنى العباس
قال الكلينى في الروضة ص 274 : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبى مسلم فقال : ليس لكتابك جواب اخرج عنا ، فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال : أى شيء تسارون يا فضل ؟ ان الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولازالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله .
ثم قال : ان فلان بن فلان بلغ السابع من ولد فلان ، قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الارض يا فضل حتى يخرج السفيانى ، فاذا خرج السفيانى فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم .

وذكرت روايات أخرى أنه إنما يقتله الله نفسه بالخسف لجيشه:

142 - الغيبة للنعماني : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبد الله بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن المبارك ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث عن علي عليه السلام أنه قال : المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عز وجل في كتابه : " ولو ترى إذ وقفوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ".

وذكرت رواية لعلها شاذة أنه إنه إنما يقتله اليماني حليف المهدي:

قال الشيخ الفضل بن شاذان: حدَّثنا محمَّد بن أبي عمير رضي الله عنه، قال: حدَّثنا جميل بن درَّاج قال: حدَّثنا زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( استعيذوا بالله من شرِّ السفياني، والدَّجَّال، وغيرهما من أصحاب الفتن). قيل له: يا ابن رسول الله! أما الدجَّال فعرفناه وقد بيِّن من مضامين أحاديثكم شأنه، فمن السفياني، وغيره من أصحاب الفتن، وما يصنعون؟ قال عليه السلام: ( أوَّل من يخرج منهم رجلٌ يقال له: أصهب بن قيس يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في النَّاس، وجور عظيم. ثمَّ يخرج الجرهميّ من بلاد الشام. ويخرج القحطانيّ من بلاد اليمن. ولكلِّ واحدٍ من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم، ويغلب على أهلها الظلم، والفتنة منهم؛ فبينما هم كذلك إذ يخرج عليهم السَّمرقندي من خراسان مع الرَّايات السود، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، وهذا الملعون يُظهر الزهد قبل خروجه، ويتقشَّف، ويتقنَّع بخبز الشعير، والملح الجريش، ويبذل الأموال، فيجلب بذلك قلوب الجهَّال والأرذال؛ ثمَّ يدَّعي الخلافة فيبايعونه، ويتَّبعهم العلماء الذين يكتمون الحقَّ ويظهرون الباطل، فيقولون: إنَّه خير أهل الأرض. وقد يكون خروجه، وخروج اليماني من اليمن مع الرَّايات البيض في يومٍ واحدٍ، وسنة واحدة؛ فأوَّل مَنْ يقاتل السفياني القحطانيُّ فينهزم ويرجع إلى اليمن، فيقتله اليماني. ثمَّ يفرُّ الأصهب، والجرهميّ بعد محاربات كثيرة من السفياني، فيتبعهما، ويقهرهما، ويقهر كلَّ من ينازعه، ويحاربه إلاّ اليمانيّ. ثمَّ يبعث السفيانيّ جيوشاً إلى الأطراف، ويسخِّر كثيراً من البلاد، ويبالغ في القتل، والفساد، ويذهب إلى الرُّوم لدفع الملك الخراسانيّ ويرجع منها متنصِّراً في عنقه صليب. ثمَّ يقصد اليمانيّ، فينهض اليمانيّ لدفع شرِّه، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة، ومقاتلات شديدة، فيتبعه اليمانيُّ، فتكثر الحروب وهزيمة السفياني، فيجده اليماني في آخر الأمر مع ابنه في الأسارى فيقطّعهما إرباً إرباً. )

الرواية من مختصر اثبات الرجعة للشيخ الفضل بن شاذان، ومن مؤيّدات (شواهد) هذا الحديث ما ونقله أبو جعفر الطوسي عنه في كتاب الغيبة بهذا الطريق: عنه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خروج الثلاثة: الخرساني، و السفياني، واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق- الغيبة للطوسي: 446 و447/ فقرة 443 ونقلها عن الفضلِ بنِ شاذان المؤلفُ محمّد صادق الخاتون آبادي في كشف الحق أو الأربعون/ الحديث 29 .


وروى النعماني في الغيبة عن الباقر عليه السلام قال: (السفياني... لم يعبد الله قط ولم يرَ مكّة ولا المدينة قط..(

وإذا كان كيرلس الأورشليمي قال في عظته الخامسة عشر للمتنصرين طالبي التعميد: (10 المسيح الحقيقي، ابن الله الوحيد، لن يأتي بعد من الأرض، فإن جاء أحد بأعمال مزيفة في الصحراء لا تذهبوا وراءه. إن قيل "هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا". لا تعودوا تنظروا بعد إلى أسفل إلى الأرض، لأن الرب يأتي من السماوات، ليس وحده كما حدث من قبل، لكنه يأتي محاطًا بربوات الملائكة، ليس بشكل سري "كالمطر على الجزاز" (مزمور 72: 6). بل كالبرق المتوهج، إذ قال بنفسه: "لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب، هكذا أيضًا يكون مجيء ابن الإنسان". وأيضًا "يبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوةٍ ومجدٍ كثيرٍ، فيرسل ملائكته ببوقٍ عظيم الصوت" (متى 24: 30).)، فكذلك استعان الشيعة الاثناعشرية بأسطورة تأييد سماوي من السماء بصوت يؤيد ويثبت ولاية وأحقية المهدي المنتظر، فروى الكليني في الكافي/ باب حديث الفقهاء والعلماء:

483 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني، فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين" فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل.

484 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد [في] آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون.

وفي بحار الأنوار ج25:

31 - إكمال الدين : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن الحارث بن المغيرة ، عن ميمون البان ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه ، فرفع جانب الفسطاط فقال : إن أمرنا لوقد كان لكان أبين من هذا الشمس ! ثم قال : ينادي مناد من السماء إن فلان بن فلان هو الامام باسمه وينادي إبليس من الارض كما نادى برسول الله صلى الله عليه واله ليلة العقبة .

35 - إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ينادي مناد باسم القائم عليه السلام قلت : خاص أوعام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟ قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل فيشكك الناس .
39 - إكمال الدين : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن أبيه ، عن أبي المغرا ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الارض فاتبعوا الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتنوا به .

40 - إكمال الدين : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن الثمالي قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : إن أباجعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الامر المحتوم ( 3 ) قال لي : نعم ، واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عليه السلام من المحتوم .
فقلت له : فكيف يكون النداء ؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون .

96 - الغيبة للنعماني ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا رأيتم نارامن المشرق شبه الهروي ( 2 ) العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم .
ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق .
ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فان الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين .
وقال عليه السلام : الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار ، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرئيل. وعلامة ذلك أنه ينادى باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج .
وقال عليه السلام : لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل ، وصوت من الارض ، فهو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة ، فاتبعو ! الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتتنوا به .
وقال عليه السلام لا يقوم القائم إلا على خوف شديد من الناس ، وزلازل ، وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت في دينهم ، وتغيير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني ( الموت ) صباحا ومساء ، من عظم مايرى من كلب الناس ( 1 ) وأكل بعضهم بعضا .
فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا ، فيا - طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه ، وخالف أمره ، وكان من أعدائه .
وقال عليه السلام : يقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة وقضاء ( جديد ) على العرب شديد ، وليس شأنه إلا القتل ، لا يستبقي أحدا ، ولا يأخذه في الله لومة لائم .

( 2 ) كذا في الاصل المطبوع وقد فسره المؤلف على ما يجئ في البيان بالثياب الهروى ، وهو سهو والصحيح ما في المصدر ص 134 " الهردى " ، قال الفيروز آبادى : " والهرد بالضم : الكركم - يعنى الاصفر - ، وطين أحمر ، وعروق يصبغ بها ، والهردى المطبوغ به " .
ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ اصفر يصبغ به ، وكيف كان فالتشبيه من حيث الصفرة أوالحمرة ، وهكذا يقال : ثوب مهرود .
أى مصبوغ أصفر بالهرد ومنه ما مر في ج 51 ص 98 ان عيسى ينزل بين مهرودتين

نلاحظ هنا إرهابية الأفكار والتصورات عن المهدي وإجباره الناس على المذهب الشيعي وإبادة كل المخالفين.

105 - الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، وسعدان بن إسحاق ، وأحمد ابن الحسين بن عبدالملك ، ومحمد بن أحمد جميعا ، عن ابن محبوب ، قال ، وقال الكليني : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، وعلي بن محمد وغيره ، عن سهل جميعا ، عن ابن محبوب قال : وحدثنا عبدالواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي ياسر ، عن أحمد بن هليل ، عن عمروبن أبي المقدام ، عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا جابر الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها .
أولها اختلاف بني العباس ، وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدث به ( من ) بعدي عني ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها هرج الروم ، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة يا جابر اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب .
فأول أرض المغرب ( 1 ) أرض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني ، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون و يقتله السفياني ومن معه ويقتل الاصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ، فيقتتلون بها فيقتل من الجبارين مائة ألف ، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة ، وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا .
فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان ، تطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم ، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفرا لمهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران .
قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يابيداء أبيدي القوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر ، يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية " ياأيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " الآية ( 1 ) .
قال : والقائم يومئذ بمكة ، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام ، مستجيرا به ينادي يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس ، وإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه واله .
فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بابراهيم ، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله فأنا أولى الناس بمحمد ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 2 ) .
فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليه واله ، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه واله ، فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد منكم الغائب .
وأسألكم بحق الله ورسوله وبحقي - فان لي عليكم حق القربى من رسول الله - إلا أعنتمونا ، ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد اخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ، دفعنا عن حقنا فأوتر ( 1 ) أهل الباطل علينا .
فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله .
قال : فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، ويجمعهم الله على غير ميعاد ، قزعا كقزع الخريف ( وهي ) يا جابرالآية التي ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " ( 2 ) .
فيبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه واله قد توارثته الابناء عن الآباء ، والقائم رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة فمأ اشكل على الناس من ذلك يا جابر ، فلا يشكل عليهم ولادته من رسول الله ، ووراثته العلماء عالما بعد عالم ، فان أشكل هذا كله عليهم فان الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وامه .
ختص : عمرو بن أبي المقدام مثله .

( 1 ) في المصدر : ص 150 فافترى .
( 2 ) البقرة : 148 .

120 - الغيبة للنعماني : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن زرارة قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : النداء حق ؟ قال : إي والله ، حتى يسمعه كل قوم بلسانهم ، وقال أبوعبد الله عليه السلام : لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس .

ولا شك أن آية الشمس المذكورة في الأحاديث التالية أدناه قد تكون مشابهة من بعيد للنص الرؤوي العجيب في رؤيا يوحنا 12، من الإنجيل القانوني:

79 - الغيبة للطوسي : قرقارة ، عن العباس بن يزيد البحراني ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن علي بن عبد الله بن عباس قال : لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.

82 - المفيد في الارشاد في أول باب علامات قيام: قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات فمنها خروج السفياني ، وقتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي ، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، وإقبال رايات سود من قبل خراسان ، وخروج اليماني ، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ، و نزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة .
وطلوع نجم بالمشرق يضيئ كما يضيئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ، وحمرة يظهر في السماء وينشر في آفاقها ، ونار تظهر بالمشرق طويلا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام ، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، وخروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أمير هم ، وخراب الشام ، واختلاف ثلاث رايات فيه ، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ، ورايات كندة إلى خراسان ، وورود خيل من قبل العرب حتى تربط بفناء الحيرة ، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة .
وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة ، وخروج اثنا عشرمن آل أبي طالب كلهم يدعي الامامة لنفسه ، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام ، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار ، وزلزلة ، حتى ينخسف كثير منها ، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع فيه ونقص من الاموال والانفس والثمرات .
وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه ، حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس ، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم ، ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وغلبة العبيد على بلاد السادات ، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الارض كل أهل لغة بلغتهم ، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعواإلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون .
ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة يتصل فتحيى به الارض بعد موتها و تعرف بركاتها ، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار .
ومن جملة هذه الاحداث محتومة ، ومنها مشروطة ، والله أعلم بما يكون وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الاصول ، وتضمنها الاثر المنقول ، وبالله نستعين ( 1 )

83 - الإرشاد للمفيد : علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قوله عز وجل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم " ( فصلت: 53 ) قال : الفتن في آفاق الارض والمسخ في أعداء الحق .

84 - الإرشاد للمفيد : وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " (المفيد في الارشاد في أول باب علامات قيام) سيفعل الله ذلك بهم قلت : من هم ؟ قال : بنوامية وشيعتهم قال : ( قلت : ) وما الآية ؟ قال : ركود الشمس من بين زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه .

( 1 ) ذكره المفيد في الارشاد في أول باب علامات قيام القائم ص 336 ثم نقل لكل علامة ما يثبتها من الروايات وقد ذكرها المؤلف قبل ذلك .

تصورات شيعية اثناعشرية للمهدي المنتظر كإرهابي مسلم يجبر كل البشر على الإسلام وفق المذهب الشيعي الاثناعشري (بطريقة مشابهة للتصور الإرهابي له عند السنة أيضًا)

ومن الأفكار الإرهابية الشيعية التي نرى لها موازيات مطابقة عند السنة (هذه أساطير تطورت بالتشارك بين المذهبين، والتلاقح بينهما، بل لعل أسطورة المهدي في أصلها شيعية، وإن كتب السنة كتبهم قبل الشيعة بزمن طويل، لكنها واضحة الأصل الشيعي بدرجة كبيرة)

ففي بحار الأنوار ج25:

24 - إكمال الدين : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني عن اسماعيل بن على الفزارى، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون . فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه واله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا .
فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فاذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزو جل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .

25 - المحاسن : محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح الاسدي ، عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يا رسول الله وإن شهد الشهادتين ؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي الجزية وهو صاغر ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به.

16- الكافي للكليني : علي ، عن أبيه والقاساني جميعا ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام قال : بعث الله محمدا صلى الله عليه واله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ، ولن تضيع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم ، فيؤمئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .

لا تختلف هذه الأفكار عن عقيدة الفرقة الناجية عند مذهب السنة.

وفي بحار الأنوار ج26:

34 - الغيبة للطوسي - : الفضل ، عن علي بن عبد الله ، عن عبدالرحمان بن أبي عبد الله عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ويفتح الله له شرق الارض وغربها ، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى الله عليه واله يسير بسيرة سليمان بن داود تمام الخبر.

10- تفسير علي بن إبراهيم القمي : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " قل أرأيتكم إن أتيكم عذابه بياتا - يعني ليلا - أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون " ( 3 ) فهذا عذاب ينزل في آخرالزمان على فسقه أهل القبلة ، وهم يجحدون نزول العذاب عليهم .

192 – تهذيب الأحكام : الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ومحمد بن عبد الله بن هلال ، عن العلا ، عن محمد قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن القائم إذا قام بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال : بسيرة ماسار به رسول الله صلى الله عليه واله حتى يظهر الاسلام قلت : وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : أبطل ما كانت في الجاهلية ، واستقبل الناس بالعدل ، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل ( 2 ) .

( 2 ) تراه في التهذيب ج 2 ص 51 .

" ( تذييل ) " قال شيخنا الطبرسي في كتاب إعلام الورى : فان قيل : إذا حصل الاجماع على أن لانبي بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، وأنتم قد زعمتم أن القائم عليه السلام إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين ، وأمر بهدم المساجد والمشاهد ، وأنه يحكم بحكم داود عليه السلام لا يسأل بينة ، وأشباه ذلك مما ورد في آثاركم ، وهذا تكون نسخا للشريعة وإبطالا لاحكامها ، فقد أثبتم معنى النبوة ، وإن لم تتلفظوا باسمها ، فما جوابكم عنها ؟ .
الجواب أنا لم نعرف ما تضمنه السؤال من أنه عليه السلام لا يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين ، فان كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به ، فأما هدم المساجد والمشاهد ، فقد يجوزأن يختص بهدم ما بني من ذلك ، على غير تقوى الله تعالى ، وعلى خلاف ما أمرالله سبحانه به وهذا مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه واله .
وأما ماروي من أنه عليه السلام يحكم بحكم آل داود لا يسأل عن بينة ، فهذا أيضا غير مقطوع به وإن صح فتأويله أن يحكم بعلمه فيما يعلمه ، وإذا علم الامام أو الحاكم أمرا من الامور فعليه أن يحكم بعلمه ، ولا يسأل عنه ، وليس في هذا نسخ الشريعة .
على أن هذا الذي ذكروه : من ترك قبول الجزية ، واستماع البينة إن صح لم يكن نسخا للشريعة ، لان النسخ هو ما تأخر دليله عن الحكم المنسوخ ، ولم يكن مصطحبا ، فأما إذا اصطحب الدليلان ، فلا يكون ذلك ناسخا لصاحبه وإن كان مخالفه في المعنى ، ولهذا اتفقنا على أن الله سبحانه لو قال : " الزموا السبت إلى وقت كذا ثم لا تلزموه " لا يكون نسخا لان الدليل الرافع مصاحب الدليل الموجب ، وإذا صحت هذه الجملة وكان النبي صلى الله عليه واله قد أعلمنا بأن القائم من ولده يجب اتباعه وقبول أحكامه ، فنحن إذا صرنا إلى ما يحكم ( به ) فينا ، وإن خالف بعض الاحكام المتقدمة ، غير عاملين بالنسخ لان النسخ لا يدخل فيما يصطحب الدليل انتهى .

193 - أقول : روى الحسين بن مسعود في شرح السنة باسناده عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فيفيض المال حتى لا يقبله أحد ( 1 ) ثم قال : قوله " يكسر الصليب " يريد إبطال النصرانية ، والحكم بشرح الاسلام ومعنى قتل الخنزير تحريم اقتنائه وأكله وإباحة قتله ، وفيه بيان أن أعيانها نجسة لان عيسى إنما يقتلها على حكم شرع الاسلام ، والشئ الطاهر المنتفع به لا يباح إتلافه .
وقوله " ويضع الجزية " معناه أنه يضعها من أهل الكتاب ويحملهم على الاسلام فقد روى أبوهريرة ، عن النبي صلى الله عليه واله في نزول عيسى عليه السلام ( 2 ) " ويهلك في زمانه الملل كلها إلا الاسلام ، ويهلك الدجال فيمكث في الارض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون " .
وقيل معنى " وضع الجزية " أن المال يكثر حتى لا يوجد محتاج ممن يوضع فيهم الجزية يدل عليه قوله عليه السلام : " فيفيض المال حتى لا يقبله أحد " وروى البخاري بإسناده عن أبي هريرة ( 3 ) قال : " قال رسول الله صلى الله عليه واله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم " وهذا حديث متفق على صحته انتهى .
أقول : وقد أورد هو وغيره أخبارا اخر في ذلك ، فظهرأن هذه الامور المنقولة من سير القائم عليه السلام لا يختص بنا ، بل أوردها المخالفون أيضا ونسبوه إلى عيسى عليه السلام لكن قد رووا أن إمامكم منكم ، فما كان جوابهم فهو جوابنا ، والشبهة مشتركة بينهم وبيننا .

يعني تساووا وتوافقوا في الإرهاب كنهج وعقيدة، وكما قال الشاعر: تساوت في ضلالها الأديان.

أحاديث أخرى عن السفياني من بحار الأنوار ج 26:

149 – الروضة من الكافي للكليني : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني

13 - كتابا كنز جامع الفوائد، وتأويل الآيات الظاهرة : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الصباح المدائني عن الحسن بن محمد بن شعيب ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يخرج القائم فيسير حتى يمر بمر ، فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئا ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمرالله عز وجل الارض أن تأخذ بأقدامهم وهو قوله عز وجل : " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به - يعني بقيام القائم - وقد كفروا به من قبل - يعني بقيام آل محمد صلى الله عليهم - ويقذفون بالغيب من مكان بعيد - إلى قوله - في شك مريب " .

14 - تفسير علي بن إبراهيم القمي : " سأل سائل بعذاب واقع " قال : سئل أبو جعفر عليه السلام عن معنى هذا ، فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها ، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام ، عند مسجدهم ، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي عليه السلام .

بيان : أي من علاماته أو عند ظهوره عليه السلام .

15 - إكمال الدين : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن فضال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي الحصين قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الساعة فقال : عند إيمان بالنجوم ، وتكذيب بالقدر .

16 - الأمالي للشيخ المفيد: عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي ، عن حيدر بن محمد السمرقندي ، عن أبي عمرو الكشي ، عن حمدويه بن بشر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : إن عبد الله بن بكير يروي حديثا ويتأوله وأنا احب أن أعرضه عليك ، فقال : ما ذاك الحديث ؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خرج محمد بن عبد الله بن الحسن ( 1 ) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج وأجابه الناس ، فما تقول في الخروج معه ؟ فقال أبوعبد الله عليه السلام : اسكن ما سكنت السماء والارض ، فقال عبد الله بن بكير : فاذا كان الامر هكذا فلم يكن خروج ما سكنت السماء والارض ، فما من قائم وما من خروج .
فقال أبوالحسن : صدق أبوعبد الله عليه السلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير إنما قال أبوعبد الله عليه السلام : اسكن ما سكنت السماء من النداء والارض من الخسف بالجيش .

17 - معاني الأخبار : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل ، عن علي بن الريان عن الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت : جعلت فداك ، حديث كان يرويه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : فقال لي : وما هو ؟ قال : قلت له : روى عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبد الله عليه السلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ( 2 ) فقال له : جعلت فداك إن هذا قد آلف الكلام وسارع الناس إليه ، فما الذي تأمربه ؟ فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض .
قال : وكان عبد الله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم .
قال : فقال لي أبوالحسن عليه السلام : الحديث على مارواه عبيد ، وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير إنما عنى أبوعبد الله عليه السلام بقوله : ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك ، وما سكنت الارض من الخسف بالجيش .

18 – معاني الأخبار ، الأمالي للشيخ المفيد: عن ابن الوليد، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا، عن الاشعري، عن السياري، عن الحكم بن سالم ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنا وال أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله وقالوا : كذب الله .
قاتل أبوسفيان رسول الله صلى الله عليه واله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام.

( 1 ) بعده : وانى لهم التناوش من مكان بعيد الاية في سبأ : 51 و 52 .
( 2 ) المعارج : 1 .
( 3 ) يفسر رحمه الله معنى قوله عليه السلام " وذلك المهدى " .
( 1 ) هو محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب قد لقبوه بالمهدى رجاء أن يكون هوالمهدى الموعود لما روى على رسول الله صلى الله عليه وآله " المهدى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى " كما توهم ذلك في المهدى العباسى وقد مر تحقيق ذلك في ج 51 ص 86 فراجع .
ومحمد هذا خرج في أيام المنصور ، وبعد ما قتل لقبوه بالنفس الزكية .
( 2 ) هو أخو محمد الملقب بالنفس الزكية خرج بعد أخيه وقتل بباخمرى .
وترى الحديث في المصدر ص 266 .
والذى بعده ص 346 .

ولا يخفى على اللبيب أن أصل قصة الخسف بالجيش كما ذكرت في مواضع من موسوعة القبر المحفور للإسلام هو إشاعة وأسطورة حاول نشرها عبد الله بن الزبير بن العوام وخالته عائشة لتخويف الجيش الأموي، ولم تفلح الحيلة وانهزم ابن الزبير، لكن الأسطورة استمرت وغطوا عليها ونسبوها للمهدي المنتظَر، وهنا الشيعة الاثناعشرية نقلوا الأسطورة من التراث الإسلامي المتشارَك مع مذهب السنة.

نموذج لقصة شيعية منقولة من أسفار الأبوكريفا، قصة محورة من سفر حياة أعمال النساء المقدسات إكزانثيب وبوليكسينا ورفقة Life and conduct of the holy women Xanthippe, Polyxena, and Rebecca

الشيعة الاثناعشرية لهم علم واقتباس أكثر من أسفار الأبوكريفا اليهودية والمسيحية في كتبهم مما لدى كتب مذهب السنة، وهذا مثال من الكافي للكليني:

(10380) - 10 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحكم بن مسكين، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان ملك في بني إسرائيل وكان له قاض وللقاضي أخ وكان رجل صدق وله امرأة قدولدتها الانبياء فأراد الملك أن يبعث رجلا في حاجة، فقال للقاضي: ابغني رجلا ثقة فقال: ما أعلم أحدا أوثق من أخي فدعاه ليبعثه فكره ذلك الرجل وقال لاخيه: إني أكره أن اضيع امرأتي، فعزم عليه فلم يجدبدا من الخروج، فقال لاخيه: يا أخي إني لست اخلف شيئا أهم علي من امرأتي فاخلفني فيها وتول قضاء حاجتها، قال: نعم فخرج الرجل وقد كانت المرأة كارهة لخروجه فكان القاضي يأتيها ويسألها عن حوائجها ويقوم لها فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت عليه فحلف عليها لئن لم تفعلي لنخبرن الملك أنك قد فجرت، فقالت: اصنع ما بدالك لست اجيبك إلى شئ مما طلبت فأتى الملك فقال: إن امرأة أخي قد فجرت وقد حق ذلك عندي، فقال له الملك: طهرها، فجاء إليها فقال: إن الملك قد أمرني برجمك فما تقولين؟ تجيبني وإلا رجمتك، فقالت: لست اجيبك فاصنع ما بدالك فأخرجها فحفرلها فرجمها ومعه الناس، فلما ظن أنها قد ماتت تركها وانصرف وجن بها الليل وكان بهارمق فتحركت وخرجت من الحفيرة ثم مشت على وجهها حتى خرجت من المدينة فانتهت إلى دير فيه ديراني فباتت على باب الدير فلما أصبح الديراني فتح الباب ورآها فسألها عن قصتها فخبرته فرحمها وأدخلها الدير وكان له ابن صغير لم يكن له ابن غيره وكان حسن الحال فداواها حتى برئت من علتها واندملت ثم دفع إليها ابنه فكانت تربيه وكان للديراني قهرمان(1) يقوم بأمره فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت فجهد بها فأبت، فقال: لئن لم تفعلي لاجهدن في قتلك فقالت: اصنع ما بدالك فعمد إلى الصبي فدق عنقه وأتى الديراني فقال له: عمدت إلى فاجرة قد فجرت فدفعت إليها ابنك فقتلته فجاء الديراني فلما رآه قال لها: ما هذا فقد تعلمين صنيعي بك فأخبرته بالقصة فقال لها: ليس تطيب نفسي أن تكوني عندي فاخرجي فأخرجها ليلا ودفع إليها عشرين درهما وقال لها: تزودي هذه الله حسبك، فخرجت ليلا فأصبحت في قرية فإذا فيها مصلوب على خشبة وهوحي، فسألت عن قصته فقالوا: عليه دين عشرون درهما ومن كان عليه دين عندنا لصاحبه صلب حتى يؤدي إلى صاحبه فأخرجت العشرين درهما ودفعتها إلى غريمه وقالت: لا تقتلوه فأنزلوه عن الخشبة، فقال لها: ما أحد أعظم علي منة منك نجيتني من الصلب ومن الموت فأنامعك حيث ما ذهبت فمضى معها ومضت حتى انتهيا إلى ساحل البحر فرآى جماعة وسفنا فقال لها: اجلسي حتى أذهب أنا أعمل لهم و استطعم وآتيك به فأتاهم فقال لهم: ما في سفينتكم هذه؟ قالوا: في هذه تجارات وجوهر وعنبر وأشياء من التجارة وأما هذه فنحن فيها قال: وكم يبلغ ما في سفينتكم؟ قالوا: كثير لا نحصيه، قال: فإن معي شيئا هو خير مما في سفينتكم، قالوا: وما معك؟ قال: جارية لم تروا مثلها قط، قالوا: فبعناها، قال؟ نعم على شرط أن يذهب بعضكم فينظر إليها ثم يجيئني فيشتريها ولا يعلمها ويدفع إلي الثمن ولايعلمها حتى أمضي أنا، فقالوا: ذلك لك فبعثوا من نظر إليها، فقال: ما رأيت مثلها قط فاشتروها منه بعشرة آلاف درهم ودفعوا إليه الدراهم فمضى بها، فلما أمعن(2) أتوها فقالوا لها: قومي وادخلي السفينة قالت: ولم؟ قالوا: قد اشتريناك من مولاك، قالت: ما هو بمولاي قالوا: لتقومين أو لنحملنك فقامت ومضت معهم فلما انتهوا إلى الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها فجعلوها في السفينة التي فيها الجوهر والتجارة وركبواهم في السفينة الاخرى فدفعوها(1) فبعث الله عز وجل عليهم رياحا فغرقتهم وسفينتهم ونجت السفينة التي كانت فيها حتى انتهت إلى جزيرة من جزائر البحر وربطت السفينة ثم دارت في الجزيرة فإذا فيها ماء وشجر فيه ثمرة فقالت: هذا ماء أشرب منه وثمر آكل منه أعبد الله في هذا الموضع فأوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن يأتي ذلك الملك فيقول: إن في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي فاخرج أنت ومن في مملكتك حتى تأتوا خلقي هذه وتقروا له بذنوبكم ثم تسألوا ذلك الخلق أن يغفر لكم فإن يغفر لكم غفرت لكم فخرج الملك بأهل مملكته إلى تلك الجزيرة فرأوا امرأة فتقدم إليها الملك فقال لها: إن قاضي هذا أتاني فخبرني أن امرأة أخيه فجرت فأمرته برجمها ولم يقم عندي البينة فأخاف أن أكون قد تقدمت على ما لا يحل لي فاحب أن تستغفري لي، فقالت: غفر الله لك اجلس، ثم أتى زوجها ولا يعرفها فقال: إنه كان لي امرأة وكان من فضلها وصلاحها(2)، وإني خرجت عنها وهي كارهة لذلك فاستخلفت أخي عليها فلما رجعت سألت عنها فأخبرني أخي أنها فجرت فرجمها وأنا أخاف أن أكون قد ضيعتها فاستغفري لي، فقالت: غفر الله لك، اجلس فأجلسته إلى جنب الملك.
ثم أتى القاضي فقال: إنه كان لاخي امرأة وإنها أعجبتني فدعوتها إلى الفجور فأبت فأعلمت الملك أنها قد فجرت وأمرني برجمها فرجمتها وأنا كاذب عليها فاستغفري لي، قالت: غفر الله لك، ثم أقبلت على زوجها فقالت: اسمع، ثم تقدم الديراني وقص قصته وقال: أخرجتها بالليل وأنا أخاف أن يكون قد لقيها سبع ففتلها، فقالت: غفر الله لك اجلس ثم تقدم القهرمان فقص قصته؟ فقالت للديراني: اسمع غفر الله لك، ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت: لا غفر الله لك، قال: ثم أقبلت على زوجها فقالت: أنا امرأتك وكلما سمعت فإنما هو قصتي وليست لي حاجة في الرجال وأنا احب أن تأخذ هذه السفينة وما فيها وتخلى سبيلي فأعبد الله عز وجل في هذه الجزيرة فقدترى مالقيت من الرجال ففعل وأخذ السفينة وما فيها فخلى سبيلها وانصرف الملك وأهل مملكته.
(1) دمل - كسمع -: برئ كاندمل. والقهرمان هو الذى يقوم بأمر المرء وباشر اموره أو الخازن والوكيل الحاذق لما تحت يده.
(2) امعن الفرس: تباعد في عدوه.
(1) أى اجروا السفينة في الماء. (آت)
(2) أى كذا وكذا واسم كان وخبرها مقدر. (آت)

هذه القصة مقتبسة ومحورة من سفر أعمال وحياة النساء المقدسات إكزانثيب وبوليكسينا ورفقة، راجع الفصول أو الأصحاحات 26 و35 إلى 38 بالترجمة الإنجليزية
Life and conduct of the holy women Xanthippe, Polyxena, and Rebecca
ففيها بعض عناصر الشبه مع القصة الشيعية، منها هربها من زوجها الوثني وتقابلها مرتين مع لبوءة لا تأكلها وخطف والٍ أو حاكم لها ليستعبدها وهروبها، والرسول الذي أنقذ إحداهن كان فيليب قادمًا بسفينة بناء على وحي،....إلخ. أما قصة اتهامها بالفجور ورجمها فخيال إسلامي وتحوير لا وجود له في السفر الأصلي، بل السفر أبوكريفي هرطوقي يدعو لعدم ممارسة الجنس ولا الزواج إضافة إلى تغير دين المرأة عن زوجها الوثني وهو ما جعله يحبسها ويضطهدها وتهرب منه، حسب القصة البلهاء.
Life and conduct of the holy women Xanthippe, Polyxena, and Rebecca

ومن يتأمل ما نقله المجلسي في بحار الأنوار من كتبهم يجد نقلًا غزيرًا جدًّا كثيفًا من المواد الهاجادية والأبوكريفية بتوسع.



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-12-2018 الساعة 12:31 PM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2018, 08:51 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

أحوال الجنة – أبو موسى الحريري

جاء في كتاب قس ونبي/ باب حق القس على النبي/ أحوال الجنة:

أحوال الجنة

في القرآن العربي كما في التقاليد النصرانية جنة واحدة في أوصافها وأحوالها ومحتوياتها وأول ما يتوقف عنده الباحث في الجنة تلك المادية المفرطة من شهوات حسية متطرفة ومآكل متنوعة وملذات جسدية صاخبة وما يسترعى منا الاهتمام والانتباه تلك المقابلة القريبة بين جنة القرأن وفردوس مار أفرام السرياني 379 م
ترتفع الجنة القرآنية عن الأرض في مكان عال حيث يتكـئ الصديقون في جنة عالية 69 : 22 88 : 10 ويرون الهالكين تحتهم وهم فوق 7
: 44 ويحدد مار أفرام فردوســـــه في قوله أن قمم الجبال كلها تحت شرفـــة قمته ... يقبل قدمي الفردوس ويطأ الرؤوس كافة النشيد الأول 40 مار أفرام السرياني
ومساحة الجنة القرآنية لا تحد بل عرضها كعرض السماء والأرض 57 : 21 3 : 133 لها طبقات ودرجات المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم 8 : 4 واعتـــمد القرآن تصنيفا مبتدئا بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين 4 : 69
ويحدد التلمود درجات الجنة بسبع وعند مار أفرام ثلاثة أرضه ( الفردوس ) للتائبين ووسطه للصديقين وقمته للمنتصريين الشهداء وقبته سكنى الله النشيد الثاني 11 وعند القديس بولس ثلاثة كو 12 : 2
يقول القرآن الذين أتقوا ربهم لهم غرف من فوقها وغرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار 39 : 20
وفي الانجيل ما يشابه هذا القول في بيت أبي منازل كثيرة يوحنا 14 : 2
وللجنة أبواب يدخلها المتقون المؤمنون جنات مفتحة لهم الأبواب 38 : 50 سيق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها 39 : 73 والملائكة يدخلون عليهم من كل باب 13 : 23 وفي مقر الرؤيا لأورشليم السمائية سور شامخ له 12 بابا عليها 12 ملاكا وفي التلمود هناك بابان فقط للفردوس وعهد لاوي لا يحدد العدد
ومار افرام يؤكد وجود باب في قوله لأن الباب قد فتح فيا طوبى لمن يقدم منظومة القردوس 13 : 13 خذ مفتاح الفردوس لأن الباب لمبـادر إليك يتألق ويضحك لك الباب الفهامة يقيس الداخلين المرجع نفسه 2 : 2
أما السعادة القصوى في جنة القرآن كما في فردوس النصارى فتقوم على رؤية الله ومعرفته ورضوانه على المؤمنين الأبرار لهم جنات رضى الله عنهم وذلك الفوز العظيم 3 : 15 9 : 21 58 : 22
وسعادة الدنيا بمقابل سعادة الآخرة ليست سوى بهجة عابرة وخـــادعة والآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى 93 : 4 - 5 أعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ... وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 57 : 20 هذه هي كنوز الأرض حيث يرعى السوس والعث وينقب اللصوص بمقابل كنوز السماء حيث لا يرعى السوس والعث ولا ينقب السارقون
هذه السعادة تقوم على الفرح والسلام الدائمين إذ الجنة هي دار الســلام 6 : 127 حيث لا خوف ولا حزن أدخلوها بسلام آمنيين 15 : 46 ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 7 : 49
وهكذا هو فردوس مار أفرام حيث لا عناء فيه الفردوس 1 : 5 يسكنه الجمال لا عيب فيه والأمان لا القلق المرجع نفسه 5 : 12
لا يسمع الأبرار في الجنة أية كلمة كاذبة أو باطلة بل سلاما وأمانا لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قول سلاما سلاما الفرآن 56 : 25 وكل ضحكة صغيرة أو كبيرة تجر الويل والتعاسة ابن عباس يفسر 54 : 53 وهي لا توجد في الجنة ومن قول القرآن كل صغير وكبير مستطر القرآن 54 : 53
ويصف مار أفرام فردوسه الويل لمن يضيع في الضحك والثرثرة هذا اليوم الصالح للتوبة لأن التعاسة ستكون مجازاة الضاحكين
لا شمس حارقة ولا برد قارس في جـــنة القـــرآن بل وجوه يومئذ ناعمة وجوه ناضرة 75 : 23 مسفرة ضاحكة مستبشرة 80 : 38 لكـــآنك تعرف في وجوههم نضرة النعيم 83 : 24 وسبب ذلك أنهم لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا 76 : 13
وهو حال أصحاب الفردوس فقوارس البرد ولواهب الحر لا وجـــود لها في ذلك الموضع المبارك الشهي منظومة الفردوس 11 : 2
وفي سفر الرؤيا لن تلفحهم الشمس ولا السموم رؤيا 7 : 16 في ذلك اليـوم لا يكون نور بل قر وجليد زكريا 14 : 6 عكس ما هي عليه الجنة
أن أصحاب الجنة يصرخون ليل نهار بحمد الله ودعواهم فيها سبحانــك الله وتحيتهم فيها سلام وأخر دعواهم الحمد لله رب العالمين 10 : 10 35 : 34 وأصحاب الفردوس يصيحون بصوت جهير النصر لإلهنا .. الحمد والمجد والحكمة والشكر والاكرام والقوة والقدرة أبد الدهور رؤيا 7 : 9 - 12
أما وصف الجنة القرآنية وما فيها من ملذات فهي كما يلي للأبرار جنات تجري من تحتها الأنهار وترد هذه الصيغة في القرآن أكثر من 50 مرة وعيون ماء ترد هذه العيون حوالي 10 مرات ويعدد القرآن الأنهار بأربعة
واحد من ماء والثاني من لبن والثالث من خمر والرابع عسل مصفى 47 : 15 وهذه الأنهار الأربعة تذكرنا بأنهار سفر التكوين الأربعة وهي بحسب القـــرآن تعطي أحسن ما تنتجه الأرض كما هو حال أرض ميعاد العبرانيين التي يغزر فيها العسل واللبن والمياه .. تثنية 8 : 7 6 : 3 خروج 3 : 8 13 : 5
وتختلف خيرات الأنهار بحسب المصادر ففي التلمود لبن وعطر وعسل وخمر وفي رؤيا بولس الزيت بدل الماء وفي اسراء موسى العطـر بدل الماء وفي رؤيا يشوع بن لاوي الزيت والعطور بدل الماء واللبن وفي فردوس مار أفرام الخمر واللبن والعسل والزبد منظومة الفردوس 10 : 6
وتعود سعادة الجنة القرآنية إلى ما فيها من خيرات ومآكل شهية أكلها دائم 13 : 35 ومن فواكه كثيرة 43 : 73 38 : 51 يشتهونها 77 : 42 52 : 22 ويتخيرون منها ما يطيب لهم 56 : 20 فيها من كل الثمرات 47 : 15 يدنيها الله من يد المتقين ليسهل عليهم القطاف والأكل قطوفها دانية 69 : 23
وذللت قطوفها تذليلا 76 : 14 فسره الجلالان بينالها القائم والقاعد والمضطجع
هكذا حال فردوس مار أفرام فالثمار من كل طعم في مطال اليد المنظـومة 9 : 4 وأخص فواكه الجنة الأعناب القرآن 78 : 32 والنخل والرمان القرآن 55 : 68 ولحم الطيور 56 : 21 52 : 22 لكأنها وليمة مبسوطة أمام الأبـرار حيث الأكل الدائم 13 : 35 ويصفها مار أفرام أيضا أن الـأبرار ... وجدوا الفردوس مائدة الملكوت مبسوطة أمامهم أو هي وليمة الملكوت طوبى لمن استحقـــها المنظومة 2 : 5 7 : 24 7 : 26 11 : 15
مشروب الجنة القرآنية المفضل هي الخمر وتشرب في أكواب وكؤوس وأباريق وصحاف من ذهب وآنية من فضة 43 : 71 56 : 18 76 : 15 78 : 34 ..... إلخ يشربها الصالحون كأسا من معين بيضــاء لذة للشاربين لا تغتال عقل الانسان ولا تسكره كخمرة الدنيا
يقول القرآن يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون 37 : 45 - 47 لا تعرض الأبـــرار إلى الكلام الباطل أو إلى الأثم والكذب 52 : 23 أنها خمرة طيبة من رحيق مختوم 83 : 25 أى من قدم الدنيا في عتقها أنها شراب طهور 76 : 21
مزاجه الزنجبيل والكافور 76 : 17 لقد أصبحت الخمرة في الجنة حلالا طيبا بعدما كانت على الأرض محرمة على المؤمنين
وخمرة الفردوس الأفرامي لا تقل جودة عنها في جنة القرآن ومن يمتنـع عنها هنا نالها هناك بسخاء من صام عن الخمر زاهدا هفت إليه دوالــي الفردوس واحدة فواحدة تنيله عنقودها منظومة 7 : 18 وهي كخمرة التلمود التي احتفظ بها الله منذ اليوم السادس للخليقة
يستريح الأبرار في جنة القرآن على سرر مرفوعة ومصفوفة متقابلين بعضهم تجاه بعض 37 : 44 لكل منهم غرفة يلقون فيها تحية وسلاما 25 : 75 وغرف مبنية تجري من تحتها الأنهار 39 : 20 هم فيها آمنون 34 : 37 يتكئون على الأرائك مع أزواجهم 36 : 56 وهم ينظرون منها نضرة النعيم 83 : 23 ينبسطون على فرش مرفوعة 56 : 34 بطانتها من استبرق 55 : 54 ويلبسون ثيابا نضرة خضراء من سندس واستبرق وحريــــر ويحــلون بأساور من ذهب ولؤلؤ 18 : 31 44 : 53 76 : 21 22 : 23 35 : 33
ويتوسدون رفرف خضر وعبقري حسان أى أوسدة خضراء وطنافس جميلة 55 : 76
وهو حال المخلصين في فردوس مار أفرام يتنعمون بمآكل وألبسة ولذات لا حدود لها ولا نهاية وهم بعد آدم وحواء اللذين أضاعا ثيابهما قد استرداها جديدة بيضاء منظومة الفردوس 6 : 9 يستحقون الطوبى والحلل الزاهية البيضاء طوبى لمن استحق أن يرى حلتهم ذكور وأناث يشتمــلون بلباس من نور يحجب ألقه ملامح السوءة
وكل واحد منهم التحف الضياء المنظومة 6 : 23 ولبس النور هؤلاء المخلصون ويصفهم مار أفرام يولون الأشجار خلال الهواء الطلق تحتهم الأزاهير وفوقهم الثمار سماءهم تمر وأرضهم زهر ... غمامة فوق الرؤوس مظلة من تمر وبساط تحت الأقدام منبسط من زهر 9 : 5 ثم يوجز النعيم بقوله أثمار قدسية حلل نورية أكاليل مشعة مناعم ولا عناء لذة بلا رعب عرس أبدي ولا نهاية 14 : 8
وما يزيد في البهــــجة في جنة القرآن جمالها الفتان وملذاتها العارمة حوريات خلقهن الله حديثا وخصيصا للمتقــــين الأبرار 56 : 35 هن أبكار على الدوام 56 : 36 لهن من العمر 33 سنة لا يكبرن عنها أبدا تفسير البخارى والزمخشري
وإلى هذا العمر يشير كتاب رؤيا يوحنا المنحول [ويقول أن كلالبشر سيقومون يوم القيامة العامة بعمر الثلاثين]
ويقوم في خدمة اصحاب جنة القرآن وأزواجهم غلمان وولدان مخلدون 56 : 17 76 : 19 كأنهم لؤلؤ مكنون 52 : 24 إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 76 : 19
أما الخدمة عند مار أفرام تناط بنسيمات الهواء يقول تهب النسيمات الطيبات من كل لون يحملن الأطباق ... والمدعوون المولمون لا يبرحون ... حيث الخدام يخدمون ولا يتعبون النسيمات يتنقلن أمام الأبرار تخف الواحدة بالطعام والأخرى تصب الشراب هبوب تلك سمن ومهب هذا رواء
من رأى قط نسمات يأتين بنفحات تؤكل وأخرى بنفحات تشرب واحدة تنفح بندى وأخرى بطيب ... نفحة ترويه ونفحة تشبعه نسيم يرفهك وآخر يلذذك واحد يسمنك وأخر ينعمك .. المنظومة 9 : 6
لا أقول أن القرآن العربي نقل مباشـــرة عن مار أفــرام السرياني أو من سواه ولا أقول أن محمدا كان مطلعا على شوارد الجنة النصرانية أو ألم بأوصافها كلية
بل نقول أن كتابات مار أفرام كانت شائعــة في الكنيسة الســريانية النصرانية ومعروفة كتاباته لدى جميع آباءها وكتابها والصلة بين القرآن ومؤلفات الكنيسة السريانية لم تكن فقط نتيجة جو عام عاشه محمد وأخذ عنه
بل كانت بواسطة تعاليم ونصوص عرفها شفهيا وكتابة بواسطة معارفه الشخصية واحتكاكه المباشر ببعض مؤلفات السريان
وكان الكلام على الجنة وأحوالها من أبرز ما اهتمت به الكنيسة السـريانية في كرازتها وتقواها
وجاءت تقوي القرآن في الآخرة والميعاد قريبة الصلة يالمفاهيم الدينية التي كانت مسيطرة في الكنيسة السريانية في زمن محمد وقبله

وجاء في بحث لباحث مسيحي بعنوان أثر النصرانية في المعرفة المحمدية:

والحديث في المصادر السريانية يطول جداً، لذا أختصرها بذكرها أهمها، وهي أفكار مار أفرام السرياني، ولاسيما تلك المتعلقة بالجنة والخلود. إن الدارس لهذه الأفكار لن تفوته التشابهات الكبيرة والقاسم المشترك مع الفكر المحمدي المعلن في القرآن. ولعل الأسباب التي استدعت إلى ظهور أفكار أفرام عند محمد تعود إلى أن الرهبان المنتشرون في الجزيرة العربية قدموا بغالبيتهم من بلاد النهرين، حيث ولد أفرام وعاش وعلم في مدرسة الرها ونصيبين وترك فكره مبلغ الأثر في تلامذته.
برهن المستشرق تور أندري في أبحاثه ببراعة القرابة بين الفكر الأفرامي والنص القرآني فيما يتعلق بالبعث والجنة وما فيها من أطايب.[119] وفي هذه التشابهات يقول جعيط: "أنه يصعب على المؤرخ أن يعتبر أنها من محض الصدفة... ذلك أن التشابهات ليست فقط في الفكر بل في التعابير والصور والاستعارات". [120] وبهذا الصدد يقول الأب جوزيف قزي: "لا أقول إن القرآن العربي نقل مباشرة عن مار أفرام السرياني أو عن سواه ... بل إن أفكار مار أفرام كانت شائعة في الكنيسة السريانية...والصلة بين القرآن ومؤلفات الكنيسة السريانية لم تكن نتيجة جو عام عاش فيه محمد وأخذ عنهن بل كانت بواسطة تعاليم ونصوص عرفها شفهيا وكتابة على السواء".[121]

لعل اهتمام محمد الزائد بالمصادر السريانية هو ماحث زيد على تعلم اللغة السريانية، ليترجم مابين يدي محمد من كتب وضعت بهذه اللغة. ونظراً لما جاء في قرآنه من تعبيرات تشتق أصلاً من هذه اللغة، جعل الباحثين يقرؤون القرآن بعيون سريانية آرامية، ليبينوا دور أفرام فيما نزل على محمد من قرآن بلسان سرياني مبين، ويضيفوا رأيا هاما إلى جملة الآراء التي قالت بنصرانية الإسلام. [122]
------------------------------
119–
Tor Andrae, Les Origines de l Islam et Christanisme, Trad. J. Roche, Paris 1955
Tor Andrae, tr. Theophil Menzil, Mohammad: the Man and his Faith, N.Y.1936.
هنا عينة مما كتبه أفرام للمقارنة: "شاهدت مقامات الأبرار، وإذا الطيوب تقطر منهم، والروائح العطرة تفوح من أعطافهم، وأكاليل الزهور تزين رؤوسهم ... حين يتكئ الأبرار إلى المائدة تجود عليهم الأشجار بأظلالها ... تهب النسيمات الطيبات، من كل لون. يحملن الأطباق ... والمدعوون الملمون لا يبرحون ... حيث الخدم يخدمون لا يتعبون ... النسيمات في الفردوس يتنقلن أمام الأبرار، تخف الواحدة بالطعام، والأخرى تصب الشراب. هبوب تلك مسمن، ومهب هذه رواء ... نسيم يرفهك، ونفح يلذذك. واحد يسمنك، وآخر ينعمك ... من امتنع عن الخمور في الدنيا تتوق إليه الخمور في الفردوس، وتمتد إليه كل نبتة من الكرمة بعنقود عنب. ومن عاش عفيفا استقبلته العناقيد (الحور) بحضن نقي طاهر". (عن كتاب "قس ونبي" ص 162 – 164 و تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، فيليب حتي، ج2 ص 144 – 145)

[هنا يشبه أفرام بأسلوبه الشعري الشاعري الشرقي السرياني العناقيد بإناث لها صدور دافئة طاهرة، ولعله ما حوره محمد إلى نساء (حور) كواعب أترابًا أي لهن أثداء مكتملة النمو، والتعفف في اللغة العربية يعني الترفع عن الصغائر والرذائل والمعايب وليس العفة الجنسية بمفهومها الديني فقط- لؤي عشري]
120 - هشام جعيط – تاريخية الدعوة المحمدية في مكة، ص 167 – 172
121 - قس ونبي"- حق القس على النبي- التشابه- في أمر الجنة 163
122 - منهم مؤلف كتاب "قراءة سريانية آرامية للقرآن" "Die syro-aramäische Lesart des Koran". C. Luxenbergويفترض الكاتب، أن القرآن كتب بداية بمزيج من العربية والسريانية، اللغة المنطوقة والمكتوبة السائدة عند العرب حتى القرن الثامن. لذا احتوى على الكثير من اللغة الغامضة وغير القابلة للتفسير، وأن الكثير مما جاء به هو وفقا للنحو السرياني وليس النحو العربي، الذي وُضعت قواعده فيما بعد عن يد أعاجم لم يلمّوا بأصول لغة القرآن. وعليه يؤكد لزوم قراءة النص القرآني وتفسيره وفهمه في إطاره الزمني مجردا من المؤثرات السياسية اللاحقة، وفي انسجام عناصر اللغتين العربية والسريانية. القرآن عنده بالسريانية هو"قريانا"، أي "كتاب الفصول"، الذي ترجمت محتوياته ليس لتأسيس ديانة جديدة، وإنما لنشر ديانة قديمة. يعطي المؤلف لبعض من آيات القرآن قراءة جديدة، برفع أخطاء التنقيط وإرجاع الدلالة إلى الجذور السريانية. من جملة المفاهيم التي تصححها قراءته "حور الجنة". ففي تحليل للآيات يبيّن لغويا وموضوعيا نسبة المصطلحات إلى نصوص سريانية معروفة بالـ "ميامر" ألفها أفرام السرياني عن الجنة، وأن لفظة "حـور" صفة سريانية للعنب الأبيض، كما أن "عين" صفة اسمية تعبر عن صفاء وبريق الحجارة الكريمة التي ينعت بها القرآن نصاعة العنب الأبيض، فيشبهه باللؤلؤ المكنون. أما في أمر "الولدان المخلدون"، فقد تبيّن أن المراد بالولـدان هي "ثمار"، وفقا للمرادف السرياني "يلـدا". فتوجّب قراءة "مجلدون" بدلا من "مخلدون". وهكذا أصبحت الآية تفيد بأن ثمار الجنة تؤكل مجلدة (باردة)، بخلاف أهل الجحيم "الآكلون من شجر من زقوم … فشربون عليه من الحميم".

وجاء في بحثٍ للقس بولس فغالي بعنوان (من الكتاب المقدس إلى الآباء السريان/ الفصل العشرون: الأزمنة الأخيرة عند أفرام السرياني) :

والفردوس وليمة، تحمل فيها الريحُ الطعامَ من شجرة إلى شجرة (9/9)
من رأى وليمة في لبِّ شجرة!
وثمارًا من كلِّ طعم في مطال اليد
نُظمت واحدةً إلى أخرى
تدنو على مزياتها:
الثمارُ للمأكل والمشرب
وللغسل الندى، والأوراق للنشف،
هو كنز لا ينضب لسيِّدٍ هو الغني (9/4).
وتجتمع في هذه الوليمة صورة الغمامة والمظلَّة (أو: الخيمة)، خيمة البرِّيَّة حيث يقيم الربُّ مع شعبه.
يُولمون في الأشجار خلَلَ الهواء الطلق
تحتهم الأزاهير وفوقهم الأثمار
فسماؤهم ثمر وأرضهم زهَر
من سمع قطُّ أو رأى
غمامةً فوق الرؤوس، مظلَّةً من ثمر
وبساطًا تحت الأقدام منبسَطًا من زهر (9/5).

أقول (لؤي عشري): قارن قول القرآن {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)} الحاقة

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15) } سورة محمد

{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) } الحاقة

... فالفردوس جنَّة. والفردوس وليمة، والفردوس مائدة، والفردوس ملكوت. وأخيرًا الفردوس خيام ومظالّ.
أمّا الخيام في الفردوس فهي الأشجار
موسى علَّم الجميع أسفاره السماويَّة
زعيمُ العبرانيّين لقَّننا دروسه
التوراةَ كنز الوحي.
من خلالها تكشَّفت قصَّة الجنَّة
موصوفًا مرئيُّها، ممدوحًا خفيُّها
مقتضبًا خبرُها، مذهلةً أشجارُها (1/1).
أيَّ أشجار يذكر أفرام؟ التينة أوّلاً. هي حاضرة في أرض الرها كما هي حاضرة في أرضنا: مرآها، رائحتها، طعهما، لـمْسها.
لكنّي رأيتُ في سياجه (= الفردوس)
التينات الصوامت
وقد كنَّ لرأس الأثيمين الأوَّلين إكليلين بهيَّين
لكأنَّ أوراقهنَّ، على العريان، يعلوهنَّ الخجل.
وعاد أفرام إلى سفر التكوين (3: 7) وإلى ما فعله آدم وحوّاء بعد أن خطئ: «فخاطا من ورق التين وصنعا لهما مآذر». فالتينة ثمرها حلو، وقيل في الأمثلة القديمة: خلقتُ لكم كلَّ شيء حتّى التين. والأرض التي أعطاها الربُّ لشعبه: «أرض... تين ورمّان» (تث 8: 8). وحين تململ الشعب من الحياة في البرِّيَّة، قال: «في هذه الأرض، لا تينَ ولا كرم ولا رمّان» (عد 20: 5).
لا تستطيع العيون الكليلة
أن تحدِّق إلى أشعَّة جماله السماويّ
فالتين أشجاره أسماء أشجارنا
وبأسماء تيننا سُمِّي تينُه
وأوراقه الروحيَّة لبست جسمًا ملموسًا
فأشبه اللباسُ اللابسَ (11/8).
«الأوراق الروحيَّة». منذ البداية ينبِّهنا الشاعر القدّيس أن لا نتوقَّف عند الصور المادِّيَّة، بل نرتفع إلى الأعالي، إلى «الجمال السماويّ». فجمال الأرض يوجِّهنا إلى خالق ذلك الجمال، إلى الله.
لكنَّ الفم لا يقدر أن يكفي الداخليَّ أوصافَه
ولا يوفّي حتّى الخارجيَّ محاسنَه
بل يقصر حتّى أن يوفّي زيَنَ سياجه الساذجة
حقَّ وصفها:
فإنَّ ألوانه لزاهية وعطوره لمدهشة
ومحاسنه لمشتهاة وطعمه لفاخر.
وفي وسط هذه الجنَّة، شجرة الحياة التي هي صورة عن المسيح، ذاك الشمس بأوراقها المشعَّة، والتي تنحني قدَّامها كلُّ الأشجار كما أمام ملكها. ونستعين بأغصانها كما استعان السرافيم بأجنحتهم قدَّام الله. ذاك ما رواه إشعيا حين دعاه الربّ: «السرافيم قائمون، ولكلِّ واحد ستَّة أجنحة، باثنين يستر وجهه، وباثنين يستر رجليه...» (إش 6: 2).
لعلَّ الشجرة المباركة، شجرة الحياة
بأشعَّتها هي شمس الفردوس.
لقد صقل أوراقَها وطبعها بطابعه،
الجمالُ الروحيّ الضافي على الجنَّة
تنسَّم الريحُ على الأشجار كأنَّك بالجنس يسجد
أمام قائده، ينحني أمام مليكة الأشجار (3/2).
* * *
إذا كانت أشجار الفردوس كافَّة،
كلُّ واحدة منهنَّ تلبس المجد،
وتتعطَّفُ بالبهاء،
السرافون بأجنحتهم، والأشجار بأغصانهنَّ
يتحجَّبون لئلاَّ ينظروا إلى سيِّدهم... (3/15).

أقول (لؤي عشري): قارن مع ذكر القرآن للخيام في الجنة، وهو تصور بدائي بدوي، والتصوير الشعري عند أفرام السرياني أرقى وأروع، فقد شبه تظليل الأشجار الكبيرة للبشر بالخيام.



التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 10-16-2018 الساعة 05:26 PM.
:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018, 08:51 PM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي تنويه

قمت بتحديث الموضوع والإضافة عليه. وفي موضوع القبر المحفور ومواضيع عرض كتبي غيرت رابط كتاب أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية والهرطقات وكتابات آباء الكنيسة، إلى الاصدارة الأحدث المتضمنة هذه البحوث الجديدة



:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لمعتقدات, مثال, آخر, مسير, الإسلام, الأسطوري, السماء, الكنيسة, والأخرويات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هلوسات آخر الزمان Buccaneer استراحة الأعضاء 358 01-24-2024 05:58 PM
هل الانسان في الإسلام مسير ام مخير هادم الاديان ساحة الاعضاء الجدد Ω 0 05-28-2019 12:36 AM
السلام تحية الإسلام المحاور ساحة الاعضاء الجدد Ω 7 03-08-2018 04:44 PM
الرق فى الأسلام بمنظور آخر كولومبو العقيدة الاسلامية ☪ 27 08-18-2016 09:58 PM
الإعجاز العلمي عن تنزيل الحديد من السماء : مثال على تهافت الإعجازيين المسلمين orpheus ساحة الكتب 5 07-28-2015 05:17 PM