شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 05-19-2019, 10:17 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
4er333 هرة يحبها أحمد مؤبدا - بقلم صديقى احمد بن تحتمس

هرة يحبها احمد مؤبدا 1

استيقظ احمد من نومه متلهفا على الحديث معها. انه المصرى العذراوى السبتمبرى العاشق الثلاثينى لهذه الناضجة السورية المتزوجة وذات العيال الحوتية المارسية الاربعينية التى التقاها بالفيسبوك. هرة يحبها احمد مؤبدا.. او هدوء الياسمين الاسطورى المبارك.. قطة سوريا وسائر المشرق.

لقد تطابقت ميولهما التنويرية والعلمانية واللادينية جدا. فى حواراتهما التى دامت لسنوات. واعجب بروحها الحلوة وانوثتها الطاغية فى لسانها وكلامها وملامحها وابتسامتها وبدنها. لكن كان يمنعه من تحقيق حلمه بالاقتران بها. انها متزوجة وتحب زوجها. وبعد المسافة بين مصر وسوريا او بين كسله وارادته. راها اما له واختا كبرى وحبيبة فى ان واحد. يحبها رومانسيا جدا وانسانيا ويشتهيها جسديا جدا ايضا.

ذات يوم وهو يمر فى سور الازبكية بحثا عن بعض الكتب. عثر على كتاب عن السفر عبر الزمن ووسائله. كان كتابا غريبا ونادرا. لم يسمع يوما ان السفر عبر الزمن قد تحقق بالفعل. فاصل فى الثمن مع البائع صديقه. واخذه بثمن كبير رغم المفاصلة. قال له انه كتاب عجيب ونادر ومجرب وعليه الا يعطيه لايدى غير امينة. وطالبه ان يقرا او يتلو القسم فى اول الكتاب ويعاهد الاب الكونى واسرته على الوفاء بالعهد والا عوقب بشدة.

انتاب احمد مزيج من الفضول والخوف مما قاله البائع والتعليمات التى لقنها له. عاد بالكتاب المجلد القديم الى منزله. والقى التحية على امه التى يحيا معها بمفردهما. جلس فى غرفته امام مكتبه وحوله تدور مكتبته الواسعة الشاسعة. وامسك بالكتاب يتفحصه. كان مقفلا الان. ما الذى اقفله. كأن الجلد ملتحم بالورق فى مستطيل او متوازى مستطيلات واحد. لمسه بحنان وفكر فيها. فبدا الجلد ينحسر وينفك الالتحام ويظهر جانب الورق .. عجيب .. فتح الكتاب العجائبى وقرا. قضى يومه كله يقراه بتركيز. مر على طرق كثيرة للسفر عبر الزمن لكنها تحتاج لتصنيع ادوات هندسية او فلكية خاصة. ليس لديه قطع غيارها ولا يعرف اصلا كيفية تركيبها. تحتاج الى مهندس او ما شابه. لكنه توقف اخيرا عند طريقة بالتركيز والايحاء والتنويم المغناطيسى الذاتى. تشبه جدا ما فعله كريستوفر ريف فى فيلم صمهوير إن تايم. قرا الطريقة بكل تفاصيلها ولم يصدق انها بهذه السهولة ودون حاجة لالات ولا ادوات. فقط تحتاج لصفاء ذهنى وتركيز عقلى بحت. فاذا ركز جيدا فى العصر الذى يريد العودة اليه بالمكان واليوم والساعة. واغمض عينيه. سرعان ما ينتقل بجسده وروحه وكل كيانه الى هذا العصر بالمكان والوقت واليوم والساعة بالضبط كما اراد. قرر ان يعود الى عام 1974 عام ميلاد حبيبته الحسناء وقبل ولادته هو بسبع سنوات فقط ليرى قصتها من بدايتها. او لعله يعود الى بعدها بعشر سنوات حين كانت طفلة ليشترى لها بعض البونبون والحلوى ويبقى معها يوما او يومين. او حين تزوجت فى التسعينات. يريد ان يرى صندوق مجوهراتها واقراطها الذهبية والمجوهرة واساور يدها وذراعها وخلاخيلها. يريد ان يعيش كل مراحل حياتها ويراها ويلتقيها فيها.

لعلهما عشاق ومتزوجين فى كوكب او كون موازيين. او زمن مضى او زمن لاحق. ما يعلمه ان روحه ملتصقة بروحها منذ القديم لعل ذلك من الاف السنين. لعلهما عشاق ومتزوجين فى حياة سابقة تناسخية. كم يتمنى لو روحها وبدنها ينقسمان ويلدان نسخة له كما نسختها التى مع زوجها واولادها.

ولكنه الان قرر ان يركز ليذهب اليها وهى شابة فى ضيعتها المليئة بالينابيع قبل ان تتزوج. ركز بعينيه مغمضتين وبعقله وبدا يتكلم كلمات الايحاء. ليعود اليها وهى شابة فى 1994 قبل زواجها. فتح عينيه ولفحه الهواء العليل ووجد نفسه وسط حقل قمح وشعير. والساعة متاخرة بالثانية صباحا. راها مقبلة مع اسرتها لتقوم بالحصاد. ترتدى كنزة وبنطال جينز. جميلة جدا جمالها براق ووجهها البسام الذى عرفه وهى اربعينية كان رائعا وهى عشرينية تماما مثل روعته بالعصر الحالى. كم يود لو يذهب فيقبل خدها وهى وسط اهلها. بل ويخطفها ممسكا بيدها ويركضان معا مبتعدين عن اهلها وليكن ما يكون. يود لو ينتحى بها جانبا ويجلسان تحت تلك الشجرة الضخمة الجذع جدا والكثيفة الاوراق. تجلس "هرة يحبها احمد مؤبدا" او "هدوء الياسمين الاسطورى المبارك" حافية القدمين ببساطة وكسل جواره. يتناجيان بمشاعر الحب.

كل هذا دار بخلد احمد. وهو يراها قادمة مع اهلها من منزلها البعيد بكيلومترين عن ارضها وحقلها. والقمر البدر ليلة تمامه قد اضاء وجهها بشدة وتوحد معها. فاصبحت بدر الارض كما انه بدر السماء. ذلك البياض العجيب فيها كم يعشقه ويهيم به. نطق دون ان يشعر: كم احبك يا ماما. يا اختى. يا حبيبتى. يا زوجتى... حين احببتك كتب حبى لك قسيمة زواج بينى وبينك. لا يهم ان نلتقى بالحاضر او الواقع. لا يهم ان تتركى زوجك او اولادك او اسرتك من اجلى. ولا افرض عليك ايا من ذلك. لكننا متزوجين بالفعل بتوقيع حبى لك.

تنهد احمد واختبا خلف شجرة يراقب هرته الحمصية الطرطوسية الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. ويستمتع بهدوئها وطيبتها .. هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. جلس على الارض المعشوشبة يراقبها وهى تغنى اغانى الريف السورى.. وتحصد بالمنجل سيقان القمح والشعير.. انهم يعملون منذ ما بعد منتصف الليل وحتى التاسعة صباحا. ظل واقفا يراقبها وهى تحصد المحصولين مع اهلها. لا يمل. والهواء الصيفى يلفح وجهه. كم يود لو يقترب منها ويمرر يده على شعرها وظهرها بحنان وهى تفعل ما تفعله. او يمسك يدها اليسرى حين لا تعمل بها شيئا احيانا. او يضع خده على خدها ويشم عبق شعرها ويتامل عن قرب الملتحم جمال وجهها الهادئ الياسمينى الاسطورى المبارك. ولكن يستحيل ان يستطيع فعل ذلك وهى لا تفارق اهلها ابدا وهم من حولها. ليتها تشرد عنهم بعيدا قليلا لعله يتسنى له حينها ان يكلمها ويتقرب منها ويعبر لها عن حبه وشوقه.

نعس قليلا ثم استيقظ عند الفجر. فوجد الاخرين قد ناموا قليلا. وهى جالسة وسطهم تتامل السماء بفضول شديد. تحب الفلك مثله. نظر حيث تنظر فوجد زحل والمشترى والزهرة كنجوم صغيرة فى السماء. ثم نظر فراى كوكبة العذراء وكوكبة الميزان وكوكبة العقرب. وراى عيون غرام "هرته التى يحبها احمد مؤبدا". او "هدوء الياسمين الاسطورى المبارك". معلقة بالبدر. يا لشبابها وبراءتها وبساطتها. كم هى جميلة وحلوة بيضاء كالقشدة.

وجدها قد نهضت من بيت اهلها. وقررت الوقوف عند تبة قريبة معشوشبة. وجلست تحت شجرة ضخمة الجذع هناك. شعر بانها فرصته. اقترب منها والقى عليها التحية وجلس. فزعت وقالت بلهجتها السورية الحلوة. من انت ؟. قال: اسمى احمد. قالت: وماذا تفعل هنا. ثم لهجتك. هل انت مصرى. قال: نعم. انا اعرفك ولكنك لا تعرفينى. لعلك عرفتنى فى كون موازى او كنا زوجين عاشقين. لعل.. لا بالتاكيد نحن زوجان عاشقان فى ارض موازية او كون موازى يا عزيزى. لعلك ستعرفيننى فى المستقبل. لعلنا رفعنا او سنرفع على يد الهة الاوليمب او عين شمس او الاقصر او اثينا او اسكندنافيا الى السماء لنصبح نجمتين اضخم من الشمس مئات المرات ونبعد عن الارض مئات السنين الضوئية. ما يدريك يا غرام.

نظرت اليه بوجهها البسام الطيب الودود وقالت بدهشة. ومن اين تعرف اسمى ؟ مد يده وسلمها مظروفا يحوى رسالة وملفوف باناقة بشريط ساتان. قال: لا تقرايه الا فى بيتك ووحدك. ثم قبل خدها وشفتها. وانحنى ليقبل يدها وقدمها. استغربت مما يفعل. ولكن شئ ما منعها من شتمه او ابعاده. تلقت القبلات فى صمت. ووجدته يعانقها ويضمها ويشمها ويبكى متهدجا لمدة طويلة لا تدرى كم بقيت فى حضنه لعله عشر دقائق او نصف ساعة حتى ثم نهض وانصرف. نادت عليه. انتظر لم اعرف اسمك. من انت.

قال بابتسامة حزينة وهو يبتعد. انا هو.

ابتعد كأن لم يكن.

اختبأ احمد على مبعدة من غرام التى عادت الى اسرتها بعدما بقيت تهضم ما فعله وقاله فى حيرة لمدة طويلة. استيقظ اهلها واكملوا الحصاد ووضعوا المحصود فى المخزن الغلالى. وفى التاسعة صباحا ككل يوم انصرفوا الى منزلهم. تتبعهم احمد دون ان يلاحظه او تلاحظه غرام التى كانت تسير بطريقة مختلفة الان. كانت تسير فى الثانية بعد منتصف الليل. بطريقة عادية ملولة وربما حزينة. الان تسير فى سعادة ودلال انثوى غريب. وجذل. كانت تتحسس من ان لاخر جيب بنطالها الجينز فى حنان. اذن هنا خبات رسالته.

وصلوا الضيعة اخيرا وعرف احمد منزلها. انتظر بعض الوقت ثم نظر من نافذة المنزل فوجدهم جالسين يتناولون الفطور معا. كانت غرام تضحك وتثرثر وتتناول الطعام بنهم. لقد بعث فيها روحا جديدة. كشف جانب المراة الجذلة المرغوبة من تحت الطبقة الباردة الخامدة الاولى فيها او عليها.

انتهوا من تناول الفطور. ودخلوا ليناموا. اسرع احمد يتتبع حبيبة قلبه غرام من النوافذ. حتى وجدها دخلت غرفة بالدور الارضى قريبة من الفسحة السماوية ذات الفسقية التى تناول فيها اهلها الفطور. التف حول المنزل الى جانبه الاخر ووجد نافذة غرفة غرام اخيرا. نظر بحذر. سمع مواء هررة صغيرة وامهن. اولادها اولاد غرام. هرة تربى هرة واولاد هرة. قالت غرام. كيف حالكن اليوم. اشتقتن لى. كم احبكن يا جميلات. ساحكى لك اليوم يا امهن عن هذا الشاب المصرى الوسيم الابيض الممتلئ الذى التقانى اليوم فى ارضنا خلال نوم اهلى مستريحين قليلا من عمل الحصاد. كم هو وسيم ولطيف ووضئ. قال احمد فى نفسه. بل انت الفاتنة الوضيئة البسامة لقد كنت تجلسين وسط اهلك وانتم تتناولون فطوركم. وكنت تلمعين ببريق غير عادى عجيب كأنك الشمس او نجم قلب العقرب. او احدى شموس كوكبة الجبار. او القمر او الزهرة يا غروم يا حلوة. وهم من حولك فضاء اسود خاو.

شاهد احمد غرام وهى تطعم قططها. وانصرفت القطط خارج الغرفة بعد احساسهم بالشبع. واخذت غرام تبدل ثيابها. حتى صارت عارية وحافية تماما. كانت فاتنة البدن مثل تماثيل برنينى او كانوفا. او مثل لوحات روبنز. تاملت بدنها فى المرآة مطولا. تتلمسه فى حنان وحب. وتسترجع قبلات هذا الشاب المجهول لها. تناولت بعض اقراطها واساورها وخلاخيلها وارتدتها. ثم ارتدت ثوب نوم بحمالات كومبليزون قصير اسود اللون ساتان له كرانيش دانتيل. كانت تدويرة عجيزتها النصف عارية شديدة الاغراء والنصوع. وساقاها مكشوفتان وكذلك ذراعاها وبداية صدرها. استلقت الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. على الفراش. وتناولت من مكتبتها المجاورة للفراش احدى رواياتها وكتبها المفضلة وفتحته وبدات تقرا. كم كان احمد يود لو يدخل الغرفة ويستلقى جوارها يضمها ويقبلها ويقبل مجوهراتها وحليها التى ترتديها. اخفت غرام الخطاب الذى اعطاه لها فى طيات الكومودينو جوارها تحت بعض جواربها الطويلة وسوتياناتها. بعدما تشممته وتحسسته. قررت الا تقراه بل ستدخره للمستقبل لعله يزورها ويعطيها غيره. ما جدوى ان تقراه وتتعلق به وهو وهم وخيال. وهى واقعية بطبعها. لو ارادها فليتقدم لها ماذا يمنعه. او لعله يتسلى. لولا الخطاب لقالت انه وهم بالفعل تخيلته خلال الفجر. روح الحقل ربما او روح حفيد تحتمس الثالث.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:19 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 2

لعله يا فتاة. روح حفيد تحتمس الثالث نابليون الشرق القديم. الذى اقام الامبراطورية المصرية الممتدة من ليبيا الى تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين. والى السودان. جاءت تتفقد حفيدة احدى زوجاته الملكيات السوريات. جاءت تعيد الغرام القديم مع الحفيدة غرام.

تنهدت غرام. وتوقفت عن القراءة وجلست على مقعدها امام مرآتها الكبيرة. تمشط شعرها الطويل الناعم الوفير الغزير. بتراخ ودلال وتشرد فى هذا الغريب. لو تعلم كم هو متمرد وغربى الطباع ربما اكثر منها لما تركته يفلت من يدها ومن حياتها. لقد ضاق ذرعا بالقمع العربى البدوى الشرق اوسطى للحريات الدينية والسياسية والابداعية والجنسية. وبالاخوانية والسلفية والازهرية.. لو تعلم ما يحيق ببلادها سوريا بعد عقدين فقط او اقل وبعد انتشار وباء التحجب والتنقب والالتحاء. وزوال كل محبة شاملة او سلام شامل او حريات. مع صعود التعصب الاسلامى والعروبى والعداوة تجاه اسرائيل وتجاه الحضارات القديمة الاصلية وتجاه القيم الغربية والاممية والعالمية وتجاه الصين وروسيا وايران واوروبا وامريكا.

كان فى غرفتها مكتب وعليه وعلى الحائط جواره لوحات رسمتها بفرشاتها وبموهبتها. كانت غرام رسامة ماهرة. تشكيلية. منذ نعومة اظافرها وهى ترسم روائع من الطبيعة الغناء الخضراء السورية حولها وفى ارجاء سوريا بالساحل وبالداخل. كما ترسم وجهها من المرآة ووجوه اهلها واصدقائها واقاربها. وتقلد لوحات الرسامين الكبار منذ ميكلانجلو ورفائيل الى روبنز وجويا وغيرهم.

وكان احمد يعلم ذلك عنها من قبل من حوارها معه على الماسنجر فى المستقبل. ولذلك لم ياتى اليها وحده. بل احضر معه ادوات نحت الصلصال ونحت الجص وايضا ادوات نحت المرمر. وكتابا عن كيفية صب القوالب وصهر البرونز وصبه فى قالب لصنع تمثال منه. كان يود ان تتعلم غرام النحت ايضا. فتكون رسامة ونحاتة مثل ميكلانجلو. فليسمها اسما مزدوجا ما. ملك كوكب او نفرتارى آمبر او حتشبسوت جنيفر. او فليسمها كاسم مونيكا بيلوتشى او كيت ونسليت المزدوج. او فليسمها مؤنث الرسام والنحات ميكلانجلو. يسميها ميكلانجيلا.

نظر احمد الى نافذة غرفة غرام. دق على زجاجها المفتوح. بعدما وضع على افريز النافذة كل الادوات والكتاب. ملفوفة بشريط ساتان انيق ايضا. فنهضت غرام ونظرت لم تجد احدا ووجدت هذه الادوات والكتاب. وعليها ورقة اهداء منه هو. امبراطور الحلم الممتد دائما حول السنين والنجوم المتجنب حياة مليئة بالدموع الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. ابو خوفو احمد بن تحتمس الكمتى امير المؤمنين.

انصرف احمد ولم ير غرفة غرام تفتح ويدخل اليها زوجها .. ماذا لو راى وصدم.. كان يظنها لا تزال بنتا لم تتزوج بعد. كان يظنها تزوجت بعد عام او عامين من بلوغها العشرين ولم يدر انها تزوجت فى السابعة عشرة اى قبل عامها هذا بثلاثة اعوام. كان زوجها موجودا ضمن اهلها حتى ولم يعرف انه زوجها لانها لم تصفه له ولم تره صورته. لو عاد ونظر الان لاحترق كمدا وغيرة والما. لكن الاب الكونى واسرته زوجته واولاده كما بالبوليدايزم والديانات الفرعونية والرومانية والاغريقية رافوا به ولم يجعلوه يعود لينظر. فظل سعيدا يظن انه التقاها قبل زواجها. لم يرها وهى ترحب بزوجها بالقبلات والاحضان. وقد نسيت امره تماما. ولم يسمعها وهى تدلل زوجها. لم يرهما وهما يتعانقان ويتجردان ويمارسان الحب فى سعادة وهناء. ولم ير طفلها الرضيع الاول الذى سيتكون الليلة فى رحمها.

*****

عاد احمد الى زمنه فرحا وحزينا. فرحا لانه التقى غرام وجها لوجه وتكلم معها مباشرة. اصبحت انسانة من لحم ودم امامه. احتضنها وقبلها. وتحسس بدنها الذى لطالما اشتاق للمسه بعدما طال تخيله لها عبر صورها الفيسبوكية وعبر حديثها معه على الماسنجر. اقترب منها اخيرا ولم يعد بينهما مسافة مئات الكيلومترات بين مصر وسوريا والقاهرة وحمص. بل اقترب ودنا منها حتى صار قاب قوسين او ادنى من ربته السورية الحلوة. واختفت المسافات التى تبلغ عدة مترات قليلة هذه ايضا حين لمسها واحتضنها وقبلها. وحزينا لانه تركها مرة اخرى. ود لو يغير التاريخ رغم ان ذلك محظور ورغم انها ستحب ذلك الزوج الذى سيتقدم لها.

فتح الفيسبوك والماسنجر. وكلم غرام الحاضر. كان اليوم الجمعة اجازتها بعد عمل شاق ومضنى وانشغالها فيه وفى منزلها. وجدها تريه صور تماثيل نحتتها. لقد تغير التاريخ بالفعل. كانت تريه فقط اشغالها النسوية واشغال الخرز ولوحاتها التى ترسمها. واليوم تعلمت النحت. نعم لقد اخفت هديته من ادوات نحت وكتاب نحت وقوالب. تحت الفراش. بعيدا عن عيون زوجها. ليس لانه ضد النحت او الرسم ولكن لان ذلك سيفتح عليها تساؤلات منه من اعطاك هذه الهدية. وقد يخرب بيتها وحبها الكبير له والذى تعتزم ان تحافظ عليه لاخر لحظات عمرها.

******

استيقظت غرام فى الصباح التالى تعبة من كل تلك الاثارة الجديدة فى حياتها البسيطة. شاب مصرى غريب وغامض معجب بها ويحبها كل هذا الحب. اهو حب بلا غاية. ام بلا امل له قبل ان يكون لها. هل سيصمد هذا الحب الكبير لصدها له ولمعرفته انها متزوجة وتعشق زوجها فوق كل عشق بالوجود وتعشق اولادها. نهضت وتاملت شمس الصباح من النافذة وهى ملتفة بالملاءة لا تزال متجردة من ليلة امس المشوقة مع زوجها وحبيبها. لا تزال تشعر بنهر الحب الحليبى الذى اساله فى كرنك لذتها. لا تزال تهضم قبلاته وعناقه وكل افعاله واقواله خلال ممارسته الحب معها. هى حساسة جدا تجاه الحب. تتذكر كل فعل او قول يفعله زوجها معها من حب ورغبة. لكن هذا الشاب اشعرها بانها لا تزال بكرا لم تعرف رجلا ولم تتزوج بعد. اعاد هذا الاحساس وهذا التشويق. اصبحت تشعر كما لو كانت قد انقسمت امراتين امراة متزوجة وعاشقة لزوجها تحيا فى 1994. وامراة مراهقة لا تزال بكرا لم يتقدم لها احد بعد فى 1990. لكنها سرعان ما نفضت هذا الشعور. واسرعت الى زوجها تقبل وجهه وتعانقه وتعود لتنضم اليه فى الفراش. وعيونها على تحت السرير حيث الهدية التى اعطاها لها المصرى الغامض.

******

فى ذلك اليوم بالحاضر جلس احمد بعدما كلم غرام الحاضر يفكر .. لقد كان يريد لقاءها مرة اخرى.. لقد عاد لتوه من عندها من عند غرام 1994 وحمص سوريا 1994 الى غرام 2019 والقاهرة 2019. يريد العودة ولكن الى زمن اقرب.. الى 2009 او 2016 مثلا. الى حمص السورية ايضا.

لكنه قرر كارها ورغما عنه ان يؤجل ذلك الى وقت لاحق. لان خطاب الاعارة الذى انتظره طويلا قد اتاه. شعر ببعض الشجن والضيق لا يدرى السبب وراءه تحديدا. لكنه نهض فجاة وترك المنزل ليتجول فى القاهرة كما لو كان يشبع منها نظره وروحه وقلبه وحواسه للمرة الاخيرة قبل السفر الطويل. نزل الى منطقته المفضلة.. القاهرة القديمة. القلعة. دخل من اسوار القلعة. زار مسجد محمد على. والمساجد المملوكية داخل السور. خرج الى شارع شيخون ومساجده واثاره واسبلته. اتجه الى السيدة سكينة والسيدة نفيسة. اتجه الى السيدة زينب والى عمرو بن العاص. والى المغربلين والسروجية والجمالية. فى كل مسجد يرى وجه غرام البسام الطيب فى شبابها وفى نضوجها اليوم. وفى كل صوت بشوارع القاهرة القديمة يسمع صوتها الانثوى ودلالها ورقتها فى الكلام والرد على غزله لها. لقد كانت مهلمة مثله ولكن للغة الانجليزية. مادته المفضلة ايضا. لكنه معلم تاريخ وربما جغرافيا او دراسات اجتماعية حسب المرحلة التعليمية التى يدرس لها.

انتهى به المآل عند الكنيسة المعلقة. مكث هناك بعض الوقت لكنه انطلق بعدها الى النيل الشاسع عند المعادى. "احمد احمد اهذا انت؟" . "من ؟ انور وجدى ؟ اهلا وسهلا".. "اهلا باسماعيل يس". كان هذا زميل احمد منذ الثانوية و الجامعة محمد محمود. كان وسيما وقوى الشخصية وظريفا مثل انور وجدى لذلك اسماه احمد بذلك الاسم واشتهر به بين اصدقائهما. وبالمقابل قرر محمد محمود تسمية احمد اسماعيل يس. قال له محمد. تعال لاضيفك فى هذا الكازينو على النيل. واحدثك. قال احمد. نعم متشوق انا لاعلم اخبارك.

جلس الرجلان. وبدا محمد محمود يتحدث. روى لاحمد قصته او ماساته. امه المريضة بخشونة الركبتين والتهاب اعصاب الساقين وهبوط الرحم والضعيفة القلب بدعاماته. وشرسة الطباع وعصبية جدا. تعجب احمد فقد عرف ام محمد محمود والتقاها كثيرا كانت قوية كما عرفها. وصحيحة البدن. ماذا جرى. لقد مرت سنون وتغير الحال ومات والد محمد محمود. واحاط به اخوة طامعون كارهون له ولامهم هم وزوجاتهم واولادهم. واصر محمد على اصطحاب احمد معه الى منزله.

رفض احمد وحاول الاعتذار لكن اضطر للرضوخ تحت الحاح انور وجدى. كان منزله فى الجماميز لا يزال. دخل وراى احمد فتاة فائقة الجمال. يا للهول نفس ملامح غرام الشاورماوورمان كما يسميها لعشقها اليومى للشاورما. ارتاع احمد من شبهها العجيب بحبيبة قلبه السورية الحمصية ذات البعل والعيال غرام. ضحك محمد محمود. اختى الصغيرة الا تذكرها يا احمد. تلك التى كانت طفلة اخر مرة زرتنا فيها.

قال احمد. اه كوكب ؟.

قال محمد محمود. نعم. قال احمد. لقد كبرت كثيرا واصبحت امراة وعروسا.

اقتربت كوكب من احمد واخيها محمد محمود. ونهض احمد وصافحها. كانت تشبه غرام جدا فى وجهها الوضئ البسام الطيب وملامحها وشعرها. وحتى قوامها وبدنها. قالت. ازيك يا احمد ؟. يا للروعة صوتها مثل صوت غرام. صدقت الحكمة القائلة بان الاب الكونى واسرته يخلقون من الشبه اربعين. ام اننى اتخيل. قال احمد فى نفسه. قالت كوكب ساذهب واعد لكما بعض المشروبات واتيكما ببعض الحلوى. قال محمد. انها ربة منزل ممتازة تطبخ كافة الاصناف وتغسل وتنظف وتقوم بالاشغال الفنية النسوية من تريكو وكروشيه وكنافاه وتفصيل ومكرمية الخ. اخرج احمد من جيبه ومحفظته صورة غرام التى يحتفظ بها منذ بداية تعارفهما بالفيسبوك. واراها لمحمد محمود والذى قال فى دهشة. من هذه انها تشبه غرام لحد التطابق. كأنها اختها التوام. قال احمد. صديقة سورية اعرفها. قال محمد. لولا انك اول مرة تزورنا منذ زمن طويل لقلت انك صورت اختى دون علمى وتريد خداعى.

سمعا خطوات كوكب. فاعاد احمد صورة غرام بصورة الى محفظته وجيبه. ظهرت كوكب وهى تحمل صينية عليها اكواب العصير المثلج وبعض الحلوى الشرقية والغربية التى تعدها. وضعت الصينية على مائدة القهوة التى امام اخيها وصديقه. وسالت اخاها ايحتاج منها شيئا اخر فاجاب بالنفى. فجلست فى غرفتها المفتوحة الباب المواجهة لاحمد تماما. فراها تمسك بلوفرا ما تكمل نسجه بابر التريكو. كان بيتا قديما عالى السقف له باب بشراعتين وضلفتين وهو الطراز الذى يروق لاحمد جدا. ليته وجد فى المدن الجديدة ايضا. نهض مع صديقه والتقى بام محمد فى غرفتها. مجهدة ولا تستطيع الحراك الا بالكرسى المتحرك. وتضع القسطرة البولية لضعف كليتها. وعند خروجه غافل محمد والقى وريقة عليها رقم هاتفه المحمول السامسونج الذكى فى ارض غرفة كوكب. راتها وتظاهرت انها لم ترها. انصرف احمد على وعد بزيارة اخرى.

بالصباح التالى رن هاتف احمد. كانت كوكب. تساءلت لماذا فعل ذلك وانه كان بامكانها ابلاغ اخيها عن وريقته. قال احمد. اريد الحديث معك فى كازينو "....." بالمعادى. او نتمشى فى اى مكان. قالت له كوكب. بل نبدا اياما بالكلام فى ماسنجر الفيسبوك فاذا ارتحنا لبعضنا نلتقى. كانت مشكلة احمد ان وقته ضيق. كان يظن ان الاعارة ستتم بعد اسبوع لكنه اكتشف انه اخطا فى قراءة التاريخ فى الخطاب. لا يزال امامه شهرا قبل السفر. ولكنه وقت ضيق ايضا.

بدا احمد يحادث كوكب بالكتابة وبالصوت ايضا والصورة بالماسنجر. لم تعجبه لهجتها المصرية. كان يتمنى لو تتحدث باللهجة السورية لتشبه حبيبة قلبه غروم كما يدللها. كان وجهها وبدنها وصوتها يتطابقان مع غروم ولكن روحها تختلف بشكل ما. وهذا ضايق احمد اكثر. لقد علم من اخيها ان عيد ميلادها بعد ايام قليلة. كان يومها الموافق 26 ابريل. واما عيد ميلادها ففى اول مايو.

كلما راها احمد ذاب قلبه شوقا شديدا لغروم او لها. لرقتها وانوثتها السورية الحمصية العجيبة. لكل هذه الجاذبية الحسية التى تشع منها وتسيطر على حواسه. كلما راها احمد ود لو حمل وجهها وراسها بين يديه وداعب انفها بانفه. لكنه يشعر بمتعة جراء ذلك فقط نتيجة تخيله المتقن الشديد انها غروم.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:22 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 3

جلست كوكب الثورية وامامها احمد العذراوى فى كازينو بالمعادى اخيرا بعد فترة من الكلام والكتابة عبر الماسنجر والفايبر والواتساب والايمو. اتفقت مع غروم الشابة الحلوة وليس غروم الناضجة الحلوة جدا و فقط فى الصوت والملامح والبدن الى حد التطابق. وايضا فى بعض الاشغال الفنية. لكنها لم تكن مثلها رسامة او نحاتة. او حتى تعرف لغات اخرى. كانت ضحلة ثقافيا حتى .. فى القراءة والسينما. باختصار كانت عادية وليست موهوبة او مبهرة مثل غروم. لكنها كانت مطيعة وميالة لاحمد. كما كانت كما عرف هو ذات ميول مازوخية بعض الشئ. وهذا وافق هواه السادى المتسلط الخفيف. قالت له ذات مرة انها تحب ان تتلقى الشتائم وقالت اشتمنى فالشتائم لن تهدمنى او تقتلنى. اصبح يسعد كثيرا حين يناديها يا وسخة. وهى كذلك كانت تسعد بذلك. وتقول: الوسخة تحت امرك يا سى احمد. الوسخة بتحبك موووت. وهكذا. قرر ان يجعلها نسخة من غروم.. لقد تعرف بصديق سورى كبير السن جدا مقيم فى مصر وهو يعتبر احمد مثل ابنه ويعتبر استاذه الجامعى وابوه الثانى بعد ابيه المتوفى. وطلب منه ان يعلم كوكب او ملك كوكب كما اسماها ليقربها من اللقب الذى اطلقه على حبيبته غروم غرام الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. ق.ج.س. م.ف.ف. القشطة اللى جوه السوتيان. ومهلبية فى الفستان. يعلمها اللهجة السورية. وامرها احمد ايضا ان تذهب الى بعض معارفه من التشكيليين ايضا من كبار السن. لتتعلم منهم النحت والرسم. كان يشبه جيمس ستيوارت مع كيم نوفاك فى فيلم فرتيجو.

قرر احمد فجاة ترك كوكب وكل شئ والانطلاق مرة اخرى فى رحلة التنويم المغناطيسى والايحاء التى تؤدى به الى المكان والزمن الذى يريد بمجرد التفكير المركز فيه.

قرر هذه المرة الذهاب الى غروم فى العصر الحالى. ودون ان يخبرها. وفوجئت به عند المغرب فى حمص جوارها فى المطبخ. وهى تعد الطعام طعام الغداء قبل مجئ زوجها الحبيب من عمله. فزعت من وجوده وكادت تسكب الطنجرة الساخنة على نفسها. لولا عناية الاب الكونى واسرته. فكأنما يد خفية ملائكية او الهية اسرية اعادت الطنجرة فوق البوتاجاز. الانها امراة طيبة ام لانها رومانسية ومحيط من الحنان الفياض الغزير. ام لئلا ينكسر قلب زوجها واولادها وقلب احمد. وجدت غروم احمد يضمها فجاة فذكرها حين كانت طفلة شقية تعانق شجرة التين بجسدها الصغير وتقتنص وتسرق التين وتذهب للكروم الخضراء الاوراق المصفوفة باعواد الخشب ومغروسة فى الارض السورية المقدسة الخصبة. وترى العناقيد الخضراء والبنفسجية والحمراء فيها مثل اقراط غروم المجوهرة الثمينة المتدلية من اذنيها الان. وجدت غروم احمد يضمها بقوة فجاة فلا فكاك ولا مهرب منه. وهل كانت تريد الهرب حقا. لقد تملصت قليلا ولكن استسلمت لقلبها الذى يحبه. ويقبل خدها وفمها بشراهة وجوع وشراهة حتى ادمى شفتها ولعق الدم مثل دراكولا متوحش. وتحركت يده لتلمس المرتفعات الردفية والمنخفضات السهلية الظهرية لحبيبته المتزوجة الحوتية السريانية. وفك عناقه بها وهى مذهولة صامتة ساكنة لا تدرى اين هى ولا من هى ولا من زوجها او اولادها. وعيها ذهب الى المجهول واللامعنى واللامكان واللازمان. لماذا فك عناقها. اتراه مل منها او فترت حرارة حبه ورغبته الرومانسية والشبقة فى ان. لكنها فوجئت بيده تعبث فى القاف جيم سين كما يختصره او القشطة جوه السوتيان.. حبيباه نهداها. تعلم ذلك. كم تغزل فيهما وهما يتحاوران عبر الماسنجر وكم اعرب عن رغبته فى لمسهما ورؤيتهما وحفظ وزنهما وشكلهما وليونتهما فى ذاكرته ليستمتع بكل ما بامكانهما اعطاءه له. ولحبه لهما ول "غروم الصغيرة" معبد لذتها الكرنكى التدمرى السفلى موطن مسلته الفرعونية بصروحه او شفاهه كالوردة المتهدلة. ولوجه غروم ولبدنها. اختصر لها لقبا من ضمن القابها العديدة التى اسماها بها. لقد اسماها هرة يحبها احمد مؤبدا. واسماها هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. واسماها ملك كوكب. واسماها قطة سوريا الكبرى وسائر المشرق. فكان تلقيبه لها بالاحرف الست المختصرة: ق.ج.س.م.ف.ف. يا قشطة جوه السوتيان ومهلبية فى الفستان.. كانت بيضاء وطرية ويناسبها اللقب تناسب المفتاح فى القفل.

افاقت غروم لنفسها حين لمس احمد الق.ج.س. فابتعدت وهربت الى غرفتها مثل الغزالة النافرة من غزالها. وجدته امامها على الفور. قالت. اذن هو انت. انت الغريب المصرى الغامض الذى قابلته حين كان عمرى عشرين عاما. قال احمد وهو يمسح على كتفيها بخفة ولا تزال تدير له ظهرها الان. نعم انا هو. قالت دون ان تستدير ودون ان تعرض نفسها لرؤية وجهه الوضئ كوجهها والابيض كبياضها.. وعيونه التى تشع وتشتعل بحبه لها واشتهائه ايضا.. عيونه عجيبة يا فتاة. قالت فى نفسها. ما كل هذا العشق الذى يغرقنى فيه بهما.. ارى نفسى فى عيونه.. ارى فى عيونه انواعا واصنافا شتى من حبه نحوى.. ارى فى عيونه ما اراه فى عيون اولادى نحوى. حب ابن لامه. وارى فى عيونه ما اراه فى عيون زوجى. حب زوج لزوجته ورجل لامراة وحبيب لحبيبة. وارى فى عيونه اشتهاء طاغ لى وحدى. اشتهاء يخيف ويثير بشدة ايضا. اشعر حين ضمنى كما لو كنت غزالا بين مخالب وانياب ليث. ما كل هذا الجوع الذى يملكه نحوى. كلا لن يعشقنى او يضاجعنى بكل هذا الجوع. بل سيمزقنى باسنانه مثل الكانيبال. ارى فى عيونه ايضا احتراما وتقديسا لى. كما لو كانت ربته او بطلته الخارقة. كل هذا المزيج المتصارع الذى يخبو بعضه ويظهر بعضه فى عيونه المتوهجة بحبه لى مزيج غريب ومخيف لم اعهده باحد من قبل.

اجلسها احمد امام مرآتها. قالت له غرام: سياتى زوجى واولادى فى اية لحظة. فماذا اقول له ولهم حين يرونك فى غرفتى وفى البيت فى غيابهم. اتريد ان تخرب بيتى وترضى لى الفضيحة يا احمد. اهذا كان وعدك لى واتفاقنا. اهكذا يكون حبك لى باتعاسى وتدمير حياتى. صمتت وتركت يده تعبث كما تشاء وتشتهى ويشتهى فى القشطة اللى جوه السوتيان. من فوق القماش ومن تحته وعلى اللحم المقدس السريانى. ثم ابعدتها بقوة وعنف فجاة. تناول احمد فى هدوء مشطها وايضا توكة شعرها العاجية. فرفع توكتها الى فمه وقبلها بخشوع وتقديس. ثم رفعها الى انفها يشم فيها عطورها وانوثتها وعبق شعرها الطبيعى. قالت بلهجتها السورية فكانت كمن يتساقط العسل من فمها: اتعلم يا احمد ان هذه التوكة عندى من قبل زفافى على زوجى نورس. اهدتنى اياها امى. كان ابى قاسيا جدا على فى طفولتى يضربنى بعنف وشدة لاتفه الاسباب. ذكريات طفولتى لذلك سيئة. قال احمد. لن ياتى زوجك قبل ساعتين على الاقل هو واولادك فانا اعلم موعدهم. قالت. ولكن كيف اتيت الى هنا اليوم وكيف اتيت الى وانا شابة. حتى انى اتوهم انى رايتك واخذت منك بعض البونبون الطرى فى طفولتى.

قال احمد. يا غرام لم تتوهمى. بل كنت حاضرا حتى وامك تلدك يا امراة وحملتك رضيعة بين ذراعى. انا احبك يا غروم منذ كنت بويضة فى رحم امك وحيوانا منويا فى خصية ابيك. بل ومن قبل ذلك فى ارض العدم والنسيان حين كنت انا وانت نقطتان متجاورتان فى بحر الخلق السائل المتعدد الالوان المبقبق كماء البركان الذى يغترف منه الاب الكونى واسرته ويخلقون بشرا ونجوما وكواكب وحيوانات واشجار كما يشتهون. ومن قبل حين كنا فاطميين وبيزنطيين فى حيواتنا السابقة يا امراة. قالت.ولكن كيف. قال احمد. لا تسالى. فللحب طرقه الغامضة وللاب الكونى واسرته طرقهم صحيح ان بعضهم يخلق ويدعم القتلى والاشرار والشرق اوسطيين قامعى الحريات والراسماليين والدواعش والازهريين والاخوان والسلفيين. ولكن بعضهم الاخر يخلق ويدعم العشق والعشاق والعلوم والفنون والتنوير والاداب وحتى البورن والايروتيكا 😃😃.

بدا يمشط شعرها الطويل والغزير امام المرآة فى حب وحنان. ومد يده ليمسك انامل يدها فيفركها قليلا ثم رفعها لفمه يقبلها ويمص اصابعها. وهو يقول بهدوء ويستمر بالتمشيط. ثم ينزل بفمه ليشم شعر غروم ويقبله. وقبل اذنها ولعق قرطها الذى على شكل عناقيد العنب. لماذا لا تتزوجينى مع زوجك يا غروم. لماذا يستفرد بالقشطة والمهلبية والامومة والانوثة والرقة والنعومة والحنان وحده. لماذا يستفرد بالثقافة والعلمانية واللادينية والتنوير والحريات وعقل غروم المتوقد القارئ وحده. لماذا لا يكون لى منك ولد. مثلما له منك ولد وبنت. ارنى قسيمة زواجك يا غروم. ابتعد احمد قليلا عن الكرسى ونهضت غرام دون جدل ولا كلام كانها منومة. وعبثت فى الدولاب كعادتها وهى طفلة. لكن هذا عبث هادف واعى. حتى اخرجت قسيمة زواجها على نورس. جلست مرة اخرى مثل الفتاة المطيعة الخاضعة تنتظر اوامر سيدها سى احمد. قرب احمد راسه من خدها والصق خده بخدها وهو يريها. وثيقة بديعة الخط والطباعة تراثية. مقدسة لان اسمك واسم حبيبك وزوجك عليها. كم اود ان احفر اسمى جوار اسمه. فانا لا احبك اقل منه. انت تستحقين حبا اضافيا يا غروم. عبث فى جيبه واخرج دبلتين ذهبيتين رفيعتين. تناول يد غروم اليسرى واضاف دبلته الى دبلة نورس. فاصبح فى اصبعها الخنصر الايسر دبلتان لزوجين. اترين اسمى الرباعى منقوشا على دبلتك من الداخل يا غروم. امبراطور الحلم الممتد دائما..حول السنين والنجوم..المتجنب حياة مليئة بالدموع..الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. اترين تاريخ زواجنا انه تاريخ ميلادك مارس 1974... لم اكتب ميلادية او بعد الميلاد. فلقد كنا زوجين وعاشقين مرارا حتى فى 1974 قبل الميلاد وقبلها ايضا ومنذ كنا نياتدرتال واصبحنا هومو سابينز ومنذ العصر الحجرى وكنا من انسان الكهوف.

نهضت غرام وقالت بهدوء. انا واقعية يا احمد. لست خيالية مثلك. خيالك جميل لا انكر ذلك. ولكن لا يمكن تحقيقه. اتظننى لا اعرف ما يعتمل فى عينيك حين ترانى. كل هذا الوله والشغف. والنيران. فى عينيك اتون اكبر من اتون الشمس ومفاعلاتها النووية. فى عينيك نجوم كوكبة الجبار وكوكبة الجوزاء وكوكبة العذراء وكوكبة العقرب وكوكبة الميزان وغيرها من كوكبات نصف الكرة الشمالى تتحد كلها وتظهر حين ترانى. اتظن كل هذه الطاقة ستسمح لك ان تحافظ على زواجى بحبيبى الاول والاساسى. وعلى علاقتى باولادى. مهما كنت انت طارئ واصغر منى مثل اولادى وغر طائش. ان طاقة هذه النجوم التى توازى غرامك بى بروحى وبدنى وقلبى وعقلى وحياتى وكلى ستدمر اسرتى بلمحة عين. لن ترضى ابدا الا ان اكون مكرسة لك بكاملى فلا اولاد من غيرك ولا زوج ينافسك فى ايامى وليالى. قال احمد. نسيت شيئا مهما. قالت غرام وهى تخفى بيدها اليمنى يدها اليسرى حياء من الدبلتين ومنظرهما الغريب بنظرها. ما هو. قال احمد. ان نفس هذه الطاقة ولانها مكرسة لحبك قد تضر كل الناس الا انت ومن تحبين. ان عبوسا على وجهك يا غروم يكدر يومى ويسوده. فما بالك ان احرمك من حبيبك ومن اولادك. بل كل ما اطمع فيه بعض ايامك ولياليك. وولد وبنت. تربيهما او اربيهما او نربيهما معا لا يهم.

مد احمد يده فانهضها وسار معها لا تفارق يده يدها ثم دفعها برقة بالغة لتجلس على الفراش بل وتستلقى باشارة منه. لم تجادل او تقاوم. اخرج من جعبته تاجا ساسانيا اثريا. اهو مقلد او مسروق من متحف طهران. و اصلى. ام مسروق من زمن الخلافة والغزو والاجتياح العربى الهولاكوى الاستيطانى لايران الساسانية. ووضعه على راسها. قبل شفتيها مرتين وخديها. ثم قال وكيان نورانى يراه ولا تراه غروم يلقنه كالملقن فى المسرحيات. اتذكرين يا غروم حين كنت اميرة فارسية بنت كسرى شاهنشاه وكدت ان تصبحى ملكة فارس يوما. واختلفت مع ابيك واسرتك الملكية حين رايتنى فلاحا فارسيا بسيطا واحببتك واحببتنى وتشاجرت ولم يكن ابوك ولا امك ولا اسرتك ليوافقوا على زواج اميرة باحد العامة. ويوم نوينا ان تهربى ونتزوج فى بيزنطة. وليكن ما يكون. اجتاح العرب بلادك وبلادى وسبوك... اتذكرين حين خطفوك منى ومن اسرتك وبلادك يا روح قلبى وضموك لحريم هذه الخليفة الراشدى ام كان امويا او عباسيا. اذلك واغتصبك. حتى تمكنت من تهريبك وهربنا الى القسطنطينية. وتزوجنا ونجونا وسعدنا. ها هو تاجك يا امير البياض الفارسى والسريانى. ثم قال حين راى الشمس تدخل من نافذة غرفة غروم لتسقط على وجهها وسمع هديل يمامة عاشقة متضامنة معه:

بوركت الشمس لانها داعبت وجهك الكريم واقتبست منه ضياءها كما تفعل كل صباح يا مليكة كل زمان ومكان. وبورك شباك نافذة غرفتك لانها امر فاطاع واشرق بنور وجهك الملكى وظنه الناس مشرقا بنور الشمس ولم يعلموا ان شمس السماء لصة تسرق نورها من نور وجهك الوهاج كل صباح وجدائلك الساطعة بصفرتها. وبورك الفراش لانه يحمل مليكة احمد بن تحتمس صاحب الابداع والقلم الرومانسى ويحظى بعطرها ويحمل اجمل مكونات العالم: عقلها ويدها وروحها وقلبها ووجهها القمرى الوهاج. وبوركت اليمامة لانها اقتبست شيئا من لهيب حبك لمليكك ابن تحتمس امير المؤمنين ابو خوفو الكمتى فعشقت وهدلت ولعطفك عليها ببعض من نيران قلبك شكرت. يا هيرا وإشتار واثينا ومنيرفا معا.

ثم نزل ونزع عن قدمى غرام الشبشب. وقال. يا لهما من قدمين جميلتين مثل صاحبتهما. ابتهل لغروم بعدد اصابع يدها او قدمها وامدحها واشكرها على وجودها فى حياتى. وقبل قدمى غروم بخشوع وتعبد وتقديس. من الكعب الى الاصابع. واشبع عينيه من جمالهما. متطلعا الى اشباع عينيه ببقية الق.ج.س.م.ف.ف. يوما ما اخر. لكن ليس الان. قالت غرام. ما كل هذه الكلمات الحلوة التى تتساقط من فمك من اجلى يا احمد. ابحث عن مصرية من سنك وتحبك وسنجل مثلك. وانا واثقة انك ستجد. لا ادرى كيف لا تجد من تحبك. انت تحب بسهولة من اى فتاة. رد عليها احمد نفس رده المعتاد بانه لن تقبل به ولن تحبه وتتشابه بعقليتها معه سواها او سورية مثلها او ابنتها. ثم انه لا يريد سواها.

زفرت غرام وقد فشلت ككل مرة فى ابعاده عنها. وقالت وقد شردت تفكر وهو يضع يده على الق.ج.س. وكشف عنها الغطاء ونزع السوتيان وراهما. عملاقين كالجبلين جميلين مثل جبلين من الكيكة الاسفنجية الطرية الرجراجة الحلوة الدهنية المغطاة قمتها بقمع من الشوكولاتة. ويتحسس ويعبث بها كما يشاء. حلم حياتك هذا كنت تريد ان تراهما وتلمسهما. قال. واقبل وامتص كالطفل ايضا. وفعل ما قال. ثم جلس جوارها. ويده تستعمل الق.ج.س كالمسبحة. قالت غرام بعد شرود وتفكير. وكيف عرفت بهذه القصة القديمة التى لعلها تعود للقرن السابع الميلادى او الثامن. الغريب انك لما قصصتها على ذكرتنى بها. قال احمد للكائن النورانى المبعوث من الاب الكونى واسرته. ااخبرها. قالت غرام. من الذى تتملم معه ؟ صمت احمد واستمع. ثم قال. يا غرام انا ايضا رايت ذلك فى حلم بالامس. لا اكلم احدا. انت تتوهمين.

ثم قال: اتذكرين حين كنت مسترجلة وتقصين شعرك كالصبيان فى عهد المماليك ايام على الزيبق. تماما كما كنت تقصينه فى طفولتك فى هذه الحياة الحالية. كنا عياقا انا وانت. نسرق الفواكه من الاسواق. على سبيل الفكاهة. ونستمتع بالركض من الباعة والتجار. نختطف جوال او جوالين من الطحين من دكان شهبندر التجار او جوال كمون من كبير العطارين الجشع اصحاب المصالح مع سنقر الكلبى. لنسلمهما لصاحبنا وزعيمنا على الزيبق ليوزعهما بمعرفته على الفقراء. كنت تعيشين فى دمشق. وانا بالقاهرة. ثم ارتحلت الى فى رحلة خطرة وصعبة لتلقينى بالقاهرة وننضم لعلى الزيبق.. كنا روميين قد التقينا فى الطفولة انا وانت حين اختطفنا تجار العرب والمماليك من صقلية او ايطاليا. وتعاهدنا على اللقاء وافترقنا بين سيدين ومشتريين هذا من دمشق وهذا من القاهرة.

اتذكرين ايضا. لقد رايتك نبيلة رومانية. وكنت شقيقك من الاب والام. ولكننى احببتك ورايتك حبيبة. كنا مكيين او يثربيين حتى فى حياة سابقة لا ادرى قبل القرن السابع ام بعده وكنت امى ومتزوجة بابى وانا ابنك.. واغرمت بك ايضا.. لكن علاقتنا وئدت فى مهدها بسبب انها حب محظور... لقد لاحقنا سوء الحظ فى بعض الحيوات اما لانه حب محارم. او لزواج احدنا او كلينا باخرين وبعد المسافة دوما بين سوريا ومصر. وكان احدنا يموت او يقتل اذا استسلم لعاطفته ورغبته .. لكن اتذكرين فى معظم حيواتنا كنت سورية وكنت مصريا.. فى عهد الاسكندر والبطالمة والسلوقيين. وعهود الاسر المصرية القديمة بالدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة وفى العصر البابلى والاشورى والسومرى. وفى العهد الطولونى والفاطمى والمملوكى والاموى والعباسى.. كنا نلتقى.. معظم حيواتنا كانت لقاء وزواج متين عن حب موله رغم معوقات الاهل وفارق السن وربما الديانة او اللغة والفارق الاجتماعى او المالى. احيانا اكون اعلى او اكبر منك وانت اقل واصغر. واحيانا العكس.. قليل من حيواتنا لحسن الحظ يا غروم كانت منحوسة بالمحارم او الزواج باخرين.

قالت غرام. لا ادرى يا احمد. كما ترى فانا شاردة وحائرة فيما تقول. كأنك تبالغ بخيالك الوقاد كعادتك. ولكننى مع ذلك اشعر ان كلامك مالوف.. اشعر بذلك فى عظمى ولحمى وروحى وقلبى وعقلى... لكنه هذا لا يعقل.. كل هذا لا يعقل.. ابعد احمد يده على الق.ب.س. القشطة اللى اصبحت بره السوتيان. فسارعت غرام بستر نفسها بسوتيانها وملابسها المنزلية من جديد على الفور. كأنما كانت تنتظر ملله او شبعه. كانت بالفعل حائرة بين عاطفتها وامومتها وانوثتها وبين وفائها وخوفها على اسرتها وخوفها من ان تخسرهم او تخسر احمد. كانت تحبه منذ راته بصورة الغريب. وكانت تحب غريب الماسنجر ايضا. وان لم تعلم انهما شخص واحد.. قالت له غرام. خذ صندوقى الخشبى الكبير من اسفل فراشى. اسحبه. واحذر فهو ثقيل. قال احمد. ماذا به يا غروم ؟ قالت. افتحه فقط وسترى. نزل احمد وسحب الصندوق الخشبى المنقوش بنقوش هندسية اسلامية ويميل لونه الى البنى الشفاف. وفتحه. فوجد بعض التماثيل الصغيرة وبعض ازاميل وادوات النحت وقطع مرمرية صغيرة مهشمة وغير منتظمة الشكل. قالت له غرام حين نظر اليها متسائلا. اخرج تمثال المراة العارية وتمثال الرجل النصفى. راس وصدر. بحث احمد واخرجهما. كانت التمثال النصفى المرمرى يصور راسه ووجهه باتقان.. وكتبت غرام تحته بالسريانية نقشا باسمها واسمه الغريب المصرى امبراطور الحلم الممتد دائما حول السنين والنجوم المتجنب حياة مليئة بالدموع الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. وكلمة حبيبى وزوجى الثانى. قالت له غرام. نحته من الذاكرة رغم انى رايتك او رايت الغريب المصرى مرة واحدة منذ عشرين سنة ونيف الان. كيف كنت هناك واصبحت هنا. مكانا وزمانا... كيف كيف.

قال احمد. هذا سر يا غروم.. سمها معجزة. سمها عجيبة. سمها اية. سمها اسطورة. ثم اضاف. اتعلمين ان الاب الكونى واسرته سيرفعون يوما فى كوكبة جديدة بكوننا او كون موازى او كون لاحق على كوننا بعد انكماشه الكبير وانفجاره مرة اخرى. سيرفعون اكثر عاشقين ابديين ينتصر حبهما رغم صعاب الحيوات المتتالية منذ البروتوزوا حتى تموت الشمس. انها مسابقة يعلمها الجميع. ولكنهم لا يصدقونها ويهتمون بالحروب والتكفير والتعصب والطمع ويسفكون الدماء ويحاربون الحرية والمحبة والسلام والاشتراكية خصوصا الشرق اوسطيون اتباع ايديولوجية الالفية والنصف الاخيرة. تصورى لو تكونت كوكبة لرجل وامراة بعدد نجوم كثيرة وتسمى كوكبة غرام احمد او الامبراطور المصرى وهرته السريانية العظمى. كان يدلك قدم غرام فى هذه الاثناء. ثم ارتمى جوارها يضع راسه على صدرها السمين الكبير الطرى المستور الان بالملابس. وشعر بيدها تعبث بشعره بامومة وحنان. قالت له بهدوء. انت مجنون يا احمد يا ابن تحتمس يا ابو خوفو الكمتى يا امبراطور الحلم.. لا ادرى كيف ولكنك تلفق قصصا منمقة لتبهرنى. وانا منبهرة دون قصص. واعزك مثل ابنى واخى. ولكن عليك ان تبحث عن بديل لى. وتدعنى. مصرية شابة تناسبك. سنجلة.. والان هيا انصرف لاكمل الطعام. لان زوجى واولادى على وشك الوصول.

نهض احمد وقال. امللت منى يا هرابة. قالت غرام. لست هرابة. ولكن كيف ستبقى. اتريد خراب بيتى وفضيحتى. قال. سانصرف الان. زفرت غرام وتنفست الصعداء وبدات تطمئن بعد قلق وخوف الفضيحة امام زوجها واولادها. ثم قال. اعطنى قبلة اولا. قالت غرام. حسنا خلصنى وانصرف. وفوجئت بقبلته الطويلة والعميقة والتى تحولت بنهايتها الى فرنسية وتبادل رضاب وتعارك ألسنة.

عاد نورس زوج غرام وبعده بقليل ابنها وابنتها. تناولوا الغداء معا واخذت غرام تثرثر معهم فى الدراسة والعمل. وفجاة دق الباب. قال نورس وهو ينهض. سافتح انا. وفتح. اهلااااااا صديقى. تفضل. جئت فى موعدك تماما نضبط الساعات عليك. رفعت غرام راسها وكادت تغص. انه احمد. لقد عاد. ماذا جاء به. ولماذا يناديه زوجها بصديقى.. كيف يعرفان بعضهما ومتى.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:25 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 4

صمتت غرام وتوقفت عن تناول الطعام. وزوجها نورس يجلس احمد على المائدة ويقول لها. يا غرام. اعطه طبقا من طعامك الشهى. لابد انه جائع. احمد موظف مصرى سيعمل فى شركتنا من اليوم. جاء من مصر هذا الصباح من فرع شركتنا فى بلاده. وحتى يتوفر له غرفة او منزل جوارنا فى حمص يا غرام. سيبيت ويبقى معنا هنا فى غرفة الضيوف الخاوية التى لا نحتاجها.

نظر احمد الى يد غروم اليسرى فوجدها مغطاة بقفاز ساتان طويل اسود.. قال فى نفسه. ايتها الماكرة. اخفيت دبلتى لملاصقة لدبلة نورس بهذه الطريقة. سالها نورس عن سبب ارتدائها القفاز. فقد كانت المرة الاولى التى يراها فيها ترتديه. قالت بسبب البرد. شعرت بالبرد بيدى اليسرى لان الشتاء هذا العام بارد جدا وقارس.. انهوا الطعام.. كان شيخ المحاشى وايضا كبة لبنية وايضا حلوى كنافة ونمورة. قال احمد لغروم. اهذا كله من طبخك. صمتت غرام فاجاب عنها نورس. بالطبع غرام ربة منزل مذهلة تتقن كافة حلوى واطباق مطبخنا السورى. لو بقيت معنا اياما اخرى لاذاقتك النعيم من يديها ومن طبخها. اترى لوحات الكنافاه وتعاليق المكرمية ومفارش الكروشيه المنتشرة بارجاء المنزل وهذا البلوفر الصوفى والكوفية التى ارتديها وهذه اللوحات الكلاسيكية المرسومة بالفرشاة وهذه التماثيل لى وللاولاد ولشخصيات تاريخية او وطنية. كل هذا من صنع يد غرام حبيبتى وزوجتى. وقال نورس لغروم. اوصلى ضيفنا المصرى الى غرفته.. قالت. حاضر. دخلت غروم واحمد الى غرفة الضيوف.. ضمها بقوة على الفور فابعدته. وقالت. احمد. قال. عيون احمد انت يا غروم. قالت غرام. لماذا عدت هنا. وماذا تريد حقا. هل ستبقى معنا هنا اياما واسابيع. لماذا لا تذهب لزوجى وتعتذر منه وتستاذن وترحل عن حياتى واسرتى. قال احمد. هو احبنى وضيفنى فكيف ارفض الدعوة. لقد رفضتها من وراء قلبى لكنه صمم ووافق تصميمه مراد قلبى. يا غروم لن اضايقك. فقط ساراقبك وانت تمارسين حياتك بالمنزل وابقى بقربك اشم عطرك واراك تطبخين وتشتغلين بالابرة وتنحتين وترسمين.

انصرفت غرام. وفى الصباح التالى انصرف نورس وتذرع احمد للبقاء ببعض التوعك الصحى. فقال له نورس. سيضيقون بك فى شركتى فى يومك الاول تتوعك. قال احمد. ما ذنبى. هكذا حصل. لعله بسبب حلاوة طعام امراتك يا صديقى. ضحك نورس وقال. لقد كنت تاكل بنهم وحب بالامس وكأنك تضاجع حبيبتك التى طال غيابك عنها. ثم اضاف. حسنا لتعتنى به يا غرام. لعله يذهب للعمل غدا. انصرف نورس والولد والبنت. وخرج احمد الى محيط المنزل وجلس على السهل الاخضر السورى تحت شجرة عملاقة قديمة لعلها نفس الشجرة التى التقى عندها بغرام وهى بنت عشرين. وبينما هو جالس يتامل. اذ جاءت غرام تحمل اليه الفطور وبعض حلواها الجديدة. كان فطورا سوريا اصيلا يتالف من الفول والفلافل والحمص والفتة، بالإضافة إلى المكدوس واللبنة والجبنة والبيض والزيتون والمربيات. جلست جواره وقالت. فطورك يا احمد. بالتاكيد انت تتضور جوعا. قال احمد. اسعدنى اهتمامك. قالت بسرعة. كيف لا اهتم وانت حب.. وانت زو.. وانت صديقى منذ زمن طويل واعزك جدا. قال. ساكل ولكن على شرط اطعمك بيدى وتطعمينى بيدك. ضحكت وخجلت وقالت. حسنا لا باس.

ومدت غرام يدها تطعمه ومد احمد يده يطعمها. وهما متلاصقان كتفا بكتف وخدا على خد. وكان ينتهز التفاتها حتى يقبل خدها من ان لاخر. ويمسك يدها يقبلها. ويتاملان السماء والشمس والمحيط السهلى والشجرى امامهما ويتنقش هواء سوريا الذى تتنشقه حبيبة قلبه غرام طوال عقود. يتنشقه للمرة الثانية مع ثانى زيارة زمكانية له لسوريا. ولف ذراعه يتحسس ظهرها او يطوق خصرها. همس. كم احبك يا امراة. كم احبك واشتهيك. واحب كل ما يتعلق بك وكل من تحبينهم. وضمها بقوة وضحك ومص عنقها. قالت. ستظهر هذه العلامة يا احمد. قال. لا لن تظهر. مص خفيف.

جلسا صامتين متلاصقين. لم يدعها احمد تبعد عن التصاقه بها ولم ترغب غرام اصلا فى الابتعاد. مجرد تلاصق بالجنب دون شقاوة. يستمعان لتغريد الطيور بانواعها. ونسيم الهواء. ونور الشمس. وخضرة وشجر السهل السورى المنبسط امامهما. اصرت غرام ان يشرب كوب الحليب كله. وقالت كى تقوى وتشتد وتحافظ على صحتك يا احمد اسمع كلام ماما غرام. كان سعيدا بامومتها وحنانها.

اخيرا نعس وراسه على كتف غرام. بعد قليل افاق ونهض الى الداخل. تناول الغداء والعشاء مع نورس وابن وابنة غرام. ثم دخل لينام. خلال الليل شعر بشفاه تقبل جبينه وخده وفمه برقة. وتصلح وضع البطانية فوق بدنه.. بامومة وحنان. وحب زوجى ايضا. كانه زوجها الثانى. وحتى وهو نائم كانت يده اللعوب تعرف طريقها خلال ذلك الى حبيبيه ق.ج.س. وفى الصباح ذهب احمد مع نورس الى العمل. وخرج نورس وتذرع احمد بشئ نسيه فعاد للمنزل واختلس قبلة عميقة ساخنة مم فم غروم الحلوة وعناقا ودمعت عيناه وهو يغدق على خديها بالقبلات وينزل ليقبل يديها وقدميها ويقول لها باركينى يا ربتى. وامى واختى وحبيبتى وزوجتى وكل من لى.

عاد احمد مساء. واخذ من اسفل فراشه تمثال غروم المرمرى النصفى الذى نحتته من اجله لراسه وصدره. ووضعه جوار تمثاليها اللذين يصورانها عارية حافية بوضعيتين لفينوس. تمثال غروم المستلقية على جنبها والثانى تمثال لغروم الواقفة. كلاهما عارية وحافية فيه. وبوجهها الحلو وشعرها وكافة تفاصيل وتضاريس بدنها وليس بدن فينوس. قبل التمثالين الغروميين بتقديس وتبجيل وخشوع وحب عبادة كما يفعل فى طقوسه كل مساء. تاملهما طويلا. ثم اخفاهما اسفل الفراش فى صندوق خشبى جلبته له غروممن اجل ذلك الغرض مع تمثاله النصفى. ومثل كل ليلة كانت غرام تاتى لتطمئن عليه فى بحر الليل ووسطه. تتمم على غطائه وتنفسه وتتفقد حرارته وتتحسس شعره وتهمس له بتطمينات ام لطفلها وزوجة لزوجها. فيبتسم حتى ولو لم يصحو. فتبتسم غرام وتداعب انفه وتقبل خده وجبينه وشفتيه قبلة امومية سريعة فيها كثير من الحب وقليل من الشهوة فحبه عميق فى قلبها والحب ابقى وادوم من الرغبة الموسمية المؤقتة العابرة. الحب هو البناء والرغبة هى زينة البناء فقط. لو لم بكن البناء موجودا ومتينا وراسخا ومغروسا بعمق وثبات فى اعماق الارض وله اساس صلب. لسقطت الزينة والحياة بينهما باسرع من البرق. وكان لحنان وامومة غرام وقرب احمد منها وهى شموس كونه وحياته كما انه ودون ان يعلم ورغم مكابرتها وتضحيتها فهو احد النجوم الاربع الكبرى والاساسية فى حياتها بعد زوجها وابنها وابنتها. ومشاعرها نحوه ايضا متنوعة كتنوع مشاعره فهى تراه حبيبها وزوجها واخوها وابنها. لكن حبها لاسرتها يتغلب ويجعلها تضحى وترغب بابعاده عنها ولا تمل يوميا من ان تقول له اذهب لمصر عد الى مصر فلابد من ان فتاة حلوة وطيبة واجمل منى واحسن منى من كل وجه تنتظرك فى مكان ما. فقط عليك الصبر والبحث والتفتيش عنها فلا يمكننى ان اصدق ان مثلك لا يجد حبيبات كثيرات وفتيات عديدات يرتمين تحت قدميه. انت لا تعلم قيمة نفسك. فيقول لها. ليس كمثلك امراة يا غروم فمن اين اتى بمثلك فى مصر او سواها. قيمتى انت وحدك تعرفينها. لانك تعرفيننى منذ كنا عناصر فى قلب نجم انفجر منذ مليارات السنين واطلق عناصره بالفضاء الكونى الرهيب المسافات الممتدة لملايين ومليارات السنوات الضوئية والفراسخ الفلكية. حتى كان قدرك يا ذرة غرام وبذرتها الحلوة ان تسقطى وتنبتى فى سوريا وقدرك يا ذرة احمد بن تحتمس ان تسقطى وتنبتى فى مصر ونكون جبلين او سهلين او شجرتين او بارامسيومين او اسد ولبؤة او غزال وغزالة او شمبانزيين ثم انسانين. ثم وضع راسه بعد زفرتها الاستسلامية المعتادة على حجرها. كابن مع امه. وسرعان ما امتدت يد غرام تلاطف شعره الغزير الناعم. وتناول يدها فقبلها بخشوع شديد يدهشها حين يبديه كل مرة. وطوق ظهرها بذراعيه لا يريدها ان تفلت منه او تهرب. يرعبه ان تهرب. ونظر لعيونها وقال ارجوك يا ربتى والهتى قبلينى. فنزلت غرام على وجهه الحلو الحليق الابيض مثلها. وقبلت شفتيه بهدوء ثم اغرقت وجهه بالقبلات.

انتزهت غرام فرصة الاجازة الاسبوعية وقررت دعوة احمد للتنزه معهم فى المدينة حمص.. ليرى معالمها وتشرحها له. كان نورس مشغولا بمامورية عمل جاءته على غفلة. فاضطر للاعتذار. كما ان الابن والابنة اهتما بالهاتف المحمول الذكى اكثر من النزهات كعادة ابناء جيلهما. فنزلت غرام واحمد وحدهما.. كانا يمشيان بتؤدة لانهما ممتلئين وايضا للاستمتاع بالمعالم والشوارع. كانا فرحين بالنزهة ووجودهما معا فرح عشاق جدد بعشقهما المكتشف حديثا. نسيا امتلاءهما وطاردا بعضهما فى الحدائق والشوارع مع الضحك والجذل. ولم يرق ذلك لمعظم المارة لان البلاد مطحونة فى الحرب ضد داعش والاخوان لها 8 سنوات ورغم انها تعافت لحد كبير لصلابة الدولة والشعب والحزب. الا ان الدماء والخراب والشهداء من الجيش ابن الشعب السورى قد حفرت اثارها السوداء فى قلوب الناس اثارا لا تمحى لعقود قادمة. مع ذلك كان بعض المارة يشجعانهما لان الانسان بطبعه يحب العافية والصحة والسعادة خصوصا فى احلك الظروف يجوع للسعادة لتعويض سواد الايام والسنين الماضية. جلست غرام على كورنيش نهر العاصى وجوارها احمد يشبك اصابعه فى اصابعها فتغلق يدها على يده ويتاملان النهر الجميل معا ثم يعودان ليتفرسان فى وجهيهما بحب وانبهار وسعادة.. زارا جامع خالد بن الوليد وقلعة الحصن ومتحف حمص. حكت له غروم كيف نجا الحماصنة من اجرام تيمورلنك المغولى المسلم بان تظاهروا بالجنون وبان نهر العاصى يصيب من يشرب منه بالجنون. وقالت. ساصنع لك باطرش "بابا غنوج" ستاكل اصابعك خلفه.

مع مرور الايام والشهور دون ان يجد احمد مكانا اخر يعيش فيه فندقا كان او منزلا منفصلا خاصة مع قلة ما معه من مال وحتى لو كان معه مال وفير وتوفرت غرفة بفندق او منزل دائم فى حمص او مدينة سورية اخرى. لما قبل ان يرحل. خصوصا ان نورس قد استلطفه جدا واعتاد على وجوده وكذلك ابن وابنة غرام. اصبحا يعتبرانه مثل خالهما شقيق امهما فينادونه يا خال احمد. ومع بزوغ موهبة احمد فى الكتابة المسرحية والاخراج. قرر صاحب الشركة وهو ذو معارف واسعة بقيادات حزب البعث وايضا الحزب السورى القومى الاجتماعى. قرر دعوة احمد الى مسرح البعث. كى يعرض نصوصه وموهبته على قيادات الحزب والمسؤولين على النشاط الفنى والثقافى فيه. عرفهم صاحب الشركة بان احمد مصرى ومعتز بفرعونيته جدا. ومؤرخ. وانه كما قال قد خطب امراة سورية تكبره بسبع سنوات. كلها حكمة وهدوء ورقة وحنان وحب فياض وامومة وتنور وثقافة وحرية وقيم غربية لم يجدها فى امراة سواها فى مصر او العالم بالاضافة لوجهها الممتلئ القمرى الوضئ الابيض وابتسامتها الطيبة البسيطة الساحرة. يقول انها ليس كمثلها امراة فى الكوكب. حين تكلمه بلهجتها السورية يذوب. ولا يمل من النظر الى وجهها الوضئ الناصع البياض وعيونها الصغيرة الضاحكة وابتسامتها الطيبة. والطيبة التى تشع من كل كيانها.. فهو ليس بغريب عن سوريا وشعبها. لقد خطب تلك السيدة السورية رسميا منذ شهر او 3 شهور ولكنه يراسلها بالفيسبوك والماسنجر منذ سنوات. وسرعان ما تعلم منها اللهجة ومطبخ سوريا وجوها وعاداتها. اى نعم لم يرها ابدا صاحب الشركة ولا نورس وكان احمد يتهرب من تقديمها لهما كلما طلبا ذلك. لكنهما يثقان فى صدقه. ويشعران باعراض الحب عليه. فحب قمر سورى مغموس بالعسل له اعراضه المعروفة وهى بادية جدا على محيا احمد وتصرفاته. هذا المصرى العاشق.

اعجب مسؤولو النشاط الفنى والثقافى والمسرحى البعثيون بنصوص احمد. وكان حلم حياته ان يمثل هذه النصوص مع بطلة النصوص. فلكل نصوصه بطل وبطلة. لكنه فاجا الجميع بما فيهم نورس بانه يريد غرام هى من تقوم معه بدور البطلة. ظنوا انه سيطلب ان تمون خطيبته السورية معه مثلا. لكنه اخبرهم ان خطيبته لا تفقه شيئا فى التمثيل ولا تحبه ولا تريد تجريبه. لكنه راى من غرام موهبة عالية ولا يخفى سرا اذ يقول انه عرض عليها بعض النصوص واعجبتها بل وجعلها تمثل صفحة من سيناريو احدى مسرحياته.

استغربت غرام لاحقا حين عرفت بما يريد احمد. ورفضت بشدة فى البداية ولعدة اسابيع. لكن الحاح احمد وحبها الشديد له حتى ولو لم يدر ولو لم تبدى. اضافة لموافقة نورس والحاح صاحب الشركة والمسؤولين البعثيين عليها لتوافق. كل ذلك جعلها ترضخ. لم تكن غرام معقدة بعقد الشرق الاوسط وشمال افريقيا العربية البدوية الدينية. وكذلك نورس. ولم تكن غرام ترتدى على وجهها او راسها تلك الاغطية الدينية او العباءة الخليجية وهى علامات مرض شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا او دول الشوشف mena اختصارا. وكذلك لم يفعل اولادها ولا اطلق زوجها لحية اخوانية او سلفية او عقلية. كانت اسرتها متنورة خالية من الوباء المتمكن الان من بدن وعقل شعوب الشوشف. الذى انتشر بفعل الحكام والمحكومين معا.

فى الصباح السبتمبرى التالى يوم 14 ايلول اليوم السابق على عيد ميلاد احمد تعطرت غرام وتكحلت كحلها الحوتى الاذارى المارسى المثير. وانطلقت مع احمد باذن زوجها نورس بل وبالحاح منه. الى خشبة مسرح البعث. حيث سيمثلان معا مسرحيتهما الاولى لاول مرة فى حياتهما. كان قلباهما ينتفضان فرحا وقلقا وترقبا. وتشابكت يداهما. وقد غادر نورس الى العمل وكذلك غادر الاولاد للمدرسة والجامعة. اخذ احمد ينظر مسرورا الى خدها ووجهها وهى تسير معه بسرعة مثل طفلة جذلة مع ابيها الذى يدللها. ونظرت غرام اليه وهو مسرور مثل طفل مغتبط باصطحاب امه له الى محل اللعب والدمى ومحل الحلوى والبونبون والشوكولا.

دخلا الى المسرح. بعدما صعدا درجاته الخارجية وتاملت غرام المسرح من الخارج واعمدته الرومانية وجمالونه الرومانى المثلث طويلا حتى جذبها احمد الى داخل البوابتين العملاقتين الى داخل المسرح.. انبهرت غرام بانها ولاول مرة فى حياتها وحياة احمد ايضا لن تكون فى موضع المتفرجين. بل ستصعد الخشبة وتمثل عليها فتعود بالزمان والمكان. وتحيا احدى حيواتها التاريخية السابقة فى حياتها الحالية الان. بواسطة الفن العبقرى التمثيل.

رحب بهما مدير مسرح البعث. وقال ان احمد كاتب عبقرى سد فراغات الدراما التاريخية السورية بمسرحياته. وفراغات المسرح العربى عموما. وقد اوضح للمدير ان حلم حياته تحويل مسرحياته هذه الى مسلسلات سورية او مصرية تاريخية ايضا. وجلست غرام واحمد فى المقاعد الاولى الامامية امام ستائر المسرح القرمزية العملاقة والشاسعة. واخرج المدير عدة كراريس طويلة مجلدة الكعب. هى كل مسرحيات احمد. مسرحية المعز والعزيز بالله الفاطمى. مسرحية حتشبسوت. مسرحية تحتمس الثالث. مسرحية رمسيس الثانى. مسرحية بناة الاهرام. مسرحية احمس. مسرحية عشاق مصر عبر العصور. مسرحية حتحور وخونسو. مسرحية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. مسرحية اتاتورك وتاريخ اسيا الصغرى. مسرحية عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. مسرحية عشاق ايران عبر العصور. لقد كان غزير الانتاج خصوصا منذ ما بعد 2011. قال المدير لغرام. ان احمد متحمس لك جدا يا غرام. ورفض ان يمثل دور البطولة مع احد سواك. يقول ان الكيمياء بينكما ملائمة. وحين ينظر فى محياك ينطلق لسانه بكلمات البطل فورا ويندمج فى الدور. على كل حال لقد قررت اختيار اربع مسرحيات ستمثلانها معا. واستبعدت رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر لانها اباحية الى حد كبير وتدور احداثها بين ابن يعشق امه كعشق رجل لامراة وهما فى رحلة حول مصر باوتوبيس فى آر. واصلا لا اتوقع نشر مثلها فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا كله فضلا عن تمثيلها. بسبب العلاقة المحارمية التى هى محورها وايضا مشاهد ممارسات الحب الجماعية والمتنوعة فيها. ولا اعتقد انك تستطيع نشرها الا باسم مستعار وخارج المنطقة اى فى الولايات المتحدة او اوروبا فرنسا او حتى اسرائيل ربما. رغم انى لا انكر انها رائعة ومذهلة. وكذلك مسرحية حتحور وخونسو الا ان السبب انها لادينية يمكن ان تستثير شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خير امة. وتميل للربوبية المتعددة ايضا. لقد اقترح احمد حتى يا غرام ان تحترفى التمثيل معه او حتى كهواية وتمثلان بعض المسلسلات والافلام الامريكية والصينية والمصرية والمكسيكية اللاتينية.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:28 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 5

بدات بروفات المسرحيات الاربع. تحتمس الثالث. عشاق مصر عبر العصور. المعز والعزيز بالله الفاطمى. وعشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. حتى ان احمد قد اطلع مدير المسرح على محاولات اولى له مثل رواية ميكروباص الغرام عن مصرى جامعى وخطيبته وامه اكتشف بابا سحريا فى عابدين لو دخله بميكروباصه يعود بالزمن لاى عصر هو ومن معه. وحول الباب الذكى الميكروباص لالة زمن لا تحتاج لدخول الباب بل تعمل من تلقاء نفسها. ورواية المصرى الاخير عن احمد وهو مصرى علمانى متنور وحرياتى ربوبى او عابر للمسيحية الغربية. عشق سورية هى سلاف وهى ابنة السفير السورى فى مصر وتزوجا ولما اندلعت احداث الربيع الاخوانوسلفى الاوبامى الاردوغانى الخليجى. انطلق العاشقان المساكنان الى كندا حيث اقاما بقية حياتهما. مساكنة لعشر سنوات ثم تزوجا وانجبا ولدا وبنتا منصور وحورية. واللذين تزوجا بكنديين او امريكيين مسيحيين. وقبل بلوغهما كندا طافا العالم بالسفينة العملاقة نجمة المتوسط ثم بالطائرة لدول اوروبا واسيا والامريكتين واستراليا. ولما هدد الاخوانوسلفيون والخلايجة والازهريون الغرب واحتلوا اوروبا وقتلوا وسبوا اطلق الغرب قنبلة نهاية العالم السيانيدية ليبقى فقط الغربيون والمتنورون فى الملاجئ ليكونوا عالما نظيفا خاليا من الراسمالية وحليفها الخليجى والازهرى والاخوانوسلفى. وتناسخت روح احمد وسلاف لاحقا. واصبح بيتهما بكندا وقبرهما او مقامهما ببيتهما القديم بالصليبة بالقاهرة مزارا لكل الاحرار والمتنورين والعشاق.

ارتدت غروم ازياء تاريخية متعددة وكذلك احمد. استمتعا بذلك جدا وانبهرت غروم بانطلاق لسانها وموهبتها مع احمد مما لم تكن تعرفه عن نفسها. قامت بدور زوجة تحتمس الثالث السورية. وكذلك بدور زوجتى المعز والعزيز. وبدور الحبيبة فى كل عصور مصر وعصور العالمين الجديد والقديم. بينما قام احمد بدور الحبيب فى كل عصور مصر وكل عصور العالمين الجديد والقديم. ودور تحتمس الثالث ودورى المعز والعزيز بالله الفاطميين.

اندمجت غرام فى كل دور وكذلك احمد. شعر كل منهما والمخرج يوجههما ويعطى الارشادات. شعر كل منهما بانهما عادا بالفعل لحيواتهما السابقة على مدى قرون ما بعد الميلاد العشرين وقرون ما قبل الميلاد الثلاثين بل وقبلها ايضا الى عصور ما قبل التاريخ والعصر الحجرى. خصوصا فى مسرحية عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. حيث مثلت غرام ادوار كثيرة ليس لشخصيات مشهورة بل عامية مغمورة من خيال احمد لكن خيال يناسب العصور.. عشاق من المانيا الكبرى اى الامبراطورية الالمانية مثلا او الرايخ الثانى. وعاشقان من الامبراطورية البيزنطية.. وعاشقان من الامبراطورية الرومانية .. وعاشقان من القبائل الجرمانية.. وعاشقان من الهنود الحمر او احدهما من الهنود الحمر والاخر من الاسبان او الفرنسيين او الانجليز. وعاشقان من مصر الفرعونية او احدهما من مصر الفرعونية والاخرى من سوريا السومرية او البابلية.. عاشقان من فارس الساسانية او ايران الكبرى. وادخل فيها احمد تناسخ الارواح ايضا.. كانت هذه المسرحية بالذات رائعة. حتى انها اى غرام مثلت مع احمد دور بارامسيومين عاشقين .. ودور عنصرين عاشقين من عناصر الجدول الدورى فى قلب نجمة انفجرت منذ مليارات السنين وانطلق العنصران كغبار نجوم الى موضع كوكب الارض وتشكل منهما ومن غيرهما من العناصر. ثم اصبحا جبلين عاشقين ونهرين عاشقين وشجرتين عاشقتين.. استمر الحب بينهما خالدا. وكلما ماتا نسيا حياتهما السابقة ليبدا حياة جديدة يهيمان ببعضهما هياما رهيبا ليس بعده هيام ابدا. وليس كمثله هيام. غرام امراة ليس كمثلها شئ. كما ابدع احمد وغروم فى مسرحية عشاق مصر عبر العصور حيث مثلا دور عشاق فرعونيين وبطلميين ورومان وبيزنطيين وامويين وعباسيين وطولونيين واخشيديين وفاطميين ومماليك وايوبيين وعثمانيين وعلويين وناصريين.

مرت الايام واستمرت البروفات بين احمد وغرام وابطال اخرين لبقية شخصيات المسرحيات الاربع. ولما عرضت المسرحيات الاربع للجمهور اخيرا بطولة احمد وغروم لاقت نجاحا باهرا وطبقت شهرة احمد وملهمته غروم الافاق حتى بدات تنسج حولهما القصص وقال الناس انهما على علاقة سرية. وتعجبوا انهما ليسا زوجين او عاشقين من شدة اندماجهما فى ادوار الحب لبعضهما بالمسرحيات ومدى نجاحهما كدويتو معا. وتعجبوا ان احمد اعزب وان غرام منزوجة بغيره بشخص ليست من الوسط المسرحى. ونسوا انها هى نفسها تلك اول تجاربها فى المسرح اصلا وكذلك احمد. فهى ايضا ليست من الوسط الفنى والمسرحى.

بعدما خرجا من مسرح البعث. قال احمد وهو يمسك بيده يد غروم كعادته لا يحب تركها ابدا. غروم الا تحبين ان تزورى القاهرة ومصر يوما ما. بلد حبيبك وزوجك الثانى. قالت غرام. بلى مبلا احب ولكن لم تسنح لى الفرصة والان لن تسنح ايضا. ولو ذهبت اتظن انى ساذهب بمفردى او معك وحدنا ويسمح بذلك نورس او اولادى. كلا بالطبع. قال احمد. بل تستطيعين الذهاب معى.. كما جئت اليك الان بالسر الذى لم ابح به لاحد. فقط اغمضى عينيك الان وسنعود الى مصر قبل الاشهر الثلاثة الاخيرة التى كنت مقيما معكم فيها. فلن يشعر نورس واولادك باى غياب.. اغمضت غروم عينيها وامسك احمد يديها وعانقها بقوة والتحم الجسدان بالعناق. واخيرا قال. افتحى عينيك. ففتحت غرام عينيها ووجدت نفسها فى الجمالية بالقاهرة الفاطمية.. انبهرت وقالت كيف فعلتها. قال وغمز بعينه. للحب طرقه الغامضة. امسك احمد يد غرام وسار معها يشرح لها تاريخ هذا المسجد وذاك وهذا الحى. ويريها محلات العطارين والعقادين والحدادين والخيامية وغيرهم. ويعيشها فى العصر الفاطمى تارة والايوبى تارة والعثمانى والمملوكى خلال الشرح. كانت غرام سعيدة ومنبهرة وراسها يدور وتشرد فى سماء القاهرة وفى اثارها وتاريخها...

بعدما انهى جولته معها فى الجمالية وفى كورنيش النيل والتحرير ووسط البلد والقاهرة الخديوية مع شئ من تاريخ حزب الوفد والقاهرة ومصر فى النصف الاول من القرن العشرين. قال لغرام. يا غروم. قالت. نعم يا حبيبى. قال. سنذهب لنزور ماما. بدا على غرام القلق والخوف. شعر بذلك فقال لها. لا تخافى انها لطيفة جدا وستحبك. قالت غرام. اشك بذلك. لو عرفت عمرى وزواجى لن تحبنى بل بالعكس. قال احمد. انا من اختار حبيبتى وزوجتى لا هى. زفرت غرام وقالت. لا تؤذ امك من اجلى فانا ام واعلم قلب الام. ومهما كان موقفها فانا احبها لانها ام مثلى ولانها ام احمد.

ذهبا الى منزل احمد وامه.. التقيت المراتان وكان لقاء دبلوماسيا واجتماعيا لطيفا. استجوبتها امه استجوابا طويلا عن حياتها حتى رغم ان احمد لم يخبرها انها زوجته. فقط اخبرها انها حبيبته السورية التى يذوب لها قلبه ويشتهيها جسده ولا يقوى على فراقها ويود لو يلتصق بها وجوارها كل لحظة. لم تخفى غرام عنها شيئا وتعمدت ذلك لكى ترى رد فعلها. تعجبت ام احمد الجالسة على كرسيها المتحرك وتعانى من خشونة الركبتين والتهاب الاعصاب واجرت عملية تركيب دعامات بالقلب. ولكنها لم تعقب او تهاجم غرام. بل ظلت محافظة على ودها معها كما لو انها لم تقل شيئا غريبا او يغضب اى ام شرق اوسطية من اجل ابنها. خصوصا انها وجدت فى محيا ابنها احمد هيامه الكبير بغرام. عيونه معلقة بوجه هذه المراة الوضيئة البسامة كما لو ان حياته معتمدة على ذلك. ويده لا تفارق يدها حتى وان ابعدت يدها يعود ليمسكها بقوة ويحتضن يدها فى يده بل ويدلكها ايضا بحب وحنان. كثيرا ما يلصق جنبه بجنب غرام ايضا خلال حديثها مع امه. وكثيرا ما يطوق ظهرها بذراعه. حتى انه لم يخجل امام امه وانحنى ليقبل خد غروم ما بين الفينة والاخرى. حتى انه انحنى ليقبل قدمى امه وقدمى غروم ايضا. كلها كانت مؤشرات لامه لئلا تؤذيها بكلمة فهى حبيبة قلب احمد. يفضلها على كل النساء. وهى امه البديلة والثانية والتى لا تزال صحيحة وشابة. اعجبت غرام بلوحات الكنافاه ومفارش اللاسيه والكروشيه والبلوفرات التريكو ومزهريات المكرمية المعلقة التى صنعتها ام احمد ونشرتها فى البيت منذ سنين وربما عقود. ووجدت ام احمد تشابها كبيرا بينها وبين غرام. فعلمت سر تمسك احمد بغرام. لكنها تعترف ان غرام اكثر هدوءا وحكمة منها بكثير. هى انفعالية ونكدية كثيرا على عكسها. غرام لديها ثبات انفعالى وحكمة شديدة. اعتقد انها لو فى مصيبة او موقف حرج ستتعامل معه بمنتهى الهدوء والحكمة. امراة حكيمة اغلى من اللآلئ. تناولت غرام طعاما مصريا من طبخ ام احمد. ثم قررت المغادرة. عانقتها ام احمد بقوة وكذلك هى. تفهمت كل امراة مقام الاخرى واهميتها فى حياة احمد. وفى حياة بعضهما. وجدت ام احمد من غرام شهامة ومساعدة وصبرا على حركتها بالكرسى وعلى انينها من الام اعصاب الساقين والام خشونة الركبتين. كانها تؤكد لها انها لن تضيق بها او منها. حتى ان غرام عرضت على احمد وامه نقل الام الى سوريا الى حمص لتعيش فى بيت مجاور لمنزل غرام وتعتنى بها مما يجب. انصرفت غرام الى منزل احمد المنفصل القريب من منزل امه على وعد ان يوافيها احمد بعد قليل...

لما انصرفت غرام. واصبح احمد وامه بمفردهما. قالت له امه. ولكنها متزوجة واكبر منك سنا يا احمد. من همه اتجوز واحدة قد امه. هكذا قالت له امه بعد ان قدم لها غروم.

قال احمد. ليست بمثل عمرك يا ماما. بل هى اكبر منى فقط بسبع سنين. اى لا شئ. ولو اكبر منى بعشرين سنة حتى. لا يهم. لاننى احبها واهيم بها هياما ليس بعده هيام. ليس كمثلها امراة. قالت امه. ولكنها متزوجة ولها اولاد يا احمد. اكمل احمد. وتحبهم جدا جدا ومتمسكة بزوجها الذى تعشقه وباولادها. قالت امه. انت قلت بنفسك. فلماذا تكون خرابا للبيوت. قال احمد. لن اخرب بيتها ابدا ولا يمكن ان يطاوعنى قلبى ان اتعسها. لكنى ايضا لا اقوى على فراقها. لقد قالت لى مرارا اتركنى وانسانى او اعتبرنى اما لك او اختا فقط. وابحث عن فتاة من عمرك او اصغر ومن مصر بلدك. ستجد كثيرات وانت وسيم واستغرب انك لم تلتقى بفتيات كثيرات يقعن فى حبك بمنتهى السهولة والبساطة. انت نجم مشع يا احمد.. قالت امه. امراة محترمة وشريفة. فلماذا لا تسمع نصيحتها. قال احمد. هى امراة محترمة وفيها كل الصفات الجميلة يا اماه مهما قالت او فعلت. ولا استطيع الاستماع لنصيحتها واعلم انها تنصحها من وراء قلبها المعذب مثل قلبى. لن اخرب بيتها ولكنى ايضا اعيش معها ومع زوجها واولادها الان. واطمع فقط بقربى منها وان منحتنى بعض لياليها وايامها لى وحدى دونهم فشكرا لها. الم ترى الدبلة الثانية فى يدها. قالت امه فى فزع واستغراب. اهذه دبلتك. قال احمد. نعم. قالت امه. انت مجنون وهى مجنونة الا تخشى ان يلاحظ زوجها الدبلة الاخرى. قال احمد. لن يلاحظ لانها تغلف يدها دوما الان بقفاز ساتان اسود بحجة انها تبرد وتتالم منها بسرعة وهو مصدق حتى الان. انه يعتبرنى صديقا حميما الان واننى امثل مسرحيات مع زوجته وزوجتى غروم. قالت امه. اعتبرتها زوجتك ايضا معه ؟ يا للجنون. قال احمد. ليس جنونا يا اماه. بل هو الحب. قالت امه. وهل حدث بينكما .. شئ ؟

قال احمد. نعم لاول مرة فى حياتى وحياتها نذوق شهد بعضنا كاملا. هناك. قالت امه. هناك. فى بيت زوجها واولادها. قال احمد. نعم يا ماما. ولكن مرة واحدة. اما هنا فتكرر لقاؤنا كثيرا بعيدا عن بلادها وزوجها واولادها. وان كانت مشتاقة كثيرا لهم. قالت امه. هذا طبيعى. انت قاس يا احمد ان تفعل بها ذلك وتشتت قلبها. حرام عليك. ثم ما تفعله بان تجعلها زوجة لرجلين يخالف كل شرع ودين ابراهيمى. ويخالف القانون ويستفز المجتمع. قال احمد. الحب ليس مخالفا ولا حراما. ولا شان لاحد بنا. قالت امه. ولكن هذا حب بلا مستقبل. انها تشبه اخت صديقك محمد محمود التى اريتنى اياها من فترة.. ماذا كان اسمها ؟. الا تتزوجها وتنسى غرام هذه ؟. قال احمد. ليست مثلها يا ماما. ولعلى اتزوج الاثنتين. وكل شبيهة بغرام فى هذا الكوكب او الاكوان والكواكب الموازية. قالت امه. كن واقعيا. انت الان مجنون تماما. ثم اضافت. ولو فرضنا انك تزوجت غرام ولو عرفيا بما ان القانون يمنع او حتى غيرت اسمها او زورت بطاقة هوية باسم اخر او باسمها ولكن بحالة اجتماعية انها انسة. وتزوجتما بقسيمة زواج رسمية. فكيف سيقبل زوجها واولادها بك وبوضعك هذا. هل ستبقيه سر وماذا لو انكشف. ام ستجهر به له ولاولادها فماذا سيكون رد فعلهما سوى الفضيحة والرفض وربما قتلك وقتلها. قال احمد. بل سيقبلون لانها تريدنى وتحبنى بقدر حبها لهم. سيرضخون. لانهم يحبونها جدا جدا. وسيضحون من اجل هذا الحب. قالت امه. لا تكن واثقا هكذا. انت فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا يا بنى. فى العالم العربى. قال احمد. سيرضخون. انا واثق من ذلك. سيرفضون اولا وربما يقاطعونها وربما يضربوننى... ولكن بعد اسابيع او شهور من الخصام والصراع سيقبلون. لانهم سيتذكرون حبها وتضحيتها من اجلهم. وسيقبلون بى فردا جديدا فى اسرتهم الصغيرة تحت اى اسم او تصنيف يريدونه. اخ مفقود او اخو الزوج.. ايا كان. قالت امه. انت تتوهم وتحلم. ولو فرضنا ان ذلك حصل كما تتفاءل. الا تريد اولادا يحملون اسمك يا احمد.

ضحك وقال. هههههههه انت لم تلاحظى اذن. قالت امه. الاحظ ماذا. قال احمد. لم تلاحظى ابدا. غريب. قالت امه. ماذا الاحظ. اخبرنى يا ولد. ماذا تقصد والاحظ ماذا. قال احمد. بطن غروم. قالت امه. اهى حبلى ؟. ضحك احمد وقال. نعم فى توامين ولد وبنت. وبذلك يكون لديها اربعة. اثنان من زوج واثنان من زوج اخر. قالت امه. حبلى منك ؟ قال احمد فى سعادة. نعم. قالت امه. انت متاكد فلعلهم اولاد زوجها. قال احمد. انا ايضا زوجها يا ماما انسيت. قالت امه. حسنا اسفة اقصد زوجها الاقدم الاول. قال احمد. لا. لم يمسها طيلة ستة اشهر مضت. كبروا وفترت الرغبة مع العمل ونضوج الاولاد وطول مدة الزواج. لهم اكثر من خمسة وعشرين سنة متزوجان الان. اجتازا اليوبيل الفضى. وقد حبلت من تلك المرة التى القتينا فيها هناك. هنا اكتشفت ان الطمث انقطع لشهرين متتابعين. فقررت الاختبار هنا فى القاهرة. وباركت لها مسؤولة التحاليل. وفحصنا بالسونار فكانا ولدا وبنتا. لها 3 اشهر حبلى او 4 اشهر الان. قالت امه. ولكن هكذا ستفضحها يا بنى امام زوجها واولادها.. قال احمد. لقد قلت لها حان الوقت لنصارحهم بحبنا وارتباطنا ولكنها خائفة من ردة فعلهم. قالت امه. عندها حق. قال احمد. لذلك فهى ستغرى زوجها حالما نعود ليضاجعها مرة. فيظن الاولاد اولاده. قالت امه. ولكن هذا خداع يا بنى. ثم الن تغار انت. قال احمد. هو زوجها مثلى وقد اتفقت معها الا اعوق علاقتها به وباولادها ابدا وهذا حقها. لا يمكن ان اكون سببا فى خراب علاقتها بهم او اضطرابها باى حال من الاحوال. قالت امه. ولكن الا تخشى ان تفضلهم عليك او تفضلك عليهم . المراة يا بنى قد تميل بعاطفتها. قال احمد انت لا تعرفين غرام جيدا يا ماما. انها امراة حكيمة وعاقلة ومتزنة اكثر مما يتصور احد. ربما لانها حوتية. او لانها من نوع نادر من النساء. المراة الحكيمة الاغلى من اللآلئ. قالت امه. نعم انا لاحظت هدوءها وحكمتها. لا استطيع ان انكر انها امراة مميزة جدا والحكمة تشع منها وكذلك الطيبة الشديدة. لك كل الحق ان تحبها وتهيم بها كل هذا الهيام. ولكن طريقها صعب شائك لك ولها بسبب ظروف زواجها واولادها. عموما هذه حياتك وانت حر بها. وانا موافقة على من اختارها قلبك رغم معارضتى لظروفها. ولكن احذر من ان تفشل وتشعر بالتعاسة لاحقا فانا نصحتك وعملت ما يجب على.

ودع احمد امه ليذهب الى منزله. فتح الباب بالمفتاح ودخل. فوجد غرام جالسة تنتظره فى قلق. نظرت اليه. فقال وهو يهز كتفيه. مر الامر بسلام. قالت غرام. لا اصدقك يا احمد. قال احمد. جادلتنى لبعض الوقت وابدت اعتراضها على عمرك وزواجك. قالت غرام. الم اقل لك. قال احمد. ثم استسلمت لرغبتى لما عرفت انى احب فوق كل حب احبه رجل لامراة يا امراتى فى كل العصور والبلاد والاكوان الموازية. انت بتاعتى يا غروم. حتى لو كنتى بتاعة نورس واولادك. انما انتى دلوقتى بتاعتى اكتر. نورس شبع منك وانا لسه بابتدى ادوقك واتمتع بيكى فى حياتى. وولادى منك او ولادك منى كمان انتى بتاعتهم اكتر من ولادك منه. عشان لسه صغيرين. قالت غرام. لقد كبرت انا يا احمد. واخشى من هذا الحمل. وقد يولدوا يتامى الام. وحتى لو نجوت انا وعشت فقد كبرت وحين يبلغون العشرين ساكون عجوزا فى الستين ونيف. ساكون بعمر جدتهم يا احمد. اخشى عليهم وعليك. قال احمد وهو يضم غرام. ويقبل يديها وقدميها. لا تقلقى من الغد. ولا تفترضى السوء فيه. فكم من اناس فى الثمانين وليس الستين وفى قمة الصحة والحيوية. واستمتعى باجازتك معى فى القاهرة. وهو شهور عسل لنا ايضا يا ام اولادى. ضحكت غرام وانهضها ونهضت معه وقالت. ماذا ستسميهم يا ولد. قال. احبك حين تنادينى بولد. ساسميهم تحتمس ونفرتارى. ضحكت وقالت. حسنا يا ابن تحتمس. قال احمد. وابن غروم واخوها وزوجها وحبيبها وافتخر. غروم. قالت. نعم يا روح قلب غروم. قال. ارتد لى اليوم ثوب زفافك مثل ليلتنا الاولى بمنزلكم فى حمص. وسنشرب شراب الورد كالعروسين كما فاجاتنى يومها ايضا. اشتقت للوردة المتهدلة كرنك اللذة او غروم الصغيرة التى يخرج منها الاولاد والعسل الغرومى المقدس. والتى تعانق مسلتى ونهر حبى العاجى الفياض بالنهاية. قالت غروم ضاحكة. توقف يا فاجر. كم انت قليل الادب. حسنا سارتديه لك. اارتدى لك فستان فرح امك المرة القادمة. اعرفك يا فاجر يا قذر.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:31 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 6

جلس احمد بعد يوم حب وعسل ساخن بينه وبين زوجته السورية غرام التى هى زوجة نورس ايضا فى ان واحد. وفتح مشغل اسطوانات الدى فى دى والتلفاز المسطح. ليشاهد مسرحياتهما معا مسجلة على الدى فى دى. خصوصا مسرحيته الكبرى عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر العصور. حيث مثلت غرام واحمد مجموعة متنوعة من العشاق. من كل المهن والاديان والدول. من الهند القديمة والهند الحديثة. من بريطانيا. من استراليا. من فرنسا. من افغانستان الديمقراطية قبيل اسلمتها واخونتها ومسلفتها ودعشنتها. من باكستان. من العراق. من بارثيا. من الامبراطورية السلوقية. من المغول. من المانيا الهتلرية الرايخ الثالث. ومن الاتحاد السوفيتى. ومن يوغوسلافيا. اخذ احمد يستمع لكلمات غروم وادائها معه بتركيز وكذلك يستمع لكلماته وادائه معها. شعر انهما اشخاص مختلفة فى هذه المسرحية والمسرحيات الاخرى التى كتبها ومثلاها معا. وشعر بالحب الفياض بينهما. والاندماج الروحى. شكر الاب الكونى واسرته ان نورس لم يلاحظ ولم يغار من تمثيلهما معا بالمسرحيات بل دعمهما وشجعهما. كان متنورا ومحترما. وهذا عزز حب احمد له. واحترامه لوجود غرام فى حياة نورس. وجعل احمد يضحى ويقرر ترك نصف وقت غرام على الاقل او حتى ثلاثة ارباعه لنورس ولاولاد نورس منها. وخشى ان يحتل تحتمس ونفرتارى ولديه من غروم جانبا كبيرا من اهتمامها به ووقتها معه فلا يعود يجدها ولو يوم معه.

سعد احمد كثيرا بالمسرحيات وضمها الى قلبه. استيقظت غروم ملفوفة بملاءة تستر عريها التام وحفائها. صبحت عليه. وجلست جواره. صباحووو احمد. صباحووو غروم يا قطة حمص وسوريا وسائر المشرق. كم احبك يا امراة. تعال اضنمك بحضنى. ضحكت وقالت. حسنا. شاهدت معه المسرحيات وبدات تعلق بهدوئها وحكمتها المعتادة ورزانتها العالية جدا والغالية على قلبه جدا. امراة عاقلة حكيمة.

ثم قال لها. ما رايك لو شاهدنا بالايام القادمة بعض افلام مديحة يسرى ونورا وشادية وفاتن حمامة وصباح. نعود للزمن الجميل معا... لعلنا حتى يا غروم بسر الحب انتقل معك الى زمن الاربعينات باى مكان بالعالم. قالت غرام مبتسمة ابتسامتها الهادئة الطيبة. انا طوع بنانك يا حبيبى. ولكن انظر. واشارت لبطنها. قال احمد. اه صحيح. فلنؤجل احلامى هذه الى ما بعد ولادتك يا ربتى ونجمتى لتلدين كواكبى وكواكبك وارباب صغار مثل امهم الالهة عشتار الحمصية الحوتية الحلوة. وساحلبك يا بقرتى واشرب حليبك معهما. واضعه فى زجاجات بالثلاجة. واشربه باردا وساخنا. واجلب منفحة واصنع منه جبنا لاكله ايضا.

ضحكت غروم بشئ من الحزن وقالت. انت متفائل جدا بحياتى ونجاتى. انا لا اظن انى ناجية. قال احمد واغرورقت عيناه بالدموع على الفور وبدا ينهار. لا لا تقولى ذلك ابدا. وضمها وقبل وجنتيها وانفها وبدا يزوم ويتنهد من تاثير حضنه لحبيبة قلبه التى يعشقها فوق كل عاشق ويهيم بها فوق كل هيام. ثم قال لها وهو يمسك وجهها الوضئ البسام الصبوح الطيب. ستنجين وتضحكين على تشاؤمك هذا. وسنربى اولادنا معا ومع نورس زوجك واولادك منه. قالت غروم. ولكنى اشعر بالتعب منذ بدا الحمل وثقل على يا احمد. بعد مضى الشهور الثلاثة هذه لابد ان نعود الى حمص فورا والى منزلى. لكى لا يرتاب نورس بشئ. وايضا لارتاح وارى ما اصنع بمتاعبى هذه. نزل احمد على قدميها الحافيتين يقبلهما ويدلكهما بلطف ورقة وحنان وحب. وقال. سنعود. وساعتنى بك فوق عنايتهم بك حتى تلدين اولادى. وبعدها وللابد. وساجلس عند قدميك ادلكهما وليقولوا ما يقولون. فليعتبرونى ابنك او اخوك.

قالت غروم وقد دمعت عيناها تاثرا. لا ادرى لماذا تحبنى كل هذا الحب يا احمد. وكان الافضل لك الارتباط بامراة خالية القلب والحياة الا منك وحدك. لا امراة ذات زوج وعيال. ومن دولة اخرى وبالتالى معلقة ومشغولة بوطنها عن وطنك وبلادك. جلس احمد جوارها وقبل خديها. واخذ يدلك يديها. ثم جلس عند قدميها وبدا يدلكهما بلطف وحب ويقبلهما اصابع واظافر وكف قدم وكعب. وقال لها. لانك تستحقين كل هذا الحب واكثر بكثير. انت تستحقين ان يحبك كل البشر لحكمتك وهدوئك وابتسامتك وطيبتك يا غروم. واستمر يدلك ويقبل قدمى غرام لنصف ساعة. ثم جلس جوارها وضمها بالجنب وهو يقبل جبينها ويشم شعرها ويقبل خديها وشفتيها.

ثم بعد قليل قال لها احمد وهو ينهض. هيا غيرى ثيابك لننزل ونتنزه معا فليلا. لتغيرى مزاجك الحزين. هيا يا امراة. ضحكت غرام ثم بدات ترتدى ثيابها. السوتيان وقشدة نهديها داخله يا قشطة جوه السوتيان. ومهلبية فى الفستان. والمثلث الذى يخفى كرنك لذتها او غروم الصغيرة الوردة ذات البتلات المتهدلة. فستان رائع ابيض مكشكش بنصفه السفلى وملئ بالازهار. وفوقه ارتدت معطفا شتويا انيقا وكلاسيكيا. وتركت شعرها الطويل السورى المموج ينسدل على ظهرها طويلا جدا.. وارتدت كعبها العالى الكلاسيكى المقفل الذى يعشقه احمد. راها احمد فضمها وقال. كم انا محظوظ بهذا الجمال الفتان. دعينى اضمك قليلا قبل ان ننزل امام الناس وانحرم من حضنك يا قطة حمص وسوريا وسائر المشرق. يا هرة يحبها احمد مؤبدا. وهدوء الياسمين الاسطورى المبارك.

ضحكت غرام وقالت. حسنا يبدو اننا لن ننزل اليوم. ضحك احمد وعانقها. احتضنها بقوة وقبل اذنها وهمس. احبك يا ام اولادى وحبيبة قلبى للابد. تنهد وضمها طويلا لمدة لا يعلم مداها احد. ثم لما شبع اخذ يدها فى يده ونزلا. كان الوقت بداية الليل. قالت له غرام. اين سنذهب. قال. سنجلس فى ميدان القلعة او بين الرفاعى والسلطان حسن. سيعجبك المكان. وستشاهدى حولنا مسجد قانى باى الرماح ودار المحفوظات. القاهرة ترحب بك يا غروم. ولكنك ستلفتين النظر. قالت ضاحكة. لماذا يا ابو حميد. قال. بنور وجهك الوضئ. لو سرنا فى شوارع مظلمة الان ستضيئينها بوجهك الناصع الحلو يا حلو يا ابيض. ضحكت طويلا. سارا حتى بلغا الميدان وجلست غرام حيث اشار لها احمد عند النافورة. تاملت المكان بفضول وقالت له. القاهرة جميلة يا احمد. قال لها. وسوريا كلها جميلة. ويكفيها انها اهدتنى هذه الهرة هذا الملاك. المدعو غروم. يا هذه الياسمينة الافلاكية الملاك. ما اروعك يا رائعة. وما اروع بلادك التى اهدتنى كل هذا العسل والقشدة والملبن يا ملبن يا ذات الحكمة والبسمة والطيبة والوضاءة يا غروم.

اخذ احمد يكلمها عن تاريخ المنطقة وعن سيرة على الزيبق والسير الشعبية الهلالية والبيبرسية الخ. وقال لها. كم اتمنى يا غروم لو اضيف تمجيد ملوك مصر القديمة باسمائهم وكذلك عبد الناصر العظيم الى نشيد بلادى بلادى. قالت غرام. اقتراح جميل يا احمد ولكن اتظن انهم هنا حكومة وشعبا سينفذونه. قال. كلا لا اظن. وحدق بعيونه فى وجه غروم فابتسمت له بهدوئها وطيبتها. وقال هامسا. بحبك يا حوتية. قالت. وانا بحبك يا عذراوى يا شقى. اخرجت غروم كيس الطعام الذى اعدته لاحمد قبل خروجهما الان. وناولته رغيفا سوريا ممتلئ بالطعام. فقال لها. لا اكل حتى تاكلى معى. قالت ضاحكة. كنت اعلم انك ستقول ذلك لذلك اعددت عدة ارغفة لك لو احتجت. قال. كلى معى يا غروم. قالت. ولكنك قد تحتاج لهم وحدك لا اريد ان تجوع هنا واحرمك من طعامك. قال. لا. انى شبعان برؤية وجهك والجلوس لصقك. بدات غروم تتناول رغبفا وتاكل فبدا ياكل ونظرت اليه فى حب وخجل. قالت. احمد. قال. نعم يا روح قلب احمد منذ الازل وللابد. قالت. ارجوك اذا شعرت انى عبء عليك او احببت فتاة من سنك ولا تزال انسة. فاخبرنى وسنبقى اصدقاء وستبقى ابنا لى كما انت الان. ساتقبل الامر ولا تحمل هما. وهذا من حقك. قال احمد. لا تقولى هذا يا غروم. قالت. فقط اخبرك. وبصدق. ثم قالت لتغير الموضوع وتقطع عليه الجدل. الان اخبرنى كنت اريد سؤالك كثيرا لماذا تقبل قدمى كل هذه القبلات وتدلكهما بل وتمص اصابعهما حتى. وتتاملهما بخشوع. قال احمد. لاسباب عديدة منها انى احبك كلك يا غروم. واهيم بك هياما غير معقول. وبالتالى اعشق كل ارجاء بدنك وعقلك وقلبك وروحك. والقدمان جزء يتجنبه او يهمله العاشق فى معشوقته. وانا لا احب اهمال اى بقعة من بقاع بدن حبيبتى بياض حمص Homs White على وزن بياض الثلج او سنووايت هاهاهاهاهاها. واننى كما تعلمين يا غروم اولى اهتماما مفرطا ايضا بيديك ووجهك وشعرك وبالقشطة اللى جوه السوتيان ق.ج.س. قالت ضاحكة. نعم انت تحب وجهى و الق.ج.س جدا. قال. وايضا لان هاتين القدمين الجميلتين هما من يحملان هذا البدن القمرى الفتان الذى اعشقه. وتحملان عقلك المتنور يا غروم ووجهك الوضئ البسام الطيوب. وتحملانك الى عملك بتدريس الانجليزية لتحسين دخل زوجك واولادك ودخلك. وتحملانك الى الطبخ والاشغال النسوية مما يسعد قلب زوجيك نورس وانا واولادك. ضحكت وقالت. يا ماكر. ستجنننى بشقاوتك. ثم تذكرت شيئا فبدا القلق على وجهها وقالت. احمد. من اين تنفق علينا الان. انا اتناول منك المال وننفق ونسيت ان اسال.

قال احمد. لا تخافى يا غروم. انا انفق من عائداتنا من تمثيلنا بالمسرحيات. قالت غروم. ولكن كنت ادخرتهم لك ولاولادك افضل يا احمد. كانت غروم مدبرة جدا وتحب الادخار وجنى المال لاسرتها. حتى انها عملت مع زوجها نورس فى التدريس وفى محل احذية وفى الفلاحة وبيع المحاصيل. قال احمد. احببت ان انزهك واسعدك قليلا يا غروم وسط انشغالك الشديد بالعمل والاسرة. قالت غرام. لنتنزه نزهات بسيطة غير مكلفة. مثل هذه النزعة البسيطة. وادخر اموالك للمستقبل. ستصبح ابا بعد شهور قليلة يا روح قلبى. قال. حسنا يا ماما. ضحكت غرام. وقالت. انت تحب مناداتى ماما. وانا احب ذلك ايضا واؤمن به. كما تحبنى كام واخت وصديقة وحبيبة وزوجة انا ايضا احبك كابن واخ وصديق وحبيب وزوج يا احمد.

ثم اضافت. اريد ان اعمل هذه الشهور التى ستقضيها معا هنا ولو فى دروس خصوصية لاوفر لك ولاسرتنا الجديدة دخلا معقولا يا احمد. رفض احمد مرارا ولكن غرام صممت. فرضخ وقال. حسنا ساتيك بالمنهج. ولى بعض معارفى منذ كنت مدرس تاريخ قبل ان اعمل فى شركتكم بالقاهرة وحمص. وهم يريدون خدمتى باى شكل وافضالى عليهم. فيمكننى عبرهم الحاقك بسناتر الدروس الخصوصية فى مادتك اللغة الانجليزية. قالت غرام وقبلت خد احمد بسرعة. شكرا يا احمد. نظر حوله خشية ردة فعل شعبه المتزمت ولكن لحسن الحظ كان الميدان خاليا فى تلك اللحظة لان اليوم كان باردا والمارة قلة.

جلسا قليلا ثم نهضا وعادا للمنزل. نفذ احمد وعده وبدات غرام العمل لشهرين. عملت غرام مع طالبات وطلبة الاعدادية والثانوية. واثبتت جدارتها ونشاطها رغم متاعب الحمل. وذات صباح توعكت غرام فذهبت مع احمد لطبيب النساء بعد الحاح منه ورفض منها. اخيرا رضخت وذهبت. فحصها الطبيب. وقال. يا مدام غرام. انت تعانين من سماكة الرحم منذ سنوات كما ارى. قالت. نعم هذا صحيح. قال. وتتعاطين ادوية لها بروجسترون ؟ قالت.نعم. قال. ولكنك حبلى فى سن اربعينية متاخرة. وهذه سن خطرة. لماذا فعلت ذلك. ضحكت غرام ونظرت لاحمد وقالت. الحب. قال الطبيب. عموما مبروك لكما وساكتب لك بعض المقويات اضافة لادوية علاج سماكة الرحم. قالت غرام فى قلق. صارحنى يا دكتور. هل هناك ضرر او خطر على حياة الطفلين او حياتى ؟ قال الطبيب. لماذا تفكرين هكذا يا سيدتى. كلا بالطبع. باتباع التعليمات فلا خطر عليك ولا عليهما. وامامكم انتم الاربعة حياة مديدة تستمتعون بها مع بعضكم.

خرج احمد وغروم من العيادة التى كانت فى وسط البلد. وتمشيا قليلا واجلسها على اريكة من ارائك المشاة فى شارع الالفى. لترتاح قليلا. تنهدت غرام فى راحة. قال لها. ما رايك بوسط القاهرة يا غروم. القاهرة الخديوية وشوارعها ومبانيها. قالت غرام. جميلة يا احمد. القاهرة مدينة حبيبى وزوجى الثانى. الذى لم يدخل غرام الصغيرة وكرنك لذتها سوى مسلتين كان هو ثانيهما. كان الوقت نهارا. والمارة رائحون وغادون من العمل او اليه ومحلات الملابس والاحذية الخ نشطة. بعدما ارتاحت غروم قالت لاحمد. هلم بنا وارنى المنطقة. قال. ولكنك متعبة يا غروم يا بياض حمص. Homs White. قالت. كلا اصبحت بخير الان. ونهضا وسارا فى شوارع طلعت حرب وقصر النيل و 26 يوليو وشريف وعدلى والتحرير وذهبا لميدان العتبة الخضراء او الاوبرا القديمة او ابراهيم باشا ذى الحصان.

كانت غرام تتامل المارة بفضول واهتمام. وتتامل الشركات والمحلات والبنوك. ان المكان لا يزال جميلا مثل افلام الابيض والاسود المصرية التى عشقتها وشاهدتها بحب واعجاب منذ الطفولة حتى اليوم ... ولاحظ احمد انبهارها فربت على ظهرها مشجعا.

عادا الى المنزل. خجلت غرام حين قال لها احمد انه سيدهن لها الكريم المهبلى الذى وصفه الطبيب بنفسه. ورفضت. لكن احمد اصر. فوافقت على مضض. اراد ان يعانى بصحتها بقدر ما يستطيع. ساعدها بالغسول المهبلى والكريم ايضا وراقب تناولها الدواء الاقراص الفموية فى مواعيده. وكان يقبل باطن قدمى غرام كل صباح وكل مساء بحب وخشوع وتقديس. قال. غروم كم احبك. قالت. وانا ايضا يا احمد. كفاك تقبيلا وتاملا ولمسا لقدمى ووجهى ويدى ونهدى. قال. لا اشبع منك ابدا ومن صوتك ومن ثقافتك ومن حديثك عن حياتك وعن اى شئ. انت تستحقين ان يجلك كل الناس يا هرة يحبها احمد مؤبدا. وبدا ينظف لها اظافر قدميها ويقصها. ويطليها بالاوكلادور الاحمر الذى يحبه. كان يتعامل مع قدمى غروم ويديها ووجهها ونهديها كما لو كان جواهرجى مع مجوهراته. بحرص واجلال او مثل مؤمن مع كتاب دينه المقدس.

نهض ونام فى حضن حبيبته غرام ككل ليلة اخيرا وتغطيا بالبطانية. لم يرى نوما هنيئا مثل الذى ينعم به الان لصق صدر وخد امه الجديدة واخته الوحيدة وحبيبته وزوجته غروم. بياض حمص. التى لم تعرف رجلا سواه بعد زوجها نورس. هما الرجلان العظيمان فى حياتها. وكلاهما منحها نعمة الاولاد.

مرت الايام سريعة حتى حان موعد عودتهما الى زمنهما والى حمص ومنزل غروم واسرتها. لكن فى ذلك اليوم سمعا طرقا عنيفا على الياب. فتح احمد وفوجئ بكوكب تشتمه وتنعته بالخيانة وانها احبته. وسالته ماذا تفعل هذه المراة فى بيتك. قال. من اخبرك بعنوانى يا امراة. قالت. امك حكت لاخى كل شئ وهى لا تدرى اننى احبك وكنت مشروع زوجتك المستقبلية. هذه المراة تشبهنى وكانها انا بعد سنوات حين انضج. ما هذا. قالت غرام. من هذه يا احمد. حاولت كوكب التهجم على غرام. لكن احمد صفعها بقوة فبكت وقال. ابتعدى عن زوجتى انها حبلى باولادى. قالت كوكب. زوجتك كيف وهى متزوجة. امك اخبرت اخى بكل شيء. قال احمد. انصرفى من هنا لا اريد رؤيتك هنا مرة اخرى ايتها القذرة. بكت كوكب بشدة وقالت وهى تنزل عند قدمى احمد وتقبل ساقه وقدمه. ارجوك لا تطردنى يا احمد. انا احبك. ساموت لو تركتنى. وستندم. لكن احمد دفعها وضربها حتى سال دمها من شفتها. ودفعها للخارج واغلق الباب.

قالت غرام مذهولة. من هذه يا احمد. انها تشبهنى فى شبابى كثيرا. ولماذا عاملتها بهذه القسوة. احمد انا اخبرتك من قبل لا تربط نفسك بى اذا احببت احدا امراة ما. فلا تتردد باخبارى ولن احزن. ليس لاننى لا احبك. بل انا احبك كابنى واخى وصديقى قبل ان تكون حبيبى وزوجى. واعلم انى نصف او حتى ربع زوجة بالنسبة لك لاننى مرتبطة بزوجى نورس واولادى منه وحياتى معه. وانت من حقك الزواج بامراة مكرسة لك. سيبقى هذان تحتمس ونفرتارى اولادك واولادى واولاد نورس كما سنقنعه. ولن يتغير شئ. من الواضح انك احببتها لشبهها الشديد بى.

قص عليها احمد قصة كوكب. قالت له غرام وهى تقدم له طعام الغداء الشهى وتجلس وهو يحاول متابعة فيلم عفريتة اسماعيل يس ويدعوها لمتابعته معه. فتاة مسكينة. لقد لعبت بمشاعرها وكسرت قلبها يا احمد. قال. كلا لم افعل. لا ادرى يا غروم. كنت يائسا من ان تكونى لى وملكى ووجدتها صدفة عند صديقى. اخته. علمتها حتى اصبحت مثلك طباعا ولهجة كما انها مثلك جسدا ووجها. لكن لماذا اذهب للصورة الان ومعى الاصل.

فى تلك الليلة ادت غروم فى الفراش كل ادوار البورن والايروتيكا التى يشتهيها احمد من محارم ماذر و صن وانال وجنج بنج وانتراشيال وكل شيء. كانت تشبعه فى كل مجال. انوثة وامومة وجنس وحب وثقافة وجو سورى بكل شئ. وفى الصباح استيقظ لم يجدها. ووجد رسالة فى جانب الفراش الخاوى مكانها. تقول فيها انها سافرت جوا الى حمص. وقررت ان تلد وتربى الاولاد مع نورس وحدها. وعليه الا يلحق بها. وان يرتبط بكوكب والا يظلمها اكثر مما فعل بها بالامس. وانه لا يمكن ان تبنى سعادته معه على حساب معاناة كوكب.

قال احمد فى نفسه. لقد افسدت ماما الامر. شئ سئ. واخذ يحطم الاشياء فى الغرفة والمنزل كالمجنون وهو يبكى على غروم. لماذا لم تنتظر حتى يذهبان معا بطريقته. لماذا لم تمنحه فرصة للشرح وللبدء من جديد. لماذا ظهرت كوكب هذه الان. كنت اود ان اريك الاسكندرية والاقصر والاهرام يا غروم خلال هذا الاسبوع او الاسبوع القادم. لماذا افسدت سعادتنا بتعاطفك الابله مع هذه الفتاة القذرة. ولماذا سافرت وانت حبلى وضعيفة البدن والصحة. لماذا عرضت نفسك واولادنا للخطر.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:35 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 7

بات احمد ليلته باسوا حال. كان حائرا بين الذهاب لامه او الذهاب لصديقه محمد محمود. او السفر بالايحاء والتنويم فى لحظة الى منزل غروم واسرتها فى حمص. كيف ستلتقى غروم بنسختها هناك. لعلها ستبيت فى فندق حتى تنقضى الايام الباقية على الموعد. كان قلقا جدا عليها وعلى الصغار فى بطنها. هاتفها مغلق. كانت تخبئ جواز سفرها السورى ذى الصقر السورى للجمهورية العربية السورية. ولم يعلم بانه معها. كعادة النساء تحتاط للطوارئ.

وبينما ارهقه التفكير لم يدر بنفسه الا وقد راح فى نوم عميق. لم يعلم انه نام وظل عقله يظن انه يقظ. راى نفسه واقفا فى شرفة منزل غروم ليلا ويتامل سماء الليل الواسعة الحمصية السورية. فراى نجوما تتراص مثل الكوكبات ولكنها كثيرة وغير معقولة ولا موجودة فى اى خريطة للكوكبات التى عرفها وصنفها بطليموس ومن تلوه. وفجاة مرت بصفحة السماء امراة عملاقة كومض البرق. ليست ظاهرة فلكية علمية على الاطلاق. كانت تسير بتؤدة. وتتهادى. ابتسامتها. يا ابانا الكونى واسرتك. انها غرام. حبيبتى غرام. كانت تبدو مثل اميرة سريانية قادمة من عمق التاريخ. بارعة الحسن. اجمل من مادلين طبر بمراحل. شعرها الاسود الناعم الفاحم وعيونها وحاجباها البارعان. شعرها ينساب احيانا مسترسلا ثم يتحول بنفس اللحظة الى كعكة بيزنطية او رومانية او اغريقية. كانت ملابسها حريرية لامعة ملونة مثل الثياب السريانية. وفى قدميها الجميلتين صندل ذهبى لامع. وذراعاها عاريان. وكذلك معظم ساقيها. بياضها الخلاب وسمنتها المعتدلة باديان فى ذراعيها وساقيها وسمنة وكبر كفيها. وفى ذراعيها غوايش ذهبية. كانت تشع انوثة تماما كيوم عرسها وهى فى عمر 19. ثم وكأنها ارتدت رداء محبوكا يغلف الجسد فبدت كما هى الان. جميلة جملتها السنوات وهموم الاسرة والعمل. وظهر احمد جوارها راى نفسه فى السماء معها فسقط الرداء عنها وعادت بحالها الفتان الاول. كان مجرد رداء يخفى جمال روحها وجمالها. لكنه لم يخفى بسمتها ووجهها الطيب البدرى وعيونها الضاحكة الهادئة. قبلته فى خده وفى فمه وضمته طويلا ثم تركته فشع نورا مقتبسا من نورها. وبدت على وجهه الابتسامة بعد عبوس. وعاد ايضا وسقط رداء السنين عنه فبدا مراهقا تارة وطفلا جميلا تارة اخرى. حملته غرام على ذراعيها. وهدهدته كام مع طفلها ثم بدات تكلمه وتلاغيه وتحكى له قصة من قصص كتب الجنيات الملونة كتاب الجنيات الازرق والاصفر الخ من كتب اندرو لانج. سمعها احمد الرائى والمراقب للسماء فى حلمه. ثم انزلته على الارض وامسكت يده وسارا قليلا وهى لا تفلت يده من يدها. وتضاحكه وتسامره وتلتفت اليه من ان لاخر مثل معاملة الام الوحيدة مع ابنها الوحيد. وظلا يسيران فى عرض السماء جيئة وذهابا وبدت حولهما محلات وتحتهما رصيف كأنهما فى شارع. ثم كبر احمد فجاة وصارت تكلمه كاخت كبرى وتناديه خلال كلامها معه يا اخى الصغير. كانت الخلفية خلفهما فسيفساء سورية ورومانية وبيزنطية ومسيحية ارثوذكسية متنوعة.. وضع احمد خده على خدها فى السماء. وتنهد ويده تحتضن يدها.. ومن فوقهما تالقت كوكبتا ورمزا العذراء برجه والحوت برجها. راى الرائى ذلك. وراى نور غروم يمتد ليمنح احمد نورا مماثلا.. وراى حولهما تدور نجمة درزية واعلام كردية وصلبان سريانية وسيف العلويين وهلال سنى وقباب ذهبية اثناعشرية وحرف الايه اللادينى ورمز الانسان السعيد happy human رمز الانسانية العلمانية. كل الرموز تالقت واندمجت فيهما واختفت بداخلهما. وتالق النسر المصرى والصقر السورى فوق راسيهما. وتالقت شرائط عرضية حمراء وبيضاء وسوداء ونجمتان خضراوان فى دائرة كالهالة حولهما او كالفقاعة. سمع الرائى نشيدى بلادى بلادى بلادى و حماة الديار متداخلين وموسيقيين. فى اجواء السماء. وراى صندل غروم يختفى وتصبح حافية القدمين. وجلست متربعة فى السماء واستلقى احمد مستعرضا ووضع راسه فى حجرها. ضحكت غروم وانحنت لتقبل شفتيه طويلا وبهدوء ثم ارتفعت قليلا وبدات تكلمه وتلاطفه كانه طفلها وحبيبها وزوجها واخوها الصغير فى ان واحد. كانت عيونه معلقة بها ومنبهرة بها. كانبهار الفلكى بوجه القمر. والعابد الربوبى المتعدد بوجه الاب الكونى او زوجته او احد ابنائه وبناته.

وراى يدا عملاقة اطل بعدها وجه رجل اشيب الشعر حليق اللحية بسام الوجه تبدو عليه سمات الابوة الغامرة الكونية والحكمة اللانهائية المطلقة. يشبه اباه الراحل المثقف الطيب الثورى البرج بتاسع عشر من ايار. وتنشر رقا جلديا مكتوب عليه بالهيروغليفية والسريانية والعربية قسيمة زواج احمد وغرام.. والحروف على الرق تبرق كانها من نور وذهب. ثم مد يده الاخرى وكانت تحمل لوحا مرمريا منقوش عليه نفس القسيمة. كان الاب الكونى معبود البوليدايزم. يبارك اقترانهما ويؤكد انه قدر محتوم. حتى وسط هذه الظروف الصعبة. لكن كوكب ظهرت فى السماء ايضا واصبحت الرؤيا ضبابية لا يدرى الرائى احمد ما جرى تحديدا وما نتائج ظهور كوكب. وتبدد الاب الكونى وما معه فى يديه.. وبقيت كوكب واضحة وتبدد كل شئ. فعاد الخوف للرائى واستيقظ فزعا يائسا بعد الفرح والامل.

لم يكن الصباح حاملا له السعادة كما كان يحمله وهو يستيقظ فى حضن غروم وضماتها او قبلاتها او مجرد نومها بجواره. كان صباحا اسود وقاتما وحزينا وكئيبا عليه ككل صباح مر به منذ رحيل غروم. لا يزال عبقها الحوتى حالا فى المكان. لا يزال وجهها التفاحى الحوتى منطبعا فى ذاكرة منزل احمد. لو نطقت الجدران لقالت اين غروم اين غروم ربة هذا البيت وربة احمد وامه واخته وحبيبته وزوجته. اين بياض حمص. اين الطيبة البسامة الهادئة السريانية. تلك التى اسمها منطبع فى كل شبر من سوريا الكبرى. غرام الفاتنة بكل عمر لها. بطفولتها ومراهقتها. بشبابها ونضوجها. وان الحوتيات يزددن فتنة مع نضوجهن. ولكن غروم كانت فتنتها مضاعفة. وقلبها الطيب الذى يا لحظ من يدخله ويسكن فيه وينعم بحنانها فى كل لفظ تقوله له. وبرومانسيتها وبشهوتها ورغبتها ايضا. تلك الكاملة الاوصاف. تلك التى حين يقبلها احمد او يتاملها ويتامل وجهها وقدميها ويديها وسائر بدنها. ويلمسها ويكلمها. ويضمها ويمارس الحب معها. يشعر بانها تطوف به فى كل شبر من سوريا الكبرى. فى قبرص. وفى سيناء. فى سوريا. وفى لبنان. فى الاردن. وفى العراق. وفى الكويت وفى الاقاليم السورية الشمالية والاسكندرون. ويشعر بانها إلهة كل هذه البقاع. واسمها منقوش فى كل صخرة وفى قلب جذع كل شجرة فيها. وعلى قطرات مياه البحر المتوسط والخليج الفارسى وانهار دجلة والفرات وبردى والعاصى والاردن وعيون موسى. اسم غرام.. هرة يحبها احمد مؤبدا او هدوء الياسمين الاسطورى المبارك.. يعرفه تاريخ هذه البقاع كاملا. حين يلتحم بها احمد بضمة او قبلة او نظرة او لمسة او ممارسة حب يشعر انه يمتلك كل تلك البقاع فيها لانها ملكة سوريا الكبرى وقطة سوريا الكبرى.

دمعت عيون احمد حزنا على فراق غروم له. وتساءل فى تهدج وضعف. كيف طاوعها قلبها ان تفعل ذلك. كيف احيا من دونها. لقد اعتدت حلاوة وجودها فى المنزل. ووجودها فى الفراش. لقد اعتدت حلاوة قبلتها وضمتها وكرنك لذتها. كانت لحيته قد طالت. لم يعد يهتم بنظافة نفسه. ولم يعد ينام او ياكل الا قليلا. كان جسده يستسلم ويدنو من الموت. كان يطوف فى المنزل وفى الاماكن التى زاراها والافلام التى شاهداها معا. لعله يجدها قابعة فى احد تلك الاماكن او مختفية داخل شريط احد الافلام التى راوها معا. كان فراقها له يمزق قلبه ويدمع عينيه .. وهكذا المراة الحوتية فى حياة اى رجل خصوصا ان كان شريكها ورفيقها الطبيعى اى رجل برج العذراء. لها حلاوة لا يوجد فى سواها. طيبة وحنان وابتسام ورغبة ورومانسية وثقافة وتنوير وعلمانية. وفوق ذلك ان تكون سورية وسريانية. فماذا بعد ذلك من مزيد. ومن حلاوة... مليكة الحوتيات.. اللواتى يشععن طيبة وابتساما واغراء وانوثة طاغية من سهير رمزى الى جيسيكا بيل الى اورسولا اندريس وفردوس عبد الحميد وسميحة ايوب الى يسرا. وايميلى بلنت ودرو باريمور ومادلين طبر وليلى طاهر.

داهمه النوم مرة اخرى. وراى غرام فى صفحة السماء مرة اخرى ولكنها هذه المرة فى البكالوريا. ترتدى زى المدرسة الاخضر الداكن الشبيه بالزى العسكرى. كانت فاتنة فيه.. تشبه مادلين طبر ولكنها اجمل بمراحل. وراى نفسه فقيرا عاطلا فالقت عليه مطرا من غوايشها وحليها. والقت مكتبا ليجلس عليه ويراجع بعض الملفات.. وراى نفسه يتيما فقد اباه. فنزلت اليه وعانقته ولمست بدن ابيه فامتلات بنور خرج منه وضربت يدها المنيرة بصدر احمد. فهدا وضمها قائلا. عاد الى ابى فيك يا غروم. بتدليله وتثقيفه لى. واعتمادى عليه. واطمئنانى بوجوده... وراى نفسه مع امه المريضة. فالقت غروم السمائية عليه وعلى امه شرر مثل شرر الحداد. فقامت امه ليس فيها علة. وراى نفسه حزينا يشكو من كسله الذى ادى به لقلة معرفته بالنحت والرسم واللغات وعدم ممارسته الرياضة ولا الفن ولا الشطرنج ولا الكوتشينة. فلمست غروم السمائية ذات زى البكالوريا الاخضر الداكن العسكرى. لمست راس احمد فعرف وتعلم كل ما كان ينقصه ويتكاسل عن معرفته.

نهض احمد مرحا مستبشرا من هذه الرؤيا.. لكنه عاد فتشاءم قائلا انها مجرد رؤيا. مضى موعد السفر والعودة الى حمص ولم يذهب. ومضى اسبوعان الان بعد الموعد وهو فى القاهرة لم يفعل شيئا. سوى البقاء وحده والبكاء على فراق غرام له. رن جرس الهاتف. فاجاب. كان مدير مسرح البعث يساله عن سر غيابه هو وغرام. فاجابه بانها حبلى. بارك له المدير فقال له احمد. لماذا تبارك لى انا. لست زوجها ولا والد ولدها القادم. قال المدير فى حيرة. ولكنى ظننتكما زوجين. لقد اتقنتما دور الحبيبن والزوجين فى مسرحياتكما معا على نحو غير عادى. وشعرت انه لابد ان تكونا زوجين متزوجين ببعضكما بالواقع بالفعل. غريب. ثم ساله. فكر انت وغرام فى تمثيل بعض مسلسلات السيرة الذاتية التى سننتجها فى العام المقبل. سنقوم بعمل مسلسل عن شادية. واخر عن فيروز. وثالث عن محمد عبد الوهاب موسيقار الاجيال. ورابع عن سيناريست اما يسرى الجندى او لينين الرملى او محمد السيد عيد او محمد جلال عبد القوى. وخامس عن سعاد حسنى.

وعده احمد خيرا. ولم يستطع اخباره طبعا بالجفاء الحاصل والقطيعة بينه وبين روح قلبه وتوام روحه وحياته غروم. نزل احمد فى شوارع القاهرة يطوف بكل معلم اصطحبها معه اليه. وهو يتحسس فى حقيبته بعض ملابسها التى اخفاها عنها وخباها فى جيب اسفل الفراش. كأنه كان يحس بانها لن تدوم له وانها كالعصفورة ستطير منه وتهرب. ولن تكون مثل تمثال امراة من صلصال تلتصق به حيث وضعها او وضعت نفسها ولا تنصرف ابدا. كان يحمل زجاجة من عطرها المفضل. وخصلات من شعرها الاسود السورى الناعم مربوطة بعناية وموضوعة فى علبة من الخشب المطعم بالصدف. وبعض لوحاتها وتماثيل مرمرية صغيرة من رسمها ونحتها. ودى فى ديهات لمسرحياتهما معا. واحد احذيتها العالية الكعب. وشبشب انثوى جميل لبسته بعض الوقت ايضا. واستضاف قدميها الجميلتين فيه. وبعض سوتياناتها المختلف الوانها وكومبليزوناتها وبيجاماتها وفستان لها وقميص نوم منزلى مريح وفضفاض وطلاء اظافرها المفضل وبعض صورها معه ومع زوجها الاول نورس واولادها وصور عرسها وصورها وهى فى البكالوريا... كان هذا كنز احمد الذى لا يقدر بثمن. هل تركته غروم يختلس منها هذه الاشياء وتظاهرت بانها لا تدرى عنها شيئا او بانها لعلها فقدت منها وضاعت او نسيتها فى حمص ام انها لم تدر اصلا بانه اختلسها. كان يصطحب معه هذه الحقيبة ويستانس بها فى كل معلم بالقاهرة ذهبا اليه. يتذكر وجهها وصوتها وبدنها ولفتاتها وحركاتها وسكناتها.

قرر الذهاب الى امه اخيرا. قال لها. لماذا فعلت بى هذا يا ماما. جعلت كوكب هذه تفسد حياتى مع غرام. وقص عليها ما جرى. قالت امه. ماذا جرى يا احمد. ماذا فعلت انا. لقد سالنى عنك صديقك محمد محمود ولم اعلم ان له اختا تدعى كوكب كنت تحبها وكدت ان تقترن بها وهجرتها فجاة. انت تخفى عنى كثيرا من تفاصيل حياتك الان يا بنى. كيف لى ان اعلم ما اقوله وما اخفيه واخفيه عن من. علم احمد عندئذ ان امه لم تتعمد ما تسبب به من فراق بينه وبين غروم. لكنها سرعان ما قالت. كوكب هذا تشبه غرومتك وهى صغيرة شابة. فلم لا تتزوجها يا بنى. على الاقل هى خالية وليست متزوجة ولها عيال. فاذا كنت منجذبا للشبه فهى شبهها. حتى انها كما قلت لى انت الان وانت تحكى تتكلم باللهجة السورية مثلها. وتعلمت من اجلك المطبخ السورى وتعلمت كثيرا من خصال وطباع واسلوب غروم. لقد كنت مهتما بها وبنحتها على مثال الهتك العشتارية السريانية العلوية الارثوذكسية. كما تسميها. هرتك التى يحبها احمد مؤبدا.

قال احمد. يا ماما انت تقولين مثل ما قالت لى غروم تماما قبل فراقها وسفرها لبلدها وانا نائم. قالت امه. امراة حكيمة وتحبك. قال احمد. وانا احبها يا ماما. وكوكب رغم كل ما فعلته ليست سورية ولا تملك روح غروم والوهيتها الجبارة ولا حتى من برجها الحوتى. ولا تربت مثلها ولا عاشت طفولتها مثلها. لم تعانى مثلها من قسوة ابيها وضربه لها.ولم تقص لها اختها شعرها كالاولاد فى طفولتها. ولم امره طفولتها مثل غروم. ولا تملك قلبا طيبا حنونا انثويا جدا يبدو على وجهها القمرى البسام مثل غروم.

ونزل احمد منصرفا من عند امه. وهو يخرج من باب العمارة فوجئ بكوكب تريد الدخول. قالت. احمد. انتظر. قال احمد فى نفاد صبر. ماذا تريدين يا كوكب. الم تكتفى بما فعلته وجعلت حبيبتى غروم تفارقنى ؟ طاطات كوكب راسها كالطفلة المذنبة خجلا. ولم تستطع الكلام. ثم نظرت اليه فجاة وقالت. اسفة لم اكن اقصد. احمد. انا مستعدة ان اجعلك تنساها واعوضك. خصوصا اننى شبهها وجعلتنى مثلها فى امور كثيرة. وانا وافقت لحبى لك. وبدات دموعها تسيل على خدها وهى تتكلم. وتتلعثم ويتهدج صوتها. وامسكت بيد احمد واخذت تجذبه من ملابسه بخفة لكن بتمسك وتملك وقوة. نظر اليها احمد ولكنه اشاح بوجهه خوفا من ان يتاثر بكلامها. ولكنه بالحقيقة كان قلبه قاسيا معها ولم يتاثر ولو نظر الى وجهها. كان غاضبا من كوكب كثيرا. لانها سبب فراق غروم له. وسفرها المفاجئ قبل الاوان ودون علمه. سار وترك كوكب التى ركضت خلفه تترجاه ليبقى معها وتقول له. احبك. ابوس رجلك ابق معى يا احمد. سافعل كل ما تريد لارضائك. ولو حتى تزوجنى معها. ساضحى. لكن ارجوك لا تهجرنى ولا تتركنى. والا قتلتنى بدم بارد يا احمد. وستندم. احمد. احمد. احمد... ركضت خلفه طويلا وفى النهاية تهالكت على الارض واستمر احمد فى المسير ولم يهتم لها. كم كان قاسيا.



  رد مع اقتباس
قديم 05-19-2019, 10:38 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 8

نهضت غرام من نومها فى كسل وكآبة بمنزلها فى حمص بسوريا. اسرعت الى الحمام لقضاء حاجتها. ولما خرجت نظرت الى زوجها نورس المستلقى على الفراش جوارها. نظرة من يملك نصف ما يريد ويطمع فى النصف المفقود. تحسست بطنها المرتفعة الان وقد بلغ حملها بتواميها من احمد خمسة اشهر. سعد نورس كثيرا بالحمل وهو يظن نفسه الوالد للطفلين القادمين. اعترت غرام رعشة خوف حين تساءلت عما سيكون مصيرها ومصير احمد ومصير الطفلين لو علم نورس بالحقيقة وبما جرى فى الاشهر الثلاثة السابقة فى الزمن وهو يظن انها معه. بينما نسختها المستقبلية عادت ثلاثة اشهر للخلف والى القاهرة مع حبيبها وزوجها الثانى احمد.

قررت ارتداء جلبابا فضفاضا غير الذى فقدته بالقاهرة .. ااختلس احمد هذه الاشياء التى تخصها ام هى من منحتها له ام فقدتها ونسيت مكانها. لقد احتال عليها عقلها وجعلها تنسى كثيرا من الامور. ولولا انها لا تزال صغيرة فى الاربعينات لقالت انها قد اصيبت بالزهايمر.. لقد اعتراها الاكتئاب منذ سافرت وتركت احمد دون ان تودعه او تخبره باى شئ. لقد جرح كبرياؤها حين علمت بامر كوكب. ولكنها بامومة وحنان ايضا غفرت لاحمد ذلك وبررته بحبه لها وياسه منها فاصطنع لنفسه غروم مصرية وجدها بالمصادفة. لكن ضميرها الحوتى الطيب ايضا جعلها تدفعه للزواج بالفتاة المصرية شبيهتها وهى شابة. رافة بالفتاة المسكينة التى اضناها حبها لاحمد. كما انها تعلم انها لن تدوم لاحمد فاما ان الحمل سيقتلها كما تتشاءم وتتوقع. او ان نورس سيعلم بالامر ويفرق بينهما او اولادها يفعلان. او على الاقل ستكون نصف مكرسة له. وهذا ظلم له. هى تحبه بقوة. ولا تريد ان تهديه نصف امراة فقط. خاصة انها تحب نورس من الاعماق ايضا بنفس الدرجة والمقدار وتحب اولادها. هى ايضا خائفة وحائرة. خائفة ان تخسر اسرتها بسببه. وخائفة ان تخسره بسبب اسرتها. وحائرة بينه وبين نورس واولادها. فلعلها تريد طريقا سهلا للانفصال عنه. ولو بذريعة كوكب.

لكنها منذ تركته لم تهنا بنوم ولا عيش. واستوطنتها الكآبة والسوداوية. ولم تعد مرحة مبتسمة كذى قبل وبدات صحتها تتاثر وتتجه الى الخطر عليها وعلى الاجنة فى بطنها. ودعتها ابنتها لمى وابنها نزار. ذاهبين للامتحانات. ولم تذهب لعملها كمعلمة لانها قدمت على اجازة لستة اشهر قادمة من اجل ان ترتاح بسبب متاعب الحمل ومتاعب حبها لاحمد. خرجت الى الغابة الخضراء السورية الشاسعة حول منزلها. غابات حمص الرائعة. التى اعجبت احمد كثيرا. وقال لها انه يخطط لقضاء معظم شهور السنة فى هذه الغابات الحمصية ولو يشترى قطعة ارض او بيتا ريفيا سوريا مهجورا فى ضيعة او قرية قريبة من حبيبة القلب غروم. وعادت غروم بذاكرتها الى القلعة والسلطان حسن. والى مكتبات دار المعارف وهيئة الكتاب بوسط البلد ومكتبات سور الازبكية التى زارتها بصحبة احمد. وكذلك الجمالية وشارع المعز لدين الله الفاطمى. القاهرة جميلة ايضا يا حبيبى احمد. كم احبك واحب مصر كما تحبنى وتحب سوريا.

جلست على اريكة حجرية وسط الخضرة السورية الشاسعة. والتى تشبه كثيرا مروج المانيا وبولندا وتركيا واوروبا عموما. وهب نسيم بدايات الصيف ورفرف جلبابها الملون السورى السريانى. واخذت تتامل قدميها الحافيتين وقد اخرجتهما للهواء الطلق والعشب. كم تاملهما احمد بحب لم تره من احد سوى من نورس. كم قبلهما ولمسهما وبجلهما. ونظرت ليديها ونهديها تحت الثياب. والى وجهها فى مرآتها الصغيرة للمكياج. كلها بقاع احبها وبجلها وعبدها وخشع لها احمد وباركها بلمساته وقدسها وألهها.

لقد قال لها ذات مرة: ولو كنت على بعد وحدة فلكية. كلا بل سنة ضوئية. كلا بل فرسخ فضائى. ولو كنت يا غروم فى مجرة اخرى او عنقود مجرى اخر. فلسوف اجدك واعيدك الى ولو هربت الى كون اخر. وحين اقترب ستشعرين وتشمين ريح احمد. فتكتحلين وتتمشطين وتطلين اظافرك.

اخذت غرام تنتظر ان يجدها احمد. واخذت تتذكر كيف كان يضع راسه على حجرها او تندس هى كالهرة البردانة به وتتقوس كالجنين لصقه. وهى تتفرج معه على سورية دراما والتربوية السورية. وايضا على ميلودى كلاسيك. وعلى الالعاب الاولمبية والافلام الامريكية. وتذكرت كيف كانا يلعبان الادوار حتى فى الفراش وخلال ممارسة الحب ليست ادوارا تاريخية او خيالية فانتازية دوما. انما ادوار بورنوجرافية ايضا. تذكرت غروم كيف ان احمد يمكن وصفه مثلها ايضا بانه كينكى kinky. قال لها ذات مرة. اتعلمين يا غروم. اود لو استدعى نسخى الموجودة عبر التاريخ بتناسخ الارواح او نسخى الموجودة فى اكوان موازية وكواكب شبيهة بالارض فى نفس كوننا لكنها ليست ارضين موازية. ونقيم عليك حفلة جانج بانج او اختراق مزدوج... او نتنافس على حبك ورضاك يا امراة. وقتها قهقهت غرام لغرابة الفكرة. واليوم تبتسم. انه يحبها ولا يريد سواه معها. يريد نسخا من نفسه معها اى هو وحده معها ولو كان خمسة احمد او خمسون احمد نفسه من عصور مختلفة او كواكب او اكوان مختلفة.

فى تلك الاثناء. كان احمد لا يزال حائرا ايسافر لغروم ام لا يسافر اقصد بالايحاء طبعا وليس السفر الكلاسيكى. وبينما هو شارد فى منزله اذ اتصل به صديقه محمد محمود. رد عليه احمد على مضض خشية ان يتوسط لكوكب عنده. لكن محمد محمود لم يفتح سيرة لكوكب اطلاقا وهو امر غريب. حتى ساله احمد فقال القلب وما يريد. وانا لن افرض عليك اختى. ولن اخسرك صديقا ايضا فانت صديق العمر. بل لقد واسيتها ونصحتها بنسيانك والالتفات لحياتها. لكننى احببت ان ادعوك الى لقائى لاكلمك فى امر يخصنى استجد على.

ذهب احمد بالموعد والتقى بصديقه محمد محمود. سلمه محمد رواية بخط يده عنوانها شروق ياقوتى منير افلاكه آسرة. قال محمد محمود. بعدما علمت بقصة الحب العجيبة التى بينك يا احمد وبين حبيبتك السورية المتزوجة الناضجة ذات العيال غروم كما تدللها. فكرت ان اقلدك. ولكنى بالحقيقة لم احب سورية او امراة غير مصرية. ولكنى احببت امراة مصرية متزوجة ايضا ولها ولد واحد. حتى انها اصغر منك ومنى بعدة سنوات يا صديقى. لكنها حوتية مثل حبيبتك. ورقيقة نسبيا مثلها. وجذابة على الاقل بالنسبة لى. دعنا نسمها شمس لانى لا استطيع اخبارك او اخبار قراء الرواية باسمها الحقيقى لسلامتها وعدم احراجها. وقد لقبتها بلقب هو عنوان الرواية هذا.. تماما كما لقبت انت حبيبتك غرام بهرة يحبها احمد مؤبدا. لم تكن من القاهرة بل من عاصمة مصر الاسكندر والبطالمة ومصر الرومانية والبيزنطية. لكن اهلها من الجهتين اقارب ومن مصر العليا. من اخميم. كانت بيضاء رقيقة وفاتنة يا احمد. تعمل بمجال التنمية البشرية. كانت كاتبة ولها اراء سلمية وتنويرية كثيرة جدا وعلمانية. ورغم اننى مثلك لا احب الحجاب الا انها جذابة جدا فى حجابها الارجوانى الحريرى اللامع. اخبرتنى انها تعشق اللون الارجوانى فوق كل وصف. ورغم انها متفتحة للكلام معى ومع اصدقائها رجالا ونساء. الا انها كانت متحفظة كثيرا بمجرد ان شعرت بميلى العاطفى والجسدى لها. لانها متزوجة وتحب زوجها ولها منه ولد يدعى داود. كانت تنشر على حسابها بالفيسبوك اراءها الرومانسية وكانت شمس بحق كتلة من الرومانسية. حب جارف يمشى على الارض. قلت لها: اتعلمين ان رجل العذراء يعشق المراة الحوت جدا وهى الوحيدة القادرة على احتوائه واسعاده وقبوله بحنانها وانوثتها وشهوانيتها وجراتها وايضا تحررها وتنويرها.. وحتى لو لم تكن سنجل وكانت متزوجة فهو يتزوجها بروحه. تعجبت من تعبير يتزوجها بروحه. لم تكن تميل لنزعتى الخيالية التى تشبه نزعتك يا احمد. وكانت تحضنى على الاهتمام بالواقع اكثر. تعرفنا بالاساس عبر الفيسبوك. واستمعت لمحاضراتها فى التنمية البشرية. اذهلتنى ثقافتها وتنويرها.. وتمنيت لو كنا جيران او زملاء منذ الطفولة بالمدرسة والجامعة. قررت حضور محاضراتها بنفسى. وتوطدت معرفتى بها بالواقع اكثر. سافرت لذلك خصيصا من اجلها من قاهرة المعز الى عاصمة مصر البطلمية والرومانية والبيزنطية. جلسنا على كورنيش البحر الابيض. وتكلمنا كثيرا عن حياتها واسرتها وطفولتها. وعن حياتى ايضا. قلت لها بانى اود كتابة رواية تكون هى بطلتها وانا بطلها. فقالت ادخرها لشريكتك المستقبلية. قلت لها جمال هذه الرواية ان تكون مع شريكة مستحيلة لانها متزوجة بغيرى مثلا. وجمالها ان تقترحى على مسارها واتجاهها وترسمى مسارها ومسار حياتينا فيها. واقع بديل غير واقعى وواقعك. تعجبت من الفكرة ولم تقبل او ترفض. بل غيرت الموضوع. قالت لى انها ستمضى الاسبوعين القادمين مع اهلها فى اخميم. وانها مولودة فى عاصمة مصر البطلمية. وزارت القاهرة زيارات سريعة. وزارت اخميم فقط. سالتها الم تزر الاقصر ابدا. فاجابت بالتفى. كانت مثلى ايضا فى ذلك. قلت لها ساحجز فى لوكاندة فى اخميم. لنلتقى هناك لو سمحت وترينى مدينة اصولك واجدادك يا قطة الصعيد.. ذهبت اليها يا احمد. وكانت مترددة من ذهابى واقامتى هناك. جلسنا امام نيل اخميم الواسع الرائع. كما ارتنى تمثال ميريت امون الشهير. كانت تشبهها جدا. نفس الجمال. كنت مفتونا بشمس تلك التى هى شروق ياقوتى منير افلاكه اسرة. وبانوثتها. وبحبها للكعب العالى والاوكلادور والحلى الذهبية البسيطة بكل انواعها خواتم وسلاسل واساور وحلقان. وباختيارها لالوان الكعب العالى والاوكلادور.

سكت محمد محمود قليلا وهو يتامل احمد المنتبه لكل كلمة يقولها بكل جوارحه. ثم قال: كانت شمس او "شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة"... متحفظة جدا يا احمد معى. كانت تضع حدودا اذا غازلتها توقفنى وتجمد الدم فى عروقى واشعر بخوف شديد انها ستحظرنى على الفيسبوك او فى الحياة ستطردنى من حياتها. لذلك كنت اشعر وانا اتكلم معها كالسائر على الحبل او على طرف السكين القاطع. لذلك بقيت شهورا متتالية ارافقها فى نزهات بمدينة مولدها ومسقط راسها عاصمة مصر البطلمية الرومانية البيزنطية.. الاسكندرية. وايضا انتهز فرصة ذهابها لزيارة اهلها فى اخميم واقتنص بعض الساعات معها فى نزهات فى مدينة اهلها او اصول اهلها. كانت جامعية مثلى وزميلة فى كلية الاداب لكن قسم اخر.. كان فرق العمر بيننا 7 سنوات تقريبا هى اصغر. لا تزال فى الثلاثين من عمرها. قنعت منها يا احمد بهذه النزهات والنظر الى وجهها المصرى الجميل. وسماع صوتها الرقيق وهى تتحدث معى وتجيب على اسئلتى. كم تمنيت ان امسك يدها مرة. او ان اقول لها وحشتينى كلما التقينا فى يوم من الايام بعد صباح الخير. ورغم حبها للكعب العالى الا انها تحرجت من ارتدائه كونها طويلة وتبدو به اطول من زوجها. وكم الححت عليها ان تعود لارتدائه حتى قلت لها سانظم لك نظاهرة من هتيفة الالتراس كى يطالبوك بالحاح بارتدائه. لكنها كانت عنيدة ومصممة على رايها. كانت تحبه جدا. لكننى لم اياس يا احمد. كنت اشعر بحضورها بسعادة لا تتصورها او لعلك تعرفها مع حبيبتك غروم. مجرد كلامها او نزهاتنا متجاورين كانت تبعث فى كل هذه السعادة. فما بالك لو قبلت شفتيها او ضممت جسدها فى عناق ملتهب. او مارست الحب كما اشتهى معها فى فراشى او فراشها او فراش محايد. ما بالك لو حبلت بولدى كما حبيبتك غروم. كم احسد زوجها على حبها الجياش له ورومانسيتها وايضا جراتها الشهوانية والجنسية ككل حوتية "وايضا ككل جوزائية ودلوية وميزانية وعقربية وقوسية وان لم تتمتع نساء هذه الابراج برومانسية وحنان وطيبة الحوتية" ولكن الفرق انها متحفظة جدا فى اظهارها. ولكن اعلم انه خلف هذا التحفظ اتون من الرغبة الجسدية الملتهبة كحرارة الشمس والنجوم. كم اود لو تسبغ على يوما ما مدائح رومانسية كالتى تنشدها لزوجها. وان تنشد مدائح امومية لابنى منها ايضا. كالتى تنشدها لابنها منه. كنت الهث خلفها يا احمد. لا ادرى اهى تنفر منى او تدنو. لا ادرى هل نصبت شباكى جيدا لتكون زوجتى كما هى زوجته. ام انى صياد خائب. لكن ظللت معها. انتهز كل فرصة للتنزه معها والكلام معها. وبعد نحو عام او عام ونصف وانت لا تعلم لانى تكتمت ذلك الامر عن الجميع. قررت دعوتها لزيارة القاهرة.. لم تستطع الحضور وحدها. ولم تاتى الا بعد الحاح طويل منى. جاءت بصحبة زوجها وابنها. وقالت لى انها باقية لاسبوعين فقط بالقاهرة. ففرجتها على النيل وماسبيرو والمتحف المصرى جداتها هناك. جميلات مثلها. ولم اضع وقتا طويلا.. عدة ايام نزهات ثم قررت دعوتها الى منزلى. كانت بيننا ثقة ضخمة الان ولم تمانع. او مانعت لكن مع الحاحى قبلت ولم تكن ترفض لى طلبا لانها تشعر انى اعرف حدودى. فى منزلى اريتها كتبى ولوحاتى. لم تكن اختى ولا امى موجودة فى ذلك اليوم. كانتا فى البلد فى زيارة لاقارب. ولن تعودا الا بعد ايام. فى ذلك اليوم عبرت لها عن حبى بصراحة ورغبتى فيها وفى ان تكون زوجتى. تجادلنا طويلا وكانت ترفض كلامى بشكل قاطع. ولكنى اندفعت فى تقبيلها وضمها ولم تقاوم كثيرا. كانت تمانع من وراء قلبها. كانت تحبنى. كنت محظوظا. لم اكن اعلم ابدا انها تحبنى يا احمد. لقد اخفت عنى الامر وتكتمته كعادة الحوتيات. فى التكتم. فى الحقيقة انجرفنا. وكانت هى المعتدية والمبادرة فى ممارستنا الحب. تنهشنى بشراهة لا تتصورها. فى الحقيقة يا احمد كم السعادة واللذة والمتعة التى منحتها لى شمس او شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة. كان شديدا جدا وعارما ومركزا تركيزا عجيبا. لقد اغرقت عقلى وبدنى بالدوبامين والسيروتونين والاوكسيتوسين هرمونات الحب والجنس والسعادة والمكافاة. وكانت اقوى واشد لحظات السعادة حين ملات كرنكها بمسلتى وغمرت كرنكها "كعثبها" بالنهر الابيض الغزير. اخيرا امتلكتك يا حبيبتى وفاجاتنى بحبك لى ايضا. اخيرا اصبحت زوجتى كما انك زوجة ابو ولدك الاول. كان لقاؤنا نهارا منذ الظهيرة حتى مغيب الشمس يا احمد. كنا فى شوق ونهم عجيب ومجتاح لبعضنا قبلات واحضان ولمسات واهات وشهقات وذروات ونهر ابيض وكرنك ومسلة. كانت اول بختى واروع بختى. لا اظن ان هناك امراة مثلها قادرة على منحى مثل هذه السعادة الجياشة. لم اشعر بشبع لرغباتى قط كما شعرت فى يوم فض عذريتى هذا يا احمد. لا استمناء ولا شئ يقارن بما اذاقته لى شمس.

ثم اضاف. فى نهاية يوم العسل هذا. انزوت عنى وبكت. كانت فى صراع بين ضميرها او واجبها تجاه زوجها. وحبها الجارف لى ايضا. وشعورها باننى دفعتها للخطأ ولومها لنفسها انها انجرفت مع مشاعرها ومعى. ظلت تحلل الامر عبر خلفيتها بالتنمية البشرية وعبر دراستها السيكولوجية باداب جامعة عاصمة مصر البطالمة والرومان والبيزنطيين. نهضت للحمام تغتسل رغم انى رفضت ان تفعل ذلك مرارا لكنها صممت. دخلت معها رغم رفضها ولا تدرى يا احمد ماذا جرى هناك. خرجنا وارتديت ملابسى. ورفضت ان ترتدى هى ملابسها بنفسها. اسعدنى ان البسها ثيابها الداخلية والخارجية والطرحة الارجوانية اللامعة. والجورب والحذاء. قبلت خديها وجبينها. وعانقتها. قلت لها ارجوك لا تقطعى يا شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة ما بيننا. فهو جميل. لم تنطق وانصرفت.

قاطعتنى عدة اشهر يا احمد وقطعت الصلة بى فى الفيسبوك والموبايل. واحترمت رغبتها رغم انى كنت اود لو اذهب واقتحم عليها منزل زوجها وابنها ومنزلها. واخطفها وارغمها على العودة الى. لكننى قلت لابد ان يكون الحب الحقيقى بالرضا والقناعة... تاججت معاناتى وشوقى لها واسودت حياتى بدونها. وفجاة اتصلت بى ذات يوم. ارادت لقائى. والتقينا. كان يوم عسل وشوق وجوع شره جدا ومتبادل يا احمد. كانت جائعة لحبى جدا وكنت جائعا لها جدا. كانت ترتدى الكعب العالى الرائع الرقيق الكلاسيكى الابيض المقفل هذه المرة. قالت من اجلك ارتديته مجددا. اسعدنى ذلك جدا. انها ارتدته من اجلى. قلبى زقطط مثل طفل سعيد بتلبية امه طلبه او لانها اشترت له ما اراده بشدة من طعام او دمى الخ. قالت لى ونحن مستلقيان متجردان تماما بالفراش ملتصقان ومسترخيان بعد معركة غرامية طويلة منذ الظهيرة حتى المغرب. يا محمد انا حبلى. حبلى بطفلك. وليس بطفل زوجى. اعلم ذلك لانه لم يمارس الحب معى قبل لقائنا بشهر ونصف لانشغاله فى مشاكل وخلافات بعمله مع زملائه ومديره وكان الطمث ياتينى. وبعد لقائى بك لم يمارس الحب معى لشهرين. وبالحقيقة لم اطلب منه العلاقة وقتها لانى كنت مكتئبة واشعر بالخزى والعار مما فعلته معك وخيانتى له ولابنى. وانقطع الطمث لشهرين متتالين. حتى ذهبت لطبيب ليس طبيبى المعتاد. وعرفت بانى حبلى.

فرحت كثيرا يا احمد. حين اخبرتنى بالنبا. شعرت بان ذلك سيقربها منى ويمتن علاقتى بها للابد. وفى الوقت نفسه شعرت بالغيرة ان زوجها محتكرها لنفسه وتقضى معه معظم الوقت ولا انال منها الا اقل القليل وفتات وساعات قليلة جدا. شعرت انى اود ان اخطفها منه ونسافر ونحيا فى دولة اوروبية ما. نهضت شمس صامتة واعدت لى غداء شهيا وحلويات شهية. تناولناها معا. تماما كما تناولنا بالصباح فطورا لذيذا اعدته لنا هى ايضا.



  رد مع اقتباس
قديم 05-23-2019, 11:50 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 9

ارتشف محمد محمود كوب الكاكاو الخاص به بهدوء الان وقد انهى قصته الملتهبة المحمومة مع حبيبته المتزوجة المصرية الصعيدية الاخميمية التى من العاصمة البطلمية شمس او كما يسميها شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة. وكان احمد مذهولا مما ذكره له محمد محمود. ولم يحر جوابا طوال القصة. ثم قال محمد مضيفا. كم اود ان اخطفها واهرب. لا ادرى هل ستبقى تحبنى ام تعود لزوجها وابنها. وتربى ابنى على انه ابنه. فلقد مارست الحب معه لما علمت بالحمل. للتمويه والاحتياط. لئلا يشك فى شئ... هى فى حيرة هل تحسم امرها لصالح احدنا ام تبقى تختلس اللحظات منه ومنى. هل ياتى يوم تقرر فيه التضحية بزوجها وابنها من اجلى. اريد ذلك يا احمد. اريده واتمناه بشدة رغم انانيته. اريد ان اخطفها واهرب بها الى دولة اوروبية. او نهرب الى منتصف القرن التاسع عشر فى بريطانيا. او حتى فى مصر الخديوية. اتعلم قبل رحيلها فى هذه المرة الثانية. قبلت قدميها الجميلتين الحوتيتين كثيرا. وتاملت بياضها العجيب وبدنها البض الممتلئ نسبيا رغم انها ليست بدينة على الاطلاق. لكن لا يبدو ان لديها عظام فى بدنها. بضة وطرية ولحمية جدا. كحلتها بنفسى والبستها حليها. عطرتها. ونزعت طلاء اظافرها ثم طليت اظافر يديها وقدميها مرة اخرى باللون البينك. والبستها كعبها العالى الابيض المقفل الكلاسيكى. قلت لها كم اود لو البسها تاجا كمليكتى الحوتية. وان ترتدى لى بالمرة القادمة فستان زفاف ابيض زفافنا.

قال احمد. من الواضح انك تحبها كثيرا. اتمنى ان تتمتع برفقتك للابد يا صديقى العزيز. والا تتركك ابدا. عانقه محمد محمود شاكرا له شعوره الجميل. وانصرف كل منهما الى حال سبيله.

سار احمد فى شوارع القاهرة على غير هدى.. من حى الى حى ينتقل. من متحف الى متحف. ومن حديقة الى حديقة. ومن كورنيش نيل الى كورنيش. يعبر للجيزة او يسير الى حلوان. لا يشعر بقدميه او تعبها.. لا يدرى كم ساعة سار. يجلس على اريكة او مقعد مقهى مكدودا. ويتامل كل معلم وتاريخ بالقاهرة الخديوية والفاطمية والمملوكية والعلوية والقبطية... من الروضة الى المغربلين وشارع المعز. والى وسط البلد وحلوان. والى شبرا وعين شمس ومصر الجديدة والعباسية. كلها اماكن لا يزال عبق غروم منتشرا بها. عيونها الجميلة الدقيقة تطل عليه من كل مكان. ومن كل مبنى وبيت وعمارة. ابتسامتها السورية الحمصية الطيبة واشجار ضيعتها يراها فى كل لافتة شارع قاهرى او جيزى يمر به. وفى كل نسمة ذات عبق ما عبق ورق او عبق خشب او عبق ورد او عبق سندوتشات مدارس الطلاب. عبق الستينات او عبق افلام الابيض والاسود. زمن القاهرة الممتد لالف سنة واكثر يبعث اليه بعبقه المتنوع مشفوعا بشعر غروم ووجه غروم ويدى غروم وقدميها .. وبرجها الحوتى. وضيعتها الحمصية السورية. نهرا الفرات وبردى يصبان فى مياه النيل امامه بفعل يد غروم الالهة العظيمة بنت الاب الكونى واسرته. الملكة السريانية والاميرة النبيلة البيزنطية. التى تحمل فى احشائها اميرا واميرة من صلبه. صلب امير المؤمنين الملك الفرعون الامبراطور الرومانى ابو خوفو الكمتى احمد حسن بن تحتمس وحتشبسوت ورمسيس وخوفو ومنكاورع واحمس وخعمررنبتى. امبراطور الحلم الممتد دائما واختصار حروفها اسمه. حول السنين والنجوم واختصار حروف هذا اسم ابيه. المتجنب حياة مليئة بالدموع اسم جده. الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته هذا اسم والد جده...

تحمل اميرى واميرتها. اميرها واميرتى. اميرنا السريانى الكمتى الاصيل والامازيغى ايضا فسريانية غروم وفنيقيتها تختلط بدماء الامازيغ منذ الاف السنين بالهجرات والمستوطنات. واميرنا السريانية الكمتية الاصيلة والامازيغية ايضا. اميرانا اللذان يحتويان كل الشرق الاوسط وشمال افريقيا باكراده واتراكه واسرائيلييه وخلايجته ومغاربته ومصرييه وسورييه سوريا الكبرى.

كيف حالك الان يا غروم. تساءل احمد وهو جالس يتامل نيل المعادى الواسع جدا ومياهه الهادئة المترقرقة. وقرر ان يسترخى ويسافر اليها بالايحاء. لم يعد يطيق وحدته. لم يعد يطيق قرارها بالفراق المفاجئ والغريب. لم يعد يطيق كوكب ولا تانيب امه له وانحيازها لكوكب وضد غرام.



  رد مع اقتباس
قديم 05-23-2019, 11:52 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

تابع هرة يحبها احمد مؤبدا 9

ركز احمد عقله وتفكيره فى غرام وحمص وسوريا.. فى وجه غرام وقدميها. فى يديها وضحكتها وابتسامتها. فى صوتها الحلو ولهجتها السورية القشدية العسلية. فى حملها المبارك بولديه وولديها. وسرعان ما اختفى نيل المعادى والمعادى كلها من امامه. وجد نفسه فى الروابى الخضراء والسهول والجبال الحمصية والغابات السورية. ووجدها جالسة تحت الشجرة قرب بيتها. وقد اثقل حملها. وبدت متعبة ومريضة. التاع قلبه عليها. وهو يقترب منها فاشرق وجهها وهى مذهولة من قدومه. صرخت. احمد اهذا انت ؟ ركض نحوها. نحو امه واخته وصديقته ومساكنته وحبيبته وزوجته غرام. ركض احمد نحو غروم فى لوعة واشتياق جارف وحب جياش كالطوفان كموج المحيط العالى كالجبال فى يوم عاصف اعصارى. كانت هالة غروم من الطيبة والعلمانية والتنوير والثقافة بل وهالة غروم من كونها زوجة تهيم عشقا بزوجها واما رؤوم باولادها ومن كونها سريانية ومن كونها حوتية. ومن كونها قبل كل ذلك توام روح احمد هكذا مكتوب فى سفر الاب الكونى واسرته. هكذا هى توام روح احمد عبر العصور والاماكن. بل وفى الكواكب الموازية والاكوان الموازية. فى حيوات سابقة متناسخة وحيوات تالية هما زوجان بالفعل وفى حيوات كهذه الحياة هما عاشقان محرومان تزوجا باخرين واخريات واحباهم واحباهن ولكن احمد فى هذه الحياة ثابر لينال غروم ويمتلكها زوجة له رغم كل الصعاب والظروف. كانت هالة غروم العجيبة القوية هذه تخبو الان مع ضعفها ومرضها.

دنا منها احمد وقبلها بحرارة. اغرق وجهها وشفتيها. جبينها وخديها وشعرها بقبلاته ودموعه. وانينه وتلذذه بعناقها وبلمسات شفتيه ووجهه لوجهها. كان يشعر فى لوعة بان الحياة والبريق ينسحبان من روح قلبه غروم. وهى تحتضنه بقوة وضعف. وتبادله القبلات بقدر جهدها. ضمها بقوة وتحسس بطنها الممتلئ بطفليهما. قال لها. كبرا واقترب خروجهما للدنيا. قالت غروم. نعم. قال. اشتقت لك اكواما.. قالت فى ضعف. وانا ايضا يا حبيبى. ثم اضافت. لماذا تبعتنى الى هنا. لماذا لم تقترن بكوكب. هى جميلة مثلى وتتميز عنى انها لا تزال شابة. قال. ولكنى احبك انت. قالت. ما زلت عند رايى لا تتركها. لو خيرتنى ساختارها لك. قال. اذن اتزوجكما معا. ما دمت مصممة. قالت. نعم انا مصممة. ولو لم تفعل فاذهب فورا ولا تعد الى هنا لان قلب غروم قد اغلق ولا يفتح لك مرة اخرى. قال. كلا يا غروم ابوس قدميك. واتوسل اليك لا تهجرينى. والا مت كمدا. لكن دعى امر كوكب الان. لنهتم بك يا روحى. حملها احمد وضحكت. ودخل بها غرفتها. انامها على فراشها. واستدعى لها الطبيب. قال له انها متعبة وحياتها فى خطر بسبب ياسها وكابتها وفقدانها ارادة الحياة وايا كان السبب فلابد من تلافيه. لو تعرف يا عزيزى السبب فلا تتوان عن تلافيه وحله. وعندها تصبح حياتها فى امان. هى والاولاد. اما لو بقيت فى حالتها هذه فقد ينجو الاولاد ويولدوا لكنها لن تنجو.

كان احمد يعلم السبب تماما. جلس جوار غروم وزوجها نورس فى عمله وكذلك اولادها فى المدرسة والجامعة. ووضع خده على خدها ولا يتوقف عن اتحافها بقبلة على وجهها او عناق وضمات. اهتم بادويتها التى وصفها لها الطبيب. وبطعامها. لما عاد زوجها واولادها رحبوا به .. وسرهم انه يهتم بامهم وزوجته. كان احمد ينام بغرفة مجاورة لها. وقد اصبح نورس ينام مع الاولاد خوفا من ان يتقلب فيسقطها ارضا من الفراش وتفقد حملها. كان احمد يستيقظ خلال الليل من نومه لمراعاتها ويعود للنوم. وخلال غياب زوجها والاولاد فى العمل والمدرسة والجامعة. يعتنى بطعامها وادويتها. تمنى كثيرا ان يمارس الحب معها بشراهة. ولكنه قرر ان يكتفى بالتفريش الخارجى فقط الى حين بعد ولادتها ونفاسها. خوفا على الجنينين وعليها. بدات غروم تتحسن صحيا ونفسيا وتستعيد ابتسامتها مع استمرار اهتمام احمد بها. كان يحممها ويساعدها بدخول الحمام.. والان بدا النشاط والحيوية والامل يعودون اليها. جلست غروم فى هذا الصباح المشرق المبارك المنير بنور وجهها الربانى. تمشط شعرها الطويل الناعم امام المرآة. ووجدت ذراعى احمد تلتفان حول عنقها وعلى صدرها تتحسس النهدين الجميلين الكبيرين الحوتيين. قال احمد. يا ام المدافع. ما اروعهما دائما. ازدادا حجما وجمالا. ضحكت وقالت. بسبب اولادك الاشقياء وابيهما الشقى يا ابو ار بى جى. 😂😂

ثم صرخت غروم فجاة. جاءها المخاض. اتصل احمد بسرعة فى خوف ورعب وقلق بالطبيب والاسعاف. ونقلوها للمشفى. ظل احمد طيلة هذا اليوم فى خوف وحزن ورعب وقلق. وهو يفكر فى اسوا الاحتمالات. ويخشى ان تكون توقعات غروم المتشائمة صحيحة وتضيع منه غروم. عندها سينتحر ويقتل الطفلين. لا عيش له ولهما بعيدا عنها ابدا. كان يشعر بضيق التنفس ونوبات الهلع التى تاتيه حين يقلق ويتوتر. وتعرقت يداه وقدماه. ظلت الولادة متعسرة لعدة ساعات حتى الخامسة مساء. حين دخل سرير غروم لغرفة التوليد وخرج بها وبالولد والبنت. يصرخان صرختهما الاولى فى الحياة. كانت غروم نائمة او فاقدة الوعى حين خرج الممرضون بمحفتها او سريرها ذى العجلات متجهين الى غرفتها فى المشفى. ركض احمد خلفهم وقال. هل يمكننى ان ابقى معها ومع الطفلين الان. قالوا. كلا بعد ساعة من اجل الكشف الدورى وتنظيف الطفلين والباسهما ملابس خفيفة.

بعد ساعة من مراقبة غروم والولدين عبر زجاج غرفتها من الممر. سمح لاحمد بالدخول. كانت غروم قد افاقت وكانت تبتسم فى ضعف وتداعب الطفلين. ما اروعك يا الهتى انت وطفليك الالهين. قالت وما اروعك يا بعلى والهى وزوجى وحبيبى وابنى واخى وصديقى. مبروك يا احمد صرت اب. وانا صرت ام للمرة الثالثة ومن ثانى رجل فى حياتى. وثانى مسلة تدخل كرنك لذتى. قال احمد وهو يقبل جبين غروم وخدها وشفتها وعنقها. ويتحسس صدرها المبلل بالحليب. سعيد انك اول امراة فى حياتى امارس معها الحب يا غروم. وسعيد انك صرت زوجتى وام اولادى. وسعيد ان اولادى جاءوا من رحمك الحلو السريانى الحوتى. قالت. مبروك يا با تحتمس ونفرتارى. قال. مبروك لى ولك يا ام تحتمس ونفرتارى وابنتك وابنك من نورس. يا ام الامراء الاربعة والاقمار الاربعة. قالت. وام القمر الاكبر الخامس والامير الامبراطور الخامس .. انت يا روح قلبى.

بعد برهة اتصل احمد بنورس زوج غروم وباولادها بالمنزل واخبرهم بما جرى.فاسرع الثلاثة الى المشفى وعانقوا غروم او هرة يحبها احمد مؤبدا التى جاءت بغراميم صغار كما وصفهم احمد واضحكها الوصف. وشكر نورس والاولاد احمد على عنايته بغرام واسراعه بها الى المشفى. بقيت غرام عشرة ايام بالمشفى ثم عادت الى المنزل باحتفال من نورس والاولاد. احبت ابنتها لمى تحتمس رمسيس الصغير واحب نورس ابنته الجديدة كما يعتقد نفرتارى حتشبسوت. سالها عن سبب تسميتهما فقالت غروم انت تعلم انى احب مصر القديمة منذ سنين طويلة. وعرفانا بجميل احمد المصرى الغريب علينا. ولانى اريدهما مميزين ومتفردين عن كل السوريين والمصريين والجميع. حتى فى الاسم.

عادت غرام الى منزلها لترتاح بقية فترة النفاس اربعين يوما. وكان احمد مكرسا نفسه لها طوال تلك الفترة لاطعامها واعطاءها الادوية فى مواعيدها. مما وفر على نورس والاولاد تعطيل العمل والامتحانات. قال احمد لغروم. الان اصبحت زوجتى وام عيالى. والاولاد شبكوك بى وربطوك بى للابد يا روح قلبى. يا ام الغراميم الجدد.لارى وجهك وروحك فيهما ومعهما وجهى وروحى. التقينا وهذه ثمرة حبنا المصرى السورى الكمتى السريانى يا مليكة الحوتيات وقطة حمص وسوريا وسائر المشرق. ضحكت غروم وقالت. اذن كان هذا هدفك كنت تتمنى تحبيلى باولادك كى تربطنى بك وباسمك للابد يا ولد.

قال احمد وهو يندفع ليغمر وجهها بالقبلات المجنونة. احب كلمة ولد منك وانت تعرفين يا ماكرة. فقط بعدما تتماثلين للشفاء وسوف نقوم بمغامرات وجولات فى الزمان والمكان. وسنزور ستوديو مصر وستوديو نحاس وستوديو الجيب فى القاهرة. وتعودين للنحت والرسم ونعود للتمثيل. كما ترين ابنتك لمى تتولى الان رعاية الطفلين تحتمس رمسيس ونفرتارى حتشبسوت خعمررنبتى. تحب اخويها الجدد كثيرا وتوفر عنك العناء. ثم نزل يمتص حليب غروم ام المدافع من المصدر الكاعب الناهد السمين الثقيل. قالت بدلال. ستفرغهما ويجوع الاولاد. قال. كلا سيفرز لبن غرومى سريانى حمصى جديد لهما بسرعة. وانا اطعمك اشهى الاطعمة لماذا اذن. وخرج وعاد بطبق مهلبية وطبق جبن وقال لها. مهلبية من لبن حبيبتى وكذلك جبن من حليب نهدى غروم. اترين كيف انا ازددت سمنة من حليبك ومنتجاته يا امراة. ضحكت وقالت. يالك من فاجر وغريب يا احمد بن تحتمس. لم يفعل زوجى نورس معى ايا من ذلك. قال احمد. لانه حمار. قهقهت غروم ثم قالت ولكنى احبه يا احمد جدا.

قال احمد. اعلم يا غروم. دائما اعلم. ولكنك تحبيننى بقدره. قالت غرام ضاحكة بخجل. نعم. ولكنى ابعدك عنى لئلا اظلمك معى. فلديك فرصة ان تحيا مع امراة تشبهنى حياة كاملة لا يشاركك فيها زوجها الاخر واولادها منه. قال احمد. دعك من هذا يا غروم. وجلس جوارها يلاطف نهديها الكبيرين الحوتيين السريانيين الممتلئين بحليب غرام وحبها. وقال. كنوزى. ضحكت غرام. ومال ليقبل خدها وشفتها. بادلته القبلات وانت مع الضمات. وضحكت عيونها الضيقة قليلا لعيونه الواسعة المركزة فى عمق عيونها ووجهها.

اراها بعضا من الثياب التى جلبها لها كهدية. سارى باكستانى وسارى هندى وكيمونو يابانى وزى نسائى صينى. وحتى جلباب حريرى ملون فلاحى مصرى وملاءة لف وفستانها القاهرى الكلاسيكى. اراها ايضا عدة بودى ستوكنج شبيكة اسود واحمر وازرق وبرتقالى واخضر وحتى ابيض وتوبات باكمام شبيكة. وتوب بحمالات بناتى ابيض وبانتيز يناسبه.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مؤبدا, محمد, مرة, احلى, تحتمس, بقلم, حدثنا, صديقى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زوجتى الخيالية - بقلم صديقى احمد بن تحتمس ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 05-19-2019 10:50 AM
غرام العظام - بقلم صديقى احمد بن تحتمس ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 05-19-2019 10:48 AM
تهانى القلب .. وفصام الهوى - بقلم صديقى احمد بن تحتمس ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 05-19-2019 10:46 AM
امراة بكل النساء .. شمس وغيم وبهاء حتشبسوتى - بقلم صديقى احمد بن تحتمس ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 1 05-19-2019 10:42 AM
قتل المرتد - بقلم محمد ال الشيخ Mazen العقيدة الاسلامية ☪ 14 03-02-2017 08:29 AM