|
10-13-2015, 10:30 AM | رقم الموضوع : [1] |
عضو برونزي
|
تأملات في العدالة الإلهية و العقاب الأخروي
تحياتي للجميع
منذ طفولتي و أنا أحاول أن أستشف الحكمة من تعذيب الناس في النار للأبد فقط لأنهم لا يؤمنون ب"الخالق". كنت أراه عقابا غير منطقيا و لا عادلا، لكن خوفي من الناس المحيطين بي أكثر من خوفي من هذا الخالق، ما كان يدفعني إلى قمع عقلي بمنعه من السؤال. و مع مرور الوقت و تعمقي في الدين، إزداد شكي أكثر في هذه العدالة السماوية التي تغفر للمسلم كل خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر، لكن مجرد عدم الإيمان بالله أفظع من كل الجرائم الممكن تخيلها حتى و إن كان هذا الغير مؤمن إنسانا مسالما و فعالا للخير و فردا صالحا في مجتمعه. في موضوعي هذا سأحاول تحليل معضلة عدالة السماء، و ذلك بالتطرق لنقاط مختلفة كتعريف العقاب و حالات وجوبه،الغرض من العقاب، مقياس العقاب... حسب الأعراف و القوانين الدولية، فالعقاب لا يتوجب إلا في حالتين: التعويض عن ضرر وقع نتيجة لسلوك إنساني غير سوي، أو كإجراء وقائي لتجنب وقوع الضرر نتيجة سلوك بشري غير قويم. بتطبيق هذه المفاهيم في حالة الدين، سنجد أن علاقة الإيمان هي علاقة بين الإنسان و الإله، فما هو الضرر الذي يمكن أن يلحقه إنسان ما بالإله إن لم يؤمن به؟ هل سيحطم غروره السلطوي؟ هل سيتسبب له في جراح نفسية بجعله يحس بالدونية؟ إن كان كذلك فهذا الإله غير كامل عكس ما صوروه لنا. سيقول قائل بأن الضرر يكمن في أن الغير مؤمن سيزعزع عقيدة المؤمن و يزيغه عن الطريق السوي. حسنا أليس ربكم يقول بأنه لن يضره و إن كفر به الناس جميعا؟ إذن فالعقاب لا يحق في هذه الحالة. النقطة الموالية التي أحب أن أتطرق إليها هي الغاية من العقاب. و التي تكون في جميع الأحوال بهدف الإصلاح و التهذيب بتقويم سلوكيات الأفراد حتى يتسنى إعادة إدماجهم في مجتمعاتهم. لكن في حالة الدين. فالعقاب لا يكون إصلاحا و لا تقويما، و إنما إنتقاما أبديا إلى ما لانهاية. و هذا ما يقودنا إلى النقطة التالية، ألا و هي نقطة مقياس العقاب. كلنا يعلم أن عقوبة الكاذب ليست كعقوبة السارق، و عقوبة السارق ليست كعقوبة القاتل... فالعقوبة تقاس بشدة و جسامة المخالفة المرتكبة و حجم الضرر الناجم عنها أو الممكن وقوعه، و العقوبة أنواع، فهناك العقوبات الإحترازية كالإنذارات و الغرامات و هناك العقوبات البدنية كالحبس أو الأشغال... فهل عقوبة عدم الإيمان بشيء هي بالحرق؟ و لمدة غير منتهية؟ هل هذا عدل يا أولي الألباب. و خاصة و أننا نعلم أنه لا ضرر ينجم عن عدم الإيمان بالإله؟!! هناك نقطة أخرى لا تقل أهمية عن النقاط التي ذكرتها أعلاه، و هي نقطة النوايا. فهذا الإله من المفترض أنه يعلم نوايا الأشخاص و ما تخفيه سرائرهم. و بالتالي فمن المفروض أنه يعلم بأن الملحد لا يلحد إلا لأنه لم يقتنع بالأدلة التي طرحت عليه في إثبات وجود الإله. و يعلم كذلك أن هذا الملحد إحترم عقله و احترم المنطق القائل بأن ما يعرض بدون دليل يترك بدون دليل. و بالتالي فالذنب ليس ذنبه إن كان هذا الإله لم يبعث بأدلة كافية مقنعة تثبت وجوده. و أنه بدل أن يتحمل أخطاءه، يحمل أوزارها لأناس رفضوا أن يعيشوا كخرفان في قطيع. |
|
|
10-13-2015, 10:57 AM | رقم الموضوع : [2] |
عضو جميل
|
موضوع رائع ونفس السؤال والتأمل الذي جعلني اترك الاسلام عن قناعة
لكن اذا عرف السبب بطل العجب، فتشريعات محمد لها هدف دنيوي قبل ان تكون أخروي ولفائدته هو في المقام الأول |
10-13-2015, 10:59 AM | رقم الموضوع : [3] |
باحث ومشرف عام
|
العدالة الالهية هي نبذة من طبيعة الانسان البدائي الذي شرعها . فالانسان المعاصر ، بل الانسان الواعي يقول ما قلتَ لادراكه لاهمية الانسان ، اما البدائي (الذي لا تخلو منه مجتمعاتنا) تشتد عقوباته بقدر تشدد كرهه ورغبته في تصفية من لا يمتثل لاوامره
|
10-13-2015, 05:54 PM | رقم الموضوع : [4] | |
عضو نشيط
|
اقتباس:
لقد تطرق د مصطفى محمود إلى هذه النقطة في كتابه حوار مع صديقي الملحد حين سأله صديقه أي مصفى نفسه حين كان ملحدا عن جدوى العقاب .. فكان جوابه من منطلق صوفي كعادته أن الجنة و النار لا يغدوان سوى المكان المناسب للروح التي بلغها الفرد في حياته الدنيا , علما أن المنهج الصوفي الذي إتبعه د مصطفى محمود مستنبط من منهج الإمام الغزالي كما جاء بشهادته في أحد كتبه .. فيمكننا القول أن د مصطفى محمود هو الآخر يرى أن البشر تجتمع فيه كل صفات الخلق من دواب و ملائكة و شياطين .. فإن بلغ بروحه إلى مكانة الملائكة كانت جنته أو لذته هي تعبده الأزلي للخالق .. أما إن كان شيطانيا كانت جهنم لذته .. أما إن كان حيوانيا كانت الأرض مثواه .. كان ردي هذا كنبذة عن الجنة و النار من منطلق صوفي. |
|
|
||
10-13-2015, 07:18 PM | رقم الموضوع : [5] | |
عضو بلاتيني
|
اقتباس:
خذ هذا المثال لو سمحت.. شخص أخبرك اذا ذهبت لهذا الطريق ففيه الاشواك.. وانت لم ترد عليه وذهبت..وعلقت بك الاشواك. ( عندما تعلق الاشواك بك ..ستتعذب.. ) = واذا اقتلعت الاشواك ستتالم ايضا ..لكن لا بد من "تطهيرك" من هذه الاشواك. لو تأملنا الحكم السماوية. .فهي غالبا لتطهير الانسان. ولو لم ينصاع للقانون. .ستعلق به الاشواك سواء الدنيوية ةو الاخروية. ( يعني بالنهاية ..هذه الاحكام غايتها "مصلحته"..النفسية ةو الجسدية. . ) عندما يأمرنا الله ..لا تسرق..لا تزني..لا تكذب...( فقط انظر للحكمة! ) ملاحظة: انا اجبت هنا بشكل محدود..بعض النقاط اجبنا عليها بمواضيع اخرى..كقتل المرتد. وبالمناسبة ( نحن الاحمديون مثلكم..يعني حلال قتلهم ةو تعذيبهم )..علمت عن بعض الاشخاص في بلد عربي فقط لانهم انتموا للاحمدية تم رميهم في سجن باحد الصحاري....( شيء مؤلم! والقصص كثيرة..! ) فالمختصر يا زميل : الغاية من العقاب للتطهير وازالة ما يفسد النفس او الروح. ليس الغاية هي التعذيب. لكن "اثناء عملية التطهير" يحدث الألم والعذاب. كالمريض في المشفى. لا بد من آلامه للتخللص من "سمومه". كما لا بد الاشارة..لا يمكن ان تحكم بحكم الله على الملحد. قد يعفو الله عنه. ولا اي شخص يتنفس على وجه الارض يحق له الحكم ان الله سيعذب هذا او ذاك! |
|
|
||
10-13-2015, 08:42 PM | رقم الموضوع : [6] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
|
|
10-13-2015, 08:56 PM | رقم الموضوع : [7] | |
عضو بلاتيني
|
اقتباس:
I beg your pardon! !.. نسيت انكم تبحثون عن عالم ..perfect!! يعني خال من "التنافس والامتحانات"..والوعظ !! ملاحظة : الشعور بالالم بحد ذاته فيه عبرة. لو لم يكن هنالك الم ..لنرجع لنقطتنا .."بدنا كل شي كامل!"..ودنيا مليانة عسل وورد وبس (( ياا ريت!! )) |
|
|
||
10-13-2015, 09:36 PM | رقم الموضوع : [8] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
عامة ما افهمه ان ذكاء الله الكامل وجد ان افضل طريقة لنشر الخير هي التعذيب |
|
10-14-2015, 08:54 AM | رقم الموضوع : [9] | ||||
عضو برونزي
|
اقتباس:
حبذا لو أعطيتينا فكرة عن الأشواك التي يمكن أن تصادفنا في طريق الإلحاد. فكما قلت في موضوعي الإلحاد لا يضر أحدا و لا حتى الله نفسه فكيف سيضر الملحد؟ اقتباس:
اقتباس:
و بالمناسبة و كتذكير، موضوعي عن العذاب الأخروي و ليس الدنيوي اقتباس:
شكرا على مرورك شمس |
||||
|
|||||
10-14-2015, 04:42 PM | رقم الموضوع : [10] | |
عضو بلاتيني
|
اقتباس:
بالنسبة للالحاد ( اعتقد ان المشكلة تكمن في التحرر ) ..كلما نقصت الضوابط بانواعها للنفس..كلما تحررت وانقادت لشهوات الدنيا ..وهذه هي الاشواك بحد ذاتها. لنقل الضوابط هنا نوعين: ضوابط اخلاقية ودينية .. النفس البشرية ضعيفة امام شهوات الدنيا ..سواء كذب ..زنا ..نفاق..شرب الخمور..الخ لنقل ان تعاليم الاسلام صارمة. لكن ل نلاحظ ان من يتبعها يقي نفسه من النفس اللوامة مستقبلا. مثلا : الزنا ..شهوة مؤفتة. لكني اعتبرها ( خطيئة بمعنى الكلمة! ) اعلم ان الملحد غير مجبر ع الزنا..لكن بنفس الوقت هو حر. وان حدث ما حدث قد يترتب مشاكل ( نفسية..اجتماعية. ..الخ ) وعندما تتواجد الضوابط الدينية ( وان كانت مخيفة ) لكن لمصلحة الفرد لكي لا تعلق فيه الاشواك مستقبلا! ! ناهيك ع نواحي جسمية ..ماذا لو اصيب الشخص بامراض تناسلية وايدز ..الخ؟؟ يعني ليش ربنا منع عنا الزنا؟ فقط لانه شهوة ويريد حرماننا منها؟؟ او ل مصلحتنا؟ ؟ "ما سنزرعه..نحصده!!" -------------------- بعض الردوود "لن اجيب عليهااا"..حيث ان سووء الفهم وااضح ..! وقد قلت مررة: لو اردتم السخرية..فتمسخروا بما يناسب الموقف!! |
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الإلهية, الأخروي, العدالة, العقاب, تأملات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفنيد نظرية الامر بين الامرين في العدالة الالهية عند الشيعة | العقل اولا | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 2 | 04-15-2019 01:56 AM |
غروب أعرج يتوكأ على قصر العدالة | صفا علي | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 11-24-2017 06:09 PM |
فائدة العقاب الاخروي ؟ | Titan | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 28 | 11-12-2016 12:31 AM |
العدالة في الاسلام . | طارق | العقيدة الاسلامية ☪ | 59 | 08-28-2015 09:22 PM |
وهم العدالة والرحمة الإلهية | ترنيمه | مقالات من مُختلف الُغات ☈ | 0 | 06-10-2014 01:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond