شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-27-2019, 09:54 AM ملة إبراهيم غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ملة إبراهيم
عضو برونزي
 

ملة إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي مركزية الأرض في القرآن

من أسوء مظاهر الجهل أن يعتبر الجاهل جهله علما يحتج به على العباد والمصيبة الأعظم عندما يجعل من نفس الجهل حجة على العلم الحقيقي وهذا بالضبط حال منتقدي الإسلام والقرآن الذين يجعلون جهلهم في مختلف العلوم التي يستشهدون بها بالإضافة لجهلهم بلغة القرآن ومحتواه حجة لإدانة ما لا يكادون يفقهون فيه قولا وخير مثال مسألة مركزية الأرض في نصوص القرآن التي قبل الخوض فيها فإنني ادعوا القراء للإطلاع على هذا الدرس المبسط لمبدأ النسبية الذي لا يتجاوز بضعة دقائق
https://www.youtube.com/watch?v=rWmXm22Nu4s
والذي سيغير العديد من المفاهيم السطحية والمغلوطة
لا تكاد تخلوا جدالات منتقدي الإسلام من لوم نصوص القرآن على ذكرها لمركزية الأرض وتسطحها ودوران الشمس حولها ألخ لكن يبقى السؤال المطروح لهؤلاء هل بالفعل يمكن اعتبار هذه الأوصاف أخطاء علمية ؟ نعم كوكب الأرض كجرم يدور حول الشمس لكن من منظور نسبي فإن الشمس هي التي تدور بالفعل حول الأرض من منظور المراقب من على سطحها وبالتالي لا يوجد أي خطأ علمي في قول
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ (258) سورة البقرة
لأن الله بالفعل يأتي بالشمس من المغرب بالنسبة للمراقب من على سطح الأرض عن طريق دوران الأرض حول محورها
وستتجلى نسبية الخطاب القرآني بشكل أوضح في قول
أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى (17) الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) سورة الغاشية
الذي يشير لتسطح شكل الأرض بالنسبة للناظر والمراقب من على سطحها والذي يعتبره الجهلاء خطأ علمي فادح رغم أن الخطأ الحقيقي هو لو قيل أفلا ينظرون إلى الأرض كيف كورت مع العلم أن مصطلح الأرض من الأساس يبقى مصطلح نسبي في لغة القرآن لا يشير بالضرورة لكوكب الأرض وقد يطلق على أي بقعة أرضية كبلد مصر
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (4) سورة القصص
فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي (80) سورة يوسف
أو قرية الرسول محمد
وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا (76) سورة الإسراء
وبطبيعة الحال البقعة المرئية بالعين المجردة للناظر من على سطح الأرض
نفس الخطاب النسبي الذي استعمل عبارة تميد بكم
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (15) سورة النحل
بدل أن تميد
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ (15) سورة النحل
ولأن منطق المكذب مبرمج على النفي والتكذيب فسيسارع إلى تكذيب الأمر واعتباره مجرد صدفة والإدعاء بدون دليل ورجما بالغيب أنه لا يمثل وجهة نظر كاتب القرآن الحقيقية الذي كان يعتقد بمركزية وتسطح كوكب الأرض فعليا رغم أن البينة على المدعي وصاحب الإتهام وليس العكس...لكن من سوء حظ المكذبين أن الرحمن لم يترك لهم مجال لتمرير إفكهم وجهلهم بتأكيده على تعمده استخدام الخطاب النسبي في نصوص القرآن المتجلي في تغيير وصف الدار الآخرة حسب منظور المراقبين والمخاطبين في مختلف السياقات...فعندما يخاطب القرآن الإنسان القاطن في كوكب الأرض في الحياة الدنيا فإنه يؤكد انتماء الدار الآخرة الموعودة
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (35) سورة الرعد
وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (68) سورة التوبة
للسماء
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) سورة الذاريات
لكن بعدما ستدك أرضنا الحالية
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) سورة الفجر
وتبدل بغيرها
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) سورة إبراهيم
وينتقل الإنسان للعيش في دار الآخرة ستصير هذه الأخيرة بالنسبة إليه هي الأرض وليس السماء
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) سورة الزمر
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) سورة الزمر
المنطق النسبي الذي لم يستوعبه مخترعي الروايات المنسوبة للنبي محمد بفكرهم البدائي حين توهموا أن الحشر سيكون في نفس أرضنا الحالية وبالضبط في أرض الشام...وهذا المعطى لوحده يثبت ألوهية الخطاب القرآني السابق لزمانه
من الأمثلة البارزة على نسبية الخطاب القرآني ذكره لوجود دواب في السماوات
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) سورة الشورى
قول لا يمكن أن يصدر إلا ممن يدرك وجود أراضي في سماوات المراقبين والمخاطبين في نصوص القرآن لاقتصار مصطلح الدابة على الكائنات التي تمشي على الأرض
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (45) سورة النور
من دون البقية
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ (38) سورة الأنعام
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) سورة النحل
لكنهم وصفوا بدواب السماوات وليس دواب الأرض لوقوع أراضيهم في سماء الأرض التي يراقب منها المخاطبون في نصوص القرآن
ويبقى أوضح نص على الإطلاق على نسبية الخطاب القرآني قول
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) سورة النمل
الذي يسعى المكذبون بكل قواهم لنسبه للدار الآخرة بحجة اقتطاعه من السياق الذي يتجاهلون ترواحه بين وصف أحداث الدنيا والآخرة
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) سورة النمل
والإختلاف بين مصطلحي السير
وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) سورة النبأ
والمرور
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ (138) سورة الصافات
ووصف الظاهرة بصنعة الله المتقنة الذي لا ينطبق على التدمير والخراب...والذي حتى لو سلمنا لهم بصحة ادعائهم فسيظل حجة الآية العلمية قائمة لعلم منزل القرآن بظاهرة عدم شعور الإنسان بحركية ما حوله سواء في الدنيا أو الآخرة بسبب خضوعه لجاذبية كوكب الأرض
وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (81) سورة غافر
وليس عبثا أن يختتم نفس السياق بقول
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) سورة النمل
فكفوا على إسقاط جهلكم وأخطائكم العلمية على كتاب الله



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مركزية, الأرض, القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع