09-24-2021, 02:44 PM | رقم الموضوع : [1] |
باحث ومشرف عام
|
كيف عرف محمد بوجود مضاد حيوي في الذباب؟ الإجابة هنا
يدعي زغلول النجار ومشتقاته وجود معجزة علمية في حديث غمس الذبابة في الإناء، مستشهدين بهذا البحث الذي يتكلم عن وجود مضادات حيوية في الذباب:
https://www.abc.net.au/science/artic.../01/689400.htm ومع أن البحث لم يثبت صحة التفاصيل الأخرى في حديث الذبابة المعروف لأن الأمر يعتمد على عوامل أخرى مثل انحلال المضاد الحيوي في الماء وقدرته على القضاء على أنواع معينة من العوامل الممرضة وهل تركيزه يكفي أم لا.. إلخ، إلا أنهم يصرون على أن مجرد ذكر الحديث لمادة شافية في الذباب هي معجزة مبهرة لأنها حقيقة غير متوقعة على الإطلاق وأن الذباب هو آخر مكان قد تفكر في البحث عن المضادات الحيوية فيه، فهل صدقوا؟ سنثبت هنا من كتب المسلمين أنفسها أن فكرة الاستشفاء بالذباب كانت واردة ومألوفة عند القدماء. يقول ابن القيم في كتابه الطب النبوي (ص 84): "وقد ذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعا بينا، وسكنه، وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى شعرة بعد قطع رؤوس الذباب، أبرأه" - وهذه نصوص كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة في معرض دفاعه عن الحديث المذكور (صفحة 336-337): "والأطباء القدماء، يزعمون أن الذباب إذا ألقي في الإثمد، وسحق معه، ثم اكتحل به زاد ذلك في نور البصر، وشد مراكز الشعر من الأجفان، في حافات الجفون" "وحكوا عن صاحب المنطق أن قوما من الأمم، كانوا يأكلون الذباب فلا يرمدون" (يقصد أن أكل الذباب كان وقاية لهم من الرمد) "وقالوا في الذباب: إذا شدخ، ووضع على موضع لسعة العقرب، سكن الوجع" اذا: بشهادة علماء مسلمين، فكرة التداوي بالذباب لم تكن غائبة عن القدماء. - وعموما فإن فكرة اشتمال الكائنات الضارة على ترياق لضررها كانت جزءا من فلسفة القدماء أو نظرتهم للطبيعة. نكمل مع الاقتباسات من نفس المصدر: "وبعد، فما ينكر من أن يكون في الذباب سم وشفاء...، وهل الذباب في ذلك إلا بمنزلة الحية؟ فإن الأطباء يذكرون أن لحمها شفاء من سمها، إذا عمل منه الترياق الأكبر، ونافع من لدغ العقارب وعض الكلاب والحمى والفالج واللقوة والارتعاش والصرع" "وكذلك قالوا في العقرب: إنها إذا شق بطنها، ثم شدت على موضع اللسعة؛ نفعت، وإذا أحرقت فصارت رمادا، ثم سقي منها من به الحصاة نفعته، وربما لسعت المفلوج فأفاق، وتلقى في الدهن حينا، فيكون ذلك الدهن مفرقا للأورام الغليظة" - نفس الفكرة نقرأها في كتاب فتح الباري لابن حجر (ج 10 - صفحة 252): "وقال الخطابي : تكلم على هذا الحديث من لا خلاق له فقال : كيف يجتمع الشفاء والداء في جناحي الذباب ... وهذا سؤال جاهل أو متجاهل ، فإن كثيرا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة . وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع" "وقال ابن الجوزي : ما نقل عن هذا القائل ليس بعجيب، فإن النحلة تعسل من أعلاها وتلقي السم من أسفلها، والحية القاتل سمها تدخل لحومها في الترياق الذي يعالج به السم، والذبابة تسحق مع الإثمد لجلاء البصر - وأيضاً في كتاب فيض الباري للكشميري (صفحة 337) تعليقاً على الحديث: "قرر ابن القيم أن من صنع الله تعالى أنه لم يخلق السم من الحيوانات، والجمادات، والنباتات، إلا وخلق بجنبها ترياقا لها، فأخبث الحيوانات الحية، وترياقها على رأسها، ويقال له: حجر الحية، وكذا خبث الجمادات: "هيرا" وخلق ترياقه: "زمرد"، وكذا أخبثا لأشجار "بيس"، وترياقه "نربس" أي الجدوار، خلق بقربه. فكذلك الذباب إذا خلق في إحدى جناحيه داء، خلق بقربه دواؤه" بعد كل ما سبق لا نستغرب أن يتوقع محمد أو غيره وجود مادة شافية في الذبابة، فقد رأينا أن هذه الفكرة لم تكن غائبة عن القدماء ووردت عندهم بصور متعددة، وأنها كانت موافقة لفلسفتهم أو تصوراتهم العامة. أما التفاصيل الأخرى التي يذكرها الحديث مثل فائدة غمس الذبابة في الاناء وتركز المادة الشافية على الجناح، فهي لم تثبت علميا من الأساس. - مصادر الاقتباسات بالصفحة: https://al-maktaba.org/book/23649/83 https://al-maktaba.org/book/7292/326 https://al-maktaba.org/book/7292/327 https://al-maktaba.org/book/1673/5888 https://al-maktaba.org/book/33034/2026
التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 09-29-2022 الساعة 12:43 PM.
|
|
|
09-24-2021, 02:48 PM | رقم الموضوع : [2] |
باحث ومشرف عام
|
إذا أردنا جعل هذا الحديث اعجازا فذلك يستلزم أن تكون المادة الشافية في الذباب محققة للشروط الآتية:
1- متركزة في أحد الجناحين دونا عن باقي سطح الذبابة. 2- قابلة للانحلال في الماء. 3- تركيزها يكفي لإزالة الداء الذي تحمله الذبابة. اذا غاب أحد هذه الشروط فالحديث خطأ علمي قطعا ولا اعجاز. يمكننا اشتراط أمر رابع وهو أن يكون "الداء" متركزا في الجناح الآخر وهذا ما اشك به بشدة لأن الذبابة قد تقف على الفضلات وتلتقط منها ما تلتقط من الجراثيم. لكن سأتساهل واعتبر أن المقصود هنا التمييز بين الجناحين وليس حصر الداء في أحدهما دوناً عن باقي سطح الذبابة. - بالنسبة للأبحاث التي قام بها بعض المسلمين والتي تدعي أن المضاد الحيوي متركز بالفعل على الجناح، فهذا كله تم تفنيده هنا بقلم زميل مسلم: https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=20335 والرابط يحتوي على المزيد من المناقشات والتفنيدات للادعاءات الاعجازية حول بحديث الذبابة، علما ان الموضوع الحالي كان بالأصل مشاركة فيه ورأيتها تستحق إفراد موضوع لها من أجل كسر آخر عكاز يتكئ عليه هذا الإعجاز الوهمي. |
|
|
09-25-2021, 10:19 AM | رقم الموضوع : [3] | |||
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
يضاف لما ذكرته من جهالات القدماء ،فقره من كتاب التاريخ الطبيعي للمؤرّخ الروماني بلينيوس الأكبر، نشره بين عامي 77 - 79 للميلاد يتكلم عن الذبابة الاسبانية : اقتباس:
http://www.perseus.tufts.edu/hopper/...37%3Abook%3D29 و تعليق إضافى على تلك الفكرة اقتباس:
|
|||
09-25-2021, 10:34 AM | رقم الموضوع : [4] |
باحث ومشرف عام
|
اضافة رائعة عزيزي، يبدو أن علماء الاسلام صدقوا حين نسبوا مثل هذه الأقوال للقدماء فالأمر مطروق، واضافتك الآن بخصوص الاجنحة قد أكملت صورة معينة بذهني تتعلق بتفسير السبب الذي جعل محمد يفكر بالتفريق بين الجناحين في الداء والدواء، وسأطرح كل هذا قريبا.
ملاحظة: هناك خطأ في تعليقي على اقتباس ابن الجوزي والسبب أن المصدر الذي اخذت منه الاقتباس لم يورده كاملا، سأعدل المشاركة فيما بعد للتصحيح وإضافة المزيد من الشواهد.
التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 09-29-2021 الساعة 01:50 PM.
|
|
|
09-25-2021, 11:02 AM | رقم الموضوع : [5] |
باحث ومشرف عام
|
عزيزى حنفا ... أنا فى ذهنى ما لا يقل عن اربعة استشهادات إضافية سبق لى قرائتها تذكر نفس الافكار عند القدماء.. لكن الامر يحتاج منى وقت لاستخراجها وعرض المصادر .. سأفعلها لاحقاً...عندما يسمح لى وقتى .
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجار على المشاركة المفيدة: | القط الملحد (09-25-2021) |
09-25-2021, 11:25 AM | رقم الموضوع : [7] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
١- الجبال الأوتاد : الإعجاز المزعوم في جذور الجبال.. وعرض نص توراتى استخدم فيه كاتبه كلمة جذور لوصف الجبال التى استخدموها للشجر فى مواضع اخرى. ٢- موضوع حديث قعر عدن ،وساربطه بالتراث الاسخاتولوجى اليهومسيحى . ٣- وأيضاً نبوءات محمد المزعومة: الغزو المغولي نموذجاً .. وعرض قراءة مغايرة تبادليه عن المعروضه فى الموضوع. وهى تربط بين النص الاسلامى وسياقه الاسخاتولوجى اليهومسيحى ايضا (مسالة حروب ياجوج وماجوج فى نهاية العالم،الذين عُرِفوا بانهم قوم من الترك ) ٤-هل قضية مصادر القرآن هي دليل وحي؟ و إضافة ابعاد اوسع باستفاضة اكثر... أتمنى ان تسمح لى ظروفى الصحية بالكتابه .. تحياتى |
|
09-25-2021, 11:40 AM | رقم الموضوع : [8] |
باحث ومشرف عام
|
سلامتك وأرجو لك التحسن والشفاء، واضافاتك تسعدني للغاية وانت من كنت انتظره لاغناء هذه المواضيع. عندي بضعة نقاط أريد أن أسألك عنها بخصوص الجبال وسأطرحها في وقتها. احترامي لك عزيزي وشكرا لاثراءاتك.
|
|
|
09-29-2021, 11:25 AM | رقم الموضوع : [9] | ||
باحث ومشرف عام
|
تحياتي مرة أخرى، بعض الروايات الأخرى لحديث الذبابة تدعي أن الذباب اذا وقع في الإناء فإنه يتعمد الوقوع بجناحه الذي فيه الداء:
اقتباس:
اقتباس:
الظاهر أن محمد قام بشيء مشابه هنا، فلعله قد وصلته بعض الآراء القديمة حول اشتمال الذباب على مادة شفائية (وهذا ممكن مثلا عن طريق الصحابي الحارث بن كلدة الذي درس الطب في فارس). ثم لاحظ محمد سقوط الذباب في الاناء على أحد جناحيه ولعل هذا المشهد تكرر أمامه عدة مرات، فشطح بعقله وتخيل أن أحد الجناحين فيه داء والآخر فيه دواء وأن الذبابة تقدم الجناح الضار. وهذه كل القصة يا سادة، القدماء فكروا بأن في الذباب شفاء عملا بفلسفتهم التي تقول أن الأضداد تجتمع في الكائنات وأن الكائن الضار يحمل ترياقه معه، ثم جاء محمد وطور هذا الاعتقاد بناء على ملاحظاته البدائية التي تكررت لاحقا مع الدميري. فلا اعجاز ولا هم يحزنون.
التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 09-29-2021 الساعة 07:59 PM.
|
||
|
|||
09-29-2021, 07:43 PM | رقم الموضوع : [10] |
باحث ومشرف عام
|
بلوتارخ ( 45 - 125 م) فيلسوف ومؤرخ يوناني.
فى كتابه Moralia ص.٢١٥ يشبه بين الخنفساء التى تحمل كل من السم وعلاجه ،وبين المجرم الذى يحمل الصليب على ظهره وهو فى طريقه للاعدام. ويضاف للقائمة هؤلاء الذين إعتبروا بان الذبابة الاسبانية تحمل السم فى جسمها،وترياقه فى اجنحتها ورأسها . جالينوس (كان أكبر أطباء اليونان وأحد أعظم أطباء العصور القديمة.) دِيُسقُورِيدس الطبيب اليوناني الشهير. وُلد في عَيْن زَرْبَة في قيليقية (منطقة بشمال الجزيرة السورية وجنوب شرق تركيا حالياً) حوالي سنة 40م وتوفي حوالي سنة 90م من كتاب Animal Simples: Approved for Modern Uses of Cure W. T. Fernie ص. ١٧٩ هناك المزيد سأعرضه لاحقا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond