هكذا تكلم زرادشت . . .

[المسعودي]

القصيدة السيمفونية "هكذا تكلم زرادشت" تستند إلى كتاب فريدريك نيتشه وتأليف الموسيقار النمساوي
ريتشارد شتراوس وبقيادة هربرت فون كاريان:
https://www.youtube.com/watch?v=bD6ovHKlAi0

نيتشه وهكذا تكلم زرادشت:
عندما قرر فريدريك نيتشه (1844 – 1900) "موت الإله" فإنه منح البشر الحضور الأبدي. فـ"إرادة القوة" هي في جوهرها إرادة الانتصار على "وهم القوة" الإلهية.
ألهذا يكرهه "الإبراهيميون"؟
من أجل قراءة "هكذا تكلم زرادشت" أنصح بقراءة ترجمة علي مصباح – منشورات الجمل 2007. إذ أن في ترجمته قراءة جديدة تكشف عما أسيء فهمه وما أُخضع عنوة لأيديولوجيا هي من خارج النص.
يقول علي مصباح في مقدمة ترجمته:
" إن الأمر لا يتعلق هنا بالبحث عن سند نظري لأيديولوجيا سلموية تناشد التناغم الكوني ضمن سلام دائم شامل ومطلق. بل تعلق بالبحث عن مرتكز فكري لمراجعة وتدقيق مبدأ "إرادة القوة" التي تقود مسيرة العالم والحياة في مجملها. "إرادة القوة"، لا بمعنى النزوع العنفوي إلى التسلط كما يذهب إلى ذلك التأويل السطحي (وبالمناسبة كثيراً ما ترجمت العبارة بـ "إرادة السلطة" نتيجة لفهم خاطئ لعبارة Mach الألمانية، أو Pouvoir الفرنسية، وكلاهما تفيدان: القوة، وكذلك السلطة في سياق محدد)، بل كقانون طبيعي مداخل لمبدأ الحياة نفسه؛ المبدأ القائم على الحركة والتناقض والتقاتل والتجاوز والتغيير: قانون قد أثبتته العلوم الطبيعية والبيولوجيا والفيزياء. فالحياة قائمة في أبسط جزئياتها (الأجسام المعدنية، النبات، الحيوان) على مبدأ صراع المتناقضات: صراع الجديد ضد القديم، صراع العناصر الناشئة المتوثبة ضد عناصر الخمول والتداعي والتفكك. إنه مبدأ "إرادة القوة" الذي يحرك الحياة، وليست "إرادة الحياة" بما معناه أن الكائن هو الذي يريد الحياة؛ إذ ما هو حي لا يريد الحياة، بما هي متحققة فيه، وما هو ليس حي لا يريد يستطيع أن يريد. أو كما يقول نيتشه: "حيثما تكون هناك حياة فقط، تكون هناك أيضاً إرادة؛ لكن ليست إرادة الحياة، بل – وهذا ما أعلمك إياه – إرادة القوة!". إذاً، من خلال إرادة القوة، فإن العناصر القوة والنمو والتطور والتجدد داخل الكائن هي التي تدفع عنها العناصر المتراخية والمتخاذلة التي لم تعد قادرة على الحركة والتطور، ولا تسحرها غير أنغام الاستسلام إلى حد الموت".

ريتشارد شتراوس: قصيدة سيمفونية
إن فكرة التجدد والطريق إلى الكمال البشري وانتصار إرادة الإنسان في البقاء هي الأفكار المؤسسة لبنية العمل الموسيقي المدهش "هكذا تكلم زرادشت" لريتشارد شتراوس (1864 – 1949). إنه واحد من إنجازات الرومانسية الألمانية المتأخرة التي شرعت أبواب إلى العصور الحديثة.
بنى ريتشارد شتراوس عمله "هكذا تكلم زرادشت" على قراءة مدهشة لكتاب الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. وقد أقيم العرض الأول للعمل في 27 نوفمبر 1896 في فرانكفورت (ألمانيا) ، وكان المؤلف نفسه قائد الفرقة الموسيقية.
تنقسم بنية القصيدة السمفونية إلى تسعة أجزاء وهي مختارة من فصول الكتاب:
00:00 – مُسْتَهَلٌّ: شروق الشمس
01:43 من رجال العالم الخلفي، أو أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية
05:10 - من الشوق العظيم
07:15 - عن الأفراح والعواطف
09:36 أغنية القبر
12:23 - عن العلم والتعلم
16:58 - النقاهة
22:26 أغنية الرقص
30:51 أغنية المسرنم

هربرت فون كاريان:
لم يؤثر على الموسيقى الكلاسيكية وفن القيادة الأوركسترالية في النصف الثاني من القرن العشرين قائد أوركسترالي مثلما أثر هربرت فون كاريان (1908 -1089).
من مآثر كاريان كقائد موسيقى أوركسترالي هي السعي إلى تقديم الموسيقى الكلاسيكية بطريقة تجعلها أكثر قرباً من الجمهور الواسع للموسيقى الكلاسيكية.
من الشائع القول أن كاريان استطاع تحقيق كل ما يحلم به القائد الأوركسترالي. ففي ربرتواره الطويل أعمال فاغنر وبيتهوفن وجمع غفير من عباقرة الموسيقى الكلاسيكية.
عندما بدأ التفكير بإعداد نشيد أوربا عام 1972 دعا مجلس الاتحاد الأوربي كاريان، وليس موسيقياً آخر، للعمل على تهيئة الصياغة الموسيقية والكورالية للنشيد وقيادة الأوركسترا السمفونية (نشيد أوربا أو "قصيدة السعادة" هو في الأصل مقطوعة من السيمفونية التاسعة وشعر فريدريك شيلر).
.