شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العلمانية وحقوق الانسان ⚖

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-10-2020, 05:01 PM فارس اللواء غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
فارس اللواء
عضو جميل
 

فارس اللواء is on a distinguished road
افتراضي من سمات الانفتاح

أن تجد الشخص المتفتح دائما يتفق ويختلف مع كل شخص في مواضيع متعددة، لذلك فهو غالبا يحصل على مكانة محترمة بنظر مخالفيه الموضوعيين.

أما الشخص المنغلق فمن قلة معلوماته وضعفه العقلي يتشدد في كل المواضيع ولا يترك فرصة لغيره معه بالخلاف..

كل العلمانيين يشاركوني الرأي في الموقف من الجماعات ورجال الدين عامة ودعم الأوطان والجيوش ضد الإرهاب، لكن بعضهم يختلف معي في بعض ملفات السياسة ولا يمنعني ذلك من تقديرهم كأشخاص وعقول لديهم وجهات نظر علمية أحيانا..

كذلك فالتنويريين جميعا نتشارك موقفا واحدا من التراث والتاريخ، لكن نختلف أحيانا في الأدلة وتأويل النص الديني ، ومنذ أسبوع حضرت صالون المستشار عبده ماهر وسط كوكبة من المثقفين وراغبي العلم..فاختلفنا في التأويل ورؤية النص لدرجة الحدة، لكن اتفقنا جميعا في موقفنا من الشيوخ ورجال الدين ومحتكري العلم والفضيلة.

أفخر بأن كل مخالفيني الموضوعيين يبدأون وصفي بالآتي، رغم أنني أختلف مع فلان في قضايا لكنه صاحب رأي وفكر محترم ومتسامح، ودائما تأتيني التقييمات على الرسائل التي أكن لأصحابها نفس المشاعر، أما تقييم المتعصبين ذوي النظرة الأحادية الإقصائية فلا حاجة لي بهم ودائما أرسل لهم تحذيرات لضبط مشاركاتهم منعا لإفساد المقالات والمنشورات بالعنف اللفظي..

حتى الأخوة الشيعة..تجدني مختلف جدا مع الأصولي منهم وخصوصا المؤمن بولي الفقيه والمهدوية، لكن نتفق كثيرا في السياسة وخصوصا ضد الجماعات ورعاة داعش والقاعدة وداعميهم، فلا يليق أن أدافع عن إسرائيل مثلا ضد الحشد الشعبي وهي التي امتلكت السلاح لضرب الحشد بينما غضت طرفها عن داعش وتضرب الجيش السوري دائما لصالح جبهة النصرة، وفي أكثر من معركة تجد حين يتقدم الجيش السوري ضد داعش تضربه إسرائيل لتوقف تقدمه..هنا الخلاف مع الشيعي لا يحملني على نصرة الصهيوني عليه، فالصهيوني والداعشي هم سبب نكبات سوريا والعراق، وهم الذين فتحوا الباب سابقا لأمريكا وقواعدها أن تفسد في المنطقة وتنشر الحروب والقتل على أساس ديني..

المنفتح يجب أن يذهب دائما حيث يراه الناس، بمعنى أن لا يخشى من عرض وجهة نظره الحقيقية ليعلم مخالفيه أن ما بينهم من مشتركات أكبر من الخلاف، وسر أزماتنا غالبا في الخوف من عرض أفكارنا الحقيقية فيتصورنا الآخر كشياطين، وعندي أن الخلاف بين البشر في نسبة كبيرة منه وهمي ويتعلق أكثر بسوء الفهم وعرض الفكرة بشكل جيد وبأجواء مناسبة..

بينما المنغلق يذهب بعيدا جدا حتى يختفي عن الأنظار، فلم يعد يبصر شيئا ولا أحد يبصره، والسر في تهوره وعزلته بحيث يسبق الناس ويتعالى عليهم، بينما الانفتاح يتطلب فهم وجهات نظر الناس ومناقشة قضاياهم الحقيقية ومخاوفهم المشروعة، هنا يكون المتفتح يسير بشكل بطئ مع الناس فلا يسبقهم وفي نفس الوقت لا يرضيهم بشكل مطلق..

علما بأن هناك فئة من التنويريين رغم انفتاحهم لكن يتهورون فيسبقون الناس حتى ينظروا إليهم باحتقار، أو يرضوهم طمعا في الأمان وعدم التصنيف، وكلا التوجهين خطأ فالمتنور الحقيقي هو الذي لا يهادن ويقول الحق في وقته..وبأسلوب حسن وإنصاف وأخلاق جيدة تحمل الناس على سماعه، فالناس مهما اختلفوا معك لكن بأسلوبك وأخلاقك سيحترموك ولو حملت أفكار الشياطين..



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الانفتاح, شهاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع