شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-01-2017, 11:28 AM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي من وحي ترجماتي للقرآن 4

كما ذكرت سابقا، اعمل حاليا لإنهاء تصحيح ترجمتي الإيطالية للقرآن التي آمل ان تصدر خلال اسبوعين أو ثلاثة اسابيع.
وقد تكلمت عن آخر ترجمة إيطالية للقرآن قامت بهذا الإستاذة الإيطالية في جامعة البندقية Ida Zilio-Grandi وقد صدرت عام 2010 عن دار النشر Mondadori
واشرت من خلال مثالين إلى عدم وجود تناسق في هذه الترجمة، ولا في أي ترجمة اخرى في اللغات المختلفة. فكثير من الكلمات والعبارات التي تتكرر في القرآن تم ترجمتها بصور مختلفة.
وجهدي الجهيد حاليا هو عمل ترجمة متناسقة على قدر الإمكان بمساعدة برامج البحث والكمبيوتر، اذ اقوم بالكشف من خلال جذور الكلمات عن كل ما تقرر في القرآن.
.
من المشاكل التي تصادف المترجم للقرآن اننا لا نملك طبعة عربية محققة للقرآن وفقا لمنهج التحقيق العلمي المتبع في كل المخطوطات القديمة عربية كانت أو اجنبية. وهناك كتب باللغة العربية تعرض كيفية تحقيق المخطوطات. ويمكن للقارئ البحث عنها عند الحج جوجل تحت عبارة "تحقيق المخطوطات" https://goo.gl/E57z95. وتحقيق المخطوطات يساعد على اعطاء رؤية صادقة لمضمون المخطوطة بالرجوع إلى ما هو متوفر منها. فالمحقق يقوم أولا بجمع كل المخطوطات المتوفرة من النص الذي يريد ان يحققه، ثم يقارن بينها مشيرا إلى الإختلافات بينها في الهوامش. اما طبعة القرآن التي توفرها لنا السعودية وغيرها من الدول الإسلامية فلا تجد فيها أي اثر لمثل هذا الأمر. كل ما هنالك انهم يشيرون إلى الرواية المتبعة في طبعتهم، ولا يشيرون لما جاء في القراءات الأخرى المتبعة مثلا في المغرب وتونس والسودان الخ. ومن يهمه هذه الإختلافات يمكنه الرجوع للموقع https://goo.gl/BsqQST الذي يستعرض 21 قراءة مختلفة لكل آية، كما يمكنه ان يرجع للكتب المتخصصة مثل
- عمر، أحمد مختار ومكرم، عبد العال سعيد: معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القراء، 6 مجلدات، الطبعة الثالثة، عالم الكتب، القاهرة، 1997
- الخطاب، عبد اللطيف: معجم القراءات، 11 مجلد، دار سعد الدين، دمشق، 2000.
وهذان الكتابان متوفران على الأنتيرنيت.
ومن يملك طبعة السعودية أو طبعة مصر، لا يعرف الفرق بينها وبين طبعة المغرب أو تونس أو السودان. ويظن خطأً ان كل القرائين متشابهة. وهو ليس صحيح البتة.
.
المشكلة الأخرى هو عدم وجود طبعة عربية للقرآن تأخذ بنظام الترقيم الحديث. فليس هناك في النص القرآني لا نقطة ولا فاصلة ولا علامة استفهام ولا علامة تعجب ولا علامة تنصيص الخ. صحيح ان هناك علامات الوقف، وهي علامات جدا معقدة ويصعب قراءتها وفهمها إلا للمتخصصين وتثقل النص القرآني، كما انها لا تفي بحاجة القارئ المتخصص وغير المتخصص. فليس هناك مثلا علامة وقف تشير إلى علامة الإستفهام. ومن المعروف ان المخوطات القديمة عامة كانت خالية من تلك العلامات. ولا تجد أي نص غربي أو عربي (بخلاف القرآن) لا يتضمن مثل تلك العلامات التي دخلت متأخرًا جدًا في اللغة العربية. ويعود الفضل في إدخالها في اللغة العربية إلى أحمد زكي باشا في كتابه «الترقيم وعلامته في اللغة العربية» الذي طبعه بالمطبعة الأميرية في القاهرة عام 1912. ودون علامات الترقيم الحديثة يصبح من الصعب على 99% من قراء القرآن قراءته بصورة سليمة، ناهيك عن فهمه. والمفسرون المعتمدون يجدون هم انفسهم صعوبة بالغة في فهم بعض آيات القرآن (أو كثير منها) بسبب عدم وجود علامات الترقيم. فوضع علامة تعجب بدلا من علامة استفهام، ووضع النقطة الدالة على نهاية الجملية المفيدة في مكان ما يغير في معنى الآية.
ومن الأمثلة الشهيرة في هذا الخصوص الآية 7 من سورة آل عمران التي تقول:
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب.
فمنهم من اعتبر وجود نقطة بعد كلمة والراسخون في العلم، ومنهم من وضع النقطة قبلها. وشتان بين المعنيين.
وحتى اليوم لا توجد أي طبعة عربية رسمية للقرآن تتضمن علامات الترقيم الحديثة بإستثناء طبعتي العربية، وكتاب محمد عابد الجابري في ثلاث مجلدات المعنون فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول.
.
المشكلة الأخرى هو عدم وجود علامات تشير إلى النواقص. فأمام نص ينقصه بعض عناصره لسبب أو لآخر، يقوم المحقق بإضافة علامة [...] ليبين وجود ذلك النقص. ثم يشير في الهوامش إلى كيفية تكميل هذا النص إما من خلال المخطوطات الأخرى المتوفرة، أو من خلال فهمه لمضمون النص. وهو ما اطلق عليه المفسرون الحذف والتقدير. ونشير هنا إلى أن عٌشر آيات القرآن ينقصها بعض عناصرها، مما يجعل فهمها صعبا، إن لم يكن مستحيلا، دون اضافة عناصر لها في التفسير. واكثر التفاسير عناية بهذا الأمر قد يكون تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير. وعند وقوعه على نقص احد عناصر الآية لآسباب مختلفة (وهو عامة خطأ لغوي)، يشير المفسر إلى وجود حذف في النص ويقوم بتقديره. وعامة لا يتفق المفسرون على كيفية تكميل النص القرآني الناقص.
ولا توجد حتى الآن طبعة عربية رسمية للقرآن تتضمن علامة النقص بإستثناء طبعتي العربية للقرآن التي وضعت علامة [...] لأبين وجود ذلك النقص مع تكملته في الهامش، وكتاب محمد عابد الجابري الذي أضاف مباشرة النص الناقص مع بعض التفسير بين قوسين في النص القرآني. وهذا الحل غير موفق لأنه يعتمد فقط على تقديره هو، وليس على تقدير المفسرين المعتمدين. وهو لا يكتفي بإضافة النواقص ولكن يضع تفسير مختصر لها. ولذلك لا يمكن اعتبار طبعة الجابري نصا محققا، بل مفسرا.
.
سوف نعود في مقال قادم إلى مشاكل اخرى في النص القرآني. وإن كانت هذه المشاكل تعقد فهم النص القرآني بالعربية، فما بال المترجم الذي يجب عليه الإعتماد على نص غير محقق. فهو يقوم بتحقيق النص القرآني في مخيلته ثم يقوم بترجمته. فيضيف النقط والفواصل وعلامات التعجب والإستفهام وغيرها كما يفهمها هو، ويضيف من عنده ما هو ناقص في النص القرآني، إما بإستعمال قوسين، أو دون ذلك. وفيما يخص القراءة المختلفة، فهو يتجاهلها تماما.
وقراءة القرآن باللغات الأجنبية اسهل بكثير من قراءة القرآن باللغة العربية لأن المترجم يقوم ضمنيا بتحقيق النص القرآني. ولو ان الهيئات الإسلامية قامت على نشر القرآن بصورة علمية محققة، لساهمت ليس فقط في فهم القرآن بالعربية، ولكن لسهلت على المترجم عمله. فعدم وجود نص عربي محقق، يترك للمترجمين تحقيق النص ضمنيا كل على طريقته. ومن هنا كثرة الإختلافات في ترجمات القرآن. وتصوروا لو ان مترجما لكتب ارسطو أو افلاطون قام بترجمتها على أساس مخطوطة قديمة من القرن الرابع أو الخامس وليس على أساس نص يوناني محقق حديث. ثم طبقوا هذا المثل على نص القرآن الحالي الذي لم يدخل عليه أي تحقيق علمي منذ ان قام المتخصصون بإضافة النقط والحركات على الحروف... وبعد ذلك تحجر عقل المسلمين. فتقوم السعودية بنشر ملايين من نسخ القرآن بالعربية دون أي تحقيق علمي، وهو ما يعتبر استهتارًا بقراء العربية.
.
لهذه الأسباب قمت شخصيا بنشر طبعة عربية للقرآن محققة وفقا للأسلوب العلمي لتحقيق المخطوطات واعتمدت على طبعتي لعمل ترجماتي للقرآن بالفرنسية (الطبعة الثانية) والإنكليزية والإيطالية. وقد وضعت النص القرآني المحقق في عمود مقابل ترجمتي. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ. وكلي امل أن تقوم الهيئات الدينية في الدول العربية والإسلامية باتباع نفس المنهج في طباعة القرآن وترجماته. كما اشيد بالجامعات العربية والإسلامية والغربية باعتماد طبعتي وترجماتي في مناهجها التعليمية.
.
وإلى مقال قادم من وحي ترجماتي للقرآن
ملاحظة: اسمح بنشر التعليقات ولكن لا ارد عليها، تاركا للقراء إبداء رأيهم. وإن لم يتم نشر احد التعليقات من قبل إدارة الحوار المتمدن فهذا ليس بيدي.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



التعديل الأخير تم بواسطة سامي عوض الذيب ; 08-01-2017 الساعة 11:46 AM.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
للقرآن, ترجماتي, وحد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من وحي ترجماتي للقرآن 6: الآيات الناقصة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 2 08-07-2017 07:31 AM
من وحي ترجماتي للقرآن 5: الببغاوات سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 0 08-05-2017 01:01 AM
من وحي ترجماتي للقرآن 3 سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 8 08-01-2017 05:57 PM
من وحي ترجماتي للقرآن 2 سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 0 07-23-2017 06:52 AM
من وحي ترجماتي للقرآن 1 سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 2 07-20-2017 06:27 PM