شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-26-2019, 02:34 PM قوس قزح غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
قوس قزح
عضو جديد
 

قوس قزح is on a distinguished road
Icon15 الرسول في القرآن

إن من أول الأشياء التي نلاحظها هي أن القرآن يتناول الرسول صلى الله عليه وسلم بالانتقاد والتقويم في أكثر من موقع، وهو أمر مُستغرب، لأنه لو كان محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم هو من اخترع القرآن فإننا نتوقع بأن تكون لغة هذا الكتاب لا تحتوي سوى على المديح والإطراء لشخص الرسول. تخيل أنك نبي نصّاب، ألن تبذل كل ما في وسعكَ لتُجمل صورتكَ أمام أتباعك وأعدائك على حد السواء؟ فآخر ما تتمناه هو أن يجدوا عليكَ نقيصة أو عيبًا يزدرونك بها! لكن من المفاجئ جدًا أن القرآن في مواضع عديدة يعاتب الرسول بكلمات لا مجاملة فيها...

اقرؤوا معي هذا العتاب للرسول صلى الله عليه وسلم على أن لا يخشى الناس وأن يخشى الله فقط، وينقاد لأمره الذي كان كارهًا له في قرارة نفسه: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) (الأحزاب 37). إنها آية في القرآن الذي يُتلى كل يوم خمس مرات أو أكثر، وفيها نشعر بمشقة بداخل الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب أمر ما ورغبته في إخفائه رغم أن الله أظهره، ويعاتبه الله على ذلك ويقول له بأن خشية الله أولى من خشية الناس!

ضع نفسك مكان الرسول وتخيل بأنك في نفس الموقف وبأن هذه الآية تتحدث عنك، ألن تجد في نفسك حرجًا كبيرًا من إذاعتها؟ خصوصًا لو كنت نبيا كذَّبه الكثيرون، ولديه من الأعداء المتربصين الذين ينتظرون أي شيء ولو صغيرا ليمسكوه عليه سخرية وتهكمًا، لكن الرسول أذاع هذه الآية أمام الناس، وهو يعرف أن أعداءه لن يتركوها تمر، وهو ما حصل فعلًا ولازال يحصل ليومنا، فلم فعل ذلك لو كان حقًا كاذبًا؟!

تخيَّل أنكَ قمت بفعل وبختكَ عليه أمك، ولديكَ أتباع يحترمونك ويحبونك، وتخيل أنه قد طُلب منكَ لا أن تُخبر أتباعك بفعلك وحسب، بل أن تذيع عليهم توبيخها وكلماتها الناصحة الرادعة، فهل يُمكنكَ فعل ذلك؟ أو تخيل لو وبخك مدير لك أمام جميع زملاء العمل، فكيف سيكون شعورك وقتها؟ ألن تتمنى أن تدخل رأسك في التراب؟ إن الرسول لم يعلن هذه الآية أمام أتباعه ومحبيه فقط بل أمام أعدائه المتلهفين لتصدي زلاته أيضا، فكيف سيكون شعوره وهم يتلقفون هفواته؟ وينتظرون أي شيء ولو صغيرًا ينتقدوه به؟ هذا ما نجده تمامًا في هذه الآية التي يقوِّم فيها القرآن الرسول في فعل من أفعاله ويلومه عليه: (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ * وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ * وَهُوَ يَخْشَىٰ * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ) (عبس 1-10).

الرسول كان يعلّم أصحابه أن الله ليس كمثله شيء، ولا كمثل عظمته شيء، وأنه فوق كل شيء، وخالق كل شيء، وأن الذم منه سبحانه سيكون أسوأ شيء... دومًا لو سمع الإنسان ذما من شخص ما فإنه يحاول استنقاصه، فيدعي بأن الذام لا قيمة لكلامه ولا وزن له وأنه سفيه أو أنه حاقد أو أو أو... لكن الرسول لا يتلقى العتاب من البشر، ولا من أناس يحتقرهم، بل من رب يمجده ويقدسه كما لا يقدس شيء... فعتابه سيكون الأصعب. إن مدحنا شخص لا نهتم به فقد نطوي ذلك الخبر، لكن لو مدحنا من نحب ونقدره فسننشر الخبر في الآفاق ونطير فرحًا... أقدر موقف الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وصدقه حيث كان يبلغ القرآن كما هو سواء كان عتابًا أو مدحا أو أيًا كان! آيات العتاب قد تكون ثقيلة وقاسية على قلبه، قد يكون تبليغها مستثقلا، لكنها على الأقل تدلنا على صدقه.

وكما نجد آيات فيها نقد أو عتاب، نرى آيات عديدة أخرى في القرآن تخطئ الرسول في أمر فعله أو رآه، أو تأمره بأمر لا يرغب به: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (التحريم 1).

والآيات السابقة بالذات جديرة بالملاحظة، فالعرب كانوا ولا يزالون مجتمعًا ذكوري الطباع، قد يعتز الرجل منهم بفحولته وجبروته على نساءه، ولم يكونوا يعاملون المرأة معاملة كريمة، فأن تنزل آية تتحدث عن تفاصيل حياة الرسول الشخصية مع زوجاته، وتظهره بمظهر رقيق في تعامله معهن، درجة أن يُحرّم على نفسه شيئًا من أجل إرضائهن، أن تنزل مثل هذه الآية قد يُعتبر عيبًا ونقيصة من وجهة النظر العربية الذكورية الطبع، فالعقلية العربية في ذلك الوقت قد تنظر للأمر وكأنه ضعف من الرسول! واسألوا رجال العرب السؤال التالي: لو تنازلت عن شيء ما من أجل إرضاء زوجتك، فوجدت أن خبرًا نزل في الجريدة بعد غد يظهر ما فعلته معها على الملأ، ألن تشعر بالحرج؟ وبأن رجولتك قد نقص منها شيء؟ وبأنك ظهرت بمظهر الضعيف الكسير أمام الناس؟ الكثير من رجال العرب سيجيبون بنعم ودون تردد... (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (التحريم 3). لكن الرسول كريم النفس والخلق لين الطبع.. قد رباه القرآن فليست عنده جاهلية العرب وذكوريتهم المقيتة.

وقد يخطئ الرسول في حكم ما، فيحسن الظن بشخص لا يستحق، أو يعجب به: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) (المنافقون 4). هناك أناس تراهم فتعجبك أشكالهم وأجسامهم، وقد تنبهر بكلامهم فتجد آذانك تصغي لهم، لكن القرآن ينبه إلى أنهم هباء وعلينا أن لا نغتر بمظهرهم المزيف... (عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة 43).

أو يدافع عن مجرم حاول تضليله فاعتقده بريئًا: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) (النساء 105-107).

وهكذا نجد بأن الرسول في القرآن بشر، لم يدَّع يومًا بأنَّه معصوم لا يخطئ: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف 110).

ليس له من الأمر شيء: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران 128). "ليس لك -أيها الرسول- من أمر العباد شيء، بل الأمر كله لله تعالى وحده لا شريك له، ولعل بعض هؤلاء الذين قاتلوك تنشرح صدورهم للإسلام فيسلموا، فيتوب الله عليهم. ومن بقي على كفره يعذبه الله في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه وبغيه." (التفسير الميسر).

اختيار الله هو الغالب وليس للرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر شيء، رغم أنه النبي المختار لتبليغ هذا الدين، فقد يختار شيئًا وتكون المصلحة في غيره. فلو كان القرآن من تأليف محمد فلماذا ينفي عن نفسه الفضل؟ ولماذا يقول عن نفسه بأنها ليس لها من الأمر شيء؟ ماذا يستفيد الإنسان من اختراع دين مزيف، ثم بعد كل ذلك يقول لمتبعيه ليس لي من الأمر شيء؟!

بل إن كلمات القرآن ورسالة الإسلام وتوجيهاته موجهة له كما هي موجهة لغيره، تقوِّم سلوكه، تأمره وتنهاه وتعاتبه، مثله مثل غيره لا فرق:

(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر 65).

(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة 49)

وأحيانًا يخيَّر الرسول بين أمرين فنجد أنه بطبعه الرحيم يختار أكثر الأمور رحمة وأقلها جفاء وقربا من قومه وخصومه، لكي يحاول استجلابهم وإبعاد أي شبه يمكن أن تثار حول الدين، لكن القرآن كثيرًا ما يأتيه بالرأي القوي السليم فيقومه للفعل الأصوب من الوجهة النظر القرآنية، وإن كان هذا الفعل قد لا يرضي الناس أو يستجلبهم للدين الجديد... هكذا أحب من أحب وكره من كره، كفر من كفر وآمن من آمن... فالقرآن لا يأبه برأي الناس، ولا يتنازل عن مبادئه من أجل إرضاءهم أو استجلابهم للدين الجديد:

(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة 113)

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) (الأحزاب 1)

(وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة 84)

وسنفصل أكثر في هذه النقطة بالذات لاحقًا.

وأحيانًا نلمس في القرآن جزءًا من الحالة النفسية للرسول صلى الله عليه وسلم، وافتراض ضيقه بهذا القرآن الذي يوحى إليه، بسبب أقوال الكافرين واستهزائهم ومشقة تبليغهم به، فقد يضيق صدر الرسول بطبيعته البشرية المحضة التي تتأثر بكلام الناس ويحزنها وتخشاه... فيأتيه العتاب ويأتيه التقويم:

(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (هود 12)

(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (الأنعام 34-35)

لا يوجد تفسير منطقي لإيراد الرسول لهذه الآيات في قرآن يتلوه الناس كل يوم، إلا لو طرحنا على سبيل الجدل الافتراض التالي: وهو بأن الرسول فطِن وبارع بالتمثيل، فذكر تلك الآيات كحيلة يُثبت بها صدقه، وهو احتمال أعتقد أنه يكاد لا يوجد من يُفكر به، والنفس البشرية بطبعها تأباه ولا تملك من القوة النفسية أن تُطيقه، فلا أحد يتحمل انتقاد نفسه وذكر أخطائه على الملأ، لكن لنعتبر بأنه حقًا تمثيل بارع من طرف الرسول، ليجعل الناس لا تشك في صدقه! لكن هل رأيتم نبيًا مزيفًا يدّعي بأنه مُرسل من الله، ثم يتحدث عن احتمالية وجود الشك في قلبه بخصوص رسالته التي يزعم بأنها سماوية؟ إنه احتمال غير وارد، ففعله ذلك سيعرضه للتشكيك والمساءلة من قِبل أتباعه قبل أعداءه: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (يونس 94). إن أسلوب القرآن في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه لا يكون منطقيًا لو افترضنا كذب محمد. إنَّه من الغريب بل من الصعب أن نجمع بين كونه كاذبًا محتالًا وبين هذه الآيات التي لا تبدر من شخص نصَّاب، إن الكذب والاحتيال حرفة يتقنها من يقوم بها، حيث يحرص كل الحرص على تفادي أي شيء صغيرًا أو كبيرًا يوقع به وبرسالته.

وأيضا القرآن يعامل الرسول تماما كما يعامل أي شخص آخر، بمعنى أن الرسول ليست لديه واسطة لأنه قريب من لله، وكأن القرآن يقول له: "ليس لأنك الرسول فلك معاملة خاصة". القرآن ليست لديه طبقية أو تفرقة فيعامل فئة دون فئة معاملة خاصة، بالرغم من أن القرآن نزل ببيئة قبلية من الطبيعي فيها الانتصار للعشيرة أو للأشخاص، لكن القرآن يقرر بأن كل البشر جميعًا سواسية أمام ربهم، بما في ذلك الرسول نفسه...

تأملوا هذه الآيات: (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا * وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) (اﻹسراء 73-76). واضح من هذه الآيات وغيرها أن موقف الرسول صعب وشاق بسبب إنكار قومه واستهجانهم، يوشك أن يفتن ليفتري على الله ليعدل موقفه الصعب ويراضيهم، نرى هنا أن نفسية الرسول فيها ما فيها من الضعف البشري أمام قوة ثقافة قومه المهيمنة واستهزائهم... فكاد أن يفتن... لكن يأتيه التهديد من القرآن: سنذيقك بالعذاب لو ركنت للمشركين أو افتريت كلامًا من عند نفسك! تهديد مخيف... ولا أدري كيف كان يحس أعداء الرسول وهم يسمعون الآيات وهي تصرح أن الرسول كاد يركن إليهم؟ أتراهم شعروا بنشوة انتصار ولو جزئي؟ انتصار بأن ضغطهم كان له تأثير قاس، فكادت الهزيمة النفسية أن يتسرب بعضها إلى نفس الرسول؟ لقد كان الرسول يتعرض لمواقف استهزاء من أعدائه، ولعله ببشريته كان يمقت أن يروه بموقف ضعف، فما كان شعوره يا ترى وهذه الآيات تبث ذلك فيعرف العدو قبل الصديق بضعفه؟ هل فرح أبو جهل بهذه الآية؟ لست أدري! ما أعرف بأن هذه الآية بطريقة أو بأخرى، رغم شدتها، ستظل شاهدة على صدق هذا البشر الإنسان... هذا الرسول الكريم فعليه أفضل الصلاة والتسليم من رب العالمين.

إن من يقرأ آيات القرآن لا بد وأن يشعر بفرق بين شخصية الآيات التي تحمل قوة مهولة جبارة وعدم عبئها المطلق بالكفار، وشخصية الرسول البشرية بكل ضعفها حتى كادت أن تركن! أن تفتن! أن تفتري غير القرآن لترضيهم! كي لا تخجل منهم أو يستهزأ بها!

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (الأحزاب 1-2)

(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (آل عمران 161)

حتى لو كان نبيًا فإنه سيأتي بأوزاره يوم القيامة مثله مثل غيره.

(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر 65)

(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (الحاقة 43-48) لا أحد ينفعه لو افترى كلامًا من عنده.



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2019, 01:13 AM سقراط21 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
سقراط21
عضو نشيط
 

سقراط21 is on a distinguished road
افتراضي

لا ادري تماما ماذا تحاول ابصاله بهذا الكلام المطول لكن يظهر كأن معناك ان القرآن ليس بكلام محمد و هنا اثبات ان فيه من ساعده على الكتابة و اذا معناك انه ليس بكلام بشر و وحي فهنا انت تثبت ان القرآن كلام الشيطان فهذا الدين كان سببا في القتل و السبي و العبودية و التخلف لعصور هذف هذا الدين الغنائم و النساء و السلطة



  رد مع اقتباس
قديم 10-30-2019, 04:39 PM ملة إبراهيم غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
ملة إبراهيم
عضو برونزي
 

ملة إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي

موضوع في الصميم ولن يستوعب فكرته إلا من قام بالمقارنة بين شخصية محمد في القرآن وما نسب له بعد وفاته حيث سعى أتباعه لتصويره كشخص معصوم عن الخطأ



  رد مع اقتباس
قديم 11-06-2019, 10:43 AM رمضان مطاوع غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
رمضان مطاوع
عضو ذهبي
الصورة الرمزية رمضان مطاوع
 

رمضان مطاوع will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملة إبراهيم مشاهدة المشاركة
موضوع في الصميم ولن يستوعب فكرته إلا من قام بالمقارنة بين شخصية محمد في القرآن وما نسب له بعد وفاته حيث سعى أتباعه لتصويره كشخص معصوم عن الخطأ
وإن لم يكن النبي محمد ص معصوم .. فمن ؟!



:: توقيعي :::
رسالتي في الحياة
الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
( جرأة في الحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - احترام للرأي الآخر )
  رد مع اقتباس
قديم 11-16-2019, 04:17 AM   رقم الموضوع : [5]
حنا
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوس قزح مشاهدة المشاركة
إن من أول الأشياء التي نلاحظها هي أن القرآن يتناول الرسول صلى الله عليه وسلم بالانتقاد والتقويم في أكثر من موقع، وهو أمر مُستغرب، لأنه لو كان محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم هو من اخترع القرآن فإننا نتوقع بأن تكون لغة هذا الكتاب لا تحتوي سوى على المديح والإطراء لشخص الرسول. تخيل أنك نبي نصّاب، ألن تبذل كل ما في وسعكَ لتُجمل صورتكَ أمام أتباعك وأعدائك على حد السواء؟ فآخر ما تتمناه هو أن يجدوا عليكَ نقيصة أو عيبًا يزدرونك بها! لكن من المفاجئ جدًا أن القرآن في مواضع عديدة يعاتب الرسول بكلمات لا مجاملة فيها...
هذه خلجات النفس والعودة الى الوراء لتصحيح اخطاء وزلات وهي مقروءة في الكثير من الكتابات والادبيات اذ يلوم الكاتب نفسه ويعاتبها .

ولكن ماذا عن " الدلع " الذي كان يتمتع به محمد ؟

او مغامراته العاطفية في القران ؟

او عن القران البشري قد " وحد " محمد بربه وصار الاثنان لا ينفصلان عن بعضهما اذ نقرا في القران عشرات المرات عبارة ( الله ورسوله ) كقوله :

{ الله ورسوله احق ان يرضوه }

والاولى ان يقول " يرضوهما " ولكنه " وحد " الضمير .. لان محمد وربه واحد !

وماذا عن تحليل القران لجميع انواع النجاسات الجنسيه من المتعه وملكات اليمين والمتعه مقابل اجر وتعدد الزوجات خصوصا لمحمد بلا حصر على عكس المسلمين ..

او الغزو والنهب والسلب والاتجار بالبشر بحجة الكفر والتكفير وتحليل الرشوة واخذ الفلوس مقابل الرقيه بالقران .. الخ التي جمع محمد واتباعه من خلالها الكنوز عدا عن تجاره العبيد؟!

او دفع الفلوس للناس ليدخلوا في دينه ؟

وماذا عن الاساطير والخرافات التي نقلها محمد الى قرانه والاشعار الجاهليه والموجوده في كتب الاساطير والخرافات والاشعار ؟!

لماذا تغاضيت عن كل هذا ؟!

ومن ناحيه اخرى لماذا لا تطبق هذا المنطق على الكتاب المقدس الذي يذكر خطايا جميع الانبياء وزلاتهم وعقوباتهم وتوبيخ الله لهم وكيف كان الله يعاقب شعبه بالقتل والاباده والمجاعه والسبي حينما يرتدوا عن وصاياه او توبيخه لهم بنصوص عديده ؟!

لو كان الكتاب المقدس من تاليف البشر ومحرف كما تدعون بالكذب لماذا لم يجمل اليهود انفسهم فيه وينفوا عن انفسهم النجاسات والجرائم التي كانوا يمارسونها وعقوبات الله لهم وخطايا انبيائهم وعقوباتهم وتوبيخ الله لهم ويجعلوا من انبيائهم وانفسهم الهه معصومين ... الخ .. !

اقتباس:
(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (الحاقة 43-48)
وهذا ما حدث مع محمد بالضبط والذي يثبت انه نبي كذاب وتعامل الله معه من منطق من فمك ادينك ايها العبد الشرير .. اذ قام بتنفيذ هذا الحكم عليه الذي حدده محمد ( متفاخراً بنفسه ) بأنه لا يكذب وبأن ربه قد حذره من ذلك.. فأهلك محمد بذات ما نطق به كلامه .. اذ مات محمد مقتول بعد ان تسمم .. وسمته امرأة لأنه قد قتل أخوها وأبوها وعمها.. فارادت امتحان نبوته.. فلو كان نبياً لما كان سيموت بالسم.. ولو كان كذاباً .. لمات واراحهم الله منه ومن شره..!!! وفعلاً قد مات بسبب تلك الاكلة .. وباعترافه ان تلك الاكلة وسمها قد أثر عليه عام بعد عام .. الى ان أنقطع وتين قلبه وأبهره كما حدد بنفسه في قرانه .



  رد مع اقتباس
قديم 11-16-2019, 05:47 PM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوس قزح مشاهدة المشاركة
(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (الحاقة 43-48) لا أحد ينفعه لو افترى كلامًا من عنده.
يبدو ان ربك فعلا قطع الوتين من ميدو
وقال الزهري عن جابر: واحتجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبَقِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين، حتى كان وجعه الذي توفِّي منه، فقال: (ما زلتُ أجد من الأكلة التي أكلتُ من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري)، فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدًا.

وللايضاح فالوتين والابهر لهما نفس المعنى
ماذا تستنتج من هذه القصة؟
شيئين مهمين فعلا:
01- الله فعلا قكع وتين محمد لان محمد تقول عليه (مثلا احل لنفسه نكاح كل المسلمات بدون زواج ان رغبت في ذلك) وامثلة اخرى عديدة
02- زينب بنت الحارث كانت على حق، حيث انها سممت الرسول كاختبار لنبوؤته، فقتلته ومنه فانه ليس بنبي

يعني انت كمسلم امامك ثلاثة حلول
01- تقتنع أن محمد كان فعلا نبي لكن الله عاقبه بعد ان تقول عليه فسلط عليه سم اليهودية
02- تقتنع ان محمد ليس نبي وأن اليهودية محقة
03- تخبي راسك تحت الارض وتفَرطِطْ كالديك الغبي لان دينك كل يوم ياكل علقة



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الرسول, القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع