شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 04-15-2020, 10:58 AM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي لماذا لا ينشر المسلمون القرآن بالتسلسل التاريخي؟

جلست يوما بين الشيخ يوسف ابرام (الشيخ السابق لجامع جنيف) والسيد حافظ وارديري (الناطق الرسمي السابق لجامع جنيف). وكان ذلك خلال مؤتمر عقد في جامعة قريبوغ السويسرية. فطلبا شراء ترجمتي الفرنسية للقرآن. فترددت قليلا وقلت لهما بأن ترجمتي هذه لا ترضيهما لأنها تختلف عن الترجمات الأخرى اذ تم ترتيب سور المصحف وفقا للتسلسل التاريخي للنزول. فقالا لي بأن ما فعلته هو عين الصواب وهكذا يجب ان يترجم وينشر القرآن لأن ذلك ساعد على فهم أفضل للقرآن. فاستغربت من جوابهمها وسألتهما: لماذا إذن لا يقوم المسلمون ينشر القرآن بالتسلسل التاريخي؟ فقالا: نحن لا نجرؤ على المساس بالنص القرآني، وهم سعيدون ان يقوم كافر مثلي بعمل ما لا يقدروا على عمله ... وضحكا وضحكت معهما.
ما هي إذن قصة ترجمة القرآن بالتسلسل التاريخي وما هي أهدافها؟


ترجماتي وطبعتي العربية للقرآن بالتسبلسل التاريخي
--------------------------------
في عام 1977 ذهبت إلى مصر لأعمل ابحاثي للدكتوراه عن وضع غير المسلمين في مصر. والتقيت هناك بقرابة 40 مفكر مصري، من بينهم المرحوم الدكتور محمد احمد خلف الله، صاحب كتاب الفن القصصي في القرآن وكتب أخرى حول القرآن، وسألته كيف يمكن فهم القرآن؟ فقال لي بأنه يجب قراءة القرآن بالتسلسل التاريخي وأشار إلى مقال كان قد كتبه وصدر في كتاب له عنوانه دراسات في النظم والتشريعات الإسلامية ويشرح فيه صعوبة فهم القرآن بصورته الحالية وطالبا نشره بالتسلسل التاريخي. ولكن مقاله لاقى انتقادات شديدة.

عدت إلى سويسرا وبحثت عن القرآن بالتسلسل التاريخي على الأقل باللغة الفرنسية ووجدت ترجمة الطبعة الأولى للترجمة الفرنسية للمستشرق بلاشير التي صدرت عامي 1949 و1950 حيث رتب صور القرآن وفقا لاجتهاده الذاتي ولكنه عدل عن هذا الترتيب في طبعة عام 1957 والطبعات اللاحقة دون إعطاء السبب. وبما ان اكثر كتاباتي بالفرنسية وعلي مراقبة ما هو متوفر من ترجمات قبل ذكرها قررت ان أقوم بترجمتي الخاصة بالتسلسل التاريخي متبعا ما اقترحه الأزهر... وهو ما سنتكلم عنه لاحقا. وقد صدرت فعلا ترجمتي عام 2008 بعدما اهريت حذائي وأنا ابحث عن ناشر لها لأن الناشرين الغربيين لا يتسموا بالشجاعة. فهمهم جمع المال ولا يريدون مشاكل. نشر القرآن بالتسلسل التاريخي خلافا لما هو متبع في الترجمات الأخرى يعتبر مغامرة لا يريدون خوضها. وقد رفض 40 ناشر فرنسي وسويسري وبلجيكي نشر ترجمتي حتى وقعت بعد جهد جهيد على ناشر صغير في سويسرا قبل نشرها. وهذه هي الترجمة الفرنسية الوحيدة المتوفرة اليوم بالنسلسل التاريخي ومعها نص القرآن باللغة العربية. وقمت بعد ذلك بأعداد ترجمة إيطالية وانكليزية
وبعد الانتهاء من ترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن، اتصل بي رجل دين مسيحي عربي وقال لي: «لقد ترجمت القرآن إلى الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، ولكن ماذا قدمت لنا نحن العرب؟» فاستغربت سؤاله وطلبت منه توضيح هدفه. فأجاب بأنه ينتظر مني طبعة عربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مشابهة للترجمات الثلاث. فرددت عليه بأن القرآن مطبوع بالعربية ويمكن لأي عربي أن يقوم بترتيبه وإضافة الهوامش له. فقال بأن ذلك مستحيل في الدول العربية، وأني أملك معلومات غير متوفرة بسهولة في تلك الدول، ولي خبرة في هذا المجال؛ ولذلك كان لزامًا علي القيام بهذه المهمة. وبعد نقاش طويل رضخت لطلبه وبدأت بالإعداد لهذه الطبعة.
وتجدون هنا روابط ترجماتي وطبعتي العربية للقرآن وكتبي الأخرى بلغات مختلفة: https://www.sami-aldeeb.com/livres-books/

ميزات هذه الترجمات والطبعة العربية بالنسبة للطبعة السعودية وغيرها
--------------------------------------
تتسم هذه الترجمات والطبعة بالميزات التالية التي لا تجدها إلا جزئيا جدا في أي طبعة عربية للقرآن أو الترجمات الغربية المتوفرة:
- تقسم القرآن إلى قسمين. الجزء الأول بعنوان "القرآن المكي" ويتضمن 86 سورة يعتبرها المسلمون "نزلت" في الزمن المكي ما بين 610 و622، اي قبل الهجرة. والجزء الثاني بعنوان "القرآن المدني" ويتضمن 28 سورة يعتبرها المسلمون "نزلت" في الزمن المدني ما بين 622 و632، اي بعد الهجرة. كمت تشير إلى الآيات المدنية التي أقحمت على 35 سورة من السور المكية.
- ترتب سور القرآن وفقًا للتسلسل التاريخي في الجزأين المذكورين. وهذا يبين كيف أن محتوى القرآن قد تطور من نص أخلاقي إلى نص حربي، عنيف، يسن على التمييز ضد المرأة وغير المسلمين. وهذا التطور غير واضح البتة في الطبعة المعتادة للقرآن التي ترتب السور بصوة تقريبًا تنازلية وفقًا لطولها.
- تعطي نص القرآن في ثلاثة أعمدة متوازية وفقًا للرسم الإملائي الحديث والرسم العثماني المعتاد والرسم الكوفي كما يظهر في معظم المخطوطات القديمة للقرآن، من دون نقاط ودون تشكيل. والرسم الكوفي يبين صعوبة قراءة القرآن، مما أدى إلى قراءات مختلفة كثيرة. والرسم الحديث يبين الفرق مع الرسم العثماني في كثير من كلمات القرآن التي يصعب على البعض قراءتها.
- تدخل في النص العربي للقرآن علامات الترقيم الحديثة: النقطة، الفاصلة، علامة الاستفهام، الخ ... فالطبعة المعتادة للقرآن لا تحتوي على هذه العلامات، الأمر الذي يجعل القراءة شاقة. فالقراء لا يعرفون أين تبدأ الجملة أو أين تنتهي، خاصة ان أرقام الآيات لا تدل دائمًا على انتهاء الجملة، وكثير من الآيات تتضمن أكثر من جملة، تصل إلى 18 جملة في الآية 87-2: 282 التي هي أطول آية في القرآن.
- تشير إلى الثغرات وتفكك النص عن طريق إدخال العلامتين التاليتين: [...] للثغرات، و[---] للتفكك. أعني بالتفكك غياب الروابط بين عبارات القرآن. ظاهرة الثغرات وتفكك النص، وهي كثيرة جدًا، تبين أن نص القرآن خضع للتلاعب قبل أن يصل إلينا في شكله الحالي. وتذكر المصادر السنية والشيعية أن أكثر من نصف القرآن قد اختفى ("بمشيئة إلهية"، وفقًا لتلك المصادر). كما انها اعتمدت الإشارة ~ للدلالة على ما يسمى بالتذييل، أي ما أضيف من كلمات أو عبارات إلى الآيات للحفاظ على السجع، أو ما يسمى بالفاصلة، لا علاقة لها في كثير من الأحيان مع مضمون الآية، فتدخل في مفهوم اللغو، أو الحشو.
- تعطي مصادر القرآن اليهودية والمسيحية وغيرها. فما يقرب من 80% من القرآن مأخوذ من مصادر معروفة لنا. والقرآن هو أكبر عملية سرقة أدبية في التاريخ، ينسبها مؤلف القرآن لله مباشرة.
- تذكر القراءات السنية والشيعية المختلفة في القرآن. فأكثر من نصف آيات القرآن دخلت عليه اختلافات، وعدد كبير من كلماته قرئت بطرق مختلفة، تصل في بعضها إلى أكثر من عشر اختلافات، من قِبَل علماء المسلمين، أو حتى من قِبَل محمد ذاته. الأمر الذي يؤدي إلى معانٍ مختلفة.
- تشير إلى الآيات القرآنية المنسوخة والآيات الناسخة وفقًا لمصادر المسلمين. وهكذا نرى أن قرابة جميع الآيات المتسامحة في القرآن تعتبر منسوخة بآيات قرآنية أخرى، وفقًا لهذه المصادر الإسلامية.
- تعطي معاني الكلمات التي أشكل فهمها، حتى بالنسبة لعلماء التفسير المشهورين.
- تشير الطبعة العربية إلى أسباب النزول السنية والشيعية، أي الظروف التي أحاطت نزول الآيات. وهذا يساعد على فهم معنى هذه الآيات التي هي في كثير من الأحيان مقتضبة ومفككة الأوصال.
- تشير الطبعة العربية في الهوامش إلى أكثر من 2500 من الأخطاء اللغوية والإنشائية بصورها المختلفة التي تتضمنها آيات القرآن.
- تتضمن في نهايتها فهرسًا لجميع الأعلام وأهم المفاهيم في القرآن لتسهيل عملية البحث.
وفي بداية طبعتي العربية للقرآن مقدمة من قرابة 70 صفحة لتوضيح معنى كل من هذه النقاط. وسوف أتكلم هنا فقط عن نقطتين: ما معنى التسلسل التاريخي للقرآن وكيف يمكن استعماله كوسيلة لعلاج المجتمع الإسلامي.

الترتيب الحالي للقرآن
--------------
يرتب مصحف عثمان المتداول السور وفقًا لطولها مع استثناءات كثيرة. ويعتقد بعض الكتاب المسلمين أن هذا الترتيب هو توقيفي، أي أن النبي محمد أقره بتعليم من الملاك جبريل. ولكن الرأي السائد يفرق بين ترتيب الآيات داخل السور وترتيب السور. فترتيب الآيات توقيفي بينما يرى جمهور العلماء أن ترتيب السور اتفاقي، على ما يقول السيوطي.
ولا نعرف الأسباب وراء الترتيب الحالي للقرآن. وقد يكون أحد أسباب وضع السور المدنية الطويلة ذات الطابع القانوني في بداية القرآن بعد الفاتحة حاجة الدولة الإسلامية لها لتسيير شؤونها. هذا وتشير المصادر الإسلامية إلى أن بعض الصحابة كانوا يمتلكون مصاحف ذات ترتيب مختلف عن الترتيب الحالي، وأن الإمام علي كان يمتلك مصحفًا مرتبًا وفقًا للتسلسل التاريخي، ولكن لا نعرف مصيره بالتحديد. ويذكر ابن النديم (توفى عام 995) في الفهرست: «رأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفًا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف». ولكن للأسف فقدت صفحات الفهرست التي تتكلم عن ترتيب السور. غير أننا نجد هذا الترتيب في تاريخ اليعقوبي (توفي عام 897). وهذا يعني ان الترتيب الحالي للقرآن لم يكن متفقًا عليه في القرون الأولى من الإسلام. ولا يمكن تفسير وجود مثل هذه المصاحف المختلفة لو أن الترتيب الحالي للسور كان توقيفيًا وليس اتفاقيًا.
ورغم إقرار رجال الدين والفقهاء المسلمين بأهمية التفريق بين المكي والمدني، إلا أنه ليست هناك طبعة للقرآن باللغة العربية مرتبة وفقًا للتسلسل التاريخي، علمًا بأن بعض المؤلفين في عصرنا قد اقترحوا القيام بهذا العمل لتسهيل فهم القرآن، نذكر منهم على سبيل المثال محمد أحمد خلف الله (توفي عام 1991) ونصر حامد أبو زيد (توفي عام 2010).
.
التسلسل التاريخي الذي اتبعته
-------------------
اتبعنا في طبعتنا الترتيب الذي يحوز على قبول واسع بين المسلمين وهو الذي اقترحته لجنة الأزهر التي أعدت مصحف الملك فؤاد المطبوع في مصر عام 1923 (ويمكن تحميله من هنا https://goo.gl/OEnCDS. ورؤيته هنا http://goo.gl/Uwl3Tw). وقد أشارت إلى هذا الترتيب طبعات وترجمات كثيرة للقرآن، من بينها تلك التي أصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ويذكر مصحف الملك فؤاد تحت اسم السورة إن كانت مكية أم مدنية، ورقمها بالتسلسل التاريخي. ووفقًا لهذا المصحف، هناك 86 سورة مكية (أي نزلت قبل الهجرة) و28 سورة مدنية نزلت بعد الهجرة. إلا أن 35 سورة مكية تتضمن آيات مدنية نزلت بعد الهجرة أشار إليها المصحف المذكور. ونحن لم نقم بتغيير ترتيب تلك الآيات ضمن تلك السور ولكن أشرنا إليها بحرف هـ، بينما أشرنا إلى الآيات المكية بحرف م. وحسب علمنا لم تنشر تلك اللجنة الاعتبارات التي اعتمدت عليها في تصنيف السور والآيات. وللتوضيح، نشير هنا إلى أن القسم المكي في طبعتنا هذه هو ما جاء قبل الهجرة، والقسم الهجري (المدني) هو ما جاء بعد الهجرة. فالعبرة في الزمان وليست في المكان.
.
اعتراضات على التسلسل التاريخي للقرآن
---------------------------
يرفض بعض الباحثين الغربيين تقسيم القرآن إلى مكي ومدني. وهم يعتبرون ان قرآن مكة ليس مسالمًا ويحمل في طياته بذور العنف والتمييز بين المسلم وغير المسلم. ويعطون مثالًا على ذلك سورة الفاتحة التي تقول: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ». فوفقًا للغالية العظمى من المصادر السنية والشيعية، تشير عبارة «الذين أنعمت عليهم» إلى المسلمين، وعبارة «المغضوب عليهم» إلى اليهود، وعبارة «الضالين» إلى النصارى. وهذه المصادر تعتمد على حديث ينسب للنبي محمد وعلى آيات قرآنية. وهذا بطبيعة الحال تحريض على البغض تجاه النصارى واليهود. وهناك آيات مكية كثيرة تفرق بين المسلمين والكافرين. وهو تفريق بغيض لا يمكن على أساسه إنشاء مجتمع المواطنة المبني على المساواة مهما كانت ديانة الأفراد. وهذا الاحتجاج مشروع. فالقرآن المكي ليس كله مسالمًا. ولا بد من تنقيته من الشوائب.
ولكن الاعتراض الأكثر أهمية يتعلق فيما إذا كان هناك فعلًا قرآن نزل في مكة وقرآن نزل في المدينة. فهذا التقسيم يعني ان هذا النص مرتبط بشخصية محمد ومرحلتي حياته في مكة قبل الهجرة (والتي يمكن وصفها نوعا ما بالمسالمة وذات طابع أخلاقي) وحياته بعد الهجرة في المدينة (والتي يمكن وصفها بالعنيفة وذات طابع تشريعي)، ولِذا لا بد ان يعكس القرآن التحولات التي عاشها في المرحلتين. وهذا يعني أيضًا وجود وحدة في النص القرآني. ولكن هناك شك في ذلك. فقد يكون القرآن مجرد تجميع قصاصات يشوبها التكرار مرارًا من أوساط وعصور مختلفة لا يجمع بينها إلا عنوان الكتاب تم التأليف بينها لتعكس وحدة كتابية ولكن دون نجاح. فالسور تختلف اختلافًا شاسعًا بين بعضها البعض فيما يخص الإنشاء والمضمون، وهذا الاختلاف بائن حتى ضمن السورة الواحدة. وليس هناك دلائل قطعية تؤكد بأن سورة أو آية معينة تنتمي إلى المرحلة المكية أو المرحلة المدنية، وهو أمر يعترف به الفقهاء المسلمون ذاتهم.
أضف إلى ذلك أن هناك من يشك في الرقعة الجغرافية التي يرتبط بها القرآن (أي الحجاز)، لا بل في وجود محمد ذاته كشخصية تاريخية. فقد يكون النص القرآني منتوج منطقة الشام لأن المخطوطات المتوفرة من القرآن كتبت بالخط العربي السائد في تلك المنطقة بينما الخط السائد في الحجاز هو خط المسند، كما تبينه النقوش التي اكتشفت هناك، وليس لدينا أي مخطوط قرآني بذاك الخط. كما انه ليست هناك دلائل على أن مكة كانت مدينة تجارية كما تصورها المصادر الإسلامية في القرن السابع. ومحمد ذاته قد يكون شخصية مختلقة. فالقرآن لم يذكر اسمه إلا في الآيات المدنية التالية 89-3: 144 و90-33: 40 و95-47: 2 و111-48: 29، وهو ليس اسمه الحقيقي (فاسمه الحقيقي هو قثم بن عبد اللات)، بينما ذكر اسم عيسى 25 مرة و11 مرة بلقب المسيح (لاحظ انه لم تأت كلمة المسيح إلا في السور المدنية). والمصادر التاريخية الإسلامية المكتوبة تعود إلى قرابة قرنين بعد وفاة محمد (عام 632) ولا يمكن التحقق من مدى صحة تلك المصادر. وكذلك الأمر فيما يخص كتب الحديث. فابن هشام، مؤلف السيرة النبوية، توفي عام 833، ويعتقد أن كتابه مجرد اختصار لسيرة ابن إسحاق التي فقدت، وقد توفي ابن إسحاق عام 768. والبخاري، صاحب الصحيح الشهير، توفي عام 870.
.
رد على الاعتراضات
--------------
إن صحت الإعتراضات السابقة، فما فائدة طباعة القرآن بالتسلسل التاريخي، إذا لم يكن هناك تسلسل وإذا كان القرآن مجرد تجميع قصاصات متناثرة؟
يكمن الجواب في كون طبعتي العربية للقرآن تتبع ما يجمع عليه المسلمون في أن القرآن ينقسم قسمين، قسم مكي وقسم مدني، وأن هناك تباينًا شاسعًا بين القسمين. فأنا لم أخترع شيئًا من عندي، بل أقسِّم القرآن وفقًا لما يقترحه الأزهر ذاته وما هو مذكور في جميع المصاحف المطبوعة المتوفرة اليوم.
وأهمية طباعة القرآن بالتسلسل التاريخي هو فهم أفضل لما يسمى الناسخ والمنسوخ. وقد كتب العديد من الفقهاء القدامى والمعاصرين حول هذا الموضوع الذي لا غنى عنه لفهم القرآن، ومعرفته شرط لممارسة القضاء والإفتاء. ويذكر السيوطي في هذا المجال: «قال الأئمة لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ. وقد قال علي لقاضٍ أتعرف الناسخ من المنسوخ قال لا، قال هلكت وأهلكت». والقاعدة الأساسية والمنطقية في موضوع الناسخ والمنسوخ تقول: إذا تعارض نصان عمل بالمتأخر. فالعبرة إذن في تاريخ النص، مما يفترض أن النصين يحمل كل منهما تاريخًا ثابتًا حتى نعرف من منهما ينسخ الآخر. والمشكلة في القرآن أنه يصعب تحديد تاريخ الآيات، خاصة انها غير مرتبة ترتيبًا تاريخيًا.
.
لماذا لا يطبع المسلمون القرآن بالتسلسل التاريخي؟
---------------------------------
إن كان التسلسل التاريخي للقرآن مهم لفهمه ومعرفة الناسخ والمنسوخ وتطور الدعوة الإسلامية، لماذا لا يطبع المسلمون القرآن بالتسلسل التاريخي؟
هناك ثلاثة أسباب:
أسباب عقائدية: هم يعتبرون ان الترتيب الحالي توقيفي (أي بقرار من الله) أو على الأقل اتفاقي اجمع عليه المسلمون
اسباب تتعلق بالمصداقية: تغيير الطبعة الحالية يعني ان المسلمين قد اخطأوا مدة 14 قرن في اتباع قرآن مرتب ترتيبا عشوائيا.وهذا يفقد رجال الدين المسلمين هيبتهم ومصداقيتهم.
أسباب اقتصادية: اعادة طباعة القرآن بالتسلسل التاريخي يعني التخلي عن ملايين النسخ الحالية المتوفرة في المساجد والمكتبات والبيوت.
وللرد على هذه الأسباب يمكن القول بأنه علينا تسهيل فهم القرآن الذي يطلب من المسلمين بأن يتدبروه: افلا يتدبرون القران (سورة النساء 82)، افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها (سورة محمد 24). وفهم القرآن اهم من مصداقية رحال الدين ومن الأسباب الإقتصادية. من جهة اخرى تشير المصادر الإسلامية إلى أن علي كان عنده مصحف بالتسلسل التاريخي، وإلى وجود قرائين عند الصحابة مرتبة ترتيب يختلف عن التريتيب الحالي. مما ينسف فكرة ان الترتيب الحالي توقيفي أو حتى اتفاقي.

التسلسل التاريخي للقرآن كحل للورطة التي نحن فيها
----------------------
يعيش العالم العربي والإسلامي حالة من خرق صارخ لحقوق الإنسان في تعامله مع النساء والأقليات والحريات الدينية. وهناك عدة تيارات هي بإختصار شديد:

- التيار المتزمت دينياً: هذا الاتجاه لا ينتقد مخالفات حقوق الإنسان المذكورة أعلاه إلا نادراً. لا بل يطالب الأنظمة السياسية في اتخاذ مواقف اكثر اتفاقاً مع مفهومهم للدين والقرآن، والتخلي عن القوانين الحالية. ونشير هنا إلى أن الجامعة العربية قد وضعت مشروعا لقانون عقوبات موحد لجميع الدول العربية يتفق مع موقف المتزمتين. وان دخل هذا المشروع حيز التنفيذ فسوف يكون نكسة كبرى لعالمنا العربي والإسلامي.

- التيار المؤيد للإبقاء على الوضع الحالي: بمواجهة المتزمتين دينياً هناك الاتجاه الحكومي في بعض الدول مثل مصر التي لا تريد تغيير الوضع. فمن جهة لا تريد تغيير مواد قوانين الأحوال الشخصية المخالفة لحقوق الإنسان في مجال المرأة وغير المسلمين، وذلك حتى لا تغيظ الاتجاه الديني المتزمت. ومن جهة أخرى ترفض ترك قانون العقوبات لإحلال الشريعة الإسلامية مكانه كما يطالب الاتجاه المتزمت.

- التيار المطالب بالتفريق بين القرآن والحديث: هذا الاتجاه يقول بأن القرآن هو وحده كلام الله وله وحده الطاعة. أما الحديث فأكثره ملفق ومنسوب زورا للنبي ولا طاعة له إذا خالف القرآن. ومن بين مؤيدي هذا التيار جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا والقرآنبيون والقمني واحمد عبدو ماهر وغيرهم. ويم يلجؤون للتأويل كما كان قد اقترحه الفيلسوف ابن رشد الذي يعتبر تنويريا في الغرب وعند كثيرين من مفكري العالم العربي والإسلامي معتمدين على كتابه (فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال)، ولكنه في حقيقته في كتابه الفقهي (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لا يختلف عن الفكر الوهابي.

- التيار الرافض لمفهوم الوحي: إن كانت الاتجاهات السابقة الذكر تحاول التشديد على ضرورة احترام شرع الله أو محاولة التحايل عليه بالمراوغة أو التأويل، فإن هناك من رأى اختصار الطريق برفض فكرة الوحي والأنبياء جملة وتفصيلا لإعطاء الإنسان الحق في تقرير المصير بدلا من إخضاعه لإرادة خارجية غيبية على أساس اعمال العقل. ونذكر في هذا المجال الطبيب والفيلسوف الكبير محمد بن زكريا الرازي (توفي قرابة عام 923) الذي يعتبر أحد اكبر الشخصيات في الحياة الفكرية الإسلامية على مر عصورها حسب قول الأستاذ عبد الرحمن بدوي. فهو يؤكد على أن العقل يكفي وحده لمعرفة الخير والشر فلا مدعاة لإرسال الأنبياء لقيادة البشر. فإرسال الأنبياء هذا تفضيل لا تبرير له لبعض القوم على بعض ومدعاة للشقاق بين الناس. فالعقل هو المرجع للإنسانية وليس الوحي. وعندما سئل: "ما تقول فيمن نظر في الفلسلفة وهو معتقد لشرائع الأنبياء" أجاب: " كيف يكون ناظراً في الفلسفة وهو معتقد لهذه الخرافات مقيم على الاختلافات مصرٌ على الجهل والتقليد؟". وفي عصرنا هناك موقف مشابه اتخذه الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود الذي يطالب قبل أن يتاح لنا استنبات زرع جديد أن تقتلع من تربتنا الثقافية نظرة العربي بأن السماء قد أمرت وعلى الأرض أن تطيع، وأن الخالق قد خط وخطط وعلى المخلوق أن يقتنع بالقسمة والنصيب، وأن المنقول إذا ما تناقض مع المعقول ضحينا بالمعقول ليسلم المنقول .وفي عصرنا هناك موقف مشابه اتخذه الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود والمفكر والكاتب المصري حسين فوزي. وهناك التيار الإلحادي المتنامي في الدول العربية والإسلامية.... مع اني اميل إلى تعريف خاص للإلحاد باعتبار ان موسى وعيسى ومحمد هم ملحدون أذ يحيدون عن التفكير العام.... فيكون موقفهم موقف الناقد لما هو موجود... إن آمنوا بوجود الله أو لم يؤمنوا.

- التفريق بين المكي والمدني في القرآن: في وسط التيارات السابقة يقع تيار المرحوم محمود محمد طه. فقد بنى هذا المفكر السوداني - الملقب بغاندي افريقيا - فكرته في إصلاح المجتمع الإسلامي وإخراجه من الورطة الحالية على تقسيم القرآن إلى قسم مكي وقسم مدني، مطالبًا بالرجوع لقرآن وإسلام مكة المسالم وترك قرآن وإسلام المدينة العنيف الذي يخالف حقوق الإنسان. وقد أسس جماعة الإخوان الجمهوريين كمنافس لجماعة الإخوان المسلمين. وله اتباع كثيرون في السودان إلا ان دعوته هذه لاقت رفضًا تامًا من قِبَل الأزهر والهيئات الدينية الإسلامية الأخرى فألبت عليه السلطات القضائية السودانية التي قامت بشنقه في 15 يناير 1985. وقد هنأ الأزهر النميري على ذلك.

فكر محمود محمد طه
--------------
في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام (https://goo.gl/fgN46A)، يعتبر محمود محمد طه أن القرآن المكي هو أصل الإسلام، أما القرآن المدني فهو قرآن سياسي يأخذ بالمعطيات المكانية والزمانية. وعليه فإنه يرى أن القرآن المكي ينسخ القرآن المدني وليس العكس. وهذا الموقف يحل معضلة التعامل مع النص القرآني، وهو أحد الدوافع التي جعلتني أنشر القرآن بالتسلسل التاريخي.
لنأخذ منه الفقرة التالية: "أن الآيات المكية هي آيات الأصول، وأن الآيات المدنية هي آيات الفروع. أن نزول آيات الأصول قد تواتر خلال ثلاث عشرة سنة، أثناء العهد المكي. فلم يستجب لها الجاهليون. فظهر ظهوراً عمليا، أنها أكبر من مستواهم. فنزل إلى مستواهم، بعد الهجرة إلى المدينة، وبعد إفتتاح العهد المدني. فنزلت آيات الفروع. واعتبرت صاحبة الوقت، لمناسبتها لمستوى الناس. ونسخت آيات الفروع، آيات الأصول".
.
يقلب محمود محمد طه كل النظم الإسلامية التي تعلم في الأزهر وغيره والتي اعتمدت عليها القوانين الإسلامية والعربية رأسا على عقب ولنأخذ بعض الأمثلة:

في السياسة يطالب باستبدال آية الشورى
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (هـ89-3: 159)
بالآيتين: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (م68-88: 21-22).

في الحرية الدينية يطالب باستبدال آية السيف
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (هـ113-9: 5)
بالآية: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (هـ87-2: 256)

في العلاقة بين الرجل والمرآة يطالب باستبدال أية القوامة
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (هـ92-4: 34)
بالآية: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (م43-35: 18)

ويرفض تعدد الزوجات التي جاءت في الآية
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (هـ92-4: 3)
ويطالب باستبدالها بالآية: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (هـ92-4: 129)

ويرفض الحجاب الذي جاء في الآية
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (هـ90-33: 59)
ويطالب باستبدالها بالآية: يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (م39-7: 26).

كل هذه الآيات المرفوضة في نظر محمود محمد طه ذات طابع موقت نزلت في زمن لم يكن في وسع المسلمين تطبيق الإسلام في اصوله. ويجب الآن الرجوع لأصول الإسلام وترك فروعه.
ويلاحظ في هذا المجال أن آيات الميراث التي تعطي للمرأة عامةُ نصف ما تعطي للرجل في الميراث (انظر مثلًا هـ92-4: 11 و176) والآية التي تجعل شهادة المرأة تساوي نصف شهادة الرجل (هـ87-2: 282)، وآيات القصاص والعقوبات قد جاءت في القرآن المدني (انظر مثلًا هـ87-2: 178 و179 وهـ102-24: 2 وهـ112-5: و33 و38). وكذلك آيات القتال، ومن ضمنها آية السيف الشهيرة (هـ113-9: 5) وآية الجزية (هـ113-9: 29) التي اعتبرها الفقهاء المسلمون ناسخة لكل الآيات المتسامحة، بينما يرى محمود محمد طه عكس ذلك.

عامل الصدمة
----------
حسب علمي لم ينادِ محمود محمد طه بنشر القرآن بالترتيب التاريخي، ولكن هذا الترتيب يساعد على فهم نظريته. فالقارئ يرى فيه بصورة واضحة مضمون القرآن المكي ومضمون القرآن المدني، ويستطيع أن يحكم بذاته كيف تم التحول من موقف متسامح دون تمييز إلى قرآن مُسَيَّس، قتالي، يميز بين أتباع النبي محمد والآخرين، وبين الرجل والمرأة.
تعود المسلمون على قرآن ظنوه من عند الله وكامل وبليغ. بعرض طبعة جديدة للقرآن مع ترتيب جديد للسور، ناهيك عن ذكر مصادره والناسخ والمنسوخ والقراءات المختلفة وأكثر من 2500 خطأ لغوي وانشائي، أود أن اخرجهم - بفضل عامل الصدمة - من قوقعتهم. فهذه الطبعة تفتح مجالات جديدة للدراسات القرآنية كما قد تساعد القارئ العادي لإعادة تفكيره فيما تعلمه.
وانا أحاول جاهدا توصيل فكرة القرآن المكي والقرآن المدني إلى كل المستويات الأكاديمية والسياسية وغيرها على قدر استطاعتي. وقد بدأ فعلا بعض السياسيين والصحفيين الغربيين بعمل التفريق بين القرآن المكي المسالم والقرآن المدني العنيف بدلا من اعتبار الإسلام دين سلام دون تفريق بين القرآنين.
وأنا أطالب الدول العربية والغربية منع توزيع القرآن بصورته الحالية في بلادهم وفرض القرآن بالتسلسل التاريخي.

من الصعب معرفة حقيقة فكر المرحوم محمود محمد طه وما إذا كان مؤمنا بمحمد أو بالقرآن. ولكنه وجد اسلوبا للأخذ بيد المسلمين لكي يخرجوا من 14 قرن تخدير. وله اتباع كثيرون في السودان حتى اليوم وموقفه افضل من موقف القرآنيين أو القمني رغم تقديري له. وغير اسلوبه لا يمكن ان يقبل في هذه المرحلة بصورة واسعة. يجب ايقاظ المسلمين تدريجيا من سباتهم. وآمل يوما ما ان تحل طبعتي العربية للقرآن وترجماتي بالتسلسل التاريخي محل الطبعات والترجمات الحالية التي تربك العقل.

مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books



  رد مع اقتباس
قديم 04-16-2020, 04:49 AM Enkido غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Enkido
عضو برونزي
الصورة الرمزية Enkido
 

Enkido is on a distinguished road
افتراضي

مقال اكثر من رائع
لم اتمكن من الدخول الى الروابط
هل عندك نسخ عربية؟



  رد مع اقتباس
قديم 04-16-2020, 09:09 AM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

سادة المسلمين يهمهم بقاء الاسلام قصة غامضة ورمزيات غامضة و مرويات غامضة يحتكرون روايتها وليس لأحد غيرهم الحق في سردها.
الاسلام دين يحتكره مجموعة من الدجالين ولن يسمحوا لأحد لمنافستهم بها.
تحياتي



:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لماذا, المسلمون, التاريخي؟, القرآن, بالتسلسل, ينشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع