شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العلمانية وحقوق الانسان ⚖

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-31-2019, 06:00 PM فارس اللواء غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
فارس اللواء
عضو جميل
 

فارس اللواء is on a distinguished road
افتراضي خرافة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون

بالنسبة لكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"

لا يُعرف بالضبط من هو كاتبه الحقيقي ونسب الكتاب لزعماء الصهيونية الأوائل محض خرافة..ولفهم قصة الكتاب يجب أن نعلم الآتي:

أولا: لفظ "معاداة السامية" لم يكن موجها لليهود بشكل خاص بل نشأ في بدايته كسبب لحشد عوام أوروبا للحروب الصليبية باعتبار أن أحفاد سام في الكتاب المقدس يسكنون في الشرق الأوسط، وتم إحياء معناه في العصر النازي لأسباب اقتصادية تقول إن كبار رأسماليي العالم يهود ...

هتلر كان اشتراكي وقصة خلافه مع الشيوعيين مختلفة حول تصور الاشتراكية من الناحية الفلسفية، وبعد الهولوكوست تم حصر العداء للسامية في الثقافة الأوروبية لليهود خصيصا، وبالتالي لازم تعرف إن الأوروبيين ثاروا تقريبا على معظم تاريخهم القديم واعتذروا عنه في الكتب ومناهج التعليم، وسبب أصيل لكراهيتهم أعداء السامية يعود لهذه الثورة بالأساس

ثانيا: أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 شهد العالم ظاهرة جماعية بصعود الفكر الاشتراكي والثورة على الرأسماليين في كل أنحاء العالم، وبما إن كبار رأسماليي العالم يهود تحولت عواطف النخب والشعب ضدهم بالتعميم على كل يهودي، جرائم الهولوكوست كانت تعبير عن هذا الصعود الاشتراكي..حتى أعدى خصوم هتلر لم يستنكر جرايمه ضد اليهود، الاستنكار حدث بعدين بعد قيام دولة إسرائيل وظهور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان

ثالثا: حضرتك لو قرأت كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون" ستجد إنه لم يذكر دولة إسرائيل بل يعمم ضد اليهود بشكل اقتصادي وينقل هواجس النخب والعامة لمخططات اليهود بالسيطرة على العالم..وهذا يدل إن الكتاب خرج وانتشر في حقبة زمنية كان فيها جدل اقتصادي مع حروب إقليمية وعالمية زودت شكوك الناس حول المدبر الأصلي لتلك الحروب.

رابعا: يجب أن تعلم أن الدين اليهودي بشكل عام تم تهذيبه فلسفيا على يد الفيلسوف "سبينوزا" وخرج تلاميذ له بالمئات يطعنون في صحة العهد القديم رغم انتمائهم في الأخير لليهودية..هنا تحول اليهود لقومية أكثر من دين..هذه القومية هي اللي أسست بعد ذلك لفكرة قيام دولة إسرائيل على أساس القومية الصهيونية المذكورة في العهد القديم مش على أساس ديني ، لذلك طابع إسرائيل كان ولا يزال قومي ولا يهتم بتطبيق الشريعة اليهودية كما نظن

خامسا : كتاب بروتوكولات حكماء صهيون منتشر جدا ويعد من أكثر 10 كتب انتشارا بين المسلمين والمسيحيين..ولكل دوافعه الخاصة، المسلمين تأثروا بالنظرية القرآنية المشككة في صدق بعض اليهود فتم تعميمها على كل منتسبي الديانة بعد قيام إسرائيل، والمسيحيين تأثروا بوشاية اليهود على المسيح للرومان..بالتالي قبلوا الكتاب عاطفيا من الناحية الدينية برغم إن طبيعة الكتاب اقتصادية فيها لمحة بقيادة الحاخامات لمجتمع اليهود بإحداث الفوضى والسيطرة على العالم..

سادسا: مؤلف الكتاب استعار بعض الجمل من كتاب "الأمير" لميكافيللي ويعد هذا الكتاب من أسوأ الكتب في إدارة شئون السياسة من الناحية الأخلاقية، برغم إن عنوان الكتاب يقول باتفاق حكماء صهيون على بروتوكول جامع..ولا أعلم كيف تتفق جماعة ما على الشر وتبرره أخلاقيا بهذه الطريقة السينمائية؟..قولا واحدا..مؤلف الكتاب كان متأثر بنظرية المؤامرة فتم إسقاطها بشكل معادي لليهود، الإسرائيليين نفسهم يقولون لا نعلم هذا الكتاب ولا نتداوله ولا نعرف مؤلفه بل يحتقروه لأنه كان سبب طردهم من بعض مجتمعات أوروبا ودافع عند النازيين لقتلهم.

سابعا: هذا ليس تبرئة للصهيونية فهم مجرمين ومحتلين ومغتصبين للأرض..لكن الحديث بشأن الكتاب يجب أن يكون منفصل معرفيا عن قصة قيام دولة إسرائيل لأن الكتاب كان متداول عالميا قبل قيام إسرائيل بعشرات السنين، فهم قصة الصهيونية من العهد القديم وتتبع سلوك وتاريخ زعمائها المعاصرين سيقرب لنا فهم مجتمع إسرائيل وأساس مشكلة فلسطين، وبرأيي أن موسوعة المسيري في ذلك حققت جانب معرفي كبير وساهمت في التعرف عليها من الناحية الإبستمولوجية.

ثامنا: توجد قصة شائعة عن مصدر كتاب البروتوكولات وهي ، أنه وفي خلال القرن 19 ارتكب الإمبراطور الفرنسي "نابليون الثالث" جرائم ضد المعارضة فاستدعى ذلك كاتبا يدعى "موريس جولي" لكتابة مؤلف بعنوان "حوار في الجحيم بين مونتسيكيو وميكافيللي" انتقد فيه نابليون الثالث وصوره بالشرير المتآمر، هذا الكتاب هو أصل " بروتوكولات حكماء صهيون" فتم استبدال نابليون باليهود وظلت عبارات ميكافيللي فيه كما هي، أما الذي نقل الكتاب ليصبح ضد اليهودية هو مفكر ألماني يدعى "هيرمن غودشه" Hermann Goedsche كان معاديا للسامية وتصور لقاءات سرية بين الماسونية واليهود في رواية مشهورة اسمها "بياريتز" Biarritz على إسم بلدة فرنسية، وقتها كانت الماسونية شئ جيد فتم رفض كتاب غودشة لكن قبلوه بعد ذلك وقت صعود الاشتراكيين خصوصا أثناء وبعد الثورة البلشفية.

تاسعا: تم طباعة كتاب البروتوكولات سنة 1895 بناء على رواية غودشة وإضافة أشياء أخرى هامشية لكن صلب الكتاب معتمد على صلب الرواية..لكن لم يعرف بالضبط من الذي طبع الكتاب ونشره ..لكن الأوروبيين يعتقدون أن مخابرات روسيا هي التي قامت بذلك بهدف تصوير المؤامرة الرأسمالية ضد العالم..وقتها لم تكن الشيوعية تمكنت في روسيا بل ثورة اشتراكية كامنة في صدور الروس وبعض النافذين في الدولة

عاشرا وأخيرا: طبع الكتاب ونشره بدأ من روسيا بعد ذلك انتقل لألمانيا مستفيدا من الخيال الأدبي لغودشة ومن المشاعر الاشتراكية الجامعة بين السلاف والألمان، حتى انتشر بين الألمان وصارت قناعة شعبية بخطر اليهود على الحضارة الغربية بل وعلى الإنسانية كلها، أما العرب فلم يعرفوا الكتاب سوى في الحقبة الناصرية بالتوازي مع حروب إسرائيل في المنطقة..ولأنه جاء موافقا لسلوك صهيوني تم التعميم واعتبار الكتاب حقيقة تاريخية برغم أن أصوله كما قرأتم مجرد إسقاطات على حكام فرنسا في القرن 19 وروايات أدبية معادية للسامية جذورها ممتدة من الحروب الصليبية ومستفيدة من التطرف المسيحي في تصوير الصراع مع شعوب الشرق على أنه صراع وجود وليس مجرد خلاف ديني...

أعلم أن كثيرا سيختلفون حول هذا الطرح..نعم..أقدر ذلك، لكن أدعوك في المقابل للسؤال عن مصدر الكتاب ومصنفه الحقيقي ، ومن هم الحكماء الذين اتفقوا في البروتوكول؟ وما معنى العداء للسامية بعيدا عن قصة حرب اليهود؟

نحن شعوب ثقافتها ضحلة ومتأثرة بنظرية المؤامرة والهواجس الشكوكية نحو الآخر، ستلاحظ أن سطور كتاب البروتوكولات تنطبق على أمريكا وقبل ذلك بريطانيا وفي الخليج تنطبق على إيران ولكن وقتها يتحول اللفظ إلى " بروتوكولات حكماء المجوس" المهم أن العدو دائما متربص ومتآمر وعدو للإنسانية..برغم أن العرب والمسلمين يعادون أنفسهم أكثر مما يعادوا الآخر فيسقطون كل معاني البروتوكولات على مخالفيهم ، ومصدر ذلك هو العجز عن تصور معنى الخلاف السياسي وإدارة الصراع..برغم أن فكرة إدارة الصراع السياسي هي فكرة علمية أصبح معترف بها ضمن أصول السياسة وتدرس في الجامعات لتعليم الأجيال الجديدة كيف يديرون خلافاتهم بعيدا عن الدين والعواطف.



  رد مع اقتباس
قديم 09-02-2019, 04:15 PM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

تحياتي للجميع،
في الحقيقة شاهدت ياسر عرفات وهو يمتلك ذلك الكتاب ويوزعة علي الاطفال في غزة، ولم افهم لماذا يقوم بذلك، فهو كان يجب عليه ان يكون محنك اكثر من ذلك.
في مصر كان هذا الكتاب مشهور، وعلي ما اسمع محمد صبحي عمل مسلسل عنه.

للتوضيح، مذكرات صهيون هي نوع من نظرية المؤامرة، ليس مهم من الفها، ولكن لمن يعتقد بها، لا يمكن لفئة ان تتحكم في كل شيئ، نعم المال مهم، والتحكم في رأس المال مهم، ولكن في الحقيقة الصينيون حاليا اكثر نفوذا من اليهود من ناحية الاقتصاد.
عندما قامت الثورة البلشفية في روسيا، كانت هناك عوامل كثيرة ادت لها، وليس مؤامرات من الخارج.

عندما يكون النظام هش، تنجح مؤامرات الخارج، وينتهي. ولكن المؤامرات لم تؤدي الي نهايتة..
امس كنت في حفلة وكان هناك عائلة كانت تعيش في دبي، (الاصل انجليزي) وبعد نهاية عقد العمل ذهبوا في رحلة من دبي الي العراق وسوريا (قبل الثورات). المهم في سوريا كان كل شيئ طبيعي، ولكن في سوق حلب، قابلوا عسكري، ضابط شرطة اخبرهم ارجوكم اخبروا العالم باننا نعيش في مأساة من حكم ديكتاتوري.

عندما سمعت ذلك اندهشت فقد كان الاسد دائما يسوق سيارتة ويدعي مدي الامان هناك.
لذلك لم تكن المؤامرات الخارجية وراء الثورة والحرب الاهلية، ولكن النظام كان يغلي من الداخل، وينتظر فرصة.
لو لم تتدخل السعودية وقطر مثلا، ربما استمر النظام فترة اطول ولكن الحرب الاهلية كانت ستحدث ستحدث مهما كان المؤثر لها، كذلك في روسيا. لذلك نظرية المؤامرة لا تصلح لوصف التاريخ، لماذا مثلا المؤامرات الخارجية لا تصلح ابدا في مريكا؟ او في استراليا، او غيرهم من الدول العلمانية الديموقراطية؟
ببساطة لان الشعوب ليس لديها ما يجعلها تثور عليها. لكن روسيا كانت هناك اسباب كثيرة وكذلك في سوريا وهكذا.

ببساطة العالم اكثر تعقيدا من ان يتم تفسير الاحداث بمؤامرات اقلية.

هناك مقولة شهيرة: النجاح يساوي قليل من الذكاء (او القدرة) ولكن الكثير من الحظ
النجاح الباهر، مزيد من الذكاء ولكن زيادة كبيرة جدا من الحظ.
الحظ عامل في النجاح، واذا بدا طرف يحقق نجاح، هذا يكون به عامل الحظ كبير، وليس غير ذلك.
تحياتي



:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
بروتوكولات, خرافة, حكماء, صهيون, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع