شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول المادّة و الطبيعة ✾ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [21]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

ولأن بوهر لا يقل عبقرية عن آينشتاين، فقد ألقى نظرة تفصيلية إلى الطريقة التي سيوزن بها الصندوق. فصاغها على هذا النحو، إن وُضع الصندوق على ميزان زنبركي وكان مؤشر الميزان يُشير إلى الصفر، فإن الطاقة ستنفلت من الصندوق في لحظة انفتاح المغلاق، وبالتبعية، ستزداد كتلة الصندوق زيادة طفيفة جداً، وسيتحرك الصندوق. وما أن يتحرك الصندوق، ستتحرك كذلك الساعة في داخل الصندوق بتأثير حقل الجاذبية الأرضية. إذ تُخبرنا نظرية آينشتاين في النسبية العامة أن معدل سرعة ساعة يتغير بينما تتحرك بتأثير حقل جاذبية. وبهذه الطريقة تمكن بوهر من توضيح أنه بسبب التغيرات في معدل سرعة الساعة، فإنه كلما ازدادت الدقة في محاولتنا لقياس الطاقة (بواسطة تغير كتلة الصندوق) سيتعاظم معها اللاتعين في الفاصل الزمني الذي يكون المغلاق فيه مفتوحاً. وعلى هذا النحو بُعث مبدأ هايزنبرغ في اللاتعين مجدداً ودُحضتْ تجربة آينشتاين الفكرية.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [22]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

اعتراضات آينشتاين هذه أُحبطتْ من جانب بوهر مرة بعد مرة. بعدها، وفي العام 1931، ذهب آينشتاين وزميليه بوريس بودولسكي وناثان روزن إلى الاعتقاد بأنهم توصلوا أخيراً إلى مثال سهل للغاية. وذلك بأن نأخذ منظومة كوانتية ونشطرها إلى نصفين (نسميهما "آ" و"ب")، ونُطيّر النصفين في جهتين متقابلتين من الكون، وبذا لا يمكن أن يكون للقياسات التي نُجريها على "آ" إطلاقاً تأثير على "ب" المبتعد في الاتجاه الآخر. لكن، وبفعل القوانين الأساسية لحفظ الطاقة (التماثل بين النصفين المتطابقين) يمكن أن نستنج بعضاً من خاصيات "ب" (مثل عزم الدوران أو السرعة) دون أن نلاحظه أبداً.
نزل هذا البحث على بوهر "نزول الصاعقة". فنحى عنه كل انشغالاته وراح يسأل زميله المقرب ليون روزنفيلد مراراً عما "يمكن أن يكون قصدهم؟. أتعرف إلامَ يرمون؟". أخيراً، وبعدها بستة أسابيع، توصل بوهر إلى دحض حجة آينشتاين. يُعلق بوهر على حجة آينشتاين-بودولسكي-روزن، "لقد صاغوها بذكاء، لكن ما يهم هو أن يصوغوها صياغة صحيحة"[2].
لابد أن القارئ قد توصل عند هذه النقطة إلى أن ينظر إلى بوهر بوصفه مفكراً ثاقب الذهن إلى حد بعيد. وقد كان كذلك بالفعل، إلى حد أن الفيزيائيين مازالوا حتى اليوم في حيرة من أمرهم حيال المعاني المُتضَمنة في أفكاره. وبوجه خاص، أن رده على تجربة آينشتاين-بودولسكي-روزن ما زال قيد النقاش. إن إحدى العقبات هي أسلوب بوهر في الكتابة. إذ قد علمنا في وقت سابق أن الفيزيائي الدانماركي كان من المؤمنين الكبار بمبدأ التتاميّة، المبدأ القائل إن تفسيراً واحداً لا يمكن أن يستنفد ثراء الخبرة، فالواجب، بدلاً من ذلك، تقديم تفسيرات تتاميّة وحتى مثيرة للمفارقة. وعن أسلوبه في الكتابة، يقول زميله لزمن مديد ليون روزنفيلد: "كلما كان عليه أن يدون شيئاً ما، كان يقلق قلقاً حيال التتاميّة، فكان يشعر بوجوب أن تُصححَ العبارةُ المشمولة في الجزء الأول من الجملة بواسطة العبارة المقابلة لها في نهاية الجملة"[3].
في حجة آينشتاين-بودولسكي-روزن، تشبث آينشتاين باعتقاده في وجود "عناصر الواقع المستقلة". وقد اتفق مع بوهر على أن محاولة الفيزيائيين لقياس منظومة كوانتية، فعل الملاحظة، يشوش تلك المنظومة. على أي حال، بملاحظة نصف واحد فقط من المنظومة ،النصف "آ"، وعندما يكون النصف الآخر "ب" متموضعاً في موقع بعيد، لا يمكن لأي شكل من أشكال التفاعل أن يتداخل مع النصف "ب"، فلا وجود لقوة ميكانيكية أو حقل تأثير.
يوافق بوهر على أن آينشتاين قد حرر النصف "ب" من أي تأثير ميكانيكي؛ لكنه يحاجج في أن "مَنْ يجري القياس" يؤثر "تأثيراً جوهرياً" على التعريف الدقيق للمتغيرات الفيزيائية الخاضعة للقياس[4].
مع هذه الحجة شعر بوهر أنه وضع أخيراً نهاية لكل الاعتراضات على "تفسير كوبنهاغن" لنظرية الكوانتا. فليس ثمة "عناصر مستقلة للواقع"، والأحرى أن نظرية الكوانتا تعرض الكل الجوهري للكون. إنه ليس كوناً يُجمع إلى بعضه عبر سلسلة من عناصر شبه مستقلة متفاعلة؛ الأحرى أن ما نسلّم أنه عناصر أو "أجزاء" تنشأ فعلياً عن الآليات الشاملة للمنظومات الكوانتية. وخاصيات منظومة ما لا توجد "خارجها"، إن صح التعبير، بل هي تتحدد عبر الأساليب المتنوعة التي نقارب ونلاحظ بواسطتها منظومة ما. وكما أشار بوهر، فإن النية أو الميل إلى إجراء قياس -تركيب أجزاء الجهاز، مثلاً- يقرر إلى حد ما أنواع الخاصيات التي يمكن قياسها. وبهذا المعنى، ورغم غياب التداخل "الميكانيكي" بين النصف "ب" والجهاز المستخدم لقياس النصف "آ"، فإن ثمة على الدوام تأثيرا ما، وباستخدام مصطلحات بوهر، على هذه الشروط التي تحدد الحصائل والنتائج الممكنة.
ثمة مساهمة مثيرة للاهتمام تنتج عن هذه المناقشة لمفارقة آينشتاين-بودولسكي-روزن، قدمها جون بيل الذي أشار إلى أن الكل الكوانتي يعني أن نصفيْ المنظومة "آ" و"ب" يبقيان في "علاقة مشتركة" حتى عندما يكونان منفصلين. ما من تفاعل لـ"آ" مع "ب" بأي معنى من المعاني؛ لكن (وبتعبير فضفاض) "ب" "تعرف" أن ثمة قياسا يجري على "آ". أو بالأحرى، سيكون من المستحسن أن نقول إن "آ" و"ب" يبقيان في علاقة مشتركة بينهما. ومُذ ذاك أُثبتت هذه العلاقة المشتركة بواسطة تجارب مخبرية غاية في الدقة.
شعر بوهر أن دحضه هذا قد أطلق حكم الإعدام على حلم آينشتاين في واقع مستقل. ولم يكن آينشتاين، من جانبه، راضياً. ابتعد الرجلان عن بعضهما إلى حد لم يعد التواصل العميق بينهما ممكناً بعدُ. قطيعتهما هذه ترمز إلى التشوش الفكري الذي ظهر في القرن العشرين، التشوش بين السببية والمصادفة، بين التعين واللاتعين، بين الواقع الموضوعي والقراءة الذاتية. إنه صدع قائم اليوم في الفيزياء بوصفه صورة من صور التفكير الفُصامي تقريباً. يصوغ الفيزيائي باسيل هيلي المسألة كالتالي "قدم الفيزيائيون خدمة شفوية لبوهر وأنكروا آينشتاين، إلا أن معظمهم ينتهي إلى تجاهل فكر بوهر ويستمر في التفكير على طريقة آينشتاين"[5].


يتبع ....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [23]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

نحن جميعاً معلقون في اللغة

لا عجب أن يواصل العديدُ من الفيزيائيين العاملين التفكيرَ على طريقة آينشتاين، ذلك أن ذهن بوهر كان ثاقباً للغاية. ففي وقت سابق كان قد اقترح أن فكرة التتاميّة تمتد إلى ما وراء الفيزياء باتجاه الفكر برمته. وها هو الآن يضع موضع السؤال حدود العقل البشري في سعيه للقبض على الواقع.
كان الفيزيائيون، وحتى مجيء نظرية الكوانتا، يفكرون في الكون بحدود النماذج، وإن كانت نماذج رياضية. والنموذج هو صورة مبسطة عن الواقع المادي؛ أُهملت فيه، على سبيل المثال، بعض الاحتمالات مثل الاحتكاك ومقاومة الهواء وخلافهما. هذا النموذج يعيد من داخل نفسه إنتاج سمة ما جوهرية من سمات الكون. وفي حين تكون حوادث الطبيعة اليومية محتملة احتمالاً عالياً وتعتمد على كل ضروب التشوّشات والسياقات الخارجية، فإن النموذج المؤمثل يهدف إلى تقديم جوهر الظواهر. فالتفاح وقذائف المدافع تطير في فضاء مثالي خال من مقاومة الهواء. والكرات تتدحرج على منحدر صقيل كل الصقل في غياب للاحتكاك. وتيار كهربائي يتدفق عبر معدن مثالي، خالٍ من العيوب والتشوهات. والحرارة تدور في دارة معزولة عزلاً تاماً من منبعها إلى آلة ما.
نظريات العلم كافة تعالج نماذج مؤمثلة، وهذه النماذج المؤمثلة تقدم، بدورها، صوراً عن الواقع (…). في هذه الأثناء، سنتفحص حجة بوهر القائلة إن هذه الصور والنماذج كافة تتأسس على تصورات تطورت من الفيزياء الكلاسيكية. وبالتالي، فإنها ستتسبب على الدوام في ظهور المفارقة والخلط عندما تُطبق على العالم الكوانتي.
مضى بوهر إلى أبعد من ذلك. قد يعمل الفيزيائيون بالقياسات والرياضيات والمعادلات لكنهم عندما يجتمعون لمناقشة معنى هذه المعادلات ويصفون ما يقومون به من أعمال، فإن عليهم أن يتحادثوا باستخدام اللغة العادية نفسها (منطوقة أو مكتوبة) التي نستخدمها جميعاً. وما لا يمكن إنكاره أنهم يستعملون عدداً كبيراً من المصطلحات والمعادلات التقنية، إلا أن الشطر الأعظم من هذه النقاشات يدور بلغة الحياة اليومية التي تطورت وسط جماعات بشرية تعيش في عالم المقاسات الكبيرة ولها حجم وعمر معينين. والمقياس البشري للأشياء مختلف اختلافاً هائلاً عن مقياس الذرات والإلكترونات. وبينما تطور الوعي البشري، كذلك تطورت تصورات الموقع والمكان والزمان والسببية. هذه المفاهيم، في شكلها الأكثر أساسيةً، تساعدنا على البقاء وعلى تفسير العالم من حولنا. وكل هذه التصورات "ذات المقاس الكبير" متجذرة بعمق في لغتنا بحيث يستحيل إجراء حديث دون استعمالها (ببراعة وبشكل لا شعوري إلى حد كبير). لكن عندما نتحدث عن العالم الكوانتي نجد أننا نستعمل تصورات، ببساطة، لا تلائمه. وعندما نناقش نماذجنا عن الواقع، فإننا نستورد باستمرار أفكاراً غير ملائمة وليس لها معنى في المجال الكوانتي. ولهذا السبب يعلن بوهر: "إننا عالقون في اللغة ولذا فنحن لا نعرف أين هو الأعلى وأين هو الأسفل". فكرنا المنطقي يجري دائماً داخل اللغة، تلك اللغة التي تُعدُّنا قبلياً لتصوير العالم بطريقة معينة، طريقة متضاربة مع العالم الكوانتي[6].



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [24]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

حالما نسأل: ما هي طبيعة الواقع الكوانتي؟. وما هي الطبيعة الأساسية للعالم؟. هل ثمة واقع على المستوى الكوانتي؟. نجد أنفسنا وقد وقعنا في شرك كلمات وصور وتصورات ذهنية ونماذج وأفكار مصدرها العالم ذو المقاسات الكبيرة. والنتيجة، كما يشير بوهر، خلط ومفارقة. وفي النهاية، البقاء على الصمت يَفضلُ خلق خلط فلسفي لا نهاية له؛ وربما يكون هذا هو السبب الذي حكم على النقاشات بين بوهر وآينشتاين لأن تنتهي بالصمت. فما بدأ كنقاش للمصادفة واللاتعين تطور إلى تحول جذري في أفكارنا حول طبيعة الواقع ذاتها. والرابطة الوجدانية العميقة بين آينشتاين وبوهر لم تكن كافية لتجاوز التصدع المتنامي بين مقاربتيهما الخاصتين للفيزياء.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [25]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

تلاشي الواقع النهائي


أدخلتْ نظريةُ الكوانتا اللاتعين إلى الفيزياء؛ لاتعين لا ينشأ عن مجرد الجهل بل لاتعين أساسي حيال الكون ذاته. اللاتعين ثمن ندفعه لنصبح مشاركين في الكون. قد لا تكون المعرفة النهائية ممكنة إلا لكائنات أثيرية، تقبع خارج الكون وتراقبه من أبراجها العاجية. لكننا ككائنات ذات جسد، نعيش في قلب العالم المادي. نحن جميعاً مساهمون في هذا العالم، وضريبة الدخول التي ندفعها هي العيش مع قدر من اللاتعين.
اللاتعين يوجد بطريقة أخرى أيضاً وأكثر إقلاقاً، بوصفه لاتعينا إزاء الهدف الدقيق من العلم والفلسفة. كان البشر قد تساءلوا، ومنذ زمن الإغريق، عمّا يشكل العالم. فسعوا للوصول، من خلال التأمل والتجربة، إلى أرضية نهائية أو فكرة نهائية يستند عليها الواقع بأسره. وقارب علماء القرن العشرين فكرة الأرضية النهائية هذه بتحطيم المادة إلى كِسرٍ أصغر فأصغر فاكتشفوا من ثمّ الجزيئات والذرات والجُسيمات الأولية، ومعها نظرية الكوانتا.
لكن، عندها تحدى نيلز بوهر قدرة العلم والعقل البشري على المضي قُدماً. بدا تقريباً وكأنه يلمح إلى أن العلم كما نعرفه قد وصل أخيراً حدوده ولن يستطيع المضي إلى أبعد من ذلك بوصفه وسيلة للبحث في طبيعة الواقع[7].
عندما تحدث الفيزيائي والفيلسوف برنارد ديسبانا عن العالم دون الذري بوصفه "واقعا محتجبا" كان يُضمر أن ثمة شيئا ما واقعيا لا بد موجودا وراء الحجاب. ومرة أخرى يُحذرنا بوهر من هذه الأفكار. فليس بمقدورنا البدء بمناقشة ما يكمن وراء هذا الحجاب، أو حتى أن ثمة "شيئا ما" وراء الحجاب يمكن القول بوجوده. وفي التحليل الأخير، ربما لا وجود لواقع كوانتي. فقد لا يكون الواقع الكوانتي موجوداً إلا كتصور في عقولنا.
وهكذا نُترك أمام لغز. فربما لا وجود لأسس لعالمنا. وربما لا وجود لهدف نهائي يمكن للعلم التوجه نحوه. وربما تكون تصورات "الوجود" و"المستويات الأساسية" من سرعة الزوال بحيث تتلاشى ما أن نلمسها.
شيء شبيه لهذا ظهر مع الحركة الفلسفية المعروفة بـ"موت الله"، التي تمد جذورها في كتابات نيتشه. فبدلاً من إنكار وجود الله، حاججت هذه الحركة في أن التركيب البشري، "فكرة" الله، المفهوم البشري عن الألوهة قد مات. وما يبقى في مكانه، في مكان الله، يكمن وراء حدود الخطاب والمفاهيم والأفكار واللغة. ما يتبقى ينأى عن مس الفكر البشري وتلوثه. إنه لغز مطلق.
فهل تخبرنا نظرية الكوانتا أن بمقدور العلم وحده المضي بعيداً في فض ألغاز الوجود؟. هل ما تعنيه أن نقطة معينة، خطوة إضافية، ستقود فقط إلى تشوش لا طائل من وراءه؟. نظرية الكوانتا تُجبرنا على رؤية حدود قدراتنا على تأليف صور ذهنية، على خلق تشبيهات وعلى دفع اللغة إلى نهاياتها. وحينما نجهد أنفسنا في إمعان النظر في حدود الطبيعة، فإننا نبدأ، على غير جلاء، بتمييز شيء ما مستتر في الظلال المعتمة. وأن شيئاً ما يتألف من ذواتنا وعقولنا ولغتنا وذكائنا وخيالنا، وكلها قد توسعت لتبلغ حدودها.
• يمكن لقارئ هذا النص أن يستعيض عن مصطلحي يقين ولايقين بمصطلحي تعين ولاتعين. فللأوليّن نفس فلسفي ويرتبطان بنظرية المعرفة، فيتلونان بتلونها. وللتالييّن دلالة محددة في سياق فيزياء الصغائر في القرن العشرين، وعليهما استقر رأي معظم مَنْ ترجموا العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية . المترجم.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:11 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [26]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

[1]-بما أن الكوانت الواحد غير قابل للقسمة وهو مشترك بين الملاحِظ والملاحَظ، فليس بمقدور الفيزياء أن تقول ما إذا كان فوتون واحد ناتج عن الجهاز، أو عن الإلكترون الملاحَظ، أو عن كليهما. وبسبب ذلك لا يمكن حساب أثر التشويشات على السرعة والموقع وتالياً إجراء معادلة لإنقاص اللاتعين.
[2]- أفضى بوهر بتعليقاته هذه إلى ليون روزنفيلد. ووردت في كتاب Quantum Theory and Measurement (Princeton, NJ: Princeton University Press, 1983). وقد حرره كل من جون أريشبالد ويلر وويجشيا هوبرت زيورك.
[3]- وردت في كتاب: Glimpsing Reality: Ideas in Physics and the Link to Biology (Toronto: University of Toronto Press, 1996). وقد حرره كل من باول بكلي وإف ديفيد بيت.
[4]- إن وجد القارئ هذه العبارة عصية على الفهم، فإن مفكرين ذوي عمق من ميداني الفيزياء النظرية وفلسفة العلم يتشاطرون أيضاً هذا الإلغاز بعينه.
[5]- باسيل هيلي في محاثة مع المؤلف.
[6]- ويلر وزيورك، المصدر نفسه، المعطيات نفسها.
[7]- في فترة شبابه، ناقش ديفيد بوهم مسألة الواقع هذه مع آينشتاين من خلال سلسلة من الرسائل. وقد تشبث آينشتاين باعتقاده في واقع مستقل يمكن مقاربته بالعقل. وفي أحد ردوده، يُحاجج بوهم أنه ربما يكون ثمة مستويات أخرى من المعرفة تكمن تحت المستوى الحالي لمعرفتنا، مستويات غير متوقعة وغير مكتشفة.
كانت فيزياء نيوتن كافية لوصف العالم طوال مائتي عام- فمن حالة إلى أخرى، فسرت فيزياء نيوتن ظواهر العالم. ومع إجراء تجارب أكثر دقة في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الفيزياء تستنتج وجود تناقضات في قوانين نيوتن وبهذا دخلت عالم نظرية الكوانتا. لكن، وكما أشار بوهم، الحاجة إلى نظرية الكوانتا تظهر فعلياً عندما نتعامل مع مسافات وفواصل زمنية قصيرة للغاية فقط أو مع أشكال من الطاقة شديدة للغاية.
ومن أجل خبراتنا الباقية لا نحتاج إلى ما سوى الفيزياء الكلاسيكية، أي الفيزياء النيوتونية. ومعنى ذلك أن عالم الحياة اليومية غير حساس إلى حد بعيد حيال ما يجري فيما دونه على المستوى الذري، هذا المستوى المخفي بشكل فعال عن الخبرة العادية التي احتاجت إلى مئتي عام من العلم لتكتشفه.
لكن، ماذا إن كان ثمة مستوى آخر يقبع تحت نظرية الكوانتا؟. ربما تمضي عقود وعقود من العلم الدقيق قبل أن يتم اكتشاف هذا المستوى الخفي. وماذا إن كان ثمة مستوى آخر تحت هذا المستوى، وآخر، وهكذا إلى الأبد. ربما يكون الواقع منتاهياً في دقائقه، وسيكون العلم قادراً على النفاذ مسافة قصيرة للغاية من سطحه فقط. أما رؤيا بوهم فهي عن علم يواصل تقدمه دون حد. لكن السر التالي يغدو أصعب فأصعب على الكشف مع كل خطوة إلى أن يُقلع العلم ذاته مستنفداً.
على أي حال، حاجج بوهر في أن قدرتنا على الدخول إلى "واقع نهائي ما" للكوانتا محكوم عليه بالغموض والتشوش. وحتى مفاهيم بوهم عن المستويات والأفكار بوصفها أساسية ونهائية هي جميعاً صور ذهنية من المقياس البشري. إذ تستند، على سبيل المثال، على تشبيهات معمارية. ما أن نفتح أفواهنا لنطرح مثل هذه الأسئلة حتى تُؤثِّم أراؤنا المسبقةُ البحثَ.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
نهاية, إلى, اللايقين, الموضوعي, اليقين, السببية, الواقع, واستحالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يوجد نهاية للكون أم أنه بلا نهاية ؟ مجدي ابو عيشة حول المادّة و الطبيعة ✾ 81 01-19-2018 01:02 PM
هل سقط مبدأ اللايقين لهيزنبيرج ؟! تهارقا العلوم و الاختراعات و الاكتشافات العلمية 9 12-02-2017 01:45 PM
رحلتي من اليقين إلى الشك إلى،،،،،،،، لا أدري لا أعرف ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 9 05-05-2017 06:10 AM
نهاية السرطان.. كشف جديد بألمانيا يرفع آمال العلماء بالقضاء على الأورام إلى الأبد ابن دجلة الخير العلوم و الاختراعات و الاكتشافات العلمية 0 06-03-2016 12:28 AM
الرحلة من الشك إلى اليقين كاره الله العقيدة الاسلامية ☪ 11 11-22-2015 01:50 AM