شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-23-2019, 10:42 AM ملة إبراهيم غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ملة إبراهيم
عضو برونزي
 

ملة إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي هل اقتبس القرآن من الكتاب المقدس ؟ الجزء السادس : قصة نوح بين القرآن والكتاب المقدس

بعد توضيح الفوارق الشاسعة والتعارض البين في قصة الخلق بين الرواية اليهودية والرواية القرآنية البريئة من الإقتباسات السومرية المضافة في سفر التكوين وباقي الأخطاء والخرافات...في الموضوعين السابقين
https://www.il7ad.org/vb/showthread....232#post194232
https://www.il7ad.org/vb/showthread....323#post194323
سيعترض البعض قائلين مهما حاولت إثبات عدم اقتباس القرآن من أساطير بلاد ما بين النهرين الواردة في العهد القديم فلن تستطيع نفي تصديق القرآن لخرافة الطوفان الواردة في الألواح السومرية والبابلية
https://pbs.twimg.com/media/D9YGAEnXYAAtbUQ.jpg
لكن ما يجهله هؤلاء هو ورود نفس القصة في أغلب الحضارات القديمة
https://raseef22.com/article/83250-%...1-%D9%85%D9%86
ربما لا توجد رواية أو حكاية أو أسطورة أكثر شيوعاً في الثقافات والحضارات والأديان المختلفة مثل رواية الطوفان. فعلى سبيل المثال، أحصى الباحث والمؤلف النمساوي هانز شيندلر بيلامي (1901-1982) أكثر من 500 أسطورة عن الطوفان، في جميع أنحاء العالم، تنوعت بين حكايات دينية وأساطير تاريخية وتراث شعبي. وكان لمعظم الحضارات القديمة، كما في الصين وبابل وويلز وروسيا والهند وأمريكا وهاواي، والدول الاسكندنافية وسومطرة وبيرو، نسختها الخاصة من قصة الطوفان الهائل الذي أغرق الأرض
وبطبيعة الحال عندما نجد نفس القصة في مصادر مختلفة مشتتة في مختلف بقاع العالم عند أقوام لا تربطها أية علاقة تاريخية فإن ذلك ينفي نشأتها في بلاد سومر ويثبت قدمها وسبقها لجميع الديانات والحضارات الموثقة تاريخيا ويجعل من رواية سومر مجرد نسخة معدلة من القصة الأصلية والتي شأنها شأن العهد القديم المستلهم منها فقد صورت الطوفان كعقاب جماعي للبشرية وتطهير للأرض من الجنس البشري بسبب ندم الآلهة
https://www.youtube.com/watch?v=CiP7zxYU7lM
أو الإله على خلقه
سفر التكوين إصحاح 6
5 وَرَاى الرَّبُّ انَّ شَرَّ الانْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الارْضِ وَانَّ كُلَّ تَصَوُّرِ افْكَارِ قَلْبِهِ انَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «امْحُو عَنْ وَجْهِ الارْضِ الانْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الانْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لانِّي حَزِنْتُ انِّي عَمِلْتُهُمْ».
مع اختلاف واحد أن إنكي الإله المعترض على الطوفان الذي أمر به آنو إله السومريين الأكبر هو من حذر زيوسودا (نوح السومري) وأنقذ البشرية من خلاله عكس الرواية اليهودية التي ألزم إيمان مؤلفها بإله واحد بجعله المهلك والمنقذ في نفس الوقت في أحد تناقضات الكتاب المقدس التي لا تعد ولا تحصى
سفر التكوين إصحاح 6
8 وَامَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ اتَتْ امَامِي لانَّ الارْضَ امْتَلَاتْ ظُلْما مِنْهُمْ. فَهَا انَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الارْضِ. 14 اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ.
في القرآن الذي يدعون اقتباسه منهما القصة تختلف كليا حيث تغيب فكرة الغضب الإلهي على الجنس البشري والرغبة في محوه من على وجه الأرض وإنما كان الهدف من إرسال نوح هو هداية الناس إلى التوحيد في المقام الأول
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) سورة هود
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) سورة الأَعراف
وشأنها شان باقي حالات النذير
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) سورة يونس
فلم يكن الطوفان والعقاب الإلهي حتميا إلا في حالة الكفر والرفض للرسالة الإلهية
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصَارًا (25) سورة نوح
الملاحظة الثانية أن النذير والعقاب كان مقتصرا على قوم نوح من دون غيرهم
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصَارًا (25) سورة نوح
كما يتجلى في جميع السور والنصوص التي وردت فيها القصة
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) سورة المؤمنون
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) سورة هود
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) سورة الأعراف
وعلى لسان الرسل الذين جاؤوا من بعد
وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) سورة هود
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) سورة النجم
فمن البديهي أن لا يشمل الطوفان جميع بقاع وأقوام الأرض ويقتصر على المنطقة التي عاش فيها من وصلتهم دعوة النبي نوح
فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (64) سورة الأعراف
وأن لا يختلف في شيء عن بقية الكوارث التي أصابت مختلف الأمم الكافرة
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) سورة الحج
ومع ذلك سنجد من يستشهد على عالمية الطوفان القرآني بقراءته السطحية لبعض النصوص كقول
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) سورة نوح
وجهله بمفهوم الكفر الذي يستلزم العلم بالشيء واستحالة الكفار
وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (5) سورة المائدة
بما يجهله الإنسان
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) سورة الشورى
ولهذا السبب أكد الرحمن على عدم إهلاك وتعذيب الغافلين
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) سورة يس
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) سورة يوسف
بمعنى الأمم التي لم يرسل إليها نذيرا
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) سورة الإسراء
بل ووصفه بالظلم
ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) سورة الأنعام
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) سورة الشعراء
وهو ما يستثني بقية الأمم التي لم ينذرها نوح من الكفر والعقوبة ويحصر دعوته بالهلاك
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) سورة نوح
في كفار قومه فقط...مع العلم أن مصطلح الأرض في لغة القرآن لا يعني بالضرورة كوكب الأرض وقد يطلق على أي بلد أو بقعة جغرافية كقرية الرسول
وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا (76) سورة الإسراء
أو أرض مصر
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (4) سورة القصص
فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي (80) سورة يوسف
أو بلد قوم نوح
من النصوص التي يستشهد بها أيضا على عالمية الطوفان قول
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) سورة الصافات
وبالأخص عندما يتم الإعتماد على التفاسير السلفية المستمدة من تفاصيل سفر التكوين
تفسير الطبري
وَقَوْله : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّته هُمْ الْبَاقِينَ } يَقُول : وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّة نُوح هُمْ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْأَرْض بَعْد مَهْلك قَوْمه , وَذَلِكَ أَنَّ النَّاس كُلّهمْ مِنْ بَعْد مَهْلك نُوح إِلَى الْيَوْم إِنَّمَا هُمْ ذُرِّيَّة نُوح , فَالْعَجَم وَالْعَرَب أَوْلَاد سَام بْن نُوح , وَالتُّرْك وَالصَّقَالِبَة وَالْخَزَر أَوْلَاد يَافِث بْن نُوح , وَالسُّودَان أَوْلَاد حَام بْن نُوح , وَبِذَلِكَ جَاءَتْ الْآثَار , وَقَالَتْ الْعُلَمَاء

والتي تدعي فناء جميع السلالات البشرية من دون ذرية نوح لكن لو تأمنا في السياق الذي عادة من يتجاهل في مثل التفسير المعتمدة على أفكار أصحابها المسبقة
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (74) وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) سورة الصافات
فسنلاحظ ارتباط ذكر بقاء ذرية نوح بمصير قومه المنذرين الذي دعى عليهم بالفناء
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) سورة نوح
ولا علاقة للأمر بباقي الأقوام الغافلة لا من قريب ولا من بعيد وبعبارة أدق وجعلنا ذريته هم الباقين من قومه وليس من البشرية
وحتى نكون منصفين ونضع جميع الإحتمالات على الطاولة فلا يجب إغفال فرضية أن يكون قوم نوح هم البشر الوحيدين على وجه الأرض آنذاك وفي كلتا الحالتين فلا يوجد ما يستلزم إحداث طوفان عالمي مهلك لجميع المخلوقات وشامل لجميع أرجاء العالم
لكن يبقى أكثر نص يستشهد به على عالمية الطوفان القرآني هو قول
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (40) سورة هود
الذي يرى فيه العديد تأييد لنفس خرافة حمل جميع أصناف الحيوانات التي تعد بالملايين في نفس السفينة دون الأخذ بعين الإعتبار أن عبارة (من كل) لا تعني بالضرورة العموم المطلق في لغة القرآن وأن السياق التي وردت فيه هو من يحدد نوع العموم كقول
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ (112) سورة النحل
الذي لا يعني كل مكان في الأرض
أو قول
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (69) سورة النحل
الذي لا يعني أكل النحل من كل ثمار الأرض
أو قول
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ (16) سورة النمل
الذي لا يعني إتيان النبي سليمان وقومه من كل شيء في الوجود شأنهم شأن ملكة سبأ
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) سورة النمل
التي لم تؤتى حتى ما أوتي سليمان من ملك
والأمثلة كثيرة
بل قصة نوح نفسها هي أول من تنفي العموم المطلق باستثناءها للمخلوقات البحرية الغير قابلة للغرق وبالتالي لا يمكن تحديد نوع العموم إلا من خلال العودة لسياق القصة فإن كان الطوفان عالمي فمن البديهي أن يكون المقصود جميع مخلوقات كوكب الأرض البرية...لكن بما أن النص القرآني قد حصره في محيط قوم نوح فلن يخرج عن دائرة أزواج الحيوانات التي سيحتاجها الناجون من الطوفان في حياتهم اليومية كالخيل والبغال والحمير
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) سورة النحل
والأنعام
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (7) سورة النحل
والكلاب والقطط ألخ
فكما نرى فلا علاقة للقرآن بالرواية السومرية الخرافية التي زعمت نجاة جميع أفراد عائلة نوح بما في ذلك زوجته الملعونة قرآنيا
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) سورة التحريم
الخطأ الذي اقتبسه مؤلف سفر التكوين بكل جهل
سفر التكوين إصحاح 67
17 فَهَا انَا اتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الارْضِ لِاهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الارْضِ يَمُوتُ. 18 وَلَكِنْ اقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ انْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَاتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ.
والذي كان لا يعلم شيئا عن إبن نوح المغرق في الطوفان أيضا
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) سورة هود
بسبب اعتماده في تفاصيل القصة على الرواية السومرية في المقام الأول بدل التوراة الذي نزل القرآن مصدقا لكل حرف فيها
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ (3) سورة آل عمران
كما هو الشأن بالنسبة لمعلومة عمر نوح التي جعلها مؤلف سفر التكوين 950 عاما
سفر التكوين إصحاح 9
29 فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ
بسبب سوء قراءة نص التوراة والخلط بين عمر نوح ومدة لبوثه في قومه
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) سورة العنْكبوت
بالإضافة إلى الخلط بين مصطلحي العام المقتصر على التقويم الشمسي
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ (37) سورة التوبة
ومصلح السنة الأعم والأشمل لجميع التقويمات المعتمدة واللذان لم يذكرا عبثا معا في نفس الجملة بل للإشارة إلى اختلاف جنس المستثنى عن جنس المستثنى منه وإنقطاع الإستثناء وأن نوح قد عاش ألف سنة كاملة في قومه بالإضافة إلى الخمسين عاما التي لبثها بعد الطوفان ولتوضيح أحد المعلومات التاريخية البالغة الأهمية أن الناس كانت تعد السنة قبل الطوفان بالدورة القمرية الواحدة وأن الألف سنة التي لبثها نوح في قومه لم تتجاوز 83 عام في حقيقة الأمر...الحقيقة التي التلميح إليها بشل رقمي من خلال ذكر كلمة سنين 12 مرة بنفس عدد مرات دورات القمر في العام الشمسي
1 فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) سورة يوسف
2 قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا (47) سورة يوسف
3 عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) سورة الكهف
4 وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ (25) سورة الكهف
5 فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ (40) سورة طه
6 لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) سورة المؤمنون
7 وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) سورة الشعراء
8 أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) سورة الشعراء
9 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ (4) سورة الروم
10 وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ (6) سورة يونس
11 وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (12) سورة الإسراء
12 وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ (130) سورة الأَعراف
النقطة التي تنبه إليها أكثر من باحث
https://www.youtube.com/watch?v=zQHUIEYSmAE&t=346s
وما يزيد في تقوية وتأكيد هذا الطرح عدم تطرق القرآن لعمر النبي نوح كآية ربانية خارقة للمعهود...لا توجد في القرآن اقوال مثل...ولبث في قومه ألف سنة وجعلنها آية للعالمين
فكما نرى فكل ما أضيف لقصة نوح الأصلية من مظاهر خرافية مناقضة للعلم والمنطق ما هي في حقيقة الأمر سوى إضافات بشرية مبنية على تصورات الثقافة المعاصرة لكتابة إما بسبب الجهل أو سوء الإقتباس أو بغية التضخيم والمبالغة
يتبع



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
نوح, المقدس, الجزء, السادس, الكتاب, القرآن, اقتبس, بين, والكتاب, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع