07-08-2017, 11:13 PM | رقم الموضوع : [1] |
زائر
|
هل ماتت الفلسفة ؟ (ج 1 )
اليكم العبارة الرسمية التي تم بها تأبين الفلسفة في القرن 21 م: "تراث انساني يعبر عن حقبة تواجزتها البشرية . شكرا للفلسفة , كنت مرحلة ضرورية , الآن يمكنكي أن تستريحي....الى الأبد ." لكنها عبارة مهذبة و تم الحرص فيها على التزام أقصى حد من اللباقة , ككل عبارة رسمية مكتوبة ليراها الناس في الشارع , ولا تعكس حقيقة الوضع . ان العبارة الحقيقة التي تم تأبين الفلسفة بها في القرن 21 م هي الآتية : " أصبحت الفلسفة مجرد هراء ...ما الذي قدمته الفلسفة في الآونة الأخيرة ؟ هل هي التي أوصلتنا الى القمر ؟ أم هي التي مكنت من صنع أدوية لعلاج أخطر الأوبئة ؟ أم تراها ساعدت من قريب أو بعيد في تحسين المستوى المعيشي للإنسان المعاصر ؟" أكثر من ذلك , ماذا قدمت الفلسفة , منذ البدايات و الى يومنا هذا ؟ لم يتفق أولئك الحمقى يوما على نتيجة واحدة ! اسألهم اليوم , و بعد 2500 سنة من النقاش الفلسفي المحتدم : الى م توصلتم ؟ صدقوا أو لا تصدقوا : ليس للفلسفة منهج محدد متفق عليه الى يومنا هذا ! فرقوا دينهم وكانوا شيعا , هؤلاء المثاليون يرون أنه في البدء كانت الكلمة ومن الكلمة تولدت المادة , وهؤلاء الماديون يرون أنه في البدء كانت المادة و نسخها العقل فأفرز الكلمة , وتحت كل تيار تيارات فرعية ومدارس . و اليوم , الوضع أسوء بكثير مقارنة مع حقبة التشيع الفلسفي تلك . صرنا أمام "فلسفة لكل شخص" على وزن "طفل لكل عائلة", و كل فيلسوف يعد في حد ذاته مدرسة....فوضى ! يحق لكل واحد منا أن يسأل : اذا كانت ما تزال هنالك فلسفة اليوم , فالى أين تتجه ؟ لا شك أن الفلسفة تمر بوضعية صعبة , هذا ما يعكسه فقدانها لكل بريق , اللهم عند أهلها . لم تعد الفلسفة ذلك النشاط المغوي الذي يثير الاعجاب والاحترام . أصبح الفلاسفة , في نظر المجتمع الإنساني , كأنظمة تشغيل متقادمة تحتاج الى التحيين لتدرك أن عصر الفلسفة قد مضى و نجمها قد أفل لحساب النجم الجديد : العلم. في الحقيقة , ليس من الصعب تحويل فلاسفتنا هؤلاء الى علماء بين عشية وضحاها , حتى من ناحية المظهر الخارجي , لا يختلف مظهر الفيلسوف كثيرا عن مظهر العالم . يكفي أن تلبسهم تلك البزة البيضاء , أقصد بزة العلماء , وتخبرهم بالمنهج العلمي الصارم , فلا الخيال ينقصهم و لا العبقرية . لكن المشكلة أنهم لن يقبلوا ذلك الا بشرط . لن يقبوا أن يتحولوا الى علماء الا تحت شرط معين يبدو لأول وهلة بسيطا. سيطلبون الاجابة عن مجموعة من الأسئلة " المعدودة على رؤوس الأصابع". واذا وافقت على شرطهم هذا سيسألونك , ستجيب , ثم سيحيلهم جوابك على مجموعة من الأسئلة الأخرى يطرحونها لك , غالبا ما تكون حول مفاهيم استخدمتها أنت في جوابك الأول , وهكذا دواليك... في الأخير لا بد لك من الاستسلام أمامهم , لأن لديهم نفسا طويلا . تلك هي مهنتهم في النهاية : أن لا يكفوا عن طرح الأسئلة. ليسوا متبوعين بالتزامات الحياة الواقعية , أو على الأقل هم غير مبالين كثيرا بها . لم يطمح فيلسوف واحد , منذ بداية الفلسفة الى يومنا هذا , الى الصعود الى ذلك القمر , أو اكتشاف أدوية لأمراض معينة , أو تحسين وضعية الانسان المعيشية . ولا يطعن في هذا الزعم مرور فلاسفة كانوا في نفس الوقت أطباء مثلا , لأنهم وان بحثوا عن أدوية لأمراض معينة فمن جهة شقهم الطبي لا الفلسفي . الفيلسوف شخص ينآى بنفسه , نسبيا , عن الواقع ومتطلباته : القمر موضوع تأمل خصب , يكفيه أن يجلس على صخرة أرضية ويفكر فيه . لنعد الى أولئك الذين يقولون : "فيم سيضر الانسان المعاصر لو أنه استيقظ يوما و وجد كل الفلاسفة قد اختفوا بكتبهم وأسئلتهم ؟ هل سينقطع التيار الكهربائي ؟ الأنترنت ؟ شبكة المواصلات ؟ هل ستحصل أزمة في النظام الاقتصادي العالمي ؟ كل المؤشرات توحي بأن الناس لن يحسوا بأدنى تغير في حياتهم . لكن , لينتبه قائل هذا الكلام الى أن ملاحظته هذه تصح على الفنون والأديان بنفس القدر الذي تصح به على الفلسفة . لا شيء سيتغير في حياة البشر,اذا كانت حياة البشر هي الأنترنت و التيار الكهربائي والاقتصاد , اذا استيقضوا يوما وقد تم ردم كل دور العبادة و دور السينما والمسرح والمتاحف وصالات الموسيقى. أظن أنني قد أجبت هؤلاء , وبطريقة حاسمة. ما الذي يميز الفيلسوف عن العالِم ؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي طرحه , السؤال الوحيد الذي من الممكن أن يعيد للفيلسوف الاعتبار أمام الرأي العام الذي أصبح علميا بشكل رهيب في الآونة الأخيرة . في اللغة العربية , الفلسفة اسم مؤنث والعلم اسم مذكر . العلم ابن عاق يدعي فجأة الاستقلالية والانفصال. تعود الأم الى الواجهة وتستعيد زمام الأمور , توبخ العلم وتنبهه الى ما خفي عليه من عيوب في منهجه الموصوف ب"الصرامة". أمامنا نص يعد لحظة من هذه اللحظات . النص هو تجميع لمقتطفات ترجمتها من كتاب للفيلسوف دافيد هيوم ...موعدنا في الجزء الثاني . تحياتي |
07-20-2017, 04:15 AM | رقم الموضوع : [2] |
عضو برونزي
|
بالطبع..لا زال..هناك..للفيلسوف..دور..هام..وخصوصا..للمجتمع..
فالفلاسفة..لا زالت..جدالاتهم..قائمة..لتحديد الاخلاق..و..السياسات..وغيرها..من المواضيع..الفلسفية.. لا زالت..هناك..شموع..لن تطفاء |
|
|
07-28-2017, 04:59 AM | رقم الموضوع : [3] |
عضو جديد
|
الفلسفة لم و لن تموت ما دام هناك وعي عالي و عقل متسائل
والاختلاف في الافكار أمر طبيعي بين البشر كما تعلم عزيزي ”إذا التقى فيلسوفان، فأفضل ما يمكنهما القيام به هو الاكتفاء بالتحية.“ ― جان بول سارتر |
|
|
07-29-2017, 08:03 PM | رقم الموضوع : [4] | |
زائر
|
اقتباس:
المشكلة في المنهج غير المتوافق عليه وفي المفاهيم الفلسفية التي ما تزال تتسم ضبابية فمن النقط التي تحسب للعلم أنه وحد منهجه و تعاريف مفاهيمه بشكل واضح ودقيق لكن هذا الاختلاف ربما يعتبر طبيعيا بالنظر الى طبيعة موضوع كل من المعرفة الفلسفية والعلمية شكرا على المرور |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
ماتت, الفلسفة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أمي ماتت | مجرد بشر | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 13 | 08-27-2019 09:37 PM |
الآلهة ماتت | Lilith1988 | ساحة النقد الساخر ☺ | 3 | 09-30-2017 07:51 AM |
تطور الفلسفة | Titan | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 1 | 11-30-2016 02:05 PM |
هل ماتت الفلسفة؟ | ibnalensan | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 4 | 10-26-2016 02:56 AM |
هل الفلسفة سلعة؟ | ابن دجلة الخير | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 1 | 03-15-2016 06:19 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond