شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > مقهى الإلحاد > ساحة التجارب الشخصـيـة ♟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-30-2018, 04:58 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي قصتي مع اللادينية #4 - الاعتراض القاتل

أخطاء حسابية في القرآن
ما رأيك في كتاب إلهي تدخل نفر من البشر ليصلحوا ما وقع فيه المؤلف (الله؟) من أخطاء حسابية؟

إذا طبقنا آية المواريث في القرآن بحذافيرها، فسنجد -في بعض الحالات- أن حصص الوارثين -إذا وزعناها بحسب تعليمات القرآن- ستزيد عن قيمة التركة الكاملة! لقد كانت هذه الحالة مفاجئة للفقهاء، ولم يذكر القرآن عنها شيئاً وكأنها مفاجأة لم تخطر ببال مؤلف القرآن، وعلى كل فلقد حل الفقهاء هذه المعضلة بتحويل حصص الوارثين إلى أسهم من التركة متناسبة مع نسبتهم من مجموع نسب الوارثين. حل لا بأس به، ولكن النقطة التي تستحق الوقوف عندها هي أن هذا الحل أتى من فقهاء بشر، وليس من الكتاب الذي يدعون أنه منزل من عند خالق البشر.

---

هذه مجرد أمثلة لأهم ما استوقفني في تلك الفترة وهو أكثر من أن أحصيه الآن، وهي كلها تشترك في أنها مسائل مريبة جداً ولكنها لا ترقى إلى درجة البرهان القاطع على زيف الإسلام. لحظة واحدة، لماذا عليّ أن أبرهن على بطلان الإسلام أصلاً حينما يكون البرهان.. على من ادعى؟

الاعتراض القاتل
"البينة على من ادعى"
"المزاعم الاستثنائية، تحتاج إلى براهين استثنائية"


لو أن صديقك أخبرك أنه وصل البارحة إلى عمله متأخراً بسبب بنشرة دولاب فإنك لن تتهمه بالكذب أو تطالبه ببرهان بطبيعة الحال، لقد زعم شيئاً ما ولكنه زعم واقعي منسجم مع التجارب الحياتية اليومية، ولذلك فمن السخف أن تطالبه ببرهان، لكن ماذا لو جاءك صديقك وأخبرك أنه رأى بالأمس دينصوراً في حديقة المدينة وأن أحداً من المشاة والمارة لم ينتبه إليه سواه؟ هل ستصدقه ببساطة أم أنك سترتاب في روايته، وستسأله برهانه على كلامه (أي إذا فرضنا استعدادك لتصديقه أصلاً!)؟

فلنعد إلى الاقتباس أعلاه: "إن المزاعم الاستثنائية تحتاج إلى أدلة استثنائية لسندها": حجم البرهان وقوته ينبغي أن يتناسب مع حجم المزاعم، وتطبيقاً لهذه القاعدة الذهبية فإن مزاعم في ضخامة أن رجلاً من صحراء الجزيرة العربية كان الله خالق الكون بذاته يتواصل معه عن طريق إرسال رسائل نصية ينزلها إليه من السماء كائن مجنح عملاق لا يراه أحد سواه هي من أكثر المزاعم استثنائية، فأين هذه الأدلة والبراهين التي تثبت مثل هذه المزاعم؟

لا شيء. صفر مطلق.

أعرف ما سيقول العديد من المسلمين حين يقرؤون هذا الكلام، سيقولون: إنه القرآن باعتباره أكثر تفوقاً من كل ما أتى به بشر على مر العصور. (لم يفتني أن المسلمين لا يحصرون حجج الإسلام في القرآن وحده بالطبع، ولكن يبقى القرآن هو الحجة الوحيدة التي يجمع المسلمون عليها باعتبارها المعجزة الخالدة التي تكفي وحدها للبرهان على صحة الإسلام ولذلك سأركز عليه هنا، وأما بقية البراهين المزعومة من إعجاز نبوئي وعلمي وخلافه فقد أفردت له مقالة خاصة تستفيض فيه)

حسناً فلنلعب اللعبة، ما هو المعجز في القرآن بالضبط؟ ما هي معايير هذا الإعجاز؟

إن كون شيء أفضل من آخر يعاني دوماً من مكون شخصي لا موضوعي. من هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم؟ سيقول أحدهم مردونا وسيقول آخر بل رونالدو. ما هو معيار الأول وما معيار الثاني؟ أهو عدد الأهداف؟ أهو عدد التمريرات التي لم تقطع؟ أم هو سرعة الهرولة والركض؟ أم أنه توليفة من كل ذلك وغيره مع إعطاء وزن مئوي لكل منها بحسب أهميته؟

إذا كنا لا نستطيع الإجماع على تقييم أداء رياضي يتميز بأن له معايير إحصائية تساعدنا (مثل عدد الأهداف مثلاً)، فما بالك بتقييم عمل أدبي يدخل فيه الذوق الأدبي (وهو معيار شخصي لا يمكن قياسه ولا الاحتكام إليه)؟

لكن حتى وإن أردنا أن نلعب اللعبة، فأين تفوق القرآن؟ أهو في البلاغة؟ حسبك أن تقرأ إذن آية "لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا" التي هي كارثة بلاغية بكل المقاييس.

فإن قلت لي وحدة الموضوع فإن القرآن يستحق وساماً مع مرتبة الشرف في التشتت وضعف التركيز. وإن قلت لي هي براعته في إيصال المعنى المقصود فأنا أؤكد لك أن مجلدات التفسير التي تملأ مكتبات كاملة في كل صفحة منها عشرات الآراء والأقوال قد كتبت لتفسر القرآن لا لتفسر كتب الفيزياء والكيمياء التي يقرؤها الأمريكي والهندي والعربي فيفهمونها الفهم نفسه.

فإن قلت متانة حجته ومنطقه سقت إليك منطق إبراهيم مع قومه وموسى مع فرعون في آيات الكتاب المقدس كي تعرف أن قدرات الله في المناظرة ما زالت متوقفة عند مستوى الصفوف الابتدائية في المدرسة.

فإن قلت لي جمالياته لغوياً فإن للقرآن صعوداً وهبوطاً فآياته ليس واحدة في مستواها الجمالي، وأعلى ما بلغته لا يرقى أن يناطح بديع امرئ القيس ومن في طبقته من شعراء الجاهلية. وهذا كله طبعاً إذا تناسينا كون الحس الجمالي أمراً ذوقياً شخصياً يصعب إخضاعه لمعايير موضوعية واضحة.

أنا عن نفسي لم أتذوق شيئاً من إعجازه منذ طفولتي، بل إنني أعتقد أنه لو قدم إلى امرئ لم يعرف الإسلام أنه كان سيعطيه علامة ضعيفة بالنظر إلى ما يعاني منه النص القرآني من تفكك مريع وتكرار ممل وغموض في بيان المقصود وضعف لافت في المناظرة والمحاججة وافتقار لا مثيل له إلى وحدة الموضوع.

قالوا لنا ائتوا بمثله، ومن يأتي لنا اليوم بمثل شعر امرئ القيس أو بمثل شعر الجاهلية وصدر الإسلام؟ بل من يأتي بأسلوب غيره ممن يعاصرونه اليوم؟ من المعروف في الأدب ظاهرة تدعى "البصمة الأدبية"، وهي بصمة يشترك في تكوينها عوامل لا يمكن استنساخها منها الجينات الوراثية ومنها المدارك والتصورات المرتبطة بظرف المكان والزمان والثقافة، وهي تعني استحالة تقليد أي عمل أدبي تقليداً تاماً، وحقيقة، لا يوجد اليوم شاعر على وجه الأرض يستطيع تأليف شعر يماثل شعر امرئ القيس، ولكننا لا نقدس امرئ القيس رغم ذلك ولا نعتقد أنه يتواصل مع كائنات خارقة خفية تلهمه أبيات شعره.

قد يكون الرد على هذا بأن التحدي ليس لنا، بل إنه كان لقريش، وإنهم فشلوا.

آسف جداً، ولكن الحقيقة هي أن هذا هو "ما يقوله القرآن" وما تقوله السيرة، ولا توجد طريقة الآن للتأكد من صحة هذا الزعم من زيفه، ربما يكون كفار قريش قد ازدروا القرآن ورأوه أسخف من أن يعارضوه بشيء مماثل، فلقد كانوا قوماً ذوي أنفة وكبر، أو ربما يكونون عارضوه فعلاً ولم يصل ذلك إلينا، أو ربما لم تكن الآيات تقصد المعارضة الأدبية أصلاً، فذلك ما قيل لنا، ولكن آية المعارضة وسياقها تسمحان بتأويلات أخرى مختلفة مثل أن المعارضة التي دعا إليها القرآن هي معارضة قائمة على استعراض المعارف الدينية أو غير ذلك، لا يوجد في الآية نفسها ما يقطع الشك باليقين أن التحدي كان لمعارضة أدبية. [هذه المقالة كتبت من قديم، وأما ما أراه الآن فهو أن سيرة محمد تفضح بوضوح أن العرب لم ينبهروا بقرآنه أصلاً]

حقاً، الاحتمالات كثيرة ولا أحد يعرف الحقيقة الآن، على البرهان الصلب أن يكون منفصلاً عن سياقه التاريخي كما كتبه المنتصرون كي نثق به، أما والأمر هكذا فإن حجية القرآن تستند إلى أخبار تاريخية لا يمكن التأكد من دقتها، لا سيما وأن ما وصلنا من أخبار السيرة بل وحتى الحديث النبوي -التي بذلت جهود أكبر في تمحيصه- يحفل بالتناقضات التي يضرب بعضها بعضاً.

لكي تعرف رأيك المحايد في حقيقة مزاعم إعجاز القرآن، جرب طريقة طريفة أن تتخيل ذلك وقد عُرض عليك من قبل "كفار" مخالفين، هل لو جاءك صيني من ديانة مفترضة اسمها الوينغ وونغ وأخبرك بأن مؤسس الديانة كان يخاطبه الرب عن طريق ملاك مجنح لا يراه أحد سواه، وإنه -لكي يبرهن على صحة دعواه- أتى بكلام صيني لم يستطع أحد من الصينيين الإتيان بمثله، هل كنت ستصدق الرجل وتأخذ كلامه على محمل الجد، أنا -بصراحة- أشك في ذلك كثيراً.

والخلاصة: إذا استثنينا الكلام الخطابي الأجوف فلا يوجد أدنى برهان من أي نوع على دعاوى رسول الإسلام (شأنه في ذلك شأن جميع المدعين الآخرين)، وجل ما يحسنه هو وأمثاله الدجالون هو الوعد والوعيد مصوغين في سجع كهان على أمور يريدون لنا أن نصدق أنها ستحصل "في عالم آخر". حقاً ما أجمل بيع السلع الوهمية بلا شيء سوى الخطب الفارغة والابتزاز العاطفي والتهديد والوعود التي تلقى جزافا بلا ضمانات.

---

على الرغم من كل ما سبق، وعلى الرغم من عدم قناعتي العقلية بالإسلام، فإني قررت لأسباب نفسية واجتماعية أن أظل مسلماً صادقاً في القول والجوارح (أي حتى في الخفاء)، فبقيت مواظباً على الصلاة لا أقطع فرضاً من الفروض وأصوم رمضان كله، وظل أمري على هذا المنوال قرابة تسع سنوات، إلى أن جاء يوم رأيت أني قد تراكم عندي من الأسباب ما يدعوني إلى ترك الإسلام بالكلية، عندها كانت المرحلة الثالثة، حيث قطعت خيطي الأخير مع الإسلام غير مأسوف عليه.

الجزء السابق



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
اللادينية, الاعتراض, القابل, افتراضي, قصتي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المجرم القاتل الفاسد صلعم ملحد زين ساحة النقد الساخر ☺ 0 11-08-2018 08:25 AM
قصتي مع اللادينية #5 (الأخير) - قطع الخيط الأخير binbahis ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 0 06-30-2018 05:16 AM
قصتي مع اللادينية #3 - الاعتراضات تتزايد binbahis ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 0 06-30-2018 04:53 AM
قصتي مع اللادينية #2 binbahis ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 1 06-27-2018 05:28 PM
قصتي مع اللادينية #1 binbahis ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 2 06-27-2018 03:33 PM