شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-27-2016, 05:10 PM النفيس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
النفيس
عضو برونزي
 

النفيس is on a distinguished road
افتراضي هدم الإلحاد : { هدم الأساس الثاني }


في الجزء الأول من سلسلة ( هدم الإلحاد ) عالجنا الأساس الأول للإلحاد و هو " عدم وجود دليل على وجود الخالق ! " . و اتضح أن الملحدين وقعوا في مغالطتين أساسيّتين :

المغالطة الأولى : الإدّعاء بلا دليل ! حيث لم يقدّموا دليلهم على أن كل المؤمنين لا يملكون دليلا ! فلو افترضنا أن بعض المؤمنين لا يملكون دليلا ، فلا يعني ذلك أن جميعهم لا يملك دليلا !

المغالطة الثانية : المصادرة على المطلوب ! حيث يصادر معظم الملحدين على شكل الدليل الذي يجب تقديمه لإثبات وجود الخالق ! فأكثرهم يشترط أن يكون الدليل فيزيائيا قابلا للقياس و التجربة ! و هذا الطلب يشبه قول أحدهم : أريد رسم مثلث مكون من أربعة أضلاع !!! و هذه مغالطة واضحة ، فلو تمّ رسم شكل هندسي من أربعة أضلاع لن يكون مثلثا بالضرورة ! و بالمثل ، لو كان الخالق لا يثبت وجوده إلا بالقياس و التجربة فهذا يعني أنه خاضع للفيزياء ، و إذا خضع للفيزياء فهذا يعني أنه ممكن الوجود ، في حين أنّ الأصل أنّه واجب الوجود !

و بهذا ظهر لكلّ ذي عقل صادق في البحث عن الحق و الحقيقة ، أنّ الأساس الأول الذي يعتمد عليه الملحدون في تبرير إلحادهم هو أساس ساقط !

و الآن ننتقل للأساس الثاني من أسس الملحدين في تبرير إلحادهم ...

الأساس الثاني للإلحاد : ( بطلان الأديان دليل على بطلان فكرة الإله ! )

يعتمد الملحد في إلحاده على فكرة مفادها أنه ثبت من خلال استقراء الأديان بأنها مليئة بالخرافات و الأساطير و المعلومات الخاطئة التي تتناقض مع حقائق العلم و المنطق و التاريخ ، و مليئة بالتعاليم التي تتعارض مع الأخلاق و القيم ! و بالتالي فهذه الأديان هي عبارة عن صناعة بشرية ، اخترعها البشر في الماضي و تناقلتها الأجيال بالتوارث ! و فكرة الإله ماهي إلا فكرة دينية اسطورية خرافية لا تختلف عن القصص الخرافية التي تتضمنها الأديان ! و حيث أن جميع الأديان بشرية فهي جميعا باطلة ! و حيث أنّ جميع الأديان باطلة ففكرة الإله فكرة باطلة ! و بالتالي فلا يوجد إله و بالتالي فلا يوجد خالق ؛ لأنّه لو وجد خالق فلن يكون أحد آلهة الأديان !

هذه هي الخلاصة لأهم أساس يعتمد عليه معظم الملحدون في تبرير إلحادهم . و أنا أعتقد أنّ هذا الأساس هو أهمّ أساس من الأسس السبعة على الإطلاق ! و هو أهمّ من الأساس الأوّل و أكثر تأثيرا على أرض الواقع . و من خلال استقرائي المتواضع للملحدين الذين تعاملت معهم ، وجدت أنّ معظم الملحدين ألحد لمشاكل في الدين الذي كان يدين به قبل الإلحاد !

و عند تفنيد هذا الأساس نجد أنّه يعاني من أربع مغالطات أساسيّة :-

المغالطة الأولى : القياس بلا وجه قياس ! حيث يعتبر الملحد أن بطلان دينه السابق يدلّ بالضرورة على بطلان جميع الأديان على كوكب الأرض ! و هذا قياس لا وجه له و لا مبرّر له على الإطلاق ! إذ لا يثبت بطلان دين ما إلا من خلال إبطال ذلك الدين نفسه أو من خلال إبطال وجود الإله أو من خلال إبطال فكرة الدين ! و كل هذه الوسائل الثلاثة لم يقم بها الملحد !!! فكلّ ما قام به الملحد هو تقديم أدلّته على بطلان دين الإسلام أو دين المسيحيّة أو دين اليهوديّة أو دين البوذيّة أو دين الهندوسيّة أو أيّ دين كان عليه أو قرأ عنه أو تعرّف عليه !
فسؤال التحدّي الأول للملحدين هو : كيف علم الملحد بأنّ جميع الأديان باطلة ، و هو لا يعرف جميع الأديان ؟!!

المغالطة الثانية : الخلط بين المقدمات و النتائج ! حيث يعتبر الملحد أن وجود الدين سابق على وجود فكرة الإله ، و بأن فكرة الإله جاءت نتيجة لاختراع الإنسان فكرة الدين ! و هذا كلام باطل جدا !!! و الصحيح هو أن فكرة وجود الإله سابقة على فكرة اختراع الدين ! و بالتالي جاء الدين نتيجة لاعتقاد مسبق من الإنسان بوجود الإله ، و بالتالي لو ثبت بطلان الأديان فلا يلزم بالضرورة بطلان فكرة وجود الإله ؛ لأنّ فكرة وجود الإله موجودة قبل فكرة وجود الدين !
و عليه ، فسؤال التحدّي الثّاني للملحدين هو : ما الدّليل بأنّ فكرة وجود الإله جاءت بعد اختراع الدين ؟! لماذا لا نقول بأنّ اختراع الدين جاء بعد فكرة وجود الإله ؟! مادليل أن وجود الإله جاء نتيجة لوجود الدين ؟؟!! لماذا لا يكون وجود الدين جاء نتيجة لوجود الإله ؟!!

المغالطة الثالثة : الخلط بين الخالق و الإله ! حيث يعتبر كثير من الملحدين أن بطلان آلهة الأديان يعني بالضرورة بطلان فكرة وجود خالق للكون !! و لكن بعض الملحدين يعترض على هذا الأمر و لا يرى تلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان وجود خالق للكون ! و من هنا ظهرت جماعة " الربوبيوّن " أو " اللا أدريّون " ، و أصبح اسم " الملحدين " لصيق بمن يرى هذا التلازم بين بطلان الخالق ببطلان آلهة الأديان ! و لا شك أنّ هذه مغالطة واضحة ؛ إذ لو افترضنا جدلا أن جميع آلهة الأديان من اختراع البشر ! فهذا لا يعني أن الكون من اختراع البشر ! فسيظل السؤال مطروحا : كيف جاء هذا الكون ؟! فإن كانت فكرة وجود خالق للكون هي الفكرة المنطقية الوحيدة للإجابة على هذا السؤال ، فلا يؤثر عليه بطلان جميع آلهة الأديان ! لأن فكرة وجود خالق للكون مستقل عن فكرة وجوب التواصل معه أو عبادته أو التقرّب إليه !
و بالتالي ، فسؤال التحدّي الثّالث للملحدين هو : ما وجه التلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان فكرة وجود خالق للكون ؟!


المغالطة الرابعة : الإزدواجية و الانتقائيّة ! حيث يعتمد معظم الملحدين على الإزدواجيّة و الانتقائية عند نقد الدين. فيختارون النصوص التي يجدون أنّها تبطل الدين ، و يتهرّبون من النصوص التي تدلّ على صحّة الدين ! و قلّما نجد منصف يقوم بالجمع بين النصين لإعطاء حكم موضوعي على الدين ! و قد يبرّر الملحد ذلك بالقول بأنّ المؤمن أيضا يقع في مغالطة " انتقاء الكرز " ، حيث يختار المؤمن النصوص التي يجد أنّها تدعم دينه ، و يتهرّب من النصوص التي قد تبطل دينه ! و بالتالي فالطرفين ازدواجيّان و انتقائيّان ! و لكن من باب الإنصاف و الموضوعيّة ، أجد أن ازدواجيّة و انتقائيّة الملحد أكبر بكثير من ازواجيّة و انتقائيّة المؤمن ؛ لأنّ الملحد يعتمد في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما لا يلزم " ، بينما المؤمن في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما يلزم " !
و عليه ، فسؤال التحدي الرابع للملحدين هو : ما هي الأسباب الموضوعية التي بثبوتها يدل بالضرورة أن الدين صنناعة بشريّة ؟!!

في نهاية المطاف ، نجد أنّ أهمّ أساس يعتمد عليه معظم الملحدين لتبرير إلحادهم يعاني من أربع مغالطات كبرى كفيلة بهدم هذا الأساسا و إسقاطه ! فأولا : يقوم الملحد بالحكم على بطلان كل الأديان بمجرد بطلان دين واحد أو ثلاثة أو خمسة !! و ثانيا : يعتبر الملحد أن فكرة الإله جاءت بعد فكرة الدين و ليس العكس ! و ثالثا : يخلط الملحد بين الخالق و الإله و يرى أن بطلان الثاني يلزم منه بطلان الأوّل ! و رابعا : يفتقر الملحد للموضوعيّة عند الحكم على الدين ، و يلجأ للإزدواجيّة و الانتقائيّة ، مما يؤدي إلى أن يحكم على بطلان الدين حتى لو لم يكن باطلا !

و بهذا نستنتج أن الأساس الثاني للإلحاد ساقط ، كسقوط الأساس الأول ! و لن يكون الإلحاد موقفا مبرّرا منطقيا ؛ إلا إذا كانت الأسس الخمسة المتبقيّة قادرة على تبرير موقف الإلحاد و تعليل صحّته !



  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2016, 10:22 PM   رقم الموضوع : [2]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النفيس مشاهدة المشاركة

في الجزء الأول من سلسلة ( هدم الإلحاد ) عالجنا الأساس الأول للإلحاد و هو " عدم وجود دليل على وجود الخالق ! " . و اتضح أن الملحدين وقعوا في مغالطتين أساسيّتين :

المغالطة الأولى : الإدّعاء بلا دليل ! حيث لم يقدّموا دليلهم على أن كل المؤمنين لا يملكون دليلا ! فلو افترضنا أن بعض المؤمنين لا يملكون دليلا ، فلا يعني ذلك أن جميعهم لا يملك دليلا !

المغالطة الثانية : المصادرة على المطلوب ! حيث يصادر معظم الملحدين على شكل الدليل الذي يجب تقديمه لإثبات وجود الخالق ! فأكثرهم يشترط أن يكون الدليل فيزيائيا قابلا للقياس و التجربة ! و هذا الطلب يشبه قول أحدهم : أريد رسم مثلث مكون من أربعة أضلاع !!! و هذه مغالطة واضحة ، فلو تمّ رسم شكل هندسي من أربعة أضلاع لن يكون مثلثا بالضرورة ! و بالمثل ، لو كان الخالق لا يثبت وجوده إلا بالقياس و التجربة فهذا يعني أنه خاضع للفيزياء ، و إذا خضع للفيزياء فهذا يعني أنه ممكن الوجود ، في حين أنّ الأصل أنّه واجب الوجود !

و بهذا ظهر لكلّ ذي عقل صادق في البحث عن الحق و الحقيقة ، أنّ الأساس الأول الذي يعتمد عليه الملحدون في تبرير إلحادهم هو أساس ساقط !

و الآن ننتقل للأساس الثاني من أسس الملحدين في تبرير إلحادهم ...

الأساس الثاني للإلحاد : ( بطلان الأديان دليل على بطلان فكرة الإله ! )

يعتمد الملحد في إلحاده على فكرة مفادها أنه ثبت من خلال استقراء الأديان بأنها مليئة بالخرافات و الأساطير و المعلومات الخاطئة التي تتناقض مع حقائق العلم و المنطق و التاريخ ، و مليئة بالتعاليم التي تتعارض مع الأخلاق و القيم ! و بالتالي فهذه الأديان هي عبارة عن صناعة بشرية ، اخترعها البشر في الماضي و تناقلتها الأجيال بالتوارث ! و فكرة الإله ماهي إلا فكرة دينية اسطورية خرافية لا تختلف عن القصص الخرافية التي تتضمنها الأديان ! و حيث أن جميع الأديان بشرية فهي جميعا باطلة ! و حيث أنّ جميع الأديان باطلة ففكرة الإله فكرة باطلة ! و بالتالي فلا يوجد إله و بالتالي فلا يوجد خالق ؛ لأنّه لو وجد خالق فلن يكون أحد آلهة الأديان !

هذه هي الخلاصة لأهم أساس يعتمد عليه معظم الملحدون في تبرير إلحادهم . و أنا أعتقد أنّ هذا الأساس هو أهمّ أساس من الأسس السبعة على الإطلاق ! و هو أهمّ من الأساس الأوّل و أكثر تأثيرا على أرض الواقع . و من خلال استقرائي المتواضع للملحدين الذين تعاملت معهم ، وجدت أنّ معظم الملحدين ألحد لمشاكل في الدين الذي كان يدين به قبل الإلحاد !

و عند تفنيد هذا الأساس نجد أنّه يعاني من أربع مغالطات أساسيّة :-

المغالطة الأولى : القياس بلا وجه قياس ! حيث يعتبر الملحد أن بطلان دينه السابق يدلّ بالضرورة على بطلان جميع الأديان على كوكب الأرض ! و هذا قياس لا وجه له و لا مبرّر له على الإطلاق ! إذ لا يثبت بطلان دين ما إلا من خلال إبطال ذلك الدين نفسه أو من خلال إبطال وجود الإله أو من خلال إبطال فكرة الدين ! و كل هذه الوسائل الثلاثة لم يقم بها الملحد !!! فكلّ ما قام به الملحد هو تقديم أدلّته على بطلان دين الإسلام أو دين المسيحيّة أو دين اليهوديّة أو دين البوذيّة أو دين الهندوسيّة أو أيّ دين كان عليه أو قرأ عنه أو تعرّف عليه !
فسؤال التحدّي الأول للملحدين هو : كيف علم الملحد بأنّ جميع الأديان باطلة ، و هو لا يعرف جميع الأديان ؟!!

المغالطة الثانية : الخلط بين المقدمات و النتائج ! حيث يعتبر الملحد أن وجود الدين سابق على وجود فكرة الإله ، و بأن فكرة الإله جاءت نتيجة لاختراع الإنسان فكرة الدين ! و هذا كلام باطل جدا !!! و الصحيح هو أن فكرة وجود الإله سابقة على فكرة اختراع الدين ! و بالتالي جاء الدين نتيجة لاعتقاد مسبق من الإنسان بوجود الإله ، و بالتالي لو ثبت بطلان الأديان فلا يلزم بالضرورة بطلان فكرة وجود الإله ؛ لأنّ فكرة وجود الإله موجودة قبل فكرة وجود الدين !
و عليه ، فسؤال التحدّي الثّاني للملحدين هو : ما الدّليل بأنّ فكرة وجود الإله جاءت بعد اختراع الدين ؟! لماذا لا نقول بأنّ اختراع الدين جاء بعد فكرة وجود الإله ؟! مادليل أن وجود الإله جاء نتيجة لوجود الدين ؟؟!! لماذا لا يكون وجود الدين جاء نتيجة لوجود الإله ؟!!

المغالطة الثالثة : الخلط بين الخالق و الإله ! حيث يعتبر كثير من الملحدين أن بطلان آلهة الأديان يعني بالضرورة بطلان فكرة وجود خالق للكون !! و لكن بعض الملحدين يعترض على هذا الأمر و لا يرى تلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان وجود خالق للكون ! و من هنا ظهرت جماعة " الربوبيوّن " أو " اللا أدريّون " ، و أصبح اسم " الملحدين " لصيق بمن يرى هذا التلازم بين بطلان الخالق ببطلان آلهة الأديان ! و لا شك أنّ هذه مغالطة واضحة ؛ إذ لو افترضنا جدلا أن جميع آلهة الأديان من اختراع البشر ! فهذا لا يعني أن الكون من اختراع البشر ! فسيظل السؤال مطروحا : كيف جاء هذا الكون ؟! فإن كانت فكرة وجود خالق للكون هي الفكرة المنطقية الوحيدة للإجابة على هذا السؤال ، فلا يؤثر عليه بطلان جميع آلهة الأديان ! لأن فكرة وجود خالق للكون مستقل عن فكرة وجوب التواصل معه أو عبادته أو التقرّب إليه !
و بالتالي ، فسؤال التحدّي الثّالث للملحدين هو : ما وجه التلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان فكرة وجود خالق للكون ؟!


المغالطة الرابعة : الإزدواجية و الانتقائيّة ! حيث يعتمد معظم الملحدين على الإزدواجيّة و الانتقائية عند نقد الدين. فيختارون النصوص التي يجدون أنّها تبطل الدين ، و يتهرّبون من النصوص التي تدلّ على صحّة الدين ! و قلّما نجد منصف يقوم بالجمع بين النصين لإعطاء حكم موضوعي على الدين ! و قد يبرّر الملحد ذلك بالقول بأنّ المؤمن أيضا يقع في مغالطة " انتقاء الكرز " ، حيث يختار المؤمن النصوص التي يجد أنّها تدعم دينه ، و يتهرّب من النصوص التي قد تبطل دينه ! و بالتالي فالطرفين ازدواجيّان و انتقائيّان ! و لكن من باب الإنصاف و الموضوعيّة ، أجد أن ازدواجيّة و انتقائيّة الملحد أكبر بكثير من ازواجيّة و انتقائيّة المؤمن ؛ لأنّ الملحد يعتمد في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما لا يلزم " ، بينما المؤمن في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما يلزم " !
و عليه ، فسؤال التحدي الرابع للملحدين هو : ما هي الأسباب الموضوعية التي بثبوتها يدل بالضرورة أن الدين صنناعة بشريّة ؟!!

في نهاية المطاف ، نجد أنّ أهمّ أساس يعتمد عليه معظم الملحدين لتبرير إلحادهم يعاني من أربع مغالطات كبرى كفيلة بهدم هذا الأساسا و إسقاطه ! فأولا : يقوم الملحد بالحكم على بطلان كل الأديان بمجرد بطلان دين واحد أو ثلاثة أو خمسة !! و ثانيا : يعتبر الملحد أن فكرة الإله جاءت بعد فكرة الدين و ليس العكس ! و ثالثا : يخلط الملحد بين الخالق و الإله و يرى أن بطلان الثاني يلزم منه بطلان الأوّل ! و رابعا : يفتقر الملحد للموضوعيّة عند الحكم على الدين ، و يلجأ للإزدواجيّة و الانتقائيّة ، مما يؤدي إلى أن يحكم على بطلان الدين حتى لو لم يكن باطلا !

و بهذا نستنتج أن الأساس الثاني للإلحاد ساقط ، كسقوط الأساس الأول ! و لن يكون الإلحاد موقفا مبرّرا منطقيا ؛ إلا إذا كانت الأسس الخمسة المتبقيّة قادرة على تبرير موقف الإلحاد و تعليل صحّته !

المغالطة الثانية : المصادرة على المطلوب ! حيث يصادر معظم الملحدين على شكل الدليل الذي يجب تقديمه لإثبات وجود الخالق !

ليست مصادرة على المطلوب , وانما هو تصور واقعي يرفض افتراض عوالم ما وراء الطبيعة , وان كان هنالك شخص يريد العكس , فالملحدون أول من سيطالب بتأثيث العالم من جديد بالكائنات الأسطورية التي لا تسري عليها الفيزياء , كالأشباح .
ان أردت من الملحد أن لا يطلب منك دليلا فيزيائيا , فعليك أن تثبت له أن هنالك في هذا الكون ما هو خلاف المادة والطاقة . ولا تقل لي بأن لا شيء يمنع ذلك , اذ أن لا شيء يمنع من وجود ميديوزا المرأة التي لها شعر مكون من أفاعي , فهل علينا أن نعود الى التصورات الخرافية الأسطورية لأن لا شيء يمنع وجود المخلوقات التي تروج لها ؟

أنت تقول الملحدين ما لم يقولوه , ولعلمك النسبة الغالبة من ملحدي العالم الاسلامي وملحدي هذا المنتدى لا يؤمنون فقط بآلهة الأديان التي أحاطوا بها علما : أي الاله الابراهيمي في نسخاته الثلاثة والاله الهندوسي و الزرادشتي و آلهة الفراعنة وآلهة الاغريق القدماء . لا شيء يمنعني من الايمان باله دين من الأديان ان اطلعت عليه ووجدته الها يستحق الالوهية , ولا شيء يمنعني من الاعتقاد بوجود قوة وراء هذا العالم من نوع ما
لكن لحد الآن لم أجد ضالتي (وهذا هو حال عدد مهم من أعضاء المنتدى ) ولذلك فلست مطالبا بالاعتقاد باله
أما مسألة الخالق فلم أحسم فيها بعد , من الممكن أن يكون هنالك خالق بالنسبة الي , كما وأنه من الممكن أن يكون العالم لم يخلق يوما
لم تتحسس الروح السائدة بين الملحدين , واعتمدت في تحليلك على التعريف اللغوي الذي تقدمه لك كلمة "ملحد" والذي هو بعيد كل البعد عن الواقع في الغالب الأعم.



  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2016, 11:08 PM Yahnnic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Yahnnic
عضو نشيط
الصورة الرمزية Yahnnic
 

Yahnnic is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النفيس مشاهدة المشاركة

في الجزء الأول من سلسلة ( هدم الإلحاد ) عالجنا الأساس الأول للإلحاد و هو " عدم وجود دليل على وجود الخالق ! " . و اتضح أن الملحدين وقعوا في مغالطتين أساسيّتين :

المغالطة الأولى : الإدّعاء بلا دليل ! حيث لم يقدّموا دليلهم على أن كل المؤمنين لا يملكون دليلا ! فلو افترضنا أن بعض المؤمنين لا يملكون دليلا ، فلا يعني ذلك أن جميعهم لا يملك دليلا !

المغالطة الثانية : المصادرة على المطلوب ! حيث يصادر معظم الملحدين على شكل الدليل الذي يجب تقديمه لإثبات وجود الخالق ! فأكثرهم يشترط أن يكون الدليل فيزيائيا قابلا للقياس و التجربة ! و هذا الطلب يشبه قول أحدهم : أريد رسم مثلث مكون من أربعة أضلاع !!! و هذه مغالطة واضحة ، فلو تمّ رسم شكل هندسي من أربعة أضلاع لن يكون مثلثا بالضرورة ! و بالمثل ، لو كان الخالق لا يثبت وجوده إلا بالقياس و التجربة فهذا يعني أنه خاضع للفيزياء ، و إذا خضع للفيزياء فهذا يعني أنه ممكن الوجود ، في حين أنّ الأصل أنّه واجب الوجود !

و بهذا ظهر لكلّ ذي عقل صادق في البحث عن الحق و الحقيقة ، أنّ الأساس الأول الذي يعتمد عليه الملحدون في تبرير إلحادهم هو أساس ساقط !

و الآن ننتقل للأساس الثاني من أسس الملحدين في تبرير إلحادهم ...

الأساس الثاني للإلحاد : ( بطلان الأديان دليل على بطلان فكرة الإله ! )

يعتمد الملحد في إلحاده على فكرة مفادها أنه ثبت من خلال استقراء الأديان بأنها مليئة بالخرافات و الأساطير و المعلومات الخاطئة التي تتناقض مع حقائق العلم و المنطق و التاريخ ، و مليئة بالتعاليم التي تتعارض مع الأخلاق و القيم ! و بالتالي فهذه الأديان هي عبارة عن صناعة بشرية ، اخترعها البشر في الماضي و تناقلتها الأجيال بالتوارث ! و فكرة الإله ماهي إلا فكرة دينية اسطورية خرافية لا تختلف عن القصص الخرافية التي تتضمنها الأديان ! و حيث أن جميع الأديان بشرية فهي جميعا باطلة ! و حيث أنّ جميع الأديان باطلة ففكرة الإله فكرة باطلة ! و بالتالي فلا يوجد إله و بالتالي فلا يوجد خالق ؛ لأنّه لو وجد خالق فلن يكون أحد آلهة الأديان !

هذه هي الخلاصة لأهم أساس يعتمد عليه معظم الملحدون في تبرير إلحادهم . و أنا أعتقد أنّ هذا الأساس هو أهمّ أساس من الأسس السبعة على الإطلاق ! و هو أهمّ من الأساس الأوّل و أكثر تأثيرا على أرض الواقع . و من خلال استقرائي المتواضع للملحدين الذين تعاملت معهم ، وجدت أنّ معظم الملحدين ألحد لمشاكل في الدين الذي كان يدين به قبل الإلحاد !

و عند تفنيد هذا الأساس نجد أنّه يعاني من أربع مغالطات أساسيّة :-

المغالطة الأولى : القياس بلا وجه قياس ! حيث يعتبر الملحد أن بطلان دينه السابق يدلّ بالضرورة على بطلان جميع الأديان على كوكب الأرض ! و هذا قياس لا وجه له و لا مبرّر له على الإطلاق ! إذ لا يثبت بطلان دين ما إلا من خلال إبطال ذلك الدين نفسه أو من خلال إبطال وجود الإله أو من خلال إبطال فكرة الدين ! و كل هذه الوسائل الثلاثة لم يقم بها الملحد !!! فكلّ ما قام به الملحد هو تقديم أدلّته على بطلان دين الإسلام أو دين المسيحيّة أو دين اليهوديّة أو دين البوذيّة أو دين الهندوسيّة أو أيّ دين كان عليه أو قرأ عنه أو تعرّف عليه !
فسؤال التحدّي الأول للملحدين هو : كيف علم الملحد بأنّ جميع الأديان باطلة ، و هو لا يعرف جميع الأديان ؟!!

المغالطة الثانية : الخلط بين المقدمات و النتائج ! حيث يعتبر الملحد أن وجود الدين سابق على وجود فكرة الإله ، و بأن فكرة الإله جاءت نتيجة لاختراع الإنسان فكرة الدين ! و هذا كلام باطل جدا !!! و الصحيح هو أن فكرة وجود الإله سابقة على فكرة اختراع الدين ! و بالتالي جاء الدين نتيجة لاعتقاد مسبق من الإنسان بوجود الإله ، و بالتالي لو ثبت بطلان الأديان فلا يلزم بالضرورة بطلان فكرة وجود الإله ؛ لأنّ فكرة وجود الإله موجودة قبل فكرة وجود الدين !
و عليه ، فسؤال التحدّي الثّاني للملحدين هو : ما الدّليل بأنّ فكرة وجود الإله جاءت بعد اختراع الدين ؟! لماذا لا نقول بأنّ اختراع الدين جاء بعد فكرة وجود الإله ؟! مادليل أن وجود الإله جاء نتيجة لوجود الدين ؟؟!! لماذا لا يكون وجود الدين جاء نتيجة لوجود الإله ؟!!

المغالطة الثالثة : الخلط بين الخالق و الإله ! حيث يعتبر كثير من الملحدين أن بطلان آلهة الأديان يعني بالضرورة بطلان فكرة وجود خالق للكون !! و لكن بعض الملحدين يعترض على هذا الأمر و لا يرى تلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان وجود خالق للكون ! و من هنا ظهرت جماعة " الربوبيوّن " أو " اللا أدريّون " ، و أصبح اسم " الملحدين " لصيق بمن يرى هذا التلازم بين بطلان الخالق ببطلان آلهة الأديان ! و لا شك أنّ هذه مغالطة واضحة ؛ إذ لو افترضنا جدلا أن جميع آلهة الأديان من اختراع البشر ! فهذا لا يعني أن الكون من اختراع البشر ! فسيظل السؤال مطروحا : كيف جاء هذا الكون ؟! فإن كانت فكرة وجود خالق للكون هي الفكرة المنطقية الوحيدة للإجابة على هذا السؤال ، فلا يؤثر عليه بطلان جميع آلهة الأديان ! لأن فكرة وجود خالق للكون مستقل عن فكرة وجوب التواصل معه أو عبادته أو التقرّب إليه !
و بالتالي ، فسؤال التحدّي الثّالث للملحدين هو : ما وجه التلازم بين بطلان آلهة الأديان و بطلان فكرة وجود خالق للكون ؟!


المغالطة الرابعة : الإزدواجية و الانتقائيّة ! حيث يعتمد معظم الملحدين على الإزدواجيّة و الانتقائية عند نقد الدين. فيختارون النصوص التي يجدون أنّها تبطل الدين ، و يتهرّبون من النصوص التي تدلّ على صحّة الدين ! و قلّما نجد منصف يقوم بالجمع بين النصين لإعطاء حكم موضوعي على الدين ! و قد يبرّر الملحد ذلك بالقول بأنّ المؤمن أيضا يقع في مغالطة " انتقاء الكرز " ، حيث يختار المؤمن النصوص التي يجد أنّها تدعم دينه ، و يتهرّب من النصوص التي قد تبطل دينه ! و بالتالي فالطرفين ازدواجيّان و انتقائيّان ! و لكن من باب الإنصاف و الموضوعيّة ، أجد أن ازدواجيّة و انتقائيّة الملحد أكبر بكثير من ازواجيّة و انتقائيّة المؤمن ؛ لأنّ الملحد يعتمد في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما لا يلزم " ، بينما المؤمن في كثير من الأحيان على مبدأ " لزوم ما يلزم " !
و عليه ، فسؤال التحدي الرابع للملحدين هو : ما هي الأسباب الموضوعية التي بثبوتها يدل بالضرورة أن الدين صنناعة بشريّة ؟!!

في نهاية المطاف ، نجد أنّ أهمّ أساس يعتمد عليه معظم الملحدين لتبرير إلحادهم يعاني من أربع مغالطات كبرى كفيلة بهدم هذا الأساسا و إسقاطه ! فأولا : يقوم الملحد بالحكم على بطلان كل الأديان بمجرد بطلان دين واحد أو ثلاثة أو خمسة !! و ثانيا : يعتبر الملحد أن فكرة الإله جاءت بعد فكرة الدين و ليس العكس ! و ثالثا : يخلط الملحد بين الخالق و الإله و يرى أن بطلان الثاني يلزم منه بطلان الأوّل ! و رابعا : يفتقر الملحد للموضوعيّة عند الحكم على الدين ، و يلجأ للإزدواجيّة و الانتقائيّة ، مما يؤدي إلى أن يحكم على بطلان الدين حتى لو لم يكن باطلا !

و بهذا نستنتج أن الأساس الثاني للإلحاد ساقط ، كسقوط الأساس الأول ! و لن يكون الإلحاد موقفا مبرّرا منطقيا ؛ إلا إذا كانت الأسس الخمسة المتبقيّة قادرة على تبرير موقف الإلحاد و تعليل صحّته !

أولاً : عدم وجود دليل على وجود الخالق
أثبت لنا أنت وجود خالق

ثانياً : الإدّعاء بلا دليل
نحن معشر الملحدين لم ندعي وجود إله وراء الطبيعة و إنما أنتم من إدعوتم ذلك ، فلذا إثبات وجود إله لا يقع علي عاتقنا كمحلدين " فعندما تقول لنا بأن هناك بقرة تعيش في كوكب عطارد فعليك يقع إثبات وجود هذه البقرة حتي تبرر إدعاءك

بطلان الأديان دليل على بطلان فكرة الإله
الاديان صناعة بشرية بحتة إبتدعها عندما عجز عن تفسير الظواهر و سبب وجوده



:: توقيعي ::: ((مضاد الجهل)
  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2016, 11:26 PM النفيس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
النفيس
عضو برونزي
 

النفيس is on a distinguished road
افتراضي

[quote]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
[u]
ليست مصادرة على المطلوب , وانما هو تصور واقعي يرفض افتراض عوالم ما وراء الطبيعة
هذه المسألة متعلقة بالجزء الأول من السلسلة ، و ليس بالجزء الثاني !

اقتباس:
ولعلمك النسبة الغالبة من ملحدي العالم الاسلامي وملحدي هذا المنتدى لا يؤمنون فقط بآلهة الأديان التي أحاطوا بها علما : أي الاله الابراهيمي في نسخاته الثلاثة والاله الهندوسي و الزرادشتي و آلهة الفراعنة وآلهة الاغريق القدماء . لا شيء يمنعني من الايمان باله دين من الأديان ان اطلعت عليه ووجدته الها يستحق الالوهية , ولا شيء يمنعني من الاعتقاد بوجود قوة وراء هذا العالم من نوع ما
أنت قلت لي سابقا أن لديك مشكلة مع الإيمان نفسه ، و ليس مع المؤمن ! بمعنى أن الإيمان من حيث هو باطل بغض النظر عند امتلاك المؤمنين لأدلته من عدمه !!
و الآن تقول لي بأن مشكلتك مع آلهة الأديان التي تعرفت عليها !!
على كل حال ،، الإله الإبراهيمي موصوف بصفات تليق بالإله ، و صفات لا تليق بالإله !
بعض الناس يقوم بتأويل الصفات التي لا تليق ، و فهمها بالوجه اللائق بالإله !
لماذا أنت لم تفعل ذلك ؟! و انطلقت إلى رفض الإله ؟؟!!

اقتباس:
لم تتحسس الروح السائدة بين الملحدين , واعتمدت في تحليلك على التعريف اللغوي الذي تقدمه لك كلمة "ملحد" والذي هو بعيد كل البعد عن الواقع في الغالب الأعم.
أنا أزعم أني موضوعي و منصف لأبعد حد ممكن !
و نقلي عن الملحدين يعبر عن الروح السائدة عند معظم الملحدين !
فأنا لم أصغ أفكار الملحدين بالاعتماد على ما يقوله المؤمنون عنهم ! و إنما هي حصيلة خبرة طويلة من خلال حورات أجريتها معهم على الواقع أو في البالتوك أو في المنتديات ! إضافة إلى قراءتي لكتب كتبها ملحدون !
و ليس التحليل بناء على مفهوم لغوي كما تقول !!



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 12:20 AM النفيس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
النفيس
عضو برونزي
 

النفيس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yahnnic مشاهدة المشاركة
أولاً : عدم وجود دليل على وجود الخالق
أثبت لنا أنت وجود خالق

ثانياً : الإدّعاء بلا دليل
نحن معشر الملحدين لم ندعي وجود إله وراء الطبيعة و إنما أنتم من إدعوتم ذلك ، فلذا إثبات وجود إله لا يقع علي عاتقنا كمحلدين " فعندما تقول لنا بأن هناك بقرة تعيش في كوكب عطارد فعليك يقع إثبات وجود هذه البقرة حتي تبرر إدعاءك

بطلان الأديان دليل على بطلان فكرة الإله
الاديان صناعة بشرية بحتة إبتدعها عندما عجز عن تفسير الظواهر و سبب وجوده
أولا : قضية وجود خالق ليست كقضية وجود بقرة في كوكب عطارد !
قضية وجود خالق جاءت لتفسير ظاهرة حقيقية و هي وجود العالم ! فالعالم موجود ، و وجوده يحتاج لتفسير ! و وجود خالق هو أحد التفسيرات الممكنة !
عندما ترفض فكرة الخالق فإما أنك تملك تفسيرا أفضل ! لذا قدمه لنا !
و إما أنك تعتقد أن وجود العالم لا يحتاج إلى تفسير ! و هذا يحتاج إلى إثبات ، فقدمه لنا !
أما الاحتجاج بأنك ترفض التفسير القائل بوجود خالق ؛ ﻷنه يشبه الادعاء بوجود بقرة في عطارد ! هو احتجاج باطل و ساقط !
فلو تم اكتشاف حليب في كوكب عطارد ، فوجود الحليب هناك يحتاج إلى تفسير !
فلو قال أحدهم : وجود الحليب في عطارد دليل على وجود بقرة في عطارد !
سيكون هذا التفسير منطقي جدا و محتمل !
فإما أن تقدم تفسيرا أفضل ، و إما أن تصمت !

ثانيا : تقول بأن الإنسان اخترع الدين حين عجز عن تفسير الظواهر !!
فهل تقصد أن الإنسان كان يخدع نفسه بنفسه ؟!
حيث يهدد نفسه بالعذاب وهو يدري أنه لا عذاب ؟؟!!



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 12:34 AM   رقم الموضوع : [6]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

[quote=النفيس;83811]
اقتباس:
هذه المسألة متعلقة بالجزء الأول من السلسلة ، و ليس بالجزء الثاني !


أنت قلت لي سابقا أن لديك مشكلة مع الإيمان نفسه ، و ليس مع المؤمن ! بمعنى أن الإيمان من حيث هو باطل بغض النظر عند امتلاك المؤمنين لأدلته من عدمه !!
و الآن تقول لي بأن مشكلتك مع آلهة الأديان التي تعرفت عليها !!
على كل حال ،، الإله الإبراهيمي موصوف بصفات تليق بالإله ، و صفات لا تليق بالإله !
بعض الناس يقوم بتأويل الصفات التي لا تليق ، و فهمها بالوجه اللائق بالإله !
لماذا أنت لم تفعل ذلك ؟! و انطلقت إلى رفض الإله ؟؟!!




أنا أزعم أني موضوعي و منصف لأبعد حد ممكن !
و نقلي عن الملحدين يعبر عن الروح السائدة عند معظم الملحدين !
فأنا لم أصغ أفكار الملحدين بالاعتماد على ما يقوله المؤمنون عنهم ! و إنما هي حصيلة خبرة طويلة من خلال حورات أجريتها معهم على الواقع أو في البالتوك أو في المنتديات ! إضافة إلى قراءتي لكتب كتبها ملحدون !
و ليس التحليل بناء على مفهوم لغوي كما تقول !!
لا يوجد تناقض في أقوالي
سبق أن قلت لك أن المشكلة في فكرة الايمان وليس في المؤمنين , فكرة الايمان المبني على التسليم بغير حجج قوية
والآن أنا أقول لك أن مشكلتي ليست مع كل الأديان وانما مع الأديان التي اطلعت عليها
لأنها كلها تدعو الى ايمان معاب وهو الذي قلت به سابقا
اذا جاء دين يدعو الى ايمان مبني على أدلة مقنعة بالنسبة الي , لا على التسليم أو الحجاج المصطنع (كما هو الشان في الأديان التي ذكرتها لك) فأنا أول المؤمنين
هنالك ايمان مبني كالايمان بأن جذر مربع 2 لا ينتمي الى مجموعة الأعداد الجذرية
وهنالك ايمان مسلم فيه
وهذا قصدي



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 01:39 AM   رقم الموضوع : [7]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النفيس مشاهدة المشاركة
أولا : قضية وجود خالق ليست كقضية وجود بقرة في كوكب عطارد !
قضية وجود خالق جاءت لتفسير ظاهرة حقيقية و هي وجود العالم ! فالعالم موجود ، و وجوده يحتاج لتفسير ! و وجود خالق هو أحد التفسيرات الممكنة !
عندما ترفض فكرة الخالق فإما أنك تملك تفسيرا أفضل ! لذا قدمه لنا !
و إما أنك تعتقد أن وجود العالم لا يحتاج إلى تفسير ! و هذا يحتاج إلى إثبات ، فقدمه لنا !
أما الاحتجاج بأنك ترفض التفسير القائل بوجود خالق ؛ ﻷنه يشبه الادعاء بوجود بقرة في عطارد ! هو احتجاج باطل و ساقط !
فلو تم اكتشاف حليب في كوكب عطارد ، فوجود الحليب هناك يحتاج إلى تفسير !
فلو قال أحدهم : وجود الحليب في عطارد دليل على وجود بقرة في عطارد !
سيكون هذا التفسير منطقي جدا و محتمل !
فإما أن تقدم تفسيرا أفضل ، و إما أن تصمت !

ثانيا : تقول بأن الإنسان اخترع الدين حين عجز عن تفسير الظواهر !!
فهل تقصد أن الإنسان كان يخدع نفسه بنفسه ؟!
حيث يهدد نفسه بالعذاب وهو يدري أنه لا عذاب ؟؟!!

و إما أنك تعتقد أن وجود العالم لا يحتاج إلى تفسير ! و هذا يحتاج إلى إثبات ، فقدمه لنا !

ولماذا لا تثبت لنا أنت أن العالم يحتاج الى تفسير ؟
اعتبرني في هذه المسألة لا أدريا , وأنت مؤمن , فأنت المطالب بالحجة على ادعائك , أما أنا فلا أدعي شيئا (في هذه النقطة بالذات)

ثانيا : تقول بأن الإنسان اخترع الدين حين عجز عن تفسير الظواهر !!
فهل تقصد أن الإنسان كان يخدع نفسه بنفسه ؟!
حيث يهدد نفسه بالعذاب وهو يدري أنه لا عذاب ؟؟!!/

الانسان لم يكن يخدع نفسه
الانسان كان يظن أن زوس يرسل الصواعق بعصاه من فوق السماء على وجه الحقيقة لا الخداع
لقد كان أول شيء قام به الانسان عندما تجاوز مرحلة الطبيعة الى مرحلة الوعي أو الثقافة هو البحث عن تفسير للظواهر التي يشاهدها , فعندما لم تكن في يده قوانين الطبيعة الداخلية التي تعمل الطبيعة وفقها بشكل آلي تلقائي , لم يكن له بد من افتراض وجود ذوات واعية تقف وراء تلك الظواهر , ولما كان النموذج الوحيد الذي يملكه أمامه عن ذات واعية هو الذات الانسانية أي هو , فقد تصور تلك الذوات الواعية التي تقف وراء الطبيعة وتحركها على هيئته , فكان وراء الصواعق اله يرسلها , وتحت المحيطات اله يحرك أمواجها , وتحت البركان اله يلفظ نارها , ...ولما كان البركان مخيفا ومرعبا , وكذلك الشان بالنسبة للصواعق والعواصف البحرية , فان تلك الآلهة اتخذت وجها مرعبا و مخيفا في نفسية الانسان . ردة الفعل الغريزية الحيوانية في الانسان أمام الخوف هي الهرب , لذلك كان في البداية يهرب من الصواعق والبراكين الى أماكن أكثر أمنا , لكنه بمجرد ما وضع لتلك الظواهر ذوات واعية تقف وراءها كما أسلف الذكر اكتشف أنه يمكن له أن يدخل في اتصال معها (لأنها واعية ) ويهدئ من غضبها لترفق به , فكانت الطقوس والصلوات والأدعية .
وحيث أن تلك الآلهة صيغت على نموذجه كما سبق القول , فان الصلاة لها ودعاءها واستلطافها لا بد أن يؤدي الى النتيجة المرغوبة (كما يدفع الاستلطاف والتودد و التوسل والخضوع من طرف الضعفاء بالأقوياء الى الشفقة والرحمة بهم ) , والاعراض عن ذلك سيؤدي الى العقاب البركاني أو العاصفي أو بالصواعق (حسب الاله الذي أغضبته ) , فكان الايمان بالعذاب أو العقاب
كان ذلك تاريخ نشأة الدين , رويته لك بشكل مختصر



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 01:45 AM xz24 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
xz24
عضو برونزي
 

xz24 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
ولا : قضية وجود خالق ليست كقضية وجود بقرة في كوكب عطارد !
قضية وجود خالق جاءت لتفسير ظاهرة حقيقية و هي وجود العالم ! فالعالم موجود ، و وجوده يحتاج لتفسير ! و وجود خالق هو أحد التفسيرات الممكنة !
عندما ترفض فكرة الخالق فإما أنك تملك تفسيرا أفضل ! لذا قدمه لنا !
و إما أنك تعتقد أن وجود العالم لا يحتاج إلى تفسير ! و هذا يحتاج إلى إثبات ، فقدمه لنا !
أما الاحتجاج بأنك ترفض التفسير القائل بوجود خالق ؛ ﻷنه يشبه الادعاء بوجود بقرة في عطارد ! هو احتجاج باطل و ساقط !
فلو تم اكتشاف حليب في كوكب عطارد ، فوجود الحليب هناك يحتاج إلى تفسير !
فلو قال أحدهم : وجود الحليب في عطارد دليل على وجود بقرة في عطارد !
سيكون هذا التفسير منطقي جدا و محتمل !
فإما أن تقدم تفسيرا أفضل ، و إما أن تصمت !

ثانيا : تقول بأن الإنسان اخترع الدين حين عجز عن تفسير الظواهر !!
فهل تقصد أن الإنسان كان يخدع نفسه بنفسه ؟!
حيث يهدد نفسه بالعذاب وهو يدري أنه لا عذاب ؟؟!!
نعم الكون موجود ووجوده يحتاج إلى تفسير علمي وليس إلى تفسير غامض تسميه أنت خالق، أوجد هذا الكون من العدم بطريقة شبه سحرية. هناك كثير من الفرضيات والسيناريوهات العلمية التي تفسر وجود هذا الكون أحسن ألف مرة من هذا الذي تسميه أنت الخالق الأزلي الموهوم. خالق أزلي لهذا الكون الواسع الذي لايتصوره العقل ويلزم حشرات بالنسبة له أو أقل مسماة بالإنسان في نقطة ميكروسكبية في هذا الكون تسمى الأرض، وأنا متيقن أن عقلك لن يستوعب حجمه أن يذكروا اسمه كل وقت و يرفعوا مؤخراتهم لشكر هذا الوهم!
بالرجوع إلى الفرضيات العلمية التي تفسر وجود كوننا هذا بدون ذاك الوهم الذي يعشعش في الروؤس، ماهي إلا مسألة وقت وتكنولوجيا. عندما يستطيع الإنسان حل شفرة النيوترونات وموجات الجاذبية، سنعرف الكثير عن نشأة الكون وليس خلق الكون.



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 02:12 AM xz24 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
xz24
عضو برونزي
 

xz24 is on a distinguished road
افتراضي

المغالطة السبعة ألاف...........................
ربك يقول ويؤكد أنه خلق الأرض قبل السماوات. صحيح أم غلط؟
هي حلل وناقش أيها الموهوم المسكون بسعار يسمى دين الإسلام. دين بدوي صحراوي يدعوك لمعاداة العالم قاطبة لإرضائه ولإرضاء من نشأت في كنفهم. نشأت في عائلة مسلمة، طبيعي أيها الأبله أن تكون مسلما. لو ولدت في مجتمع غير هذا لاتبعت دين والديك بدون نقاش.



  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 04:01 AM النفيس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
النفيس
عضو برونزي
 

النفيس is on a distinguished road
افتراضي

[quote]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
[u]
ولماذا لا تثبت لنا أنت أن العالم يحتاج الى تفسير ؟
لأن كل شيء حولنا احتاج إلى تفسير !
فضوء الشمس احتاج لتفسير ! و سقوط المطر احتاج لتفسير ! و وجود الإنسان احتاج لتفسير !
فما دليلك أن وجود الكون لا يحتاج إلى تفسير ؟!!

اقتباس:
اعتبرني في هذه المسألة لا أدريا , وأنت مؤمن , فأنت المطالب بالحجة على ادعائك , أما أنا فلا أدعي شيئا (في هذه النقطة بالذات)
بمجرد أن تقول بأن وجود الكون لا يحتاج إلى تفسير ، ستتحول إلى مدعي ! و سأطالبك بالدليل على كلامك !
إذا أردت أن تكون لا أدريا في هذه المسألة ، فيجب أن تقول : لا أدري إن كان الأمر يحتاج لتفسبر أو لا !!

اقتباس:
الانسان لم يكن يخدع نفسه
الانسان كان يظن أن زوس يرسل الصواعق بعصاه من فوق السماء على وجه الحقيقة لا الخداع
لقد كان أول شيء قام به الانسان عندما تجاوز مرحلة الطبيعة الى مرحلة الوعي أو الثقافة هو البحث عن تفسير للظواهر التي يشاهدها..
, لكنه بمجرد ما وضع لتلك الظواهر ذوات واعية تقف وراءها كما أسلف الذكر اكتشف أنه يمكن له أن يدخل في اتصال معها (لأنها واعية ) ويهدئ من غضبها لترفق به , فكانت الطقوس والصلوات والأدعية .
فكان الايمان بالعذاب أو العقاب
كان ذلك تاريخ نشأة الدين , رويته لك بشكل مختصر
أولا : أنت هنا تتحدث عن إله الفجوات ، و سأتحدث عنه بالتفصيل في أحد أجزاء هذه السلسلة !
ثانيا : السيناريو الذي وضعته لظهور الأديان يقوم على الترتيب الآتي :-
1- هناك ظواهر طبيعية مجهولة الأسباب !
2- اعتقد الإنسان بوجود كائنات خفية تقوم بتلك الظواهر !
3- أعطى الإنسان تلك الكائنات صفات تشبه صفات الإنسان !
4- بدأ الإنسان يتقرب لتلك الآلهة لتحميه من أخطار الظواهر الطبيعية !
5- تطورت العقيدة الدينية حتى ظهرت عقيدة الثواب و العقاب !
و من الواضح جدا أن هذا السيناريو يعاني من مشكلات كثيرة ، سأكتفي بما له علاقة بصميم الموضوع !
المشكلة الأولى : اختزال فكرة الإله ! فهناك أديان لا تربط آلهتها بأية ظاهرة طبيعية ! و هناك أديان لها إله واحد برغم تعدد الظواهر الطبيعية !
المشكلة الثانية : هذا السيناريو يفترض أن الظاهرة الطبيعية هي التي دفعت الإنسان لاختراع الإله ! وهذا يعني أن ظهور الدين جاء بعد ظهور فكرة الإله ! و بالتالي لا يصح إسقاط الإله بمجرد إسقاط الدين ! بل بنبغي إسقاط الإله بتفسير الظاهرة الطبيعية !
المشكلة الثالثة : الطقوس الدينية ليست فقط لوقف زلزال أو تجنب بركان ! بل هناك طقوس كثيرة لا علاقة لها بالظواهر الطبيعية !
و تبقى المشكلة الأكبر في السيناريو هي اختراع فكرة الإله !
فهناك فرق بين " الاكتشاف " و " الاختراع " !
فالاكتشاف يتمثل في أمر موجود و لكن لم ينتبه الناس لوجوده ! بأن يكتشف الإنسان بأن الإله الذي يعتقد بوجوده مسبقاً، هو من يقف وراء الظاهرة الطبيعية بشكل مباشر !
و الاختراع بتمثل في إيجاد أمر لم يكن موجودا ! بأن يخترع الإنسان الإله ليفسر الظاهرة الطبيعية !
فالسؤال : هل الإنسان أوجد الإله بسبب الظاهرة الطبيعية ؟! أم أن الإنسان أوجد رابطا بين الإله الظاهرة الطبيعية ؟؟!!

و من ثم هناك سيناريوهات أخرى كثيرة لتفسير إله الفجوات ، أفضل من السيناريو الذي يردده اللادبنيون !
و هو : أن إله المطر و إله الشمس و إله الزلازل و غيرها الآلهة ، هي عبارة عن تحريف بشري لعقيدة الملائكة ! حيث أخبر الله البشر في الرسالات الأولى بوجود ملائكة لها أدوار مختلفة ! فقام البشر بتحويلهم إلى آلهة و إعطائهم صفات بشرية !!



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أين, الإلحاد, الأساس, الثاني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لحم الخنزير حلال والقرآن يقصد بالتحريم لحم الغنم! أفلاطون ساحة النقد الساخر ☺ 21 01-07-2018 01:08 AM
هدم الإلحاد بالمنطق ! نور الحق ساحة النقد الساخر ☺ 76 07-11-2017 11:07 AM
هدم الإلحاد : { هدم الأساس الثالث } النفيس حول الحِوارات الفلسفية ✎ 40 11-26-2016 03:44 PM
هدم الإلحاد : { هدم الأساس الرابع } النفيس حول الحِوارات الفلسفية ✎ 33 11-25-2016 03:11 AM
هدم الإلحاد : { هدم الأساس الأول } النفيس حول الحِوارات الفلسفية ✎ 72 10-27-2016 03:34 PM