شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 04-19-2020, 08:23 PM شاهين غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
شاهين
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية شاهين
 

شاهين is on a distinguished road
افتراضي " الخالق لا يلعب النرد والموت ليس نهاية الحياة"


" الخالق لا يلعب النرد والموت ليس نهاية الحياة"
شاهينيات 1426
العنوان أعلاه مقتبس من عبارة محورة لألبرت آينشتاين سيأتي ذكرها .. والمناسبة هي القلق العالمي الذي أحدثه فيروس كورونا، بحيث راح كثيرون يتساءلون عن جدوى الحياة والغاية منها إذا كان مصيرنا إلى الموت .. كتبت كثيرا عن كل ما يتعلق بالغاية من الوجود والحياة والموت ووجود الانسان وكررت ذلك كثيرا إلى حد الملل .. وأظن أن متابعي باتوا على معرفة مقبولة بالأمر، بحيث باتوا يدركون أن الموت ضرورة لتجدد الحياة واستمرارها وأنه مرحلة في العودة إلى الأصل الطاقوي الذي جئنا منه . وبما أن الأصل ليس إلا طاقة عقلانية فمصيرنا يكمن في العودة إليها استنادا إلى أن الطاقة لا تفنى ولا تموت وفي حاجة إلى تجدد دائم .
هذا الوجود هو قلقي الدائم بالتأكيد ومنذ أن وعيت الحياة، وتفرغت له بقدر ما منذ أكثر من ربع قرن ، وهو ما يدفعني دائما إلى التنوع في قراءاتي العلمية والفلسفية بحيث أصبح الأدب والنقد في الدرجة الأخيرة من قراءاتي.. وأكثر ما يشغلني حاليا هو الفلسفة والفيزياء النظرية . ولم أجد في مكتبتي فيزيائيا أفضل من كتاب ميشيو كاكاو "فيزياء المستحيل " لأعيد قراءته.
عالم الفيزياء عالم مفعم بكل ما هو غريب وعجيب ويفوق أي تصور مهما كان . من يتصور مثلا وعلى ضوء نظريات الفيزياء الكمومية أن يأتي يوم نفتت فيه ذرات أجسادنا وننقلها إلى مكان ما في الكون ونعيد تجميعها هناك ؟! والأغرب من ذلك بماهوشبه مستحيل، أن نضع هذه الذرات في أماكن مختلفة ونعيد تشكيل الكائن من كل ذرة منها بحيث يصبح لدينا ملايين النسخ من الكائن نفسه؟!!! أكيد هذا عمل لن يقدر عليه في أيامنا إلا الآلهة إن وجدت أو القائم بالخلق أو الخالق إن شئتم ، ولكن، وبما أن الإنسان قد تخيل ذلك وتوقع حدوثه على ضوء المعطيات الفيزيائية التي توصل إليها ولو بعد مليار سنة ، أو بعد مليارات ، فإن من المؤكد أن القائم بالخلق والموجود ربما منذ عشرات المليارات من السنين قبل الانفجار الكوني ، وبعد أربعة عشر مليارا من حدوثه، قد توصل إلى ذلك منذ زمن مديد ، ولذلك لن يصعب عليه إطلاقا أن يعيد تجميع ذرات أجسادنا المتوفاة ليدمجها مع طاقته الكونية كي لا تفنى ، فهو في حاجة أيضا إلى تجدد طاقته الكلية ، وكذلك لن يصعب عليه إعادة تجميعها في الكائن نفسه أو في أي كائن آخر أو كائنات أخرى كما يرى البشر من أتباع عقيدة تناسخ الأرواح، وحتى كما يرى بعض الفكر الديني من إعادة إحياء الموتى .
حيرني هذا الالكترون ألموجود من أصغر ذرة في أجسادنا مرورا ببيوتنا وتلفزيوناتنا وكمبيوتراتنا وهواتفنا وكل أدواتنا الالكترونية وانتهاء بأكبر مجرة ، حيرني وجوده إلى حد أنني قلت في مقالة سابقة لي أن سر الألوهة قد يكمن فيه ، فهو وكما يقول علماء الفيزياء " جسيم ، لكن احتمال العثور على هذا الجسيم يعطى بمعادلة شرودينغرالموجية ، فكلما كبرت الموجة زاد احتمال العثور على الجسيم عند تلك النقطة "(1)" وبهذه التطورات أدخلت المصادفة والاحتمال فجأة إلى قلب الفيزياء .. انك لا تستطيع أن تعرف سرعة إلكترون ومكانه بدقه في الوقت ذاته . ولا يمكنك أيضا معرفة طاقته بدقة مقاسه خلال فترة زمنية معينة ، وعلى مستوى الكوانتم تخترق قوانين التفكير السليم الأساسية كلها:
" يمكن للإلكترونات أن تختفي ثم تظهر في مكان آخر، ويمكن لها أن تكون في اماكن عدة في الوقت ذاته "(2)
حتى آينشتاين نفسه احتار في أمر الالكترون والفيزياء الكمومية فكتب قائلا " تستوجب ميكانيكا الكوانتم قدرا كبيرا من الاحترام ، لكن صوتا داخليا يقول لي ، إنها ليست الحقيقة النهائية . إن النظرية تقدم الكثير ، لكنها لا تقربنا من سر الإله . وبالنسبة إلي على الأقل فانا مقتنع بأنه لا يلعب النرد " (3)
أجل إن الخالق أو الطاقة القائمة بالخلق أو الله إن شئتم لا يلعب النرد ، فمن أمضى عشرات مليارات السنين في صنع منظومة دقيقة بقدر كبير للوجود لم يكن يلعب على الإطلاق بل كان يجرب إلى أن وصل إلى ما وصل إليه ، وما يزال يعمل ليصل إلى ما هو مطلق أو أقرب إلى المطلق . وأن له غاية بالتأكيد وأن لوجود الانسان غاية أيضا ، وأن عملية الخلق تكاملية بينه وبين الانسان ، فالخالق أوجد الوجود والحياة، والانسان هو من سيوجد الحضارة الانسانية لتكتمل عملية الخلق بين الخالق والمخلوق، ويكتمل معنى وحدة الوجود ليرى الخالق نفسه فيها على الوجه الأكمل . وحينها قد تتوفر الشروط الملائمة لتوقف الموت والعيش في حياة أبدية . لكن وبما أن هذه الشروط لم تتوفر فالموت سيظل قائما إلى أجل غير محدود .. لستم في حاجة لأن أكرر لكم ما كررته كثيرا . وهي أن الغاية من الوجود هي بناء حضارة انسانية أرادها الخالق ، ليرى ذاته فيها ، وأن هذه الغاية لن تتحقق ، إلا على قدر كبيرمن قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. ودون ذلك لن تكون هناك حضارة .
والآن آخي القارئ قبل أن أتوقف سأدعوك إلى التفكير في نقيض الموت أي الحياة لكي تتوصل إلى أن الموت ضرورة .. فما الذي سيحدث لو لم يكن هناك موت .. حاول أن تطرح السؤال على جوجل إذا لم يسعفك عقلك .. وقد تصبح عالما إذا ما ثابرت على طرح أسئلة من هذا النوع على نفسك وعلى جوجل بين يديك ! وآمل أن يعلق بعضكم بما توصل إليه على هذا المقال ..
محبتي يا أصدقائي .. ولا تنسو أن البشرية بعد كورونا ستضطر إلى الدخول في نمط جديد للحياة .. أما ماذا ستكون عليه الحال بعد قرابة مائة عام على الأكثر .. على الأغلب لن نجد من يترحم علينا فما بالكم بأسلافنا وكل معتقداتنا ونظمنا الأجتماعية كل ذلك سيكون قد دخل طي النسيان، وأصبح مكانه أرشيف تاريخ الأمم !!؟؟ إلى اللقاء.
محمود شاهين
هوامش:
الهوامش كلها من كتاب ميشيوكاكو فيزياء المستحيل.



:: توقيعي ::: https://www.facebook.com/profile.php...6%3A1554662450
رابط موقعي في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=7683
وحين التقينا يا إلهي بعد كل هذا العناء من البحث عنك
وجدت نفسي أمام نفسي!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الخالق لا يلعب النرد والموت ليس نهاية الحياة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع