شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-10-2020, 12:22 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي وادي الدموع ...


"إنَّ إلغاء الدين، من حيث هو سعادة وَهْمِيَّة للشعب، هو ما يتطلبه صنع سعادته الفعلية. أنْ تَطْلُبَ تخلِّي الشَّعب عن الوَهْم حول وضعه هو أن تَطْلُبَ التخلي عن وضعٍ بحاجة إلى وَهْم. فَنَقْدُ الدِّين هو بداية نَقْدِ وادي الدموع الذي يُؤَلِّف الدِّين هَاَلَته العُليا"
كارل ماركس
حول الدين (نقد فلسفة الحقوق عند هيغل)

1.
كالعادة وكما هو دائماً نلتقي بقدرة ماركس على قول الحقيقة المُرَّة ببضع كلمات ممزوجة بطاقة هائلة من التهكم والتراجيديا:
ــ "وادي الدموع"!
هكذا يسمي طقوس الدين. فهل كان يدرك بأنَّ ما يقوله ليس مجرد صورة مجازية بل حقيقة صلبة مرئية؟!
إنَّ كلَّ مَنْ يعرف عن قُرْبٍ الثقافة الشيعية سوف يصطدم بهذا التعبير الذي يُعَبِّر وبصورة مذهلة عن "النشيد البكائي" الشامل الذي ينخرط فيه مئات الآلاف من بسطاء الشيعة، والذين لا يعرفون عن "العقيدة الشيعية" أيَّ شيء آخر غير "الأئمة المعصومين" والبكاء على "الحسين الشهيد"!
إنَّ هذا النحيب المستديم على "الحسين المظلوم" قد حلَّ بطريقة لا يتصورها العقل مكان رؤية الظُلم والعوز وغياب العدالة والمساواة اليومية. ولأنَّ هذا "النحيب" هو من اختصاص النساء بدون منافسة، فإن المراقب لن تفوته حقيقة كونِ النساء هنَّ الصفوف الأمامية التي تتحمل كلَّ هذه المظالم: مظالم الدولة ومظالم الدين الإسلامي ومظالم التخلف الاجتماعي (النظام الأبوي الرجولي).
المرأة "العربية" هي مادة "الهولوكست العربية"! إنَّها وُقُود الحريق البشري المشتعل والذي لم ينطفئ يوماً على امتداد تاريخ الإسلام:
ــ "الرجال قوامون على النساء"!
ــ "... فاتقوا الدنيا والنساء. فإن أول فتنةِ بني إسرائيل كانت في النساء"!
ــ "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من وجه ربها في قعر بيتها"!
ــ "إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا"، وفي لفظ "فهي زانية". حسن صحيح أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
ــ "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيا، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم"!
ــ "عن أبي أسيد الأنصاري أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنساء: استأخرن فإن ليس لكُن أن تحْقُقْنَ الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. حسن أخرجه أبو داود"!
ــ " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله" صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجه"!
ــ " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه". صحيح أخرجه أحمد وابن ماجد وابن حبان"!
ــ "قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أيمـا امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة)) رواة أبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان "!
ــ "عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح"!
و ...
و ...
و ...
وغيره الكثير من الهراء ...
وغيره الكثير من انحطاط التفكير المثير للغضب والرثاء ...
2.
غير أنَّ تعبير "وادي الدموع" يقول لنا أشياء أكثر من ذرف الدموع. إنه يستدعي في الذاكرة "وادي السلام"، أكبر مقبرة في العالم والتي تقع على مسافة قصيرة من قبر علي ابن أبي طالب في مدينة النجف العراقية. وهي المقبرة "الشيعية" التي يصرُّ العراقيون ــ الشيعة، الفقراء منهم والأغنياء، وأينما كانوا على دفن موتاهم فيها رغم بُعدُ المسافات (من المدن البعيدة) ودرجات الحرارة المرتفعة ما بين شهري حزيران وتشرين الأول تقرباً من "الإمام" الذي سوف يشفع لهم عند الله عن ذنوبهم وخطاياهم!
في دروب هذه المقبرة الكالحة والمتربة، والتي تحتل مساحات واسعة جرداء تكاد تخلو من الشجر أو الزرع، يكون في وسع المرء أن يشاهدَ مَشْهَدَ "وادي الدموع" الواضح المعالم: القبور الكالحة اللون والشمس المحرقة في فصول الصيف ودموع النساء الغزير!
إنه بكاء ملحمي يعيد إلى الذاكرة قصيدة "رثاء أور" البابلية ونحيب النساء المتعالي في ملكوت الظلم!
إنها الدموع ولا شيء آخر .. نوعاً من التنفيس عن الآمال المحبطة والحقائق المغيبة والمظالم المُتَسَتَّر عليها وجور الحكام ومحرمات الدين والفاقة والتخلف وغيرها الكثير!
لا أحَدَ يرى بصيصاً من الأمل ولا نوراً في آخر النفق.
ماضٍ ملطخ بالظلم وحاضر كئيب ومستقبل مجهول النتائج!
هذا هو "وادي الدموع" العربي ـــ الإسلامي!
هذا هو "وادي السلام" .. النهاية الوحيدة المنتظرة: قبر كالح كئيب مترب بجوار "الإمام"!
فأيُّ فردوس هذا؟
وأيُّ حلم سهل التحقيق؟!
3.
هذا هو ملكوت الوهم الشامل ـــ يدخل فيه الناس أفواجاً.
إنه الملكوت الوحيد المسموح الدخول إليه على الأرض. إنَّهُ بالمجان: لا يحتاج إلى تذكرة للدخول ولا "واسطة" يتوسط بها المرء عند الحكام!
فمصانع الأوهام لا تستخدم إلا مواداً أولية "طبيعية" رخيصة، بل حتى بدون ثمن، قائمة في عقول الناس ـــ هي التخلف ـــ والناس أنفسهم هم "البروليتاريا"!
4.
من الصعب على العقل المستيقظ أن يفهم كيف يمكن أن يحدث كل هذا في زمن صعود العلوم الطبيعية والتطور التكنولوجي العاصف!
كيف يمكن أنْ يرسل مواطناً أبنائه إلى المدرسة ليتعلم معارف علمية وهو يؤمن بعقيدة ترفض أيَّ نوع من حقائق العلوم؟
للأسف ورغم مشروعية هذا النوع من الأسئلة فأنَّها لا تؤدي إلى إجابات محددة من غير معرفة آليات التطور الاجتماعي وعلاقته بتطور الأفكار والعقائد.
إن الفكر والإيديولوجيات لا ترتبط بالواقع التاريخي ارتباطاً آلياً وزمنياً من غير انفصام. فالمنتجات الروحية لعصر معين تظل مستمرة في عقول الناس حتى بعد أفول هذا العصر بالذات. خلافا للعالم الروحي للناس فإنَّ التغير المادي للحياة له طابع حاسم وواضح. إنَّ ما يسمى بالبناء الفوقي للبناء الاجتماعي لا يمكن أنْ يكف عن الوجود بصورة أوتوماتيكية حال زوال القاعدة التحتية ــ المادية. فأغلب الأفكار والتقاليد والعادات والعقائد القديمة الناتجة عن القاعدة المادية السابقة تستمر بالوجود، بل وقابلة على الاستمرار حتى في ظل البناء الاجتماعي الجديد ولا يمكن زوالها ببساطة وبصورة آليه.
لإزالة بقايا البناء القديم يحتاج البشر إلى إرادة التطور الروحي المزامن للتطور العلمي والتكنولوجي ولا يمكن أن توجد هذه الإرادة أو إنها ستكون عاجزة عن العمل بدون شرط أساسي حاسم: إرساء قواعد المجتمع الحر التعددي الديمقراطي. وإنَّ قيام مثل هذا المجتمع لا يكون من غير تدخل الدولة عبر القوانين التي يشرعها المجتمع.
ولكي يستطع المجتمع الجديد من خلال سلطة الدولة المفوضة من قبل هذا المجتمع أن يرسي أسس التعددية ويتحرر من سلطة الدين فإنه لا مناص من انفصال الدولة عن الدين.
فماذا يعني عملياً انفصال الدولة عن الدين؟

قريباً:
فصل الدين عن الدولة



التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 10-31-2020 الساعة 10:06 AM. سبب آخر: عدم ظهور الصورة
  رد مع اقتباس
قديم 01-10-2020, 04:35 AM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

عزيزي ..
العالم الثالث عموما يستورد التقنيه ومنتجات العلم الحديث لكنه ينفر اشد النفر من العلم كنظريه والاشد ثقافة الغرب في الحريه والتحرر ..فهكذا التقنيه تلعب دورا سلبيا في هذه المجتمعات حيث انها تحدث التخلف او تطيل في عمره!

بالنسبة للاستبداد والدولة في العالم العربي الاسلامي ..في التاريخ الاسلامي هناك نقطه مثيره للاهتمام وهذه فارقه مع التاريخ المسيحي الغربي والهندي مثلا وهي ان رجل السياسه كان هو المتحكم برجل الدين ..في العصور الوسطى اىمسيحيه الى فترة معينه كان البابا يفعل كل شيء الى ان جرى تحجيمه في القرن ١٤ و١٥ ..اما في التاريخ الاسلامي فرجل السياسه والملك هو المتحكم برجل الدين وهذه الظاهرة ماثله في عصرنا هذا ..انظر مثلا لال سعود فالملك هو الذي يقرر شكل الدين ورجال الدين يتبعوه..وكذا في الدول الاخرى ..ربما في مصر مختلفه بعض الشيء حيث الازهر لديه خطوط حمراء لايتخطاها الحكم ..
لكن لازالت السياسه تتحكم في الدين. ما اريد ان اصل اليه ان الاستبداد ليس ناشئ من الدين فقط انما من الحكام وهذه من ثقافة شرقيه قبيله الاعراف والعادات والتقاليد هي في غايه من التخلف فهناك سيطرة للاعراف البدويه والريفيه وانتكاسه للمدنيه ..الثقافة العربيه قائمه على الطاعه لذلك هي منبع فعلي للاستبداد

بالنسبه للبنيه الفوقيه فالاسلام اثر على الواقع المادي وهو تأثر ايضا هناك ديالكتيك ..لكن لازلت ارى ان الاسلام هو انعكاس لثقافه فقيره ماديا وبالتالي روحيا..ثقافة البدو ..النبي محمد لم يترك اي دلائل او وصايا لكيفبة حكم الدولة ببساطة لان التاريخ والظروف انذاك حكمته فلم يكن لديه تصور في المستقبل ..وهكذا تجديد بنية الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مهم وكذلك هناك ضرورة شامله لاصلاح ثقافي



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الدموع, واحد, وادي، الدموع، السلام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع