شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-19-2020, 11:07 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي البدايات: من تاريخ إلحادي [2]

أكنتُ محظوظاً يا تُرى؟
ربما، وبقدر ما يتعلق الأمر بالمحيط العائلي!
إن غياب الله في حياتي، في مَرْحَلَتَي الطفولة والصبي، لم يكن سماء خالية من الغيوم وأراضي آمنة من غير أعاصير. فقد كانت المدرسة هي "المصيدة" التي تترصدنا وتقيس درجات الإيمان في "قلوبنا". لم يكن هذا في دروس مادة "التربية الدينية فقط". بل كان هناك على امتداد المراحل الدراسية الثلاث الكثير من "المتبرعين" لمراقبة ما يحدث في عقولنا وما ترتكبها ألستنا من "ذنوب". وعلى رأس هؤلاء "المتلصلصين" على عقولنا مدرس قمئ الخلقة والأخلاق للغة العربية في الصف الثالث المتوسط، إذا لم تخني الذاكرة. كانت هذه بداية إدراكي بأنني "معادٍ" للعالم الذي أعيش فيه و"مرفوضٍ" من قبله وعليَّ الاحتراس. "فلامبالاتي إزاء الدين"، وهذا ما كان في البداية، معادلاً لارتكاب جرائم يعاقب عليها "القانون" (الفقرات غير المكتوبة في القوانين العربية!).
أُولى التحديات كانت في أحد دروس الإنشاء وبعد مرور فترة قصيرة على "عيد الأضحى". أعطانا المدرس واجباً بيتياً لكتابة إنشاء تحت عنوان: "عيد الأضحى المبارك!". حينئذ وعيت لأول مرة على "وقاحتي"، على حد قول المدرِّس، وكان عليَّ الدخول (كما يقول السياسيون الحركيون) في مرحلة "العمل السري". ففي الصفحات الأربع التي كتبتها (ولدهشتي الآن) لم استخدم ولا مرة كلمة "مبارك"؛ ولم أتحدث عن الصلاة ولا تقديم الأضاحي؛ ولم أتحدث عن "فرح الأطفال بالعيد" ولا "ابتهالات الكبار"؛ لم أشر لا من قريب ولا من بعيد إلى "حج بيت الله الحرام"! ولم "أشكر الله على نعمته"؛ و"لم استشهد بآية من القرآن". فقد كان إنشاءً لا وجود للدين فيه والله ينأى بعيداً عن الأرض.
كنت باختصار: "وقحاً" و"كان قلبي خالياً من دفء الإيمان"، كما وصفني المدرس! ولم أكن متأكداً آنذاك فيما إذا كان عليَّ أنْ أفرح لهذه الأوصاف أم أحزن!
فعلى امتداد الصفحات الأربع تحدثت عن عائلة فقيرة في حَيْنَا كانت الأم تجمع فضلات الطعام وتحمله إلى البيت. ولم يعرف أطفالها في ذلك "العيد المبارك" لا الهداية ولا "فرح الأطفال" ولا "ملابس العيد الجديدة". لا شيء آخر غير مظاهر العوز والفاقة والله كان بعيداً عنهم! والطامة الكبرى أنني لم أكشف عن أية مشاعر شخصية بمناسبة "عيد الأضحى المبارك" وكنت "وقحاً" حقاً عندما تساءلتمن غير أية ضغينة ولا استخفاف: لماذا يترك الله هؤلاء الأطفال؟ وتحدثت عن زوجها السكير الذي يقضي طوال الوقت بعد العودة من عمله (وعندما ليس لديه نقود يسكر بها) في الجلوس مع آخرين عند عتبة باب الجامع القريب!
وبعد توبيخ طويل، ذكرت بعضاً من مكوناته، وأوفر على القارئ البعض الآخر، قال مدرسة العربية بثقة عالية:
- من أين تعرف بأن الله قد تركهم؟ إن الله لا يترك عباده (أو شيء من هذا القبيل)!
هذه كانت بداية إدراك أكاذيب المتدنين من جهة، وأن ما أقوله وما أفكر به يخضع للعقوبة ولمواقف العدائية وعلى ما أفكر به أن يبقى هناك حيث هو في تلافيف الدماغ حتى "يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود"، من جهة أخرى!
وعندما حللت في ملكوت المرحلة الإعدادية فإن "اللوحة" قد اتضحت ومعالم الطريق قد أخذت بالظهور و"الكلمة" الدالة، والمخيفة بعض الشيء، أخذت تدوي في أذني: ملحدٌ!



  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المسعودي على المشاركة المفيدة:
AdminMaster (12-09-2020)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلحادى, البدايات, البدايات، من تاريخ إلحادي، ولدتُ لا دينياً، شكوك، أسئلة، غياب الله, تاريخ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع